8440 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس وسريج قالا ثنا فليح عن سعيد بن عبيد بن السباق عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قبل الساعة سنون خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة قال سريج وينطق فيها الرويبضة
تعليق شعيب الأرنؤوط على مسند الأمام احمد : إسناده حسن
1887 - " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن
فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟
قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 508 :
أخرجه ابن ماجة ( 4042 ) و الحاكم ( 4 / 465 ، 512 ) و أحمد ( 2 / 291 )
و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 30 ) من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي
عن إسحاق بن أبي الفرات عن المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
كذا قالا و هو عجب ، سيما من الذهبي ، فإنه أورد ابن قدامة هذا في " الميزان "
، و نقل تضعيفه عن جمع ، و قال في " الضعفاء " : " قال أبو حاتم و غيره : ليس
بالقوي " . و إسحاق بن أبي الفرات قال الحافظ : " مجهول " . لكن للحديث طريق
أخرى يتقوى بها يرويه فليح عن سعيد بن عبيد بن السباق عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ
: " قبل الساعة سنون خداعة ... " الحديث دون قوله : " و ما الرويبضة ... " .
أخرجه أحمد ( 2 / 338 ) .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن السباق ، و هو ثقة . لكن
فليح و هو ابن سليمان الخزاعي فيه كلام من قبل حفظه ، حتى قال الحافظ : " صدوق
يخطىء كثيرا " . فالحديث بمجموع الطريقين حسن . و له شاهد يزداد به قوة يرويه
محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " إن أمام
الدجال سنين خداعة ... " الحديث مثله إلا أنه قال : " الفويسق يتكلم في أمر
العامة " . أخرجه أحمد ( 3 / 220 ) . و رجاله ثقات لولا عنعنة ابن إسحاق .
فقد روي هذا الحديث من مسند أبي هريرة , و أنس , وعوف بن مالك رضي الله عنهم , وحاصل ما ورد من تعريفات الرويبضة أنه:
1- السفية ينطق في أمر العامة.
2-سفلة الناس .
3-الفويسق يتكلم في أمر العامة .
4-الفاسق يتكلم في أمر العامة .
5- من لا يؤبه له.
6-الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
7- الوضيع من الناس .
فهذه سبع تعريفات للرويبضة وردت في الرواية , مما يدل على عدم ضبط لفظها , وكلها ضعيف لا يصح منها شيء , ومعانيها متخالفة متضادة ؛ فإن :من لا يؤبه له ليس بالضرورة أن يكون من الفساق , بل وردت أحاديث في مدح هذا الصنف الخفي الغني التقي , وهذا غير المراد من التعريفات الأخرى مثل قوله الفاسق , الفويسق , الوضيع ...الخ. فإن المراد منها الذم , والتحذير من هذا الصنف.
وهذه طرق الحديث:
1- حدث أبي هريرة:
رواه الحاكم ( 4/ 513 / 8439) عن عبد الملك بن قدامة الجمحي عن إسحاق بن بكر بن الفرات عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" تأتي على الناس سنوات جدعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيهم الرويبضة قيل يا رسول الله وما الرويبضة قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".
وأخرجه أحمد 2/291) , وأبو بكر الشافعي في الفوائد (الغيلانيات) (331) , والشجري في الأمالي ( 3 /96) و ( 3 / 112) عن موسى بن سهل بن كثير.
كلاهما عن يزيد بن هارون أنبأ عبد الملك بن قدامة عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة ، فذكره.
هكذا بإثبات الأب في السند
وأخرجه ابن ماجة (4036) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
والشجري في الأمالي ( 3 / 75) عن أبي بحر محمد بن الحسن ابن كوثر البربهاري.
كلاهما (ابن أبي شيبة , البربهاري) عن يزيد بن هارون ، قال : حدثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي ، عن إسحاق ابن أبي الفرات ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، فذكره. ليس فيه (عن أبيه) .
وكذا رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (185) حدثنا علي بن زيد الفرائضي ثنا أبو يعقوب الحنيني ثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي , فسقط منه قوله : عن أبيه أيضا.
ولعل هذا الاضطراب من ضعف ابن قدامة , أو شيخه إسحاق كما سيأتي الكلام عن حالهما قريبا.
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد , ولم يخرجاه
قلت: بل لا يصح بل هو إسناد مدني ضعيف , لضعف عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحى القرشى المدنى ( أخو صالح بن قدامة )
قال ابن معين :صالح. وقال البخاري: يعرف وينكر .وقال أبو حاتم :ضعيف الحديث ليس بالقوي يحدث بالمناكير عن الثقات. .وقال الدارقطني يترك
قال الذهبي وابن حجر : ضعيف
انظر : "تهذيب الكمال" ( 18/380) , و"التقريب "( 4204 )
وهو ممن روى عنه مالك
وقال البوصيري في"مصباح الزجاجة" ( 4 / 191) : "هذا إسناد فيه مقال إسحاق بن بكر بن أبي الفرات قال الذهبي في الكاشف مجهول وقال السليماني منكر الحديث وذكره ابن حبان في الثقات قلت: إسحاق بن بكر- أبي الفرات- المدني. قال مسلمة بن قاسم الأندلسي : مجهول.وقال الحافظ: مجهول.
انظر: "تهذيب الكمال" 2/468 رقم 377. تهذيب التهذيب (1 / 216 )
و" التقريب " ( 378).
ورواه الحاكم( 8564 ) عن عبد الملك بن قدامة الجمحمي عن إسحاق بن أبي بكر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه به , وزاد: قال ابن قدامة : و حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن المقبري قال : و تشيع فيها الفاحشة
وقال :"هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه و هو من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن المقبري غريب جدا ".
قلت: السند الثاني يعني قال ابن قدامة : و حدثني يحيى بن سعيد ...موصول وليس معلقا وهو ضعيف كذلك.
وله طريق أخرى عن أبي هريرة أحسن منها دون تعريف الرويبضة : يرويها سعيد بن عبيد بن السباق ، عن أبي هريرة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قبل الساعة سنون خداعة ، يكذب فيها الصادق ، ويصدق فيها الكاذب ، ويخون فيها الأمين ، ويؤتمن فيها الخائن ، وينطق فيها الرويبضة.
أخرجه أحمد 2(/338) عن فليح ، عن سعيد بن عبيد بن السباق ، فذكره.
قلت: وسنده حسن , وهو أحسن المتون في هذا المعنى.
ورواه نعيم بن حماد في الفتن ( 1470 ) عن يزيد بن عياض عن سعيد بن عبيد بن السياق قال سمعت أبا هريرة رضى الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يكون قبل خروج المسيح الدجال سنوات خدعة يكذب فيه الصادق ويصدق فيها
الكاذب ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ويتكلم الرويبضة الوضيع من الناس
قلت: يزيد بن عياض هو ابن جعدبة متروك وكذب. وزاد تعريف الرويبضة .
تنبيه :
عزا الشاطبي في الاعتصام"(2/174) حديث أبي هريرة هكذا قال :" وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قبل الساعة سنون خداعا يصدق فيهن الكاذب ويكذب فيهن الصادق ويخون فيهن الأمين ويؤتمن الخائن وينطق فيهن الرويبضة قالوا : هو الرجل التافة الحقير ينطق في أمور العامة كأنه ليس بأهل أن يتكلم في أمور العامة فيتكلم".
قلت: وهو وهم شديد.
وجاء تعريف الرويبضة مرفوعا من حديث أنس إلا أنه معل وهذا تفصيله :
ب- ورد هذا الحديث عن أنس وله عنه طرق:
1- قال الطبراني في "الأوسط" ( 3258) حدثنا بكر قال نا عبد الله بن يوسف قال نا أبن لهيعة قال نا عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن عبد الله بن ابي طلحة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين يدي الساعة سنون خداعة يتهم فيها الأمين ويؤتمن المتهم وينطلق فيها الرويبضة قالوا وما الرويبضة قال السفية ينطق في أمر العامة
قلت: وهو سند ضعيف منكر , بكر هو الدمياطي , ضعيف
وابن لهيعة ضعيف
وعبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبو طوالة ثقة من صعار التابعين
وعبد الله بن ابي طلحة تابعي كبير ثقة
2- وروي عن عبد الله بن دينار عن أنس :
وقد اختلف علي عبد الله بن دينار فيه : فرواه عبد الرزاق ( 20803 ) عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن عبد الله بن دينار- هو القرشي العدوي المدني - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"بين يدي الساعة سنين خوادع يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وتنطق الرويبضة في أمر العامة قال قيل وما الرويبضة يا رسول الله قال سفلة الناس ".
قلت: وهو مرسل صحيح وهو أصح من الموصول الآتي .
أما الخلاف فيه: فكذا قال سعيد بن عبد الرحمن الجحشي , عن عبد الله بن دينار - وثقه النسائي وفي التقريب صدوق- وخالفه ابن إسحاق فوصله بذكر أنس
وهو التالي:
2- أخرجه ابن عدي في الكامل (6/105 ) , والطحاوى في "مشكل الآثار " (1 / 405) عقب حديث عوف وأحال على لفظه فقال: وبه- يعني من طريق أبي كريب ثنا يونس بن بكير - عن ابن إسحاق عن عبد الله بن دينار عن أنس مثله غير أنه قال: قيل يا رسول الله وما الرويبضة ؟ قال:" الفويسق يتكلم في أمر العامة".
وخرجه الإمام أحمد (3/220 ) والطحاوي في " مشكل الآثار "( 1 / 405), والطبراني في " الأوسط " ( 3270 ) , وأبو يعلى ( 3715 ) , و ابن أخي ميمي الدقاق في الفوائد ( 1 / 129) كلهم عن عبد الله بن إدريس عن ابن إسحاق عن عبد الله بن دينار عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ويتكلم فيها الرويبضة قيل :وما الرويبضة؟ قال :الفويسق يتكلم في أمر العامة".
قلت: وهذا السند على ما فيه من علة ظاهرة وهي المخالفة فقد استنكره أطباء العلل:
1- ذكره ابن أبي حاتم في (( العلل)) ( 2 / 423/2792) وقال أبوه: لا أعلم أحدا روى عن عبدالله بن دينار هذا الحديث عن محمد بن اسحاق , ووجدت في رواية بعض البصريين عن عبدالله عن المثنى الانصاري عن عبدالله بن دينار عن أبي الازهر عن انس عن النبي بنحوه قال أبي :"ولا ادري من أبو الازهر هذا!! قلت: من الذي رواه عن عبدالله بن المثنى؟ فقال :حجاج الفسطاطي. قال أبي :لو كان حديث ابن اسحاق صحيحا لكان قد رواه الثقات عنه".
قلت: وهذ استنكار منه للسند , وقد قيل إن عبدالله بن دينار ليس هو الثقة المعروف بل هو شامي لا يعرف , ففي تاريخ دمشق ( 28 / 41) ساق ابن عساكر بسنده عن سعيد بن عمرو البردعي - وهذا في سؤالات البرذعي (1/329 وص331) قال :قلت يعني لأبي زرعة الرازي : عبد الله بن دينار الشامي؟ قال :شيخ ربما أنكر ! قلت: يقال: إن عبد الله بن دينار الذي يروي عن أنس حديث الرويبضة هو هذا؟ قال: لا , ابن إسحاق ما له , وهذا !!
قال أبو عثمان البردعي: وقد كان رجل من أصحابنا ذاكرني بهذا الحديث عن شيخ ليس عنده بمأمون عن أبي قتيبة عن عبد الله بن المثنى عن عبد الله بن دينار عن أبي الأزهر عن أنس فذكرت لأبي زرعة هذا أنه صاحب أنس ولم أجسر أن أذكر له أنه من رواية هذا الرجل لأنه لم يكن يرضاه فقلت له هو هذا الشامي فأجابني بهذا".
قلت: معنى هذا أن هذا الرجل غير الثقة قد نسب عبد الله بن دينار شاميا , وهو غلط منه بل هو الثقة القرشي المعروف لذا استنكر هذا السند ؛ لأن ابن إسحاق لا يعرف له رواية عنه , فنحن أمام سند غريب , ويقرب من الغلط أكثر من الصحة , ولو مشينا على الظاهر , فابن إسحاق مدلس , واختلف عليه فيه أيضا
لكن العلة الصحيحة جاءت من غرابة السند ذاته .
وقد ظهر الرجل المبهم هذا في كلام أبي حاتم , وهوحجاج الفسطاطي , وهو حجاج بن نصير الفساطيطي القيسي, وهو ضعيف , وكان يتلقن.
وكذا استنكره ابن معين :
فذكر ابن عدي في الكامل (6/105 ) بسنده عن عباس الدوري , وهو في تاريخه (565 ) سمعت يحيى يقول :محمد بن عمرو أحب إلي من محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن أبي سفيان وابن أبي بكر قالا: ثنا عباس سمعت يحيى بن معين يقول : لم نسمع من عبد الله بن دينار عن أنس إلا الحديث الذي يحدث به محمد بن إسحاق , يعني حديث الرويبضة .
وهذا يدل على الغلط حيث لو كان له أسانيد عنه لاشتهر عند أهل العلم
قال الحافظ في "الفتح" ( 13 /84) :"... أخرجه احمد وأبو يعلى والبزار وسنده جيد .
قلت: وهذا بالنسبة لظاهر السند لكن يعارضه ما سبق نقله عن الأئمة.
ولمحمد بن إسحاق في هذا المتن عدة أسانيد:
يمكن إجمالها في:
1- فقيل عنه عن محمد بن المنكدر ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمام الدجال سنين خداعة ، يكذب فيها الصادق ، ويصدق فيها الكاذب ، ويخون فيها الأمين ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويتكلم فيها الرويبضة ، قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الفويسق يتكلم في أمر العامة.
أخرجه أحمد( 3/220) قال : حدثنا أبو جعفر المدائني ، وهو محمد بن جعفر ، حدثنا عباد بن العوام ، حدثنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن المنكدر ، فذكره
2- وقيل عنه عن عن عبد الله بن دينار ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجه أحمد 3/220) كما سبق .
3- وقيل عنه عن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي
وهو التالي: وفيه التعريف مختلف : حيث قال: قال من لا يؤبه له.
وفي لفظ آخر: الامرؤ التافه يتكلم في أمر العامة .
وهذا تعبير لا يخرج من مشكاة النبوة.
وفي كل متن تعريف للرويبضة مختلف مما يدل على ضعف الحديث , ولعل البعض يحمله على سعة رواية ابن إسحاق , وهذا أمر معتبر , لكن اضطراب التعريف , وعدم تصريحه بالسماع يحول دون تصحيح المتن خاصة ما انفرد به من التعريف .
ث- حديث عوف بن مالك الأشجعي وهو ضعيف عنه , وله عنه طريقان :
1- أخرجه الطحاوى في "مشكل الآثار "( 1 / 404) , والبزار ( 2740) , و الطبراني في الطبراني في "معجمه الكبير"( 18/ 68 / 125 ) , وفي مسند الشاميين ( 48 ) و الروياني ( 588 ) عن أبي كريب ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن أمام الدجال سنين خوادع يكثر فيها المطر ويقل فيها النبت ويصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة يا رسول الله قال من لا يؤبه له".
هكذا معنعنا , لكن قال الخطيب في" الاحتجاج بالشافعي" (ص27): قال أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ثنا أبو العباس محمد ابن أحمد الأثرم ثنا حميد بن الربيع ثنا يونس بن بكير أخبرني محمد بن إسحاق حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك
قلت: حميد بن الربيع ضعيف لا يعتد بروايته , فتظل العلة في تدليس ابن إسحاق
وكذا المخالفة فقد خولف فيه يونس كما سبق , وهو سيء الحفظ.
والسند فيه علة أخرى وهي أبو عبلة الشامي شمر بن يقظان يروى عن عوف بن مالك روى عنه ابنه إبراهيم بن أبى عبلة ذكره ابن حبان في "الثقات"(4/367)
وعند البزار ( 2740) زاد: قال محمد بن إسحاق , وحدثني عبد الله بن دينار عن أنس عن النبي بنحوه.
ونقل الحافظ في المطالب العالية (18/426/2) قال: " رواه البزار حدثنا أبو كريب به وقال في إسناده عن ابن إسحاق حدثني إبراهيم وقال في آخره وما الرويبضة قال المرء التافه يتكلم في أمر العامة
قلت: الذي في المطبوع من البزار بصيغة عن , وليس بالتحديث , فلعله وهم من الحافظ.
إنما صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار فقط.
قلت: وفي التصريح بالسماع نظر فإنه من طريق يونس بن بكير , وقد رواه غيره معنعنا
وذكره عبد الحق في "الأحكام الكبرى " (4/542 ) عن البزار بسنده السالف ونقل عن البزارقال:"وحديث عوف بن مالك لا نعرفه يروى إلا بهذا الإسناد وعبد الله بن دينار لم يرو عن أنس إلا هذا الحديث ولا رواه عنه إلا محمد بن إسحاق ".
فلت: وهذا ليس في المطبوع.
2- أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 58 / 47) , والسلفي في معجم السفر ( 562 ) , والطبراني في "معجمه الكبير"( 18/ 67 / 123) , وفي مسند الشاميين ( 47 ) عن مسلمة بن علي نا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي
قلت:مسلمة بن علي هو الخشني المتروك ولعل ابن إسحاق دلسه
وأخرجه الطبراني في "معجمه الكبير"( 18/ 67 / 124) - حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا أبي ثنا إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عوف بن مالك : عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
قلت: قوله مثله إحالة على ما قبله (رقم 123) , وهذا السند رجاله ثقات , إسماعيل بن عياش مقبول الرواية في شيوخه الشاميين وهذا منها , وإبراهيم بن أبي عبلة شامي صدوق , لكن إسماعيل مدلس وقد عنعن , و إبراهيم لا يعرف سماعه من عوف بن مالك , وبينهما أبوه في الأسانيد السابقة وهي أصح , والشاميون يحدثون عمن لم يدركوهم كما هو معروف عنهم.
وذكر العلائي في جامع التحصيل"(ص140) :قال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول لم يدرك عبادة بن الصامت وذكر في التهذيب أنه روى عن ابن عمر رضي الله عنهما ولم يدركه بل هو مرسل".
وعوف من طبقة ابن عمر حيث توفي سنة 73هـ وكذا ابن عمر قيل توفي سنة 73هـ أو 74.
والخلاصة أن اللفظ المحفوظ: عن أبي هريرة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قبل الساعة سنون خداعة ، يكذب فيها الصادق ، ويصدق فيها الكاذب ، ويخون فيها الأمين ، ويؤتمن فيها الخائن ، وينطق فيها الرويبضة.
ولا يصح تعريف الرويبضة مرفوعا والله أعلم.
وجاء في الدر المنثور (7/474) قال السيوطي: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ثم أخذ بحلقة باب الكعبة قال أيها الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة فقام إليه سلمان رضي الله عنه فقال أخبرنا فداك أبي وأمي يا رسول الله
قال إن من أشراط الساعة إضاعة الصلاة والميل مع الهوى وتعظيم رب المال
فقال سلمان ويكون هذا يا رسول الله قال نعم والذي نفس محمد بيده فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مغرما والفيء مغنما ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويتكلم الرويبضة
قال وما الرويبضة قال يتكلم في الناس من لم يتكلم
....الحديث بطوله
ولم أجد سنده لكن يغلب عليه البطلان .
المصدر:http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139756