ما فيروس كورونا وما أعراضه وهل من علاج للمريض؟
أعراض الفيروس
تبدأ كالإنفلونزا بسعال وارتفاع في درجة الحرارة لتتطور إلى التهاب رئوي حاد ما يؤدي إلى تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة. في فرنسا تم تسجيل ثلاث إصابات بالفيروس، وزيرة الصحة صرحت قائلة:” أريد أن أؤكد أن مختلف هيئات الدولة على أهبة الاستعداد، لنتمكن من الإحاطة بهذا الوضع، أريد التأكيد أن هذا يتم بالتعاون مع السلطات الصحية الدولية”.
الفيروس رصد لأول مرة عام ألفين واثني عشر، أدى منذ ظهوره إلى إصابة 30 شخصا في دول مختلفة، سجلت من بينهم 18 حالة وفاة.
ماهذا الفيروس وما أعراضه ؟
الفيروس الجديد شُخّص بأنه فيروس غامض ونادر من عائلة “الكورونا فيروس”, وبحسب المعلومات الأولية, تبدأ أعراض هذا الفيروس الجديد بسيطة كأعراض الإنفلونزا, حيث يشعر المريض بالاحت قان في الحلق، والسعال، وارتفاع في درجة الحرارة، وضيق في التنفس، وصداع، قد يتماثل بعدها للشفاء. وربما تتطور الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة، بسبب تلف الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئة، أو إلى فشلٍ كلوي، كما قد يمنع الفيروس وصول الأكسجين إلى الدم مسبباً قصوراً في وظائف أعضاء الجسم، ما قد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة.وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت سابقاً أن الفيروس الغامض الجديد ينتمي إلى عائلة الكورونا التي ينتمي إليها فيروس “سارس“، إلا أن الفرق بين الفيروسين يكمن في أن السارس، عدا كونه يصيب الجهاز التنفسي، فإنه قد يتسبب بالتهاب في المعدة والأمعاء، أما الفيروس الجديد فيختلف عن السارس في أنه يسبب التهاباً حاداً في الجهاز التنفسي، ويؤدي بسرعة إلى الفشل الكلوي.
كيف ينتقل المرض ؟
كمعظم الفيروسات التي تصيب جهاز التنفس ينتقل المرض عن طريق تلوث الأيدي، والرذاذ والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض وجزئيات الهواء الصغيرة، حيث يدخل الفيروس عبر أغشية الأنف والحنجرة.
ما طرق الوقاية منه وهل يوجد لقاح ضد هذا الفيروس ؟
للوقاية منه يجب: عزل المصاب، غسل اليدين، استخدام الكمامات في أماكن الزحام، لا يوجد لقاح مضاد للفيروس. كيف نكتشف الإصابة بالفيروس؟
نكتشف الإصابة بهذا الفيروس عن طريق الأعراض أو التحليل الفيروسي المخبري. ويتم شفاء هذا المرض نهائياً بعد فترة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين.
هل الأطفال أكثر عرضة للإصابة ؟
على سبيل المثال لم تتعد نسبة إصابة الأطفال بفيروس” سارس” 5 % وهو أحد فيروسات “كورونا” ذلك لأن التعامل مع الحالات كان سريعا بعزل الحالات ومعالجتها ومنع الأطفال من زيارة المرضى في المستشفيات .
هل هناك علاج لهذا الفيروس؟
ليس هناك علاج خاص ضد مرض كورونا الفيروسي، حيث يقوم الجسم بطرد الفيروسات بالمناعة الذاتية، إلا أنه يتم علاج الأعراض بالأدوية الخاصة لكل منها كالأدوية الخاصة بالسعال والمسكنات ومضادات الالتهاب.
يجب الانتباه إلى الأمور التالية عند إصابة شخص ما بمرض كورونا الفيروسي:
يجب الابتعاد عن الأماكن الرطبة. تهوية المنزل جيداً مع تدفئته جيداً ايضاً. يجب ارتداء قناع (كمامات ) للوقاية من العدوى بالمرض. يجب أن يتم عزل المصاب بغرفة خاصة به و عدم الاحتكاك به و بأغراضه الخاصة حتى يتم الشفاء.
ما هذا الفيروس الجديد الذي يثير الذعر؟
يشير مدير المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية الدكتور علاء العلوان في حوار مع موقع "قناة الحرة"، إلى أن فيروسات كورونا هي من عائلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب المرض لدى البشر والحيوانات. وقد تم التعرف على فيروسات كورونا في البدء في سيتينات القرن الحالي، وتم تسميتها نسبة إلى الانعكاسات التي تشبه التاج على سطح الفيروس (crown-like).
وعند البشر، يمكن أن تسبب هذه الفيروسات أمراضا تتراوح في شدتها بين نزلات البرد ومرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد المعروف بـ "سارس" (SARS) والمرتبط بثلث التهابات الجهاز التنفسي العلوي عند البالغين، وفق ما يشرح علوان.
وكانت سلالة جديدة من الفيروس المسبب لسارس قد ظهرت في عام 2003 ، أما الفيروس الجديد فيطلق عليه "كورونا فيروس" SARS-CoV.
مصدر الفيروس ما زال مجهولا
أما من ناحية المعلومات المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية عن حجم انتقال المرض وانتشاره، فيؤكد الدكتور علوان أنه لا توجد حتى الآن إحصائيات نهائية عن عدد الذين أصيبوا بهذا الفيروس لأنه مرض يتطور بين الناس، موضحا أن أخصائيي الطب لا يعلمون حتى الآن كيف يصاب الناس بفيروس كورونا. إلا أنه يؤكد أن التحقيقات جارية لتحديد مصدر الفيروس، وطرق التعرض التي تؤدي إلى الإصابة به، إضافة إلى طرق انتقاله ونمطه السريري ومسار المرض.
التحقيقات جارية لتحديد مصدر الفيروس، وطرق التعرض التي تؤدي إلى الإصابة به، إضافة إلى طرق انتقاله ونمطه السريري ومسار المرض
ويقول إنه لا يوجد حاليا أي دليل على أن الناس قد يصابون بالعدوى من خلال الحيوانات، مشيرا إلى حالات أخيرة أظهرت نقل العدوى من إنسان إلى إنسان، وأن هذه الحالات قد تم التأكد منها في الواقع، وأنها حصلت سواء في مراكز الرعاية الصحية أو بين أفراد الأسرة المقربين. ومع ذلك، فإن آلية انتقال المرض عند هذه الحالات سواء عبر الجهاز التنفسي (مثل السعال والعطس) أو الاتصال (تلوث البيئة)، ما زالت حتى اليوم غير معروفة.
خريطة انتشار المرض
على الصعيد العالمي، تم إبلاغ منظمة الصحة منذ سبتمبر/ أيلول 2012 وحتى الآن بما مجموعه 54 حالة مؤكدة مختبريا مصابة بفيروس كورونا، بما في ذلك 30 حالة وفاة، بحسب ما يكشف الدكتور علوان.
وقالت عدة بلدان في الشرق الأوسط إنها سجلت حالات العدوى بين البشر بهذا الفيروس، بما فيها الأردن، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتونس. كما تم إبلاغ منظمة الصحة بحدوث أعراض من المرض نتيجة هذا الفيروس في أربع دول أوروبية وهي فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة.
وتم التأكد أن كل الحالات في أوروبا لها علاقة سواء مباشرة أو غير مباشرة بحالات في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك، فقد تم التعرف كذلك على حالات في فرنسا والمملكة المتحدة، أصيبت بالفيروس محليا ولم تقم بزيارة منطقة الشرق الأوسط على الإطلاق، ولكنها كانت على اتصال وثيق مع مسافر مريض عاد من منطقة الشرق الأوسط.
ويقول الدكتور علوان إن "منظمة الصحة العالمية تشجع الدول الأعضاء على مواصلة رصد حالات التهابات الجهاز التنفسي الحاد عن كثب".
السعودية... وانتشار الفيروس
في سبتمبر/ أيلول 2012، ظهرت أول حالة مصابة بفيروس "كورونا" الجديد في غرب السعودية وتحديدا في جدة. حينها لم تتوقع الكوادر الطبية أن تنتشر حالات الإصابة به لتصل إلى 31 إصابة، منها 15 وفاة. منذ ذلك بدأت حالة من الهلع تنتشر في المنطقة الشرقية السعودية لاسيما في محافظة الإحساء التي شهدت معظم الإصابات بفيروس "كورونا".
ويؤكد مدير عام مكافحة عدوى الفيروسات في وزارة الصحة السعودية الدكتور عبد الله عسيري، في حوار مع "قناة الحرة" أن جهود وزارة الصحة السعودية متواصلة منذ بداية المرض قبل نحو عام، ومع ازدياد الحالات في نهاية شهر أبريل/ نيسان وبداية شهر مايو/ أيار.
ويوضح أن الجهود تتركز على "البحث عن الحالات وعزلها مبكرا في المنشآت الصحية ثم فحص القريبين سواء في الأسرة أو في العمل أو في المجتمع، وبعد ذلك أخذ العينات اللازمة للتأكد من عدم الإصابة بهذا الفيروس".
جهود وزارة الصحة السعودية تتركز على البحث عن الحالات وعزلها مبكرا في المنشآت الصحية ثم فحص القريبين سواء في الأسرة أو في العمل أو في المجتمع، وبعد ذلك أخذ العينات اللازمة للتأكد من عدم الإصابة بهذا الفيروس
كما تعمل وزارة الصحة السعودية على تحديث وسائل المختبرات، وهي بصدد البحث عن "بروتوكولات علاجية" لعدم وجود أدوية سابقة لمثل هذه الفيروسات، بحسب عسيري. ويضيف قائلا: "نحن الآن في طور التجربة لعدد من الأدوية، ومنها اثنان تبشران بالخير".