دراسة بحثية عن الإبل ( الجمل )الإعجاز الإلهي في خلق الإبل
دراسة بحثية عن الإبل ( الجمل )الإعجاز الإلهي في خلق الإبل
دراسة بحثية عن الإبل ( الجمل )الإعجاز الإلهي في خلق الإبل
طواحين معجزة في معدة الإبل
أمرنا الله سبحانه وتعالى في محكم آياته أن نتدبر خلق الإبل ورفع السماء ونصب الجبال وتسطيح الأرض في آيات متتابعات من سورة الغاشية , وبدأ سبحانه وتعالى بخلق الإبل وهذا لعظم شأن خلقها وما فيها من إعجاز في الخلق وتفرد في العمليات الحيوية داخل المملكة الحيوانية قال تعالى أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت ) [سورة الغاشية 17 - 20.]. وفي السطور القليلة القادمة سوف نعيش مع جانب من الإحكام الإلهي والتدبير الرباني في خلق الإبل . فإذا قمنا في جولة علمية داخل معدة الجمل لرأينا العجب العجاب وما يأخذ بالألباب حيث تتكون معدة الإبل خلافاً لباقي الأنعام المجترة من ثلاث حجرات هي : الكرش والشبكية والأنفحة , والغشاء المبطن للكرش الخالي من الحلمات, ويحتوي الكرش والشبكية عليها غدد في أعلاها تفتح في قِرَب معلقة في سطحها. والكرش سعته 80% من سعة المعدة كلها يعمل مخزناً للمواد الغذائية, وتسكن فيه ملايين الطواحين الحية من البكتيريا وباقي الكائنات الحية الدقيقة الأخرى كالفطريات والحيوانات الأولية
وعندما يتغذى الجمل على النباتات الصحراوية مغلظة الجدر, والأعشاب والأشواك فإنه يخزنها أولاً في الكرش حتى يجترها بعد ذلك, وأثناء وجود الطعام في الكرش تقوم تلك الطواحين والهاضمات الحية المعجزة بإفراز سيل من الإنزيمات الهاضمة التي تحلل تلك المواد وتساعد على طحنها , ويقوم الجمل باجترار الطعام ليفتته بأسنانه وينزل علية من لعابه في روية وهدوء , وتقوم الغرفة الثانية من المعدة وهي الشبكية بمساعدة الكرش في ذلك, وتعمل كمخزن للماء والمواد السائلة, وفي الغرفة الأخيرة وهي المعدة الحقيقية للجمل يفرز العصير المعدي والذي يساعد على هضم بعض المواد الغذائية التي لم يتم هضمها في الكرش والشبكة.
وتحول الكائنات الحية في معدة الجمل وخاصة في الكرش النباتات إلى سكريات بسيطة وأحماض أمينية, وأحماض دهنية منها المتطاير مثل حمض الخليك وحمض البيوتريك والبروبيونيك وبعض الأحماض الدهنية الأخرى , وينتج غازات الأمونيا والميثان والاكسجين والنيتروجين وكبريتيد الهيدروجين وغيرها
وتستعمل الكائنات الحية في معدة الجمل المواد الغذائية المحيطة بها في التغذية والنمو والتكاثر , كما تستغل الغازات الناتجة في إنتاج مواد غذائية يستفيد منها الجمل , وما يتبقى من الغازات يعمل على تجزئة الطعام وتقليبه في الكرش كما تعمل المياه الغازية في معدة الإنسان عندما يشربها على وجبة غذائية ثقيلة , أما الزائد من تلك الغازات فيتخلص منها الجمل أثناء اجترار الطعام أو إخراجه من الشرج
كما تقوم البكتيريا وباقي الكائنات الحية في معدة الجمل بإنتاج الفيتامينات اللازمة لحياتها وحياة الجمل .
يمتص الجمل الأحماض الدهنية والأحماض الأمينية والسكريات البسيطة الناتجة بفعل عمليات الطحن والهظم الميكروبي والميكانيكي الذي قامت به الكائنات الحية والجهاز الهضمي للجمل أثناء اجترار الطعام .
وعندما تهلك الكائنات الحية الدقيقة التي وافتها منيتها فإنها تتحلل داخل المعدة وينتج عنها العديد من المواد الكربوهيدراتية والدهنية والبروتينية والأملاح التي يستفيد منها الجمل وباقي الكائنات الحية في معدة الجمل .
يمتص الجمل الأحماض الدهنية والأمينية والكربوهيدرات من الفرث وتلتقي مع سوائل الدم واللمف لتكون اللبن وهذا مصداقاً لقوله تعالى ( وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ) سورة النحل آية 66 .
ولو توقفت تلك الطاحنات الميكروبية والحيوانية الأولية عن عملية طحن الغذاء وتحلله وهضمه لهلك الجمل جوعاً ومعدته مليئة بالطعام , ولو أعطي الجمل مادة قاتلة لتلك الطاحنات لمات الجمل جوعاً وجهازه الهضمي ممتلئ بالطعام .
فمن سخر تلك الطاحنات الصغيرة التي لا ترى إلا بالمجهر لهذا الجمل الضخم ؟!! ومن نظم تلك العلاقة الحيوية بين الجمل وتلك الطاحنات الحيوية ؟!! الطبيعة الصماء أم الحيوانات العجماء أم البكتيريا غير العاقلة كما يقول الدارونيون الماديون ؟! أم أن هذا الإحكام يحتاج إلى تدبير العليم الخبير ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) سورة طه آية 50
باحث بالطب النبوي
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أن ناساً من عرينة قدموا على رسول الله المدينة فاجتووها فقال لهم رسول الله إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها و أبوالها ففعلوا فصحوا ) -- إلى آخر الحديث – رواه البخاري برقم 5361 ومسلم برقم 1671 وفي رواية النسائي عنه قالقدم أعراب من عرينة إلى النبي فأسلموا فاجتووا المدينة حتى اصفرت ألوانهم وعظمت بطونهم فبعث بهم رسول الله إلى لقاح له وأمرهم أن يشربوا من ألبانها و أبوالها حتى صحوا )----إلى آخر الحديث -- صحيح سنن النسائي برقم 295 خلاصة القصة أن جماعة من الرجال أسلموا ونزلوا ضيوفاً على رسول الله بالمدينة فاجتووا المدينة أي أصابهم المرض قال المفسرون الجوي داء من الوباء وهو يصيب الجوف كما في إحدى روايات الحديث (فعظمت بطونهم) أي نتج عنه انتفاخ البطن (الاستسقاء) ومن ظاهر الأحاديث انه كان بهم هزال شديد واصفرار في اللون وهذا كله قد يكون ناتج عن مرض كبدي وربما كان معهم أمراض أخرى فوصف لهم رسول الله الدواء بأن يشربوا ألبان وأبوال الإبل ففعلوا فصحوا وبرئوا
مكونات حليب الإبل وفوائده من واقع الأبحاث
تحدث الدكتور عبد العاطي كامل( رئيس بحوث الأبقار بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة المصرية) عن دراسة له قال إنه أثبت أن ألبان الإبل تحتوي على سكر اللاكتوز (وهو سكر له مفعول مدر للبول) مؤكداً أن هذا السكر يتم امتصاصه في الأمعاء الدقيقة للإنسان ويتحول بفضل أنزيم الأكتيز إلى سكر الجلوكوز والعجيب من هذا النوع من السكر إنه يتم امتصاصه ببطء في الدم ليمنع تزايد تراكم الجلوكوز وهو الأمر الذي يحمي الإنسان من الإصابة بمرض السكر ويكون بالتالي مفيد جداً لمرضى السكر ويؤكد أيضا أن ألبان الإبل تحتوي كذلك على أقل نسبة دهون مقارنة بألبان الحيوانات الأخرى لذلك فإن انخفاض نسبة الدهون في ألبان الإبل يعطيها مميزات غذائية أخرى مهمة للغاية لاسيما لأصحاب أمراض الكبد مشيراً إلى أنه بمقارنة دهون لبن الإبل بالألبان الأخرى أتضح أنه يحتوي على أحماض دهنية قصيرة السلسلة علاوة على أن لبن الإبل تكمن أهميته في تركيزاته العالية من الأحماض الدهنية سريعة التمثيل خاصة حامض الملينوليلك والأحماض الدهنية غير المشبعة وهي الأنواع المعروفة بضرورتها في غذاء الإنسان للمحافظة على صحته وحيويته بالإضافة إلى أن ألبان الإبل تحتوي على أحماض أمينية أكبر بكثير من الألبان الأخرى ومن هذه الأحماض الأمينية الميثونين والأرجنين والليسين والفالين والفينيل والأنين .
وجاء في أكثر من مصدر إعلامي أن مجمع زايد الحكومي لبحوث الأعشاب والطب التقليدي في أبو ظبي قد أجرى دراسة علمية أظهرت إمكانية تطوير مضاد حيوي من حليب الإبل يقضي على حمى الوادي والإيدز
والسل وداء الكبد الوبائي وغيرها من الأمراض ونسب للدكتور ناجي مدير عام المجمع قوله إن الإبل هي الحيوانات الوحيدة التي تملك جهاز مناعة شاذ ومميز عن القاعدة الأساسية لنظام المناعة المتعارف عليه لدى الحيوانات الأخرى مشيراً إلى أن جهاز مناعة الإبل يحتوي على حقل مناعي واحد هو السلسلة الثقيلة ويخلو من السلسلة الخفيفة وأوضح أن السلسلة الثقيلة تحتوي على قوة ربط و موزانة فريدة من نوعها .
ويري الباحثون أن حليب الإبل يحتوي على خلاصات تنشط الكبد وتحرض على خروج المادة الصفراوية من الحويصلة الصفراوية وأن قيمة حليب الناقة أيضا تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة وبخاصة حمض اللينوليلك و الحموض المتعددة غير المشبعة الأخرى والتي تعتبر ضرورية من أجل تغذية الإنسان وخصوصاً في تغذية الأشخاص المصابين بأمراض القلب ويعد حليب الابل غني بفيتامين ج أو ما يسمى بحمض الأسكوربيك ولذا ينصح بإعطاء حليب الإبل للنساء الحوامل والمرضعات والمصابين بمرض الإسقربوط ومن أهم مزايا حليب الإبل أنه يتميز دون غيره من الألبان الأخرى بامتلاكه لمركبات ذات طبيعة بروتينية كالأزوزيم ومضادات التخثر ومضادات التسمم ومضادات الجراثيم والأجسام المانعة الأخرى ولذا فحليب الإبل أقل إصابة بالحمى المالطية من كل أنواع الحليب الأخرى
ويقول الدكتور احمد سليمان خبير الإنتاج الحيواني بصندوق دول الكمنولث إن حليب الإبل يتفوق عن غيره بمحتواه العالي من أملاح الكالسيوم و الماغنسيوم و البوتاسيوم والصوديوم بالإضافة إلى أنه غني أيضاً بأملاح الحديد و المنجنيز والنحاس والزنك والعناصر المعدنية الدقيقة الأخرى مما يضيف له مزايا علاجية جيدة لمن يعانون من فقر الدم وضعف النظام ويعتبر حليب الإبل غني بفيتامين ب2 وب 12 وهي فيتامينات هامة ويعتبر فيتامين ب2 على الصورة البسيطة أو المعقدة هام جداً فيما يتعلق بالتعاملات الكيميائية الخاصة بالتمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدراتية وتحسن النمو وتساعد على ليونة الجلد واختفاء الاحتقان الموجود حول العين أما فيتامين ب12 فهو يعتبر العامل المضاد للأنيميا الخبيثة وهذا الفيتامين يحتوي على الكوبالت لذلك يسمي بالسيانوكابالت أميني وهي مركبات لها تأثيرات بيولوجية في الجسم ويحتوي بروتين حليب الإبل علي ثلاثة أنواع من الجلوبيولين هي – الفاجلوبيولين و بيتاجلوبيولين وجاماجلوبيولين وهذه الأنواع الثلاثة موجودة غالباً في جميع البروتينات الموجودة في جميع ألبان الحيوانات الأخرى إلا أنها تختلف فيما بينها في التركيب النسبي ويتميز حليب الإبل بارتفاع النوع جاماجلوبيولين وهو الذي يعزى إلى دوره في تقوية جهاز المناعة لشاربي حليب الإبل وعلاج كثير من الأمراض المرتبطة بخلل أو ضعف في جهاز المناعة
ولقد جاء في البي بي سي وجريدة يديعوت إحرنوت الإسرائيليةأن البرفيسور (ريئوفين يغيل) الذي يعمل بجامعة بن غريون في بئر سبع وبمشاركة طاقم من الأطباء قاموا بدراسات وأبحاث على حليب الإبل وان هناك اكتشافات مثيرة جدا فيما يتعلق بالتركيبة الكيماوية لحليب الإبل الذي يشبه حليب الأم أكثر مما يشبه حليب البقر ويقول البروفيسور غيل - أن حليب الإبل يحتوي على كمية قليلة من حليب اللاكتوز والدهون المشبعة إضافة على احتوائه على كمية كبيرة من فيتامين سي والكالسيوم والحديد وهو ما يجعله ملائم للأطفال الذين لا يرضعون ويضيف الأطباء اليهود أن حليب الناقة غني ببروتينات جهاز المناعة لكنه لا يحتوي على البروتينين الاثنين المعروفين بحساسيتهما ولذلك فهو ملائم لمن لم يتمكن جهازه الهضمي من هضم سكر الحليب، ومازال البروفيسور غيل يتحدث عن المزايا العلاجية لحليب الإبل فيقول - أن حليب الإبل يحتوي على مواد قاتلة للجراثيم ويلائم من يعانون من الجروح وأمراض التهاب الأمعاء كما يوصي به لمن يعانون الربو أو من يتلقون علاجاً كيماوياً لتخفيف حدة الأعراض الجانبية كما يوصي به لمرضى السكري والمرضى الذين يعانون من أمراض تتعلق بجهاز المناعة مثل مرض اللوبوس حين يبدء الجسم بمهاجمة نفسه .
ويستمر البروفيسور غيل فيقول – أوصي من يعانون من هذه الأمراض أن يحاولوا شرب كاسين من هذا الحليب يوميا ويزيد الكميه وفق حاجته
مكونات بول الابل وفوائده من واقع الأبحاث
إن تركيبة بول الإبل (تحليل بي اتش )كانت بصورة عمومية قلوي جداً عكس البول البشري فهو حمضي لاذع وأن اللاكتروايت والعناصر التابعة إذا ما قورنت بين مختلف الحيوانات التي ترعي بالعشب وجد أنها تحتوي علي كمية كبيرة من البوتاسيوم وكميات قليلة من الصوديوم وعندما تتم مقارنة بول الإبل مع أبوال الأبقار والماعز والبشر نجد أن المغنسيوم في بول الإبل أعلى من البول البشري وإن التركيز للعوامل الأخرى يختلف بصورة كبيرة جداً بين كل الأصناف وكان محتوى البولينا و البروتينات الزلالية عالية جداً إذا ما قورنت بالبشر فإن الحامض البولي أقل وأن هذا هو الذي يلعب دوراً أساسياً في تحسين توازن الألكترولايت لمرضى الاستسقاء ولعل هذا يوضح التبادل الحاصل في بول الإبل بين السوائل المختلفة الكثافة بعضها عن بعض حتى يحدث التجانس في التركيبة وهذا ربما يوضح أيضاً التأثير المدر للبول لمن يشرب بول الإبل وكذلك الزيادة المتكررة لحركة تفريغ الأمعاء التي تجعلهم أفضل حالاً وأحسن نشاطا
وقد عقدت جامعة الجزيرة ندوة تحدث فيها الأستاذ الدكتور أحمداني عميد كلية المختبرات الطبية بالجامعة أوضح فيها أن التجربة بدأت بإعطاء كل مريض من مرضى الاستسقاء وأمراض الكبد يوميا جرعة محسوبة من بول الإبل مخلوطاً بلبنها حتى يكون مستساغاً وبعد خمسة عشر يوماً من بداية التجربة كانت النتيجة مذهلة للغاية حيث انخفضت البطون لوضعها الطبيعي وشفوا تماماً من الاستسقاء لأن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال والبوتاسيوم وبول الإبل غني بالاثنين معاً و قد شفوا من تليف الكبد بعد أن استمروا في شرب البول شهرين آخرين
ولا شك أن كثير من قبائل البدو يشهدوا بهذه النتائج من واقع حياتهم وأسلوب معيشتهم الذي لا يخلوا من العلاج بحليب الإبل و أبوالها والتي استمدوها من الهدي النبوي المصحوب مع الفتوحات الإسلامية لهذه البلاد ولا يسعنا إلا أن نقول أنه مازال الطب النبوي بشتى عناصره ينفرد بالصدارة والقمة لجميع ما وصل إليه الإنسان من دواء ولا شك أن هذا من معجزات النبوة وإقامة الحجة على العالمين
أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
قال تعالى : (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22}[ الغاشية ] .
في هذه الآيات الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه.
في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً، على التفكير والتأمل في خلق الإبل( أو الجمال )، باعتباره خلقاً دالاً على عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وكمال قدرته وحسن تدبيره . وسوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يدل على سبق القرآن الكريم في الإشارة إلى هذا المخلق المعجز الذي يدل يدل على عظمة خالقه سبحانه وتعالى كما يدل أن القرآن الكريم هوالكتاب المعجز الذي نزل من عند الله تعالى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
شكل الإبل الفريد:
إن أول ما يلفت الأنظار في الإبل الشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من الآيات البيانات التي تأخذ بالألباب
أذنا الإبل
فالأذنان صغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن الشعر يغطيها من كل جانب ليقيها من الرمال التي تحملها الرياح، وكما أن لها القدرة على الانثناء خلفاً
والالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية.
منخرا الإبل
كذلك المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية مما يسمح للجمل أن يغلقهما لمن أمام ما تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال
عينا الإبل
إن لعيني الجمل روموش ذات طبقتين مثل الفخ بحيث تدخل الواحدة بالأخرى وبهذا فأنها تستطيع أن تحمى عينها وتمنع دخول الرمال إليه
ذيل الإبل
وذيل الجمل يحمل كذلك على جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح والتي كأنها وابل من طلقات الرصاص .
قوائم الإبل
أما قوائم الجمل فهي طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار، كما أنها تساعده على اتساع الخطو وخفة الحركة، وتتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض، ومن ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة، وهو ما يصعب على أية دابة سواه ويجعله جديراً بلقب " سفينة الصحراء" .
فما زالت الإبل في كثير من المناطق القاحلة الوسيلة المثلا لارتياد الصحارى وقد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع نحواً من خمسين أو ستين كيلومتراً في اليوم الواحد، ولم تستطع السيارات بعد من منافسة الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة
يتبع