مقياس وكسلر لذكاء الأطفال
سوف نعرض لبعض المقاييس التي تقيس أساليب المعاملة الوالدية للأطفال الموهوبين، والمقاييس والاختبارات التي تقيس الموهبة عند الأطفال؛ ومنها:
1- اختبار وكسلر.
2- مقياس ستانفورد بينيه.
3- برنامج الكورت لتعليم التفكير والكشف عن الموهوبين.
4- بطارية تورانس للإبداع.
5- أنموذج هيلدا تابا لتطوير مهارات التفكير.
6- مقياس أساليب المعاملة الوالدية للأطفال الموهوبين من وجهة نظر الأبناء لموسى نجيب موسى، وغيرها من الاختبارات والمقاييس المختلفة التي سوف نحاول أن نعرض بعضها هنا.
أولاً: اختبار وكسلر
المقدمة
إن موضوع قياس الذَّكاء من الموضوعات التي حَظِيت باهتمامٍ متزايد من قِبَل العلماء والباحثين منذ بدايات القرن المنصرم، لِمَا له من أهمية بالغة في تصنيف الأفراد.
وتهدفُ هذه الورقة إلى التعرُّف على الخصائص السيكومترية الأصلية لمقياس وكسلر للذكاء، من حيث: الصدق، والثبات، وفاعلية فقرات المقياس في صُوَرِه المعدلة والمعربة في بعض البيئات العربية؛ إذ يُعَدُّ مقياس "وكسلر" من أهم مقاييس الذكاء، ومن أهم الأدوات التي تُستخدَم في التشخيص بالنسبة للقدرة العقلية العامَّة، وللكشف عن الأطفال الموهوبين وغير الموهوبين.
وسنتعرَّض في هذه الورقة البحثية إلى مفهومِ الذِّكاء، ومن ثَمَّ التعريف بمقياس "وكسلر" لذكاء الأطفال، من حيث وصف القياس بتعريف موجز لكل قياس من المقاييس الفرعية بصورته الأصلية؛ (المقاييس اللفظية - الاختبارات الأدائية)، ثم سنتعرَّض للخصائص السيكومترية له، عارضين الصورة السعودية وخصائصها السيكومترية، ومن ثَمَّ سنعرض الصورة الأردنية وخصائصها السيكومترية، ومن ثَمَّ تصحيح المقياس، منتهين بعرضٍ لأمثلة من مقياس وكسلر، والله الموفِّق.
مفهوم الذكاء:
يشير القريوتي (1980) إلى أن الذكاء يُعتَبر مفهومًا افتراضيًّا عامًّا يتضمَّن الوظائف العقلية والمركبة؛ لذلك لا يمكن ملاحظته، وإنما نستدل عليه من خلال مظاهره الخارجية؛ مثل أشكال السلوك التي يتم ملاحظتُها في البيئة التي يعيش فيها الإنسان.
وقد تعدَّدت التعريفات للذكاء وتبايَنت، وكان من بين التعريفاتِ للذكاء تعريفُ "وكسلر" الذي انطلق فيه من أن (الذكاء هو القدرة الكلية لدى الفرد على التصرف الهادئ، والتفكير المنطقي، والتفاعل المجدي مع البيئة)؛ (في: القريوتي 1980).
وعلى الرغم من التباين وعدم الاتفاق على تعريف الذكاء، فإن العلماء لا يزالون يقومون بصياغةِ مقاييسَ لقياس الذكاء؛ لكي يتمَّ التمييز بين الأذكياء والعاديين، وقد استخدمت لمعرفة موقع الفرد بالنسبة لمجموعة في المدرسة أو أي مجال يستخدم فيه المقياس، ولأهمية المقاييس المستخدمة لقياس الذكاء فقد كان الاهتمام واضحًا بتطوير بعض مقاييس الذكاء في منطقتنا العربية.
تعريف بمقياس وكسلر لذكاء الأطفال، المنقح في صورته الأمريكية:
نُشِر مقياس وكسلر لذكاء الأطفال سنة 1949م كمقياسٍ فردي لقياس ذكاء الأفراد سن (5 - 16) سنة.
ويجدر بنا الإشارة هنا إلى أن مقياس وكسلر لذكاء الأطفال المنقَّح قد مر بثلاث مراحل؛ هي:
1- مرحلة مقياس وكسلر بليفو "1" عام 1939، ومقياس بليفو"11" 1944م.
2- مرحلة تطوير وكسلر لمقياسه لذكاء الأطفال، وجاء نتيجة نجاح مقياس وكسلر بليفو بجزأيه.
3- مرحلة تطوير مقياس وكسلر لذكاء الأطفال، ونشر صورة منقحة عام 1974م.
ويشير عليان (1988) إلى أنَّ عملية التنقيح للاستفادة من نتائج الدراسات التي نُشِرت على مدى خمسة وعشرين عامًا، وكانت الصورة المنقحة قد تضمنت 72% من مجموع الفقرات الأصلية، وبقيت 64% بدون تعديل، و8% أُجرِي عليها تعديلات أساسية.
وبما أننا نتحدَّث عن تطوير مقياس وكسلر، فلا بد من استعراض الفروق:
1- بترتيب الفقرات: عام 1949 في حين أن الصورة المعدلة عام 1974 رتبت فيه الفقرات على ضوء إجراءات التطبيق حيث يقدم اللفظي أولاً ثم الأدائي.
2- إجراءات التطبيق: حذفت بعض الفقرات واقتصر التطبيق على الفقرات التي تم تنقيحها.
3- حساب نسبة ذكاء المفحوص: صورة 1974 تم التركيز على حساب درجة المفحوص عن طريق تحويل الدرجة الخام إلى درجة معياريه ثم نسبة ذكاء (IQ).
كما أن من أسباب تطوير مقياس وكسلر أنه كان هناك فروق بينه وبين مقياس بينيه؛ ذلك أن بينيه انطلق في اختباره من أساس لغوي، ولم يعطِ أي أهمية للجانب الأدائي بصورة عامة، ونتيجة لذلك، فإن وكسلر اهتم بالجانب اللفظي والأدائي معًا.
وصف المقياس في صورته الأمريكية:
1- الغرض من المقياس: قياس القدرة العقلية.
2- الصفة المقاسة: الذكاء العام.
3- المدى العمري: 6 - 17 سنة.
4- درجات القياس:
• درجة ذكاء لفظي.
• درجة ذكاء أدائية.
• درجة ذكاء كلية.
5- الزمن اللازم لتطبيق الاختبار: 50 - 75 دقيقة.
6- الزمن اللازم لتفسير النتائج: 30 - 40 دقيقة.
7- التقنين: تم على 2200 طفل، كان المدى العمري ما بين 6 - 17 سنة، موزعة 100 طفل و100 طفلة، وقد روعيت بعض المتغيرات؛ مثل الجنس، والعِرْق، والمهن المختلفة، والأقليات المختلفة.
تعريف موجز لكل مقياس من المقاييس الفرعية بصورته الأصلية كما يشير إليها القريوتي:
تألَّف المقياس في صورته الأصلية من اثني عشر مقياسًا فرعيًّا (عشرة منها في التطبيق العادي، واثنان يستعملان كاختبارات احتياطية، وقد صنِّفت في مجموعتين:
أ- المقاييس اللفظية: (Verbal Scales).
1- المعلومات العامة (Information Test):
يتكوَّن هذا الاختبار من ثلاثين فقرة، مرتبة تصاعديًّا حسب مستوى صعوبتها، وتمثِّل هذه الفقرات مدى واسعًا من المعرفة، بحيث تعطي استجاباتُ الطفل مؤشرًا حول معلوماته العامة، خاصة الثقافية والاجتماعية، ويقيس هذا الاختبار القدرةَ على الفهم وترابط الأفكار، والاستيعاب اللفظي والذاكرة بعيدة المدى.
2- المتشابهات: (Similarities Test):
أ- المتناظرة: هي أربع فقرات، كل فقرة تحتوي على جملتين خبريتينِ؛ بحيث تكون الجملة الثانية مكتملةً، ويُطلَب من المفحوص إكمالها بالكلمة المناسبة؛ لقياس العَلاقة المتضمنة في الجملة الأخرى.
ب- المتشابهات: اثنتا عشرة فقرة، تتضمَّن شيئينِ أو فكرتين، بحيث يُطلَب من المفحوص معرفة الشبه بينهما.
3- الحساب: (Arithmetic Test):
يتكوَّن الاختبار من 18 مسألة حسابية تقدم شفهيًّا للمفحوص، ويُطلَب منه تقديم الإجابة دون استخدام القلم والورقة، ويكون الحل ضمنَ زمن محدَّد، ويقيس هذا الاختبار قدرةَ المفحوص على التطوُّر المعرفي من خلال التعرُّف على مدى قدرتِه على التعامل مع المفاهيم، والعمليات الحسابية المختلفة من خلال التركيز والانتباه.
4- المفردات (Vocabulary Test):
يتكوَّن هذا الاختبار من 32 مفردة مرتبة تصاعديًّا حسب مستوى التجريد الذي تتضمَّنه، ويعكسُ هذا المقياسُ القدرةَ على التعلُّم، ورصيد المفحوص من المعلومات والذاكرة وتطوُّر اللغة عند المفحوص، ويُطلَب من المفحوص أن يعبِّر شفهيًّا عن معنى المفردة.
5- الاستيعاب (Comprehension Test):
يتكوَّن هذا الاختبار من 17 فقرة مرتبة تصاعديًّا، تَقِيس القدرة على فهم المواقف السلوكية، ومعظمها تمثِّل مواقف اجتماعية.
6- إعادة الأرقام (Digit Test):
يُعتَبر هذا الاختبار من الاختبارات الاحتياطية، ويتكوَّن من جزأين:
الأول: يتكوَّن من مجموعة من الأرقام تتزايد من 3 - 9، والمطلوب إعادتُها بنفس الترتيب الذي قدِّمت فيه.
الثاني: يتكوَّن من مجموعة من الأرقام تتزايد من 2 - 8، والمطلوب إعادتها بعكس الترتيب الذي قدِّمت فيه، ويعكس الأداءُ على هذا المقياس قدرةَ المفحوص على الانتباه وسَعَة الذاكرة قصيرة المدى.