انواع الشهداء
انواع الشهداء
انواع الشهداء
طائفة أخرى من الشهداءغير شهداء الحرب
الذين يطلق عليهم لقب الشهيد غير شهداء الحرب
هم الذين يموتون في الشدائد وذلك من رحمة الله تعالى بهذه الأمة :
& الْمَطْعُونُ ، وَالْمَبْطُونُ ، وَالْغَرِقُ ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ ، وَالْحَرِقُ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ والنفساء.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
((الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ : الْمَطْعُونُ ، وَالْمَبْطُونُ ، وَالْغَرِقُ ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))[2]
وعن جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
(( الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ : الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ ، وَالْحَرِقُ شَهِيدٌ ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ ))[3]
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ))[4]
( الْمَطْعُون ) فَهُوَ الَّذِي يَمُوت فِي الطَّاعُون أي الْمُصَابُ بِالطَّاعُونِ كَمَا فِي الرِّوَايَة الأُخْرَى : ( الطَّاعُون شَهَادَة لِكُلِّ مُسْلِم )
وَأَمَّا ( الْمَبْطُون ) فَهُوَ صَاحِب دَاء الْبَطْن , وَهُوَ الإِسْهَال . قَالَ الْقَاضِي : وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي بِهِ الاسْتِسْقَاء وَانْتِفَاخ الْبَطْن , وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي تَشْتَكِي بَطْنه , وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي يَمُوت بِدَاءِ بَطْنه مُطْلَقًا .
( الْغَرِق ) هُوَ الَّذِي يَمُوت غَرِيقًا فِي الْمَاء .
( وَصَاحِب الْهَدْم ) مَنْ يَمُوت تَحْته .
( صَاحِب ذَات الْجَنْب ) مَعْرُوف , وَهِيَ قُرْحَة تَكُون فِي الْجَنْب بَاطِنًا .
( وَالْحَرِيق ) الَّذِي يَمُوت بِحَرِيقِ النَّار .
( الْمَرْأَة تَمُوت بِجُمْعٍ ) فَهُوَ بِضَمِّ الْجِيم وَفَتْحهَا وَكَسْرهَا , وَالضَّمّ أَشْهَر قِيلَ : الَّتِي تَمُوت حَامِلاً جَامِعَة وَلَدهَا فِي بَطْنهَا , وَقِيلَ : هِيَ الْبِكْر , وَالصَّحِيح الأَوَّل .[5]
قلت : والصحيح مارجحه النووي لما جاء عند أحمد من حديث عبادة بن الصامت ( وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَاءَ ))[6] فهي مفسرة للرويات الأخرى .
قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ : ذَاتُ الْجَنْبِ هِيَ الدُّبَيْلَةُ وَالدُّمَّلُ الْكَبِيرَةُ الَّتِي تَظْهَرُ فِي بَاطِنِ الْجَنْبِ وَتَتَفَجَّرُ إِلَى دَاخِلٍ وَقَلَّمَا يَسْلَمُ صَاحِبُهَا . وَذُو الْجَنْبِ الَّذِي يَشْتَكِي جَنْبَهُ بِسَبَبِ الدُّبَيْلَةِ , وَقِيلَ أَرَادَ بِالْمَجْنُوبِ الَّذِي يَشْتَكِي جَنْبَهُ مُطْلَقًا اِنْتَهَى .
وعن صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ : النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(( الطَّاعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِيقُ وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ ))[7]
وعند أحمد من حديث راشد بن حبيش :
(( وَالنُّفَسَاءُ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ))[8]
&والموت بداء "السل" شهادة :
عن عبادة بن الصامت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
(( السل شهادة ))[9]
والسل مرض معروف
وعَنْ رَاشِدِ بْنِ حُبَيْشٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
(( الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَهَادَةٌ ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ
وَالْحَرْقُ شَهَادَةٌ ، وَالسَّلُ ، وَالنُّفَسَاءُ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ))[10]
تنبيه : ذكر السيوطي في الجامع الصغير ، والحافظ ابن حجر في الفتح "السل" أي مرض السل المعروف ، قال المناوي في فيض القدير أنه تصحيف من النساخ ، وأن الصحيح "السيل" أي من مات غريقًا في الماء ، وعمومًا فقد ثبت من أحاديث أخرى أن السل شهادة والغرق شهادة .
&من تردى من رأس جبل أو أكله السبع :
عن اِبْن مَسْعُود أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
(( مَنْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوس الْجِبَال وَتَأْكُلهُ السِّبَاع وَيَغْرَق فِي الْبِحَار لَشَهِيد عِنْد اللَّه )) [11]
&الْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ
عَنْ أُمِّ حَرَامٍ : عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
(( الْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ الَّذِي يُصِيبُهُ الْقَيْءُ لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ ، وَالْغَرِقُ لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ ))[12]
( الْمَائِد فِي الْبَحْر ) : أَيْ الَّذِي يَدُور رَأْسه مِنْ رِيح الْبَحْر وَاضْطِرَاب السَّفِينَة بِالأَمْوَاجِ مِنْ الْمَيْد وَهُوَ التَّحَرُّك وَالاضْطِرَاب .
&الصابر في الطاعون له أجر شهيد
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الطَّاعُونِ ؟ فَأَخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ ))[13]
( صَابِرًا ) أَيْ غَيْر مُنْزَعِج وَلا قَلِق , بَلْ مُسَلِّمًا لأَمْرِ اللَّه رَاضِيًا بِقَضَائِهِ , وَهَذَا قَيْد فِي حُصُول أَجْر الشَّهَادَة لِمَنْ يَمُوت بِالطَّاعُونِ , وَهُوَ أَنْ يَمْكُث بِالْمَكَانِ الَّذِي يَقَع بِهِ فَلا يَخْرُج فِرَارًا مِنْهُ
(يَعْلَم أَنَّهُ لَنْ يُصِيبهُ إِلا مَا كَتَبَ اللَّه لَهُ) قَيْد آخَر , وَهِيَ جُمْلَة حَالِيَّة تَتَعَلَّق بِالإِقَامَةِ , فَلَوْ مَكَثَ وَهُوَ قَلِق أَوْ مُتَنَدِّم عَلَى عَدَم الْخُرُوج ظَانًّا أَنَّهُ لَوْ خَرَجَ لَمَا وَقَعَ بِهِ أَصْلاً وَرَأْسًا وَأَنَّهُ بِإِقَامَتِهِ يَقَع بِهِ فَهَذَا لا يَحْصُل لَهُ أَجْر الشَّهِيد وَلَوْ مَاتَ بِالطَّاعُونِ , هَذَا الَّذِي يَقْتَضِيه مَفْهُوم هَذَا الْحَدِيث كَمَا اِقْتَضَى مَنْطُوقه أَنَّ مَنْ اِتَّصَفَ بِالصِّفَاتِ الْمَذْكُورَة يَحْصُل لَهُ أَجْر الشَّهِيد وَإِنْ لَمْ يَمُتْ بِالطَّاعُونِ وَيَدْخُل تَحْته ثَلاث صُوَر : أَنَّ مَنْ اِتَّصَفَ بِذَلِكَ فَوَقَعَ بِهِ الطَّاعُون فَمَاتَ بِهِ , أَوْ وَقَعَ بِهِ وَلَمْ يَمُتْ بِهِ , أَوْ لَمْ يَقَع بِهِ أَصْلاً وَمَاتَ بِغَيْرِهِ عَاجِلاً أَوْ آجِلاً .
(مِثْل أَجْر الشَّهِيد ) لَعَلَّ السِّرّ فِي التَّعْبِير بِالْمِثْلِيَّةِ مَعَ ثُبُوت التَّصْرِيح بِأَنَّ مَنْ مَاتَ بِالطَّاعُونِ كَانَ شَهِيدًا أَنَّ مَنْ لَمْ يَمُتْ مِنْ هَؤُلاءِ بِالطَّاعُونِ كَانَ لَهُ مِثْل أَجْر الشَّهِيد وَإِنْ لَمْ تَحْصُل لَهُ دَرَجَة الشَّهَادَة بِعَيْنِهَا وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ اِتَّصَفَ بِكَوْنِهِ شَهِيدًا أَعْلَى دَرَجَة مِمَّنْ وُعِدَ بِأَنَّهُ يُعْطَى مِثْل أَجْر الشَّهِيد .[14]
وجه التشابه بين شهداء الحرب والمتوفى بالطاعون :
عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبِّنَا فِي الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْ الطَّاعُونِ فَيَقُولُ الشُّهَدَاءُ : إِخْوَانُنَا قُتِلُوا كَمَا قُتِلْنَا ، وَيَقُولُ الْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ : إِخْوَانُنَا مَاتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ كَمَا مُتْنَا ، فَيَقُولُ رَبُّنَا : انْظُرُوا إِلَى جِرَاحِهِمْ فَإِنْ أَشْبَهَ جِرَاحُهُمْ جِرَاحَ الْمَقْتُولِينَ فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ ، فَإِذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَهُمْ ))[15]
وفي المنتقى : وَهَذِهِ مِيتَاتٌ فِيهَا شِدَّةُ الأَمْرِ فَتَفَضَّلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بِأَنْ جَعَلَهَا تَمْحِيصًا لِذُنُوبِهِمْ زِيَادَةً فِي أَجْرِهِمْ حَتَّى بَلَّغَهُمْ بِهَا مَرَاتِبَ الشُّهَدَاءِ .[16]
قَالَ اِبْن التِّين : هَذِهِ كُلّهَا مِيتَات فِيهَا شِدَّة تَفَضَّلَ اللَّه عَلَى أُمَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ جَعَلَهَا تَمْحِيصًا لِذُنُوبِهِمْ وَزِيَادَة فِي أُجُورهمْ يُبَلِّغهُمْ بِهَا مَرَاتِب الشُّهَدَاء . [17]
==================
qمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
(( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ))[18]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
(( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي ؟ قَالَ : فَلا تُعْطِهِ مَالَكَ ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي ؟ قَالَ : قَاتِلْهُ ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي ؟ قَالَ : فَأَنْتَ شَهِيدٌ ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ ؟ قَالَ : هُوَ فِي النَّارِ ))[19]
قال النووي : وَأَمَّا أَحْكَام الْبَاب فَفِيهِ جَوَاز قَتْل الْقَاصِد لأَخْذِ الْمَال بِغَيْرِ حَقّ سَوَاء كَانَ الْمَال قَلِيلاً أَوْ كَثِيرًا لِعُمُومِ الْحَدِيث . وَهَذَا قَوْلٌ لِجَمَاهِير الْعُلَمَاء . وَقَالَ بَعْض أَصْحَاب مَالِك لا يَجُوز قَتْله إِذَا طَلَبَ شَيْئًا يَسِيرًا كَالثَّوْبِ وَالطَّعَام وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ وَالصَّوَاب مَا قَالَهُ الْجَمَاهِير .
وَأَمَّا الْمُدَافَعَة عَنْ الْحَرِيم فَوَاجِبَة بِلا خِلاف . وَفِي الْمُدَافَعَة عَنْ النَّفْس بِالْقَتْلِ خِلاف فِي مَذْهَبنَا وَمَذْهَب غَيْرنَا وَالْمُدَافَعَة عَنْ الْمَال جَائِزَة غَيْر وَاجِبَة وَاَللَّه أَعْلَم .
وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَلا تُعْطِهِ ) فَمَعْنَاهُ لا يَلْزَمك أَنْ تُعْطِيَهُ وَلَيْسَ الْمُرَاد تَحْرِيم الإِعْطَاء وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّائِل إِذَا قُتِلَ : هُوَ فِي النَّار فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يَسْتَحِقّ ذَلِكَ . وَقَدْ يُجَازَى وَقَدْ يُعْفَى عَنْهُ إِلا أَنْ يَكُون مُسْتَحِلاً لِذَلِكَ بِغَيْرِ تَأْوِيل فَإِنَّهُ يَكْفُر , وَلا يُعْفَى عَنْهُ . وَاَللَّه أَعْلَم .[20]
qوَمَنْ قُتِلَ دُونَ مظلمته فَهُوَ شَهِيدٌ
فمن وقع عليه أي ظلم من أنواع المظالم ، ولم يندفع هذا الظلم عنه إلا بقتال ، فقتل في سبيل مظلمته تلك فهو شهيد .
عن سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ))[21]
qوَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ أو دَمِهِ أو أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ))[22]
( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ ) أَيْ عِنْدَ دَفْعِهِ مَنْ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِهِ ظُلْمًا
( وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ ) أَيْ فِي الدَّفْعِ عَنْ نَفْسِهِ
( وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ ) أَيْ فِي نُصْرَةِ دِينِ اللَّهِ وَالذَّبِّ عَنْهُ
( وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ ) أَيْ فِي الدَّفْعِ عَنْ بُضْعِ حَلِيلَتِهِ أَوْ قَرِيبَتِهِ
( فَهُوَ شَهِيدٌ ) لأَنَّ الْمُؤْمِنَ مُحْتَرَمٌ ذَاتًا وَدَمًا وَأَهْلاً وَمَالا فَإِذَا أُرِيدَ مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ جَازَ لَهُ الدَّفْعُ عَنْهُ فَإِذَا قُتِلَ بِسَبَبِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ .[23]
[1]شرح مسلم للنووي (2/163)
[2]رواه البخاري في الأذان (654) ، ومسلم في الإمارة (3538) ، والترمذي في لاجنائز (983) ، وأحمد (7954) ، ومالك في النداء للصلاة (269)
[3] رواه أبو داود في الجنائز (2704) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ، ومالك في الجنائز باب النهي عن البكاء على الميت (493) وقال النوي في شرح مسلم : وَهَذَا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ مَالِك صَحِيح بِلا خِلاف
[4] رواه البخاري في الجهاد والسير باب الشهادة سبع سوى القتل (2830) ، ومسلم في الإمارة (3540) ، وأحمد (12064) .
[5]شرح مسلم للنووي (13/62)
[6] رواه أحمد (21627) وصححه الألباني في كتابه "أحكام الجنائز" ص 22 ، ورواه الدارمي في الجهاد (2307).
[7]رواه النسائي في الجنائز باب الشهيد (2027) ، وأحمد (14762) ، ورواه أحمد عن أبي هريرة (7745)
[8]رواه أحمد (15426) وصححه اللألباني في كتاب الجنائز ص 22
[9]رواه أبو الشيخ والديلمي وصححه الألباني في صحيح الجامع (3691)
[10] رواه أحمد (15426) ، وقال الهيثمي رجاله ثقات ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4439).
[11] قال الحافظ في الفتح (6/52) : رواه الطبراني بإسناد صحيح ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/305) رجاله رجال الصحيح .
[12] رواه أبو داود في الجهاد باب فضل الغزو في البحر (2132) ، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ، وابن أبي عاصم في الجهاد (241-242)
[13]رواه البخاري في الطب باب أجر الصابر في الطاعون (5734) ، وأحمد (23222) .
[14]فتح الباري باختصار .
[15]رواه النسائي في الجهاد باب مسألة الشهادة (3113) وصححه الألباني في صحيح النسائي ، وأحمد (16533) وصححه الحافظ في الفتح .
[16]المتقى شرح الموطأ (2/53)
[17] ذكره الحافظ في الفتح (6/52) .
[18]رواه البخاري في المظالم والغصب باب من قاتل دون ماله (2480) ، ومسلم في الإيمان (202) ، والترمذي في الديات (1339) ، والنسائي في تحريم الدم (4016) ، وأحمد (6628)
[19]رواه مسلم في الإيمان باب من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان مهدر الدم (201)
[20]شرح مسلم للنووي (2/163)
[21]رواه النسائي في تحريم الدم باب من قاتل دون مظلمته (4028) ، وصححه الألباني في صحيح النسائي .
[22]رواه الترمذي في الديات باب فيمن قتل دون ماله (1341) وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
[23]تحفة الأحوذي (4/56)
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗