سلسلة (لو عايز تتوب) – درس "إذا لم تستحِ"
من عقوبات المعاصي
1.تُعرضك لغيرة الله
2.تُطفأ من قلبك الغيرة وتذهب حياتك لأن حياتك في حيائك
الله الحيي
ألا نستحي من الله والله قد سمى نفسه الحيي
قال ﷺ " إنَّ اللهَ حييٌّ كريمٌ ، يستحي إذا رَفع الرجلُ إليه يدَيه أن يردَّهما صِفرًا خائبتَينِ"
[صححه الألباني في صحيح الترغيب (1635)]
مرض الجرأة على الله
1. مرض الجرأة يجعل الشخص يهجم على المعاصي بصدره ولا يخاف وهذا المرض خطير جدا لأنّه مظنّة النّفاق {يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ...} [الحديد:14]
ولا أحد يهجم على الفتن ويقول إني متربي ومُنشأ تنشئة جيدة وأخلاق ودين لأن القلوب ضعيفة والفتن خطافة، حتى لو كان شيخ الإسلام و أورع خلق الله هناك فتن لايستطيع أن يقف أمامها إلا أن يحفظه الله بحفظه {..قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ..} [يوسف:23]
إذا تخلى الله عنك ستكون مشكلة ما بعدها مشكلة لذلك عندما أراد النبي ﷺ أن يعلّم السيّدة فاطمة شيء تقوله ويكون كنزها " ما يمنعُكِ أن تسمَعي ما أُوصيكِ به ؟ أن تقولي إذا أصبحْتِ و إذا أمسَيتِ : يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ ، أَصلِحْ لي شأني كلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طرفةَ عَيْنٍ"
[حسنه الألباني في صحيح الترغيب (661)]
لو حفظ الحفيظ الحافظ تخلّى عنك ستهجم على كل المعاصي ولذلك لأنّني وأنت وأنتِ وكلّ النّاس عندها قابليّة للفجور { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾} [الشمس]
لذلك قال المتنبي: وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِم
2. كان مالك ابن دينار يقول: ما عاقب الله قلبا بأشدّ من أن يسلب منه الحياء
3. كان عمر ابن الخطّاب يقول: من قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه
4. قال الفضيل بن عياض: خمس علامات من الشقوة: القسوة في القلب, وجمود العين, وقلة الحياء, والرغبة في الدنيا, وطول الأمل
5. قال سلمان: إن الله تعالى إذا أراد بعبد شرا أو هلكة نزع منه الحياء، فلم تلقه إلا مقيتا ممقتا، فإذا كان مقيتا نزعت منه الرحمة فلم تلقه إلا فظا غليظا، فإذا كان كذلك نزعت منه الأمانة فلم تلقه إلا خائنا مخونا، فإذا كان كذلك نزعت عصمة الإسلام من عنقه فكان لعينا ملعنا
فضل الحياء
1.قالﷺ "إِنَّ لكلِّ دينٍ خلقًا، وإِنَّ خلُقَ الإسلامِ الحياءُ"[حسنه الألباني في صحيح الجامع(2149)]
2. العلماء قالوا شيئين يجعلك تتوب:
- الخوف "توبة إنابة"
- الحياء " توبة استجابة"
3.قالﷺ " ما من شيءٍ يُوضَعُ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ "
[صححه الألباني في صحيح الجامع (5726)]
4.قال ﷺ " والحَياءُ شُعبةٌ منَ الإيمانِ" [البخاري(9)]
5. قال ﷺ " إنَّ الحياءَ و الإِيمانَ قُرِنا جَميعًا ، فإذا رُفِعَ أحدُهُما رُفِعَ الآخَرُ"
[صححه الألباني في صحيح الجامع (5726)]
6. قال ﷺ " مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على رجلٍ، وهو يُعاتِبُ أخاه في الحَياءِ، يقولُ: إنك لتَستَحيِي، حتى كأنه يقولُ: قد أضَرَّ بك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: دَعْه، فإنَّ الحَياءَ منَ الإيمانِ" [البخاري(6118)]
7. عندما قالوا في مجلس عمر بن عبد العزيز: الحياء من الدّين، قال: لا، الحياء الدّين كلّه
8. قالﷺ:" الحياءُ منَ الإيمانِ، والإيمانُ في الجنةِ والبَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ ، والجَفَاءُ في النارِ"
[صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (987)]
9.قالﷺ:" ما كان الفحشُ في شيءٍ إلا شانَه ، وما كان الحياءُ في شيءٍ إلا زانَه"
[صححه الألباني في صحيح الترغيب (2635)]
10. أن الله يحبك قالﷺ " إنَّ اللهَ تعالى حييٌّ سِتِّيرٌ ، يُحبُّ الحياءَ والسَّترَ فإذا اغتسَلَ أحدُكُم فلْيستَتِرْ " [صححه الألباني في صحيح الجامع (1756)]
11. قال ﷺ: " الحياءُ خيرٌ كلُّهُ" [مسلم (37)]
12. الحياء باعث على التقوى قال سفيان بن عيينة : الحياء أخف التقوى ولا يخاف العبد حتى يستحي ، وهل دخل أهل التقوى في التقوى إلا من الحياء ؟
كيف نستحيي من الله؟
1. أن تعرف من هو الله، فإذا عرفت من هو الله فلن تجاهر بمعصية
قالﷺ:" كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ، فيقولَ : يا فلانُ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ" [البخاري(6069)]
ولكي تعرف من هو الله عش مع أسمائه وصفاته التي تذيب قلبك مثل
البر: أي الذي يعطي عباده دون استحقاق
المنان: الذي يعطي قبل السؤال فقبل أن ترفع يديك وتقول: يارب أريد كذا تجده أعطاك
الأكرم: أول اسم عرف الله سبحانه نفسه لنبيه به ليدل على أنه سبحانه أكرم من كل ماتتصور
نحتاج أن نقف مع أسماء الله وقفة لكن بقلب حيي أن تأخذ هذه المعانى وتبك على نفسك
عن عقبة بن عامر:" قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما النَّجاةُ؟ قال: أمسِكْ عليْكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتِكَ" [صححه الألباني في صحيح الترمذي (2406)]وفيلفظ:"وابك على نفسك"
وذلك بأن تجلس بينك وبين نفسك وتقوم بعمل مقارنة بين من أنت..ومن هو سبحانه وتعالى
بين ماتفعل أنت تجاهه وما يقدمه هو لك سبحانه وتعالى
2. أن تطالع سير أهل الحياء
قالﷺ:" كنتُ أدخلُ بيتيَ الَّذي فيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وإنِّي واضعٌ ثوبي وأقولُ: إنَّما هوَ زَوجي وأبي فلمَّا دُفنَ عمرُ رضيَ اللَّهُ عنْهُ معَهم فواللَّهِ ما دخلتُهُ إلَّا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي حياءً من عُمرَ" [قال الألباني في مشكاة المصابيح:رجاله رجال الصحيح (1712)]
3. عليك بما يسمى:"كشكول الذنوب" و"كشكول النعم"
كشكول الذنوب: قائمة أول ما ترى نفسك تُصمتك
كشكول النعم: عندما ييئسك الشيطان ويسخطك انظر فيها
الأثنان معًا يكونان الحياء
هذه التي يُسميها العلماء: مشاهدة المنة ومطالعة الجناية
مشاهدة المنة: أن أشعر بنعم الله على
مطالعة الجناية: أن أشعر بتقصيري في حق الله
4. ملاحظة عين الله الناظرة
{ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّـهَ يَرَىٰ ﴿١٤﴾} [العلق]
{...إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء]
وتعيش أن الله سمى نفسه: البصير، الرقيب، الشهيد، فكل هذه الأسماء تعني أنك مراقب
5. بأن تحب الله عز وجل
لو غَلب حب الله قلبك ستستحيي منه
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا..} [الطور:48]
{.. وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي} [طه:39]
{ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴿٤١﴾} [طه]
قالﷺ "يقولُ ربُّكُم: يا ابْنَ آدَمَ! تَفَرَّغْ لِعبادتِي، أملأْ قلْبَكَ غِنًى، وأملأْ يدَيْكَ رِزقًا، يا ابنَ آدمَ! لا تُباعِدْ مِنِّي، أملأْ قلبَكَ فَقْرًا، وأملأْ يدَيْكَ شُغْلًا" [صححه الألباني في صحيح الترغيب(3165)]
بالله عليكم من يقول لمن؟ أنامن أقول: يارب لاتبعد عني،يارب خذ بيدي إليك،يا رب ليس لي غيرك لكن نجد أنه سبحانه يقول لنا :" يا ابنَ آدمَ! لا تباعد مني" ألا تحبه؟
قالﷺ:" إن اللهَ عز وجل يبسطُ يدَه بالليلِ، ليتوبَ مسيءُ النهارِ. ويبسطُ يدَه بالنهارِ، ليتوبَ مسيءُ الليلِ. حتى تطلعَ الشمسُ من مغربِها" [مسلم(2759)]
6. قالﷺ:" استَحيوا منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ، قُلنا: يا رسولَ اللَّهِ إنَّا لنَستحيي والحمد لله، قالَ: ليسَ ذاكَ، ولَكِنَّ الاستحياءَ منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ أن تحفَظ الرَّأسَ، وما وَعى، وتحفَظَ البَطنَ، وما حوَى، ولتَذكرِ الموتَ والبِلى، ومَن أرادَ الآخرةَ ترَكَ زينةَ الدُّنيا، فمَن فَعلَ ذلِكَ فقدَ استحيا يعني: منَ اللَّهِ حقَّ الحياءِ" [حسنه الألباني في صحيح الترمذي (2458)]
- "أن تحفَظ الرَّأسَ، وما وَعى" عقلك فلا يجوز أن تُسكره بسكر حسي كالمخدرات والخمور، ولاتجعله يعيش الغفلة،وتدخل إليه كلام لا قيمة له أو لا ينفعك في أمر مصيرك
- "وتحفَظَ البَطنَ، وما حوَى" كُل من حلال، احذر أن تغُرك الدنيا، واعلم أن هذا يؤثر على قلبك
لهذا قال العلماء: أكلة الحلال تلين القلب، وأكلة الشبهة والحرام تقسي القلب
- "ولتَذكرِ الموتَ والبِلى" تذكر أن فجاة الموت عنوان زماننا
- "ومَن أرادَ الآخرةَ ترَكَ زينةَ الدُّنيا"
كونوا كعثمان الحياء
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت"كان رسولُ اللهِ ﷺمُضطجعًا في بيتي ، كاشفًا عن فخذَيه . أو ساقَيه . فاستأذن أبو بكرٍ فأذِن له . وهو على تلك الحالِ . فتحدَّث . ثم استأذن عمرُ فأذن له . وهو كذلك . فتحدَّثَ . ثم استأذن عثمانُ . فجلس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وسوَّى ثيابَه - قال محمدٌ : ولا أقول ذلك في يومٍ واحدٍ - فدخل فتحدَّثَ . فلما خرج قالت عائشةُ : دخل أبو بكرٍ فلم تهتَشَّ له . ولم تُبالِه . ثم دخل عمرُ فلم تهتَشَّ له ولم تُبالِه . ثم دخل عثمانُ فجلستَ وسوَّيت ثيابَك ! فقال " ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكةُ"
[مسلم (2401)]
ادع الله باسمه الحيي أن يحي قلوبنا وأن يرزقنا وأياكم الحياء منه
وللاستماع
اضغط هنا
http://www.hanyhilmy.com/uploaded/fi...a-lm-tst7e.mp3
او هنا
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=5685