نصائح لكل مسلمة تسعى للسعادة الزوجية
كثرت حالات الطلاق فى البيوت العربية الإسلامية فى الأونة الأخيرة, ولأتفه الأسباب, وهناك زيجات لا تستمر سوى شهور قليلة لا تتعدى العام بل بعضها لا يستمر سوى أيام معدودات أو بالكاد عدة أسابيع.
تعود أسباب الطلاق السريع رغم طول فترة الخطبة, ورغم حالات الحب التى كانت تجمع بين الزوجين قبل الزواج إى عدة أسباب نذكر منها:
عدم التوافق الفكرى, والجسدى "الجنسى", وتدخل الأهل والأصدقاء فى حياة الزوجين وعدم تحمل الزوجة ظروف عمل زوجها أو ظروفه المادية, وارهاقه بطلباتها الكثيرة, وعدم إطاعته فيما يطلبه منها, جريا وراء الدعوات الهدامة للمرأة كى تكونحرة حتى ولو كانت متزوجة فلا تطيع زوجها باعتبار أن ذلك يقلل من قيمتها الإنسانية, ويجعلها فى مكان أقل من مكانة الرجل, ودعوات المساواة الكاذبة والمضللة بين الرجل والمرأة, رغم اختلاف التكوين الجسدى والنفسى والعضوى والبيولوجى لكل من الرجل والمرأة.
على أية حال فإن الحفاظ على البيت المسلم, والحياة الزوجية فى الأسرة المسلمة يتطلب عددا من الأمور التى يجحب على الزوجة المسلمة أن تتبعها حفاظا على البيت المسلم, ونجملها فيما يلى:
يجب على الزوجة المسلمة أن تكون طائعة لزوجها إلا فيما يكون فيه معصية لله تعالى وروسلوله الكريم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم, وأن تتطبع بطبع زوجها, وأن تفعل ما يريد حتى لو كانت لاتحبه، وأن تجعل بينها وبين زوجها مجالا للأخذ والعطاء والمناقشة ولكن إن لم يقتنع الزوج بقولها فلتطيعه, حتى لو خالف رأيها, ولو كان رأيها هو الصواب, فسوف يراجع الزوج نفسه بعد ذلك ويركن إلى رأى زوجته فيما بعد, خاصة إذا لم تراجعه فى رأيه ولم تذكره بأنها قالت له رأيها ولم يأخذ به, وتظل تذكره بذلك كلما حدث نقاش بينهما.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حق الزوج على زوجته؛ لو كانت به قرحة، أو انتثر منخراه صديداً أو دماً, ثم بلعته؛ ما أدت حقه" رواه ابن حبان والحاكم وغيرهما.
ويقول أيضاً: "لو كنت آمرا أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها" رواه ابن حبان و ابن ماجه وغيرهم .
ويقول الرسول صل الله عليه وسلم أيضاً: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" رواه الترمذي وخاصة قبل نومك لقوله صل الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجل امرأته الى الفراش فلم تأته فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى الصبح" متفق عليه
ولتتذكر كل زوجة مسلمة قول المرأة الإعرابية التى كانت تنصح ابنتها العروس ليلة زفافها فقالت لها: "يا بنية، إنك خرجت من العش الذي فيه درجت، فصرت إلى فراش لا تعرفينه، وقرين لا تألفينه، فكوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له مهادً يكن لك عمادً، وكوني له أمة يكن لك عبداً، لا تلحفي به فيقلاك - أى يبغضك -، ولا تباعدي عنه فينساك، إن دنا منك فاقربي منه، وإن نأى - أى ابتعد - فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينه، فلا يشمن منك إلا ريحاً طيباً، ولا يسمع إلا حسناً، ولا ينظر إلا جميلاً.
يالها من نصيحة أم عربية مسلمة تعلم معنى الزواج وتقدر الحياةالزوجية وحقوق الزوج على زوجته, فأين زوجاتنا من هذه النصيحة ولماذ نسينها ولا يعملن بها, وما بالهن نسين أحاديث الرسول محمد صل الله عليه وسلم؟.
يكره الزوج زوجته بسبب رفع صوتها فى مواجهته خاصة إذا كان غضبانا, أو منفعلا, فلا يجب على الزوجة أن ترفع صوتها في وجه زوجها, ولا تكثر ولا تلح فى طلباتها التي تكون فوق قدرته، ولا تكن محبة للمال, وتطالب زظوجها بالحصول عليه من أى مصدر, وبأى كيفية, حتى لو مد يديه إلى الحرام, فينطبق عليها قول الشاعر:
إذا رأت أهل الكيس ممتلئا ...... تبسمت ودنت مني تمازحني
وإن رأته خاليه من دراهمه...... تجهمت وانثنت عني تقابحني
ولكن يجب عليها أن تقف بجانبه في ظروفه الصعبة وتشجعه على الصبر وتحضه عليه حتى يفرج الله له ولها, ولعل قول رسول الله صل الله عليه وسلم لزوجته عائشة رضي الله عنها: "يا عائشة.. إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب، وإياك ومجالسة الأغنياء، ولا تستخلعي ثوباً حتى ترقعيه" رواه الترمذي.
ولذا على الزوجة المسلمة أن تصبر وترضى بنصيبها وقدرها, وتحتسب فقر زوجها أو تعسره المادى, عند الله تعالى.
يقول الرسول محمد صل الله عليه وسلم: "نسائكم من أهل الجنة: الودود، الولود، العؤود على زوجها, التي اذا غضب جاءت تضع يدها في يد زوجها، قالت: هذه يدي في يدك, لا اذوق غمضاً حتى ترضى", رواه النسائي.
أى على الزوجة أن ترضى زوجها وتنشد مرضاته, وأن تعتذر له إن أخطأت فى حقه, بل وتعتذر له إن هو أخطأ فى حقها, فتقديمها ذلك الاعتذار, يجعلها تزيد أمام ناظريه احتراما وحبا وعزا وودا, فيقدرها حق قدرها, ولا يسغنى عنها أبدا ويستحى أن يخطىء فى حقها, أو ينهرها, أو يتسبب فى أى أذى لها.
حينما يعود الزوج من عمله, فلا يجب على الزوجة أن تقابله بطلباته, وشكواها, بل تنتظر حتى يأكل ويصلى ويستريح ثم تسأله إن كان بإمكانها أن تطلب منه شيئا, فساعتها سوف تجده مرحبا لسماع ما تريد وينفذه لها, فاختيار الوقت المناسب له عامل مهم جدا فى تحقيق السعادة الزوجية, وعليها أن تستقبله مرحبة حينما يعود من العمل بالمظهر الجميل, والابتسامة العذبة, والملابس المعطرة, والمنزل المرتب والنظيف, والطعام الجاهز الشهى, وكذا يكون الأطفال أيضا.
على الزوجة أن تعامل زوجها كطفل كبير يبغى تدليله من قبلها, وأن تعامله كأم له, فتدلله وتهننه, وتناديه باسم "الدلع" أو بلفظ حبيبي أو روحي وتطرب أذنيه بكلمات الإطراء والإعجاب, مما يرفع من روحه المعنوية, ويشجعه على أن يبادلها نفس كلمات الإعجاب والإطراء, فيعيشا سويا ودائما حياة المحبين, ويتبع ذلك طاعته إن طلبها للفراش أو الجلوس معها, أو احتضانها, حتى يكون الجو العاطفى والرومانسى هو السائد بينهما, وترفرف السعادة فى منزل الزوجية طوال الوقت.
[/url]إذا أراد الزوج الخروج للعمل أو لقاء أصدقاؤء له فيجب على الزوجة أن تساعده فى اختيار ملابسه وتساعده على ارتدائها, وتعطره وتبخره, وتدعو له بالفلاح والصلاح, فقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تطيب رسول الله صل الله عليه وسلم, وقالت: "كنت أطيب رسول الله صل الله عليه وسلم – لإهلاله – بأطيب ما أجد", رواه البخاري ومسلم.
وبعد أن يأتى من الخارج يجب على الزوجة أن تظهر شوقها له, فتقوى رابطة الحب بينهما, ويجب عليها أن لا تكثر الزوجة أثناء وجود الزوج خارج المنزل من الاتصال بالصديقات والأهل, وأن لا تفعل ذلك فى وجوده, حتى لا يشعر أنها مشغولة عنه بأهلها وصديقاتها, وعليها تجنب الحديث عن العلاقات الخاصة بينهما خاصة لقاءات الفراش, حتى لا تثير الغيرة فى نفوس من تتحدث معهن, وحتى لا تكون ممن يفشى تلك الأسرار التى نهانا عنها سبحانه وتعالى, يقول الله تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}, ويقول تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} فالآية تؤكد أن الزوج عليه أن يكون لباسًا وسترًا لزوجه، وأن تكون الزوجة كذلك له، وقد ذكر الله المرأة قبل الرجل في ذلك في قوله: "هن" فيحصل بذلك السكن والرحمة.
ويقول تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ … أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ}, فللفراش أسرارًا يجب أن تحاط بسياج من الكتمان والله حيي ستير يحب الحياء والستر, وقد حذرنا الرسول صل الله عليه وسلم, من فتش أسرار الفراش لأنها تؤدى إلى هدم منزل الزوجية, فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله صل الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: "لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله، ولعل امرأة تخبر ما فعلت مع زوجها، فأرَمَّ القوم يعني سكتوا ولم يجيبوا فقلت: أي والله يا رسول الله، إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون, قال: فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون" رواه أحمد.
ويقول رسول الله صل الله عليه وسلم: "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها".
يقول النووي في تعليقه على هذا الحديث: "وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع، ووصف تفاصيل ذلك، وما يجري من المرأة فيه من قول أو فعل أو نحوه، فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة".
[img[/img]كما يقول رسول الله صل الله عليه وسلم: "ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير" رواه ابي داود، وفي رواية البخاري: "وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة", كما عدها الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي في كتابه "الكبائر" من الكبائر وقال في شأنها: يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
على الزوجة أن لا تذهب إلى بيت أهلها فى حالة حدث خلاف بل يجب أن تظل فى بيتها, لأن الخلافات تصفى نفسها بنفسها, وذهابها إلى بيت أهلها يفتح الباب لتدخلهم, مما يزيد من الخلافات ويشعل الخلاف من جديد, وقد لا يأتى الزوج ليصالح زوجته فى بيت أهلها مما يؤدى إلى الطلاق, كما أن الخروج من منزل الزوجية بدون إذن الزوج يعتبر مخالفة شرعية طبقا لللشريعة الإسلامية التى قضت على الزوجة ألا تخرج من المنزل إلا بإذن زوجها وإلا اعتبرت ناشزا, كما عليها ألا تدخل شخصا إلى منزل الزوجية دون إذن الزوج, أو تتصرف فى أى شىء بمنزل الزوجية دون إذنه.
يجب على الزوجة أيضا ألا تطلب من زوجها أن يقطع صلته بأهله أو أن لا يبر والديه وأخوته, أو تحاول التفرقة بينه وبين اهله, بل يجب عليها ان تشجعه على بر أهله ووالديه, وأن تمدحهم, ومن تفعل ذلك سوف يكون جزاؤها النار, لأنها تقطع صلة القربى والرحة بين زوجها وأهله وهى الصلة التى حرم الله تعالى قطعها.
يجب على الزوجة أن تتقى الار فى الأخرة, فلا تسب ولا تلعن الزوج أو اطفالها, حيث يقول الرسول صل الله عليه وسلم: "يا معشر النساء؟ تصدقن؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار, فقلن: وبم يا رسول الله؟, قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير" رواه البخاري.
أما النصيحة الأخيرة فعلى الزوجة أن لا تتفوه بطلب الطلاق كلما حدث خلاف بينها وبين زوجها, وأحيانا يكون سببا تافها, حيث يقول الرسول صل الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس؛ فحرام عليها رائحة الجنة", رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.