سباقٌ للخيراتْ .. في ساعاتٍ نيّراتْ
وكانت أمّنا سودة رضي الله عنها تسارع للخيرات,
وهذا حال أمّهات المؤمنين رضي الله عنهم
فكنّّ يتسابقنَ إلى مرضاة الله لأنهن عاقلات رشيدات يعلمن أنّ هذه الدنيا طل زائل .
وكانت رضي الله عنها وأرضاها تضع آية الله في قلبها الطاهر فتحفظ وتطبّق فإذا سمعت بآية يذكر فيها عن الصدقة فإذا هيَ تسرع لها وهكذا..
وكانت سودة في يومٍ من الأيّام خارجةً مع النبي صلى الله عليهِ وسلّم :إلى الحج لتتسابق إلى الخيرات ,
عن عائشة رضي الله عنها قالت: نزلت المزدلفة فاستأذنت النبي صلى اله عليهِ وسلّم سودة أن تدفع قبل حطمة الناس وكانت امرأة بطيئة فإذن لها فدفعت قبل حطمت الناس وأقمنا حتى أصبحنا نحن ثمّ دفعنا بدفعة ,فلأن أكونَ استأذنت رسول الله كما استأذنته سودة أحبّ إليّ من مفروحٍ بهِ
فهذا كانت أمنا سودة تسارع لكلّ خير وكانت حريصةً على طاعة الله ورسوله رضي الله عنها وأرضاهايأتيها الإذن .من ربّ الإنسِ والجن
وهاهي أمّنا الطاهرة العفيفة بموقف آخر يحصل معها فيأتيها الإذن من فوق سبعِ سموات
عن عائشة رضي الله عنها قالت:خرجت سودة بنت زمعه ليلًا فرآها عمر فقال: إنّكِ والله ياسودة ما تخفين علينا ,فرجعت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليهِ وسلّم:وهو في حجرتي يتعشّى.وإن في يده لعرقا. فأنزل الله عليه فرفع عنه وهو يقول((قد أذن لكنّ أن تخرجن لحوائجكنّ))
فهاهي أمّ المؤمنين من كرامتها أن أنزل الله الوحي على النبي صلى الله وسلّم .ليأذن لها بأن تقضي أغراضها رضي الله عنها وأرضاهاالفراق والرحيل ..ودموع تسيل
وظلّت الصحابية الحبيبة سودة تتعايش مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليهِ وسلم.
بقلبها وجوارحها وتحاول أن تطبقه على الوجه المطلوب ليرضى عنها الإله وليرضى عنها زوجها الحبيب .
ولكن..
ولكن لا شيءَ باقي وكل شيء له نهاية حتى الإنسان مهما بلغ مقامه ومهما تعددت محاسنه فإنه هالك لا محالة.
وها هو اليوم الحزين اليوم الذي ادمع عيون سودة دموعًا شديدة إنها دموع الحزن على فراق الحبيب ومحّمدٍ اللبيب. فراق النبي صلى الله عليهِ وسلّم حزنت سودة على زوجها حزنا شديدا فقد سكن الحزن في قلبها الطاهر فلم تكن لتنسى النبي صلى الله عليه وسلّم الذي لطالَ ما واساها وأفرحها الذي غمرها حنانا وعطفا بقلبه الرحيم بأبي وأمي أنتَ يا رسول الله
ولكن.أسلمت للقضاء المكتوب وعلمت أنّ علّام الغيوب أخذ محمّدًا اخذ رحيم غفور وعرفت أنّ هو في الجنّة سيكون بأحسنِ حال وحسبها أن النبي راض عنها فهي لم تعصيه أبدا. وحسبها أنها ستكون معه في الجنّة أيضا.
فلم تكن لتنسى النبي صلى الله عليهِ وسلّم بل ظلت تطبق شرع الله وسنته ليكون راضيا عنها وظلت تسعى للجنّة لتقابل فقيدها عليه الصلاة والسلام.وحان وقت رحيلها.. لتنعمَ بنعيم ربّها
وها نحن نمضي في سيرة أمّ المؤمنين سودة لنتعايش كل موقف ,نلتمس منها الأدب والعبرة وينفعنا هذا في ديننا ودنيانا
وبقيت سودة رضي الله عنها وامتدّتْ بها الحياة إلى خلافة عمر رضي الله عنه وكان أصحاب النبيّ جميعا يعلمون قدر هذه الصحابية وقدر مكانتها فكانوا يحسنون لها غاية الإحسان
ويقيت سودة بعد النبي صلى الله عليهِ وسلّم داعية سابقة إلى الخير تسعى إلى رضاء ربها راجية لقاء زوجها في الجنّة
وقبض ربّ الجلالة روحها في آخر خلافة عمر رضي الله عنه فقد نامت على فراش الموت وفاضت روحها الطاهرة إلى خالقها
فرحمها الله وأسكنها فسيح جنّاتهوهنا ننتهي من سيرة أم المؤمنين سودة بنت زمعه
سائلة المولى أن ينفع بها الجميع.
وأسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم سبحانه
ولنا لقاء آخر مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها في مقال آخر
سبحانك اللهمّ وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗