لماذا لم يستمع إليّ احد ..!!
لماذا لم يستمع إليّ احد ..!!
لماذا لم يستمع إليّ احد ..!!
عندما تتفلسف أو تتحذلق وتكتب موضوعاً فيسبوكياً أو مقالاً عنترياً ثم تعود إلي وسادتك مشدوها شاخص العينين بشعور ملؤه الحسرة والرغبة في البكاء.. صارخا في ذاتك لقد حذرت .. لماذا لم يستمع إليّ احد ..!! لقد كررت لماذا لا يأخذون كلامي علي محمل الجد .. !! لقد كررت لماذا لم ينتبه إلي ما أقول أحد
الطيور الجارحة ملأت بيوتنا وضجت بها مقاهينا بل باتت اشد فتكاً واخطر علي المستقبل من الأوبئة والزلازل والبراكين بعد أن استطاعت النفاذ إلي شرائح عقلنا الظاهر والباطن فأحدثت فيه ثقباً إتسع علي الراقع
هؤلاء الذين أغاروا علي بيوتنا فادخلوا فيها الفسق والكذب والفجور والبذاءات والتوجهات المسمومة والانتماءات إلي فقاعات هوائية
ضربوا بقيمنا وأخلاقنا وثقافاتنا وعلومنا ومنهاجنا عرض الحائط فلم تعد تعنيهم في شئ ولم يعودوا يرجعون إليها في شئ فلم يعد يثنيهم عن فعلهم شئ
هؤلاء الذين لا يعنيهم منا إلا رقم المشاهدة لقنواتهم للإتجار في كل شئ يفرغ جيبنا الفارغ أصلا بغض النظر عن وسيلته أو طريقته أو نتيجته , فلغة الدولار اقوي واشد تسميعا في آذانهم من أناتنا علي أسرة الموت أو علي أسفلت الحياة
والغريب في الأمر أن تلك الطيور ترقص جميعاً نفس الرقصة فوق صدرك بعد أن تنتهي من تقطيع الشفاه وفقء العيون بغض الطرف عن طبيعة الشعارات التي تم رفعها قبل بدء حلقة ما يسمي " بالتوك شو " أو ماركة الوهم الذي إدعوا أنهم سيبيعونه لك في آخرها
والمدهش أنهم لم يكتفوا بالأجساد وحدها وإنما غاصوا بأنيابهم في مساحات البهجة والشجن ومواطن الحلم والتخيل بل وأحيانا القدرة علي الحب والكره فينتابك شعور غريب باللاجدوي وأنت تشاهد هؤلاء الفلاحين المارين إلي حقولهم صباحاً أو العائدين من مصانعهم ليلاً أو تلك الساهرة علي أطلال بيتها المنهار ليلاً فعندما تنظر إلي براءة عيونهم وفطرة ملامحهم تدرك يقينا أنهم منقورون الليلة لا محالة علي موائد الصخب الفضائي
قد يتنكر الطائر الجارح في ثوب محامٍ شهير أو فقيهٍ دستوريٍ مفوه أو خبير استراتيجي يشار إليه بالبنان لأنه عادة لا يحب الظهور في ثوبه التقليدي بل ولا يحب التفاخر بأعداد الجماجم التي ثقبها , ولا يتحدث عادة علي غزواته العاطفية في أدمغتنا.
لكنه لا يتسامح أبدا مع الذين يفهمون أنهم يفهمون شيئا غير الذي يفهمه أو يعرفون أنهم يعرفون شيئا غير الذي يعرفه فتجده تلقائيا يدرجه علي قوائم النقر الليلي استعدادا للرقص علي جثته
والمأساة الحقيقية تكمن في أننا اضطررنا في سباقنا مع النقر أن نفرغ جيوبنا الفارغة فبعنا الحديدة التي كان من الممكن أن تحمينا من النقر أحيانا ومن الفقر أحايين أخري
والمرعب في الأمر أنهم ورغم أنيابهم الموغلة في رقابنا كل مساء ودمائنا السائلة علي شاشاتهم كل ليلة إلا أنهم ما زالوا يحتفظون خارجيا بملامح البشر .. !!!
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗