١٢٠- يكره للصائم المبالغة في الاستنشاق.
وإذا استنشق فوصل شيء من الماء إلى جوفه ؛ فإنه لا يفطر لعدم القصد. وكذا إن دخل شيء أثناء مضمضته .
١٢١- من المفطرات للصائم (التقيؤ عمدا) وذلك باستدعائه سواء بنظر أو شم أو بوضع الأصبع.
١٢٢- " من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض " لا يصح. لكن العمل عليه عند أهل العلم ، وعمل به ابن عمر ، ولا مخالف له من الصحابة .
١٢٣- العاجز عن الصيام كالمريض الذي يحكم عليه الطبيب بغالب ظنه أنه لا يُرجى برؤه ، والشيخ الكبير= يطعمون عن كل يوم أفطروه مسكينا .
١٢٤- لا يجب القضاء -على الصحيح- على من حكم عليه الأطباء بأنه من الذين لا يرجى زوال مرضه ثم أفطر وأطعم، فشفي بعد مدة ؛ لأنه قد أبرأ ذمته .
١٢٥- من أفطر لسفر أو مرض فإنه لا يجب عليه الترتيب حال قضائه .
[ القرآن في شهر رمضان ]
١٢٦- " كان دأبُ السلف - رحمهم الله تعالى – الاجتهاد في ختم القرآن الكريم مرات عديدة في شهر رمضان .
فقد كان منهم من يختم القرآن الكريم كل عشر،
ومنهم من يختمه كل سبع ،
ومنهم من يختمه كل ثلاث.
١٢٧-وذُكر في ترجمة أبي عبد الله الشافعي -رحمه الله تعالى-: أنه كان له في رمضان ستين ختمة.
وهذا أمرٌ يُمكن لأصحاب النفوس القوية المقبلة على الله -عز وجل- أن يدركوه ويعقلوه ،
أما من ضعفت قواه ، وقلَّ إقباله على مولاه فإنه يستبعد هذا ويجعله ضَرباً من الخيال.
وقد صح عن عثمان رضي الله عنه أنه قام بالقرآن كله في ركعة واحدة.
١٢٨-وإنما قوي على ذلك لكمال إقباله على ربه -سبحانه وتعالى- واشتغاله بتلذذه بقراءة القرآن الكريم ، وقد روي عنه بسند فيه ضعف أنه قال : لو طهُرت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا.
١٢٩-فإذا كان القلب طاهرا كان تلذذه بكلام الرب -سبحانه وتعالى- أعظم من تلذذه بغيره، فيحمله هذا على الاستكثار من الختمات.
١٣٠- حدثني الشيخ عبدالعزيز الخضيري المتوفى عن ١٠٨سنة أن شيخه الشيخ حمد بن فارس كان يختم في رمضان ثلاثين ختمة وشيخه عمر بن سليم يختم ستين ختمة.
١٣١- ما روي من الأحاديث الصحاح عن كراهة ختم القرآن قبل ثلاث، إنما محله في غير الأوقات والأماكن الفاضلة، كما ذهب إلى ذلك أحمد وإسحاق .
[ العشر الأواخر والاعتكاف ]
١٣٢- قال ابن رجب: "الاعتكاف هو قطع العلائق عن الخلائق للاشتغال بخدمة الخالق"
والمراد بالخدمة: العبادة، والتعبير بها أكمل.
١٣٣- الذي يلزم مسجدا وهو مشتغل بالكلام مع الناس والعبث ويقضِّي وقته بالطعام والنوم واستعمال الانترنت ونحو ذلك فإنه لا يسمى اعتكافا، بل يسمى إقامة، وهو يخدع نفسه، وينبغي تنزيه المسجد عن هذه الأحوال الرديئة.
١٣٤- الأحاديث ليس فيها أن الملائكة تسلم على المتهجّدين في ليلة القدر ولا تبلغهم السلام عن الرب وليس في المسألة إلا آثار عن التابعين .
١٣٥- للإنسان أن يعتكف في أي حين من السنة ولو لم يكن صائما ، ولو كان لمدة يسيرة ؛ فقد روى عبدالرزاق وغيره بإسناد صحيح عن يعلى بن أمية: " إني لأدخل المسجد لا أريد إلا أن أعتكف ساعة"
١٣٦- الساعة هي البرهة المستكثرة من الزمن، وهي في تقدير الدقائق في زمننا هذا بين الأربعين إلى خمس وأربعين دقيقة وهو الذي أدركت عليه كبار السن ، وأخبرني أحد أصحابنا عن العلامة أبي تراب الظاهري -وهو من شيوخ اللغة المعروفين- أن الساعة التي تعرفها العرب أقرب ما تكون ٤٥ دقيقة بتوقيتنا .
١٣٧- الأحاديث المروية في تعيين نوع من الدعاء في ليلة القدر لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم منها شيء . وأشهرها حديث عائشة وإسناده ضعيف لانقطاعه .
١٣٨- لا يتقيد الاعتكاف برمضان . و لا يُشترط الصوم للاعتكاف. فيشرع للعبد أن يعتكف في أي حين من السنة ولو لم يكن صائما ولو كان لمدة يسيرة .
١٣٩- المختار أن الاعتكاف عامٌّ لجميع المتعبدين من الرجال والنساء لا فرق بين شاب ولا شيخ .
١٤٠- ما يفعله كثير من الناس من جعلهم محل اعتكافهم محطّاً للزوار ومجلسا للمعاشرة ، فإن هذا الاعتكاف لون والاعتكاف النبوي لون آخر .
١٤١-(شد المئزر) -أي في العشر- المختار أن ذلك كناية عن ترك الاستمتاع بالنساء كما رجحه أبو الفرج ابن رجب وأبو الفضل ابن حجر .
[ ليلة القدر ]
١٤٢-" العبادة المستحبة في ليلة القدر هي قيام تلك الليلة.
وإنما يكون قيامها = بإطالة الصلاة، وكثرة قراءة القرآن في أثناء تلك الصلاة .
١٤٣-وأمّا ما عدا ذلك من الأعمال فهو دون مرتبة الصلاة ، نعم يُشرع للعبد إذا قام تلك الليلة بالصلاة، وقراءة القرآن أن يدعو ربّه -عزّ وجلّ- فإنه على رجاءِ إجابة.
١٤٤-لا لأجل أنّ ليلة القدر يُجاب الدعاء فيها ؛ لعدم الدليل ، وإنما لاقتران هذا الدعاء بعمل فاضل وهو قيام الليل في وقت فاضل وهو ليلة القدر، فيكون دعاءُ العبد على رجاءِ إجابة.
١٤٥-والأحاديث المروية في تعيين نوع ٍمن الدعاء في تلك الليلة لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها شيء، وأشهرها حديث عائشة وفيه دعاء اللهم إنك عفو... الخ المخرّج عند بعض أصحاب السنن، وإسناده ضعيف لانقطاعه، فلا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في تعيين نوع من أنواع الدعاء دون غيره ليلة القدر .
١٤٦- بل يدعو العبد بما شاء ربه أن يدعوه ، مع الإقبال على إعمار هذا الوقت، وهو وقت ليلة القدر بإقامة الصلاة فيها وإطالتها ؛ لأنّه هو العمل الذي جاءَ تعيينه من الشرع .
١٤٧-فالمستحب لمن رأى ليلة القدر هو أن يطيل قيامها، ويكثر قراءة القرآن فيها"
سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم
١٤٨- اختلف أهل العلم -رحمهم الله تعالى- في علّة تسمية ليلة القدر فذكروا أسباباً عديدة جِماعُها يرجع إلى ثلاثة أشياء:
أولها: أنّها سُمّيت ليلة القدر على إرادة معنى التعظيم للقدر ها هنا، فالمرادُ بالقدر هنا: التعظيم؛ كقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }، فيكون معنى ليلة القدر : ليلةٌ ذات قدر.
وتعظيمها وقع لأمورٍ عظيمة منها:
نزول القرآن فيها، ومنها: تَنزُّل الملائكة والروح. ومنها: ما ينزل فيها من السلام والرحمة والمغفرة.
وثانيها: أنّ القدر هنا بمعنى: التضييق كقوله تعالى:{ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ }, وكقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرّج في الصحيح: «فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له», في قول من يقول: إن المعنى هو تضييق الشهر. وكأنها ضُيقت لأجل إخفائها، أو لكونها ليلة واحدة، أو لأن الأرض تضيق فيها عن الملائكة، وقد رُوي في ذلك حديث في مسند أحمد وفي إسناده ضعف.
وثالثها: أنّ المراد بالقدر هنا: ما يكون بمعنى القدر الذي هو مؤاخي القضاء، فلأجل أنه تقدر فيها الأقدار والآجال لقول الله عزّ وجل:{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}, سميت بليلة القدر.
-والمختارُ: أنّ هذه الأسباب الثلاثة كلّها مُوجبةٌ لتسميتها بليلة القدر، وإذا أمكن حملُ اللفظ المشترك على جميع معانيه كان ذلك هو اللائق كما جرى على ذلك جماعة من المحققين منهم أبو العباس ابن تيمية الحفيد -رحمه الله تعالى- في رسالته في (( أصول التفسير))، وشيخ شيوخنا محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى- في تفسيره (( أضواء البيان)).
١٤٩-حديث ( التمسوا ليلة القدر في العشر الباقيات من رمضان في التاسعة والسابعة والخامسة ) ضعيف ومعناه موجود في الصحيحين .
واختلف العلماء في المراد بالتاسعة والسابعة والخامسة هل هي التي تمضي أم التي تبقى ؟
فإذا قلنا لتسع تبقى يعني ليلة واحد وعشرين، وإذا قلنا لتسع مضت يعني ليلة تسع وعشرين.
والظاهر كما وقع في رواية للبخاري أنها لتسع تبقى وسبع تبقى وخمس تبقى ولم يصرح بهذا اللفظ في الصحيح وإنما في مسند أحمد لكن معناه في البخاري ، أي: ليلة واحد وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين فهي أرجى الليالي التي تلتمس فيها ليلة القدر .
[ صيام التطوع ]
١٥٠- الأجر المترتب في صيام الست من شوال مشروط بشرطين: ١-إيقاعها بعد رمضان فلابد من القضاء لمن كان عليه. ٢-أن تكون الست كلها في شوال.
١٥١- الأحاديث المروية في إيجاب المتابعة بلا تفريق في صيام الست لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . فله أن يصومها متتابعة وله أن يفرق إن شاء .
١٥٢- النفل المقيّد-كالست وعرفة وعاشوراء-يشترط له تقدم النية من الليل . نبه عليه الشيخان ابن باز وابن عثيمين. أما المطلق فإنه لا يشترط.
١٥٣- المختار أن صوم الدهر مكروه كما هو قول إسحاق ورواية عن أحمد لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا أفضل من ذلك" يعني ليس هناك أفضل من صيام داود .
١٥٤- النبي لم يستكمل صيام شهر قط إلا رمضان، و ماعداه من الشهور فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يُخليه ، ويجعل أكثر صيامه في شعبان كما ثبت ذلك من فعله .
١٥٥- "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" الصحيح من قولي أهل العلم أن المراد بشهر الله المحرم ههنا الأشهر الحرم جميعا وهي أربعة . لامجرد شهر المحرم ، لما صح عن ابن عمر أنه كان يصوم في رجب وفي ذي القعدة وذي الحج وفي شهر المحرم .
وهو اختيار ابن تيمية وابن رجب .
١٥٦- تخصيص رجب بالصوم دون غيره من أشهر الحرم اعتقادا بأنه مأمور به وبأن له من التعظيم ما ليس لغيره .. القول بالتحريم حينئذ قول قوي .
١٥٧- صوم عاشوراء:
١-التاسع والعاشر (السنة الثابتة).
٢-العاشر فقط (لايكره).
٣-العاشر وبعده يوم. (حديث لايثبت).
٤- التاسع والعاشر والحادي عشر (حديث ضعيف)
١٥٨- ثبت من حديث عائشة "ماصام رسول الله العشر قط" وأما الحديث المخرّج عند أبي داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر من ذي الحجة فلا يثبت .
١٥٩- أحبُّ الأوقات وأولاها بأن يقضي فيه العبد ما عليه من صيام رمضان إذا لم يرد صوم الست هو أيام العشر اقتداءا بالصحابة .
١٦٠- من كان حاجّاً بعرفة فإن السنّة في حقه أن يكون مفطرا كما ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما حديث النهي عن صيام يوم عرفة لمن كان بعرفة فلا يثبت .
١٦١- صيام يوم الإثنين مستحب بالسنة والإجماع، وأما صيام يوم الخميس فإنه مستحبٌ بالإجماع دون السنة إذ لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في ذلك .
١٦٢- حديث "إذا كان النصف من شعبان فأمسكوا عن الصيام حتى يدخل رمضان" ضعيف لا يثبته أهل المعرفة بالأخبار ، وقد أنكره أحمد وأبو زرعة .
١٦٣- نُقل الإجماع على حرمة صوم العيدين والمراد بالعيدين يوم الفطر ويوم الأضحى.
١٦٤- نَقَل الإجماع على حرمة صوم أيام التشريق : النووي في المجموع ، وابن قدامة في المغني . وهي الأيام الثلاثة التي تلي العاشر من ذي الحجة .
١٦٥- الحديث المروي في النهي عن صوم يوم السبت حديث مضطرب لا يصححه أهل المعرفة بالحديث .
١٦٦- الحديث الوارد في استحباب صوم يوم السبت والأحد مخالفة لأهل الكتاب حديث ضعيف. فيبقى صوم يوم السبت على الأصل في الجواز .
١٦٧- "ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا....سبعين خريفا" في سبيل الله ههنا الأرجح أنها في الجهاد. الخريف أي السنة.
وذكر المئة فيه ضعف .
١٦٨- "أحب الصيام إلى الله صيام داود" فيه فضيلة غب الصوم بأن يفطر يوما ويصوم آخر. ويستثنى من هذا -بلا خلاف- يوم الفطر والأضحى وأيام التشريق .
_________________________
[ وختاما ]
١٦٩- على الناس أن يتفقهوا ويتعلموا أحكام صيامهم ثم يحملوا أنفسهم في استقبال هذا الشهر بالطاعة ؛ فإن المصاعب من الخيرات لا تقطع إلا بأسباب قوية من النفس،
١٧٠-فينبغي للمرء أن يزكي شعلة نفسه وأن يعلي همته وأن ينوي الخير نية بالغة ولو لم يقدر عليه ؛ فإنه يثاب بهذه النية، قال الإمام أحمد لابنه عبدالله : "يا بني انوِ الخير فإنك تثاب عليه ولو لم تفعله".
--------
[ هذه الفوائد المنتقاة مأخوذة من :
١-تعليقات الشيخ على مقاصد الصوم لأبي العز.
٢-تعليقات الشيخ على نور البصائر للسعدي .
وغالب المثبت منهما هو من جَمع أ.محمد العوضي وقد كتب نحوا من ٩٠ فائدة ، استغنيت عن بعضها بما وجدته أوفى في موضع آخر .
٣- التعليق على (فصول في الصيام والتراويح والزكاة) لابن عثيمين.
٤- التعليق على (السنا والسنوت في معرفة ما يتعلق بالقنوت) .
٥- تطريز الشيخ صالح العصيمي على جزء فيه أحاديث شهر رمضان في فضل صيامه وقيامه لابن عساكر
٦-تطريز الشيخ صالح العصيمي على جزء في التهنئة الأعياد وغيرها لابن حجر .
٧- تطريز الشيخ صالح العصيمي على قواطع الأدلة للشيخ حمود التويجري .
٨- تطريز الشيخ صالح العصيمي على القول المنشور في هلال خير الشهور للعلامة اللكنوي.
٩- ومن تغريدات للشيخ على صفحته في تويتر .
١٠- ومن خطبة للشيخ عن استقبال رمضان أفادني مختصرا لها أحد الإخوة جزاهم الله خيرا ]
جزى الله خيرا من نشره ودل عليه في وسائل التواصل .
و شكر الله لمن نبه عن خطأ أو أضاف فائدة .
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗