منتدي المركز الدولى


حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) 1110
حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) 1110
حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر )

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الشيماء
مستشاره ادارية
مستشاره ادارية
الشيماء


الادارة

وسام الابداع

نجمة المنتدى

وسامالعطاء

عدد المساهمات : 4955
تاريخ التسجيل : 21/08/2010

حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Empty
مُساهمةموضوع: حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر )   حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Icon_minitime1السبت 12 ديسمبر - 5:48

حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) 

حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) 

حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) 

حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) 

الشباب هم أمل الأمة والمجتمع، وعليهم تعقد الآمال بعد الله عز وجل في تجاوز كبوة الأمة، وانتشالها مما هي فيه.وبينما نحن ننتظر الفرج لنرى الأمة وشبابها في أحسن حال، وهم يرفعون الراية، ويكملون المسيرة، إذ بنا نرى الآمال تتحطم، وتصبح هباء منثوراً، بل يصبح الأمل ألماً.فما هي يا ترى الأسباب التي تؤدي إلى ذلك؟ 
ألم وأمل 
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.أيها الإخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.وأسأل الله عز وجل أن يستعملنا في طاعته، وأن يجعلنا هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، إنه على كل شيء قدير.أيها الإخوة: إن أفضل ما تقضى به الساعات، وتقطع فيه الأعمار هو ذكر الله عز وجل، وطاعته سبحانه وتعالى، وذاك حقه، فإنه حقه أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.أيها الإخوة الكرام: آمال الأمة، وآمال المجتمع، وآمال الوالدين، من هم الذين تعقد عليهم الآمال؟ ويبنى عليهم المستقبل؟ إنهم شباب الأمة، الشباب الذين هم بإذن الله عز وجل عتاد المستقبل، وهم بإذن الله عز وجل زهرة المجتمع، هم الذين تعقد عليهم الآمال بعد الله عز وجل في أن ترفع كبوة الأمة، وأن تعود الأمة إلى ما كانت عليه من سابق مجدها، وإذا لم يرفع الإسلام الشباب فمن يرفعه؟! أيرفعه الشيب؟! نعم، في كبار السن والشيب خير كثير، وفيهم العقل والخبرة والتجربة، لكن خارت القوى، وذهبت الأعمار، ولم يبق لهم ما يقدمونه إلا رأي ومشورة، وخبرة وتجربة تعطى لأصحاب السواعد الفتية، تعطى للشباب الذين هم أمل المستقبل.وأنت أيها الشاب الكريم! أمل لوالديك، فهما قد تعبا في تربيتك، وتنشئتك من أجل أن تحقق أملاً لم يستطيعوا أن يحققوه، ومن أجل أن تكون رفعة رأس لهم، ومن أجل أن ترفع سمعتهم، ومن أجل أن تبقي وتخلد ذكرهم.أنت أيها الأخ الكريم! وأيها الشاب المبارك! أمل لمجتمعك، هذا المجتمع الذي نحن نرى ما فيه من التخبط والضياع إلا ما رحم الله، ثم نرى ذلك الشاب الذي يتوقد حرارة، والذي يتوقد إيماناً يهمه أمر أمته، ويسعى لرفعها، ويسعى لرفع لا إله إلا الله، يضحي بوقته، وبجهده، وبشبابه من أجل رفع راية لا إله إلا الله.هذه هي آمال الآمة.وللأسف فبين عشيةٍ وضحاها، وبينما نحن ننتظر الأمل، ويحدونا الأمل أن نرى أمل الأمة وشبابها في أحسن حال يرفعون الراية، إذا بنا في كثير من الأحيان نرى أن الآمال تتحطم، وتصبح الآمال هباءً منثوراً، بل يصبح الأمل ألماً، فيكون مصدر الألم هو الأمل الذي بنيناه، وهو الأمل الذي توقعناه، إذا به هو الذي يأتي بالألم، وإذا به الذي ينكس رأس والديه، إذا به هو الذي يسعى لإفساد مجتمعه، إذا به هو الذي يكون خنجراً مسموماً في ظهر أمته.لماذا؟بعد أن كنا نتوقع أن يكون الشاب هو أمل الأمة، وهو الذي ينقذها بعد الله عز وجل، وهو الذي يرفع كبوتها، إذا بنا نتفاجأ أن الأمل قد ذهب، وإذا بنا نتفاجأ بأن الأمل أصبح ألماً، وأصبح الأب يتمنى أنه لم يرزق ولداً، بل قد يكون الولد هو سبب شقاء والده في الدنيا والآخرة، ينكس رأسه بالتراب، ويرخي رأسه في المجالس، ويلطخ السمعة، ويلطخ المستقبل، بل ويجره من هزيمة إلى هزيمة، ومن سجن إلى سجن، ومن قسم شرطة إلى قسم شرطة، ومن عار إلى عار، هل هذا هو الأمل الذي ننتظره؟لو أن شاباً من هؤلاء الشباب الذين حطموا الآمال، لو كان والده يعلم أنه إن أتاه ولد سيكون هو سبب شقائه، وسيكون هو سبب تحطيم آماله لما والله دعا الله أن يكون له ولد، بل لاختار أن يكون عقيماً، وأن يموت عقيماً دون أن يرى ولداً يحطم كل آماله. 
قصة أمل تحطم 
أيها الإخوة الكرام: إن الآمال تتحطم، ونحن نرى شباب اليوم كل يوم تتحطم الآمال على أيديهم.ما السبب في ذلك؟ ما سبب تحطيم هذه الآمال؟ولديَّ قصاصة من جريدة تحكي قصة واقعية، ترويها أحد الآمال التي كانت أملاً لوالديها، أملاً لأمها، وأملاً لأبيها، وفجأة وإذا بها كل الآمال تتحطم على يديها، حطمت نفسها أولاً، ثم حطمت بيتها وبيت والدتها، وجرَّت المآسي والأحزان.الأمل يحدوها والدنيا بين يديها، شابة في مقتبل العمر، متفوقة، ومدللة، جميلة، لم يكن اسمها فقط أمل، ولكنها كانت الأمل لوالدها ووالدتها، ولكن عندما ينسج الشر خيوطه في غفلة أو تساهل تقع الكارثة.هذه القصة الواقعية ننقلها لكم على لسان صاحبتها، لتكون درساً لكل شابٍ وشابة، وجرس إنذار لكل أبٍ يريد أن يحمى أبناءه وأن يكونوا أمل المستقبل.تقول أمل -اسمع معي!- التي حطمت الآمال: تختلف أوضاع الزمان، وتزهر أحلام الأيام، وتذبل أوراق الليالي، قد يبكي الإنسان على حبيب عانق الثرى وتوارى فيه، وقد يبكي على حبيب باعد الزمان لقياه، أنواع كثيرة من البكاء، قد تمر على الإنسان في هذه الحياة، ولكن هناك نوع آخر لا يراه كل الناس، ويختلف اختلافاً كبيراً عن كل أنواع الحزن والبكاء، إنه البكاء على الذات، عندما يبكي الإنسان على ذاته، وعلى نفسه، لا يجد من يرى الدمعة، هذا هو البكاء المؤلم، فهل لمن سمع قصتي هذه أن يعتبر، فإن العاقل من يتعظ بغيره.تقول: نشأت في أسرة محافظة نوعاً ما، كان أبي تاجراً، وكان يتغيب كثيراً عن المنـزل لظروف تجارته، وكانت أمي نبع العطف والحنان، لم تكن العلاقة بين والدي ووالدتي ممتازة، ولكنها كانت مستمرة ومستقرة، أحوالنا المادية ممتازة وفوق الممتازة، أما وضعنا الديني فكان أقل من جيد -الله المستعان!- كنت نعم الابنة الوديعة المطيعة البارة، وكنت في المرحلة الثانوية متفوقة في دراستي، مميزة في تعاملي، محبوبة لمعلماتي، كنت فخراً لوالدتي، وكنت أملاً وحلماً لوالدي، أن تكن ابنته الكبرى طبيبة، وفي الأيام القليلة التي يبقى فيها معنا أبي كان يناديني كثيراً: بالدكتورة أمل.وجاءت الثانوية، ونجحت في الامتحان كالعادة، وبتفوق، وبنسبة (98%) فرحت أمي لنجاحي، اتصلت بوالدي لتزف له البشرى، فكنت حينها فخراً له بين أصدقائه وأهله، فدخل في نفسي الغرور، كنت أنا ملء عينيه دون أخوتي، كان يدللني كثيراً، كان يأمر أمي بعدم معارضتي لفرط ثقته بي، وكم حصل من شجارٍ بين والدي ووالدتي على ذلك، ودخلت كلية الطب بكل غرور، وبدأت عامي الأول بجدٍ واجتهاد، وهنا يبدأ مسلسل تحطيم الآمال.تقول: وبدأت عامي الأول بجدٍ واجتهاد، وتعرفت على بعض الصديقات، في البداية كانت العلاقة بيننا في حدود الدراسة، ثم بدأنا نجتمع لنذاكر سوياً .. تبادلنا الزيارات .. أصبحنا نخرج في نهاية الأسبوع لنذاكر سوياً .. نذهب كذلك للملاهي والأسواق .. كثر خروجي من المنـزل لتلك الأمور الفارغة التافهة، وطبعاً ذلك بمعارضة أمي الشديدة، لمعرفتها بحال زميلاتي، سهرٌ على الفيديو والغناء، تدخينٌ وغفلة، ولكن كيف لمعارضة أمي أن تجدي مع دلالي، فكلما أرادت أمي منعي عصيتها وخرجت وهي غير راضية، وإذا لزم الأمر اتصلت بوالدي أشتكي له منع أمي وتعقيدها إياي، كنت أقول: ألست واثقة بي؟ أريد أن أكون كصديقاتي، لا ينقصني شيء، ولا يتميزن عني بأي شيء.كان أبي يجعلني أخرج على راحتي، وفي زيارةٍ لإحدى الصديقات تعرفت على مجموعة من الصديقات خارج نطاق المدرسة والجامعة، أعجبت بالشلة الجديدة، وسرعان ما توطدت العلاقة بيني وبينهن، وفي إحدى السهرات التي كنت أقضيها معهن اشتكيت من تدهور حالي الدراسي، وعدم قدرتي على المتابعة المستمرة للمذاكرة، فاستغلت ذلك شيطانة منهن وقالت: عندي لكِ حبوب تخليك (فلتة) ولا أدري في تلك اللحظة أهي غفلة مني أم ماذا، لم يدر بخاطري أن هذه الحبوب قد تكون المخدرات اللعينة التي أسمع عنها، أخذت تلك الحبوب بحجة أنها تنمي قوتي ونشاطي، وتعينني على الامتحان.وفعلاً المرة الأولى أحسست بأني يقظة ومركزة، واعية ومستوعبة لما أذاكره، وأحسست بأن لدي قدرة عجيبة على السهر والمواصلة، هذه هي المرة الأولى فقط، لكن بعد زوال تأثير الحبة أحسست بإرهاق عجيب وتوتر وقلق شديدين، أريد أن أشعر بالراحة مرة أخرى لأبدأ المذاكرة، فما استطعت، هذه هي المشكلة، أمامي امتحانات فماذا أفعل؟ أريد النجاح، فما وجدت إلا خيارين لا ثالث لهما:إما أن أستمر في تعاطي هذه الحبوب، وإما أن يبقى في جسدي التعب والإرهاق وأفشل في دراستي، وهذا الأخير لا أريده أبداً، فاتصلت بصديقتي وطلبت حبوباً أخرى، واستمريت في التعاطي، وانتهت الامتحانات طبعاً بدرجات متدنية، وتقديرات منخفضة، حمدت ربي أنها عادت عليَّ بالخير ولم أفشل -وأي خير حصلته-.استمرت رحلة الضياع والضلال، زيارات وسهرات على الفيديو والقنوات الفضائية، نسيت صديقات الدراسة، وانشغلت مع الصديقات الجدد، لا يراني من في البيت إلا وأنا خارجة، ولا أعود إلا قبيل الفجر أو بعده، كثر غيابي عن الكلية، أنذرت بالفصل، جاءت الامتحانات، رسبت في جميع المواد، تم فصلي، هنا لأول مرة بكيت على نفسي وحالي، لأول مرة أنتبه أني في طريق الضياع، لأول مرة أندم على سلوك هذا الطريق، تأملت في حالي فإذا بي في عزلة عن مجتمعي إلا من صديقات السوء، لم أعد أريد الخروج من المنـزل إلا لأحضر تلك السموم؛ لأني لم أعد أستغني عنها.وتدرجت في أنواعها إلى أن بليت بالمخدر الملعون الأفيون، فأصبحت لا أستغني عنه، كنت أعتمد في الحصول عليه على مال والدي، وكنت بين الفينة والأخرى أطلب من والدي المال بحجة أن دراستي مكلفة، وهو بحسن ظنه، وبجهله بدراستي وبغفلته أصبح يصدق كلامي، ويحول إلى حسابي مالاً أضعاف ما أتخيله، فعلى حد قوله: المال يفديني، تدهورت حالتي الصحية، ساءت أخلاقي ومعاملتي، فبعد أن كنت في السابق كالزهرة في المنـزل، ضحكتي البريئة في كل مكان، وبعد أن كنت أجلس مع إخوتي لألاعبهم وأمازحهم، وأحضر لهم الهدايا والحلويات، فكم كانوا ينتظرون عودتي من المدرسة عندما كنت في الثانوية! وكم كانوا يرجونني أن أنتهي من الواجبات لأخرج للنـزهة معهم! والآن أصبحت تلك الفتاة البريئة وحشاً كاسراً يثور لأتفه الأسباب، يغضب لأقل أمر، أصرخ في وجه أمي فضلاً عن إخوتي الذين كم ضربتهم ظلماً وعدواناً، فانقلبت الآية، وأصبحوا يتمنون خروجي من المنـزل ليأخذوا راحتهم.أما أمي المسكينة فكانت أقل من أن تقف أمام جبورتي وعنجهيتي، اشتكت لوالدي مراراً وكنت أكذبها وأدعي أنها مبالغة، ويصدق والدي ذلك، ويرى أن ذلك من غيرتها مني، ضاقت أمي ذرعاً بتصرفاتي، عاتبتني مرة وأنا في حالة اللاوعي فرفعت يدي لأصفع وجهها -الله أكبر!- بيدي الآثمة، ولا غرابة، فالمدمن إنسان فاقد الشعور، متبلد الحس، لا يفكر إلا في رغبة نفسه وشهواتها، خافت أمي على إخوتي الصغار مني خاصة بعد أن حاولت قتل أحدهم، وأصبحت تتمنى الخلاص مني، وكانت تدعو عليَّ وتتمنى موتي.وبسبب أمور كثيرة أهمها: علاقتي بأمي، ومشاكلي الكثيرة معها طلق والدي والدتي -انظروا كيف حطمت الآمال!- فأخذت أمي إخوتي معها، وأصبحت أعيش وحيدةً في المنـزل مع الخادمة والسائق، وهذا ما زاد الطين بلة، كنت في السابق أذهب لأحضر تلك المخدرات اللعينة، والآن أصبحت أحضرها في المنـزل، لم يعد مصروفي الذي يرسله والدي يكفي احتياجاتي لذلك المخدر، بعت ما عندي من ذهب وألماس، وسرقت كثيراً من مجوهرات أمي قبل مغادرتها، بعت أشياء كثيرة من ممتلكات المنـزل لأوفر ما أريد، استدنت مبالغاً كثيرة من رفيقات السوء، أصبحت هذه المبالغ آلة ضغط عليَّ لأسددها ولو بعرضي.تقول: وفي إحدى زيارات أبي القصيرة، حاولت أن أظهر بوضع طبيعي أمام أبي، وكنت أتحاشى كثيراً مواجهته، وأخرج من المنـزل حال وجوده بحجة المذاكرة عند صديقات -مسكين، بل أقول: مغفل هذا، فلقد ضيع الأمانة- فلم يعجب أبي حالتي وصحتي، فأخبرته أن هذا إرهاقٌ بسبب الدراسة والامتحانات، وصدق أبي المسكين، وسافر وأكملت أنا رحلة الضياع.انتشر خبر طلاق أمي بين أقاربي، وانتشر بينهم حالي السيئ، ففهم من فهم أنها المخدرات، وجهل منهم من جهل، ومنهم خطيبي الذي كنت أبني معه أحلام عش الزوجية، فما إن سمع بحالي إلا فسخ الخطوبة، وحق له فكيف يقترن بمدمنة، إلا أن ذلك لم يقذف في قلبي ذرة ألم أو ندم أو حسرة، فقد أصبحت لا تهمني إلا رغبتي لهذا المخدر، وفي ذات مرة تأخر عليَّ فيها المروج، فلم يحضر الأفيون، فاتصلت عليه وقلت له: أنا آتيك، فلم أعد أستطيع أن أتحمل الآلام التي تمزق جسدي وتنخر عظامي، أخذت منه موعداً في مكان ما، واستقللت ليموزين، ولم أصحب السائق حتى لا يعرف المكان -سائقها الخاص- وفي الطريق حصل حادث لليموزين، وأصبت ببعض الكدمات، وجاءت الشرطة، هل تريدين شيئاً؟ هل تطلبين شيئاً؟ نوصلك إلى المستشفى؟ فقلت لهم: لا. لا، فقط أوقفوا لي ليموزين آخر، وفعلاً أوقفوا لي ليموزين آخر، وذهبت وركبته مستعجلة لأصل إلى مبتغاي، وحصلت على ما أريد.وعندما عدت إلى المنـزل وقفت أتأمل! كيف لو قبض عليَّ رجال الشرط؟! كيف لو أصبت إصابة بليغة وأغمي علي ونقلت إلى المستشفى وكشفوا أمري، أحسست ببعض الحسرة والندم والألم، وطبعاً كلها ثوانٍ وهربت من تأنيب الضمير الذي كان فيه ذرة إيمان قد قتلتها، فعالم المخدرات لا يعترف إلا بالمادة، أصبحت لا أستطيع أن آتي باحتياجاتي من الأفيون، ما الحل؟ لا يوجد أمامي إلا أن أوفر هذه المخدرات وأبيعها لمن أعرف من الصديقات، وآخذ مبلغاً مقابل توفيرها لهن، أي بمعنى أنها أصبحت مروجة، وصلت بي الحال إلى أن أدخل عالم الترويج، وبهذه المصيبة جمعت بين الشرور كلها، هلاك لنفسي، وهلاك لغيري، وتحطيم لآمال والدي ووالدتي.وفي إحدى الأماكن التي واعدت فيها إحدى المدمنات لأستلم منها مبلغاً من المال مقابل المادة المخدرة وقع قدر الله عز وجل عليَّ في أن أقع في قبضة رجال المكافحة، وكانت بداية النهاية.هل تعلمون ما النهاية؟سجينة في سجن مكافحة المخدرات، تحطمت كل الآمال، تشوهت سمعة الأب والأم، أصبح الأب لا يستطيع أن يعود إلى البلاد، بل يقضي وقته كله خارج البلاد، حتى لا يرى تلك العيون التي تؤنبه والتي تخبره بحالي وسواد ما فعلت ابنته.هذا أمل قد تحطم، وهناك آمال كثيرة قد تحطمت.ما السبب -أيها الإخوة!- في أن الآمال تتحطم؟ بعد أن كانت طالبة طب يمكن أن تقابل الناس لتشخص للناس الدواء، أو لتظهر لهم الفرح، أو لتظهر لهم ما عندها من العلم، إذا بها مروجة مخدرات، قابعةٌ في السجن، محطمة جميع الآمال.يخبرني أحد الإخوة القائمين على دار الملاحظة الاجتماعية، يقول: كان هناك شابٌ صغير في العمر، لم يتجاوز عمره الخامسة عشرة، قال: وقد كان يحفظ القرآن، وصوته نديٌ بالقرآن، وسجن في قضية أخلاقية حطمت مستقبله، وحطمت أمل والديه، قال: ولما سجن، وكان في السجن في دار الأحداث، وجدنا أنه حافظ للقرآن، وصوته جميل، قال: فنتركه يصلي بالشباب في السجن بصوت الميكرفون، يقول: ويظهر صوته الندي خلف الأسوار.يقول: وفي يوم من الأيام وأنا قادم إلى عملي إذا بي أرى سيارة واقفة قريبة من المسجد من خلف الأسوار ينتظر صاحبها في السيارة وهو جالس، فعجبت ما الذي جاء به إلى هذا المكان؟ فنـزلت إليه، وقلت له: هذا مكان أمني لا يحق لك أن تقف هنا، فقال لي وعينه تقطر دمعاً، وقد تحطم أمله، قال: يا أخي! أسألك بالله أن تسمحوا لي أن أسمع صوت ابني بالقرآن الذي ربيته عليه، بالقرآن الذي حفظه، والله إني لأقطع كثيراً من الكيلو مترات لأصل إلى هذا المكان في صلاة المغرب وصلاة العشاء وصلاة الفجر حتى أسمع صوت ابني بالقرآن من خلف الأسوار.أي ألم تحطم؟ وأي ألم حققه هذا الفتى لهذا الرجل ولهذا المسكين الذي تحطمت آماله؟ألم يكن بالإمكان أن يكون الألم أملاً، وأن يكون الشاب الذي تحطم، والشاب الذي وقع فريسة للحرام وفريسة لمعصية الله، ألم يكن بالإمكان أن يكون عابداً لله، طائعاً لوالديه، قائماً بحقوق الله، أملاً لأمته، وأملاً لمجتمعه؟ بلى. ولكن الأسباب كثيرة. 
أسباب تحطم الآمال 
يجب أن ننتبه إلى عدة أمور، فهناك أمور مهمة هي السبب لتحطم الآمال، وفي ذهاب الشباب، وفي اقتلاع زهرة العمر، حتى يصبح الشباب وبالاً على صاحبه، ويصبح صاحبه وبالاً على أمته ومجتمعه. 
 عدم معرفة الشباب الهدف الذي من أجله خلقوا 
حتى لا تتحطم الآمال أولاً: يجب على الجميع آباءً وأمهات ومدرسين ومدرسات أن ينبهوا الشاب والشابة إلى الهدف الذي من أجله خلقوا.إن كثيراً من الشباب لا يعلم لماذا خلق، لماذا جاء، يظن أن الدنيا كلها نزوة عابرة، وشهوة يقضيها إما في حلال أو في حرام أو في أي مكان .. يظن أن الدنيا كلها لعبة .. يظن أن الدنيا كلها زهرة .. يظن أن الدنيا لعب كرة، وسهر بالليل، ولعب بالبلوت، وحرام في حرام، ولف في الأسواق، وما علم المسكين أنه خلق لهدف عظيم.لقد خلقت يا عبد الله! لهدفٍ هو أن تعبد الله عز وجل، وأن تطيعه سبحانه وتعالى، وأن تجعل همك الأول والأخير كيف ترضي ربك ومولاك عنك. أن تجعل همك الأول والأخير كيف تبني مستقبلك الأخروي لتنتقل من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة وربك راضٍ عنك غير غضبان.نعم. إن الشاب وفي غمرة الشباب، وفي غمرة الشهوات، والملهيات، وفي غمرة تفريط الآباء والأمهات ينسى الهدف الذي من أجله خلق، فيظن أنه لعبة، أو سيارة، أو تفحيط، أو حبة مخدرات، أو اتباع للشهوات، مسكين هذا!! يقضي زهرة عمره، وأفضل أيام حياته فيما حرم الله عز وجل، فيكون وبالاً عليه في مستقبله، فإن من شب على شيء شاب عليه، ومن شاب على شيء مات عليه.لقد هيئوك لأمر لو فطنت لـه فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل ولك من شباب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة، فها أنت ترى فيهم الشاب الصغير الذي لم يبلغ الحلم، همه الدعوة إلى الله عز وجل، وتبليغ هذا الدين للقاصي والداني، وآخر همه طلب العلم بالليل والنهار، وآخر همه مرافقة الحبيب صلى الله عليه وسلم في الجنة.فقد ورد في الحديث عن أحد الصحابة الصغار الذين كانوا يخدمون النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال له النبي عليه الصلاة والسلام: (سلني ما تريد؟) ماذا تريد مني أن أدعو لك الله أن يجزيك، فلم يفكر ذاك الشاب في دنياً مهما بلغت، ولا في ذهب، أو فضة، ولا في شهوة، أو زوجة تؤانسه، إن هدفه أعلى من ذلك بكثير، إن هدفه الجنة، وليس الجنة فقط، وإنما أعلى الدرجات في الجنان، انظر إلى همة الشباب وعزيمة الشباب حينما يعرفون الهدف الذي من أجله خلقوا، لم يفكر في الجنة أو أن يدخلها، بل فكر أن يكون في أعلى الجنة مع أفضل الخلق أجمعين، مع سيد الأولين والآخرين محمد عليه الصلاة والسلام، (قال: يا رسول الله! أسألك مرافقتك في الجنة -الله أكبر! ما أعظمها من همة- قال: أو غير هذا؟ قال: لا يا رسول الله! أسألك مرافقتك في الجنة، فقال عليه الصلاة والسلام: فأعني على نفسك بكثرة السجود).تلك هي الهمم العالية، التي عرف أصحابها أن الجنة أمامهم، وأنهم ما خلقوا للدنيا ولا لشهواتها.إن الشباب اليوم يراد منهم أن يغيبوا عن الهدف الذي من أجله خلقوا، هاأنتم ترون اليوم وسائل الإعلام، وأنتم ترون اليوم إفساد المجتمع، كيف يهتم بجعل الشاب لا يفكر في مستقبله الأخروي، فتجده يقول له: متع نفسك بالشهوات .. استغل لحظاتك .. حتى في بعض الدعايات يقال للشاب: أنت في مرحلة الشباب، لا تدع اللذة تفوتك. ظنوا أن مرحلة الشباب هي اللذة فقط فلا تفوتهم، مساكين أولئك، أين من يدخر من شبابه لشيبه؟ أين من يدخر من شبابه رضاً عند الله عز وجل؟ أين من يدخر من شبابه دعوة وتوحيداً وتربية على الدين، ورفعاً لراية لا إله إلا الله؟إن الشباب ينبغي أن يذكروا بالهدف الذي من أجله خلقوا، وقل لي بربك أيها الشاب: كم مرة جلست مع نفسك، ورجعت إلى عقلك وسألت: لماذا خلقني الله؟ لماذا جئت؟ هل أنا كالأنعام والبهائم، خلقت من أجل أن آكل، وآكل من أجل أن أعيش، وأعيش من أجل أن آكل؟تلك حياة الحمير والبهائم، أما أنت فقد خلقت لهدف عظيم، خلقت لهدف يخبرك الله تعالى به فيقول: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ [الذاريات:56-57].هذا الهدف الذي من أجله خلقت، وهو الذي فيه تكريمك، وفيه عزتك، ورفعتك في الدنيا والآخرة، وفيه سعادتك، وحياتك الحقيقية.نعم. إن الحياة الحقيقية ليست حياة البهائم، إنها حياة القلب .. حياة الروح، حينما يصبح الإنسان حياً بذكر الله، أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً [الأنعام:122] ميتاً بالشهوات .. ميتاً بالشبهات .. ميتاً بالظلمات .. ميتاً بالحرام .. ميتاً في تضييع الأوقات، فَأَحْيَيْنَاهُ [الأنعام:122] أحييناه بالدين .. أحييناه بالقرآن .. أحييناه بالسنة .. أحييناه بهذا الدين المبارك، فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا [الأنعام:122].اسأل نفسك أيها الأخ الكريم: لماذا خلقت؟ ولماذا جئت؟ إن الله لم يستكثر بك من قلة سبحانه وتعالى، ولم يعتز بك من ضعف سبحانه وتعالى، فهو الغني عنك وعن الناس أجمعين، (يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها يوم القيامة، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).إذاً: أيها الأخ الشاب المبارك! لماذا جئت لهذه الدنيا؟ ما الهدف الذي من أجله خلقت؟ اسأل نفسك، وعلى ضوء الجواب، لتكن حياتك، فوالله أن الموت لا يعرف شاباً ولا شيبة، وسيأخذك على حين غرة، والسعيد من جاءه موته وهو على أتم الاستعداد، والشقي الذي يا ويله من جاءته لحظة الوداع والفراق وهو مقيمٌ على معصية الله، مبارزٌ ربه بالعظائم، فذاك -والله- يخرج من الدنيا وهو متوج بسخط الله ولعنته، ويقبل على رب غضبان، وتبدأ والله المصائب والهوان الذي ليس بعده هوان، والخسارة العظيمة قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ [الزمر:15-16]. 
 يتبع



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Sigpic12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيماء
مستشاره ادارية
مستشاره ادارية
الشيماء


الادارة

وسام الابداع

نجمة المنتدى

وسامالعطاء

عدد المساهمات : 4955
تاريخ التسجيل : 21/08/2010

حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر )   حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Icon_minitime1السبت 12 ديسمبر - 5:49

غياب القدوة 
حتى لا تتحطم الآمال ثانياً: غياب القدوة: الشاب وهو في مقتبل عمره، وفي بداية حياته، وفي قلة تجربته، يبحث عن القدوة دائماً، ودائماً ما يحب الصغير أن يقلد الكبير، وأنت تلاحظ هذا حتى مع ولدك الصغير، فتجده يلبس غترتك، ويأخذ هاتفك المحمول تقليداً، هكذا هو الصغير، يحب أن يقلد الكبير.فأين القدوات التي يقتدي بها الشباب أيها الإخوة؟! أين القدوات الناصعة؟ أين النجوم الزاهرة التي يقتدي بها الشباب في هذه الأيام؟ للأسف نحن -والله- نعيش أزمة قدوات، يذهب الشاب والشابة ليبحثا عن قدوة يقتديان بها فيجدون للأسف إما لاعب كرة سمي نجماً لكنه نجم قد انكدر. تجده لاعباً لاهياً ساهياً لا يعرف من الدنيا إلا الكرة، بها يأكل وبها يشرب، وعليها ينام، وعليها يقوم، لها ولاؤه، وانتماؤه، ولها حبه بالليل والنهار، وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ [البقرة:93] يحبها أعظم محبة في الدنيا، يقضي وقته في الكرة، فيجد الشاب أنه القدوة، وأنه النجم الذي يلمع في الإعلام، والنجم الذي تتصدر صوره صفحات الجرائد، وإذا بهذا الشاب المسكين يرى أن هذا هو القدوة، ويرى أن هذا هو العمل الصحيح، فيقضي وقته في لعب الكرة، وكم تجر على نفسه من وبال، وكم تحطم الآمال تلك الكرة عندما تتجاوز الحد، وحينما تصبح صوم الإنسان وقومه.وآخر وأخرى يبحثان عن قدوة، فيجدانها إما في مغنٍ داعر، من حرام إلى حرام، يزين الحرام، ويبعث الشهوات، ويجمل الزنا ويقربه للناس، فتجده من زنا إلى زنا، ومن مسرح إلى مسرح، تصفق له الجماهير، وتهتف باسمه الملايين، وتوزع صوره على الألبومات وفي المكاتب، ثم يجد الشاب أن هذا هو الذي رآه، هذا هو قدوته، وما علم أن هذا فاسقٌ مجرم، ضال مضل، لم يعرف لماذا خلق، وما الهدف الذي من أجله جاء، وأنه قائد إلى النار -والعياذ بالله- يعقد له يوم القيامة لواء كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام: (يعقد يوم القيام لكل غادر لواء يلحق به من غدر به) والعياذ بالله.قل لي بربك: كيف يصلح الشاب إذا كان قدوته ذاك الزاني والداعر، وذاك المغني والمغنية، يسمع صوته أو صوتها بالليل والنهار، يركب سيارته فإذا به يسمع شريط الغناء، ويدخل إلى بيته فإذا هو يشاهد الحرام ويشاهد المغني والمغنية ترقص أو يطرب، كيف له أن يجد القدوة الصالحة؟!وأيضاً: المسلسلات المدبلجة التي تكون مدرسة ودورة تعليمية، تلك المسلسلات التي تسمى المكسيكية، والتي تكون في أربعمائة حلقة، سنة كاملة وهي تدرس ابنتك، وتدرس ابنك الخنا والفجور، وتدرسهم الحرام، وتعلمهم كيف الاختلاط، والتحرر، قل لي بربك: ابنتك الشابة التي تمتلئ شباباً وحيوية تجلس أمام الشاشة الفضية، الملطخة بالحرام، والملطخة بالسوء، وإذا بها ترى تلك الفتاة المتحررة، التي تلبس القصير، وتعيش حرة، تركب أرفه السيارات، وتمشي باخضرار وجمال، أمام البحر وعلى الشواطئ، وهي ترى أنها أصبحت حرة، تنطلق على راحتها، وبعد قليل وإذ بذاك الشاب الأمرد، مفتول العضلات، الذي تتمناه النساء يجالسها، ويضاحكها، ويقبلها، ويضاجعها، أمام من؟ أمام ابنتي وابنتك، وأمام ولدي وولدك، هؤلاء هم القدوة.قل لي بربك: كيف يصلح الحال وهؤلاء قدوات الشباب؟ أم كيف تتحقق الآمال وهؤلاء قدوات الشباب؟ لا والله إن هذه طريق النهاية، وذلك والله ما يحطم الآمال.إن غياب القدوة مما يشعر به كثير من الشباب، ويا ليت أن الشباب أخذوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن صحابته الكرام القدوة، فهم -والله- القدوة الصالحة، تلك هي القدوة الذين عرفوا لماذا خلقوا، وكانت الجنة ثمناً لأعمارهم وأعمالهم.نعم. إن في أمتنا وفي حياة أمتنا وماضيها قدوات كثيرة، لكن كيف لنا أن نعلق قلوب الشباب بهؤلاء القدوات؟ إن من يسهر كل ليلة على سيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام يربي بنته عليها، وولده عليها، يخبرهم عن قصصه وغزواته، وعن جهاده في الله حق جهاده، يخبرهم عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن علماء الأمة العاملين، الذين ينبغي أن يكونوا قدوات، لكن من لا يذكر في بيته إلا الغناء والخنا، والدش وأطباق الرذيلة، كيف لهم أن يجدوا قدوة ينظرون إليها، ثم يسيرون على نهجها؟ ثم نشتكي أنها قد تحطمت الآمال، ولا عجب! فلقد تحطمت الآمال وسوف تتحطم إن لم ننتبه. 
 عدم قيام الآباء والأمهات بحفظ الأمانة 
حتى لا تتحطم الآمال ثالثاً: يجب أن ينتبه الآباء والأمهات:نعم. إن الآباء والأمهات عليهم مسئولية عظيمة في حفظ آمالهن، فنحن -أيها الإخوة!- إذا اشترينا سلعة غالية، أو بنينا بيتاً جميلاً حافظنا عليه؛ لأنه أمل من آمالنا، وإن أبناءنا وبناتنا هم أعز ما نملك، وأغلى ما ندخر، فإنهم سيكونون رفعة وعزة لنا في الدنيا والآخرة، حتى بعد الموت، فقد قال عليه الصلاة السلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: -إحداهن- وولد صالح يدعو له) فمن أين جاء الصلاح إلا من تربية الآباء والأمهات.أين من يحافظ على ولده وبنته فيجعلهم يقومون الليل عبادة ليس على الدش وعلى الخنا والغناء .. يجعلهم يصومون عن الحرام .. يجعلهم يتربون على راية لا إله إلا الله .. يبثهم الإيمان .. يبثهم هدي النبي عليه الصلاة والسلام .. يمحضهم النصيحة .. يراقبهم .. يتابعهم .. يهتم بوجبتهم الإيمانية التي تغذي القلوب أكثر من اهتمامه بوجبتهم الجسدية التي تغذي الأجساد.نعم. أيها الإخوة: إننا في هذه الأيام نشتكي من تفريط الآباء والأمهات، وكما مر معنا في قصة تلك الأمل، التي حطمت الآمال كيف كان أبوها مفرطاً، وحق لها أن تقول: أنت يا أبي السبب، أنت من ضيعت الأمانة، لو كان الأب حريصاً على تربية الولد والبنت لأدى ذلك بإذن الله إلى أن يكون النبت صالحاً، وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً [الأعراف:58].لذلك -أيها الإخوة!- يجب على الآباء والأمهات ألا يفرطوا في المسئولية التي منحهم الله إياها، وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ [الصافات:24].والله لتسألن يوم القيامة عن هذه المسئولية، عن ولدك وابنتك هل ربيته التربية الصحيحة على منهج الله ومنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.وعليك أخي الكريم أن تنوع في التربية، فليست الغلظة، ولا الشدة، ولا العقوبة، الأسلوب الأمثل في تربية البنت والولد، بل المحبة والنصيحة الصادقة، وبالتي هي أحسن، وبإعطائهم ما يحتاجون من الحلال، وبدرء الحرام والفساد والإفساد عنهم، وقرناء السوء، بإذن الله عز وجل تتحقق المصلحة. 
 رفقاء السوء 
حتى لا تتحطم الآمال رابعاً: احذر أيها الشاب! احذر أيها الأمل! واحذري أيتها الأمل! احذري من رفيقة السوء، واحذر من رفيق السوء، فإن رفقة السوء أعظم ما يحطم الآمال، بل إن جلسة واحدة مع رفيق السوء -والله- تحطم ما في قلبك من إيمان، وصلاح، وما في عقيدتك من استقامة بجلسة واحدة، فكيف بعدة جلسات؟ وكيف بمن تخالطه بالليل والنهار، وهو شيطان من شياطين الإنس يحبب إليك المعصية، ويجملها لك، بل واليوم أصبح كثير من الشباب يوصلون الحرام إلى البيت، توصيل طلبات الحرام إلى المنازل مجاناً -والعياذ بالله- يسعون إلى إفساد الشباب، وإفساد الشابات.يا أخي الكريم: قد تكون الرفقة السيئة زميلك في الدراسة، أو في الجامعة، أو قد يكون رفيقك في الحي، أو قد يكون أخوك من أمك وأبيك، فاحذر، واعلم أن صديق السوء هو من يجمل لك المعصية، ويسهل عليك طريقها، وأن صديق الخير هو من يحبب لك الطاعة، ويصعب عليك المعصية.وأذكر أنني في يوم من الأيام وأنا أزور السجن وإذا بي أجد شاباً صافحني وحياني، ثم أخبرني أنه من قبيلة مرموقة ومشهورة، فقلت له: ونعم القبيلة، لكن أنت في مكان لا تستحق فيه أن تكون مبجلاً، فقال: والله ما كنت من أهل الحرام، لكن أصحاب السوء، قلت: وما فعل أصحاب السوء؟ قال: أصحاب السوء فعلوا بي كل المصائب. فاسمع معي قصته.يقول وهو يروي لي القصة: في يوم من الأيام كنت صاحب مكتب خدمات عقارية، وبعد المغرب وأنا جالس في مكتبي، إذا به يدخل عليَّ صديق من أصدقاء السوء، قال: ولما دخل عليَّ سلم عليَّ، وقال: أنت صديق عزيز -اسمع إلى صديق السوء- واليوم عندي صيدة -وأظنه لا يخفى عليكم ما معنى صيدة، أي: صيدة من صيدات الحرام، يقتنصها ذلك الذئب المفترس، ذئب عاوٍ حطم كل الأعراف والتقاليد، وقبل ذلك الدين والعقيدة- قال: وعندي صيدة، وأنا -والله- اخترتك من بين جميع الأصدقاء لتسهر معي الليلة، فأنا أحبك، وأنت خفيف ظل وخفيف دم.يقول: فمن فرحتي بما قال قمت من على المكتب وقبلت رأسه، فرحاً بهذه الصيدة، ثم قلت له: أنت الصديق الصادق، إن فلاناً وفلاناً كل يوم -وهم من أصدقائه- أعلم أنهم يذهبون ولهم صيدات، ولكنهم لا يدعونني، وأنا عرفت الآن من هو صديقي الذي يحبني والذي لا يحبني، ومن هو الصديق الذي لا يظهر إلا وقت الضيق، يقول: فوعدني بعد العشاء، وبعد العشاء جاء بسيارته، ثم أنزلني من مكتبي وركبت معه في السيارة، وإذا بالصيدة معه في السيارة، وإذا به قد جهز لليلة حمراء -بل قل سوداء كسواد وجوههم وعملهم والعياذ بالله- خمور في السيارة، وحرام، وزنا، وشرب وعهر والعياذ بالله.يقول: ثم انطلقنا بسيارتنا إلى استراحة ومزرعة لأب هذا الضال، يقول: فدخلنا في الاستراحة، وسكرنا تلك الليلة، ولهونا، ووقعوا في الزنا، ووقعوا في الحرام إلى أن اقترب الفجر، قال: فلما أصبح الصباح أخذنا ما معنا من حرام، وأخذوا ما معهم من صيدتهم التي أصبحت فريسة، وذهبت إلى بيتي لأنام.يقول: وراعي الغنم في مزرعة ذلك الرجل قد قتل في تلك الليلة، فلما جاء الصباح، وبدءوا التحريات، سألوا: من جاء إلى هذه المزرعة والاستراحة؟ فقال الناس: ما رأينا إلا ولد صاحب الاستراحة، فأتوا بالولد، فلما جاء وسألوه قال: أنا لم أقتل، لكن كان معي فلان في الاستراحة، وهو يخرج ويدخل، ولا أدري إن كان هو الذي قتل أم غيره، أما أنا فلم أقتل، فجاءوا بصاحبنا، وبدأت الأسئلة معه عن القتل، قال: فلما رأيت أن القضية أصبحت أكبر مما أتصور، وأصبح فيها قتل وقصاص، قال: قلت للضابط: اسمع -أيها الضابط!- ما أقول: نعم زنا وزنينا، وخمر وشربنا، لكن قتل -والله- ما قتلنا.قال: وكيف لهم أن يصدقوني وهم يعلمون أني زرت تلك الليلة ذاك المكان، واعترفت بالخمر والسكر، وقد أكون قتلته وأنا في حالة سكر؟! ومكث في السجن الانفرادي تسعة أشهر، لا يرى الدنيا، ولا يرى النور، ولا يفتح له باب، يأكل من خارج الأسوار، ويشرب من خارج الأسوار، ويتخلى في غرفته في السجن الانفرادي لا يخرج أبداً.وبعد تسعة أشهر كشف الله القاتل، وإذا بالقاتل رجل من بني جلدة ذاك الراعي كان بينه وبينه خلاف، حيث استغل تلك الليلة ودخل وقتله، وكُشف بعدما يقارب السنة، فجيء به، وخرج صاحبنا من قضية القتل، فلما ذهب إلى القاضي، قال له القاضي: نعم أنت لم تقتل، لكنك زنيت وشربت الخمر باعترافك، فخذ حق شرب الخمر، واعترافك بالزنا، وعقوبة فوق عقوبة.فما الذي أوقعه في ذاك كله؟ إنه صديق السوء.قلت له: أي أخي! ذاك صديق السوء الذي قمت يوم أخبرك بالفريسة، فقبلت رأسه، قل لي بربك اليوم: لو قابلته ماذا ستفعل؟ قال: لا تقل ذلك، والله لو قابلته لقتلته، قلت له: لا تقتله، لأنك لو قتلته عدت مرة أخرى إلى هذا المكان، وإنما ابحث لك عن صديق صالح واترك صديق السوء.يقول أحد أصدقاء السوء وهو في دورة تدريبية في العقوق، يقول لصاحبه: هذا أبوك أشغلك؛ لأن الولد كلما رآه أبوه معه أصدقاء السوء دعاه، ويرهقه، ودائماً يسأل عنه، قال له: أبوك هذا أشغلنا، والله يحتاج أبوك هذا إلى تربية، عجيب! قال: وكيف أربيه؟ قال: أنا والله ربيت أبي، يقول لي: يمين أقول له: يسار، ثم إنك أنت رجل، لا تخاف منه، وإذا أراد يضربك أمسك يده، وقل له: لا تضرب، أنا رجال، وهكذا يبدأ صديق السوء يعلم صديقه الحرام. أول سيجارة شربها المدخن كانت بسبب صديق سوء، وأول حبة مخدرات وضعت في جسم المدمن كانت بسبب صديق السوء، وأول امرأة حرام تعرف عليها الشاب كانت بصديق سوء. فاحذر -أيها الشاب!- من صديق السوء فهو والله يحطم الآمال.وأذكر قصة أخرى، في يوم من الأيام وكنت في السجن أعظ الشباب، وهناك شباب صغار السن، ثم جاءت الصلاة، فقمت لأتوضأ، وقام أحدهم فصلى بهم، وكانت صلاة رائعة، صلاة يقرأ فيها القرآن غضاً طرياً، وهو يحفظ من أواسط السور، فعجبت! هذا الصوت، وهذا الأداء، وهذا الحفظ، ليس مكانه السجن، هذا مكانه أن يكون إمام مسجد، أو مدرساً للقرآن، كيف يجتمع السجن والقرآن؟ فبعد أن انتهت الصلاة تقدمت إليه وقلت له: يا بني! رأيتك تقرأ القرآن قراءة جميلة مرتلة مرتبة مجودة، ورأيتك تحفظ من القرآن، ما الذي أتى بك إلى السجن؟ ما هي قضيتك؟ قلت: عسى أن تكون قضيته حقوقاً مادية ومالية، أو مضاربة أو شيئاً من هذا.قال: قضيتي مخدرات، فعجبت! قلت: لا والله لا تجتمع المخدرات والقرآن في قلب إنسان، قال: يا شيخ! لا تعجل عليَّ، والله إني مظلوم، قلت: وما قصتك؟ قال: قصتي أني كنت شاباً صغيراً أحفظ القرآن كاملاً، لا أعرف إلا المسجد والمدرسة والبيت، وكان أبي يفتخر بي في المجالس، ويجعلني في كل مجلس أتسنم ذروة المجلس، وأعلاه وناصيته، لأقرأ كلام الله عز وجل.وكان الآباء إذا أراد الواحد منهم أن يعير ولده قال له: أنت لست كابن فلان، وكان أبي يفتخر بي في المجالس ويرفع رأسه بي.ويوماً من الأيام خرجت من درس التحفيظ في المسجد، وأنا ذاهب إلى البيت، وإذا بشلة جالسة من أولاد الحارة معهم ابن عمي، يجلسون على دكة قريبة من البقالة وأنا ذاهب، فقال لي ابن عمي: يا مطوع! تعال اجلس معنا، وقال الآخر: والله! تشرب البيبسي على حسابي، يقول: فنظرت فإذا مازال الوقت مبكراً على الصلاة، فجلست معهم ويا ليتني لم أجلس معهم.يقول: سمعت كلاماً لم أسمعه في حياتي، سمعت كلاماً عن الشهوة، وعن الحرام، وعن الأفلام، وعن الدش، وعن آخر الليل، وعن المكالمات، وعن كل أنواع الحرام والإفساد والفساد ما لم أكن أسمعه، وما لم أكن أتصوره أن يدور بين الشباب، يقول: وأنا فاغر فمي أسمع من هذا مرة، ومن هذا مرة، لا أستطيع أن أستوعب ما أسمع، وفي لحظة بعد يوم أحببت تلك المجالس، وأصبحت أتعمد أن أخرج من المسجد لأجلس معهم.ودارت الأيام والليالي، وهم يتكلمون عن فيلم رأوه البارحة جميعاً، في قناة من القنوات، وكيف يحكون به ما حصل به من إغراء، وما حصل به من -أكشن- كما يقولون، وما حصل فيه وما حصل، يقول: فقلت لهم: أنا لم أره، فقال أحدهم -متطوع في الشر والعياذ بالله- أنا أعطيك الفيلم لتراه، قال: فقلت: ليس عندنا دش ولا تليفزيون ولا فيديو لأراه، فقال الآخر -يوصل الطلبات إلى المنازل بالحرام- قال: عندي فيديو والتليفزيون، فتعال إلي لتنظره.قال: فذهبت وأتيت إليه في بيته، ورأيت الفيلم، قال: كانت لحظات الفيلم ودقائقه تمر والإيمان من قلبي ينـزل في كل لحظة ودقيقة، والقرآن يخبو من قلبي في كل لحظة ودقيقة، واستمريت في الحرام دون أن يعلم أبي.وفي يوم من الأيام قالوا لي: عندنا رحلة ونزهة، قال: فذهبت معهم، ولعبنا، وانبسطنا، وقبل الغروب رجعنا إلى البيت، وفي الطريق إذا بدورية النجدة تقف في الطريق، وتبدأ معنا وتفتش الجميع، قال: فوجدت مع اثنين من الشلة مخدرات، فقبضوا على الجميع، وذهبوا بنا إلى القسم.يقول: وفي القسم بدأ التحقيق، ولما وصل إليَّ قلت: والله لا أعلم عنها شيئاً، ولست من أهلها، ولم أرها بعيني فضلاً عن أن أستخدمها، يقول: فأتوا بكبيرهم الذي علمهم الفسق والفجور، وكان والد هذا الشاب ذا مكانة في المجتمع، وهيئة وواسطة، وذاك المجرم الرعديد يعرف مكانة أب هذا الشاب، قال: فجاء الضابط وسأل هذا المجرم وقال له: هل هذا الشاب معكم؟ هل يعرف شيئاً عن المخدرات؟ قال: نعم هذا هو الذي يأتينا بالمخدرات، ما عرفنا المخدرات إلا عن طريقه، وقد قال هذا من أجل أن يورط الولد ليتدخل الأب، في ظنه أنه لهيئته ومكانته أنه سينقذهم جميعاً.يقول: ولبست التهمة، وأصبح الجميع يعترف عليَّ أنني مروج ولست مستخدماً أو متعاطياً، يقول: ولي الآن سنة وشهرين في السجن حتى تثبت براءتي، لم يرقأ لأمي دمعة، تبكي بالليل والنهار، ووالدي ما زارني إلا مرة أو مرتين، وقد تغير لونه، وتحطم أمله، يقول: وأصبح أبي لا يستطيع أن يجلس في المجالس التي كنت أقرأ فيها القرآن، ولا يصلي في المسجد الذي كنت أُدرس فيه القرآن، بسبب ماذا؟ لماذا تحطمت الآمال أيها الإخوة؟ بسبب رفيق السوء. 
 حب الاستطلاع 
حتى لا تتحطم الآمال خامساً: احذر من حب الاستطلاع:فإن كثيراً من الشباب يدفعه للوقوع في المعصية حب الاستطلاع، فيقول: جرب ولو مرة، وإذا بها هذه المرة تكون هي النهاية، وهي التي توقعه حتى لا يخلص بالمرة من الحرام -والعياذ بالله-وقل لي بربك: ذاك الذي شرب السيجارة في أول مرة، أخذها لعباً ولهواً، أو إثباتاً للرجولة والذات، ولحظة وإذا به أصبح مدخناً.وأقول قصةً عجيبة غريبة، وجدتها في موقع في الإنترنت في شبكة الشباب، وهذه القصة يكتبها صاحبها، ويقسم عليها، ولا غرابة مع أنها قصة عظيمة إلا أن المجتمع مملوء بمثل هذه القصص.يقول الشاب: في يوم من الأيام وقد كنت متفوقاً في الثانوية، قال: ولي أخت هي توأمي هي أيضاً متفوقة، أتنافس أنا وإياها من سنة إلى سنة، وفي يوم من الأيام وكنت مع أصدقاء لي، وهم من أهل الخير لا أرى أنهم من أهل الحرام والشر، شباب لكنهم ليسوا سيئين للغاية، يتبعون شهواتهم ولو لم يكن فيهم ذلك الضلال والإفساد، وبينما كنا في لحظة إذا بأحد الشباب يعمل لنا العصير، قال: وشربنا العصير وكان في العصير حبة المخدر، هذه الحبة وضعها الشاب كمقلب لهم، من أجل أن يثير ضحكهم، ومن أجل أن يرى ما يحصل لهم من هذه الحبة.يقول: فشربناها جميعاً ونحن لا نعلم، يقول: ثم بدأت حبة الهلوسة تفعل فعلها فينا، وبدأنا نتصرف تصرفات عجيبة غريبة، نضحك على أنفسنا، وكاميرا الفيديو قد شغَّلها وسلطها علينا لتحكي له الأحداث بعد أن نستيقظ، ومرت ساعة أو ساعتان، وذهب أثر هذه الحبة، وبدأنا نضحك على أنفسنا وما فعلنا، ونحكي المقالب التي وقعنا فيها، ثم أشغلنا الفيديو، وإذا بنا نرى شيئاً عجيباً من الضحك والتسلية واللهو، فقبلنا ذلك المقلب ومضى على خير.يقول: ثم ذهب كلٌ منا إلى بيته، وواصلنا دراستنا، وفي يوم من الأيام قال أحدهم بخبثٍ ودهاء: أما تريدون أيها الشباب أن نجرب مثل ذلك اليوم؟ أن نجرب تلك الحالة حتى ننبسط ونخرج عما نحن فيه من الهم والغم؟ قال: فجربنا ويا ليتنا لم نجرب، فقد كانت هي بداية النهاية.يقول: وقعنا في هذا المخدر، ويوماً بعد يوم، ولحظة بعد لحظة، وقع السم في أجسادنا، وبدأ مع دمائنا، يقول: وتأخرت دراسياً، وبدأت أتأخر عن البيت، تنام أمي وأبي ولا تنام أختي، تنتظرني، وتعاتبني كثيراً، وتلح عليَّ ألا أتأخر.وفي يوم من الأيام اكتشفت أني أتعاطى المخدرات، فقد دخلت عليها وأنا في حالة من الهلوسة، وفي حالة من التغير، وأعترفت لها بأني أتعاطى المخدرات، فضيقت عليَّ كثيراً، وأخبرتني وهددتني بأنها ستشكوني إلى والدي ووالدتي، قال: وأصبحت حجر عثرة في طريقي، وأصبحت أشتكي منها كثيراً، فكنت أتأخر عن زملائي بسببها، وأترك زملائي يسهرون وأخرج بسببها، فسألني أحدهم: ما سبب تأخرك وتعطلك عنا؟ مم تخاف؟ فقلت له: أخاف من أختي -وكان اسمها سارة - أخاف من سارة، إنها صديقة عمري، وتوأمي، وهي تلح عليَّ كثيراً، وتهددني أن تخبر والدي ووالدتي، فقال ذلك الصديق السيئ -وانظر إلى صحبة السوء- قال له: أتريد أن تنتهي معاناتك مع أختك؟ قال: نعم، قال: ما رأيك أن تجرب أن تضع لها المخدر في العصير حتى تنتهي من مشاكلها.قال: وفي لحظة ضعف من نفسي، وغلبة من شيطاني وضعت لها المخدر في العصير، قال: وأصبحت أنا وهي مدمنين، آتي لها بالمخدرات من الخارج، وهي تجلب لي المال من والدي ووالدتي، وأصبحنا نتعاطى المخدرات فترةً طويلة، وساء حالها وساء حالي، وتأخرنا في الدراسة، ورسبنا جميعاً.يقول: وفي يوم من الأيام لم تعطنا الوالدة شيئاً، ولا الوالد شيئاً من المال، وأصبحنا في حاجة، وفي شيء من الشدة، ونحن نريد المخدر، يقول: فذهبت أترجى وأطلب المروج أن يعطيني هذا المخدر، لكنه رفض، يقول: وخطرت له فكرة شيطانية -لأنه شيطان- وهو يعلم أن المخدرات لي ولأختي، قال: فقال لي: إذا أردت المخدر فاجعل أختك تأتي إليَّ، تسمر معي فقط، وتسهر معي، ولك عليَّ ألا أقربها بسوء، وأعطيك أنت وإياها المخدر، قال: فأصبت بنوبة عظيمة، وأخذتني النخوة، فضربته على وجهه، وخرجت من عنده.قال: وذهبت إليها فأخبرتها، فلما أخبرتها وكانت تحت وقع المخدر، قالت لي: وما دخلك أنت؟! هي حياتي وأنا حرة فيها، إن كان سيعطينا المخدر، فلا شيء، وأنا لن أمكنه من نفسي، وأنا واثقة من نفسي، قال: ومازالت تهون عليَّ الأمر حتى أخذتها بسيارتي وأوصلتها إلى المجرم المفترس.قال: ودخلت عليه، وجلست معه تلك الليلة، وأنا معهم، صحيح أنه لم يقربها بسوء، لكنه كان يمازحها، ويجالسها، ويسهر هو وإياها، والله أعلم ماذا حصل بينهم بعد أن أعطاني المخدر.واستمرت العلاقة أياماً وليالي، وفي لحظة من اللحظات إذا به قد تحصل على رقم أختي، وأصبحت العلاقة بينه وبين أختي بعيدة عني، كلما أرادت المخدرات، ذهبت إليه ووقعت في الحرام، فاغتال طهرها وعفتها وبراءتها، ثم أصبحت ألعوبة في أيدي شياطين الأنس، من يد رجل إلى رجل، ومن حضن داعر إلى داعر، قال: فأصبحت لا أعلم عن أمر أختي شيئاً.وفي يوم من الأيام وأنا أدخل فلة من الفلل التي فيها السهر والسمر، وإذا بي أفاجأ أن المرأة التي بين أيدي الذئاب، والتي عليها السمرة والسهرة هي أختي لا غيرها، يقول: فدخلت وقد اشتطت غضباً، وأردت أن أضاربهم، فإذا بها تقف في وجهي، وتقول: أنا حرة في حياتي، وأنا مرتاحة لهذا الحال، وما دخلك أنت؟ أنت الذي أتيت بالمخدرات، وهذا فعلك.يقول: واستمرت الحال على هذا أياماً وليالي، ويوماً من الأيام بدأت تأخذ الجرعة في البيت لوحدها، وهي تأخذ الجرعة في البيت كأنها زادت في الحقنة قليلاً فإذا بها تموت، وتنتقل إلى الآخرة بسبب جرعة من المخدرات. فماتت وقد أراقت عفافها، وقد ضيعت شبابها، ودينها.يقول: والآن أنا أتوب، لكن كيف لي أن أتوب وقد ضيعت شباب أختي، ودمرت مستقبل أسرتي، ودمرت حياتي، وأصبحت سمعة أسرتي تلاك على ألسنة الناس؟!ذلك هو حب الاستطلاع، حب الاستطلاع لمرة واحدة، بعض الشباب يأتي إلى الإنترنت فيقول: دعوني أرى المواقع السيئة، ماذا ترى أيها الأخ الكريم؟ أترى الزنا؟ أترى الحرام؟ احفظ بصرك ونفسك من المرة الأولى، فإن المرة الأولى قد تكون هي المهلكة، فتزل قدمك إلى النار والعياذ بالله، وقاني وإياك الله من سوء النار وعذابها. 
 الاغترار بالشباب 
الأمر الأخير: يجب على الشاب ألا يغتر بشبابه، فإن الشباب عارية مستردة، وستزول، ومرحلة الشباب مرحلة قوة بين ضعفين، وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً [النحل:78] نعم. خلقنا من ضعف، ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً [الروم:54] فالشباب قوة بين ضعفين، فلا تغتر بالشباب أيها الأخ الكريم! لا تغتر بعضلاتك، ولا تغتر بذكائك، ولا تغتر بقوة شهوتك، فوالله ستزول. وأنت تزرع اليوم، فإن زرعت عنباً ستجني عنباً، وإن زرعت شوكاً وناراً ودماراً؛ ستجني شوكاً وناراً ودماراً.واعلم أيها الأخ الكريم! وأيها الشاب المبارك! أن مرحلة الشباب هذه المرحلة العمرية ستسأل عنها سؤالين، يقول عليه الصلاة والسلام: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه...).فأيها الشاب الكريم: لا تظن أن الشباب سيدوم، بل اجعل الشباب زاداً لشيخوختك، وزاداً لآخرتك، واحفظ شبابك فإن من حفظ أعضاءه في الصغر حفظها الله له في الكبر، (احفظ الله يحفظك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة).ولا يغرنك الشباب، فإن الشباب قد يكون زاداً إلى النار إن لم يستغل في طاعة الله.متى تحفظ القرآن إن لم تحفظه في الشباب؟ متى ترفع راية لا إله إلا الله إن لم ترفعها في الشباب؟ متى تتعلم العلم إن لم تتعلمه في الشباب؟ متى تبر والديك إن لم تبرهم في الشباب؟ متى تنفع أمتك إن لم تنفعها في الشباب؟ استغل شبابك في طاعة الله، ولا تغتر به، فإن العمر يزول، فقد مر شاب على شيخ كبير وقد احدودب ظهره، وابيضت لحيته، فقال له مازحاً: من أعطاك هذا القوس أيها الشيخ؟ قال: أعطاني إياه الزمان، وسيعطيك كما أعطاني. فوالله لم نجد شاباً بقي على شبابه، بل إن استمرت حياته: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ [يس:68].حتى لا تتحطم الآمال يجب أن نحافظ على شبابنا.ولتعلم -أيها الشاب!- أنك أمل المستقبل، وأنك مشروع أمل لوالديك، ولأمتك، ولمجتمعك، فالله الله ألا تتحطم الآمال.أسأل الله أن يهدي شباب المسلمين، اللهم اهد شباب المسلمين وشابات المسلمين، اللهم امنعهن من الحرام، اللهم وقهن أهل السوء، ودعاة السوء، إنك على كل شيء قدير.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Sigpic12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سنابل
مشرفة
مشرفة
سنابل


ذكر عدد المساهمات : 700
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر )   حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Icon_minitime1السبت 12 ديسمبر - 7:22

حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) 0011



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوتوفيق
المراقب العام
المراقب العام
ابوتوفيق


العطاء الذهبى

وسام التواصل

وسام الحضور المميز

المراقبة المميزة

اوفياء المنتدى

وسامالعطاء

عدد المساهمات : 3486
تاريخ التسجيل : 05/11/2012

حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر )   حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) Icon_minitime1السبت 19 ديسمبر - 12:20

 جزاكم الله خيراً

ونفع بكم

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

------------------------------------




‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) <a href=حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر ) 149918296993921" />
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حتى لا تتحطم الآمال - للشيخ : ( أنس بن سعيد مسفر )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لو أن الله هداني - للشيخ : ( سعيد بن مسفر )
» لا تقنطوا من رحمة الله - للشيخ : ( سعيد بن مسفر )
» فرصة الرجوع إلى الله - للشيخ : ( سعيد بن مسفر )
» علاقة الروح بالجسد - للشيخ :( سعيد بن مسفر)
» علامات الساعة المتبقية [1] [2] - للشيخ : ( سعيد بن مسفر )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: