المذاهب الفقهية في إفريقية .. المذهب الشافعي

المذاهب الفقهية في إفريقية .. المذهب الشافعي
المذاهب الفقهية في إفريقية .. المذهب الشافعي

المذاهب الفقهية في إفريقية
(المذهب الشافعي)
أسَّس هذا المذهب الإمام: محمد بن إدريس الشافعي، ولد سنة (150هـ/767م) بغزَّة[1].
ويَرجِع انتِشار المذهب الشافِعي في إفريقيَّة إلى بعض الحُجَّاج القادِمين مِن المَشرِق، وكانوا قد سمعوا مِن أَصحاب الإمام الشافعي مبادئ هذا المذهب[2]، بالإضافة إلى الاحتِكاك العِلميِّ والفِقهي بين طلاب العلم المَغارِبة القاصدين الحجاز، وبين الشافعيَّة في مصر، إلا أن ذلك حدَث في وقت متأخِّر بعد انتِشار وذيوع المذهبَين المالكي والحنفي، لذلك لم يُحقِّق نجاحًا ملحوظًا في بلاد المغرب[3]، إلا بين قِلَّة قليلة مِن أتباعه؛ مثل:إسحاق بن إبراهيم[4]،وابن العباداني[5]، وأبي عبدالله البجلي[6].
وقد تلا المذهبَ الشافعيَّ المذهبُ الظاهريُّ،الذيأسسَّه داود الظاهِري[7]وأدخله أبو جعفر المعافري[8]، ولكن لم يَلقَ هذا المذهب انتشارًا[9]؛ لأنه عُرف بعدم تمسُّكه بالفقه، كما نفَى القياس، فخالف بذلك السلف، وشاع في المَغرِب بأن مذهبه بدعة[10].
[1] نشأ الشافعي في مكة، وقد تلقَّى العِلم فيها حتى تخصَّص في العلوم الشرعية، وأخذ يتردَّد على الحجاز والعراق لدارسة المذهبين المالكي والحنفي، حتى استقرَّ في مصر وأسَّس مذهبه فيها؛انظر: عياض "المدارك"، (3: 174)، ابن فرحون: "الديباج"، (1: 60)،عبدالعزيز المجدوب: "الصراع المذهبي"، (ص: 87)،وكان يأخُذ بالقرآن والسنَّة والرأي، ولكن بشروط محدودة؛ أي إنه كان يعتمد في حلِّ المسألة على القرآن والسنَّة، وإن لم يجد لها نصًّا في الكتاب والسنَّة، يأخذ بالرأي؛انظر: إبراهيم العدوي: "المجتمع المغربي"، (ص: 234).
[2] محمد فهمي: "المراكز السنية"، (ص: 23).
[3] عبدالعزيز المجدوب: الصراع المذهبي، (ص: 113).
[4] إسحاق بن إبراهيم بن النعمان: وكان إسحاق مِن أهل النظر؛ سمع من يحيى بن عُمر وغيره مِن فقهاء إفريقيَّة، وعُرف بأنه مِن أصحاب الشافعية، وتوفِّي سنة (315هـ/ 927م)؛انظر: عياض "تراجم"، (ص: 327).
[5] ولم يَرِد اسم ابن العباداني كاملاً، وعُرف ابن العباداني بأنه شافعي؛ لأنه حضَر يومًا في مجلس ابن سحنون فعابَ على مالك، فاستحى ابن سحنون مِن طرده، فطردَه أحد أصحاب ابن سحنون وضرَبه بنعلِه في رأسه، فاشتَكى للقاضي ابن طالب، فذكَر له هذا الصحابي القضية فسكَت عنه القاضي، وظلَّ هذا الصحابي وراءه، حتى ذهب ابن العباداني إلى العراق، وترك القيروان.
انظر: عياض "تراجم"، (ص: 331)،"المدارك"(4: 415).
[6] عياض: "تراجم"(ص: 331)،"المدارك"، (4: 415).
[7] داود الظاهِري: هو أبو سليمان بن علي بن داود بن خلف الأصفهاني، وهو أول من استعمل قول الظاهر، وأخَذ بالكتاب والسنَّة، وألغى ما سِوى ذلك مِن الرأي والقياس، وتوفِّي سنة: 270هـ/ 883م؛انظر: ابن النديم "الفهرست"(ص: 299).
[8] أبو جعفر محمد بن محمد بن خيرون المعافري الذي أدخَل بعض كتب داود الظاهري إلى القيروان، وكان فقيهًا صالحًا عابدًا، من خيار المسلمين؛انظر: الدباغ: "معالم الإيمان"،وعلَّق عليه ابن ناجي التنوخي، تحقيق: د. محمد الأحمديوآخرين، مكتبة السعفة، تونس 1998م،(2: 288).
[9] الدباغ: المصدر نفسه.
[10] عياض: "المدارك"، (1: 86)، ابن فرحون: "الديباج"، (1:،79).

» المذاهب الفقهية
» المذاهب الفقهية ... ما بقي منها وما اندثر
» المذاهب الفقهية ... ما بقي منها وما اندثر
» قرب المذاهب للسنة مذهب الإمام الشافعي رحمه الله
» اقوال المذاهب الفقهية في الحجاب والنقاب