الإقبال على الله في كل جزء من أجزاء الصلاة
الإقبال على الله في كل جزء من أجزاء الصلاة
الإقبال على الله في كل جزء من أجزاء الصلاة
أولا منازل الإقبال على الله في الصلاة :
1. إقبال العبد على قلبه فيصلحه من أمراض الشهوات والوساوس والخطرات المبطلة لثواب صلاته أو المنقصة لها.
2. إقباله على الله بمراقبته فيها حتى يعبد الله كأنه يراه (يستشعر وجود الله).
3. إقباله على معاني كلام الله وتفاصيله.
ثانيا كيف يكون الإقبال على الله في كل جزء من أجزاء الصلاة ؟؟
* فإذا انتصب العبد قائما بين يدي الله فإقباله على قيُّومية الله وعظمته (القيوم قال ابن القيّم هو القائم بنفسه الذي لا يحتاج غيره)
* وإذا كبَّر الله كان إقباله على كبريائه وإجلاله
* وإذا استفتح كان إقباله على تسبيحه والثناء عليه بأوصافه وكماله
* وإذا استعاذ بالله من الشيطان كان إقباله على ركنه الشديد وسلطانه وانتصاره لعبده ومنعه له منه وحفظه م عدوه
* وإذا تلا كلام الله كان إقباله على معرفته في كلامه كأنه يراه كما قال بعض السلف : ( لقد تجلَّى الله لعباده في كلامه ) .. والناس في ذلك أقسام :
منهم الأعمى ومنهم الأصم ومنهم الأعمش ومنهم الأعور في إقبالهم على أسمائه وصفاته وأحكامه ونواهيه وأوامره
* وإذا ركع كان إقباله على عظمة ربه (سبحان ربي العظيم)
* فإذا رفع رأسه من الركوع كان إقباله على سمع الله لحمده له وثنائه عليه وتفرد الله عز وجل بالعطاء والمنع
* فإذا سجد كان إقباله على قربه والدنو منه والخضوع له والانكسار بين يديه والتملُّق له
* فإذا رفع رأسه من السجود جثى على ركبتيه ليغفر له ويرحمه ويعافيه ويهديه ويرزقه
فعلم العبد بهذا أن ثمرة الصلاة هي الإقبال على الله عز وجلّ فيكون حاله مثل قوله صلى الله عليه وسلم (جعلت قرّة عيني في الصلاة) ولم يقل بالصلاة فإنه يدخل بها كما تقرّ عين المحب بملابسته لمحبوبه..
عكس الكاره للصلاة فهو في عذاب ما دام فيها وذلك لأن قلبه ممتلئ بغير الله والصلاة قاطعة له عن أشغاله ومحبوباته الدنيوية فهو معذب بها حتى يخرج منها ويظهر ذلك في أحواله من نقرها والتفات قلبه الى غير ربه وترك الطمأنينة والخشوع فيها ولكنه علم أنه لا بد من أدائها فيؤديها على أنقص الوجوه..
كتاب أسرار الصلاة لابن تيمية بتصرف يسير
==============
قال ابن القيم رحمه الله :
الناس في الصلاة على مراتب خمسة :
أحدها : مرتبة الظالم لنفسه , المفرّط , وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها .
الثاني : من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها, لكن قد ضيّع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار .
الثالث : من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد .
الرابع : من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها , واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها , بل همّه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها واتمامها قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربّه تبارك وتعالى فيها .
الخامس : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك , ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربّه عزّ و جلّ ناظرا بقلبه إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده , وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطوات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه , فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السّماء والأرض, وهذا في صلاته مشغول بربّه عزّ و جل قرير العين به .
فالقسم الأول معاقب والثاني محاسب والثالث مكفّر عنه والرّابع مثاب والخامس مقرّب من ربّه لأنّ له نصيبا ممّن جعلت قرّة عينه في الصلاة , فمن قرّت عينه بصلاته في الدنيا قرّت عينه بقربه من ربّه عزّ و جل في الآخرة , وقرّت عينه أيضا به في الدنيا , ومن قرّت عينه بالله قرّت به كل عين , ومن لم تقرّ عينه بالله تعالى تقطّعت نفسه على الدنيا حسرات . اهـ
صحيح الوابل الصيّب 49-50