ام رانيا عضو ذهبى
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 15/11/2010
| موضوع: ما هو الملتزم ؟ وما كيفية الدعاء عنده ؟. الأحد 21 فبراير - 15:02 | |
|
عدل سابقا من قبل ام رانيا في الأحد 21 فبراير - 15:21 عدل 1 مرات | |
|
ام رانيا عضو ذهبى
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 15/11/2010
| موضوع: أحاديث في فضل الدعاء عند الملتزم الأحد 21 فبراير - 15:06 | |
| أحاديث في فضل الدعاء عند الملتزم السؤال يقال إن الملتزم هو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة، وأن من يدعو هناك فقد استجاب الله دعوته؟ ما هو الدليل على صحة هذا الكلام؟
لإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ورد في الملتزم عدة أحاديث، ومنها: - حديث عبد الله بن عمرو قال: طُفْتُ مَعَ عَبْدِالله فَلَمّا جِئْنَا دُبُرَ الكَعَبْةِ قُلْتُ أَلاَ تَتَعَوّذُ قالَ نَعُوذُ بِالله مِنَ النّارِ، ثُمّ مَضَى حَتّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ وَأَقَامَ بَيْنَ الرّكْن وَالْبَابِ، فَوَضَعَ صَدْرَهُ وَوَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَكَفّيْهِ هَكَذَا وَبَسَطَهُما بَسْطاً ثُمّ قال: هَكَذَا رأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ. رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي ، ولكن في سنده المثنى بن الصباح ضعيف. - وحديث عبد الرحمن بن صفوان قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه قد استلمو البيت من الباب إلى الحطيم، وقد وضعوا خدودهم على البيت، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم. رواه أبو داود ولكن فيه يزيد بن أبي زياد وقد ضعفه بعض أهل العلم. وعن ابن عباس: أنه كان يلتزم ما بين الركن والباب، وكان يقول: ما بين الركن والباب يُدعى الملتزم، لا يلزم ما بينهما أحد يسأل الله عز وجل شيئا إلا أعطاه إياه. رواه البيهقي موقوفا، وفيه ضعف. ومع هذا، فقد قال النووي في المجموع: والعلماء متفقون على التسامح في الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال ونحوها مما ليس من الأحكام. انتهى. والأحاديث التي ذكرناها، وإن كانت لا يخلو منها حديث بمفرده من مقال، إلا أنها تصح بمجموعها. ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 2448. والله أعلم.
جعل الله في بيته الحرام مواضع اختصها بخصائص معينة فالكعبة المشرفة هي مهوى الأفئدة وقبلة المسلمين في الأرض فيها مواضع لها فضل عظيم.. ومن هذه المواضع «الملتزم»، والملتزم من لزوم الشيء فيقال ألزمته أي أثبته وأدمته، والتزمته اعتنقته فهو ملتزم ومنه يقال لما بين باب الكعبة والحجر الأسود الملتزم لأن الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم. وقال الدكتور سعد علي الشهراني الأستاذ المشارك بجامعة ام القرى إن لموضع الملتزم مكانة عظيمة وشأنا كبيرا حيث انه الموضع الذي بين الحجر الاسود وباب الكعبة المشرفة ويسمى موضع اجابة الدعاء وقضاء الحوائج وهو يختص بأن من وقف فيه ولجأ إلى الله عز وجل بقلب صادق أجاب دعاءه، وثبت عن ابن عباس رضي الله عنه انه كان يلصق وجهه وصدره في هذا الموضع، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا الموضع لا يرتبط الوقوف فيه بصحة نسك العمرة أو نسك الحج. ويقع الملتزم ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة وطوله أربعة أذرع (متران تقريبا) يجوز للطائف أن يقف به عند بعض أهل العلم. وقال شيخ الإسلام ابن تيميه (وله أن يلتزم ما بين الركن والباب فيضع صدره وذراعيه ويدعو الله ويسأله حاجته بعد طواف الوداع أو قبله). والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين يدخلون مكة المكرمة وقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ويسن الدعاء مع إلصاق الخدين والصدر والذراعين والكفين كما ورد أن عبدالله بن عمرو بن العاص طاف وصلى ثم استلم الركن ثم قام بين الحجر والباب فألصق صدره ويديه وخده اليه ثم قال: (هكذا رأيت رسول الله يفعل)، وقال ابن عباس: إن ما بين الحجر والباب لا يقوم فيه إنسان فيدعو الله بشيء إلا رأى في حاجته وقد ورد في الملتزم عدة أحاديث ومنها: حديث عبدالله بن عمرو قال: (طفت مع عبدالله فلما جئنا دبر الكعبة قلت ألا تتعوذ قال نعوذ بالله من النار، ثم مضى حتى استلم الحجر وأقام بين الركن والباب، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله). رواه أبوداود وابن ماجه والبيهقي. وحديث عبد الرحمن بن صفوان قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه قد استلم البيت من الباب إلى الحطيم، وقد وضعوا خدودهم على البيت، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم. رواه أبو داود. وعن ابن عباس: أنه كان يلتزم ما بين الركن والباب وكان يقول: ما بين الركن والباب يدعى الملتزم، لا يلزم ما بينهما أحد يسأل الله عز وجل شيئا إلا أعطاه إياه. وقال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (وإن أحب أن يأتي الملتزم -وهو ما بين الحجر الأسود والباب- فيضع عليه صدره ووجهه وذراعيه وكفيه ويدعو ويسأل الله تعالى حاجته فعل ذلك وله أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع فإن هذا الالتزام لا فرق بين أن يكون حال الوداع أو غيره، والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين دخول مكة، وإن شاء قال في دعائه الدعاء المأثور عن ابن عباس: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك حملتني على ما سخرت لي من خلقك وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك وأعنتني على أداء نسكي فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا وإلا فمن الآن فارض عني قبل أن تنآى عن بيتك داري فهذا أوان انصرافي إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا ببيتك ولا راغب عنك ولا عن بيتك اللهم فأصحبني العافية في بدني والصحة في جسمي والعصمة في ديني وأحسن منقلبي وارزقني طاعتك ما أبقيتني واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير. ولو وقف عند الباب ودعا هناك من غير التزام للبيت كان حسنا). أما المكان نصف الدائري مقابل الكعبة فهو الذي يسميه العوام حجر إسماعيل عليه السلام، هو يقع في الجزء الشمالي من البيت والذي قصرت النفقة بقريش عن إكمال بناء الكعبة لما أرادوا بناء البيت، فجعلوا عليه جدارا مقوسا للتنبيه على أن هذا الجزء هو من البيت. في صحيح مسلم أن عائشة رضي الله عنها: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجدار أمن البيت هو؟ قال: نعم، قلت: فلم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومك قصرت بهم النفقة... إلى آخر الحديث. وتسمية هذا الجزء من البيت بحجر إسماعيل هي تسمية عامية وليست شرعية، لأن بناء البيت الذي لم يشمل الجزء المعروف بالحجر كان بعد إسماعيل بأزمان متطاولة. | |
|
ام رانيا عضو ذهبى
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 15/11/2010
| موضوع: رد: ما هو الملتزم ؟ وما كيفية الدعاء عنده ؟. الأحد 21 فبراير - 15:12 | |
| شرف الملتزم والحطيم
أليس الملتزم محاذيا للبيت وجزءا ملتصقا به؟ فلم لا يكون إذا شريفا وذا قدس وجلال؟
إن الملتزم هو ذلك المكان الذي بين باب البيت والحجر الأسود، والذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : الملتزم موضع يستجاب فيه الدعاء، وما دعا عبد الله تعالى فيه إلا استجاب له ولذا كان هذا المكان المقدس موضع تعلق وفود الله تعالى؟ إذ هناك يلصقون أيديهم وصدورهم بجدار البيت باكين خاشعين، مبتهلين متضرعين يسألون الله رضوانه والجنة، ويستعيذون من سخطه والنار.
سبحان الله ما أطيب هناك البكاء، وما أروح على النفس الزفرات، وما أبرد على القلب العبرات.
وسبحان الله ما أطيب لثم الحجر، وما ألذ عنده ذرف العبر! وسبحان الله ما أسعد عبدا وضع على الحجر شفتيه، ولمسه براحته وكفيه، وأذرف دموعه على وجنتيه!
وسبحان الله ما أروع هذا الخبر وما أعذب هذا الأثر، فقد روي عن الفاروق عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل الحجر، ووضع شفتيه عليه يبكي طويلا، ثم التفت فإذا عمر بن الخطاب يبكي، فقال: يا عمر ها هنا تسكب العبرات أما الحطيم، وهو بساط النور المثلث والساحة العظمى وقطعة الأرض المثلى وهو ذلك المكان المحصور بين مصاعد الأنوار، ركن الحجر، وزمزم، والمقام وإن مما يدل على شرف الحطيم، وينبئ عن قدسيته وسمو مكانته ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سأل عائشة قائلا: أي البقاع خير؟ فقالت: الله ورسوله أعلم، ثم استدركت قائلة: يا رسول الله كأنك تريد بين الركن والمقام؟ قال صدقت إن خير البقاع وأطهرها وأذكاها وأقربها من الله ما بين الركن والمقام. وإن فيما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنة فمن صلى فيها أربع ركعات نودي من بطنان العرش: أيها العبد غفرلك ما قد سلف منك فاستأنف العمل .
قدسية المقام وحجر إسماعيل
إذا كان المقام هوذاك الحجر الذي كان الخليل يعلوه عند بنائه البيت كلما ارتفع جدار الكعبة، ولم يتمكن من وضع الحجارة على الجدار لارتفاعه حتى إذا تم البناء تركه مكانه إلى جانب آخر جدار تم بناؤه من جدران الكعبة المشرفة، فهوإذا يعتبر كأكبر مساهم في بناء البيت الحرام، وإذا كان الحجر الأسود يكرم لأنه الحجر الأساسي لوضع البيت، فإن المقام ينبغي أن يكرم لأنه حجر تدشين البيت.
وما يدرينا أنا أمرنا بالصلاة خلفه حفظا لمزيته، وإبقاء على شرفه.، فإن البقاع تشرف بحسب العبادة التي تقع فيها. فقد قدم هذا الحجر أكبر خدمة لبناء بيت الله وأعظم مساعدة لنبي الله فاستحق أن يصلى خلفه ليتشرف بأعظم عبادة لله. قال تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى [ البقرة].
حقا، لقد اعترف الإسلام بمزية المقام ليرمز بذلك إلى أن مكافأة العاملين المحسنين، وإبرار الصالحين الصادقين من مبادئ هذا الدين.
هذا وإن مما زاد المقام شرفا تطامنه من خشية الله، فلقد ساخت فيه قدما إبراهيم فكان بذلك آية صدق نبوة إبراهيم، وعلامة واضحة على ألوهية رب العالمين، فسبحان من تهبط الحجارة من خشيته، وتلين الصم الجلاميد من هيبته.
ليس بدعا أن نقول: إن أثر قدمي إبراهيم ما زال على المقام إلى اليوم، وقديما قال أبو طالب في لاميته:
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة على قدميه حافيا غير ناعل وما يحمل على الإنكار، وقد قال تعالى في محكم كتابه وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله [ البقرة].
وقال تعالى: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله [ الحشر].
وقد صح أن أحدا اضطرب تحت قدمي الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: اسكن يا جبل فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان
ومما يجدر أن نلاحظه هنا أن صلاتنا خلف المقام شبيهة بسجود الملائكة لآدم عليه السلام، طاعة لله وحصول شرف وتكريم لآدم والمقام حيث وقعت دونهما عبادة الله، فزادهما الله بذلك تشريفا وتكريما ومهابة وتعظيما.
حجر إسماعيل
أما حجر إسماعيل فقد اكتسب الشرف من نواح عديدة، فمنها: ملاصقته للبيت ومحاذاته لها. ومنها: أن نحوا من ستة أذرع من أصل البيت هي الآن داخلة فيه ومن مساحته. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة: لولا أن قومك حديثو عهد بشرك، لهدمت الكعبة فالزقتها بالأرض ولجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا، وزدت فيه ستة أذرع من الحجر، فإن قريشا نقصتها حين بنت الكعبة الحديث في الصحيح.
وللحجر فضائل وميزات غير ما ذكر، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم : من قام تحت الميزاب فدعا استجيب له، وأن على باب الحجر ملكا يقول لمن دخل فصلى ركعتين: مغفورا لك ما مضى رواه الأزرقي عن عطاء.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الطواف داخل الحجر لا يصح، بل من ورائه لأن ستة أذرع منه هي من أصل البيت، والطواف داخل البيت لا يصح كما أن الصلاة المكتوبة داخل الحجر لا تصح كالصلاة داخل البيت للعلة السابقة، وهي أن ستة أذرع من البيت في الحجر الآن، أما النافلة فجائزة في كليهما، بل مستحبة.
وكلمة أخيرة:
أيها الغافلون أمثالي: أرأيتم كيف تقدست الحجارة، وشرفت الأتربة، وعلا شأن البقاع؟ وهل عرفتم بماذا كان قدسهما وحصل شرفهما، وعز شأنهما؟ طبعا ستقولون لا لأنكم غافلون، ولو زالت غفلتكم لعرفتم أن ذلك ما كان إلا بنسبتها إلى الله، فهي إما بيته أو حرمه أو مقام لان من خشيته، أو مكان دفن فيه أنبياؤه أو ساحة أظهرت فيها طاعته، ولو زالت غفلتكم أيضا لعرفتم أنكم بعبادتكم لله وبخشوعكم له وبطاعتكم وطهارة نفوسكم، وبإخلاصكم وكمال توحيدكم أشد قدسا من مكة، وأعظم حرمة من البيت، وأسمى شرفا من المقام، وأعلى مكانة من الحطيم وزمزم، وحجر إسماعيل، وإن كنتم في شك من ذلك فأعيدوا معي سرد هذا الحديث الصحيح.
روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نظر إلى الكعبة قال: لا إله إلا الله ما أطيبك وأطيب ريحك، وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظم حرمة منك، إن الله جعلك حراما، وحرم من المؤمن دمه وماله وعرضه، وأن يظن به ظنا سيئا تقدم في (ص 70).
فضل المسجد الحرام وزمزم
يكفي المسجد الحرام شرفا أن كان هالة تحوط ببيت الله، ودائرة مجد تقع فيها كعبة الشرف، وأن يكون فلكا تدور فيه الكمالات، وأن يكون مهبطا لنزول الرحمات والبركات.
ومما يزيده شرف قدر، وسمو مكانة أن تكون الصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه، كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يكون أعظم المساجد الثلاثة وأجلها، وأن يقول فيه الله: إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم
فقد أظهرت هذه الآية القرآنية الكريمة قدسيته، وسجلت حرمته، وجعلته مأمنا للخائفين، وبيتا مشاعا للمسلمين والمؤمنين.
أما زمزم: فهو آية الله الدالة على توحيده، فقد كان نبعه بهزمة جبريل كرامة لأم إسماعيل، فشرفه ظاهر في خلوده وطول بقائه وفي كونه سقيا إسماعيل وعمارة المسجد الحرام وشرب الطائفين والعاكفين، وليس أدل على فضله من أن يختار ماؤه لغسل قلب سيد المرسلين فإنه لو كان هناك ماء في الأرض أطهر أو أصلح وأطيب لغسل به قلب المصطفى ليحصل به الطهر المرجو والصفاء، ولكن وقوع الاختيار على زمزم دل على ما لهذا الماء من مزية وما له من خاصية في تطهير القلوب، وتقوية الأرواح، فبتلك الغسلة الخاصة والتنظيفة المتعمدة أصبح قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وروحه مستعدا للاتصال بالملكوت الأعلى، ولمشاهدة أنوار الله التي اندكت لها الجبال، فقد شاهد صلى الله عليه وسلم في تلك الرحلة السماوية من عجائب المخلوقات، وعظيم الكائنات مالا يقوى على رؤيته، ولا يقدر على مشاهدته إلا من كان من عالم الأرواح، قال تعالى: ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى [ النجم].
ألم يكن السبب المباشر في قوة قلب محمد صلى الله عليه وسلم وروحه تلك الغسلة من ماء زمزم المبارك؟ بلى، فزمزم إذا إحدى آيات الله التي تطهر القلوب وتزكي الأرواح. وإن زمزم هو كما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : زمزم شفاء، زمزم لما شرب له .
إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وإذا شربته لشبعك أشبعك الله.
ورضي الله تعالى عن ابن عباس فقد كان إذا شربه يقول: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء إيمانا منه بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : زمزم لما شرب له | |
|
ام رانيا عضو ذهبى
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 15/11/2010
| موضوع: هل الدعاء عند الملتزم (بين باب الكعبة والحجر الأسود) مستجاب..؟ الأحد 21 فبراير - 15:15 | |
| هل الدعاء عند الملتزم (بين باب الكعبة والحجر الأسود) مستجاب..؟ وماصحة ذلك..؟
" الملتزَم ، مكانه ، والدعاء عنده "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذه بعض المسائل المتعلقة بـ " الملتزم " وقع البحث في بعضها في بعض المنتديات .
1. أصل الكلمة : قال الفيومي : ( ل ز م ) : لزم الشيء يلزم لزوما ثبت ودام ويتعدى بالهمزة فيقال ألزمته أي أثبته وأدمته ولزمه المال وجب عليه ولزمه الطلاق وجب حكمه وهو قطع الزوجية وألزمته المال والعمل وغيره فالتزمه ولازمت الغريم ملازمة ولزمته ألزمه أيضا تعلقت به ولزمت به كذلك . والتزمته اعتنقته فهو ملتزم ومنه يقال لما بين باب الكعبة والحجر الأسود الملتزم لأن الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم . " المصباح المنير " ( ص 553 ، 554 ) .
2. مكان الملتزم : الذي ورد عن السلف في هذا أن مكان الملتزم هو ما بين الركن والباب – وهو الأشهر من فعلهم والأكثر من قولهم - ، وورد عن بعضهم أنه التزم " دبر الكعبة " ، وورد التزام ما تحت الميزاب ، وورد التزام الكعبة جميعها من غير تخصيص .
أ. ما جاء أنه ما بين الباب والركن : عن ابن عباس قال : الملتزم ما بين الركن والباب . عن الشيباني قال : رأيت عمرو بن ميمون وهو ملتزم ما بين الركن والباب . عن مجاهد قال : كانوا يلتزمون ما بين الركن والباب ويدعون . عن محمد بن عبد الرحمن العبدي قال : رأيت عكرمة بن خالد وأبا جعفر وعكرمة مولى ابن عباس يلتزمون ما بين الركن وباب الكعبة ورأيتهم ما تحت الميزاب في الحجر . عن حنظلة قال : رأيت سالما وعطاء وطاوسا يلتزمون ما بين الركن والباب . رواها ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 3 / 236 ) .
ب. ما جاء فيمن كان يلتزم دبر الكعبة . (1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق قال : رأيت عمرو بن ميمون يلتزم دبر الكعبة . (2) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن عمر بن عبد العزيز أنه أتى دبر الكعبة يستعيذ . (3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا معن بن عيسى عن محمد بن صالح قال : رأيت القاسم يلتزم خلف الكعبة . (4) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو يحيى الرازي عن حنظلة قال : رأيت القاسم يتعوذ في دبر الكعبة ويقول : اللهم إني أعوذ بك من بأسك ونقمتك وسلطانك . (5) حدثنا أبو بكر قال حدثنا معن بن عيسى عن ثابت بن قيس قال : رأيت نافع بن جبير يلتزم ما بين الحجر والباب وخلف الكعبة , كل قد رأيته . (6) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيسى عن خالد بن أبي بكر قال : رأيت عبيد الله بن عبد الله يلتزم خلف الكعبة مما يلي المغرب يلصق بها صدره . (7) حدثنا أبو بكر قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن أبي إسحاق قال : رأيت عمرو بن ميمون قد التزم الكعبة وألصق بطنه من مؤخرها من الجانب الذي يلي الركن اليماني . ( حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عبد الرحمن بن الأسود أن أباه كان يلتزم دبر الكعبة . (9) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن الأعمش قال : رأيت أبا بكر بن عبد الرحمن يلتزم مؤخر الكعبة . " مصنف ابن أبي شيبة " ( 3 / 237 ، 238 ) .
ج. ما جاء في التزام ما تحت الميزاب أ. عن محمد بن عبد الرحمن العبدي قال : رأيت عكرمة بن خالد وأبا جعفر وعكرمة مولى ابن عباس يلتزمون ما بين الركن وباب الكعبة ورأيتهم ما تحت الميزاب في الحجر . رواها ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 3 / 236 ) – وقد سبق في " أ " - .
ب. قال المرداوي : قوله ( وإذا فرغ من الوداع : وقف في الملتزم , بين الركن والباب ) وهذا بلا نزاع بين الأصحاب وذكر أحمد : أنه يأتي الحطيم أيضا وهو تحت الميزاب فيدعو . " الإنصاف " ( 4 / 53 ) .
ج. والقول الرابع : هو جواز التزام كل بقعة في بناء الكعبة ، والعجيب أن هذا مع عدم شهرته له ما يؤيده من صحيح السنة المرفوعة ، وهو يدل على أن فعل الصحابة والسلف لم يكن بقصد التخصيص ، بل حسبما اشتهر أو تيسر لهم .
أ. عن أسامة بن زيد قال : دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فجلس فحمد الله وأثنى عليه وكبر وهلل , ثم قام إلى ما بين يديه من البيت , فوضع صدره عليه وخده ويديه , ثم هلل وكبَّر ودعا , ثم فعل ذلك بالأركان كلها , ثم خرج فأقبل على القبلة وهو على الباب , فقال : هذه القبلة , هذه القبلة مرتين أو ثلاثة .
ب. وعن أسامة بن زيد ثم أنه دخل هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فأمر بلالا فأجاف الباب والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة فمضى حتى أتى الاسطوانتين اللتين تليان الباب باب الكعبة والحاصل فحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم قام حتى أتى ما استقبل من دبر الكعبة فوضع وجهه وجسده على الكعبة فحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم انصرف حتى أتى كل ركن من أركان البيت فاستقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله عز وجل والاستغفار والمسألة ثم خرج فصلى ركعتين خارجا من البيت مستقبل وجه الكعبة ثم انصرف فقال هذه القبلة هذه القبلة . مسند أحمد ( 36 / 147 ) ، ( 36 / 151 ، 152 ) ، والنسائي ( 2915 ) و ( 2917 ) . وصححه ابن خزيمة ( 3004 ) و ( 3005 ) . قال الشوكاني : قوله : " ثم فعل ذلك بالأركان كلها " فيه دليل على مشروعية وضع الصدر والخد على جميع الأركان مع التهليل والتكبير والدعاء . " نيل الأوطار " ( 5 / 105 ) . وهذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم وإن كان داخل الكعبة فالظاهر أنه لا فرق بينه وبين خارجها ، ولعل هذا أن يكون مستند الصحابة والسلف في فعلهم ، والله أعلم .
3. الدعاء عنده مستجاب ، وما يقول عنده قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والدعاء مستجاب عند نزول المطر وعند التحام الحرب وعند الأذان والإقامة وفي أدبار الصلوات وفي حال السجود ودعوة الصائم ودعوة المسافر ودعوة المظلوم وأمثال ذلك فهذا كله مما جاءت به الأحاديث المعروفة في الصحاح والسنن والدعاء بالمشاعر كعرفة ومزدلفة ومنى والملتزم ونحو ذلك من مشاعر مكة والدعاء بالمساجد مطلقاً وكلما فضل المسجد كالمساجد الثلاثة كانت الصلاة والدعاء فيه أفضل . " مجموع الفتاوى " [27/129-130] .
= وقال : وإنْ أحبَّ أنْ يأتيَ الملتزم -وهو ما بين الحجر الأسود والباب- فيضع عليه صدره ووجهه وذراعيه وكفيه ويدعو ويسأل الله تعالى حاجته فعل ذلك وله أنْ يفعل ذلك قبل طواف الوداع فإنَّ هذا الالتزام لا فرق بين أنْ يكون حالَ الوداع أو غيره، والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين دخول مكة ، وإنْ شاء قال في دعائه الدعاء المأثور عن ابن عباس : اللهمَّ إني عبدك وابن عبد ك وابن أمتك حملتني على ما سخرتَ لي مِن خلقك وسيرتَني في بلادك حتى بلغتَني بنعمتِك إلى بيتِك وأعنتَني على أداء نسكي فإنْ كنتَ رضيتَ عني فازدَدْ عني رضا وإلا فمِن الآن فارضَ عني قبل أنْ تنآى عن بيتك داري فهذا أوان انصرافي إنْ أذنتَ لي غير مستبدلٍ بك ولا ببيتِك ولا راغبٍ عنك ولا عن بيتِك اللهمَّ فأصحبني العافيةَ في بدني والصحةَ في جسمي والعصمة في ديني وأحسن منقلبي وارزقني طاعتك ما أبقيتَني واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير . ولو وقف عند الباب ودعا هناك من غير التزام للبيت كان حسناً. " مجموع الفتاوى " [26/142-143] .
4. تخريج أشهر ما ورد فيه مرفوعاً وموقوفاً . أ. حديث عبد الرحمن بن أبي صفوان : عن عبد الرحمن بن صفوان قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت : لألبسن ثيابي ، وكانت داري على الطريق فلأنظرن كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم . رواه أبو داود (1898) وأحمد (15124) والبيهقي (5/92) . وفيه : يزيد بن أبي زياد ، ضعَّفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم . انظر "الجرح والتعديل" (9/265).
ب. حديث عبد الله بن عمرو : عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : طفت مع عبد الله فلما جئنا دبر الكعبة قلت : ألا تتعوذ ؟ قال : نعوذ بالله من النار ، ثم مضى حتى استلم الحجر ، وأقام بين الركن والباب ، فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا ، ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله . رواه أبو داود (1899) وابن ماجه (2962) والبيهقي (5/93) . وفيه: المثنى بن الصباح، ضعَّفه الإمام أحمد وابن معين الترمذي والنسائي وغيرهم. انظر "تهذيب الكمال" (27/203). قلت : والحديثان يشهد كلٌّ منهما للآخر. وقد صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2138 ) بشاهدين : مرفوع : وهو حديث عبد الرحمن بن صفوان . وموقوف : وهو أثر ابن عباس – عند عبد الرزاق وابن أبي شيبة – " الملتزم بين الركن والباب " .
فائدة : قال ابن القيم : وأما الحطيم : فقيل فيه أقوال : أحدها : أنه ما بين الركن والباب ، وهو الملتزم ، وقيل : هو جدار الحِجر ؛ لأن البيت رُفع وترك هذا الجدار محطوماً . والصحيح : أن الحطيم الحِجر نفسه ، وهو الذي ذكره البخاري في " صحيحه " واحتج عليه بحديث الإسراء ، قال : " بينا أنا نائم في الحطيم " ، وربما قال : " في الحِجر " ، قال : وهو حطيم بمعنى محطوم ، كقتيل بمعنى مقتول . " شرح تهذيب سنن أبي داود " ( 5 / 247 ) .
ج. عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما بين الركن والمقام ملتزم ما يدعو به صاحب عاهة إلا برأ " . رواه الطبراني في " الكبير " ( 11 / 321 ) . قال الهيثمي : رواه الطبراني في " الكبير " ، وفيه عباد بن كثير الثقفي ، وهو متروك . " مجمع الزوائد " ( 3 / 246 ) . وقال الشيخ الألباني : " ضعيف جدّاً " انظر حديث رقم : 2358 في " ضعيف الجامع " . قلت : وانظر ترجمته في " ميزان الاعتدال " ( 4 / 35 ) .
5. وقته : ورد ما يدل على أنه يفعل عند القدوم ، وعند الوداع ، وفي كل وقت ، والأكثر من الصحابة على الأول ، ومن الفقهاء على الثاني ، ومن السلف على الثالث .
أ. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وإن أحب أن يأتي الملتزم وهو ما بين الحجر الأسود والباب فيضع عليه صدره ووجهه وذراعيه وكفيه ويدعو ويسأل الله تعالى حاجته : فعل ذلك ، وله أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع ؛ فإن هذا الالتزام لا فرق بين أن يكون حال الوداع ، أو غيره ، والصحابة كانوا يفعلون ذلك حين يدخلون مكة . " مجموع الفتاوى " ( 26 / 142 ) .
ب. قال الشيخ ابن عثيمين : وهذه مسألة اختلف فيها العلماء مع أنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما عن بعض الصحابة رضي الله عنهم ، فهل الالتزام سنة ؟ ومتى وقته ؟ وهل هو عند القدوم ، أو عند المغادرة ، أو في كل وقت ؟ . وسبب الخلاف بين العلماء في هذا : أنه لم ترد فيه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا يفعلون ذلك عند القدوم . والفقهاء قالوا : يفعله عند المغادرة فيلتزم في الملتزم ، وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر والباب ... وعلى هذا : فالالتزام لا بأس به ما لم يكن فيه أذية وضيق . " الشرح الممتع " ( 7 / 402 ، 403 ) .
ج. وقال الشافعي : وأحب له إذا ودع البيت أن يقف في الملتزم وهو بين الركن والباب فيقول : اللهم إن البيت بيتك والعبد عبدك . " الأم " ( 2 / 244 ) .
د. وقال الكاساني : وذكر الطحاوي في مختصره عن أبي حنيفة أنه إذا فرغ من طواف الصدر يأتي المقام فيصلي عنده ركعتين ثم يأتي زمزم فيشرب من مائها , ويصب على وجهه ورأسه ثم يأتي الملتزم , وهو ما بين الحجر الأسود والباب , فيضع صدره وجبهته عليه , ويتشبث بأستار الكعبة , ويدعو ثم يرجع . " بدائع الصنائع " ( 2 / 161 ) .
هـ. وقال ابن قدامة : ويستحب أن يقف المودع في الملتزم , وهو ما بين الركن والباب , فيلتزمه , ويلصق به صدره ووجهه , ويدعو الله عز وجل ; لما روى أبو داود , عن عمرو بن شعيب , عن أبيه , عن جده , قال طفت مع عبد الله ... " المغني " ( 3 / 240 ) .
والله أعلم
كتبه إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي أبو طارق | |
|
ام رانيا عضو ذهبى
عدد المساهمات : 352 تاريخ التسجيل : 15/11/2010
| موضوع: رد: ما هو الملتزم ؟ وما كيفية الدعاء عنده ؟. الأحد 21 فبراير - 15:25 | |
| | |
|
سهر الليالي مراقبة
عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 21/04/2016 الموقع : http://al3abskill.com/
| موضوع: رد: ما هو الملتزم ؟ وما كيفية الدعاء عنده ؟. الجمعة 22 أبريل - 3:15 | |
| بارك الله فيك وجعلة الله في ميزان حسناتك | |
|