لعنة السمان بقلم احمد منصور

لعنة السمان
احتضنتْ الفرحة قلبي، و تناثرتْ الأحلام حول جميع أحبائي ...بعدَ عدةِ أيام وجدتني أحمل حقيبتي متوجها للمطار... راودتُ ذاتي كثيرا و بدتْ خطواتي غير منتظمة بالمسافة التي بين بوابة الدخول و قاعة الوصول، ثم استقام فكري و أنا أهمس لنفسي: أأنتَ مجنونٌ ؟! أتريد أن تتوجَه لقاعة كبار الزوار...كونك تم اختيارك كمحكم و ممثلا للوطن لإحدِ المسابقات الكبرى بالأدب.. انتزعتني من حيرتي، و أخذتُ طريقي بين العامة... لا أحمل أغراضا كثيرة، فقط بعض من مراجع نقدية ، و أدواتي الخاصة في حقيبة يدي... المفاجأة صادمة لي، فتح الضابط الحقيبة، و أخرج منها لفافة ورق حراري، يبدو طعاما، عندما فتحها هززتُ رأسي و فتحتُ يدي دون كلمة، و رغم مصادرتهم زوج السمان، ظلتْ ابتسامتي تركضُ أمامي و تسبق خيالي لطيف زوجتي... أقل من ساعة و أقلعت الطائرة... أشياء من الجمال تتجسد في ثوب أنثى ترحب بالركاب، كتبتْ نظراتي مئات القصص حتى وجدتها تبتسم لي: أتريدُ شيئا..؟!! همست: أتعرفينني..؟ آسفة يا فندم.. عرفتها بنفسي و رجوتها أن تجلس بجواري لدقيقة واحدة فقط.. دقيقة واحدة لا غير يا فندم. أردفتُ: فضل و نعمة... ثواني و بدأتْ حالة من الهلع و الضجيج تسيطر على الجميع، يبدو أن مختلا يهدد طاقم الطائرة بحزام ناسف... بقيتْ الابتسامة تعلو وجنتي، و تمنيتُ على هذا المعتوه أن يفعلها قبل نهاية دقيقتي، تخيلتنا ننجو أنا و هي فقط، نهبط في غاباتِ الأمازون، أو جبال الهملايا، بالفعل تحقق ما تمنيته و وجدتني بنشوة لا مثيل لها، نمرح و نلهو...فقط ما صدمني زوجتي تناولني الهاتف: قمْ مدير التحرير يريدكَ، يبدو أن هنالك أمر جلل...  نعم أستاذي: طائرة خطفتْ... عرفتُ، و زوج السمان أيضا.