كيف ترفع عنك البلاء؟
كثيرة هي الابتلاءات التي نتعرض لها في حياتنا في الأبدان والأموال والأولاد، وكلما دخلنا في ابتلاء تمنينا لو استطعنا الخروج منه بأي ثمن .. ولو علمنا أن البلاء لا يقع إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة لاختصرنا الكثير من الوقت الذي نبتلى فيه، يقول تعالى: (ومَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى : 30].
ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أنه جعل البلايا والمصائب التي تصيب الإنسان بمثابة المنبة الذي يوقظ الإنسان من غفلته عن ربه، فتأتي هذه المصائب لتعيد الإنسان إلى الصراط المستقيم، ولتنبه ذوي القلوب الحية إلى العودة إلى الله بالتوبة إن أراد الله بها خيراً.
لم يتركنا الله سبحانه وتعالى ولا رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فريسة للبلايا والمصائب حتى لو كانت بأيدينا، بل شرع الله لنا العلاج ودلنا عليه، لنأخذ بالأسباب.. ومن بين تلك الأسباب التي تؤدي لرفع البلاء:
تقوى الله .. فهي السبيل لصلاح الأعمال يقول تعالى: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71الاحزاب)، وقوله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
ومن هذه الأسباب كذلك حفظ أوامر الله واجتناب نواهيه، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده اتجاهك"، وفي رواية: "احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة".
ومن أسباب رفع المصائب التضرع إلى الله عز وجل والدعاء، فإن الله لا يرد من دعاه، ولا يخيب من رجاه، يقول تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:42-43]. وقال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) [الأعراف:94].
ومن أسباب رفع المصائب والابتلاءات في الأموال والأبدان هو التصدق والإحسان إلى الآخرين والتفريج عنهم، قال تعالى: إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف:56]، وقال: (مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التوبة:91].
وأعلموا أن الابتلاءات والمصائب التي تقع على الإنسان هي فرصة لتكفير الذنوب شريطة الصبر والاحتساب ومراجعة النفس والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، لأنه كما دلَّ كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - على أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، فبادروا بالتوبة والاستغفار، والأخذ بأسباب رفع البلاء لعل الله يخفف عنا ما نلاقي من مصائب الدنيا.
فإن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، يبتلي الله سبحانه من شاء من عباده بما شاء من البلاء، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ.{الأنبياء:35}. ومن رضي بقضاء الله كان له من الله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. فنوصيكِ بالصبر؛ فإن في الصبر خيري الدنيا والآخرة، وهو مفتاح تفريج الكربات، وبه تكفر السيئات، وترفع الدرجات،كما قال سبحانه : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } ( الحديد : 22 ) .
ساهم في النشر وفقك الله ..لتعم الفائدة تذكر الـدال على خيــر كفاعله.
#انشر -تؤجر
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗