عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا
۩۞۩ ::ادارة منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩ ترحب بكم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا
۩۞۩ ::ادارة منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى
اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله
أحد وحمراء الأسد [1،2] - للشيخ : ( عبد الحي يوسف )
كاتب الموضوع
رسالة
اميمه عضو فضى
الابراج : عدد المساهمات : 262 تاريخ الميلاد : 14/03/1988 تاريخ التسجيل : 13/11/2010 العمر : 36
موضوع: أحد وحمراء الأسد [1،2] - للشيخ : ( عبد الحي يوسف ) السبت 30 أبريل - 4:15
أحد وحمراء الأسد [1،2] - للشيخ : ( عبد الحي يوسف )
أحد وحمراء الأسد [1،2] - للشيخ : ( عبد الحي يوسف )
ذكر ما كان قبل غزوة أحد
بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله رب العالمين, حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى, وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار, وعدد ما اختلف الليل والنهار, وعلى المهاجرين والأنصار.سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا علماً نافعاً, وارزقنا عملاً صالحاً, ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد: سبب غزوة أحد ففي السنة الثالثة من الهجرة في يوم السبت الخامس عشر من شهر شوال وقعت غزوة أحد, وهي من الغزوات الكبار التي أنزل الله فيها آيات من القرآن. وسبب تلك الغزوة: أن المشركين لما هزموا في بدر حلفوا ألا يستفيدوا من تلك العير, وأن يدخروا أموال تلك القافلة لغزو المسلمين.وبعضهم -والعياذ بالله- حلف ألا يمس رأسه ماء حتى يثأر من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين, فجيشوا جيشاً كبيراً تعداده ثلاثة آلاف مقاتل, وبلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق العباس عليه من الله الرضوان. مشاورة رسول الله أصحابه في اختيار مكان المعركة فجمع النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة واستشارهم, وكان من رأي الكبار والشيوخ وفيهم عبد الله ابن سلول بأن يبقوا داخل المدينة, وكان من كلام عبد الله ابن سلول : يا رسول الله! إنا ما لقينا عدواً داخلها إلا هزمناه, ولا خرجنا لعدو إلا ظهر علينا. يعني: لو أننا خرجنا نلقاه في الخارج نهزم, ولو أننا قاتلناه من الداخل فإننا نهزمه, وكان من رأي هؤلاء الشيوخ أن الرجال يقاتلونهم على الأرض, والنساء والأطفال يقذفونهم من فوق المنازل.أما الشباب الذين فاتهم شهود بدر فقالوا: يا رسول الله! نرى أن نخرج للقاء أعداء الله لئلا يروا أنا قد جبنا, وأيد هذا الرأي أسد الله وأسد رسوله السيد الجليل, والبطل الضرغام حمزة بن عبد المطلب عليه من الله الرضوان، إذ قال: لا بد أن نخرج.أما النبي عليه الصلاة والسلام فكان رأيه مع رأي الشيوخ الكبار؛ لكنه لما رأى أن أغلب القوم يرجحون الخروج قال: ( فلنخرج إذاً, ودخل عليه الصلاة والسلام فلبس لأمته -يعني لبس عدة الحرب- فكأن المسلمين ندموا، فقالوا: يا رسول الله! لعلنا قد استكرهناك -يعني لعلنا أجبرناك- إن شئت بقينا, فقال عليه الصلاة والسلام كلمة عظيمة: ما كان لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه ). يعني: انتهى وقت الشورى, وما بقي إلا التوكل على الله عز وجل, كما قال سبحانه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ[آل عمران:159]. خروج رسول الله إلى أحد وإرجاع من كان صغير السن ولذلك خرج النبي صلى الله عليه وسلم وجعل أحداً إلى ظهره, وجعل خمسين رامياً بقيادة عبد الله بن جبير على جبل في تلك السلسلة, واستعرض صلى الله عليه وسلم الجيش فأخرج من كان صغير السن.وممن أخرج: عبد الله بن عمر و أسامة بن زيد و البراء بن عازب و رافع بن خديج رضوان الله عليهم, فهؤلاء جميعاً كانوا صغاراً كما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: ( عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني, وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني )؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم رد هؤلاء الصغار. انخذال عبد الله بن أبي بثلث الجيش ولما بلغوا ثنية الوداع انخذل عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الجيش, وقد كان جيش المسلمين يبلغ ألفاً, لكن عبد الله ابن سلول رجع بثلث الجيش وقال: علام يقتل أحدنا نفسه؟ أيعصيني محمد ويطيع الأحداث؟ يعني: لا يسمع كلامي أنا الشيخ الكبير ويطيع هؤلاء الشباب؟ فقال بعض المسلمين له ولأصحابه: اتقوا الله ولا تخذلوا نبيكم! قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لاتَّبَعْنَاكُمْ[آل عمران:167], فقال الله عز وجل: هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ[آل عمران:167].وكان هناك طائفتان طيبتان من المسلمين وهم من الأنصار بنو حارثة وبنو سلمة, أرادوا أن يتابعوا ابن سلول ولكن الله عصمهم, قال سبحانه: إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ[آل عمران:122]. تعيين رسول الله الرماة على جبل أحد وتأويل رؤياه ثم جعل الرسول صلى الله عليه وسلم على الجبل خمسين رامياً بقيادة عبد الله بن جبير رضي الله عنه, وقال لهم: ( لا تبرحوا أماكنكم, إن كانت الدولة لنا أو علينا, وإن رأيتمونا قد تخطفتنا الطير ), كلمات صارمة من الرسول عليه الصلاة والسلام, كأنه كان يرى ما سيحصل؛ لأنه عليه الصلاة والسلام رأى في منامه رؤيا, فقال لأصحابه: (قد رأيت خيراً. قالوا: وما ذاك؟ قال: رأيت بقراً تذبح, ورأيت كأن في سيفي ثلمة, وكأني أدخلت يدي في درع حصينة قالوا: فما تأولتها يا رسول الله؟ قال: أما البقر فنفر من أصحابي يقتلون, وأما الثلمة التي في السيف فرجل من أهل بيتي يقتل, وأما الدرع الحصينة فهي المدينة ), فحصل ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فقتل من أهل بيته حمزة ، وكذلك عبد الله بن جحش ابن عمته أميمة .وأما النفر الذين قتلوا من الصحابة فهم سبعون فيهم مصعب بن عمير و عبد الله بن عمرو بن حرام و عمرو بن الجموح و حنظلة بن أبي عامر وغيرهم رضوان الله عليهم، كلهم قتلوا في ذلك اليوم العظيم. قتل المسلمين لبعض فرسان مكة مبارزة كان حامل لواء المشركين طلحة بن أبي طلحة العبدري لكنه خرج ووهو راكباً على جمل يدعو للمبارزة, فأحجم عنه الناس, وتقدم إليه الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس إنما أحجموا عن لقاء طلحة بن أبي طلحة العبدري لفرط شجاعته وقوته, فارس من فرسان قريش, فتصدى له هذا الأسد الضرغام, الزبير بن العوام عليه من الله الرضوان فقتله ولم يمهله.والزبير بن العوام أمه هي صفية بنت عبد المطلب وكان يتيماً قد نشأ رضي الله عنه بلا أب, ربته أمه صفية وكانت تضربه ضرباً شديداً، فقيل لها: قتلتيه أو أهلكتيه! فقالت: إنما أضربه ليلب وليقود الجيش للجلب, يعني أنا أعوده على القوة. وسبحان الله فقد أنجب الزبير ولداً اسمه عبد الله من أسماء رضي الله عنها. وكان أيضاً آية من آيات الله في الشجاعة, وكان يشهد مع أبيه المعارك, فقد كان أبوه يردفه وهو غلام صغير, وكان أبوه يجرح في المعركة وعبد الله بن الزبير يلعب بالدم, ويلعب بالجروح ويعبث بها بيده.وقد احتجم الرسول صلى الله عليه وسلم في مرة من المرات وأعطى الدم الذي خرج منه لـعبد الله بن الزبير قال له: ( اذهب فاطرحه ), يعني: ارمه, فذهب إلى وراء الجدار وشربه, ثم رجع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( أين طرحته؟ قال: طرحته في أخفى مكان ), أي في مكان لا أحد يلقاه, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعلك شربته؟ قال: نعم، قال له: ويل لك من الناس, وويل للناس منك ), فكان هذا الرجل عنده من الشجاعة التي لا نظير لها, حتى إنه لما حوصرت مكة أيام عبد الملك بن مروان لما بعث بالمبير الحجاج بن يوسف الثقفي إلى مكة، كان عبد الله بن الزبير يصلي عند الكعبة, والمنجنيق يرمي وتقع كرات اللهب عن يمينه وعن شماله وهو واقف كأنه عود لا يتحرك, ويركع ركوعاً طويلاً, ويسجد سجوداً طويلاً رضي الله عنه وأرضاه.أول ما حصل في بداية المعركة يوم أحد أن خرج هذا الخبيث طلحة بن أبي طلحة العبدري يدعو للمبارزة, فتصدى له الزبير بن العوام ولم يمهله, وفي بعض الروايات بأنه بعدما قتل هذا الخبيث وثب إليه الزبير بن العوام , ولم ينتظر إلى أن ينزل، بل وثب إليه وهو على جمله وذبحه ذبح الشاة.ثم خرج آخر يقال له: سباع بن عبد العزى يدعو للمبارزة, فخرج إليه الأسد حمزة فقال له: هلم يا ابن مقطعة البظور, جئت تحاد الله ورسوله, ثم ضربه ضربة ألحقه بصاحبه في جهنم وبئس المصير.وبعد ذلك أبيد من حملة لواء المشركين أحد عشر رجلاً, حتى صار اللواء على الأرض مطروحاً لا يرفعه أحد, ودارت الدائرة على المشركين حتى ولو مدبرين. عرض رسول الله سيفه لمن يأخذه بحقه وقيام أبي دجانة بالمهمة اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوباً جديداً في ذلك اليوم: ( رفع سيفه صلى الله عليه وسلم وقال: من يأخذ هذا؟ فوثب إليه الصحابة، فقال: من يأخذه بحقه, فأحجم القوم, فقام أبو دجانة سماك بن خرشة رضي الله عنه فقال: وما حقه يا رسول الله؟ قال أن يضرب به حتى ينكسر ), يستعمله حتى ينكسر, وكان السيف ثقيلاً جداً لكن أبا دجانة حمل هذا السيف وعصب رأسه بعصابة حمراء ومشى يتبختر بين الصفوف, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن هذه مشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن ), أي: أن الحرب لها أحكام تخصها.ومن تلك الأحكام التي تخص الحرب: جواز الخضاب بالسواد؛ فمن كان ذا شعر أبيض واشترك في الجهاد فله أن يخضب بالسواد, أما في غير الحرب فلا, وحكمه بين الكراهة والحرمة.كذلك مما يجوز في الحرب ولا يجوز في غيرها: الكذب, فتخفي مثلاً موقع إخوانك عند العدو وغير ذلك. فالرسول صلى الله عليه وسلم أباح الكذب في الحرب, وأفضل من ذلك استعمال المعاريض لو تيسرت.وأيضاً مما يباح في الحرب: استعمال المقبض للسيف من الذهب, من باب إرهاب المشركين.وكذلك رخص في استعمال الحرير أيضاً من باب إظهار قوة المسلمين وغناهم. هذا كله مما يرخص في الحرب, ولا يرخص في غير الحرب.أقول: سقط لواء المشركين وولوا مدبرين, وأبو دجانة حامل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يهد المشركين به هداً.ومن خيبة المشركين أنهم صحبوا معهم النساء, وكان فيهن هند بنت عتبة , زوجة أبي سفيان، وابنة عتبة بن ربيعة الذي قتل في بدر, وكانت تحرض المشركين وتضرب بالدف هي ومن معها من النساء وتقول:نحن بنات طارق نفرش النمارقإن تقبلوا نعانق أو تدبروا نفارق فراق غير وامقونحو ذلك من هذه الأراجيز، أي: تشجع على القتال, لكنها رأت قومها قد ألقوا اللواء وولوا الأدبار, ولت هي أيضاً وكانت ملثمة.يقول أبو دجانة رضي الله عنه: بينما أنا أركض خلف ذلك الملثم, فرفعت السيف لأضرب به فولولت, فاستبان لي أنها امرأة, فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم.هذه هي الأخلاق الكريمة، حيث وجد بأنه ليس من المروءة أن يقتل هذه المرأة فتركها, والأمر كله بمشيئة الله, فقد جاءت هذه المرأة فيما بعد غزوة الفتح أيضاً ملثمة تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد أهدر دمها من بين بضعة عشر أهدرت دماؤهم, كـعبد الله بن خطل وجاريتيه و هبار بن الأسود و عكرمة بن أبي جهل ومقيس بن صبابة وأمثالهم.فهذه المرأة جاءت تبايع النبي صلى الله عليه وسلم ملثمة فقال: ( بايعنني على ألا تشركن بالله شيئاً، فبايعت, ولا تسرقن ولا تزنين قالت: أوتزني الحرة؟ ولا تقتلن أولادكن فقالت: ربيناهم صغاراً وقتلتهم يوم بدر كباراً. فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا هند بنت عتبة اعف عني عفا الله عنك، فعفا عنها صلى الله عليه وسلم ). نزول الرماة من جبل أحد لجمع الغنائم ثم إن الصحابة الذين كانوا على الجبل لما رأوا إخوانهم يجمعون الغنائم تحركت في نفوسهم تلك الدوافع البشرية, قال الله عز وجل: مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ[آل عمران:152], فالرماة قالوا: قد انجلى غبار المعركة, وولى المشركون الأدبار, هلم فلنجمع الغنائم, فقال لهم عبد الله بن جبير رضي الله عنه: أما تذكرون ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم, أذكركم الله؛ لكنهم أبوا وعصوا أمر أميرهم عبد الله بن جبير, ومن قبل عصوا أمر الإمام الأعظم النبي عليه الصلاة والسلام, ونزلوا يجمعون الغنائم.وربنا جل جلاله ذكر أسباب الهزيمة في أحد, وهي أربعة أسباب: قال الله عز وجل: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ[آل عمران:152], ومعنى تحسونهم؟ أي تستأصلونهم, حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ[آل عمران:152], والفشل هنا بمعنى الجبن, بعض المسلمين ألقى ما بيده, وبعض المسلمين بقي مذهولاً, واختلطت صفوفهم حتى صار بعضهم يضرب بعضاً, وقد قتل حسيل بن جابر وهو والد حذيفة , الذي يسمى اليمان قتله المسلمون خطأً, وكان حذيفة يصيح: أبي يا عباد الله! لكنهم ما انتبهوا حتى قتلوه.وبعض المسلمين ولى مدبراً, وما ردته إلا حيطان المدينة قال تعالى: وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ[آل عمران:152], وذلك حين تنازعوا مع أميرهم عبد الله بن جبير ، ثم قال سبحانه: وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ[آل عمران:152], من النصر والظفر, عصيتم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.ثم ذكر السبب الرابع فقال تعالى: مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا[آل عمران:152], هذه أربعة أسباب جعلت قنطرة للهزيمة يوم أحد.نقف عند هذا الحد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. يتبع
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗
اميمه عضو فضى
الابراج : عدد المساهمات : 262 تاريخ الميلاد : 14/03/1988 تاريخ التسجيل : 13/11/2010 العمر : 36
موضوع: رد: أحد وحمراء الأسد [1،2] - للشيخ : ( عبد الحي يوسف ) السبت 30 أبريل - 4:17
أحد وحمراء الأسد [2] - للشيخ : ( عبد الحي يوسف ) التفاف خالد بن الوليد على المسلمين ومباغتتهم من على جبل الرماة بسم الله الرحمن الرحيم.الحمد لله رب العالمين, حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى, وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, عدد خلقه ورضا نفسه, وزنة عرشه ومداد كلماته.اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار, وعدد ما اختلف الليل والنهار, وعلى المهاجرين والأنصار.سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا علماً نافعاً, وارزقنا عملاً صالحاً, ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:فقد كان خالد بن الوليد بطلاً مجرباً رأى أن الجبل الذي كان يحمي ظهور المسلمين قد صار خالياً, فكر ومعه مجموعة من فرسان المشركين؛ فأعملوا سيوفهم فيمن تبقى من المسلمين فقتلوا عبد الله بن جبير ومن معه, ثم نزلوا وباغتوا المسلمين وبدءوا يضربونهم, فتحولت الصبا دبوراً, والنصر هزيمة, واختل نظام الجيش, ودب الخوف في صفوف المسلمين, حتى انكشفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبعضهم ولى، قال الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ[آل عمران:155].وقال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[آل عمران:156]. ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين من جراحات في غزوة أحد أما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه شجت جبهته, وتهشمت البيضة على رأسه من كثرة الضربات, ودخلت حديدتان في وجنتيه صلى الله عليه وسلم, وجحشت ركبتاه, وكان المشركون حريصين على قتله, لكن التف حوله مجموعة من الصحابة منهم أمة الله الصالحة نسيبة بنت كعب المازنية , ترست على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصابها في ذلك اليوم بضع عشرة ضربة, وكانت إحدى هذه الضربات على عاتقها.يقول أحد الصحابة الصغار: كنت أدخل كفي في ذلك الجرح فيغيب, يعني: كان يدخل كفه فيغيب في ذلك الجرح من عمقه ولكونه غائراً.وكذلك طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ترس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما زالت تصيبه الضربات حتى شلت يمينه رضي الله عنه, وأخذ يخلع تلك الحديدة التي كانت في وجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسنانه, ثم جذبها فندرت ثنيته, ثم أراد الصحابة أن يخرجوا الأخرى فاستحلفهم بالله وأخذ يخلع الأخرى وجذبها فندرت ثنيته الأخرى, فكان من أحسن الناس هتماً، والأهتم هو: من تكسرت أسنانه.ثم بعد ذلك انحاز النبي صلى الله عليه وسلم لناحية الجبل، وفاء إليه بعض المسلمين, وصعدوا جبلاً عالياً -وهو إلى الآن موجود- وجلس النبي صلى الله عليه وسلم في مكان يقال له: الشق, وأراد بعض المشركين أن يصعدوا الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يعلوننا ), أي: لا يكونوا فوقنا, فذهب إليهم عمر ومعه جماعة, ففرقوا جموعهم, وانجلى غبار المعركة عن مقتل سبعين من المسلمين رضي الله عنهم أجمعين.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لما قتل إخوانكم يوم أحد, جعل الله أرواحهم في حواصل طير خضر تأكل من ثمار الجنة، فقالوا: من يبلغ عنا إخواننا؛ لئلا يزهدوا في الجهاد؟ قال الله: أنا أبلغهم، فأنزل: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ[آل عمران:169] ). دروس مستفادة من غزوة أحد لا بد من وقفة مع الدروس التي نستفيدها من هذه الغزوة: تسبب المعصية واختلاف الكلمة في الهزيمة أولاً: أن المعصية سبب للهزيمة, قال الله عز وجل: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ[آل عمران:165], وقال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ[الشورى:30].وقال الله عز وجل: ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الأنفال:53], فالمعصية مدمرة.ثانياً: ومن أسباب الهزيمة: تعلق القلوب بالدنيا, واختلاف الكلمة. ابتلاء الله لعباده المؤمنين بالنصر والهزيمة ثالثاً: ابتلاء الله عز وجل للمؤمنين, فهزيمة وانتصار, وكر وفر, ومد وجزر, وتقدم وتقهقر, قال الله عز وجل: وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ[محمد:4], وبين جل جلاله أن هذه سنته في النبيين، قال تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ[آل عمران:146].ومن الأحداث التي حصلت في يوم أحد أن رجلاً خبيثاً اسمه أبي بن خلف وهو ذلك الذي قال: يا محمد! أتزعم أن ربك يحيي هذه بعدما صارت رميماً؟ فـأبي بن خلف جاء فارساً مقنعاً في الحديد لا يرى منه إلا حدقتا عينيه, والباقي كله حديد في حديد من رأسه إلى أخمص القدمين, ينادي: أين محمد؟ لا نجوت إن نجا, فتعرض له بعض المسلمين, فجندلهم وقتلهم, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( دعوه وانتفض صلى الله عليه وسلم انتفاضة يقول الصحابة: تطايرنا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير ), يعني: إذا كان البعير عليه حشرات, فإذا نط فإن الحشرات كلها تفر: ( ثم أخذ صلى الله عليه وسلم حربته, وأبصر فرجة من بين الحديد, فرماه صلى الله عليه وسلم في ترقوته, فتدهده عدو الله عن فرسه يخور كما يخور الثور, فحمله المشركون وقالوا له: والله لقد طار فؤادك إنما هو جرح يسير, فقال عدو الله: والله لو بصق علي محمد لقتلني ). وهلك من أثر تلك الضربة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اشتد غضب الله على رجل قتله رسول الله في سبيل الله ), وكان هذا هو الشخص الوحيد الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده عليه الصلاة والسلام. تعلق النصر بالتضحية رابعاً: أن الإسلام لا ينتصر إلا بتضحية وبذل, فهؤلاء الأخيار ومنهم: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقد قطعت أنفه, وبقرت بطنه, واستخرجت كبده, وكانت أحشاؤه منثورة, وفُعل ذلك بغيره من المسلمين, حتى إن بعض نساء المشركين صنعن أقرطاً وما يعلقنه في جيدهن من هذه الأعضاء, مبالغة في النكاية بالمسلمين.وممن فعل به ذلك عبد الله بن جحش رضي الله عنه فإنه في ذلك اليوم كما يقول سعد بن أبي وقاص : دعوت أنا وهو, أي أن الأول يدعو والثاني يقول: آمين، فقال سعد : اللهم إني أسألك أن تلقيني غداً عدواً شديداً بأسه, عظيماً حرده يقاتلني فأقتله وأسلبه. فقال عبد الله بن جحش : آمين.ودعا عبد الله بن جحش فقال: اللهم إني أسألك أن تلقيني غداً عدواً شديداً بأسه, عظيماً حرده, يقاتلني فيقتلني, ويجدع أنفي, ويقطع أذني, ويبقر بطني, فألقاك يا رب فتقول لي: لم فعل فيك ذلك؟ فأقول: من أجلك يا رب, وفعلاً فعل به ذلك كما دعا.يقول سعد: والله لقد كان أعقل مني؛ لأنه دعا بالشهادة فنالها رضي الله عنه وأرضاه. فلابد من تضحية في سبيل هذا الدين. إثبات بشرية الأنبياء خامساً: وهذه فائدة عقدية مهمة وهي: أن الأنبياء بشر يعتريهم ما يعتري البشر؛ فالنبي ينسى كما ينسى البشر، والدليل؟ حديث ذي اليدين في الصلاة: ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بالناس إحدى صلاتي العشي ركعتين, ثم قام صلى الله عليه وسلم واتكأ على المنبر وشبك بين أصابعه كالمغضب, فخرج السرعان من المسجد) السرعان هم التجار الذين يصلون بجانب الأبواب ( ويقولون قصرت الصلاة قصرت الصلاة, فهاب الصحابة أن يكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقام إليه رجل يقال له: ذو اليدين )؛ إما لأن يديه قصيرتان أو طويلتان ( فقال له: يا رسول الله! أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: ما قصرت ولا نسيت، قال له: بل نسيت, صليت ركعتين، فقال: أحقاً ما يقول ذو اليدين؟ قالوا: نعم, فاستقبل القبلة وصلى ركعتين ثم سجد للسهو ), فهذا نسيان منه صلى الله عليه وسلم.والدليل أيضاً من القرآن على أن الأنبياء ينسون قوله تعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا[طه:115].والنبي يمرض كما يمرض البشر، والدليل: قول الله عز وجل على لسان إبراهيم: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[الشعراء:80].وأيضاً من السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم ), فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يصيبه الصداع, وتصيبه الحمى وغير ذلك.وأيضاً: فإن النبي يغضب, والنبي يبكي, والنبي يموت، قال تعالى: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ[الأنبياء:34], ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد شجت جبهته, شجه ابن القمئة عليه لعنة الله، فرجع وهو يقول: إني قد قتلت محمداً, فقال المنافقون مباشرة: لو كان نبياً ما قتل, فأنزل الله عز وجل قوله: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ[آل عمران:144], وهذا المعنى فهمه سعد بن الربيع رضي الله عنه ( لما وجد جماعة جالسين والمعركة تدور رحاها قال: ما يجلسكم؟ قالوا له: قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فما خير العيش بعده, قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ودخل رضي الله عنه وبدأ يضرب ويضرب ), وبعد المعركة قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من ينظر ما فعل سعد بن الربيع؟ فذهبوا يبحثون عنه فوجدوه وبه رمق, فقال له أحد الناس: يا سعد! كيف تجدك؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام! قال له: أقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام, وقل له: جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته, ورسولاً عن قومه، وقل له: يا رسول الله! إني لأجد ريح الجنة من دون أحد, وقل لقومي: لا خير فيكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف).فهذا الصحابي كان فهمه سليماً بأن الدعوة لا تتوقف على وجود الداعي الأول عليه الصلاة والسلام, فإنه قد بلغ وأدى ما عليه, ويجب أن يقوم الناس بالأمر من بعده. الأمور بالخواتيم سادساً: أن الأمور بخواتيمها, وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل لشهداء أحد منزلة عظيمة, فكان يحرص على أن يصلي عليهم صلى الله عليه وسلم، حتى إنه قبل وفاته بتسع ليال خرج إلى شهداء أحد وسلم عليهم كالمودع لهم, ثم جاء وصعد على المنبر.وكان يقول لأصحابه: ( إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ), يعني كأنه يقول لهم: أنا قد دنا أجلي.سابعاً: الأخذ بأسباب النصر, ولذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لبس الدرع ولبس البيضة على رأسه, صلوات ربي وسلامه عليه. خروج النبي بمن شهد أحداً من الصحابة إلى حمراء الأسد كانت غزوة أحد في يوم السبت الخامس عشر من شوال, وفي اليوم الثاني بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المشركين قد ندموا على أنهم لم يستأصلوا المسلمين, وتلاوموا فيما بينهم, حتى قال بعضهم لبعض: ما صنعنا شيئاً, فلنرجع حتى نأتي على آخرهم, فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين بأن يخرجوا, فوضع شرطاً ألا يخرج معنا اليوم إلا من خرج معنا بالأمس, ولم يستثن من ذلك سوى رجل واحد, وهو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه وعن أبيه؛ والسبب في ذلك أن جابراً رضي الله عنه أراد الخروج يوم أحد فمنعه أبوه وقال له: يا بني! إن لي تسع بنيات, فكن في النظارة, فإن أصابني ما قدره الله لي, فلتكن قيماً على أخواتك.. فبقي رضي الله عنه بأمر أبيه؛ فلذلك أذن له الرسول صلى الله عليه وسلم في أن يخرج معهم, وأراد عبد الله بن أبي ابن سلول لعنه الله أن يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم فأبى عليه الصلاة والسلام.وسار المسلمون حتى بلغوا حمراء الأسد, وهو مكان بين مكة والمدينة, فعسكروا في ذلك المكان ينتظرون رجوع المشركين, وفي هؤلاء نزل قول الله عز وجل: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ[آل عمران:172].وجاء رجل يقال له: معبد بن أبي معبد الخزاعي فأسلم وقال: يا محمد! أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك, ولوددنا أن الله عافاك, فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يلحق بـأبي سفيان ويخذله, ويلقي الرعب في قلبه, فانطلق ذلك الرجل, وأخبر أبا سفيان ومن معه أنه قد ترك المسلمين وهم يتحرقون غيظاً للقاء المشركين, وأن من تخلف عن معركة الأمس قد ندم على ما صنع, وكلهم صاروا على رأي واحد, وأنهم يريدون الثأر منكم والانتقام، وقال له: لقد خرج محمد في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط, يتحرقون عليكم تحرقاً, وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم, وندموا على ما ضيعوا، وفيهم عليكم من الحنق شيئاً لم أر مثله قط.فلما سمع أبو سفيان هذا الكلام دب الرعب في قلبه, وانهارت عزيمته وعزائم من معه من المشركين, وما رأوا العافية إلا في الانسحاب والرجوع إلى مكة, وقد قنعوا بما أصابوا من المسلمين يوم أحد.هذه غزوة حمراء الأسد. دروس مستفادة من غزوة حمراء الأسد نقف مع بعض الدروس المستفادة منها:أولاً: أن النصر مع الصبر, كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.ثانياً: أن نبينا صلى الله عليه وسلم منصور بالرعب كما أخبر هو عن نفسه.ثالثاً: أن التوكل على الله وتفويض الأمور إليه عاقبته نعمة من الله وفضل وسلامة وتوفيق لنيل أسباب الرضوان.رابعاً: أن الخونة لا يصلح اصطحابهم في المعارك التي يتحدد بها المصير؛ لأن الله عز وجل قال: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ[التوبة:47]؛ وذلك لما قال عبد الله بن أبي : أركب معك؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا, أبى أن يصطحبه صلوات ربي وسلامه عليه.نقف عند هذا الحد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. حرص أبي سفيان على تأكيد مقتل رسول الله وأبي بكر وعمر في أحد أما أبو سفيان ومن معه فقد فرحوا بهذه النتيجة ( ووقف أبو سفيان ينادي: أفيكم محمد؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لا تجيبوه, أفيكم ابن أبي قحافة ؟ قال: لا تجيبوه، ثم قال: أفيكم ابن الخطاب ؟ قال: لا تجيبوه, فقال أبو سفيان فرحاً مستبشراً: أما هؤلاء فقد كفيتموهم, فلم يتحمل عمر هذا فقال: أما والله يا عدو الله! إنهم لأحياء, وإن لك منهم يوماً يسوءك).وعمر هاهنا كما يقول ابن القيم : لم يعص أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإنه فهم أن النهي عن الإجابة عن كل سؤال بمفرده قال: ولا أحسن من السكوت أولاً, ولا أحسن من الجواب آخراً.أي أن الجواب في الأخير أغيظ لـأبي سفيان، فإنه لو أجابه على كل سؤال لكان الغيظ تدرجاً، لكن لما جعله يتم أسئلته وهم ساكتون ثم أجابه في الأخير كان الغيظ أعظم.وفي المقابل الفرح لو قلت لك: إن لك عندي جائزة مالية, تقول لي: كم هل هي مائة؟ فأسكت, مائتين؟ أسكت, خمسمائة؟ أسكت, وبعدها أقول لك: هذه ألف, أليس هذا أفرح لك, من أن أقول: لا أكثر, تقول لي: مائتين؟ لا أكثر, ثلاثمائة؟ لا أكثر, أربعمائة؟ لا أكثر, هنا الفرح جاءك مجزأً, لكن أنا لا أريد أن أعطيك الفرحة مرة واحدة حتى تموت من الفرح, مثلما يموت بعض الناس حزناً وكمداً. دفن قتلى المسلمين وتبشير رسول الله لأصحابه ورفع معنوياتهم ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دفن القتلى في ميدان المعركة, وبعض الصحابة تعجلوا فحملوا قتلاهم, فبعث النبي صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي أن ردوا القتلى إلى مصارعهم, وشق على الصحابة أن يحفروا لكل إنسان قبراً, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اجعلوا الرجلين والثلاثة في قبر واحد, وقدموا إلى القبلة أكثرهم قرآناً ), ورجع المسلمون إلى المدينة مثخنين بجراحهم, وكانت جراحاً حسية وجراحاً معنوية.فمثلاً: جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول: جيء بأبي فكشفت عن وجهه وجعلت أقلبه وأبكي, وجعلوا ينهونني ولا ينهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: ( يا جابر ! ابك أو لا تبكي فإن الله تعالى ما كلم أحداً إلا من وراء حجاب, ولكنه كلم أباك كفاحاً، فقال: يا عبدي تمنّ! قال يا رب: أتمنى أن أرجع إلى الدنيا فأقتل ). وكان الرسول صلى الله عليه وسلم عنده رباطة الجأش وثبات القلب لا يفارقه أبداً, فجعل يبشر الصحابة رضوان الله عليهم بأن هؤلاء شهداء, وأن الله عز وجل قد رفعهم عنده درجات, وأنزل الله عز وجل آيات في سورة آل عمران, بداية من الآية الحادية والعشرين بعد المائة: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[آل عمران:121], وبدأ ربنا جل جلاله يعالج آثار تلك الغزوة, ويبين أسباب ما كان من انكسار وهزيمة, ويبين للصحابة رضوان الله عليهم كيف يداوون تلك الجراح.
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗
أحد وحمراء الأسد [1،2] - للشيخ : ( عبد الحي يوسف )