#قصه_قصيره ..
كان هنااك في يومٍ ما يسود فيه الفرح والسعاادة والبهجة على كُل أوجه جميع البشر الموجودين ..
كانت هناك أُسرة مكونة من أربعة أفرد .. أب وأم وأولادهُما إثنان توأم ..
حياتهم يسود فيهاا الحُب والفرح مثل أي عيلة مصرية متوسطة ، ولديها الأحلام التي تُريد أن تُحققها في المُستقبل القريب .. ليس لديهم أي مشاكل مع البشر .. محبوبين من الجميع بشدة ..
الإنثنا التوأم " سيف وعلي " .. يبلغان من العُمر ما يزد من العشرون سنة .. كُل واحد مِنهم لديه الحلم الذي يُريد أن يُحققه .. سيف يحلم أن يكون دكتورًا في الجامعات ليُقدم مُحااضرات لطُلابه، حيث أن مثله الأعلى في الحياة " ستيف جوبز وبيل جيتس أغني رجل في العالم .. " .. وعلي كان ليس لديه حلم .. كان يعتقد دائمًا أن أخيه يسبقه في كُل شئ .. المُعاملة من والديه، وعقله الذكي .. كان دائم الحقد على أخيه ..
علي لم يكمل تعليمه، فقد خرج من المدرسة بعد الشهادة الإبتدائية حُر، حيث كان يكره أن أحد يتحكم فيه هكذا ..
كان علي يذهب كُل يوم إلى مكانٍ ما لا أحد يعرفه .. ويرجع مِنه بعد آذان الفجر ..
كان يدمن المُخدرات في هذا المكان .. كان يجلس مع بعض أصدقاائه ليشرب السجاائر ويُدمن المُخدرات بكُل أنوااعها التي ظهرت بشدة على وجه .. السواد تحت عينيه الحمراء بشدة .. ويمشي في الشوارع كأنه مجنون يبحث عن أشيااء لتهدئته ألا وهي المُخدرات بكُل أنواعها ..
في يوم خرج علي، ولم يرجع البيت .. ظل هكذا لمدة أياام .. خافا والديه عليه بشدة ..
وذهب سيف ليبحث عنه في كُل مكان .. للآسف كان علي يعرف أصدقاائه ويعرف أنه مُدمن مُخدرات ..وساعده كثيرًا نصحه ، ولكنه لا يستجيب لأن علي كان يكره أخيه سيف بشدة ..
كان سيف يسوق سياارته بكُل جنون يُريد أن يلحق بأخيه علي .. وفجأة ظهر علي أمامه ، وحاول سيف الوقوف ولكنه لم يستطع وكانت السيارة بدون فرامل .. فإصدم بأخيه بدون إرادته ..
أدي ذلك إلى موت أخيه علي .. وسيف كان حزينًا جدًا عليه .. لقد فقد أخيه علي ، ولم يراه مرةٍ ثانية ..
بعدما إنتشر الخبر في العائلة ..أدي ذلك إلى موت أمه لأنه كانت مُصابة بمرض القلب ، وبعدما ماتت أمه .. حزن والده جدًا وبعدها بأياام ذهب إليها ليموت هو الآخر ..
فعل سيف عزاءًا كبير جدًا حضرته جميع عائلته ومنطقته .. وسماع الجميع الشيخ بصوته الجميل العذب للقرآن ..
جلس عم سيف .. الأخ الأكبر لوالده ليتفق مع الميراث ، حيث تعصب سيف بشدة، وعنفه تعنيفًا شديدًا .. حيث كان يكره عمه هذا وجميع عائلته بسبب أنه لا أحد كان يسأل عليهُما ..
كانت حيااة سيف مُملة للغااية.. يذهب لجاامعته .. يجلس وحيدًا .. لا يتحدث مع أحد .. وكُلما حااول أصدقائه أن يتحدثا معه .. يحاول الهروب مِنه ويجلس وحده .. بنت واحده فقط التي كان لا يحاول الهروب منها ولا يستطيع أن يفعل هكذا .. كان يحب الجلوس بجانبها دائمًا ويحكي لها تفاصيل حياته .. إنها حبيبته مُنذ الصغر .. كان يعشقها بجنون مُنذ طفولته ، وهي الآخر كانت تحبه بجنون وتدعى " ندى " .. حااولت بقدر المُستطاع أن تخرجه من هذه الحالة التي كان فيهاا ..
ظل سيف هكذا لمدة شهور .. وفي يومٍ ما خرج من شقته، وركب سيارته .. ليمشي سريعًا، لأنه كان مُتأخرًا على جامعته .. تأتي سيارة وراءه بكُل جنون وتصطدم به .. ليصطدم هو الأخر بزجاج السياارة ..
***
أفاق سيف على سرير في المُستشفى وندى بجاانبه تُمسك بيديه .. وأصدقاائه واقفين بجاانبه .. أفاق وهو الآن لا يرى أي شئ أمامه. يسمع صوت ندى وهو تحاول الإطمئنان عليه .. وصوت أصدقائه القالقين عليه..
دخل الدكتور سريعًا بعدما نادته ندى بصوت عال .. إختبر الدكتور سيف بعدة إختبارات ليتأكد من حالته ، وبعض الإختبارات التي فشل فيهاا وأنه يرى الحياة أمامه ظلام أسود فقط ... وهنا عرف الجميع أنه لن يعد يرى في حيااته .. ظهرت دمعه واحدة في عينيه لتمُر على إحدى خديه .. وندى تبكي بصوت عال .. وأصدقاائه التي ملكتهُم الدهشة من سماع الخبر ..
***
سيف الآن لم يعد يرى .. لقد عااشت ندى معه في الشقة لكي تساعده في حياته المُستقبلية بعد ذلك.. كُل شئ في حياته توقف فجأة وجاء فجأة..
موت أخيه وأمه، ثم بعدهاا موت أبيه .. وطمع عمه وعائلته في الميراث .. ثم بعدها يفقد بصره .. وكُل هذا وندى واقفة بجاانبه لم تتركه أبدًا .. لم يعُد يذهب للجامعة، وقد أجل إمتحاناته .. حياته توقفت تمامًا.. لم يعرف أين حياته الآن ؟!!
***
بعد عشر سنوات ..
إن سيف الآن أصبح دكتور في الجاامعات بالفعل .. لقد سمع قصة طه حسين وكيف تعلم القراءة والكتابة على طريقة " برايل " .. لقد مشى على نفس خطواته تمامًا .. لقد تعلمت يداه أن تكُتب على الكمبيوتر سريعًا من دون أن يرى .. لقد ذهب للجامعات ودخل إمتحاناته وفي لجنة وحده، لكي دكتورًا يستيطع له أن يقرأ له الأسئلة بعدها فعل مُظااهرة بذلك يُطالب فيها بحقه التعليمي ..
إن سيف الآن مثالاً لكثير من الشبااب .. لقد نجح في حيااته .. إنه دكتور الآن يُعطي مُحاضرات في الجامعة عن علم النفس والسلوكيات الأخلاقية .. لقد أصبح مثالاً يُحتذى به..
***
في يومٍ ما .. قام سيف من على سريره .. دخل الحمام سريعًا، ثم نظر في المرآه ..
ما هذا !!! .. إن سيف يرى، إنه يرى بالفعل ، وكأنه لم يحدث له أي حوادث وكأنه لم يكُن كفيف أبدًا .. ندى إندهشت من ذلك، ولكنه فجأها برد فعل غريب بشدة.. لقد ضربهاا وقاام بإغتصابهاا بِشدة .. لينتهي الأمر في النهاية بقتلها .. وهي لا تعلم السبب .. لقد ماتت ندى على يده..
لقد إستيقظ سيف الآن بشخصيته .. ما هذا أيضًا !! .. إنه كفيف لا يرى !! ..
خرج من حُجرته وهو ينادي على ندى .. لقد سمع أصوات أناس كثيرين في الشقة وصوت سيارة الإسعااف والشُرطة تأتي لتقبض على سيف بتهُمة قتل ندى ..
لقد تحقق معه ولكن كيف أن يتقلها وهو كفيف .. وهو لم يعرف منا لذي قتلها ؟! .. ربما حرامي دخل شقته ليسرق ولم يجد فيها شيئًا ثم قام بقتل ندى لأنه هي التي كانت أمامه ..
لا أحد يعرف السبب ولا سيف شخصيًا .. لقد أغلقت القضية ضد مجهول ..
***
إن سيف الآن يقف مع رجلٍ ما غريب .. ولكن ما هذا؟! .. إن سيف يرى الآن ويقوم بتسليم حقيبة بها مخدرات ليأخذ حقيبة بها أموالاً كثيرة .. ثم يقوم بقتل هذا الرجل ويأخذ حقيبة المخدرات مرة أخرى ويهرب ..
***
إن سيف الآن يقف أمام بنك كبير ووراءه رجال كثيرة.. ولقد إرتدى قناع والغريب أنه ليس كفيف وهو يرى الآن ..!! .. لقد دخل البنك هو ومن معه ليسرق الاموال التي به ويقتل كُل الموجودين .. ويهرب .. ولكن يُمسك به أحد من الناس الذين كانوا موجودين في البنك ..
رجال سيف هربت .. والرجل يُمسك بسيف .. لم يعرف أن يتخلص منه .. لقد جاءت الشرطة وقبضت عليه ..
***
ان سيف الآن يتحقق معه.. إنه يرى .. ولقد إتهُم بالكذب وبجميع القضايا التي حدثت وبقتل ندى أيضًا .. والغريب أن سيف لم ينطق بكلمة واحدة مُنذ أن بدأ التحقيق معه ..
أتي له الضاابط بدكتور نفسي.. حيث جلس الدكتور معه ليُشخص حاالته .. ثم خرج للضابط بعد حوالي 9 ساعات من الحديث مع سيف ، وقال الدكتور للضابط :-
- إن سيف لديه إنفصام في الشخصية.. إن شخصيته الحقيقة أنه كفيف نتيجة حادثة حدثت له من عشر سنوات تقريبًا.. وجاء له إنفصام في الشخصية حيث أنه يتحول لشخصية رجل يرى .. ينتقم ويقتل ويسرق من أي أحد، وأنه ليس كثير الحديث .. من المُمكِن جدًا أن يجلس عِدة أيام بدون أن ينطق بكلمة واحدة..
***
إن الضاابط لم يُصدق أي كلمة مما قاالها الدكتور النفسي..
ليُفاجأة عن ذلك أن سيف قد هرب من السجن.. إن سيف لم يعُد يرجع لشخصيته الحقيقة ومن الواضح أنه أحب هذه الشخصية المُزيفة كثيرًا..
إنه الأن يسرق، ويقتل، ويذبح، بدمٍ بارد دون أن يشعر .. لقد قتل ندى ومع بعضها قتل الضابط الذي كان يُحقق معه .. وقتل أيضًا الدكتور النفسي .. من الواضح أن شخصيته تُريد أن تتخلص من جميع الناس ليبقي هو بشخصيته المُزيفة وحيدًا على هذا الكون..
***
في يومٍ ما بعد أن ظل سيف بهذه الشخصية المُزيفة دون أن يرجع لشخصيته الحقيقة الكفيف مرة أخرى ..لقد ذهب وحده إلى مكانٍ ما يُشبه مصنع مهجور ..
يدخل هذا المصنع المهجور نهارًا..ليذهب إلى مُنتصف المصنع لير نفسه وهو مُقيدًا..!!!!
كيف هذا؟! .. إن سيف الحقيقي الكفيف مُقيدًا، ويحاول أن يفك أثره!! .. وسيف الذي يرى يقف مُفرحًا، وهو ينظر له ..
- إزيك يا سيف .. أحب أعرفك بنفسي أن على أخوك اللي مات من اسنين كتيرة أوووي
ما هذا!! . إنه علي الأخ التوأم لسيف .. إنه لم يمُت!!
- بعد ما إنت قتلتني بالعربية غضبن عنك طبعًا .. بس انت أكيد كُنت قاصد عشان تتخلص مِني يا سيف وتبقى لأبوك وأمك لوحدك .. أن فضلت عايش وروحت المُستفشي .. ولما سمع اني أمي وأبويا ماتوا بعدي .. عرف ان انت السبب في موتهُم..
انا اتربيت تربية قااسية أووي .. واحده خدني عنده وعلمني كُل السرقة والقتل تعرف سماني اييه! .. الشطاان .. علشان بخوف وبقتل .. كـ شخصية شريرة يعني ..
انا اللي قتلت ندى .. وانا اللي خطفت هناا .. وانا اللي قتلت الضابط اللي قبض عليا والدكتور اللي عمل نفسه فاهم وجه شخص حالتي اللي مش موجوده أصلاً.. انا اللي عملت فيك الحادثة من عشر سنين وخليتك أعمى مش بتشووف ..أحب أعرفك بأخوك اللي هيقتلك أنا الشيطاان..
يبقى سيف لا يتحدث لقد سمع حديثه كااملاً، وعلى وجهه علاماات الإندهاش
- ليه عملت كُل ده!!
- عشان كان لازم يتعمل .. طول عُمرك أحسن مني وعامل نفسك بتفهم أكتر مني وأمي وأبوياا ربوك أحسن مني ومحدش كان بيعاملني حلو .. وحتى يا أختي لما جيت تنقذني من الإدمان اللي خلاني أبعد عنكُم قتلتني علشان تبقى في الدنيا لوحدك .. ليه عملت انت كده!!
- انت فااهم غلط يا علي .. اسمعنى
- انا الشيطان . والشيطاان مبيسمعش حد ..
يرفع على المُسدس على أخيه سيف ليقتله بدمٍ باارد، وهو يبكي، ثم يرفع المسدس على رأسه، ليقتل نفسه مُنتحرًا..
النهاية