دموع التائبين
كثيرا ما يتداول الأصدقاء فيما بينهم هذه الجملة:"عيش حياتك"فتعالوا معي لنتدبر هذه الكلمة و نتأملها سويا...ما معنى عيش حياتك؟
هل معنى عيش حياتك أن تعج حياتنا بالمعاصي و الذنوب و الآثام؟
هل معناها أن نبارز الله بالمعاصي ليل نهار؟
هل معناها ألا نشكر الله على نعمه علينا , بل و نستخدمها في معصيته ؟
ولماذا لا تعيش حياتك طائعًا لله عز وجل؟اعتقد أن الحياة ستكون أحلى بكثير ,على الأقل ستشعر بأن لك قيمة في الحياة...
وأن لديك هدف تسعى لتحقيقه و هو إرضاء الله تعالى و دخول الجنة...اعتقد أن هذه الحياة السامية (من أجل الله) أفضل من حياة الضياع بكثير...
.
فكم سنعيش في هذه الدنيا؟
? 60 سنة ؟ 70سنة ؟ 90 سنة ؟ ولو 100 سنة و لكن كم سنعيش في الآخرة؟60 سنة .بل أكثر ؟ 100 سنة ؟ بل أكثر 1000 سنة ؟ بل أكثر مليون سنة ؟ بل أكثر بلايين و مليارات السنين ؟ بل أكثر إننا سنعيش إلى الأبد بلا موت إن شاء الله…
أفبعد كل هذا نضحي بالجنة (التي سنحيا فيها إلى الأبد) من أجل حياة قصيرة فانية لن نشعر فيها بالسعادة الحقيقية ؟!!فالسعادة لم يذكرها الله تبارك و تعالى في القرآن إلا في
.
موضع و احد فقط وهو :
"وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)" سورة هود
.
أخي في الله / أختي في الله:
إن كل ما تراه في هذه الدنيا من متع و لذات لا يساوي في الجنة شيء………ففي الجنة ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ……فقد قال الله تبارك و تعالى :
" بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)" سورة الأعلى
.
نداء وحنين
أخي الحبيب.. إن هذه الخطايا ما سلمنا منها فنحن المذنبون أبناء المذنبين.. ولكن الخطر أن نسمح للشيطان أن يستثمر ذنوبنا ويرابي في خطيئتنا. أتدري كيف ذلك؟ يلقي في روعك أن هذه الذنوب خندق يحاصرك فيه لا تستطيع الخروج منه.
.
صور تسكب دموع التائبين
أخي الحبيب.. تصور إذا مات الإنسان من غير توبة وهو يسحب على وجهه وهو أعمى في نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها الزقوم وشرابهم فيها الصديد قال تعالى : يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ [إبراهيم:17].
.
النار وما أدراك ما النار
فتذكر رحمك الله إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ، فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ [غافر:71-72].
.
تذكر أخي يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا [الأحزاب:66].
.
أهل النار.. لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ، لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ [الغاشية:6-7].
أهل النار.. وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً [الكهف:29].
أهل النار.. وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ [محمد:15].
أهل النار.. لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ [الزمر:16].
أهل النار.. يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ، سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ [إبراهيم:49-50].
.
أهل النار.. قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ، يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ [الحج:19-20].
أهل النار.. وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنعام:27].
.
استمع إليهم وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ [فاطر:37].
يقولون.. فاسمع ما يقولون قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ، رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ، قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:106-108].
.
ينادون فانظر من ينادون
وَنَادَوْا يَا مَالِكُ ومالك خازن جهنم وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ، لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ [الزخرف:77-78].
.
فتفكر فيما يحل بك إذا رأيت الصراط وحدته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وزفيرها، وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك، واضطراب قلبك.( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً) [مريم: 71-72].
.
والخلائق أمامك يسيرون عليه، فناج مسلّم، ومخدوش مرسل، ومكردس على وجهه في نار جهنم. فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ، (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ، خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ، وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود:106-110].
.
أخي الحبيب.. إذا كان الحال كذلك فلا بد من وقفة مع النفس لمحاسبتها والسير بها إلى رضوان الله تعالى قال سبحانه فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ فهذا هو الملجأ والملاذ - الفرار إلى الله تعالى - قال ابن الجوزي رحمه الله في قوله تعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ بالتوبة من ذنوبكم [زاد المسير 841]، أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [الحديد:16].
و الآن :_
يــلااااااا عيــش حيـاتـك و لكن عيش حياتك في رحاب طاعة الله عز و جل و السعي إلى الجنة أعتقد أنها ستكون أحلى من حياة الضياع بكثير جرب لن تخسر شيء , و لكنك ستكسب الكثير و الكثير إن شاء الله جرب بنفسك و سترى و حتى إن لم ترى النتيجة في الدنيا , ستراها في الجنة فوق كل تخيلاتك و تصوراتك إن شاء الله حقا إن سلعة الله غالية سلعة الله الجنة فهل من مشتري؟و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شاركونا في نشرها و احتسبوا الأجر في ذلك غفر الله لي و لكم و لجميع المسلمين