فهد مكه عضو فضى
عدد المساهمات : 207 تاريخ التسجيل : 28/11/2013
| موضوع: حياة القلوب حياة القلوب الأحد 23 يوليو - 17:55 | |
| حياة القلوب حياة القلوب حياة القلوب حياة القلوب حياة القلوب نحن نعيش في زمن قست فيه القلوب ,وتدنت الأخلاق , وانتشرت الفواحش والبدع والمنكرات, وكثرت الفتن كل ذلك لمّا ابتعدت القلوب عن علّام الغيوب , ونأت الأفهام عن التدبر في آيات الواحد العلّام , (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)الروم 30, وقل الإيمان في القلوب, وإذا نقص الإيمان ضعف العمل وساءت الأحوال, فالإيمان سبب في لين القلوب ورفعة الأخلاق وصدق العلاقات في ما بين العبد وربه وبين العبد ونفسه وبين العبد والآخرين, وهو سبب أيضاً في دحر الشر, ورفع الظلم, ومحاربة الشرور, والفساد بكل صوره . ونحن بحاجة للكلام عن حال الإيمان في قلوبنا وكيفية تجديده, وما مدى أثره على أقوالنا وأعمالنا, ومشاعرنا, ومعاملاتنا, وعلاقاتنا. عن ابن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى: أن يجدد الإيمان في قلوبكم".[رواه الحاكم والطبراني وصححه الألباني].
ومن الأسباب المعينة لتجديد الإيمان في القلوب .
*تحقيق معنى التقوى في القلوب . فالتقوى وصية الله للأولين والآخرين يقول ربكم جل وعلا : " وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا" النساء131, والتقوى أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمرك به وبترك ما نهاك عنه , وقال ابن مسعود عن التقوى :"هي أن يطاع الله فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر" وقال طلق بن حبيب رحمه الله : "التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله" , فكلما اتقيت الله واستشعرت مراقبة الله لك كلما زاد إيمانك في قلبك وخشيتك من ربك وطاعتك لنبيك عليه الصلاة والسلام
* التعرف على الله سبحانه وتعالى
وهي حقيقة الإيمان ولا يمكن لأحد أن يعبد الله على الوجه الصحيح الذي يرضيه إلا بعد معرفة ربه الذي يؤمن به, ومعرفة أسمائه وصفاته, ويبذل جهده في التعلم حتى يبلغ درجة اليقين فيزيد الإيمان ويتجدد.
* إقامة الصلاة بأركانها وخشوعها
إن حياة القلوب إنما هي بإقامة الصلاة على الوجه المطلوب , وهي الصلة بين العبد وبين ربه تعالى وإقامتها في أوقاتها بأركانها وشروطها ، تبعث في النفس الطمأنينة والخشوع والذلة لله تعالى والصلاة أيضاً طريق لتهذيب النفس والأخلاق ، وحفظها عن الفواحش والدنايا والمحرمات وقد جعل الله الصلاة طريقاً لذكره وسبيلاً لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله قال عز وجل: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14 قال السعدي - رحمه الله :- " أقم الصلاة لأجل ذكرك إياي، لأن ذكره تعالى أجل المقاصد، وهو عبودية القلب، وبه سعادته، فالقلب المعطل عن ذكر الله، معطل عن كل خير، وقد خَرِبَ كل الخراب، فشرع الله للعباد أنواع العبادات، التي المقصود منها إقامة ذكره، وخصوصا الصلاة" وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة قيام الليل, وهو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين.
* قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته يقول ابن القيم – رحمه الله -: " فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته ؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما. وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما ، وتضع في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة. وتثبّت قواعد الإيمان في قلبه. وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم. وتبصره مواقع العبر. وتشهده عدل الله وفضله. وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها. وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريقَ أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم. ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه. وافتراقهم فيما يفترقون فيه" .
*المداومة على ذكر الله تعالى
في ذكر الله يجد المؤمن الحياة الحقيقة لأنه يرتبط قولاً وعملاً بفاطر السماوات والأرض في مكان وزمان ويسمو عن حياة الغافلين .. ﴿ وَاذكُرْ رَبَّكَ في نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وخِيفةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَولِ بالغُدُوِّ والآصَال وَلا تَكُنْ مِنَ الغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205] وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت". رواه البخاري . قال الحسن : " تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم؛ وإلا فاعلموا أن الباب مغلق". فذكرك لله سبب في اطمئنان قلبك , وهو أمان لروحك ,, يقول جل من قائل : ﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ الرعد: 28 وذِكْرُ الله سبب في أن يذكرك الله في من عنده قال تعالى: ﴿ فَاذكُروني أَذْكُرْكُمْ ﴾ البقرة: 152
*المجاهدة على طلب العلم الشرعي الإيمان في القلوب لا يرى أثره ولا تظهر صوره إلا حينما ينطلق من علم نافع يهذب النفوس ويربي الأرواح ويزكيها من كل شائبة ودخن. قال تعالى" فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " محمد:19 . فأمر بالعلم قبل العمل والعلم نور يبصر به المرءُ حقائق الأمور، وليس البصر بصر العين، ولكن بصر القلوب، قال تعالى : (( فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) الحج:46 . ونور العلم ونور الهداية لا يحصلان إلا بالمجاهدة , أما المعلومات فيحصل عليها الإنسان بأي طريقة, فالعلم غذاء العقول والذكر غذاء القلوب والعمل ثمرتهما.
*مرافقة أهل الإيمان يقول الله تعالى في بيان أن الرفقة الصالحة ممتد خيرها لا ينقطع إلى يوم القيامة : " الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ " الزخرف:67 الرفقة الصالحة تعين على التمسك بالدين وزيادة الإيمان.
* التفكر في اليوم الآخر إن من يسمع عن الموت وسكراته والقبر وظلماته و يوم القيامة وأهواله والحساب وحسراته والميزان ودقته والصراط وحدته و الوقوف بين يدي الله وعظمته والعذاب وشدته لحريٌّ به أن يعدّ العدّة, ويستعد لهذا المستقبل المحتوم بإيمان صادق يملأ قلبه, وبعمل دائم يتقرب به إلى ربه .
* الدعاء . وهو ملاك ما تقدم , ولن يفلح المؤمن , ولن يحقق ما تمنى , ولن يسكن الإيمان في قلبه ما لم يكن له عون من الله , فالدعاء هو العبادة وبالدعاء يزيد الإيمان ويتجدد .
والإيمان له نور في قلب العبد كالكشاف يميز به المسلم بين الدنيا والأخرة وبين ما ينفع وما يضر وبين ما يحبه الله ويبغضه وحسب قوة النور تكون قوة الأعمال وحسن الأخلاق وتنوع الأعمال والشوق, والرغبة في كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال والأخلاق.
اللهم ارزقنا الإيمان وزينه في قلوبنا
| |
|
ابوتوفيق المراقب العام
عدد المساهمات : 3486 تاريخ التسجيل : 05/11/2012
| موضوع: رد: حياة القلوب حياة القلوب الثلاثاء 25 يوليو - 9:09 | |
| | |
|