منتدي المركز الدولى


 العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
 العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 1110
 العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا  العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


 العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
 العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 1110
 العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا  العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

  العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بوسى
نائبة المدير العام
نائبة المدير العام
بوسى


انثى عدد المساهمات : 3055
تاريخ التسجيل : 02/03/2011
الموقع :
المزاج المزاج : تمام

 العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين Empty
مُساهمةموضوع: العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين    العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين Icon_minitime1السبت 24 مارس - 10:12


العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين



العناية بالصلاة والخشوع فيها

الحمد لله الذي فرض على عباده الصلوات لحكم بالغة وأسرار، وجعلها صلة بين العبد وبين ربه ليستنير بذلك قلبه، ويحصل له المطلوب في الدنيا ودار القرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العزيز الغفار، وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان آناء الليل والنهار، وسلم تسليماً.

أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى؛ وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، وقوموا لله قانتين حافظوا على الصلوات بأداء أركانها وشروطها وواجباتها، ثم كملوها بفعل مستحباتها، فإن الصلاة عمود الدين، ولا دين لمن لا صلاة له.

أيها المسلمون: لقد فرضت الصلاة على نبيكم من الله تعالى إليه بلا واسطة، وفرضت فوق السماوات العلى، وفرضت خمسين صلاة حتى خفضت إلى خمس صلوات بالفعل، وخمسين بالميزان ألم يكن هذا أكبر دليل على فضلها والعناية بها.

الصلاة صلة بين العبد وبين ربه، يقف بين يديه مكبراً معظماً يتلو كتابه ويسبحه ويعظمه ويسأله من حاجات دينه ودنياه ما شاء جدير بمن كان متصلاً بربه أن ينسى كل شيء دونه، وأن يكون حين هذه الصلة خاشعاً قانتاً معظماً مستريحاً، ولذلك كانت الصلاة قرة أعين العارفين، وراحة قلوبهم لما يجدون فيها من اللذة والأنس بربهم ومعبودهم ومحبوبهم جدير بمن اتصل بربه أن يخرج من صلاته بقلب غير القلب الذي دخلها فيه أن يخرج منها مملوءاً قلبه فرحاً وسروراً وإنابة إلى ربه وإيماناً، ولذلك كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لما يحصل للقلب منها من النور والإيمان والإنابة جدير بمن عرف حقيقة الصلاة وفائدتها وثمراتها أن تكون أكبر همه وأن يكون منتظراً إليها مشتاقاً إليها ينتظر تلك الساعة بغاية الشوق حتى إذا بلغها ظفر بمطلوبه، واتصل اتصالاً كاملاً بمحبوبه.

أيها المسلمون: إن كثيراً من المصلين لا يعرفون فائدة الصلاة حقيقة، ولا يقدرونها حق قدرها، ولذلك ثقلت الصلاة عليهم، ولم تكن قرة لأعينهم، ولا راحة لأنفسهم، ولا نورا لقلوبهم، ترى كثيراً منهم ينقرون الصلاة نقر الغراب لا يطمئنون فيها، ولا يذكرون الله فيها إلا قليلاً، وهؤلاء لا صلاة لهم، ولو صلوا ألف مرة؛ لأن الطمأنينة في الصلاة ركن من أركانها، ولذلك (قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي كان لا يطمئن في صلاته: (ارجع فصل، فإنك لم تصل). فصلى عدة مرات، وكل مرة يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع فصل، فإنك لم تصل، حتى علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالطمأنينة)، وتجد كثيراً من الناس إن لم يكن أكثر الناس يصلي بجسمه لا بقلبه جسمه في المصلى، وقلبه في كل واد، فليس في قلبه خشوع؛ لأنه يجول، ويفكر في كل شيء، حتى في الأمور التي لا مصلحة له منها، وهذا ينقص الصلاة نقصاً كبيراً، وهو الذي يجعلها قليلة الفائدة للقلب بحيث يخرج هذا المصلي من صلاته، وهي لم تزده إيماناً ولا نوراً، وقد فشاً هذا الأمر أعني الهواجيس في الصلاة، ولكن الذي يعين على إزالته هو أن يفتقر العبد إلى ربه، ويسأله دائماً أن يعينه على إحسان العمل، وأن يستحضر عند دخوله في الصلاة أنه سيقف بين يدي ربه وخالقه الذي يعلم سره ونجواه، ويعلم ما توسوس به نفسه، وأن يعتقد بأنه إذا أقبل على ربه بقلبه أقبل الله عليه، وإن أعرض أعرض الله عنه، وأن يؤمن بأن روح الصلاة ولبها هو الخشوع فيها وحضور القلب، وأن الصلاة بلا خشوع القلب كالجسم بلا روح، وكالقشور بلا لب، ومن الأمور التي تستوجب حضور القلب أن يستحضر معنى ما يقول، وما يفعل في صلاته، وأنه إذا كبر، ورفع يديه، فهو تعظيم لله، وإذا وضع اليمنى على اليسرى، فهو ذل بين يديه، وإذا ركع، فهو تعظيم لله، وإذا سجد، فهو تطامن أمام علو الله، وأنه إذا قال: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2] أجابه الله من فوق عرشه قائلا: حمدني عبدي، فإذا قال: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، قال الله: مجدني عبدي، فإذا قال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، قال الله: هذا بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، هكذا يجيبك مولاك من فوق سبع سموات، فاستحضر ذلك، وإنك إذا قلت: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي الأعلى، وإن كنت تقولها بصوت خفي، فإن الله تعالى يسمع ذلك، وهو فوق عرشه، فما ظنك إذ آمنت بأن الله تعالى يقبل عليك إذا أقبلت عليه في الصلاة، وإنه يسمع كل قول تقوله، وإن كان خفياً، ويرى كل فعل تفعله، وإن كان صغيراً، ويعلم كل ما تفكر فيه، وإن كان يسيراً، إذا نظرت إلى موضع سجودك، فالله يراك، وإن أشرت بأصبعك عند ذكر الله في التشهد، فإنه تعالى يرى إشارتك، فهو تعالى المحيط بعبده علماً وقدرة وتدبيراً وسمعاً وبصراً، وغير ذلك من معاني ربوبيته. فاتقوا الله تعالى، أيها المسلمون، وأقيموا صلاتكم، وحافظوا عليها، واخشعوا فيها، فقد قال ربكم في كتابه: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.





‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








 العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 18839210
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بوسى
نائبة المدير العام
نائبة المدير العام
بوسى


انثى عدد المساهمات : 3055
تاريخ التسجيل : 02/03/2011
الموقع :
المزاج المزاج : تمام

 العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين Empty
مُساهمةموضوع: الخشوع في الصلاة    العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين Icon_minitime1السبت 24 مارس - 10:15



الخشوع في الصلاة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

وبعدُ:
فقد قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، فلما ذَكَر بقيَّةَ صفاتهم، ذَكَر جزاءهم، فقال: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 10، 11].

قال الحَسَن البصريُّ رَحِمَه اللهُ في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾، قال: كان خشوعُهم في قلوبهم، فغَضُّوا بذلك أبصارَهم، وخفضوا لذلك الجَناح[1].

قال ابن القيم: "علَّق اللهُ فلاحَ المُصَلِّين بالخشوع في صلاتهم، فدلَّ على أنَّ مَن لم يَخْشَعْ فليس مِن أهل الفلَاح، ولو اعتدَّ له بها ثوابًا، لكان مِن المفلحين"[2].

والخشوع يأتي بِمَعْنَى لِينِ القلبِ، ورقَّتِه، وسُكونِه، فإذا خَشَعَ القَلبُ تَبِعَه خشوعُ الجوارح؛ لأنَّها تابعةٌ له؛ عنِ النُّعمان بن بشير رضِيَ الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا وإنَّ في الجسَد مُضْغةً، إذا صَلَحَتْ صَلَح الجسَدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَدَ الجسَدُ كله، ألا وهي القلب))[3].

ولذلك كان النبي صلَّى الله عليه وسلم في صلاته يقول: ((خَشَعَ لكَ سمعي، وبصري، ومُخِّي، وعَظمي، وعصبي))[4].

عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم، فَنَظَر في السماء، ثم قال: ((هذا أوانُ العِلْم أن يُرْفَع))، فقال له رجلٌ مِن الأنصار، يُقال له: زياد بن لبيد: "أيُرْفَع العِلْمُ يا رسول الله، وفينا كتابُ اللهِ، وقد عَلَّمْناه أبناءَنا ونساءَنا؟!"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنْ كنتُ لأظنُّك مِن أفقهِ أهلِ المدينة))، ثم ذَكر ضلالةَ أهلِ الكتابيْن وعندهما ما عندهما مِن كتاب الله عز وجل، فلقِيَ جُبيرُ بنُ نُفيرٍ شدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بِالمُصَلَّى، فَحَدَّثَهُ هذا الحديثَ عن عوف بن مالك، قال: صَدَقَ عوفٌ، ثم قال: "فهل تدري ما رَفْعُ العِلْم؟"، قال: قلتُ: لا أدري، قال: ذَهاب أَوْعِيَتِهِ، قال: وهل تدري أيُّ العِلْم أوَّلُ أن يُرْفَع؟ قال : فقلتُ: لا أدري، قال: "الخشوع، حتى لا تكاد ترى خاشعًا"[5].

فإذا دخل المصلِّي المسجدَ بَدَأَتِ الوساوسُ، والأفكارُ، والانشغالُ بأمور الدنيا في ذِهْنِه، فما يَشعُر إلا وقد انتهى الإمامُ مِن صلاته، وحينئذٍ يَتحسَّر على صلاتِه التي لم يَخشَع فيها، ولم يَذُقْ حلاوتَها، وإنما كانت مجرَّدَ حركاتٍ وتمتمات؛ كالجسد بلا روح.

قال ابن القيم رحمه الله: "صلاةٌ بلا خشوعٍ ولا حضورٍ؛ كبَدَنٍ ميِّتٍ لا رُوحَ فيهِ، أفلا يَسْتَحْيِي العَبْدُ أنْ يُهديَ إلى مخلوقٍ مثلِه عبدًا ميِّتًا، أو جاريةً ميتة؟ فما ظنُّ هذا العبد أن تَقَعَ تلك الهَديَّةُ مِمَّن قَصَدَهُ بها مِن مَلِكٍ، أو أميرٍ، أو غيرِه؟! فهكذا سواءً الصلاةُ الخالية عن الخشوع والحضور، وجمْعِ الهِمَّة على الله تعالى فيها بمنزلة هذا العبد - أو الأَمَة - الميت، الذي يُريد إهداءَه إلى بعضِ الملوك؛ ولهذا لا يَقبَلها الله تعالى منه، وإنْ أَسْقَطَتِ الفرضَ في أحكام الدنيا، ولا يُثِيبُه عليها؛ فإنه ليس للعبد مِن صلاته إلا ما عقَلَ منها" اهـ[6].

قال بعضُهم: إنَّ الرجُلَيْنِ لَيكونانِ في الصَّلاةِ، وإنَّ ما بَيْنَهُما كما بين السماء والأرض[7].

وعن عمَّار بن ياسر رَضِيَ الله عنه؛ أنَّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: ((وإنَّ الرجُل لَينصَرف وما كُتِبَ له إلا عُشْرُ صلاتِه، تُسعُها، ثُمنُها، سُبعُها، سُدسُها، خُمسُها، رُبعُها، ثُلثُها، نِصفُها))[8].

والخشوعُ في الصلاة إنما يحصُل لِمَن فَرَّغَ قلبَه لها، واشتَغَل بها عمَّا عَدَاها، وآثرَها على غيرها، وحينئذٍ تكون له قُرَّةَ عيْن؛ عن أنس رضي الله عنه؛ أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حُبِّبَ إليَّ مِن الدُّنيا النساءُ والطِّيب، وجُعِلَتْ قُرَّةُ عيني في الصلاة))[9]؛ بل إنه عليه الصلاة والسلام كان إذا حَزَبَهُ أمْرٌ صَلَّى، وكانَ يقولُ: ((قُمْ يا بلال، فَأَرِحْنا بِالصلاة))[10].

منَ الأُمُور التي تُعين على الخُشُوع في الصلاة:
أولًا: أنْ يَسْتَحْضِرَ المُسْلِمُ عَظَمَةَ البارِي سبحانه وتعالى، وأنه واقفٌ بين يَدَيْ جبارِ السماوات والأرض، قال تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].

ثانيًا: أن يَنظرَ المسلمُ إلى موضع السجود، ولا يَلتفتَ في صلاته؛ عن أبي ذر رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال اللهُ مُقْبِلًا على العبد في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا صَرَفَ وَجْهَهُ، انصرف عنه))[11].

ثالثًا: تدبُّر القُرْآنِ الكريم والأذكار التي يقولها في صلاته؛ قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].
فإذا تدبَّر المسلمُ أذكارَ الركوعِ والسجود، وغيرَها منَ الأذكار، كان ذلك أوعَى للقلب، وأقربَ للخُشُوع.

رابعًا: ذكْر الموتِ في الصلاة؛ عن أبي أيوب رضي الله عنه؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قُمْتَ في صلاتكَ، فصلِّ صلاةَ مُوَدِّع))[12].

خامسًا: أن يُهَيِّئ المصلِّي نفسَه، فلا يُصلِّي وهو حاقِنٌ، ولا بحضْرة طعامٍ، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا صلاةَ بحضْرَةِ الطَّعامِ، ولا وهو يُدافعُه الأَخْبَثَانِ))[13]، وأن يُزيل كلَّ ما يَشغله في صلاته منَ الزخارف والصوَر ونحوها؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في خَمِيصَةٍ ذاتِ أعلامٍ، فنظر إلى عَلَمِها، فلما قَضَى صلاته قال: ((اذهَبوا بهذه الخميصة إلى أبي جَهْمِ بنِ حذيفةَ، وائتوني بأَنْبِجَانِيِّه؛ فإنها أَلْهَتْنِي آنفًا في صَلاتي))[14].

سادسًا: مُجَاهَدَة النفْس في الخُشُوع، فالخُشُوع ليس بالأمر السَّهْل، فلا بدَّ منَ الصبر والمجاهدة؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، ومع الاستمرار والمجاهدة يَسْهُل الخُشُوعُ في الصلاة.

سابعًا: استحضار الثوابِ المُتَرَتِّب على الخشوع؛ عن عثمان رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مِن امرئٍ مسلم تَحْضُره صلاةٌ مكتوبة، فيُحسِن وضوءها، وخشوعَها، وركوعَها، إلا كانتْ كفَّارةً لما قبْلها منَ الذنوب، ما لم يُؤت كبيرة، وذلك الدهرَ كلَّه))[15].

وكان النبي صلى الله عليه وسلم مِن أكثرِ الناسِ خشوعًا في الصلاة؛ قال عبد الله بن الشِّخِّير: "رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يُصلِّي، وفي صدره أزيزٌ كأزيز الرَّحَى مِن البُكاء"[16].

وأبو بكر كان رجُلًا بكَّاءً، لا يُسْمِع الناسَ مِن البُكاء إذا صلَّى بهم[17]، وعمر رضي الله عنه صلَّى بالناس وقرأ سورة يوسف، فسُمِع نشيجُه مِن آخر الصفوف وهو يقرأ: ﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 84][18].

قال ابن القيم رحمه الله: "والناس في الصلاة على مراتبَ:
أحدها: مرتبة الظالِم لنفسِه المفرِّط، وهو الذي انتقَص مِن وضوئها، ومواقيتها، وحدودها، وأركانها.
الثاني: مَن يحافظ على مواقيتِها، وحدودِها، وأركانها الظاهرة، ووضوئها، لكن قَدْ ضَيَّعَ مجاهَدةَ نفسِه في الوسوسة، فذهَبَ مع الوساوس والأفكار.
الثالث: مَن حافَظَ على حدودها وأركانها، وجاهَدَ نفسَه في دفع الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجاهَدة عَدوِّه؛ لئلا يَسْرق صلاتَه، فهو في صلاة وجهاد.
الرابع: مَن إذا قام إلى الصلاة أَكْمَلَ حُقُوقَهَا وأَرْكَانَهَا وحُدُودَهَا، واسْتَغْرَقَ قلبَه مُراعاةُ حُدودِها؛ لِئلا يُضيِّع شيئًا منها؛ بل همُّه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي، وإكمالها وإتمامها، قد استغرق قلبَه شأنُ الصلاة وعبوديةُ ربه تبارك وتعالى فيها.
الخامس: مَن إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكن مع هذا، قد أخذ قلبَه ووضعه بين يدي ربه عزَّ وجلَّ، ناظِرًا بقلبه إليه، مُراقِبًا له، مُمْتَلِئًا مِن مَحَبَّته وعظَمَتِه؛ كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلَّتْ تلك الوساوسُ والخطرات، وارتفعَت حُجُبُهَا بينه وبين ربه، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضلُ وأعظمُ مما بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغولٌ بربِّه عَزَّ وجَلَّ.

فالقِسم الأول: مُعاقَبٌ، والثاني: محاسَب، والثالث: مُكَفَّرٌ عَنْهُ، والرابع: مُثَابٌ، والخامس: مُقَرَّبٌ مِن رَبِّهِ؛ لأن له نصيبًا ممن جُعلَتْ قرةُ عينه في الصلاة، فمَن قَرَّتْ عينُه بصلاته في الدنيا، قَرَّتْ عينُه بقُربِه مِن ربِّه عز وجل في الآخرة، وقرَّت عينُه أيضًا به في الدنيا، ومَن قرَّت عينُه بالله، قرتْ به كلُّ عينٍ، ومَن لم تقرَّ عينُه بالله تعالى تَقَطَّعَتْ نفسُه على الدنيا حسرات"[19].

والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] "تفسير ابن كثير" (3/238).
[2] "مدارج السالكين" (1/526).
[3] "صحيح البخاري" (1/234)، برقم: (52)، و"صحيح مسلم" (3/1220)، برقم: (1599).
[4] قطعة من حديث في "صحيح مسلم" (1/53)، برقم: (771).
[5] "مسند الإمام أحمد" (6/26-27).
[6] "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص11).
[7] "مدارج السالكين" (1/567).
[8] "سنن أبي داود" (1/211)، برقم: (796).
[9] "سنن النسائي" (7/61)، برقم: (3939).
[10] "سنن أبي داود" (4/297)، برقم: (4986).
[11] "مسند الإمام أحمد" (5/172).
[12] قطعة من حديث في "مسند الإمام أحمد" (5/412).
[13] "صحيح مسلم" (1/393)، برقم: (560).
[14] "صحيح البخاري" (1/141)، برقم: (373)، و"صحيح مسلم" (1/391)، برقم: (556).
[15] "صحيح مسلم" (1/206)، برقم: (228).
[16] "سنن أبي داود" (1/238)، برقم: (904).
[17] "صحيح البخاري" (1/236)، برقم: (716).
[18] "صحيح البخاري" (1/236).
[19] "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص34، 35).






‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








 العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 18839210
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العناية بالصلاة والخشوع فيها سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحث على الجمعة والجماعة سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
»  بيان بدعة عيد المولد سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
» صوم الأطفال في رمضان سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
»  فضل قراءة القرآن سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
»  أحكام زكاة الفطر سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: