منتدي المركز الدولى


فضل شهر رمضان Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
فضل شهر رمضان 1110
فضل شهر رمضان Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا فضل شهر رمضان 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


فضل شهر رمضان Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
فضل شهر رمضان 1110
فضل شهر رمضان Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا فضل شهر رمضان 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 فضل شهر رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عراق الرافدين
برونزى
عراق الرافدين


عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 30/10/2010

فضل شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: فضل شهر رمضان   فضل شهر رمضان Icon_minitime1الخميس 17 مايو - 11:57


فضل شهر رمضان
فضل شهر رمضان
فضل شهر رمضان

1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله  يُبَشِّر أصحابَه، يقول: ((قد جاءَكم شهر رمضان، شهر مبارك، كَتَب الله عليكم صيامه، فيه تُفتَح أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، مَن حُرِم خيرَها، فقد حُرِم))؛ رواه أحمد والنسائي.
2- وعن عبادة مرفوعًا: ((أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدُّعاء، ينظُر الله إلى تنافُسكم فيه، ويباهي بكم ملائكتَه، فأَروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حُرم فيه رحمةَ الله))؛ رواه الطبراني، ورواته ثقات.
3- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله  قال: ((أُعطيتْ أمتي في شهر رمضان خمس خصال، لَم تُعطها أمة قبلهم: خُلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله مِن ريح المسك، وتسْتَغْفِر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله - عزَّ وجَلَّ - كل يوم جنته، ثم يقولُ: يوشك عبادي الصالحون أن يُلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصِيروا إليكِ، وتصفَّد فيه مرَدة الجن، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيرِه، ويغفر لهم في آخر ليلة))، قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: ((لا، ولكن العامل إنما يوفَّى أجره إذا قضى عمله))؛ رواه أحمد .
4- وعن سلمان - رضي الله عنه - قال: خطبَنا رسولُ الله  في آخر يوم من شعبان، فقال: ((يا أيها الناس، قد أظلَّكُم شهرٌ عظيم مبارك، شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، جعل الله صيامَه فريضة، وقيام ليله تطوعًا، مَن تَقَرَّبَ فيه بخصلة من خصال الخير، كان كمَن أدَّى فريضة فيما سواه، ومَن أدَّى فيه فريضة، كان كمَن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبرُ ثوابه الجنة، وشهر المواساة وشهر يزاد فيه الرزق، مَن فطر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيء))، قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، قال رسول الله : ((يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائمًا على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة ماء، ومن سقى صائمًا سقاه الله - عز وجل - من حوضي شربةً لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة، وهو شهر أولُه رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، فاستَكْثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربَّكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما؛ أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لا غناء بكم عنهما، فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار))؛ رواه ابن خزيمة والبيهقي وغيرهما.
5- وفي الصَّحيحينِ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي  قال: ((كل عَمَل ابن آدم له، الحسَنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله - تعالى -: إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به؛ ترَك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخُلُوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك)).
واعلم أنه لا يتم التقرُّب إلى الله - تعالى - بترْك هذه الشهوات المباحة في غير حالة الصيام، إلا بعد التقرُّب إليه بترك ما حرَّم الله عليه في كل حال: من الكذب، والظلم والعدوان على الناس، في دمائهم وأموالهم وأعراضهم؛ ولهذا قال : ((من لم يَدَعْ قول الزور والعمل به، فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامه وشرابه))؛ رواه البخاري.
وسرُّ هذا: أن التقرب إلى الله بترك المباحات لا يكمل إلاَّ بعد التقرب إليه بترك المحرمات، فمن ارتكب المحرمات، ثم تقرَّب إلى الله بترْك المباحات، كان بمثابة مَن يترك الفرائض ويتقَرَّب بالنوافل، وإن نوى بأكْله وشربه تقويةَ بدنه على القيام والصيام، كان مُثابًا على ذلك، كما أنه إذا نوى بنومه في الليل والنهار التقوِّي على العمل، كان نومه عبادة، وفي حديث مرفوع: ((نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعَف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور)) .
فالصائم في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤه في صيامه وعند فطره، فهو في نهاره صائم صابرٌ، وفي ليله طاعمٌ شاكر، ومن شرط ذلك: أن يكون فطره على حلال، فإن كان فطره على حرام، كان ممن صام عما أحل الله وأفطر على ما حرم الله، ولم يُستجب له دعاء.
واعلم أنَّ المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان: جهادٌ لنفسه بالنَّهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذَين الجهادين، ووَفَّى بحقوقهما، وصبر عليهما - وُفِّي أجرَه بغير حساب.
شهر رمضان تكثُر فيه أسباب المغفرة والغفران، فمن أسباب المغفرة فيه: صيامه وقيامه، وقيام ليلة القدْر، ومنها: تفطير الصوَّام، والتخفيف عن المملوك، ومنها: الذِّكر، وفي حديث مرفوع: ((ذاكرُ الله في رمضان مغفورٌ له، وسائلُ الله فيه لا يخيب)) ، ومنْها: الاستغفار (طلب المغفرة)، ودعاء الصائم مستجاب في صيامه وعند فطره، وفي حديث أبي هريرة: ويُغفر فيه إلا لمن أبى، قالوا: يا أبا هريرة، ومَن يأبَى؟ قال: يأبى أن يستغفر الله.
ومنها: استغفار الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
لما كثرت أسباب المغفرة في رمضان، كان الذي تَفُوتُه فيه المغفرة محرومًا غاية الحرمان، متى يُغفر لِمَن لم يُغْفَر له في هذا الشهر؟ متى يُقبل مَن رُدَّ في ليلة القدر؟ متى يصلح من لا يصلح في رمضان؟
كان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان: اللهم قد أظلَّنا شهر رمضان وحضر، فسلِّمه لنا وسلِّمنا له، وارزقنا صيامَه وقيامه، وارزقنا فيه الجد والاجتهاد، والقوة والنشاط، وأعِذْنا فيه من الفِتَن، كانوا يدْعون الله ستة أشهر: أن يبلِّغهم رمضان، ثم يدْعونه ستة أشهر أن يتقبَّله منهم، كان من دعائهم: اللهم سلِّمني إلى رمضان وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
(انتهى ملخَّصًا من "وظائف شهر رمضان"؛ للشيخ عبدالرحمن بن قاسم، الملَخَّص من "لطائف المعارف"؛ لابن رجب).


مِن آداب الصيام
واعلموا أنه لا يتم الصوم إلا باستكمال ستة أمور:
الأول: غضُّ البصر وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يُذَم ويُكره.
الثاني: حفظ اللسان عن الهذيان، والغيبة والنميمة، والكذب.
الثالث: كف السمع عن الإصغاء إلى كل مُحَرَّم أو مكروه.
الرابع: كف بقية الجوارح عن الآثام.
الخامس: ألا يستكثرَ من الطعام.
السادس: أن يكون قلبه بعد الإفطار مضطربًا بين الخوف والرجاء؛ إذ ليس يدري أيقبل صيامه فهو من المقرَّبين، أو يرد عليه فهو من الممقوتين؟ وليكن ذلك في آخر كل عبادة .
اللهُمَّ اجعلنا ممَّن صام الشهر، واستكمل الأجر، وأدرك ليلة القدر، وفاز بجائزة الرب - تبارك وتعالى - آمين يا رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




نبذ في الصيام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه نُبَذ في الصيام وحكمه، وأقسام الناس فيه، والمفطِّرات، وفوائد أخرى على وجه الإيجاز:
1- الصيام: هو التعبد لله - تعالى - بترك المفطِّرات من طُلُوع الفجر إلى غروب الشمس.
2- صيام رمضان أحد أركان الإسلام العظيمة؛ لقول النبي : ((بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام))؛ متفق عليه.
أقسام الناس في الصيام:
1- الصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم.
2- الكافر لا يصوم، ولا يجب عليه قضاء الصوم إذا أسلم.
3- الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصوم، ولكن يؤمر به ليعتاده.
4- المجنون لا يجب عليه الصوم، ولا الإطعام عنه، وإن كان كبيرًا، ومثله المعتوه الذي لا تمييز له، والكبير المهذري الذي لا تمييز له.
5- العاجز عن الصوم لسبب دائم كالكبير والمريض مرضًا لا يرجى برؤه، يُطعم عن كل يوم مسكينًا.
6- المريض مرضًا طارئًا يُنتظر برؤه، يفطر إن شقَّ عليه الصوم، ويقضي بعد برئه.
7- الحامل والمرضع إذا شق عليهما الصوم من أجل الحمل أو الرضاع، أو خافتا على ولديهما، تفطران وتقضيان الصوم إذا سهل عليهما وزال الخوف.
8- الحائض والنفَساء لا تصومان حال الحيض والنفاس، وتقضيان ما فاتهما.
9- المضطر للفطر لإنقاذ معصوم من غرَق أو حريق، يفطر لينقذه ويقضي.
10- المسافر إن شاء صام وإن شاء أفطر، وقضى ما أفطره، سواء كان سفره طارئًا، كسفر العمرة، أم دائمًا كأصحاب سيارات الأجرة (التكاسي والمرسيدس)، فيفطرون إن شاؤوا ما داموا في غير بلدهم.



مفطرات الصيام
1- لا يفطر الصائم إذا تناول شيئًا من المفطِّرات ناسيًا، أو جاهلاً، أو مكرهًا؛ لقول الله - تعالى -: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286]، وقوله: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾ [النحل: 106]، وقوله: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [الأحزاب: 5].
فإذا نسي الصائم فأكل أو شرب، لَم يفسد صومه لأنه ناسٍ، ولو أكل أو شرب يعتقد أن الشمس قد غربت، أو أن الفجر لَم يطلع، لَم يفسد صومه؛ لأنه جاهل، ولو تَمَضْمَض فدخل الماء إلى حلقه بدون قصد، لم يفسد صومه؛ لأنه غير متعمد، ولو احتلم في نومه لم يفسد صومه؛ لأنه غير مختار.
2- المفطِّرات ثمانية، وهي:
(أ) الجماع: وإذا وقع في نهار رمضان من صائم يجب عليه الصوم، فعليه مع القضاء كفارةٌ مغلظة، وهي عتق رقبة، فإن لَم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا.
(ب) إنزال المني يقظة باستمناء، أو مباشرة، أو تقبيل، أو ضم، أو نحو ذلك.
(جـ) الأكل والشرب، سواء كان نافعًا أو ضارًّا كالدخان.
(د) حقن الإبر المغذية التي يُستغنى بها عن الطعام؛ لأنها بمعنى الأكل والشرب، فأما الإبر التي لا تغذي، فلا تفطر، سواء استعملها في العضلات أم في الوريد، وسواء وجد طعمها في حلقه أم لم يجد.
(هـ) خروج دم الحيض والنفاس.
(و) إخراج الدم بالحجامة ونحوها: فأما خروج الدم بنفسه كالرعاف، أو خروجه بقلع سن ونحوه، فلا يفطر؛ لأنه ليس حجامة ولا بمعنى الحجامة.
(ز) القيء إن قصده، فإن قاء من غير قصد لم يفطر.


فوائد
1- يجوز للصائم أن ينوي الصيام وهو جُنُب، ثم يغتسل بعد طلوع الفجر.
2- يجب على المرأة إذا طهرتْ في رمضان من الحيض أو النفاس قبل الفجر أن تصوم، وإن لَم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر.
3- يجوز للصائم قلعُ سنِّه، ومداواة جرحه، والتقطير في عينيه وأذنيه، ولا يفطر بذلك ولو أحس بطعم القطور في حلقه.
4- يجوز للصائم أن يتسوَّك في أول النهار وآخره، وهو سُنة في حقه كالمفطرين.
5- يجوز للصائم أن يفعل ما يخفف عنه شدة الحر والعطش، كالتَّبَرد بالماء والمكيف.
6- يجوز للصائم أن يبخ في فمه ما يخفف عنه ضيق التنفس الحاصل من الضغط أو غيره.
7- يجوز للصائم أن يبل بالماء شفتيه إذا يبستا، وأن يَتَمَضمَض إذا نشف فمه، من غير أن يتغرغر بالماء.
8- يسن للصائم تأخير السحور قبيل الفجر، وتعجيل الفطور بعد غروب الشمس، ويفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، فإن لم يجد فعلى أي طعام حلال، فإن لم يجد نوى الفطر بقلبه حتى يجد.
9- يُسن للصائم أن يكثر من الطاعات، ويجتنب جميع المنهيات.
10- يجب على الصائم المحافظة على الواجبات، والبُعد عن المحرمات، فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها، ويؤدِّيها مع الجماعة إن كان من أهل الجماعة، ويترك الكذب والغيبة والغش والمعاملات الربويَّة، وكل قول أو فعل محرَّم؛ قال النبي : ((من لم يَدَعْ قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامه وشرابه))؛ رواه البخاري.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: الفقير إلى الله تعالى
محمد الصالح العثيمين
في 16 شعبان سنة 1401هـ


فضل صيام رمضان وقيامه، مع بيان
أحكام مهمة قد تخفى على بعض الناس
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى مَن يراه من المسلمين، سلك الله بي وبهم سبيلَ أهل الإيمان، ووفقني وإياهم للفقه في السنة والقرآن، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فهذه نصيحة موجزة تتعلق بفضل صيام رمضان وقيامه، وفضل المسابقة فيه بالأعمال الصالحات، مع بيان أحكام مهمة قد تخفَى على بعض الناس.
ثبت عن رسول الله  أنه كان يُبَشِّر أصحابَه بمجيء شهر رمضان، ويخبرهم - عليه الصلاة والسلام - أنه شهر تُفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب جهنم، وتغلُّ فيه الشياطين، ويقول : ((إذا كان أول ليلة من رمضان، فتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وغلِّقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصفِّدت الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاءُ من النار وذلك كل ليلة)) ، ويقول - عليه الصلاة والسلام -: ((جاءكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه، فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقيَّ من حُرم فيه رحمة الله)) ، ويقول - عليه الصلاة والسلام -: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه)) ، ويقول - عليه الصلاة والسلام -: ((يقول الله - عز وجل -: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به؛ ترَك شهوته وطعامه وشرابه مِن أجْلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخُلُوفُ فم الصائم أطْيب عند الله من ريح المسْك)) .
والأحاديث في فضل صيام رمضان وقيامه وفضل الصوم كثيرةٌ، فينبغي للمؤمن أن ينتهز هذه الفرصة، وهي ما مَنَّ الله به عليه من إدراك شهر رمضان، فيسارع إلى الطاعات، ويحذر السيئات، ويجتهد في أداء ما افترض الله عليه، ولا سيما الصلوات الخمس؛ فإنها عمود الإسلام، وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين، فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافَظةُ عليها، وأداؤها في أوقاتها بخشوع وطمأنينة، ومِن أهم واجباتها في حقِّ الرجال أداؤها في الجماعة في بُيُوت الله التي أذِن الله أن تُرفع، ويُذكر فيها اسمه؛ كما قال - عز وجل -: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين﴾ [البقرة: 43]، وقال - تعالى -: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِين﴾ [البقرة: 238]، وقال - عز وجل -: ﴿قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُون﴾ إلى أن قال - عز وجل -: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ *  الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُون﴾ [المؤمنون: 1- 11].
وقال النبي : ((العهْدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمَن ترَكَهَا فقد كفَر)) .
وأهم الفرائض بعد الصلاة أداء الزكاة؛ كما قال - عز وجل -: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ﴾ [البيِّنة: 5]، وقال - تعالى -: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون﴾ [النور: 56]، وقد دل كتاب الله العظيم وسنةُ رسوله الكريم، على أنَّ مَن لَم يُؤَدِّ زكاة ماله يعَذَّب به يوم القيامة.
وأهم الأُمُور بعد الصلاة والزكاة صيامُ رمضان، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة المذكورة في قول النبي  ((بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)) .
ويجب على المسلم أن يصون صيامَه وقيامه عما حرَّم الله عليه من الأقوال والأفعال؛ لأنَّ المقصود بالصيام هو طاعة الله - سبحانه - وتعظيم حرماته، وجهاد النفس على مخالَفة هواها في طاعة مولاها، وتعويدها الصبر عمَّا حرَّم الله، وليس المقصود مجرَّد ترك الطعام والشراب وسائر المفطِّرات؛ ولهذا صحَّ عن رسول الله  أنه قال: ((الصيام جنَّة، فإذا كان يومُ صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله، فليقل: إني صائم)) ، وصح عنه  أنه قال: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) .
فعُلِم بهذه النصوص وغيرها أنَّ الواجب على الصائم الحذَر من كلِّ ما حرم الله عليه، والمحافظة على كل ما أوجب عليه، وبذلك يرجى له المغفرة والعتق من النار، وقبول الصيام والقيام.


أمور قد تخفى على بعض الناس
وهناك أمور قد تخفى على بعض الناس؛ منها: أن الواجب على المسلم أن يصوم إيمانًا واحتسابًا، لا رياء، ولا سمعة، ولا تقليدًا للناس، أو متابعة لأهله أو أهل بلده؛ بل الواجب عليه أن يكون الحامل له على الصوم هو إيمانه بأن الله قد فرض عليه ذلك، واحتسابه الأجر عند ربه في ذلك.
وهكذا قيام رمضان، يجب أن يفعلَه المسلم إيمانًا واحتسابًا، لا لسبب آخر؛ ولهذا قال - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، ومَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه)) .
ومنَ الأُمُور التي قد يخفَى حُكمُها على بعض الناس: ما قد يَعرِض للصائم من جراح، أو رعاف، أو قيء، أو ذهاب الماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره، فكلُّ هذه الأمور لا تفسد الصوم، لكن مَن تعمَّد القيء فسد صومُه؛ لقول النبي : ((مَن ذرعه القيءُ فلا قضاء عليه، ومَن استقاء فعليه القضاء)) .
ومن ذلك ما قد يعرض للصائم من تأخير غسل الجنابة إلى طلوع الفجر، وما يعرض لبعض النساء من تأخير غسل الحيض أو النفاس إلى طُلُوع الفجر، إذا رأتِ الطُّهرَ قبل الفجر، فإنه يلزمها الصوم، ولا مانع من تأخيرها الغسلَ إلى ما بعد طلوع الفجر، ولكن ليس لها تأخيرُه إلى طُلُوع الشمس؛ بل يجب عليها أن تغتسل وتصلي الفجر قبل طلوع الشمس، وهكذا الجُنُب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طُلُوع الشمس؛ بل يجب عليه أن يغتسل ويصلِّي الفجر قبل طلوع الشمس، ويجب على الرجل المبادرة بذلك؛ حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة.
ومن الأُمُور التي لا تفسد الصوم تحليلُ الدم، وضرب الإبر غير التي يقصد بها التغذية، لكن تأخير ذلك إلى الليل أولى وأحوط إذا تيسَّر ذلك؛ لقول النبي : ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) ، وقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه)) .
ومن الأُمُور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس: عدمُ الاطمئنان في الصلاة؛ سواء كانت فريضة أم نافلة، وقد دلَّت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله  على أنَّ الطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة، لا تصحُّ الصلاة بدونه، وهي الركود في الصلاة والخشوع فيها، وعدم العجلة، حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، وكثير من الناس يُصَلِّي في رمضان صلاة التراويح صلاة لا يعقلها، ولا يطمئنُّ فيها؛ بل ينقرها نقرًا، وهذه الصلاة على هذا الوجه باطلة، وصاحبها آثم غير مأجور.
ومن الأُمُور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس: ظنُّ بعضهم أن التراويح لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة، وظنُّ بعضهم أنه لا يجوز أن يزاد فيها على إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا كله ظنٌّ في غير محله؛ بل هو خطأ مخالف للأدِلَّة.
وقد دلَّت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله  على أن صلاة الليل موسَّع فيها، فليس فيها حد محدود، ولا تجوز مخالفته؛ بل ثبت عنه  أنه كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة ، وربما صلى ثلاث عشرة، وربما صلى أقل من ذلك في رمضان وفي غيره، ولما سُئل  عن صلاة الليل، قال: ((مثنى مثنى، فإذا خشي أحدُكم الصبحَ صلى ركعة واحدة، توتر ما قد صلى))؛ متَّفق على صحته.
ولَم يُحدد ركعات معيَّنة، لا في رمضان ولا في غيره؛ ولهذا صلى الصحابة - رضي الله عنهم - في عهد عمر - رضي الله عنه - في بعض الأحيان ثلاثًا وعشرين ركعة، وفي بعضها إحدى عشرة ركعة، كل ذلك ثبت عن عمر - رضي الله عنه - وعن الصحابة في عهده .
وكان بعض السَّلَف يُصَلِّي في رمضان ستًّا وثلاثين ركعة، ويوتر بثلاث، وبعضهم يصلي إحدى وأربعين، ذَكَر ذلك عنهم شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وغيرُه من أهل العلم، كما ذكر - رحمه الله - أنَّ الأمر في ذلك واسع، وذكر أيضًا أنَّ الأفضل لمن أطال القراءة والركوع والسجود أن يُقَلِّل العدد، ومَن خَفَّف القراءة والركوع والسجود زاد في العدد، هذا معنى كلامه - رحمه الله.
ومَن تأمَّل سنّته  علم أن الأفضل في هذا كله هو صلاة إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة في رمضان وغيره؛ لكون ذلك هو الموافق لفِعْل النبي  في غالب أحواله؛ ولأنه أرفَق بالمصلِّين، وأقرب إلى الخشوع والطمأنينة، ومَن زاد فلا حرج ولا كراهة كما سبق، والأفضل لِمَن صلى مع الإمام في قيام رمضان ألا ينصرف إلا مع الإمام؛ لقول النبي : ((إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف، كَتَبَ الله له قيام ليلة)) .
ويشرع لجميع المُسلمين الاجتهاد في أنواع العبادة في هذا الشهر الكريم، من صلاة النافلة، وقراءةِ القرآن بالتدبُّر والتعقل، والإكثار من التسبيح، والتحميد، والتكبير، والاستغفار، والدعوات الشرعية، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله - عز وجل - ومواساة الفُقراء والمساكين، والاجتهاد في برِّ الوالدَيْن، وصلة الرَّحِم، وإكرام الجار، وعيادة المريض، وغير ذلك من أنواع الخير؛ لقوله  في الحديث السابق: ((ينظر الله إلى تنافُسكم فيه، فيباهي بكم ملائكتَه، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإنَّ الشَّقي مَن حُرِم فيه رحمة الله))، ولقوله  في الحديث السابق: ((يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر))، ولِما رُوي عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: ((مَن تَقَرَّب فيه بِخَصْلة من خصال الخير، كان كَمَنْ أَدَّى فريضة فيما سواه، ومن أَدَّى فيه فريضةً كان كمَن أدَّى سبعين فريضة فيما سِواه)) ؛ ولقولِه - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح: ((عمرة في رمضان تعدل حجة، أو قال: حجة معي)) .
والأحاديث والآثار الدالة على شرعية المسابقة والمنافَسة في أنواع الخير في هذا الشهر الكريم كثيرةٌ، والله المسؤول أن يوفِّقنا وسائر المسلمين لكلِّ ما فيه رضاه، وأن يتَقَبَّل صيامنا وقيامنا، ويُصلح أحوالنا، ويعيذنا جميعًا من مضلاَّت الفتن، كما نسأله - سبحانه - أن يصلح قادة المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
                            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مِن فوائد الصِّيام
فرَض الله الصيام على الأمة الإسلامية رحمةً بها، وإحسانًا إليها؛ ليُكَفِّر به سيئاتِهم، ويرفع به درجاتِهم، ويضاعِف به حسناتِهم، ولِما فيه من فوائدَ عظيمةٍ تعود على الفرد والمجتمع، لا يحيط بها قلمُ كاتب، أو تعبيرُ بليغ، وإنما يتكلم الإنسان في ذلك بحسب ما بلغه، فالصيامُ بعد كونه ركنًا من أركان الإسلام، وعبادةً من أبلغ العبادات وأهمها - فيه امتثالٌ لأمر الله، وطلبٌ لرضاه، وتعرُّضٌ لفضله، فهو من أكبر الدروس العملية التي تُعِدُّ الصائمَ الصادق للتقوى؛ فهو مُرَبٍّ للإرادة، ومُرَوِّضٌ للروح، يغرس في نفس المؤمن ملَكةَ الصبر على الطاعات، والصبر عن المخالَفات، والصبر على أقدار الله المؤلِمة، من مرضٍ، أو فقر، أو شدة تنزل بالعبد، إذا أخلَص النِّيَّة فيه لله - تعالى.
وبهذه المناسبة، فإنَّني أنصح إخواني المسلمين الصائمين الذين ابتُلوا بشُرب الدخان، الضار بصحتهم وأبدانهم وأموالهم، ودينهم ودنياهم وآخرتهم، أن يتسلوا عنه بالصوم، وأن يتركوه لله؛ فإنَّ مَن ترَك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه، وألا يصوموا عن الحلال ثم يفطروا على الحرام.
نسأل الله لنا ولهم وللمسلمين عمومًا العصمةَ والعافية والتوفيق والهداية.
والصوم طُهرة وزكاة للجسَد، يُطَهِّر الإنسانَ من الذنوب، ويزيل عنه آثارَ الشح والبخل والخُيَلاء، ويُطَهِّر جسمَه من آفات فضلات الأطعمة والأشربة، وفي الحديث الشريف: ((لكلِّ شيء زكاة، وزكاة الجسَد الصوم))؛ رواه ابن ماجه.
ومِن فوائد الصَّوم الاجتماعيَّة: المُساواةُ فيه بين الأغنياء والفُقَراء، والخاصَّة والعامَّة، وفي مُشارَكة الأغنياء للفُقراء في الجُوع إشعارٌ لهم بلزوم العطف عليهم، وأداء حقوقهم التي فرَضَها الله في أموالهم إلى الفقراء.
ففي الصَّوم إعلامُ الغني بحال الفقير، وإشعار الطاعم الكاسي بالجائع العاري، وفي هذا ما فيه من الخير الكثير للناس أجمعين.
وفي الصوم تنظيم الأمة في المعيشة، وإشعار بوحدة المسلمين، وجمْع شملِهم على الحق والهدى، فجميعُ المسلمين يمسكون عن الطعام والشراب في وقت واحد، ويفطرون في وقت واحد، إذا كانوا في إقليم واحد، لا يَتَقَدَّم أحد منهم على أحد، ولا يتأخر عنه.
وفي الصوم يتَمَثَّل الصدق والأمانة في العبادة؛ لأنه أمرٌ موكول إلى نفس الصائم وأمانته وعفته وشرفه، ولا رقيب عليه فيه إلا الله - تبارك وتعالى - لذا فقد جَعَلَ الله عملَ العبدِ له الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، إلاَّ الصيامَ، فقد اختَصَّه لنفسه، ولا يعلم مقدارَ ثواب الصيام إلا اللهُ؛ قال – صلى الله عليه وسلم -: «قال الله - تعالى -: كلُّ عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به»؛ متفق عليه.
وللصوم فوائدُ صحيةٌ؛ فإن المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، وقد قال كثير من الأطباء: إنَّ في الصوم أمانًا من كثير من الأمراض المزمنة، ولا سيما السل والسرطان الجلدي والدملي، وأمراض المعدة، وفي الحديث: «صوموا تصِحُّوا»؛ رواه الطبراني في "الأوسط"، ورواته ثقات( )؛ فهو يحفظ الصحة، ويذيب الفضلات المؤذية.
ومن فوائد الصيام: أنه يضيق مجاريَ الدم، التي هي مجاري الشيطان، فإنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فتسكن بالصيام وساوسُ الشيطان، وتنكسر حدةُ الشهوة والغضَب.
وبالصوم تعرف نِعَم الله عليك معرفةً صحيحة؛ فإن الشيء لا يعرف حقًّا إلا عند فَقْدِه.
وبالصوم تعرف ضعفك وحاجتك إلى ربك، ومَن عرَف ضعفه واحتياجه زالتْ عنه الكبرياء الكاذبة، فيعرف قدره، ورحم الله امرَأً عرَف قدره.
وفي الصوم تشبُّهٌ بالروحانيين من ملائكة الله المقرَّبين، الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون، يُسَبِّحون الليل والنهار لا يفترون، ولا يأكلون ولا يشربون.
وبالصيام يزيد الإيمان، ويستعين العبد على كثير من العبادات، من صلاة وقراءة، وذكر وصدقة، ودعاء واستغفار وتوبة، ويردع النفس عن الوقوع في الأمور المحرَّمة، فهو من أعظم الحسنات المذهِبة للسيئات، فهو جامِع لمصالِح الدين والدنيا والآخرة، وذلك فضْل الله يُؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

تابعوونا





عدل سابقا من قبل عراق الرافدين في الخميس 17 مايو - 12:22 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عراق الرافدين
برونزى
عراق الرافدين


عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 30/10/2010

فضل شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضل شهر رمضان   فضل شهر رمضان Icon_minitime1الخميس 17 مايو - 11:58



فضل تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره
الحمد لله الذي أنزَل على عبده الكتاب تبيانًا لكل شيء، وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعدُ:
فإنه يتأكد على المسلم الراجي رحمة ربِّه، الخائف من عذابه، أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره؛ تقرُّبًا إلى الله - تعالى - وطلَبًا لمرضاته، وتعَرُّضًا لفضله وثوابه؛ فإنَّ القرآن الكريم خيرُ كتاب، أنزل على أشرف رسول، إلى خير أمة أُخرجتْ للناس، بأفضل الشرائع وأسمحها، وأسماها وأكملها.
أنزل القرآنَ لكي يقرأَه المسلمُ ويتدبره، ويتفكر في معانيه، وأوامره ونواهيه، ثم يعمل به، فيكون حجة له عند ربه، وشفيعًا له يوم القيامة.
وقد تكَفَّلَ الله لمن قرأ القرآن وعمِل بما فيه ألاَّ يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة، بقوله - تعالى -: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى﴾ [طه: 123]، ولْيحذر المسلمُ من الإعراض عن تلاوة كتاب الله وتدبره والعمل بما فيه، وقد توَعَّد الله المعْرضين عنه بقوله - تعالى -: ﴿مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا﴾ [ طه: 100] وبقوله - تعالى -: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [ طه: 124].
وفي فضْل القرآن: قال الله - تعالى -: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [ النحل: 89]، وقال - تعالى -: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة: 15 - 16]، وقال - تعالى -: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [ يونس: 57]، وقال رسول الله : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»؛ رواه البخاري في صحيحه، وقال - عليه الصلاة والسلام -: «اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه»؛ رواه مسلم، وقال – صلى الله عليه وسلم -: «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، تحاجَّانِ عن صاحبهما»؛ رواه مسلم، وقال - عليه الصلاة والسلام -: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف؛ بل ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وقال – صلى الله عليه وسلم -: «يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها»؛ رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
وقال - عليه الصلاة والسلام -: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به، مع السفَرة الكرام البَرَرة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاقٌّ، له أجران»؛ متفق عليه.
والمراد بالسَّفَرة: الرسل من الملائكة، والبَرَرة: المطيعون لله - تعالى - ويتتعتع: يتردد في قراءته (له أجران): أجر القراءة، وأجر المشَقَّة.
وقال – صلى الله عليه وسلم -: «لا حسَد إلا في اثنتَين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار»؛ متفق عليه.
والآناء: الساعات، والمراد بالحسد هنا: الغبطة، وهي تَمَنِّي مثل ما للغَيْر.
فاحْرِص - أيها المسلم - وفَّقك الله لما يرضيه على تعلُّم القرآن وتلاوته بنية خالصة لله - تعالى - واحرص على تعلُّم معانيه والعمل به؛ لتنال ما وعد الله به أهل القرآن من الفضل العظيم، والثواب الجسيم، والدرجات العلا، والنعيم المقيم، فقد كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا تعلَّموا عشر آيات من كتاب الله - تعالى - لَم يتجاوزوهن حتى يتعلَّموا معانيهن والعمل بهن.
وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن؛ كما قال - تعالى -: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾ [البقرة : 185]، وفي الصحيحين عن ابن عباس: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كان يلتقي هو وجبريل في رمضان في كل ليلة، فيدارسه القرآن.
فدلَّ على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على مَن هو أحفظ له منه، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.
وفيه فضل الاجتماع في المساجد لتلاوة القرآن ومدارسته؛ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلتْ عليهم السكينة، وغشيتْهم الرحمة، وحفَّتْهم الملائكة، وذَكَرهم الله فيمن عنده»؛ رواه مسلم.
وفي حديث ابن عباس المتقدم: أن المدارسة بين النبي – صلى الله عليه وسلم - وبين جبريل كانت ليلاً، فدلَّ على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً؛ فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر؛ كما قال - تعالى -: ﴿إن ناشئة الليل هي أشد وطئًا وأقوم قيلاً﴾ [المزمِّل: 6].
ويستحب قراءة القرآن على أكمل الأحوال متطهرًا، مستقبل القبلة، متحريًا بها أفضل الأوقات؛ كالليل، وبعد المغرب، وبعد الفجر، وتجوز القراءة قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا، وماشيًا وراكبًا؛ لقوله - تعالى -: ﴿الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم﴾ [آل عمران : 191] والقرآن أعظم الذكر.
ثم اعلم - أيها المسلم - أنَّ تلاوة القرآن التي ينتفع بها صاحبُها هي التلاوة المصحوبة بالتدَبُّر والتفهُّم لمعانيه وأوامره ونواهيه، بحيث إذا مر القارئ بآية يأمره الله فيها بأمر ائتَمَر به وامتَثَلَه، وإذا مر بآية ينهاه الله فيها عن شيء، انتهى عنه وترَكه، وإذا مرَّ بآية رحمة سأل الله ورجا رحمته، وإذا مرَّ بآية عذاب استعاذ بالله وخاف من عقابه، فهذا الذي يتدبَّر القرآن ويعمل به، يكون حجة له، أما الذي لا يعمل به، فإنه لا ينتفع به ويكون حجة عليه؛ قال الله - تعالى -: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29].
اللهم اجعلنا وجميع المسلمين من أهل القرآن، الذين هم أهلُكَ وخاصتك يا أرحم الراحمين، واجعله حجَّة لنا لا حجة علينا يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


متى أنزل القرآن؟ ولماذا أنزل؟
ابتدئ بإنزال القرآن الكريم على النَّبي  في ليلة القدر من رمضان؛ كما قال - تعالى -: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ﴾ [البقرة: 185]، وقال - تعالى -: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ﴾ [القدر: 1]، وكان في ذلك مزيد فضْل لرمضان؛ حيث خص بإنزال القرآن فيه.
أنزل القرآن لكي يقرأَه المسلمون، ويتعلموا معانيه، ويعرفوا ما فيه من أوامر فيمتثلوها، ونواهٍ فيجتنبوها، وأحكامٍ فيُطَبِّقوها، وأخبارٍ فيصدقوها، وما فيه من وعْد بالثواب فيرجوه، ومن وعيد بالعقاب فيخافوه، وبذلك يتَحَقَّق إيمانُهم، ويتمُّ إسلامُهم، ويستحقون الثواب العظيم، ويسلمون من العذاب الأليم، فالقُرآن حجَّة لك إن عملتَ به، وحجة عليك إن لَم تعمل به.
فتقرَّب - أيها المسلم - إلى الله - تعالى - بتلاوة كتابه آناء الليل والنهار، فمَن قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وتقرب إليه بفهم كلامه، ومعرفة معانيه وأوامره ونواهيه، وأحكامه وحدوده، وحلاله وحرامه، ووعده ووعيده، وثوابه وعقابه، فقبيحٌ بشخص يقرأ كلامًا لا يعرف معناه، لو أتاك خطاب من صديق لك لَم تطمئنَّ نفسُك حتى تقرأه، وتعرف معناه، فكيف بكلام ربك الذي فيه سعادتُك ونجاتك؟! ثم إذا قرأتَه وعرفتَ معناه، وجب عليك أن تعمل به في جميع شؤونك؛ امتثالاً لأمر ربك، وطَلَبًا لمرضاته وثوابه الكريم، وخوفًا من سخطه وعقابه الأليم، فقد تكفَّل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضلَّ في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة بقوله - تعالى -: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ [طه: 123]، فإذا قصر المسلم في قراءة القرآن، أو قصَّر في العمل به، فقد هجَرَهُ: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ [الفرقان: 30].
وفي فضل القرآن قال الله - تعالى -: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89]، وقال - تعالى -: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 57]، وقال : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))؛ رواه البخاري، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلاَّ نزلتْ عليهم السكينة، وغشيتْهم الرحمة، وحفَّتْهم الملائكة، وذَكَرَهُم الله فيمَن عنده))؛ رواه مسلم، وقال: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه))؛ رواه مسلم.
وفضائل كلام الله وفوائده لا تُحصى، اللهم اجعلنا وجميع المسلمين من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، يا أرحم الراحمين، واجعله حجة لنا لا حجة علينا، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله على محمد.


من آداب الصائم
أيها المسلم الكريم، اعلم - وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه - أن للصوم آدابًا، تجب مراعاتُها والعمل بها في الصوم والإفطار، وإلاَّ لَم يَكُن للصائم من صومه إلاَّ الجوع والعَطَش.
1- فمنها: غض البصر عن النظر المحرَّم إلى العورات، وإلى النساء اللاتي لسن من محارمك؛ لأنَّ المرأة عَوْرة وفِتْنة؛ قال – تعالى -: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾( )، وقال – تعالى -: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾( ).
2- صون السمع عن الإصغاء إلى كل ما يحرم أو يكره؛ لأن الإنسان مسؤول عن سمعه، كما هو مسؤول عن بصره - كما في الآية السابقة - وقائل القبيح والمستمع إليه شريكانِ في الإثم.
3- حفْظ اللِّسان عن النُّطق بالفُحش والبهتان، فيجب أن يجتنب الصائم الكذبَ والغيبة والنميمة، والخصومة والسب والشتم، وأن يلزم الصمت، أو الاشتغال بما يقربه إلى الله من تلاوة القرآن، وذكر الله ودعاء واستغفار، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، فكلُّ كلام ابن آدم عليه لا له، إلا ذِكر الله وما والاه من طاعة الله.
4 - حِفْظ البَطْن من أن يدخله حرام أكلاً أو شربًا، وفي الحديث: «لا يدخل الجنة لَحْمٌ نبت من سحت»؛ رواه ابن حبان في صحيحه، والسحت: الحرام.
فالمسلم يصوم عن الحلال ابتغاء مرضاة الله، فأولى به أن يمتنع عن الحرام الذي به هلاكه، فلا يحل لمسلم الغشُّ في المعاملة، أو إنفاق السلعة بالأيمان الكاذبة، كما يحرم على المسلم المعامَلة بالرِّبا الذي حرمه الله ولعن فاعله.
5 - حفظ الفرْج عن الحرام، قال - عليه الصلاة والسلام -: «مَن يضمن لي ما بين لحييه»؛ يعني: اللسان، «وما بين رجليه»؛ يعني: الفرج، «أضمن له الجنة»؛ رواه البخاري في صحيحه.
6، 7- صون اليد والرجل عن تناوُل الحرام، والمشي إليه؛ فإنك مسؤول عن ذلك كله، والواقع أن صيانة الجوارح عن الآثام مطلوب في كل وقت وعلى كل حال، إلا أن ذلك يتأكَّد على الصائم أكثر من غيره؛ لئلا يبطل صومه، ويذهب أجره، فإذا صان جوارحه عن الآثام من الكلام المحرم، والنظَر المحرم، والاستماع المحرم، والأكل والشرب المحرم، والمشي أو البطش المحرم، كمل أجرُه، وقبل صومُه، وكان من الذين رضي الله عنهم وأرضاهم، وجعل الحنة مأواهم، نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا منهم أجمعين.



صيام يوم عاشوراء
قال - عليه الصلاة والسلام - فيما رواه مسلم في صحيحه: «أفضل الصوم بعد رمضان شهرُ الله المحرم»، وسُئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال: «يُكفِّر السنة الماضية»؛ رواه مسلم، ولمَّا قدم النبي - عليه الصلاة والسلام - المدينةَ مهاجرًا، وجد اليهودَ يصومون يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا اليوم الذي تصومونه؟»، قالوا: هذا يوم عظيم، نجَّى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا لله، فنحن نصومه، قال - عليه الصلاة والسلام -: «نحن أحق بموسى منكم»، فصامه، وأمر بصيامه، وقال: «لئن بقيت إلى قابل لأصومَنَّ التاسع والعاشر»، وفي لفظ: «صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده، خالفوا اليهود» وفي رواية: «صوموا يومًا قبله، ويومًا بعده»( ).
فينبغي للمسلم أن يصوم الأيام الثلاثة: اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر؛ ليحصل على فوائد متعدِّدة:
الأولى: أنه يُكتب له أجر صيام الشهر كله؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، وكان النبي  يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ويأمُر بها.
الثانية: أن صوْم هذا الشهر أفضل الصوم بعد رمضان، كما نصَّ عليه الحديثُ المتَقَدِّم.
الثالثة: مخالفة اليهود بصوم التاسع والحادي عشر مع العاشر.
الرابعة: الاقتداء بالنبي  فقد صامه وأمر بصيامه، رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس.
الخامسة: أنه يُكَفِّر ذنوب سنة كاملة، والمراد بها الصغائر بشرْط اجتناب الكبائر.
والصوم من حيث هو أجره غير محصور وغير محدود، قال : «كلُّ عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله - تعالى -: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به»( )؛ وذلك لأن الصيام من الصبر، وقد قال الله – تعالى -: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: 10]، والصوم في الشتاء غنيمة باردة؛ نهار قصير بارد، وأجر بلا تعب، كما أن الصوم في الصيف من أفضل الأعمال.
(قصة موسى مع فرعون): وخلاصتها أن موسى - عليه السلام - لَمَّا خرج بجنوده، أتْبَعه فرعون وقومه، فلما تراءى الجمعانِ، وأقبل موسى بقومه نحو البحر، وأقبل عليهم فرعون وقومه، قال أصحاب موسى: إنا لمدركون، فأوحى الله إلى موسى أن اضربْ بعصاك البحر، فضرَبَه فانفلق اثنا عشر طريقًا، بعدد الفِرَق، فلمَّا دَخَلَه موسى وقومه وخرجوا منه، أتبعه فرعون وقومه، فلما تكاملوا فيه، أمره الله فانطبق عليهم، فصارتْ أجسامهم للغرق، وأرواحهم للنار والحرق، قال الله – تعالى -: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾( )، وصاروا عبرة لمن اعتبر، وتلك عاقبة الذنوب والمعاصي؛ قال - تعالى -: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾( ) قيل له: ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾( )، فلفظه البحر ميتًا ليتحققوا أنه مات بعد أن كان يقول: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾( ) ويقول: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾( )، وهكذا تكون عاقبةُ الظُّلم والطغيان، ولَعَذَابُ الآخرة أشدُّ وأبقى.
وفي الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه سئل عن يوم عاشوراء، فقال: ما رأيتُ رسولَ الله  صام يومًا يتحرى فضْله على الأيام، إلا هذا اليوم؛ يعني: يوم عاشوراء، ويوم عاشوراء له فضِيلةٌ عظيمة، وحُرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء - عليهم السلام - وقد صامَه نوح وموسى - عليهما السلام - وقد كان أهل الكتاب يصومونه، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه، وكان للنبي  في صيامه أربع حالات:
الأولى: أنه كان يصومه بمكة، ولا يأمر الناس بالصوم؛ ففي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية، وكان النبي  يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه، فترك صوم عاشوراء، فمَن شاء صامه، ومَن شاء أفطره.
الثانية: أن النبي  لَمَّا قدم المدينة، رأى صيام أهل الكتاب له، وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لَم يؤمر به، فصامه وأمر الناس بصيامه، وحثَّ عليه، حتى كانوا يصوِّمونه أطفالهم، كما في الصحيحين عن ابن عباس وغيره.
الثالثة: أنه لما فرض صيام شهر رمضان، ترك النبي  أمْرَ الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده فيه، وقد سبق حديث عائشة في ذلك، وأكثر العُلماء على استحباب صيامه من غير تأكيد.
الرابعة: أن النبي  عزم في آخر حياته على ألا يصومَه مفردًا؛ بل يضم إليه يومًا آخر؛ مخالفةً لأهل الكتاب في صيامه، قال ابن القيم - رحمه الله -: فمراتب صومه ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يومٌ وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم، وكان طائفة من السلَف يصُومُون يوم عاشوراء في السفر منهم ابن عباس، وقالوا: رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ومن أعجب ما ورد في عاشوراء: أنه كان يصومه الوحش والهوام والنمل، ومن فضائلِه أنه يوم تاب الله فيه على قوم، ويتوب فيه على آخرين، كما في الحديث الذي أخرجه الترمذي عن علي - رضي الله عنه - عن النبي  وفيه حث على تجديد التوبة النصوح إلى الله - تعالى - في يوم عاشوراء، ورجاء قبول التوبة، فمن تاب فيه إلى الله - عز وجل - من ذنوبه، تاب الله عليه( ).
اللهم تب علينا، إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، ووفقنا لما تحب وترضى، إنك على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وآله وصحبه أجمعين.



فوائد الصوم( )
قال - تعالى -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾( )، فذكر - تعالى - للصَّوم هذه الفائدةَ العظمى، المحتوية على فوائدَ كثيرةٍ، وهي قوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾؛ أي: ليكون الصيام وسيلةً لكم إلى حصول التقوى، ولتكونوا بالصيام من المتقين، وذلك أن التقوى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من فعل المحبوبات لله ورسوله، وترك ما يكرهه اللهُ ورسوله، فالصيامُ هو الطريق الأعظم لحصول هذه الغايةِ الجليلة التي توصل العبدَ إلى السعادة والفلاح، فإن الصائم يتقرَّب إلى الله بترْك ما تشتهيه نفسه من طعام وشراب وتوابعها؛ تقديمًا لمحبة الله على محبة النفس، وكذلك اختصه الله من بين الأعمال، فقال: «الصوم لي، وأنا أجزي به»( ).
وبالصيام يزداد الإيمان، ويتَمَرَّن العبد على الصبر النفسي، الدافع لاندفاع النفس البهيمية في شهواتها الضارة، وبالصيام يستعين العبدُ على كثيرٍ من العبادات، من صلاة وقراءة، وذكر وصدقة، ويردع النفس عن الوقوع في الأمور المحرَّمة من أقوال وأفعال، وذلك من أصول التقوى.
وبالصيام يعرف العبد نعمةَ الله عليه في إقداره على ما يتمتع به من مأكل ومشرب ومنكح وتوابعها، فبالامتناع منها في وقت وحصول الشقة بذلك، وإباحته في بقية أوقاته، يذوق طعمَ الجوع والظمأ، ويعرف مقدار النعمة، ويحنو على إخوانه المعدمين الذين لا يكادون يجدون القوت دائمًا.
وبالصيام يكون العبد صابرًا على الطاعات، وعن المخالفات، وعلى أقدار الله المؤلمة، بصبره عن المفطِّرات التي يؤلم النفسَ تركُها، ويكون من الشاكرين لله بمعرفة مقدار نعمة الله عليه بالسَّعة والغنى، وبنعمته الكبرى بتوفيقه للصيام؛ فإن نِعَم اللهِ الدينية أكبر من نعمه الدنيوية، وقد أخبر  أن الصيام أحد مباني الإسلام الخمسة، وأنه يكفِّر الذنوبَ المتقدِّمة كلَّها، وأن الله يحبه ويرضى عن صاحبه ويعطيه أجرًا عظيمًا، وأن من صام رمضان ثم أتبعه بستٍّ من شوال فكأنما صام الدهر، ومَن صام من كل شهر ثلاثةَ أيام فكذلك؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك يعدل صيام الدهر، فضلاً من الله ومنَّة، ومن تيسير الله للصيام وتسهيله أنَّ الله شرعه في وقت واحد وشهر واحد؛ ليتفق المسلمون كلُّهم على صيامه، وتهون المشقَّة باشتراكهم في الصيام، فإن الاشتراك في العبادة له نفع عظيم، ومساعد جسيمة، ولله في العبادات حِكَمٌ وأسرار ولطف كبير.
وأما منافع الصيام البدنية، فقد ذكر الأطباء أنه يحفظ الصحة، ويذيب الفضلات المؤذية، ويريح القوى، ويرد إليها قوتها، وهو من أفضل أنواع الحمية عن تناول ما يؤذي البدن، فهو جامع لمصالِح الدين والدنيا والآخرة، والله أعلم.






أدعية جامعة نافعة لا يستغنى عنها
قال الله – تعالى -: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
وقال : «الدُّعاء هو العبادة»؛ رواه أصحاب السنن الأربعة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، اجعلنا وجميع المسلمين ممن صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا، فغفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم يا دائم الخير والإحسان، يا من كل يوم هو في شان، يا من لا تنفعه الطاعةُ ولا يضره العصيان، اجعلنا فائزين منك بالمغفرة والرضوان، حائزين لأسباب السلامة والفوز والعتق من النيران.
اللهم اجعلنا منَ المقبولين في هذا الشهر الفضيل، وخصنا فيه بالأجر الوافر والعطاء الجزيل.
اللهم اجعلنا ممن صام الشهر، واستكمل الأجر، وأدرك ليلة القدر، وفاز بجائزة الرب - تبارك وتعالى.
اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا مجيب دعوة المضطر إذا دعاك، نسألك موجباتِ رحمتك، وعزائمَ مغفرتك، والعزيمة على الرشد، والغنيمة من كل بِر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.
اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه، وظاهره وباطنه، وأوله وآخره، وعلانيته وسره، يا مالك الملك، يا قادرًا على كل شيء، يا مجيب دعوة المضطر إذا دعاك.
اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى.
اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه عبدُك ورسولك محمدٌ  وعبادك الصالحون، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدُك ورسولك محمدٌ  وعبادك الصالحون.
اللهم إنا نسألك الجنة، وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، ونسألك بوجهك الجنة، ونعوذ بوجهك من النار.
اللهم أصلِح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تَحُول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبَلِّغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائبَ الدنيا.
اللهم متِّعنا بأسماعنا وأبصارنا، وقُوَّاتنا ما أبقيتنا.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال.
اللهم رحمتك نرجو، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت.
اللهم أحسِنْ عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرْنا من خِزْي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم طهِّر قلوبنا من النفاق، وأعمالَنا من الرياء، وألسنتَنا من الكذب، وأعينَنا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
اللهم اكْفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعتق رقابنا من النار، وأوسع لنا من الرزق الحلال، واصرف عنا فسَقة الجن والإنس، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ارحم في الدنيا غربتَنا، وارحم في القبر وحشتَنا، وارحم في الآخرة وقوفَنا بين يديك.
اللهم اجعل خيرَ أعمالنا آخرَها، وخير أعمارنا خواتمَها، وخير أيامنا يومَ لقائك.
اللهم آنس وحشتنا في القبور، وآمن خوفنا يوم البعث والنشور، ويسِّر لنا يا إلهنا الأمور، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، ووفِّقهم للعدل في رعاياهم، والرفق بهم والاعتناء بمصالحهم، وحببهم إلى الرعية، وحبب الرعية إليهم.
اللهم وفقهم لصراطك المستقيم، والعمل بوظائف دينك القويم، واجْعلهم هداةً مهتدين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم وفقهم للعمل بكتابك وسنة نبيك، والحكم بشريعتك، وإقامة حدودك.
اللهم وفِّقهم لإزالة المنكرات، وإظهار المحاسن وأنواع الخيرات.
اللهم اجعلهم آمرين بالمعروف، فاعلين له، ناهين عن المنكر، تاركين له.
اللهم أصلح أحوال المسلمين، وأرخص أسعارهم، وآمنهم في أوطانهم.
اللهم أصلح شباب المسلمين، وحبِّب إليهم الإيمان وزيِّنه في قلوبهم، وكرِّه إليهم الكفرَ والفسوق والعصيان، واجعلهم من الراشدين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، وألِّف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، واهدِهم سُبُلَ السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وبارِكْ لهم في أسماعهم وأبصارهم، وأزواجهم وذرياتهم ما أبقيتَهم، واجعلهم شاكرين لنِعَمك، مثنين بها عليك قابليها، وأتمَّها عليهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا مجيب دعوة المضطر إذا دعاك، نسألك أن تعز الإسلام والمسلمين، وأن تذلَّ الشرك والمشركين، وأن تدمِّر أعداء الدين، وأن تجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا، وسائر بلاد المسلمين عامة، يا رب العالمين.
اللهم دمر اليهود والكفرة والمشركين والشيوعيين، الذين يصدون عن سبيلك، ويبدِّلون دينك، ويعادون المؤمنين، اللهم شتِّت شملهم، وفرِّق كلمتهم، وأدِرْ عليهم دائرة السوء.
اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لجميع موتى المؤمنين، الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيِّك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرمْ نُزلهم، ووسِّع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقِّهم من الذنوب والخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وجازهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم أعنَّا على ذِكرك وشكرك وحسن عبادتك، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
ربنا اصرفْ عنا عذاب جهنم، إنَّ عذابَها كان غرامًا.
ربنا لا تُزغ قلوبَنا بعد إذ هديتنا، وهبْ لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
ربنا فاغفر لنا ذنوبنا، وكفِّر عنا سيئاتنا، وتوفَّنا مع الأبرار.
ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا، وقنا عذاب النار.
ربنا آتنا من لدنك رحمة، وهيئ لنا من أمرنا رشدًا.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لَم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمِل علينا إصرًا كما حملتَه على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
ربنا تقبَّل منا، إنك أنت السميع العليم.
آمين يا رب العالمين، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ملاحظات:
(أ) من أسباب إجابة الدعاء: أكلُ الحلال، والإلحاحُ في الدعاء، والإيقانُ بالإجابة، وطاعةُ الله ورسوله بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، وافتتاحُ الدعاء بالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وختمُه بالصلاة على النبي .
(ب) ومن موانع الإجابة: أكلُ الحرام وشربه ولبسه، واستبطاء الإجابة، وأن يدعوَ وقلبُه غافل لاهٍ، أو أن يدعو بإثم أو قطيعة رحم، أو أن يدعو وهو عاصٍ لله ورسوله بترك الواجبات وفعل المحرمات.
(ج) ينبغي للمسلم أن يلازم هذا الدعاءَ دائمًا، وخصوصًا في الزمان الفاضل والمكان الفاضل، كرمضان في حال الصيام، وعند الفطر، وعند السحور، وفي ليلة القدر، وفي الحج، وعشر ذي الحجة، وفي الحرمين الشريفين، وفي آخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي يوم عرفة، ويوم الجمعة، وفي السجود، ويكرر الدعاء ثلاث مرات.
وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


زكاة الفطر
قال الله - تعالى -: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾ [الأعلى: 14 - 15]، وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "فرض رسول الله  زكاةَ الفطر على الحرِّ والعبد، والذكرِ والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة"؛ متفق عليه.
وتجب على كل مسلم عن نفسه، وعمَّن تلزمه مؤونته، صاعًا من غالب قوت البلد، إذا كان فاضلاً عن قوت يومه وليلته وقوت عياله، والأفضلُ فيها الأنفعُ للفقراء.
ووقت إخراجها يومُ العيد قبل الصلاة، ويجوز قبله بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرُها عن يوم العيد.
وعن ابن عباس قال: "فرض رسول الله  زكاة الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطعمةً للمساكين، فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة - أي: صلاة العيد - فهي صدقة من الصدقات"؛ رواه أبو داود وابن ماجه.
ولا يجزئ إخراج القيمة؛ لأنه خلاف السُّنة.
ويجوز أن يعطي الجماعةُ فطرَهم الواحد، وأن يعطي الواحدُ فطرتَه الجماعة.
ولا يجوز أن تعطى إلا الفقير أو وكيله.
وتجب زكاة الفطر بغروب الشمس ليلة العيد، فمن مات أو أعسر قبل الغروب فلا زكاة عليه، وبعده تستقر في ذمته.
ومن الحكمة فيها:
1- أنها زكاة للبدن، حيث أبقاه الله - تعالى - عامًا من الأعوام، وأنعم عليه بالبقاء.
2- أن فيها مواساةً للمسلمين أغنيائهم وفقرائهم ذلك اليوم، فيتفرغ الجميع لعبادة الله - تعالى - والسرور بنِعَمه.
3- ومن أعظم حكمها أنها من شكر نعم الله على الصائمين بالصيام( ).
4- ما تضمنه حديث ابن عباس المتقدِّم من أنها طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين.
اللهم تقبل منا صلاتنا وزكاتنا وصيامنا، وجميع أعمالنا، إنك على كل شيء قدير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

العيد
العيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراحُ المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته؛ كما قال - تعالى -: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58].
قال بعض العارفين: ما فرح أحدٌ بغير الله إلا لغفلتِه عن الله، فالغافلُ يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه.
لما قدم النبي  المدينة كان لهم يومانِ يلعبون فيهما، فقال: «إن الله قد أبدلكم يومين خيرًا منهما: يوم الفطر، والأضحى»؛ أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.
والحديث دليل على أن إظهار السرور في العيدين مندوبٌ، وأن ذلك من الشريعة، فيجوز التوسعة على العيال في الأعياد بما يحصل لهم من ترويح البدن، وبسط النفس، مما ليس بمحظور ولا شاغل عن طاعة الله.
وأما ما يفعله كثير من الناس في الأعياد من التوسع في الملاهي والملاعب، فلا يجوز؛ لأن ذلك خلاف ما شرع لهم من إقامة ذكر الله، فليستِ الأعياد للهو واللعب والإضاعة، وإنما هي لإقامة ذكر الله والاجتهاد في الطاعة، فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو، يومي الذِّكر والشكر والمغفرة والعفو.
ففي الدنيا للمؤمنين ثلاثة أعياد: عيد يتكرر كل أسبوع، وعيدان يأتيان في كل عام مرة من غير تكرار في السنة.
فأما العيد المتكرر، فهو يوم الجمعة، وهو عيد الأسبوع، وهو مترتب على إكمال الصلوات المكتوبات، وهي أعظم أركان الإسلام ومبانيه بعد الشهادتين.
وأما العيدان اللذان لا يتكرران في كل عام، وإنما يأتي كل واحد منهما في العام مرة واحدة، فأحدهما: عيد الفطر من صوم رمضان، وهو مترتب على إكمال صيام رمضان، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه، فإذا استكمل المسلمون صيامَ شهرهم المفروض عليهم، استوجبوا من الله المغفرة والعتق من النار، فإن صيامه يوجب مغفرةَ ما تقدَّم من الذنوب، وآخره عتق من النار، يعتق فيه مِن النار مَن استحقَّها بذنوبه، فشرع الله - تعالى - لهم عقب إكمالهم لصيامهم عيدًا يجتمعون فيه على شكر الله وذِكره وتكبيره على ما هداهم له، وشرع لهم في ذلك العيد الصلاة والصدقة، وهو يوم الجوائز، يستوفي الصائمون فيه أجر صيامهم، ويرجعون من عيدهم بالمغفرة.
والعيد الثاني عيد النحر، وهو أكبر العيدين وأفضلهما، وهو مترتب على إكمال الحج، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام ومبانيه، فإذا أكمل المسلمون حجَّهم غفر لهم.
فهذه أعياد المسلمين في الدنيا، وكلها عند إكمال طاعة مولاهم الملك الوهاب، وحيازتهم لما وعدهم من الأجر والثواب( ).


هدي النبي  في العيد
كان يلبس أجملَ ثيابه، ويأكل في عيد الفطر قبل خروجه تمرات، ويأكلهن وترًا: ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا.
وأما في عيد الأضحى، فلا يأكل حتى يرجع من المصلى، فيأكل من أضحيته.
وكان يؤخِّر صلاة عيد الفطر؛ ليتسع الوقت قبلها لتوزيع الفطرة، ويعجِّل صلاة عيد الأضحى؛ ليتفرغ الناس بعدها لذبح الأضاحي؛ قال - تعالى -: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 2].
وكان ابن عمر - مع شدة اتِّباعه للسنة - لا يخرج لصلاة العيد حتى تطلع الشمس، ويكبر من بيته إلى المصلى.
وكان النبي  يبدأ بالصلاة قبل الخطبة، فيصلي ركعتين، يكبر في الأولى سبعًا متوالية بتكبيرة الإحرام، ويسكت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة، ولم يُحفظ عنه ذِكرٌ معين بين التكبيرات، ولكن ذُكر عن ابن مسعود أنه قال: يحمد الله ويثني عليه، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم.
وكان ابن عمر يرفع يديه مع كل تكبيرة.
وكان  إذا أتمَّ التكبير أخذ في القراءة، فقرأ في الأولى الفاتحة ثم «ق»، وفي الثانية «اقتربت»، وربما قرأ فيها بـ «سبح» و«الغاشية».
فإذا فرغ من القراءة كبَّر وركع، ثم يكبر في الثانية خمسًا متوالية، ثم أخذ في القراءة، فإذا انصرف قام مقابل الناس وهم جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويأمرهم وينهاهم.
وكان يخالف الطريق يوم العيد، فيذهب من طريق ويرجع من آخر( ).
وكان يغتسل للعيدين، وكان  يفتتح خطبه كلَّها بالحمد، وقال: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله، فهو أجذم»؛ رواه أحمد وغيره.
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أن النبي  صلى يوم العيد ركعتين لم يصلِّ قبلهما ولا بعدهما"؛ أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
والحديث دليل على أن صلاة العيد ركعتان، وفيه دليل على عدم مشروعية النافلة قبلها وبعدها في موضعها، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فضل صيام ستة أيام من شوال
عن أبي أيوب - رضي الله عنه -: أن رسول الله  قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر»؛ رواه مسلم، وروى أحمد والنسائي عن ثوبان مرفوعًا: «صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة»، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: «من صام رمضان وأتبعه بستٍّ من شوال، فكأنما صام الدهر»؛ رواه البزار وغيره، وروى الطبراني عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله : «من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال، خرج من ذنوبه كيوم ولدتْه أمُّه».
وإنما كان صيام رمضان وإتباعه بست من شوال يعدل صيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، وقد جاء ذلك مفسَّرًا في حديث ثوبان المتقدم.
وفي معاودة الصيام بعد رمضان فوائدُ عديدةٌ:
1- منها أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، يستكمل بها أجر صيام الدهر كله - كما سبق.
2- وأن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خللٍ ونقص؛ فإن الفرائض تُكمل أو تُجبر بالنوافل يوم القيامة؛ كما ورد ذلك عن النبي  من وجوه متعددة.
وأكثرُ الناس في صيامه للفرض نقصٌ وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال.
3- وأن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامةٌ على قبول صوم رمضان؛ فإن الله إذا تقبَّل عمل عبدٍ وفَّقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنةُ بعدها.
فمن عمل حسنةً ثم أتبعها بعدُ بحسنة، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة، كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
4- وأن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب - كما سبق ذكره - وأن الصائمين لرمضان يوفَّوْنَ أجورَهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز، فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكرًا لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب.
فمن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه: أن يصوم له شكرًا عقب ذلك.
فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو مِن فعل مَن بدَّل نعمة الله كفرًا، فإن كان قد عزم في صيامه على معاودة المعاصي بعد انقضاء الصيام، فصيامه عليه مردود، وباب الرحمة في وجهه مسدود، فهو كمن يبني ثم يهدم، ويغزل ثم ينقض؛ قال - تعالى -: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ﴾ [النحل: 92].
5- ومن فوائد صيام ستة أيام من شوال: أن الأعمال التي كان العبد يتقرَّب بها إلى ربِّه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان؛ بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حيًّا، فالصائم بعد رمضان كالكارِّ بعد الفار، وهو الذي يفر من القتال في سبيل الله، ثم يعود إليه؛ وذلك لأن كثيرًا من الناس يفرح بانقضاء شهر رمضان؛ لاستثقال الصيام وملله وطوله عليه، ومن كان كذلك فلا يكاد يعود إلى الصيام سريعًا، فالعائدُ إلى الصيام بعد فطره يوم الفطر، يدلُّ على رغبته في الصيام، وأنه لم يملَّه ولم يستثقله ولا تكَرَّه به، وقيل لبعض السلف: إن قومًا يتعبدون ويجتهدون في رمضان، فإذا انسلخ تركوا الاجتهاد، فقال: بئس القوم لا يعرفون الله حقًّا إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السَّنةَ كلها.
وينبغي لمن كان عليه قضاء من شهر رمضان أن يبدأ بقضائه في شوال، فإنه أسرع لبراءة ذمته، ثم يصوم ستة أيام من شوال؛ لأنه يصير قد صام رمضان، وأتبعه بست من شوال.
وعمل المؤمن لا ينقضي حتى يأتيه أجله؛ قال - تعالى -: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]؛ أي: استمر على عبادة ربك حتى تموت( ).
ونوافل الصلاة والصيام والصدقة التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في شهر رمضان - مشروعةٌ طول السنة، ومن فوائدها أنها تجبر ما نقص من الفرائض، وتكون سببًا في محبة الله لعبده، وإجابة دعائه، وسببًا في تكفير السيئات، ومضاعفة الحسنات، ورفع الدرجات، والله الموفق، وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





الموضوع الصفحة
مقدمة 2
فضل شهر رمضان 3
من آداب الصيام 6
نبذ في الصيام 7
أقسام الناس في الصيام 7
مفطرات الصيام 8
فوائد 9
فضل صيام رمضان وقيامه 10
من فوائد الصيام 16
فضل تلاوة القرآن في رمضان وغيره 18
متى نزل القرآن ولماذا أنزل؟ 21
صيام عاشورا 25
فوائد الصيام للشيخ ابن سعدي 28
أدعية جامعة نافعة 30
زكاة الفطر 33
العيد 35
هدي النبي – صلى الله عليه وسلم - 37
فضل صيام ستة أيام من شوال 38
فهرس 40









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضل شهر رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صور رمضانية مع رسائل رمضان 2014 و احلى و اروع صور رمضان كريم جديدة صور فانوس رمضان ، صور مدفع رمضان صور
» رمضانيات - اداب رمضان - احكام رمضان - اذكار - فوائد رمضان - توجيهات لرمضان
» احلى صور رمضان , صور جديده رمضان , صور رمضان 2015 , خلفيات لرمضان
» مواعيد دخول شهر رمضان المبارك حتى عام 2048م.دورة شهر رمضان خلال 33 سنة قادمة
»  صور امساكيه شهر رمضان 2013/1434 كل البلاد العربية اول ايام شهر رمضان 1434 امساكية رمضان 2013 مواقيت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑ الخيمة الرمضانية(N.Ramadan)๑۩۞۩๑-
انتقل الى: