مخالفات في الطهارة والعبادة
مخالفات في الطهارة والعبادة
مخالفات في الطهارة والعبادة
الطهارة:
الجهر بالنيه عند الوضوء:
وهذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ,قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
ولم يكن صلى الله عليه وسلم يقول في أوله نويت رفع الحدث ولا استباحه في الصلاة لا هو ولا أحد من أصحابه البته ولم يرد عنه في ذلك حرف واحد لا بإسناد صحيح ولا ضعيف.
الدعاء عند غسل أعضاء الوضوء:
كقول بعضهم عند غسل يده اليمنى اللهم أعطني كتابي بيميني ، وعند غسل وجهه اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه...إلخ.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول على وضوئه شيئا غير التسمية وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه مكذوب مختلق لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا منه ولا علمه لأمته ولا ثبت عنه غير التسميه في أوله وقوله:" أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ". في آخره فهذا ثابت.
وفي حديث آخر عند النسائي مما يقال بعد الوضوء أيضا:"سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".
الإسراف في ماء الوضوء :
أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يغسل - أو كان يغتسل - بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمُد. وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في أول كتاب الوضوء من صحيحه: وكره أهل العلم الإسراف فيه وأن يجاوزوا فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
عدم إسباغ الوضوء :
والإسباغ الإكمال قال في الفتح : اسبغوا :أي أكملوا.
روى البخاري في صحيحه عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريره وكان يمر بنا - والناس يتوضئون من المطهره - قال : أسبغوا الوضوء فإن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم،قال: " ويل للأعقاب من النار ".
وعن خالد بن معدان عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وفي ظهر قدمه لمعه قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن يعيد الوضوء ". رواه احمد وأبوداود وزاد " والصلاة " قال الأثرم قلت لأحمد هذا اسناد جيد ؟ قال: جيد. والحديث أخرجه أبوداود والحاكم. قال الشوكاني رحمه الله تغالى: والحديث يدل على وجوب إعادة الوضوء من أوله على من ترك من غسل أعضائه مثل ذلك المقدار.
عدم التنزه من البول:
وفي ذلك وعيد شديد كيف لا؟ وقد عده النبى صلى الله عليه وسلم كبيرا.
أخرج البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة - أو مكه - فسمع صوت انسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى كان أحدهما لا يستتر من البول وكان الآخر يمشي بالنميمة . ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل يا رسول الله ! لم فعلت هذا ؟ فقال: لعله أن يخفف عنهما مالم تيبسا -أو- إلى أن ييبسا ".
مسح الرقبه في الوضوء:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ولم يصح عنه في مسح العنق حديث البته. أ هـ(زاد المعاد 1/195).
تأخير الغسل من الحيض إذا طهرت في آخر الوقت:
قال فضيلة الشبخ محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله تعالى :
(.. وأن بعض النساء تطهر في أثناء وقت الصلاة وتؤخر الاغتسال إلى وقت آخر . تقول إنه لايمكنها كمال التطهر في هذا الوقت ولكن هذا ليس بحجة ولا عذر لأنه يمكنها أن تقتصر على أقل الواجب في الغسل وتؤدي الصلاة في وقتها ثم إذا حصل لها وقت سعة تطهرت التطهر الكامل ).(رسالة في الدماء الطبيعيه للنساء ).
اعتقاد بعض الناس ان الوضوء لا يتم إلا إذا كان ثلاثا ثلاثا أي غسل كل عضو ثلاث مرات:
وهذا اعتقاد خاطيء قال البخاري في صحيحه باب الوضوء مره مره. باب الوضوء مرتين مرتين . باب الوضوء ثلاثا ثلاثا وأورد تحت الباب الأول حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : توضأ النبي صلى الله عليه وسلم مره مره.
وأورد تحت الباب الثاني حديث عبدالله بن يزيد رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين.
وأورد تحت الباب الثالث حديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأثلاثا ثلاثا.
فدلت الأحاديث السابقه على جواز الوضوء مره مره ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثا.
مس الفرج بعد الفراغ من غسل الجنابة والصلاه بعد ذلك:
يقوم بعض الناس بعد فراغه من غسل الجنابة بمس فرجه وهو يقوم بارتداء ملابسه ويصلي بذلك الغسل وهو لا يعرف أنه قد انتقض وضوئه بهذا الفعل ، ودليل ذلك ما روته بسره بنت صفوان رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مس ذكره فليتوضأ". (أخرجه مالك وأحمد وأهل السنن والحاكم).
وعلى ذلك فيقال لمن اغتسل احرص ألا تمس يدك فرجك لئلا ينتقض الوضوء فإن مسسته فعليك إعادة الوضوء.
الزياده في عدد غسل أعضاء الوضوء أو بعضها أكثر من ثلاث مرات:
وهذه تحدث من بعض الناس فيعتقد أنه كلما أكثر من غسل أعضاء وضوؤه كلما زاد أجره وهذا تلبيس من الشيطان لأن العمل إذا لم يكن مشروعا فهو مردود كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".(متفق عليه)
ولمسلم روايه أخرى بلفظ :"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
( المواضيع أعلاه منقوله عن مختصر مخالفات الطهاره والصلاه للشيخ عبدالعزيز السدحان )
الصلاه:-
قول بعض المصلين في دعاء الإستفتاح (ولا معبود سواك).
وهذه زيادة على السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم.
فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يستفتح صلاته بقوله:" سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ". أما لفظة (ولا معبود سواك) فزيادة على كونها لم ترد في الحديث فمعناها خاطيء أيضا لأن هناك أشياء تعبد من دون الله كما قال تعالى: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ). وقال تعالى: ( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ). وقال تعالى: (ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ) .والآيات في ذلك كثيرة.
إذا علم ذلك فصواب أن يقال: ولا معبود بحق سواك.
الاستناد الى جدار أو عمود في الصلاه
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى عن الاستناد الى جدار أو عمود ونحو ذلك.
فأجاب رحمه الله تعالى بما نصه:
لا يجوز الاستناد في الصلاه -صلاة الفرض- إلى جدار أو عمود لأن الواجب على المستطيع الوقوف معتدلا غير مستند فأما في النافلة فلا حرج في ذلك لأنه يجوز أداؤها قاعدا وأداؤها قائما مستندا أفضل من الجلوس .أهـ.
الدعاء بعد الفريضة جماعة:
في سؤال وُجه الى اللجنة الدائمة للإفتاء هذا نصه: هل يجوز الدعاء بعد صلاة الفريضة والناس كلهم مجتمعون؟
وكانت الإجابة كالتالي: العبادات مبنية على التوقيف، فلا يجوز أن يقال إن هذه العبادات مشروعة من جهة أصلها أو عددها أو هيئتها أو مكانها إلا بدليل شرعي يدل على ذلك، ولا نعلم سنة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا من قوله ولا من فعله ولا من تقريره، والخير كله بإتباع هديه صلى الله عليه وسلم، وهديه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب : الثابت بالأدلة الدالة على ماكان يفعله صلى الله عليه وسلم، وقد جرى عليه خلفائه وصحابته من بعده ومن بعدهم التابعون لهم بإحسان.
ومن أحدث خلاف هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، فمردود عليه قال صلى الله عليه وسلم :"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". فالإمام الذي يدعوا بعد السلام ويؤمن المأمومون على دعائه والكل رافع يده يُطالب بالدليل المثبت لعمله وإلا فهو مردود عليه.
إذا علم ذلك فإننا نبين نبذة من هديه صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك:
أنه إذا سلم استغفر الله ثلاثا ويقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. قيل للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: يقول استغفر الله استغفر الله. هذه رواية مسلم والترمذي والنسائي، إلا أن النسائي قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا انصرف من صلاته... وذكر الحديث وفي رواية ابي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا ارادأن يننصرف من صلاته استغفر الله ثلاث مرات ثم قال: اللهم أنت السلام، وفي رواية أبي داود والنسائي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا سلم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. وفي رواية مسلم عن وراد مولى المغيرة بن شعبة قال: أملى علي المغيرة بن شعبة في كتاب الى معاوية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
وفي رواية لمسلم أيضا عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم: لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة الا بالله لا اله الا الله ولا نعبد الا الله له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن.، لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة. وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، وقال تمام المائة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفر له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر". ومن أراد المزيد من الإطلاع على الأدعية فعليه بالرجوع الى كتاب الأدعية من كتب الجوامع، مثل جامع الأصول ومجمع الزوائد، والمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية وغيرها. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
( اللجنة الدائمة للإفتاء)
رفع الأيدي بالدعاء بعد الفريضة:
في سؤال وجه الى سماحة الشيخ بن باز رحمه الله هذا نصه:
(هل ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع الأيدي في الدعاء بعد صلاة الفريضة بالذات، حيث هناك من قالوا لي أنه لم يكن يرفع يده للدعاء بعد صلاة الفرض؟)
أجاب سماحتهلم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه بعد صلاة الفريضة، ولم يصح ذلك أيضا عن أصحابه رضي الله عنهم فيما نعلم، وما يفعله بعض الناس من رفع أيديهم بعد صلاة الفريضة بدعة لا أصل لها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".أخرجه مسلم في صحيحه. وقال عليه الصلاة والسلام:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه.
(من كتاب فتاوى اسلاميه للشيخ بن باز رحمه الله)
ثالثاً: أخطاء في أمور عامة :
هذا الكلام من الكفر البواح
في سؤال ورد الى سماحة الشيخ بن باز رحمه الله هذا نصه: لقد ورد في صحيفه محلية خبر جاء فيه: (منصور ..البالغ من العمر 13 ربيعا مزدهرا برحيق الصبا.. كان على موعد مع الحزن والأسى ولعبة القدر العمياء ) ثم.. (ولكن القدر المترصد لمنصور لم يحكم لعبته الأزلية.. ألخ).. وفي نفس الصحيفه ورد خبر عن فتاة سحقتها سيارة وعندما علمت أمها (فحضرت على التو لتشهد الحادث الأليم الذي أطاح بأسرتها وأحال حياتها إلى جحيم لا ينتهي) فما حكم الشرع في مثل هذا الكلام؟ جزاكم الله خيرا.
فأجاب رحمه الله : المشروع للمسلم عند وقوع المصائب المؤلمة الصبر والاحتساب وأن يقول إنا لله وإنا إليه راجعون قدر الله وما شاء فعل وأن يتحمل الصبر ويحذر الجزع والأقوال المنكرة لقول الله سبحانهوَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155}الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {157}). وقول النبي صلى الله عليه وعلي آله وسلم: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ". أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها " ولا يجوز الجزع وإظهار السخط أو الكلام المنكر مثلما ذكر في السؤال (لعبة القدر العمياء) وهكذا قوله ( ولكن القدر المترصد لمنصور لم يحكم لعبته الأزليه).
هذا الكلام وأشباهه من المنكرات العظيمة بل من الكفر البواح لكونه اعتراضا على الله سبحانه وسبا لما سبق به علمه واستهزاء بذلك , فعلى من قال ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى توبة صادقة وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهليه" متفق على صحته من حديث أبي ابن مسعود رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة" متفق على صحته من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة,والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة, والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبه ، وبالله التوفيق.
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعه للشيخ بن باز رحمه الله)
الاحتفال بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بمناسبة المولد النبوي
في سؤال ورد الي الشيخ بن باز رحمه الله: هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة الثاني عشر ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف بدون أن يعطلوا نهاره كالعيد؟ وأختلفنا فيه , قيل: بدعة حسنة ، وقيل: بدعة غير حسنة؟
فأجاب رحمه الله: ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالاً بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول ولا في غيرها، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولد غيره عليه الصلاة والسلام ، لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته صلى الله عليه وسلم وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه وتعالى ولا أمر بذلك ولم يفعله خلفائه الراشدون ولا أصحابه جميعا ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، فاعلم أنه بدعه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق على صحته، وفي رواية مسلم وعلقها البخاري جازما بها "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
والاحتفال بالموالد ليس عليه أمره صلى الله عليه وسلم بل هو مما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخره فيكون مردوداً، وكان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبته يوم الجمعة: "أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعه ضلاله" رواه مسلم في صحيحه، وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد: "وكل ضلالة في النار"، ويغني عن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم تدريس سيرته عليه الصلاه والسلام وتاريخ حياته في الجاهليه والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك، ويدخل في ذلك بيان ما يتعلق بمولده صلى الله عليه وسلم وتاريخ وفاته من غير حاجه إلى إحداث احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يقم عليه دليل شرعي.. والله المستعان ونسأل الله سبحانه وتعالى لجميع المسلمين الهدايه والتوفيق للإكتفاء بالسنه والحذر من البدعه.
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعه للشيخ بن باز رحمه الله)
استماع الموسيقى والأغاني ومشاهدة التمثيليات
سؤل سماحة الشيخ محمد بن عثيمين حفظه الله: ما حكم استماع الموسيقى والأغاني وما حكم مشاهدة المسلسلات التي يتبرج بها النساء؟
فأجاب حفظه الله: استماع الموسيقى والأغاني حرام ولا شك في تحريمه وقد جاء عن السلف من الصحابه والتابعين أن الغناء ينبت النفاق في القلب واستماع الغناء من لهو الحديث والركون إليه، وقد قال الله تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [ لقمان:6 ] قال ابن مسعود في تفسير الآيه: "والله الذي لا إله الا هو إنه الغناء" وتفسير الصحابي حجه وهو في المرتبه في التفسير لأن التفسير له ثلاث مراتب: تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنه، وتفسير القرآن بأقوال الصحابه، حتى ذهب بعض أهل العلم إلا أن تفسير الصحابي له حكم الرفع ولكن الصحيح أنه ليس له حكم الرفع وإنما هو أقرب الأقوال إلى الصواب.
ثم إن الاستماع إلى الأغاني والموسيقى وقوع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" يعني يستحلون الزنا والخمر والحرير وهم رجال لا يجوز لهم لبس الحرير والمعازف هي آلة اللهو- رواه البخاري من حديث أبي مالك الأشعري أو أبي عامر الأشعري- وعلى هذا فإنني أوجه النصيحة إلى إخواني المسلمين بالحذر من استماع الأغاني والموسيقى وألا يغتروا بقول من قال من أهل العلم بإباحة المعازف لأن الأدله على تحريمه واضحة وصريحة، وأما مشاهدة المسلسلات التي بها النساء فإنها حرام ما دامت تؤدي إلى الفتنة والتعلق بالمرأة والمسلسلات كلها غالبها ضارة حتى وإن لم يشاهد فيها المرأه أو تشاهد المرأه الرجل، لأن أهدافها في الغالب ضرر على المجتمع في سلوكه وأخلاقه أسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شرها وأن يصلح ولاة أمور المسلمين لما فيه إصلاح المسلمين، والله أعلم.
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعه للشيخ بن باز رحمه الله)
إقامة مراسيم العزاء :
سئل سماحة الشيخ بن باز رحمه الله هذا السؤال: تقام مراسيم العزاء، يتجمع الناس عند بيت المتوفي خارج المنزل، توضع بعض المصابيح الكهربائية (تشبه تلك التي في الأفراح) ويصطف أهل المتوفي ويمر الذي يريدون تعزيتهم يمرون عليهم واحدا بعد الآخر ويضع كل منهم يده على صدر كل فرد من أهل المتوفي ويقول له (عظم الله أجرك) فهل هذا الاجتماع وهذا الفعل مطابق للسنة؟ وإذا لم يوافق السنة فما هي السنة في ذلك؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
فأجاب سماحته: هذا العمل ليس مطابقاً للسنة ولا نعلم له أصلا في الشرع المطهر، وإنما السنة التعزية لأهل المصاب من غير كيفية معينة ولا اجتماع معين كهذا الاجتماع، وإنما يشرع لكل مسلم أن يعزي أخاه بعد خروج الروح في البيت أو في الطريق أو في المسجد أو في المقبرة سواء كانت التعزية قبل الصلاة أو بعدها، وإذا قابله شرع له مصافحته والدعاء له بالدعاء المناسب مثل (أعظم الله أجرك وأحسن عزائك وجبر مصيبتك). وإذا كان الميت مسلما دعا له بالمغفره والرحمة، وهكذا النساء فيما بينهن يعزي بعضهن بعضا ويعزي الرجل المرأة والمرأة الرجل لكن من دون خلوة ولا مصافحة إذا كانت المرأة ليست محرماً له.. وفق الله المسلمين جميعا للفقه في دينه والثبات عليه إنه خير مسؤول.
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعه للشيخ بن باز رحمه الله)
مصافحة المرأه الأجنبية
وهذا مما طغت فيه بعض الأعراف الإجتماعية على شريعة الله ، في المجتمع وعلا فيه باطل عادات الناس وتقاليدهم على حكــم الله ، حتى لو خاطبت أحدهم بحكم الشرع وأقمت الحجة وبينت الدليل ، اتهمك بالرجعية والتعقيد وقطع الرحم والتشكيك في النوايا الحسنة..الخ، وصارت مصافحة بنت العم وبنت العمة وبنت الخال وبنت الخالة وزوجة الأخ وزوجة العم وزوجة الخال أسهل في مجتمعنا من شرب الماء ، ولو نظروا بعين البصيرة في خطورة الأمر شرعاً ما فعلوا ذلك.قال المصطفى ، صلى الله عليه وسلم: "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأه لا تحل له". ولا شك أن هذا من زنا اليد كما قال صلى الله عليه وسلم: "العينان تزنيان واليدان والرجلان تزنيان والفرج يزني". وهل هناك أطهر قلب من محمد صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك قال: "إني لا أصافح النساء". وقال أيضا: "إني لا أمس أيدي النساء". وعن عائشه-رضي الله عنها- قالت: "ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأه قط غير أنه يبايعهن بالكلام". ألا فليتق الله أناس يهددون زوجاتهم الصالحات بالطلاق إذا لم يصافحن إخوانهم.
تطيب المرأه عند خروجها ومرورها بعطرها على الرجال :
وهذا مما فشا في عصرنا رغم التحذير الشديد من النبي صلى الله عليه وسلم ، بقوله:" أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانيه" (رواه الامام احمد) وعند بعض النساء غفلة أو استهانة يجعلها تتساهل بهذا الأمر عند السائق والبائع وبواب المدرسة ، بل إن الشريعة شددت على من وضعت طيبا بأن تغتسل كغسل الجنابة إذا أرادت الخروج ولو إلى المسجد ، قال صلى الله عليه وسلم:" أيما امرأه تطيبت ثم خرجت الى المسجد ليوجد ريحها لم يقبل منها صلاة حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة" (رواه الإمام احمد) فإلى الله المشتكى من البخور والعود في الأعراس وحفلات النساء قبل خروجهن، واستعمال هذه العطورات ذات الروائح النفاذة في الأسواق ووسائل النقل ومجتمعات الاختلاط وحتى في المساجد في ليالي رمضان، نسأل الله ألا يمقتنا، وأن لا يؤاخذ الصالحين والصالحات بفعل السفهاء والسفيهات، وأن يهدي الجميع الى صراطه المستقيم.
اقتناء الكلب في البيت
في سؤال وجه الى فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله هذا نصه:" ان لدينا في البيت كلبا أنثى جلبناه وكنا لا نعرف حكم اقتناء الكلاب بدون حاجه وبعد ان عرفنا الحكم طردنا الكلب ولم يذهب لأنه ألف البيت ولا أريد قتله، فما هو الحل؟" فأجاب فضيلته:" مما لا شك فيه أنه يحرم على الإنسان اقتناء الكلب الا في الأمور التي نص الشرع على جواز اقتنائه فيها فان اقتنى كلبا - إلا كلب صيد أو ماشية أو حرث - انتقص من أجره كل يوم قيراط وإذا كان ينتقص من أجره قيراط فإنه يأثم بذلك لأن فوات الأجر كحصول الإثم كلاهما يدل على التحريم أي على ما رتب عليه ذلك. وبهذه المناسبه فإني أنصح كل أولئك المغرورين الذين اغتروا بما فعله الكفار من اقتناء الكلاب وهي خبيثة ونجاستها أعظم نجاسات الحيوانات فإن نجاسة الكلاب لا تطهر إلا بسبع غسلات احداها بالتراب، حتى الخنزير الذي نص عليه في القرآن أنه محرم وأنه رجس فنجاسته لا تبلغ هذا الحد. فالكلب نجس خبيث ولكن مع الأسف الشديد نجد أن بعض الناس اغتروا بالكفار الذين يألفون الخبائث فصاروا يقتنون هذه الكلاب بدون حاجه وبدون ضرورة يقتنونها ويربونها وينظفونها مع أنها لا تنظف أبدا ولو نظفت بالبحر ما نظفت لأن نجاستها عينية، ثم هم يخسرون أموالا كثيره فيضيعون بذلك أموالهم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اضاعة المال.
فانصح هؤلاء المغترين أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يخرجوا الكلاب من بيوتهم، أما من احتاج إليها لصيد أو حرث أو ماشية فإنه لا بأس بذلك لإذن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. بقى الجواب على سؤال الأخ: نقول له أنت إذا أخرجت هذه الكلبة من بيتك وطردتها فأنت لست مسئولا عنها لا تبقها عندك ولا تؤويها ولعلها إذا بقيت هكذا خلف الباب لعلها أن تذهب وتخرج خارج البلد وتأكل من رزق الله تعالى كما يأكل غيرها من الكلاب."
(من كتاب فتاوى المرأه جمع وترتيب محمد المسند)
الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله ورسوله:
في سؤال وجه الى فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله هذا نصه:"ما حكم الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله ورسوله؟"
فأجاب فضيلته:"الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله ورسوله لكونهم التزموا بذلك محرم وخطير جدا على المرء، لأنه يخشى أن تكون كراهته لهم لكراهة ما هم عليه من الاستقامة على دين الله، وحينئذ يكون استهزاء بطريقهم الذي هم عليه، فيشبهون من قال الله عنهم وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ {65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ). فإنها نزلت في قوم من المنافقين قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا ،ولا أجبن عند اللقاء، فأنزل الله فيهم هذه الآيه، فليحذر الذين يسخرون من أهل الحق لكونهم من أهل الدين ، فإن الله سبحانه وتعالى يقول إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ {29} وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ {30} وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ {31} وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ {32} وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ {33} فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ {34}عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ {35} هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَـــــــــــلُونَ {36}). "
أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
ونسأله أن يعفو عنا ويغفر لنا ويرحمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه
آمين آمين آمين
مخالفات في الطهارة والعبادة