منتدي المركز الدولى


 تفسير سورة الطور Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
 تفسير سورة الطور 1110
 تفسير سورة الطور Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا  تفسير سورة الطور 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


 تفسير سورة الطور Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
 تفسير سورة الطور 1110
 تفسير سورة الطور Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا  تفسير سورة الطور 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

  تفسير سورة الطور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيماء
مستشاره ادارية
مستشاره ادارية
الشيماء


الادارة

وسام الابداع

نجمة المنتدى

وسامالعطاء

عدد المساهمات : 4955
تاريخ التسجيل : 21/08/2010

 تفسير سورة الطور Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الطور    تفسير سورة الطور Icon_minitime1الأربعاء 24 أكتوبر - 18:13


تفسير سورة الطور
تفسير سورة الطور

 تفسير سورة الطور Io-ai-10

سورة الطور
سميت بهذا الاسم لذكر الطور فيها بقوله "والطور وكتاب مسطور".
"بسم الله الرحمن الرحيم والطور وكتاب مسطور فى رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا "المعنى بحكم الرب النافع المفيد وجبل الطور وصحيفة مسجلة فى ورق ممدود والمسجد المبنى والسقف المحمول والبحر الثائر إن عقاب إلهك لحادث ما له من مانع يوم تشقق السماء تشققا وتنسف الرواسى نسفا ،يقسم الله بكل من الطور وهو جبل الطور وكتاب مسطور فى رق منشور وهو القرآن المكتوب فى الكتاب الممدود والمقصود أن القرآن مكتوب فى أم الكتاب وهو محفوظ فى الكعبة والبيت المعمور وهو المسجد المزار المصان أى الكعبة والسقف المرفوع وهو السطح المحمول عليه السماء والبحر المسجور وهو الماء المتحرك وهو يقسم بهم على أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد هو أن عذاب الرب واقع والمراد أن عقاب الإله لحادث فى المستقبل ما له من دافع والمراد ما له من مانع وهو يحدث يوم تمور السماء مورا أى يوم تتشقق السماء تشققا والمراد يوم تتفتح السماء تفتحا مصداق لقوله بسورة النبأ"وفتحت السماء فكانت أبوابا"وتسير الجبال سيرا والمراد وتنسف الجبال نسفا أى تبس بسا مصداق لقوله بسورة الواقعة "وبست الجبال بسا " والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"فويل يومئذ للمكذبين الذين هم فى خوض يلعبون يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التى كنتم بها تكذبون "المعنى فعذاب يومذاك للكافرين الذين هم فى كفر يستمرون يوم يساقون إلى عقاب الجحيم سوقا هذا الجحيم الذى كنتم به تكفرون، يبين الله أن الويل وهو العذاب يومئذ للمكذبين وهم الكافرين مصداق لقوله بسورة الذاريات "فويل للذين كفروا "وهم الذين هم فى خوض يلعبون والمراد وهم الذين فى كفر بآياتنا يمضون وهذا يعنى أنهم فى الكفر مستمرون وهو يوم يدعون إلى نار جهنم دعا والمراد يوم يساقون إلى عقاب الجحيم سوقا مصداق لقوله بسورة الزمر"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا "فتقول الملائكة لهم هذه النار التى كنتم بها تكذبون والمراد هذا الجحيم الذى كنتم به تكفرون فى الدنيا .
"أفسحر هذا أم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون "المعنى أفخداع هذا أم لا ترون ،ذوقوها فتحملوا أو لا تتحملوها سيان عليكم إنما تعاقبون بما كنتم تكسبون،يبين الله أن الملائكة تقول للكفار :أفسحر هذا أم لا تبصرون والمراد أمكر هذا أم لا ترون؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم عرفوا أن العذاب حق ،ويقولوا لهم اصلوها أى ذوقوا أى ادخلوا العذاب فاصبروا أو لا تصبروا والمراد فتحملوا الألم أو لا تتحملوا الألم سواء عليكم أى سيان عندكم ،والغرض من القول هو إخبارهم أن الألم مستمر لهم سواء احتملوه أو لم يحتملوه ،ويقول لهم :إنما تجزون ما كنتم تعملون والمراد إنما تعاقبون على ما كنتم تكسبون مصداق لقوله بسورة يونس"هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون" .
"إن المتقين فى جنات ونعيم فاكهين بما أتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين "المعنى إن المطيعين لله فى حدائق أى متاع فرحين بما أعطاهم إلههم ومنع عنهم إلههم عقاب النار اطعموا وارتووا متاعا بما كنتم تطيعون راقدين على فرش مرصوصة وأعطيناهم قاصرات الطرف ،يبين الله أن المتقين وهم المطيعين لحكم الله فى جنات أى حدائق وفسرها بأنها نعيم أى متاع مقيم وهم فاكهين بما أتاهم ربهم والمراد متمتعين أى فرحين بما أعطاهم الرب من فضله مصداق لقوله بسورة آل عمران "فرحين بما أتاهم ربهم من فضله" ووقاهم ربهم عذاب الجحيم والمراد ومنع عنهم عقاب السموم وهو النار مصداق لقوله بسورة الطور"ووقانا عذاب السموم"وتقول لهم الملائكة :كلوا واشربوا والمراد اطعموا وارتووا هنيئا بما كنتم تعملون ثوابا لما كنتم تطيعون حكم الله ،وهم متكئين على سرر مرفوعة والمراد وهم راقدين على فرش مرفوعة مرصوصة وزوجناهم بحور عين والمراد وأعطيناهم قاصرات الطرف وهذا يعنى أن الله وهبهم نساء طاهرات مصداق لقوله بسورة البقرة "ولهم فيها أزواجا مطهرة ".
"والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شىء كل امرىء بما كسب رهين "المعنى والذين صدقوا وتلاهم أولادهم بتصديق أدخلنا معهم أولادهم وما نقصناهم من أجرهم من حق كل إنسان بما عمل مجازى ،يبين الله أن الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان والمراد أن الذين صدقوا حكم الله وتلاهم أولادهم بتصديق حكم الله ألحق الله بهم ذريتهم والمراد أدخل الرب معهم فى الجنة أولادهم وما ألتناهم من عملهم من شىء والمراد وما بخسناهم من أجرهم من بعض وهذا يعنى أنه لا يظلم أحد من الناس ويبين أن كل امرىء بما كسب رهين والمراد أن كل فرد بما عمل مجازى إن خيرا فخير وإن شرا فشر والخطاب للنبى(ص).
"وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون "المعنى وزودناهم بفاكهة ولحم مما يحبون يتناولون فيها كوبا لا باطل لها ولا ذنب ويدور عليهم ولدان لهم كأنهم لؤلؤ مخفى ،يبين الله أن الله أمد والمراد زود المؤمنين بفاكهة ولحم مما يشتهون أى مما يريدون والمراد مما يطلبون وهم يتنازعون فيها كأسا والمراد يتناولون خمرا بكوب لا لغو فيها والمراد لا غول أى تأثيم أى لا أذى ينتج عن شربها مصداق لقوله بسورة الصافات"بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول "وهم يطوف عليهم غلمان لهم والمراد ويدور عليهم ولدان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون أى در مخفى أى منثور مصداق لقوله بسورة الإنسان"ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا".
"وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل فى أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم "المعنى وأتى بعضهم إلى بعض يستخبرون قالوا إنا كنا قبل فى أسرنا خائفين فتفضل الرب علينا ومنع عنا عقاب النار إنا كنا نطيعه من قبل إنه هو المحسن النافع ،يبين الله أن المؤمنين أقبل والمراد جاء بعضهم إلى بعض يتساءلون والمراد يستفهمون فقالوا :إنا كنا قبل فى أهلنا مشفقين والمراد إنا كنا فى الدنيا فى عائلاتنا خائفين من عذاب ربنا مصداق لقوله بسورة المعارج"والذين هم من عذاب ربهم مشفقون"فمن الله علينا والمراد فرحمنا الرب ووقانا عذاب السموم والمراد ومنع عنا عقاب الجحيم مصداق لقوله بسورة الطور"ووقاهم ربهم عذاب الجحيم" إنا كنا من قبل والمراد إنا كنا فى الدنيا ندعوه أى نتبع حكمه إنه هو البر الرحيم والمراد إنه هو النافع المفيد للمطيعين لحكمه .
"فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون"المعنى فبلغ فما أنت بحكم إلهك بكاهن ولا سفيه أم يزعمون شاعر ننتظر به وقت الموت،يطلب الله من نبيه (ص)أن يذكر أى يبلغ الوحى ويبين له أنه ليس بنعمة ربه بكاهن ولا مجنون والمراد أنه ليس لحكم خالقه بائع كما يبيع الكاهن دينه وليس بحكم ربه كافر ويسأل الله أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون والمراد هل يزعمون أن محمد(ص)قائل للشعر ننتظر به وقت الموت ؟وهذا يعنى أن الكفار اتهموه أنه كاهن وشاعر ومجنون وهى تهم لا أساس لها والخطاب وما قبله وما قبله وما بعده للنبى(ص) .
"قل تربصوا فإنى معكم من المتربصين أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون "المعنى قل انتظروا فإنى معكم من المنتظرين هل توصيهم عقولهم بهذا ؟هل هم ناس كافرون؟هل يزعمون اختلقه ؟بل لا يصدقون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للكفار تربصوا فإنى معكم من المتربصين والمراد انتظروا ما يحدث فى المستقبل فإنى معكم من المنتظرين لما يحدث فى المستقبل فيثبت صدقى أو صدقكم مصداق لقوله بسورة الأنعام"قل انتظروا إنا منتظرون"،ويسأل الله أم تأمرهم أحلامهم والمراد هل توصيهم عقولهم بالكفر ؟أم هم قوم طاغون أى كافرون بحكم الله؟أم يقولون تقوله أى هل يزعمون افتراه مصداق لقوله بسورة يونس"أم يقولون افتراه"؟والغرض من الأسئلة هو إخباره النبى (ص)أن العقول لا توصى الناس بالكفر وإنما الكفار طاغون وهو يزعمون أن النبى (ص)ألف الوحى ويبين له أنهم لا يؤمنون أى "بل لا يوقنون"كما قال بنفس السورة والمراد لا يصدقون بحكم الله .
"فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين "المعنى فليجيئوا بحكم مصدره الله إن كانوا عادلين ،يطلب الله من رسوله (ص)أن يطلب من الكفار أن يأتوا بحديث مثله أى أن يجيئوا بقول من مصدر القرآن إن كانوا صادقين أى عادلين فى قولهم بتأليف محمد (ص)له والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون "المعنى هل أبدعوا من غير مبدع أم هم المبدعون أم أبدعوا السموات والأرض بل لا يؤمنون ،يسأل الله أم خلقوا من غير شىء والمراد هل صنعوا من غير إله أم هم الخالقون أى المنشئون أنفسهم أن خلقوا أى أنشئوا السموات والأرض ؟والغرض من الأسئلة هو إخبارنا أن خلق الخلق من غير إله كذب وأنهم الآلهة الخالقة لأنفسهم كذب وأنهم خلقوا السموات والأرض كذب والسبب فى أقوالهم هذه أنهم لا يوقنون أى "بل لا يؤمنون"كما قال بنفس السورة والمراد لا يصدقون حكم الله .
"أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين "المعنى هل لديهم أرزاق إلهك هل هم المالكون هل لهم مصعد يعلمون منه فليجىء منصتهم ببرهان عظيم ؟يسأل الله أم هم عندهم خزائن ربكم والمراد هل لديهم أرزاق رحمة إلهك مصداق لقوله بسورة ص"أن عندهم خزائن رحمة ربك"،أم هم المصيطرون أى المالكون للسموات والأرض وما بينهما مصداق لقوله بسورة ص"أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما"والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار لا يملكون مفاتح الرزق ولا يملكون الكون ،ويسأل أم لهم سلم يستمعون فيه والمراد هل لهم مصعد يعلمون منه فليأت مستمعهم بسلطان مبين والمراد فليجىء عالمهم ببرهان عظيم ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار ليس لهم وسيلة صعود للسماء لكى يتنصتون على أخبار الغيب ولذا يطلب الله أن يأت مستمعهم بسلطان مبين والمراد أن يحضر المنصت دليل عظيم على صحة ما يزعم الكفار .
"أم له البنات ولكم البنون أم تسئلهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون "المعنى هل له الإناث ولكم الصبيان؟هل تطالبهم بمال فهم من كثرته رافضون ؟هل لديهم السر فهم يسجلون ؟هل يشاءون مكرا؟فالذين كذبوا هم الممكرون ،هل لهم رب سوى الله ؟علا على الذى يزعمون ،يسأل الله على لسان نبيه(ص)أم له البنات ولكم البنون أى هل لله الإناث ولكم الصبيان ؟والغرض من السؤال إخبار الكفار أن الله ليس له بنات ويسأل أن تسئلهم أجرا فهم من مغرم مثقلون والمراد هل تطالبهم بمال أى خراج مصداق لقوله بسورة المؤمنون"أم تسئلهم خرجا " فهم من كثرته متعبون؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)أنه لا يطالبهم على إبلاغ الوحى بمال ولذا فهو لا يتعبهم لأنه لا يطلب منهم شىء،ويسأل أم عندهم الغيب فهم يكتبون أى هل لديهم معرفة السر فهم يسجلون الأسرار ؟والغرض من السؤال إخباره أنهم لا يعلمون شىء من علم الغيب ،ويسأل أم يريدون كيدا والمراد هل يعملون مكرا؟والغرض من السؤال إخباره أن الكفار يدبرون للقضاء على الإسلام والمسلمين لذا فهم المكيدون أى المضعفون أى النازل بهم مكر وهو عقاب الله ،ويسأل أم لهم إله غير الله والمراد هل لهم خالق سوى الله؟والغرض من السؤال إخباره أن الله وحده هو خالق الكل والله سبحانه عما يشركون أى علا عن الذى يصفون كما قال بسورة الأنعام"وتعالى عما يصفون"والمراد أن الله أفضل من الآلهة المزعومة حيث لا يساويه أحد فى الألوهية التى هى له وحده.
"وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولون سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذى فيه يصعقون يوم لا يغنى عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون "المعنى وإن يشاهدوا مطرا من السحاب نازلا يقولوا سحاب ممطر فدعهم حتى يقابلوا يومهم الذى فيه يعاقبون يوم لا يمنع عنهم مكرهم عقابا أى ليسوا ينقذون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار إن يروا كسفا من السماء ساقطا والمراد إن يشاهدوا مطرا من السحاب نازلا يقولون سحاب مركوم أى غمام طباقى والمراد سحاب من صنع الطبيعة فهم لا يجعلون الله خالق للسحاب وإنما ينسبونه للطبيعة أى الدهر ويطلب الله من نبيه (ص)أن يذرهم والمراد أن يتركهم فى كفرهم يستمرون حتى يلاقوا يومهم الذى فيه يصعقون والمراد حتى يحضروا يومهم الذى فيه يعذبون وهو يوم لا يغنى عنهم كيدهم شيئا والمراد يوم لا يمنع عنهم مكرهم وهو كسبهم عذابا مصداق لقوله بسورة الحجر"فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون "وفسر هذا بأنهم لا ينصرون أى "ولا هم ينظرون "كما قال بسورة البقرة والمراد ولا هم يرحمون .
"وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون"المعنى وإن للذين كفروا عقابا بعد ذلك ولكن أغلبهم لا يؤمنون ،يبين الله لنبيه (ص)أن للذين ظلموا أى كفروا بحكم الله عذابا أى عقابا دون ذلك أى بعد يوم الصعق فى الدنيا وهو العذاب الأكبر عذاب القيامة مصداق لقوله بسورة السجدة"ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر"ولكن أكثرهم لا يعلمون والمراد ولكن معظمهم لا يؤمنون أى لا يصدقون بالعذاب مصداق لقوله بسورة البقرة "بل أكثرهم لا يؤمنون"
"واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا وسبح بحمد ربك حين تقوم من الليل فسبحه وإدبار النجوم"المعنى واتبع وحى إلهك فإنك برعايتنا أى اعمل بأمر خالقك وقت تصحو من الليل فاتبعه وخلف الكواكب ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يصبر لحكم ربه والمراد أن يعمل بأمر خالقه وفسر هذا بأنه يسبح بحمد ربه والمراد أن يعمل بحكم خالقه حين يقوم من الليل أى وقت يستيقظ فى الليل وإدبار النجوم أى وعقب اختفاء الكواكب من السماء وهو النهار ويبين له أنه بأعين الله والمراد فى رعاية وهى حماية الله


 تفسير سورة الطور Io-ai-10

تابعووونا



‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








 تفسير سورة الطور Sigpic12


عدل سابقا من قبل الشيماء في الأربعاء 24 أكتوبر - 18:21 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيماء
مستشاره ادارية
مستشاره ادارية
الشيماء


الادارة

وسام الابداع

نجمة المنتدى

وسامالعطاء

عدد المساهمات : 4955
تاريخ التسجيل : 21/08/2010

 تفسير سورة الطور Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الطور    تفسير سورة الطور Icon_minitime1الأربعاء 24 أكتوبر - 18:20


تفسير ابن كثير/سورة الطور
 تفسير سورة الطور Io-ai-10
وَالطُّورِ (1)

وَالطُّورِ

سُورَة الطُّور : قَالَ مَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مُطْعِم عَنْ أَبِيهِ سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأ فِي الْمَغْرِب بِالطُّورِ فَمَا سَمِعْت أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا أَوْ قِرَاءَة مِنْهُ أَخْرَجَاهُ مِنْ طَرِيق مَالِك وَقَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن يُوسُف أَخْبَرَنَا مَالِك عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن نَوْفَل عَنْ عُرْوَة عَنْ زَيْنَب بِنْت أَبِي سَلَمَة عَنْ أُمّ سَلَمَة قَالَتْ شَكَوْت إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَشْتَكِي فَقَالَ " طُوفِي مِنْ وَرَاء النَّاس وَأَنْتِ رَاكِبَة " فَطُفْت وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى جَنْب الْبَيْت يَقْرَأ بِالطُّورِ وَكِتَاب مَسْطُور . يُقْسِم تَعَالَى بِمَخْلُوقَاتِهِ الدَّالَّة عَلَى قُدْرَته الْعَظِيمَة أَنَّ عَذَابه وَاقِع بِأَعْدَائِهِ وَأَنَّهُ لَا دَافِع لَهُ عَنْهُمْ فَالطُّور هُوَ الْجَبَل الَّذِي يَكُون فِيهِ أَشْجَار مِثْل الَّذِي كَلَّمَ اللَّه عَلَيْهِ مُوسَى وَأَرْسَلَ مِنْهُ عِيسَى وَمَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَجَر لَا يُسَمَّى طُورًا إِنَّمَا يُقَال لَهُ جَبَل .
وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)

وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ

" وَكِتَاب مَسْطُور " قِيلَ هُوَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَقِيلَ الْكُتُب الْمُنَزَّلَة الْمَكْتُوبَة الَّتِي تُقْرَأ عَلَى النَّاس جِهَارًا .
فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3)

فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ

وَلِهَذَا قَالَ " فِي رَقٍّ مَنْشُور وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ " ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَدِيث الْإِسْرَاء بَعْد مُجَاوَزَته إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة " ثُمَّ رُفِعَ بِي إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور وَإِذَا هُوَ يَدْخُلهُ كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْفًا لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ آخِر مَا عَلَيْهِمْ " يَعْنِي يَتَعَبَّدُونَ فِيهِ وَيَطُوفُونَ بِهِ كَمَا يَطُوف أَهْل الْأَرْض بِكَعْبَتِهِمْ كَذَلِكَ ذَاكَ الْبَيْت الْمَعْمُور هُوَ كَعْبَة أَهْل السَّمَاء السَّابِعَة وَلِهَذَا وَجَدَ إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور لِأَنَّهُ بَانِي الْكَعْبَة الْأَرْضِيَّة وَالْجَزَاء مِنْ جِنْس الْعَمَل وَهُوَ بِحِيَالِ الْكَعْبَة وَفِي كُلّ سَمَاء بَيْتٌ يَتَعَبَّد فِيهِ أَهْلهَا وَيُصَلُّونَ إِلَيْهِ وَاَلَّذِي فِي السَّمَاء الدُّنْيَا يُقَال لَهُ بَيْت الْعِزَّة وَاَللَّه أَعْلَم .

وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا هِشَام بْن عَمَّار حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا رَوْح بْن جَنَاح عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " فِي السَّمَاء السَّابِعَة بَيْت يُقَال لَهُ الْمَعْمُور بِحِيَالِ الْكَعْبَة وَفِي السَّمَاء الرَّابِعَة نَهْر يُقَال لَهُ الْحَيَوَان يَدْخُلهُ جِبْرِيل كُلّ يَوْم فَيَنْغَمِس فِيهِ اِنْغِمَاسَةً ثُمَّ يَخْرُج فَيَنْتَفِض اِنْتِفَاضَة يَخِرّ عَنْهُ سَبْعُونَ أَلْف قَطْرَة يَخْلُق اللَّه فِي كُلّ قَطْرَة مَلَكًا يُؤْمَرُونَ أَنَّ الْبَيْت الْمَعْمُور فَيُصَلُّونَ فِيهِ فَيَفْعَلُونَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ فَلَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا وَيُوَلَّى عَلَيْهِمْ أَحَدهمْ يُؤْمَر أَنْ يَقِف بِهِمْ مِنْ السَّمَاء مَوْقِفًا يُسَبِّحُونَ اللَّه فِيهِ إِلَى أَنْ تَقُوم السَّاعَة " هَذَا حَدِيث غَرِيب جِدًّا تَفَرَّدَ بِهِ رَوْح بْن جَنَاح هَذَا وَهُوَ الْقُرَشِيّ الْأُمَوِيّ مَوْلَاهُمْ أَبُو سَعِيد الدِّمَشْقِيّ وَقَدْ أَنْكَرَ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيث جَمَاعَة مِنْ الْحُفَّاظ مِنْهُمْ الْجَوْزَجَانِيّ وَالْعُقَيْلِيّ وَالْحَاكِم أَبُو عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ وَغَيْرهمْ قَالَ الْحَاكِم لَا أَصْل لَهُ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة وَلَا سَعِيد وَلَا الزُّهْرِيّ وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السَّرِىّ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَص عَنْ سِمَاك بْن حَرْب عَنْ خَالِد بْن عُرْعُرَة أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِيٍّ مَا الْبَيْت الْمَعْمُور ؟ قَالَ بَيْت فِي السَّمَاء يُقَال لَهُ الضِّرَاح وَهُوَ بِحِيَالِ الْكَعْبَة مِنْ فَوْقهَا حُرْمَتُهُ فِي السَّمَاء كَحُرْمَةِ الْبَيْت فِي الْأَرْض يُصَلِّي فِيهِ كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا وَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَة وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ سِمَاك وَعِنْدهمَا أَنَّ اِبْن الْكَوَّاء هُوَ السَّائِل عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ أَبِي كُرَيْب عَنْ طَلْق بْن غَنَّام عَنْ زَائِدَة عَنْ عَاصِم عَنْ عَلِيّ بْن رَبِيعَة قَالَ سَأَلَ اِبْن الْكَوَّاء عَلِيًّا عَنْ الْبَيْت الْمَعْمُور قَالَ مَسْجِد فِي السَّمَاء يُقَال لَهُ الضِّرَاح يَدْخُلهُ كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا . رَوَاهُ مِنْ حَدِيث أَبِي الطُّفَيْل عَنْ عَلِيّ بِمِثْلِهِ . وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس هُوَ بَيْت حِذَاء الْعَرْش تَعْمُرهُ الْمَلَائِكَة يُصَلِّي فِيهِ كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَقَالَ قَتَادَة وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالسُّدِّيّ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ" هَلْ تَدْرُونَ مَا الْبَيْت الْمَعْمُور ؟ " قَالُوا اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ " فَإِنَّهُ مَسْجِد فِي السَّمَاء بِحِيَالِ الْكَعْبَة لَوْ خَرَّ لَخَرَّ عَلَيْهَا يُصَلِّي فِيهِ كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْف مَلَك إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا آخَر مَا عَلَيْهِمْ " وَزَعَمَ الضَّحَّاك أَنَّهُ يَعْمُرهُ طَائِفَة مِنْ الْمَلَائِكَة يُقَال لَهُمْ الْجِنّ مِنْ قَبِيلَة إِبْلِيس فَاَللَّه أَعْلَم .
وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)

وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ

وَلِهَذَا قَالَ " فِي رَقٍّ مَنْشُور وَالْبَيْت الْمَعْمُور " ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَدِيث الْإِسْرَاء بَعْد مُجَاوَزَته إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة " ثُمَّ رُفِعَ بِي إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور وَإِذَا هُوَ يَدْخُلهُ كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْفًا لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ آخَر مَا عَلَيْهِمْ " يَعْنِي يَتَعَبَّدُونَ فِيهِ وَيَطُوفُونَ بِهِ كَمَا يَطُوف أَهْل الْأَرْض بِكَعْبَتِهِمْ كَذَلِكَ ذَاكَ الْبَيْت الْمَعْمُور هُوَ كَعْبَة أَهْل السَّمَاء السَّابِعَة وَلِهَذَا وَجَدَ إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مُسْنِدًا ظَهْره إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور لِأَنَّهُ بَانِي الْكَعْبَة الْأَرْضِيَّة وَالْجَزَاء مِنْ جِنْس الْعَمَل وَهُوَ بِحِيَالِ الْكَعْبَة وَفِي كُلّ سَمَاء بَيْت يَتَعَبَّد فِيهِ أَهْلهَا وَيُصَلُّونَ إِلَيْهِ وَاَلَّذِي فِي السَّمَاء الدُّنْيَا يُقَال لَهُ بَيْت الْعِزَّة وَاَللَّه أَعْلَم .

وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا هِشَام بْن عَمَّار حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا رَوْح بْن جَنَاح عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " فِي السَّمَاء السَّابِعَة بَيْت يُقَال لَهُ الْمَعْمُور بِحِيَالِ الْكَعْبَة وَفِي السَّمَاء الرَّابِعَة نَهَر يُقَال لَهُ الْحَيَوَان يَدْخُلهُ جِبْرِيل كُلّ يَوْم فَيَنْغَمِس فِيهِ اِنْغِمَاسَة ثُمَّ يَخْرُج فَيَنْتَفِض اِنْتِفَاضَة يَخِرّ عَنْهُ سَبْعُونَ أَلْف قَطْرَة يَخْلُق اللَّه فِي كُلّ قَطْرَة مَلَكًا يُؤْمَرُونَ أَنَّ الْبَيْت الْمَعْمُور فَيُصَلُّونَ فِيهِ فَيَفْعَلُونَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ فَلَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا وَيُوَلَّى عَلَيْهِمْ أَحَدهمْ يُؤْمَر أَنْ يَقِف بِهِمْ مِنْ السَّمَاء مَوْقِفًا يُسَبِّحُونَ اللَّه فِيهِ إِلَى أَنْ تَقُوم السَّاعَة " هَذَا حَدِيث غَرِيب جِدًّا تَفَرَّدَ بِهِ رَوْح بْن جَنَاح هَذَا وَهُوَ الْقُرَشِيّ الْأُمَوِيّ مَوْلَاهُمْ أَبُو سَعِيد الدِّمَشْقِيّ وَقَدْ أَنْكَرَ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيث جَمَاعَة مِنْ الْحُفَّاظ مِنْهُمْ الْجَوْزَجَانِيّ وَالْعُقَيْلِيّ وَالْحَاكِم أَبُو عَبْد اللَّه النَّيْسَابُورِيّ وَغَيْرهمْ قَالَ الْحَاكِم لَا أَصْل لَهُ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة وَلَا سَعِيد وَلَا الزُّهْرِيّ وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السَّرِىّ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَص عَنْ سِمَاك بْن حَرْب عَنْ خَالِد بْن عُرْعُرَة أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِيٍّ مَا الْبَيْت الْمَعْمُور ؟ قَالَ بَيْت فِي السَّمَاء يُقَال لَهُ الضِّرَاح وَهُوَ بِحِيَالِ الْكَعْبَة مِنْ فَوْقهَا حُرْمَته فِي السَّمَاء كَحُرْمَةِ الْبَيْت فِي الْأَرْض يُصَلِّي فِيهِ كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا وَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَة وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ سِمَاك وَعِنْدهمَا أَنَّ اِبْن الْكَوَّاء هُوَ السَّائِل عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ أَبِي كُرَيْب عَنْ طَلْق بْن غَنَّام عَنْ زَائِدَة عَنْ عَاصِم عَنْ عَلِيّ بْن رَبِيعَة قَالَ سَأَلَ اِبْن الْكَوَّاء عَلِيًّا عَنْ الْبَيْت الْمَعْمُور قَالَ مَسْجِد فِي السَّمَاء يُقَال لَهُ الضِّرَاح يَدْخُلهُ كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا . رَوَاهُ مِنْ حَدِيث أَبِي الطُّفَيْل عَنْ عَلِيّ بِمِثْلِهِ . وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس هُوَ بَيْت حِذَاء الْعَرْش تَعْمُرهُ الْمَلَائِكَة يُصَلِّي فِيهِ كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَة ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَقَالَ قَتَادَة وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالسُّدِّيّ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا لِأَصْحَابِهِ" هَلْ تَدْرُونَ مَا الْبَيْت الْمَعْمُور ؟ " قَالُوا اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ " فَإِنَّهُ مَسْجِد فِي السَّمَاء بِحِيَالِ الْكَعْبَة لَوْ خَرَّ لَخَرَّ عَلَيْهَا يُصَلِّي فِيهِ كُلّ يَوْم سَبْعُونَ أَلْف مَلَك إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا آخِر مَا عَلَيْهِمْ " وَزَعَمَ الضَّحَّاك أَنَّهُ يَعْمُرهُ طَائِفَة مِنْ الْمَلَائِكَة يُقَال لَهُمْ الْجِنّ مِنْ قَبِيلَة إِبْلِيس فَاَللَّه أَعْلَم .
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5)

وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ

قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَشُعْبَة وَأَبُو الْأَحْوَص عَنْ سِمَاك عَنْ خَالِد بْن عُرْعُرَة عَنْ عَلِيّ " وَالسَّقْف الْمَرْفُوع " يَعْنِي السَّمَاء قَالَ سُفْيَان ثُمَّ تَلَا " وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتهَا مُعْرِضُونَ " وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَابْن جَرِير وَابْن زَيْد وَاخْتَارَهُ اِبْن جَرِير وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس هُوَ الْعَرْش يَعْنِي أَنَّهُ سَقْف لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَات وَلَهُ اِتِّجَاه وَهُوَ مُرَاد مَعَ غَيْره كَمَا قَالَهُ الْجُمْهُور .
وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6)

وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ

قَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس هُوَ الْمَاء الَّذِي تَحْت الْعَرْش الَّذِي يَنْزِل اللَّه مِنْهُ الْمَطَر الَّذِي تَحْيَى بِهِ الْأَجْسَاد فِي قُبُورهَا يَوْم مَعَادهَا وَقَالَ الْجُمْهُور هُوَ هَذَا الْبَحْر وَاخْتُلِفَ فِي مَعْنَى قَوْله الْمَسْجُور فَقَالَ بَعْضهمْ الْمُرَاد أَنَّهُ يُوقِد يَوْم الْقِيَامَة نَارًا كَقَوْلِهِ" وَإِذَا الْبِحَار سُجِّرَتْ " أَيْ أُضْرِمَتْ فَتَصِير نَارًا تَتَأَجَّج مُحِيطَة بِأَهْلِ الْمَوْقِف وَرَوَاهُ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَبِهِ يَقُول سَعِيد بْن جُبَيْر وَمُجَاهِد وَعَبْد اللَّه بْن عُبَيْد بْن عُمَيْر وَغَيْرهمْ وَقَالَ الْعَلَاء بْن بَدْر إِنَّمَا سُمِّيَ الْبَحْر الْمَسْجُور لِأَنَّهُ لَا يُشْرَب مِنْهُ مَاء وَلَا يُسْقَى بِهِ زَرْع وَكَذَلِكَ الْبِحَار يَوْم الْقِيَامَة كَذَا رَوَاهُ عَنْهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَعَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر " وَالْبَحْر الْمَسْجُور " يَعْنِي الْمُرْسَل وَقَالَ قَتَادَة الْمَسْجُور الْمَمْلُوء وَاخْتَارَهُ اِبْن جَرِير وَوَجَّهَهُ بِأَنَّهُ لَيْسَ مُوقَدًا الْيَوْم فَهُوَ مَمْلُوء وَقِيلَ الْمُرَاد بِهِ الْفَارِغ قَالَ الْأَصْمَعِيّ عَنْ أَبِي عَمْرو بْن الْعَلَاء عَنْ ذِي الرُّمَّة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى" وَالْبَحْر الْمَسْجُور " قَالَ الْفَارِغ خَرَجَتْ أَمَة تَسْتَسْقِي فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ إِنَّ الْحَوْض مَسْجُور يَعْنِي فَارِغًا . رَوَاهُ اِبْن مَرْدَوَيْهِ فِي مَسَانِيد الشُّعَرَاء وَقِيلَ الْمُرَاد بِالْمَسْجُورِ الْمَمْنُوع الْمَكْفُوف عَنْ الْأَرْض لِئَلَّا يَغْمُرَهَا فَيُغْرِق أَهْلهَا . قَالَهُ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس وَبِهِ يَقُول السُّدِّيّ وَغَيْره وَعَلَيْهِ يَدُلّ الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد رَحِمَهُ اللَّه فِي مُسْنَده فَإِنَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيد حَدَّثَنَا الْعَوَّام حَدَّثَنِي شَيْخ كَانَ مُرَابِطًا بِالسَّاحِلِ قَالَ لَقِيت أَبَا صَالِح مَوْلَى عُمَر بْن الْخَطَّاب فَقَالَ حَدَّثَنَا عُمَر بْن الْخَطَّاب عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَيْسَ مِنْ لَيْلَة إِلَّا وَالْبَحْر يُشْرِف فِيهَا ثَلَاث مَرَّات يَسْتَأْذِن اللَّه تَعَالَى أَنَّ يَنْفَضِح عَلَيْهِمْ فَيَكُفّهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْإِسْمَاعِيلِيّ حَدَّثَا الْحَسَن بْن سُفْيَان عَنْ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ عَنْ يَزِيد وَهُوَ اِبْن هَارُون عَنْ الْعَوَّام اِبْن حَوْشَبٍ حَدَّثَنِي شَيْخ مَرَابِط قَالَ خَرَجْت لَيْلَة لِمَحْرَسِي لَمْ يَخْرُج أَحَد مِنْ الْحَرَس غَيْرِي فَأَتَيْت الْمِينَاء فَصَعِدْت فَجَعَلَ يُخَيَّل إِلَيَّ أَنَّ الْبَحْر يُشْرِف يُحَاذِي رُءُوسَ الْجِبَال فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا وَأَنَا مُسْتَيْقِظ فَلَقِيت أَبَا صَالِح فَقَالَ : حَدَّثَنَا عُمَر بْن الْخَطَّاب أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَا مِنْ لَيْلَة إِلَّا وَالْبَحْر يُشْرِف ثَلَاث مَرَّات يَسْتَأْذِن اللَّه تَعَالَى أَنْ يَنْفَضِخ عَلَيْهِمْ فَيَكُفُّهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " فِيهِ رَجُل مُبْهَم لَمْ يُسَمَّ .
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)

إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ

وَقَوْله تَعَالَى " إِنَّ عَذَاب رَبّك لَوَاقِع " هَذَا هُوَ الْمُقْسَم عَلَيْهِ أَيْ لَوَاقِع بِالْكَافِرِينَ كَمَا قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " مَا لَهُ مِنْ دَافِع " أَيْ لَيْسَ لَهُ دَافِع يَدْفَعهُ عَنْهُمْ إِذَا أَرَادَ اللَّه بِهِمْ ذَلِكَ. قَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُوسَى بْن دَاوُد عَنْ صَالِح الْمُرِّيّ عَنْ جَعْفَر بْن زَيْد الْعَبْدِيّ قَالَ خَرَجَ عُمَر يَعُسّ الْمَدِينَة ذَات لَيْلَة فَمَرَّ بِدَارِ رَجُل مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَوَافَقَهُ قَائِمًا يُصَلِّي فَوَقَفَ يَسْتَمِع قِرَاءَتَهُ فَقَرَأَ " وَالطُّور - حَتَّى بَلَغَ إِنَّ عَذَاب رَبّك لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِنْ دَافِع " قَالَ قَسَمٌ وَرَبِّ الْكَعْبَة حَقٌّ فَنَزَلَ عَنْ حِمَاره وَاسْتَنَدَ إِلَى حَائِط فَمَكَثَ مَلِيًّا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَنْزِله فَمَكَثَ شَهْرًا يَعُودهُ النَّاس لَا يَدْرُونَ مَا مَرَضه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَقَالَ الْإِمَام أَبُو عُبَيْد فِي فَضَائِل الْقُرْآن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن صَالِح حَدَّثَنَا هِشَام بْن حَسَّان عَنْ الْحَسَن أَنَّ عُمَر قَرَأَ " إِنَّ عَذَاب رَبّك لَوَاقِع مَا لَهُ مِنْ دَافِع " فَرَبَا لَهَا رَبْوَةً عِيدَ مِنْهَا عِشْرِينَ يَوْمًا .
مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (Cool

مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ

هَذَا هُوَ الْمُقْسَم عَلَيْهِ أَيْ لَوَاقِع بِالْكَافِرِينَ كَمَا قَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى " مَا لَهُ مِنْ دَافِع " أَيْ لَيْسَ لَهُ دَافِع يَدْفَعهُ عَنْهُمْ إِذَا أَرَادَ اللَّه بِهِمْ ذَلِكَ . قَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر بْن أَبِي الدُّنْيَا حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُوسَى بْن دَاوُد عَنْ صَالِح الْمُرِّيّ عَنْ جَعْفَر بْن زَيْد الْعَبْدِيّ قَالَ خَرَجَ عُمَر يَعُسّ الْمَدِينَة ذَات لَيْلَة فَمَرَّ بِدَارِ رَجُل مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَوَافَقَهُ قَائِمًا يُصَلِّي فَوَقَفَ يَسْتَمِع قِرَاءَتَهُ فَقَرَأَ " وَالطُّور - حَتَّى بَلَغَ إِنَّ عَذَاب رَبّك لَوَاقِع مَا لَهُ مِنْ دَافِع " قَالَ قَسَمٌ وَرَبِّ الْكَعْبَة حَقٌّ فَنَزَلَ عَنْ حِمَاره وَاسْتَنَدَ إِلَى حَائِط فَمَكَثَ مَلِيًّا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَنْزِله فَمَكَثَ شَهْرًا يَعُودهُ النَّاس لَا يَدْرُونَ مَا مَرَضه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَقَالَ الْإِمَام أَبُو عُبَيْد فِي فَضَائِل الْقُرْآن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن صَالِح حَدَّثَنَا هِشَام بْن حَسَّان عَنْ الْحَسَن أَنَّ عُمَر قَرَأَ " إِنَّ عَذَاب رَبّك لَوَاقِع مَا لَهُ مِنْ دَافِع " فَرَبَا لَهَا رَبْوَةً عِيدَ مِنْهَا عِشْرِينَ يَوْمًا .
يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9)

يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا

قَالَ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة : تَتَحَرَّك تَحْرِيكًا وَعَنْ اِبْن عَبَّاس هُوَ تَشَقُّقُهَا وَقَالَ مُجَاهِد : تَدُور دَوْرًا وَقَالَ الضَّحَّاك : اِسْتِدَارَتهَا وَتَحَرُّكهَا لِأَمْرِ اللَّه وَمَوْج بَعْضهَا فِي بَعْض وَهَذَا اِخْتِيَار اِبْن جَرِير إِنَّهُ التَّحَرُّك فِي اِسْتِدَارَة . قَالَ وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَة مَعْمَر بْن الْمُثَنَّى بَيْت الْأَعْشَى فَقَالَ : كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْت جَارَتِهَا ... مَوْرُ السَّحَابَة لَا رَيْث وَلَا عَجَلُ .
وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10)

وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا

أَيْ تَذْهَب فَتَصِير هَبَاء مُنْبَثًّا وَتُنْسَف نَسْفًا .
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11)

فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ

أَيْ وَيْل لَهُمْ ذَلِكَ الْيَوْم مِنْ عَذَاب اللَّه وَنَكَاله بِهِمْ وَعِقَابه لَهُمْ .
الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12)

الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ

أَيْ هُمْ فِي الدُّنْيَا يَخُوضُونَ فِي الْبَاطِل وَيَتَّخِذُونَ دِينهمْ هُزُوًا وَلَعِبًا.
يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13)

يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا

" يَوْم يُدَعُّونَ" أَيْ يُدْفَعُونَ وَيُسَاقُونَ " إِلَى نَار جَهَنَّم دَعًّا " وَقَالَ مُجَاهِد وَالشَّعْبِيّ وَمُحَمَّد بْن كَعْب وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ وَالثَّوْرِيّ يُدْفَعُونَ فِيهَا دَفْعًا .
هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14)

هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ

أَيْ تَقُول لَهُ الزَّبَانِيَة ذَلِكَ تَقْرِيعًا وَتَوْبِيخًا .
أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15)

أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ

" أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ اِصْلَوْهَا " أَيْ اُدْخُلُوهَا دُخُول مَنْ تَغْمُرهُ مِنْ جَمِيع جِهَاته " فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ " أَيْ سَوَاء صَبَرْتُمْ عَلَى عَذَابهَا وَنَكَالهَا أَمْ لَمْ تَصْبِرُوا لَا مَحِيدَ لَكُمْ عَنْهَا وَلَا خَلَاص لَكُمْ مِنْهَا , وَ " إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " أَيْ وَلَا يَظْلِم اللَّه أَحَدًا بَلْ يُجَازِي كُلًّا بِعَمَلِهِ .
اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16)

اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

" أَفَسِحْر هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ اِصْلَوْهَا " أَيْ اُدْخُلُوهَا دُخُول مَنْ تَغْمُرُهُ مِنْ جَمِيع جِهَاته " فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ" أَيْ سَوَاء صَبَرْتُمْ عَلَى عَذَابهَا وَنَكَالهَا أَمْ لَمْ تَصْبِرُوا لَا مَحِيد لَكُمْ عَنْهَا وَلَا خَلَاص لَكُمْ مِنْهَا , وَ " إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " أَيْ وَلَا يَظْلِم اللَّه أَحَدًا بَلْ يُجَازِي كُلًّا بِعَمَلِهِ .
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17)

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ

أَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى عَنْ حَال السُّعَدَاء فَقَالَ " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّات وَنَعِيم" وَذَلِكَ بِضِدِّ مَا أُولَئِكَ فِيهِ مِنْ الْعَذَاب وَالنَّكَال.
فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18)

فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ

" فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبّهمْ " أَيْ يَتَفَكَّهُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّه مِنْ النَّعِيم مِنْ أَصْنَاف الْمَلَاذِّ مِنْ مَآكِلَ وَمَشَارِبَ وَمَلَابِسَ وَمَسَاكِنَ وَمَرَاكِبَ وَغَيْرِ ذَلِكَ " وَوَقَاهُمْ رَبّهمْ عَذَاب الْجَحِيم " أَيْ وَقَدْ نَجَّاهُمْ مِنْ عَذَاب النَّار وَتِلْكَ نِعْمَة مُسْتَقِلَّة بِذَاتِهَا عَلَى حِدَتِهَا مَعَ مَا أُضِيفَ إِلَيْهَا مِنْ دُخُول الْجَنَّة الَّتِي فِيهَا مِنْ السُّرُور مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْب بَشَرٍ .
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19)

كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

كَقَوْلِهِ تَعَالَى " كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّام الْخَالِيَة " أَيْ هَذَا بِذَاكَ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَإِحْسَانًا .
مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20)

مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ

وَقَوْله تَعَالَى " مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَة " قَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ حُصَيْن عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس السُّرُر فِي الْحِجَال وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَان حَدَّثَنَا صَفْوَان بْن عَمْرو أَنَّهُ سَمِعَ الْهَيْثَم بْن مَالِك الطَّائِيّ يَقُول إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ الرَّجُل لَيَتَّكِئُ الْمُتَّكَأَ مِقْدَار أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا يَتَحَوَّل عَنْهُ وَلَا يَمَلّهُ يَأْتِيه مَا اِشْتَهَتْ نَفْسه وَلَذَّتْ عَيْنه " . وَحَدَّثَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا هُدْبَة بْن خَالِد عَنْ سُلَيْمَان بْن الْمُغِيرَة عَنْ ثَابِت قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ الرَّجُل لَيَتَّكِئ فِي الْجَنَّة سَبْعِينَ سَنَة عِنْده مِنْ أَزْوَاجه وَخَدَمِهِ وَمَا أَعْطَاهُ اللَّه مِنْ الْكَرَامَة وَالنَّعِيم فَإِذَا حَانَتْ مِنْهُ نَظْرَة فَإِذَا أَزْوَاج لَهُ لَمْ يَكُنْ رَآهُنَّ قَبْل ذَلِكَ فَيَقُلْنَ قَدْ آنَ لَك أَنْ تَجْعَل لَنَا مِنْك نَصِيبًا وَمَعْنَى " مَصْفُوفَة " أَيْ وُجُوه بَعْضهمْ إِلَى بَعْض كَقَوْلِهِ " عَلَى سُرُر مُتَقَابِلِينَ " " وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ " أَيْ وَجَعَلْنَا لَهُمْ قَرِينَاتٍ صَالِحَاتٍ وَزَوْجَات حِسَان مِنْ الْحُور الْعِين وَقَالَ مُجَاهِد " وَزَوَّجْنَاهُمْ " أَنْكَحْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ وَصْفُهُمْ فِي غَيْر مَوْضِع بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته هَهُنَا .
وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ

يُخْبِر تَعَالَى عَنْ فَضْله وَكَرَمه وَامْتِنَانه وَلُطْفه بِخَلْقِهِ وَإِحْسَانه أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا اِتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّاتهمْ فِي الْإِيمَان يُلْحِقُهُمْ بِآبَائِهِمْ فِي الْمَنْزِلَة وَإِنْ لَمْ يَبْلُغُوا عَمَلَهُمْ لِتَقَرَّ أَعْيُن الْآبَاء بِالْأَبْنَاءِ عِنْدهمْ فِي مَنَازِلهمْ فَيَجْمَع بَيْنهمْ عَلَى أَحْسَن الْوُجُوه بِأَنْ يَرْفَع النَّاقِصَ الْعَمَلِ بِكَامِلِ الْعَمَل وَلَا يَنْقُص ذَلِكَ مِنْ عَمَله وَمَنْزِلَته لِلتَّسَاوِي بَيْنه وَبَيْن ذَاكَ وَلِهَذَا قَالَ" أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء " قَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : إِنَّ اللَّه لَيَرْفَع ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِن فِي دَرَجَته وَإِنْ كَانُوا دُونه فِي الْعَمَل لِتَقَرّ بِهِمْ عَيْنه ثُمَّ قَرَأَ " وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء " وَرَوَاهُ اِبْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث سُفْيَان الثَّوْرِيّ بِهِ . وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن جَرِير مِنْ حَدِيث شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة بِهِ وَرَوَاهُ الْبَزَّاز عَنْ سَهْل بْن بَحْر عَنْ الْحَسَن بْن حَمَّاد الْوَرَّاق عَنْ قَيْس بْن الرَّبِيع عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ سَعِيد عَنْ اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا فَذَكَرَهُ ثُمَّ قَالَ وَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيّ عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ سَعِيد بْن اِبْن عَبَّاس مَوْقُوفًا . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن يَزِيد الْبَيْرُوتِيّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن سَعِيد أَخْبَرَنِي شَيْبَان أَخْبَرَنِي لَيْث عَنْ حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت الْأَسَدِيّ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى" وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتهمْ " قَالَ هُمْ ذُرِّيَّة الْمُؤْمِن يَمُوتُونَ عَلَى الْإِيمَان فَإِنْ كَانَتْ مَنَازِل آبَائِهِمْ أَرْفَع مِنْ مَنَازِلهمْ أُلْحِقُوا بِآبَائِهِمْ وَلَمْ يُنْقَصُوا مِنْ أَعْمَالهمْ الَّتِي عَمِلُوهَا شَيْئًا . وَقَالَ الْحَافِظ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق التُّسْتَرِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غَزْوَان حَدَّثَنَا شَرِيك عَنْ سَالِم الْأَفْطَس عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس أَظُنّهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِذَا دَخَلَ الرَّجُل الْجَنَّة سَأَلَ عَنْ أَبَوَيْهِ وَزَوْجَتِهِ وَوَلَدِهِ فَيُقَال إِنَّهُمْ لَمْ يَبْلُغُوا دَرَجَتَك فَيَقُول يَا رَبّ قَدْ عَمِلْت لِي وَلَهُمْ فَيُؤْمَر بِإِلْحَاقِهِمْ بِهِ " وَقَرَأَ اِبْن عَبَّاس " وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتهمْ بِإِيمَانٍ " الْآيَة .

وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة يَقُول وَاَلَّذِينَ أَدْرَكَ ذُرِّيَّتهمْ الْإِيمَان فَعَمِلُوا بِطَاعَتِي أَلْحَقْتهمْ بِإِيمَانِهِمْ إِلَى الْجَنَّة وَأَوْلَادهمْ الصِّغَار تُلْحَق بِهِمْ وَهَذَا رَاجِع إِلَى التَّفْسِير الْأَوَّل فَإِنَّ ذَلِك مُفَسَّرًا أَصْرَح مِنْ هَذَا . وَهَكَذَا يَقُول الشَّعْبِيّ وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَإِبْرَاهِيم وَقَتَادَة وَأَبُو صَالِح وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالضَّحَّاك وَابْن زَيْد وَهُوَ اِخْتِيَار اِبْن جَرِير وَقَدْ قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فُضَيْل عَنْ مُحَمَّد بْن عُثْمَان عَنْ زَاذَان عَنْ عَلِيّ قَالَ سَأَلَتْ خَدِيجَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَلَدَيْنِ مَاتَا لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هُمَا فِي النَّار" فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهِيَة فِي وَجْههَا قَالَ " لَوْ رَأَيْت مَكَانَهُمَا لَأَبْغَضْتهمَا " قَالَتْ يَا رَسُول اللَّه فَوَلَدِي مِنْك قَالَ" فِي الْجَنَّة " قَالَ ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي الْجَنَّة وَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي النَّار " ثُمَّ قَرَأَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " " وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتهمْ بِإِيمَانٍ " " الْآيَة هَذَا فَضْله تَعَالَى عَلَى الْأَبْنَاء بِبَرَكَةِ عَمَل الْآبَاء وَأَمَّا فَضْله عَلَى الْآبَاء بِبَرَكَةِ دُعَاء الْأَبْنَاء فَقَدْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَزِيد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ عَاصِم بْن أَبِي النَّجُود عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّه لَيَرْفَع الدَّرَجَة لِلْعَبْدِ الصَّالِح فِي الْجَنَّة فَيَقُول يَا رَبّ أَنَّى لِي هَذِهِ ؟ فَيَقُول بِاسْتِغْفَارِ وَلَدك لَك " إِسْنَادُهُ صَحِيح وَلَمْ يُخْرِجُوهُ مِنْ هَذَا الْوَجْه وَلَكِنْ لَهُ شَاهِد فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا مَاتَ اِبْن آدَم اِنْقَطَعَ عَمَله إِلَّا مِنْ ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة أَوْ عِلْم يُنْتَفَع بِهِ أَوْ وَلَد صَالِح يَدْعُو لَهُ " وَقَوْله تَعَالَى " كُلّ اِمْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين " لَمَّا أَخْبَرَ عَنْ مَقَام الْفَضْل وَهُوَ رَفْع دَرَجَة الذُّرِّيَّة إِلَى مَنْزِلَة الْآبَاء عَنْ غَيْر عَمَل يَقْتَضِي ذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ مَقَام الْعَدْل وَهُوَ أَنَّهُ لَا يُؤَاخِذ أَحَدًا بِذَنْبِ أَحَد فَقَالَ تَعَالَى " كُلّ اِمْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ " أَيْ مُرْتَهِن بِعَمَلِهِ لَا يَحْمِل عَلَيْهِ ذَنْب غَيْره مِنْ النَّاس سَوَاء كَانَ أَبًا أَوْ اِبْنًا كَمَا قَالَ تَعَالَى " كُلّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة إِلَّا أَصْحَاب الْيَمِين فِي جَنَّات يَتَسَاءَلُونَ عَنْ الْمُجْرِمِينَ .
وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22)

وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ

أَيْ وَأَلْحَقْنَاهُمْ بِفَوَاكِهَ وَلُحُوم مِنْ أَنْوَاع شَتَّى مِمَّا يُسْتَطَاب وَيُشْتَهَى . وَقَوْله " يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا" أَيْ يَتَعَاطَوْنَ فِيهَا كَأْسًا أَيْ مِنْ الْخَمْر قَالَهُ الضَّحَّاك" لَا لَغْو فِيهَا وَلَا تَأْثِيم " أَيْ لَا يَتَكَلَّمُونَ فِيهَا بِكَلَامٍ لَاغٍ أَيْ هَذَيَان وَلَا إِثْم أَيْ فُحْش كَمَا يَتَكَلَّم بِهِ الشَّرَبَةُ مِنْ أَهْل الدُّنْيَا قَالَ اِبْن عَبَّاس : اللَّغْو الْبَاطِل وَالتَّأْثِيم الْكَذِب وَقَالَ مُجَاهِد لَا يَسْتَبُّونَ وَلَا يُؤَثَّمُونَ وَقَالَ قَتَادَة كَانَ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا مَعَ الشَّيْطَان فَنَزَّهَ اللَّه خَمْر الْآخِرَة عَنْ قَاذُورَات خَمْر الدُّنْيَا وَأَذَاهَا كَمَا تَقَدَّمَ فَنَفَى عَنْهَا صُدَاع الرَّأْس وَوَجَع الْبَطْن وَإِزَالَة الْعَقْل بِالْكُلِّيَّةِ وَأَخْبَرَ أَنَّهَا لَا تَحْمِلُهُمْ عَلَى الْكَلَام السَّيِّئِ الْفَارِغ عَنْ الْفَائِدَة الْمُتَضَمِّن هَذَيَانًا وَفُحْشًا وَأَخْبَرَ بِحُسْنِ مَنْظَرِهَا وَطِيب طَعْمِهَا وَمَخْبَرهَا فَقَالَ " بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ لَا فِيهَا غُول وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ " وَقَالَ " لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ " وَقَالَ هَهُنَا " يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْو فِيهَا وَلَا تَأْثِيم " .
يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23)





‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








 تفسير سورة الطور Sigpic12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيماء
مستشاره ادارية
مستشاره ادارية
الشيماء


الادارة

وسام الابداع

نجمة المنتدى

وسامالعطاء

عدد المساهمات : 4955
تاريخ التسجيل : 21/08/2010

 تفسير سورة الطور Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة الطور    تفسير سورة الطور Icon_minitime1الأربعاء 24 أكتوبر - 18:20




يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ

أَيْ وَأَلْحَقْنَاهُمْ بِفَوَاكِهَ وَلُحُومٍ مِنْ أَنْوَاع شَتَّى مِمَّا يُسْتَطَاب وَيُشْتَهى . وَقَوْله " يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا" أَيْ يَتَعَاطَوْنَ فِيهَا كَأْسًا أَيْ مِنْ الْخَمْر قَالَهُ الضَّحَّاك" لَا لَغْو فِيهَا وَلَا تَأْثِيم " أَيْ لَا يَتَكَلَّمُونَ فِيهَا بِكَلَامٍ لَاغٍ أَيْ هَذَيَان وَلَا إِثْم أَيْ فُحْش كَمَا يَتَكَلَّم بِهِ الشَّرَبَةُ مِنْ أَهْل الدُّنْيَا قَالَ اِبْن عَبَّاس : اللَّغْو الْبَاطِل وَالتَّأْثِيم الْكَذِب وَقَالَ مُجَاهِد لَا يَسْتَبُّونَ وَلَا يُؤَثَّمُونَ وَقَالَ قَتَادَة كَانَ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا مَعَ الشَّيْطَان فَنَزَّهَ اللَّه خَمْر الْآخِرَة عَنْ قَاذُورَات خَمْر الدُّنْيَا وَأَذَاهَا كَمَا تَقَدَّمَ فَنَفَى عَنْهَا صُدَاع الرَّأْس وَوَجَع الْبَطْن وَإِزَالَة الْعَقْل بِالْكُلِّيَّةِ وَأَخْبَرَ أَنَّهَا لَا تَحْمِلهُمْ عَلَى الْكَلَام السَّيِّئِ الْفَارِغ عَنْ الْفَائِدَة الْمُتَضَمِّن هَذَيَانًا وَفُحْشًا وَأَخْبَرَ بِحُسْنِ مَنْظَرِهَا وَطِيب طَعْمهَا وَمَخْبَرهَا فَقَالَ " بَيْضَاء لَذَّة لِلشَّارِبِينَ لَا فِيهَا غَوْل وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ " وَقَالَ " لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ " وَقَالَ هَهُنَا " يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْو فِيهَا وَلَا تَأْثِيم " .
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24)

وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ

وَقَوْله تَعَالَى " وَيَطُوف عَلَيْهِمْ غِلْمَان لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون " إِخْبَار عَنْ خَدَمِهِمْ وَحَشَمِهِمْ فِي الْجَنَّة كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤ الرَّطْب الْمَكْنُون فِي حُسْنهمْ وَبِهَائِهِمْ وَنَظَافَتهمْ وَحُسْن مَلَابِسهمْ كَمَا قَالَ " وَيَطُوف عَلَيْهِمْ وِلْدَان مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْس مِنْ مَعِين" .
وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25)

وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ

أَيْ أَقْبَلُوا يَتَحَادَثُونَ وَيَتَسَاءَلُونَ عَنْ أَعْمَالهمْ وَأَحْوَالهمْ فِي الدُّنْيَا وَهَذَا كَمَا يَتَحَدَّث أَهْل الشَّرَاب عَلَى شَرَابهمْ إِذَا أَخَذَ فِيهِمْ الشَّرَاب بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرهمْ .
قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26)

قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ

أَيْ كُنَّا فِي الدَّار الدُّنْيَا وَنَحْنُ بَيْن أَهْلِينَا خَائِفِينَ مِنْ رَبّنَا مُشْفِقِينَ مِنْ عَذَابه وَعِقَابه فَمَنَّ اللَّه عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَاب السَّمُوم أَيْ فَتَصَدَّقَ عَلَيْنَا وَأَجَارَنَا مِمَّا نَخَاف" إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ " أَيْ نَتَضَرَّع إِلَيْهِ فَاسْتَجَابَ لَنَا وَأَعْطَانَا سُؤَالنَا " إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيم " .
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)

اي: تَصَدَّقَ عَلَيْنَا وَأَجَارَنَا مِمَّا نَخَاف
إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)

إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ

وَقَدْ وَرَدَ فِي هَذَا الْمَقَام حَدِيث رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْبَزَّار فِي مُسْنَده فَقَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَة بْن شَبِيب حَدَّثَنَا سَعِيد بْن دِينَار حَدَّثَنَا الرَّبِيع بْن صُبَيْح عَنْ الْحَسَن عَنْ أَنَس قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا دَخَلَ أَهْل الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ اِشْتَاقُوا إِلَى الْإِخْوَان فَيَجِيء سَرِير هَذَا حَتَّى يُحَاذِيَ سَرِيرَ هَذَا فَيَتَحَدَّثَانِ فَيَتَّكِئ هَذَا وَيَتَّكِئ هَذَا فَيَتَحَدَّثَانِ بِمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا فَيَقُول أَحَدهمَا لِصَاحِبِهِ يَا فُلَانُ تَدْرِي أَيَّ يَوْم غَفَرَ اللَّه لَنَا ؟ يَوْم كُنَّا فِي مَوْضِع كَذَا وَكَذَا فَدَعَوْنَا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَغَفَرَ لَنَا " ثُمَّ قَالَ الْبَزَّار لَا نَعْرِفُهُ يُرْوَى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد قُلْت وَسَعِيد بْن دِينَار الدِّمَشْقِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ مَجْهُول وَشَيْخه الرَّبِيع بْن صُبَيْح وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد مِنْ جِهَة حِفْظِهِ وَهُوَ رَجُل صَالِح ثِقَة فِي نَفْسه . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَبْد اللَّه الْأَوْدِيّ حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوق عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا قَرَأَتْ هَذِهِ الْآيَة " فَمَنَّ اللَّه عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَاب السَّمُوم إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيم " فَقَالَتْ اللَّهُمَّ مُنَّ عَلَيْنَا وَقِنَا عَذَاب السَّمُوم إِنَّك أَنْتَ الْبَرّ الرَّحِيم . قِيلَ لِلْأَعْمَشِ فِي الصَّلَاة ؟ قَالَ نَعَمْ .
فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29)

فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ

يَقُول تَعَالَى آمِرًا رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يُبَلِّغَ رِسَالَته إِلَى عِبَاده وَأَنْ يُذَكِّرَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِ ثُمَّ نَفَى عَنْهُ مَا يَرْمِيه بِهِ أَهْل الْبُهْتَان وَالْفُجُور فَقَالَ " فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبّك بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُون " أَيْ لَسْت بِحَمْدِ اللَّه بِكَاهِنٍ كَمَا تَقُول الْجَهَلَة مِنْ كُفَّار قُرَيْش وَالْكَاهِن الَّذِي يَأْتِيه الرِّئِيّ مِنْ الْجَانّ بِالْكَلِمَةِ يَتَلَقَّاهَا مِنْ خَبَر السَّمَاء" وَلَا مَجْنُون " وَهُوَ الَّذِي يَتَخَبَّطهُ الشَّيْطَان مِنْ الْمَسّ.
أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)

أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ فِي قَوْلهمْ فِي الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمْ يَقُولُونَ شَاعِر نَتَرَبَّص بِهِ رَيْب الْمَنُون " أَيْ قَوَارِع الدَّهْر وَالْمَنُون الْمَوْت يَقُولُونَ نَنْتَظِرهُ وَنَصْبِر عَلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْت فَنَسْتَرِيح مِنْهُ وَمِنْ شَأْنه .
قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31)

قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ

قَالَ اللَّه تَعَالَى " قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُتَرَبِّصِينَ" أَيْ اِنْتَظِرُوا فَإِنِّي مُنْتَظِر مَعَكُمْ وَسَتَعْلَمُونَ لِمَنْ تَكُون الْعَاقِبَة وَالنُّصْرَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة . قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اِجْتَمَعُوا فِي دَار النَّدْوَة فِي أَمْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَائِل مِنْهُمْ اِحْتَبِسُوهُ فِي وَثَاق وَتَرَبَّصُوا بِهِ رَيْب الْمَنُون حَتَّى يَهْلِك كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ الشُّعَرَاء زُهَيْر وَالنَّابِغَة إِنَّمَا هُوَ كَأَحَدِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلهمْ " أَمْ يَقُولُونَ شَاعِر نَتَرَبَّص بِهِ رَيْب الْمَنُون " .
أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32)

أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " أَمْ تَأْمُرهُمْ أَحْلَامهمْ بِهَذَا " أَيْ عُقُولهمْ تَأْمُرهُمْ بِهَذَا الَّذِي يَقُولُونَهُ فِيك مِنْ الْأَقَاوِيل الْبَاطِلَة الَّتِي يَعْلَمُونَ فِي أَنْفُسهمْ أَنَّهَا كَذِبٌ وَزُور" أَمْ هُمْ قَوْم طَاغُونَ " أَيْ وَلَكِنْ هُمْ قَوْم طَاغُونَ ضُلَّال مُعَانِدُونَ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يَحْمِلهُمْ عَلَى مَا قَالُوهُ فِيك.

== أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) ==

أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ

وَقَوْله تَعَالَى" أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ " أَيْ اِخْتَلَقَهُ وَافْتَرَاهُ مِنْ عِنْد نَفْسه يَعْنُونَ الْقُرْآن قَالَ اللَّه تَعَالَى " بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ " أَيْ كُفْرُهُمْ هُوَ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْمَقَالَة .

== فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) ==

فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ

أَيْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ فِي قَوْلهمْ تَقَوَّلَهُ وَافْتَرَاهُ فَلْيَأْتُوا بِمِثْلِ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْقُرْآن فَإِنَّهُمْ لَوْ اِجْتَمَعُوا هُمْ وَجَمِيع أَهْل الْأَرْض مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس مَا جَاءُوا بِمِثْلِهِ وَلَا بِعَشْرِ سُوَر مِنْ مِثْله وَلَا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْله . نص كبيرنص كبير
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)

أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ

هَذَا الْمَقَام فِي إِثْبَات الرُّبُوبِيَّة وَتَوْحِيد الْأُلُوهِيَّة فَقَالَ تَعَالَى" أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْر شَيْء أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ " أَيْ أَوُجِدُوا مِنْ غَيْر مُوجِد ؟ أَمْ هُمْ أَوْجَدُوا أَنْفُسَهُمْ أَيْ لَا هَذَا وَلَا هَذَا بَلْ اللَّه هُوَ الَّذِي خَلَقَهُمْ وَأَنْشَأَهُمْ بَعْد أَنْ لَمْ يَكُونُوا شَيْئًا مَذْكُورًا . قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيّ حَدَّثَنَا سُفْيَان قَالَ حَدَّثَنِي عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مُطْعِم عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأ فِي الْمَغْرِب بِالطُّورِ فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَة " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْر شَيْء أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَات وَالْأَرْض بَلْ لَا يُوقِنُونَ أَمْ عِنْدهمْ خَزَائِن رَبّك أَمْ هُمْ الْمُسَيْطِرُونَ " كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ وَهَذَا الْحَدِيث مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طُرُق عَنْ الزُّهْرِيّ بِهِ وَجُبَيْر بْن مُطْعِم كَانَ قَدْ قَدِمَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد وَقْعَة بَدْر فِي فِدَاء الْأُسَارَى وَكَانَ إِذْ ذَاكَ مُشْرِكًا فَكَانَ سَمَاعه هَذِهِ الْآيَة مِنْ هَذِهِ السُّورَة مِنْ جُمْلَة مَا حَمَلَهُ عَلَى الدُّخُول فِي الْإِسْلَام بَعْد ذَلِكَ .
أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36)

أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ

أَيْ أَهُمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ؟ وَهَذَا إِنْكَار عَلَيْهِمْ فِي شِرْكهمْ بِاَللَّهِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْخَالِق وَحْدَهُ لَا شَرِيك لَهُ وَلَكِنَّ عَدَم إِيقَانهمْ هُوَ الَّذِي يَحْمِلهُمْ عَلَى ذَلِكَ .
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ (37)

أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ

أَيْ أَهُمْ يَتَصَرَّفُونَ فِي الْمُلْك وَبِيَدِهِمْ مَفَاتِيح الْخَزَائِن " أَمْ هُمْ المسيطرون

" أَيْ الْمُحَاسِبُونَ لِلْخَلَائِقِ ؟ لَيْسَ الْأَمْر كَذَلِكَ بَلْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الْمَالِك الْمُتَصَرِّف الْفَعَّال لِمَا يُرِيد .

أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38)

أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ

" أَمْ لَهُمْ سُلَّم يَسْتَمِعُونَ فِيهِ " أَيْ مِرْقَاة إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى " فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعهمْ بِسُلْطَانٍ مُبِين " أَيْ فَلْيَأْتِ الَّذِي يَسْتَمِع لَهُمْ بِحُجَّةٍ ظَاهِرَة عَلَى صِحَّة مَا هُمْ فِيهِ مِنْ الْفِعَال وَالْمَقَال أَيْ وَلَيْسَ لَهُمْ سَبِيل إِلَى ذَلِكَ فَلَيْسُوا عَلَى شَيْء وَلَا لَهُمْ دَلِيل.
أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39)

أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ

ثُمَّ قَالَ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ فِيمَا نَسَبُوهُ إِلَيْهِ مِنْ الْبَنَات الْمَلَائِكَة إِنَاثًا وَاخْتِيَارهمْ لِأَنْفُسِهِمْ الذُّكُور عَلَى الْإِنَاث بِحَيْثُ إِذَا بُشِّرَ أَحَدهمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيم " أَمْ لَهُ الْبَنَات وَلَكُمْ الْبَنُونَ " هَذَا وَقَدْ جَعَلُوا الْمَلَائِكَة بَنَات اللَّه وَعَبَدُوهُمْ مَعَ اللَّه .
أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40)

أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ

" أَمْ تَسْأَلهُمْ أَجْرًا " أَيْ أُجْرَة عَلَى إِبْلَاغك إِيَّاهُمْ رِسَالَة اللَّه ؟ أَيْ لَسْت تَسْأَلهُمْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا " فَهُمْ مِنْ مَغْرَم مُثْقَلُونَ " أَيْ فَهُمْ مِنْ أَدْنَى شَيْء يَتَبَرَّمُونَ مِنْهُ وَيُثْقِلهُمْ وَيَشُقّ عَلَيْهِمْ " .
أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41)

أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ

أَيْ لَيْسَ الْأَمْر كَذَلِكَ فَإِنَّهُ لَا يَعْلَم أَحَد مِنْ أَهْل السَّمَوَات وَالْأَرْض الْغَيْبَ إِلَّا اللَّه .
أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42)

أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ

يَقُول تَعَالَى أَمْ يُرِيد هَؤُلَاءِ بِقَوْلِهِمْ هَذَا فِي الرَّسُول وَفِي الدِّين غُرُور النَّاس وَكَيْد الرَّسُول وَأَصْحَابه فَكَيْدهمْ إِنَّمَا يَرْجِع وَبَالُهُ عَلَى أَنْفُسهمْ فَاَلَّذِينَ كَفَرُوا هُمْ الْمَكِيدُونَ .
أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)

أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ

وَهَذَا إِنْكَار شَدِيد عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي عِبَادَتهمْ الْأَصْنَام وَالْأَنْدَاد مَعَ اللَّه ثُمَّ نَزَّهَ نَفْسه الْكَرِيمَة عَمَّا يَقُولُونَ وَيَفْتَرُونَ وَيُشْرِكُونَ فَقَالَ " سُبْحَانَ اللَّه عَمَّا يُشْرِكُونَ " .
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44)

وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ

يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ الْمُشْرِكِينَ بِالْعِنَادِ وَالْمُكَابَرَة لِلْمَحْسُوسِ " وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنْ السَّمَاء سَاقِطًا " أَيْ عَلَيْهِمْ يُعَذَّبُونَ بِهِ لَمَا صَدَّقُوا وَلَمَا أَيْقَنُوا بَلْ يَقُولُونَ هَذَا سَحَاب مَرْكُوم أَيْ مُتَرَاكِم وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنْ السَّمَاء فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْم مَسْحُورُونَ " .
فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45)

فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ

وَقَالَ اللَّه تَعَالَى " فَذَرْهُمْ " أَيْ دَعْهُمْ يَا مُحَمَّد" حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمهمْ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ " وَذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَة .
يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46)

يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ

" يَوْم لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا " أَيْ لَا يَنْفَعُهُمْ كَيْدُهُمْ وَلَا مَكْرهمْ الَّذِي اِسْتَعْمَلُوهُ فِي الدُّنْيَا لَا يَجْزِي عَنْهُمْ يَوْم الْقِيَامَة شَيْئًا " وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ" .
وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47)

وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُون ذَلِكَ " أَيْ قَبْل ذَلِكَ فِي الدَّار الدُّنْيَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَاب الْأَدْنَى دُون الْعَذَاب الْأَكْبَر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَلَكِنَّ أَكْثَرهمْ لَا يَعْلَمُونَ " أَيْ نُعَذِّبهُمْ فِي الدُّنْيَا وَنَبْتَلِيهِمْ فِيهَا بِالْمَصَائِبِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَيُنِيبُونَ فَلَا يَفْهَمُونَ مَا يُرَاد بِهِمْ بَلْ إِذَا جُلِّيَ عَنْهُمْ مِمَّا كَانُوا فِيهِ عَادُوا إِلَى أَسْوَإِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ كَمَا جَاءَ فِي بَعْض الْأَحَادِيث " إِنَّ الْمُنَافِق إِذَا مَرِضَ وَعُوفِيَ مَثَله فِي ذَلِكَ كَمَثَلِ الْبَعِير لَا يَدْرِي فِيمَا عَقَلُوهُ وَلَا فِيمَا أَرْسَلُوهُ " وَفِي الْأَثَر الْإِلَهِيّ " كَمْ أَعْصِيك وَلَا تُعَاقِبنِي ؟ قَالَ اللَّه تَعَالَى يَا عَبْدِي كَمْ أُعَاقِبُك وَأَنْتَ لَا تَدْرِي" ؟ .
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)

وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ

وَقَوْله تَعَالَى " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّك فَإِنَّك بِأَعْيُنِنَا " أَيْ اِصْبِرْ عَلَى أَذَاهُمْ وَلَا تُبَالِهِمْ فَإِنَّك بِمَرْأًى مِنَّا وَتَحْت كِلَاءَتنَا وَاَللَّه يَعْصِمك مِنْ النَّاس. وَقَوْله تَعَالَى " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك حِين تَقُوم " قَالَ الضَّحَّاك أَيْ إِلَى الصَّلَاة : سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك وَتَبَارَكَ اِسْمك وَتَعَالَى جَدُّك وَلَا إِلَه غَيْرك . وَقَدْ رُوِيَ مِثْله عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس وَعَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ وَغَيْرهمَا وَرَوَى مُسْلِم فِي صَحِيحه عَنْ عُمَر أَنَّهُ كَانَ يَقُول هَذَا فِي اِبْتِدَاء الصَّلَاة وَرَوَاهُ أَحْمَد وَأَهْل السُّنَن عَنْ أَبِي سَعِيد وَغَيْره عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُول ذَلِكَ . وَقَالَ أَبُو الْجَوْزَاء " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك حِين تَقُوم " أَيْ مِنْ نَوْمك مِنْ فِرَاشك وَاخْتَارَهُ اِبْن جَرِير وَيَتَأَيَّد هَذَا الْقَوْل بِمَا رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيّ حَدَّثَنِي عُمَيْر بْن هَانِئ حَدَّثَنِي جُنَادَة بْن أَبِي أُمَيَّة حَدَّثَنَا عُبَادَة بْن الصَّامِت عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْل فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ لَهُ الْمُلْك وَلَهُ الْحَمْد وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير سُبْحَان اللَّه وَالْحَمْد لِلَّهِ وَلَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَاَللَّه أَكْبَر وَلَا حَوْل وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ ثُمَّ قَالَ رَبّ اِغْفِرْ لِي - أَوْ قَالَ ثُمَّ دَعَا - اُسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ عَزَمَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى قُبِلَتْ صَلَاته " وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَأَهْل السُّنَن مِنْ حَدِيث الْوَلِيد بْن مُسْلِم بِهِ وَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك حِين تَقُوم " قَالَ مِنْ كُلّ مَجْلِس وَقَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي الْأَحْوَص " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك حِين تَقُوم " قَالَ إِذَا أَرَادَ الرَّجُل أَنْ يَقُوم مِنْ مَجْلِسه قَالَ سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن شُعَيْب أَخْبَرَنِي طَلْحَة اِبْن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ عَنْ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ قَوْل اللَّه تَعَالَى " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك حِين تَقُوم" يَقُول حِين تَقُوم مِنْ كُلّ مَجْلِس إِنْ كُنْت أَحْسَنْت اِزْدَدْت خَيْرًا وَإِنْ كُنْت غَيْر ذَلِكَ كَانَ هَذَا كَفَّارَة لَهُ وَقَدْ قَالَ عَبْد الرَّزَّاق فِي جَامِعه أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ عَبْد الْكَرِيم الْجَزَرِيّ عَنْ أَبِي عُثْمَان الْفَقِير أَنَّ جِبْرِيل عَلَّمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسه أَنْ يَقُول : سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرك وَأَتُوب إِلَيْك .

قَالَ مَعْمَر وَسَمِعْت غَيْره يَقُول هَذَا الْقَوْل كَفَّارَة الْمَجَالِس وَهَذَا مُرْسَل وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيث مُسْنَدَة مِنْ طُرُق يُقَوِّي بَعْضهَا بَعْضًا بِذَلِكَ فَمِنْ ذَلِكَ حَدِيث اِبْن جُرَيْج عَنْ سُهَيْل بْن أَبِي صَالِح عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِس فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُوم مِنْ مَجْلِسه سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرك وَأَتُوب إِلَيْك إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسه ذَلِكَ" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَهَذَا لَفْظه وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مِنْ حَدِيث اِبْن جُرَيْج وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه وَقَالَ إِسْنَاده عَلَى شَرْط مُسْلِم إِلَّا أَنَّ الْبُخَارِيّ عَلَّلَهُ قُلْت عَلَّلَهُ الْإِمَام أَحْمَد وَالْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو زُرْعَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيْرهمْ وَنَسَبُوا الْوَهْم فِيهِ إِلَى اِبْن جُرَيْج عَلَى أَنَّ أَبَا دَاوُد قَدْ رَوَاهُ فِي سُنَنه مِنْ طَرِيق غَيْر اِبْن جُرَيْج إِلَى أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَاللَّفْظ لَهُ وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك مِنْ طَرِيق الْحَجَّاج بْن دِينَار عَنْ هَاشِم عَنْ أَبِي الْعَالِيَة عَنْ أَبِي بَرْزَة الْأَسْلَمِيّ قَالَ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول بِآخِرِ عُمُرِهِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُوم مِنْ الْمَجْلِس " سُبْحَانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرك وَأَتُوب إِلَيْك " فَقَالَ رَجُل يَا رَسُول اللَّه إِنَّك لَتَقُول قَوْلًا مَا كُنْت تَقُولهُ فِيمَا مَضَى قَالَ " كَفَّارَة لِمَا يَكُون فِي الْمَجْلِس " وَقَدْ رُوِيَ مُرْسَلًا عَنْ أَبَى الْعَالِيَة فَاَللَّه أَعْلَم وَهَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة عَنْ رَافِع بْن خَدِيج عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْله سَوَاء وَرُوِيَ مُرْسَلًا أَيْضًا فَاَللَّه أَعْلَم . وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّهُ قَالَ : كَلِمَات لَا يَتَكَلَّم بِهِنَّ أَحَد فِي مَجْلِسه عِنْد قِيَامه ثَلَاث مَرَّات إِلَّا كُفِّرَ بِهِنَّ عَنْهُ وَلَا يَقُولُهُنَّ فِي مَجْلِس خَيْر وَمَجْلِس ذِكْر إِلَّا خُتِمَ لَهُ بِهِنَّ كَمَا يُخْتَم بِالْخَاتَمِ : سُبْحَانك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرك وَأَتُوب إِلَيْك . وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِم مِنْ حَدِيث أُمّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَة وَصَحَّحَهُ وَمِنْ رِوَايَة جُبَيْر بْن مُطْعِم وَرَوَاهُ أَبُو بَكْر الْإِسْمَاعِيلِيّ عَنْ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عُمَر بْن الْخَطَّاب كُلّهمْ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَفْرَدْت لِذَلِكَ جُزْءًا عَلَى حِدَة بِذِكْرِ طُرُقه وَأَلْفَاظه وَعِلَلِهِ وَمَا يَتَعَلَّق بِهَا وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة .
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)

وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ

وَقَوْله تَعَالَى" وَمِنْ اللَّيْل فَسَبِّحْهُ " أَيْ اُذْكُرْهُ وَاعْبُدْهُ بِالتِّلَاوَةِ وَالصَّلَاة فِي اللَّيْل كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَمِنْ اللَّيْل فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَك عَسَى أَنْ يَبْعَثك رَبّك مَقَامًا مَحْمُودًا ". وَقَوْله تَعَالَى " وَإِدْبَار النُّجُوم " قَدْ تَقَدَّمَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس أَنَّهُمَا الرَّكْعَتَانِ اللَّتَانِ قَبْل صَلَاة الْفَجْر فَإِنَّهُمَا مَشْرُوعَتَانِ عِنْد إِدْبَار النُّجُوم أَيْ عِنْد جُنُوحهَا لِلْغَيْبُوبَةِ . وَقَدْ رَوَى اِبْن سَيْلَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " لَا تَدَعُوهُمَا وَإِنْ طَرَدَتْكُمْ الْخَيْل " يَعْنِي رَكْعَتَيْ الْفَجْر رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَمِنْ هَذَا الْحَدِيث حُكِيَ عَنْ بَعْض أَصْحَاب أَحْمَد الْقَوْل بِوُجُوبِهِمَا وَهُوَ ضَعِيف لِحَدِيثِ " خَمْس صَلَوَات فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة " قَالَ هَلْ عَلَيَّ غَيْرهَا قَالَ " لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ " . وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ لَمْ يَكُنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَيْء مِنْ النَّوَافِل أَشَدّ تَعَاهُدًا مِنْهُ عَلَى رَكْعَتَيْ الْفَجْر وَفِي لَفْظ لِمُسْلِمٍ " رَكْعَتَا الْفَجْر خَيْر مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " آخِر تَفْسِير الطُّور , وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.

 تفسير سورة الطور Io-ai-10







‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








 تفسير سورة الطور Sigpic12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة الطور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة الطور
» تفسير ابن كثير - تفسير سورة الكهف من الاية 5-15
» اختصار تفسير سورة"الأعراف" من "صحيح تفسير ابن كثير"
» تفسير ابن كثير - تفسير سورة الكهف من الاية21-27
»  تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأحزاب - ...الاية 23 -30

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: