منتدي المركز الدولى


الندم على الذنب و النفس اللوامة Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
الندم على الذنب و النفس اللوامة 1110
الندم على الذنب و النفس اللوامة Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا الندم على الذنب و النفس اللوامة 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


الندم على الذنب و النفس اللوامة Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
الندم على الذنب و النفس اللوامة 1110
الندم على الذنب و النفس اللوامة Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا الندم على الذنب و النفس اللوامة 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 الندم على الذنب و النفس اللوامة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن الحر
برونزى
حسن الحر


عدد المساهمات : 182
تاريخ التسجيل : 05/12/2010

الندم على الذنب و النفس اللوامة Empty
مُساهمةموضوع: الندم على الذنب و النفس اللوامة   الندم على الذنب و النفس اللوامة Icon_minitime1الخميس 20 ديسمبر - 19:21


الندم على الذنب و النفس اللوامة
الندم على الذنب و النفس اللوامة
الندم على الذنب و النفس اللوامة

الندم على الذنب و النفس اللوامة 004510
تعديل الميول ـ الفرار من تعذيب الضمير

قال الله تعالى : ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾ 1 .
إتضح لنا مما ذكرناه أن في الضمير الإنساني قوة تسمى بالوجدان الأخلاقي . و في الموارد التي يرتكب الإنسان جريمة يقع فريسة اللوم و التقريع من تلك القوة الباطنية . إن الوجدان الأخلاقي من القوة و القدرة بحيث أنه لا يترك المجرم و نفسه حتى في عالم النوم . يستعرض أمام عينه جرائمه بصورة الرؤيا ، و بذلك يلومه عليها ...
إن قوة الوجدان الأخلاقي و إدراك قبح الاجرام هو الذي يحور صورة الحلم و لا يسمح بأن يظهر المجرم على صورته الواقعية من جهة و يجعل المجرم من جهة أخرى يشاهد جرائمه في الرؤيا برعب و قلق و أن الانقياد لأوامر الوجدان الأخلاقي و إطاعة مقرراته وظيفة حتمية لكل إنسان ... فإن مخالفته تتضمن مصائب و مآسي لا تجبر . و سيدور بحثنا في هذه المحاضرة حول الاستفادة من الوجدان الأخلاقي ، و تنفيذ قوانينه و النتائج الوخيمة التي تترتب على مخالفته و الخروج عليه .
قوتان باطنيتان

هناك قوتان في طريق إرضاء الميول أو ضبطها و عدم الاستجابة لها في باطن كل إنسان : احداهما ايجابية ، و الأخرى سلبية . أما القوة الايجابية فهدفها جلب اللذائذ و إرضاء الغرائز فقط ، و تميل إلى إشباع جميع الميول الطبيعية بدون قيد و شرط و أن تحقق جميع الرغبات . هذه القوة لا تفهم الخير و الشر ، أو الصالح و الفاسد ، إنها تنادي باللذة فقط و ليس لها هدف غير ذلك . و لقد عبر القرآن الكريم عن هذه القوة الباطنية بـ ( النفس الأمارة ) ... حيث يقول عز من قائل : ﴿ ... إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ... ﴾ 2 .
و أما القوة السلبية في باطن الإنسان ، فهي تتمثل في القوة التي تمنع الإنسان في جلب اللذائذ عن ارتكاب الجرائم و الوقوع في الدنس ، و تلطف من حدة الميول ، و تلجم النفس الأمارة الشموس ، إنها تسمح بإرضاء الغرائز و الاستجابة للميول بالمقدار الذي لا يتصادم مع المقررات العقلية و العرفية و الشرعية ، أما ما عدا ذلك فانها لا تسمح به . و لقد عبر القرآن الكريم عن هذه القوة المعدلة للميول بـ ( النفس اللوامة ) ... حيث يقول تعالى : ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ 3 .
قيادة الغرائز

مما لا شك فيه أن الحياة البشرية مدينة إلى الميول و الغرائز التي أودعها الله تعالى في مزاج الإنسان ، ذلك أن الغرائز و الرغبات النفسانية هي القوة المحركة العظمى التي تدبر دولب الحياة الإنسانية ، و لا توجد أي قوة في الإنسان تبعثه على النشاط و الحيوية كالغرائز . و لكن النقطة الجديرة بالملاحظة و الانتباه أن هذه الغرائز إذا نفذت واستجيب لها بالصورة الصحيحة و بالشكل المعقول فانها تبعث على الخير و السعادة ، أما إذا لم يلتزم العقل قيادتها و كان إرواؤها على غير نظام أو ترتيب ، فلا شك في أنها تتضمن مئات المآسي و تؤدي بالإنسان إلى عاقبة سيئة .
عشرات الأرياف يمكن أن توجد على ضفاف نهر ، و مئات الأسر تستطيع أن تعيش فيها على أتم الرفاه و الراحة ... إن جميع المزارع و الحقول و المراعي و بصورة موجزة جميع مظاهر العمران هناك وجدت من ماء ذلك النهر . و إذا لم يكن ذلك النهر موجوداً ، لم يكن أثر للعمران ولم تكن توجد الأرياف ، و لكن قد يصادف أن ينحدر السيل من الجبال و يؤدي فيضان النهر إلى أن يتجاوز النهر مجراه ، و يهجم على المزارع و المساكن بصورة جنونية ، و يؤدي إلى خسائر عظيمة في الأرواح و الأموال و تنسف الأتعاب و الجهود التي بذلها الريفيون المساكين طيلة سنوات عديدة !!.
إنه لا يمكن الاستغناء عن النهر ، لأن النهر يعتبر الشريان الرئيسي لحياة هؤلاء الناس في الأرياف ، و إن مظاهر العمران ظهرت بفضل وجود النهر ـ و لأجل أن نستفيد من فوائد النهر ، و لا ترد علينا خسارة أو ضرر من جراء الفيضان ، علينا أن نبني سداً محكماً عليه ، و نمنع من طغيانه و من الواضح أن بناء السد يجعلنا ننتفع من فوائد النهر باستمرار ، و نكون في مأمن من أضراره و خسائره .
طغيان الغرائز

إن الغرائز و الميول البشرية تشبه النهر الذي تقوم عليه الحياة الفردية و الاجتماعية . فإن كانت الاستجابة لها بصورة معقولة و حسب مقاييس ثابتة فإنها تمنح الحياة نشاطاً و حيوية ، أما إذا أرضيت بالصورة الفوضوية العارمة و من دون نظام أو ترتيب فلا شك في أنها تؤدي إلى الشقاء و الانهيار . و بعبارة أخرى : فكما أن النهر كان مسخراً لصالح الناس تارة و كان الناس مسخرين لتأثير النهر تارة أخرى ، كذلك الغرائز فإنها قد تخضع لقيادة العقل ، و قد يخضع العقل لقيادة الغرائز . إن السعادة تتحقق متى خضعت الميول جميعها لسيطرة العقل ، و كانت منقادة لأوامره و مقرراته .
هذا الكلام مقبول لدى جميع الماديين و المتألهين في العالم ، فقد أقر العقلاء و العلماء جميعهم بأن الانقياد للغرائز و إرضاءها بلا قيد أو شرط يتنافى مع التمدن و السعادة البشرية .
« تقضي الحياة ، و خصوصاً الحياة الاجتماعية للإنسان ، أن تهدى الغرائز الأولى منذ البداية ، و توجه نحو الأهداف الاجتماعية ، و بصورة أوضح نقول : كما أنه يجب إقامة سد أمام مجرى الماء لإدارة محرك من المحركات المعتمدة على قوة الماء فإن التمدن يجب أن يخضع الغرائز لسيطرة دقيقة ، و ذلك ليبلغ بالإنسان إلى الرقي و التكامل » 4 .
إن أول نكتة يجب أن تسترعي انتباهنا في هذا المقام ، هي أن إرضاء جميع الميول النفسانية بصورة حرة و بلا قيد أو شرط أمر مستحيل . ذلك لأن تحقيق بعض الرغبات يتنافى مع إتيان الرغبات الأخرى ، و في الواقع يوجد تناقض واضح بين كثير من ميول الإنسان . لقد أوضح الإمام علي عليه السلام التناقض القائم بين بعض الميول و الرغبات بعبارة قصيرة و حكيمة ، إنه يقول :
« ما أعجب أمر الإنسان ، إن سنح له الرجاء أذله الطمع ، و إن هاج به الطمع أهلكه الحرص ، و إن ملكه اليأس قتله الأسف ، و إن سعد نسي التحفظ ، و إن ناله خوف حيره الحذر ، و إن اتسع له الأمن أسلمته الغيرة ، و إن جددت له النعمة أخذته الغزة ، و إن أصابته مصيبة فضحه الجزع ، و إن أفاد مالاً أطغاه الغنى ، و إن عضته فاقة شمله البلاء ، و إن جهده الجوع قعد به الضعف ، و إن أفرط في الشبع كظته البطنة ، فكل تقصير به مضر ، و كل إفراط به مفسد ، و كل خير معه شر ، و كل شيء له آفة » 5 .
فما أكثر الرغبات النفسية التي تدفع الإنسان إلى الإفراط في الاستجابة للغريزة الجنسية ، أو الطعام في حين أنه يتنافى مع الرغبة في الصحة ، و ما أكثر اللذائذ التي يتطلبها الإنسان من قبيل الخمرة و الحشيشة ، في حين أنها تتضمن عوارض مختلفة و نتائج وخيمة تهدد حياة الإنسان .
الوجدان و الغرائز

هناك نكتة أخرى يجب أن نتنبه لها ، و هي أن الحرية المطلقة للغرائز بلا قيد أو شرط تتنافى و الوجدان الأخلاقي للبشر . فإن الذي يريد إرضاء جميع الميول بكل حرية ، و يحاول الاستجابة لرغباته و تحقيقها ، لا بد أن يكون منقاداً لغرائزه ، معرضاً بوجهه عن النداء السماوي و المقررات القيمة الصادرة من الوجدان الأخلاقي الذي هو وديعة إلهية عند الإنسان ، مستهتراً بالكرامة و الشرف و النبل !!.
« لا بد للإنسان أن يختار من بين أمرين أحدهما : الأمر الأول أجنبي و أعمى و طاغية حيث لا يراقب إلا التنفيذ دون النظر إلى القصد و النية . أما الأمر الثاني فانه أليف و محبوب . صحيح أنه متعب و لا يرتضي بسرعة لكنه يعرف آمالكم الخفية و يطلع على كيفية شخصيتكم . إنه يجب التوفيق بين الغرائز و الوجدان الأخلاقي . و إيجاد هذا التوافق أمر ممكن ، ذلك أن الوجدان الأخلاقي الواقعي لا يريد كبت الغرائز مرة واحدة ، بل يحاول أن يخضعها للنظام و السيطرة ، و يوجهها نحو هدف أعلى و أليق . و هذا العمل أحسن و أهم للغريزة من إطلاق عنانها أيضاً ، كما يرى فرويد ، لأن هذه الحرية تتضمن فساداً و انهياراً في النهاية » 6 .
إن مخالفة أوامر الوجدان الأخلاقي قد نؤدي إلى بعض الأمراض النفسية و الجنون . و الاستجابة المعقولة للميول و الغرائز أساس الحياة و ركن السعادة الإنسانية ، و هذا الأمر ضروري و محبوب شرعاً و عقلاً ... لكن المذموم و القبيح من وجهة النظر الدينية و العلمية هو إطلاق العنان لجميع الميول و الرغبات .
لقد عبر القرآن عن هذه الحقيقة أحسن تعبير حيث يقول : ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴾ 1 .
عبادة الهوى

إن الذي يقع في أسر عبادة هوى النفس ، و يكون عبداً مطيعاً لغرائزه و ميوله ... يصاب بأخطر الأمراض النفسية ، و يكون معرضاً للانهيار و الشقاء في كل لحظة ...
1 ـ يقول الإمام علي ( عليه السلام ) : « إن أخوف ما أخاف عليكم إثنان : إتباع الهوى و طول الأمل » 7 .
2 ـ ويقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « إحذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم ، فليس شيء أعدى للرجال من إتباع أهوائهم ، و حصائد ألسنتهم » 8 .
3 ـ و عنه ( عليه السلام ) أيضاً : « لا تدع النفس و هواها ، فإن هواها رداها » 9 .
4 ـ و عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « أشجع الناس من غلب هواه » 10 .
5 ـ و عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) : « من أطاع هواه ، أعطى عدوه مناه » 11 .
6 ـ يقول الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « إن أطعت هواك أصمك و أعماك » 12 .
7 ـ و يقول في مورد آخر : « فاز من غلب هواه ، و ملك دواعي نفسه » 13 .
8 ـ و ورد عنه أيضاً : « قاتل هواك بعقلك » 14 .
إن عبادة الأهواء و الانقياد التام للميول النفسانية لهو أقصى درجات الشقاء و الهلاك للإنسان ، فإذا وقع شخص في أسره فسرعان ما ينجرف إلى هوة الانهيار و السقوط .
« الإنسان مختار مطلق ، لكنه مع ذلك لا يستطيع أن ينتفع من حريته خارج المناطق المحددة له بلا مخاطرة أو مغامرة . إن الحرية تشبه الديناميت في أنها وسيلة مهمة و خطرة في نفس الوقت ، فلا بد من الإلمام بكيفية استعمالها ، لحسن الحظ فان الذي يستطيع أن يستعملها بصورة صحيحة هو الذي يكون ذا عقل و إرادة ».
« إن التضارب الموجود بين الحرية الإنسانية و القوانين الطبيعية الملزمة يوجب التدريب على تزكية النفس . و لأجل أن نحافظ على أنفسنا من أخطار الحوادث يجب علينا أن نقاوم كثيراً من الميول و الرغبات ».
« في كل مرة استطاع الإنسان أن ينتفع من كامل حريته يكون قد سحق القوانين الطبيعية ، و لا بد أن يلاقي جزاءه . إن الموفقية في الحياة تستلزم التضحية ، و بواسطة التخلي عن قسم من الحرية يستطيع الإنسان أن يعيش على طبق نظام الأشياء » 15 .
الوجدان و تعديل الهوى

يستطيع الراغبون في السعادة و الساعون من أجلها ، أن يستفيدوا من عوامل عديدة لتعديل ميولهم . من تلك العوامل . العقل ، و الوجدان ، و التعاليم الدينية . و حيث كنا نتحدث عن الوجدان الأخلاقي ، فيدور بحثنا هنا حول طرق الاستفادة منه في تعديل الغرائز و الرغبات النفسانية .
إن الوجدان الأخلاقي هو الدليل الظاهر و النافذ إلى الواقع المودع في باطن الإنسان . و هو قوة قاهرة ، يدلك ـ بالفطرة ـ جميع أوجه الخير و الشر ، و يهدي إلى الصراط المستقيم ، و يوصلهم إلى دار السعادة و السلام .
قال الإمام الصادق عليه السلام لرجل : « إنك قد جعلت طبيب نفسك ، و بين لك الداء و عرفت آية الصحة و دللت على الدواء . فانظر كيف قيامك على نفسك ؟ » 16 .
فبواسطة الوجدان الأخلاقي و الفطرة الإنسانية يهتدي الإنسان إلى معرفة أمراض نفسه و علاجها كالطبيب ، و يستطيع الوصول إلى سلامة روحه .
و في غريزتي الشهوة و الغضب القويتين ، و ميل الإنسان إلى المال والجاه تكمن نقطة انزلاق البشرية نحو الهاوية ، إن هوى النفس يدفع الإنسان بأشد ما يمكن من القوة لتنفيذ رغباته و متطلباته الغريزية ، و ألا يجتنب في سبيل الوصول إلى هدفه من كل نشاط هدام ، في حين أن الوصول إلى الهدف يتطلب في بعض الأحيان الإتيان ببعض الأعمال اللاإنسانية و ارتكاب الجرائم و الجنايات . إن من القوى التي تستطيع التعديل من الغرائز ، و تقدر على وقاية الإنسان من الانحراف و الانزلاق في الهاوية و حفظ أذيال الفرد من التلوث بالجرائم : قوة الوجدان الأخلاقي . فمن حافظ على هذه الوديعة الإلهية في باطنه و أبقى سراج السعادة مضيئاً ، يستطيع الانتفاع من هداية الوجدان و يقي نفسه من كثير من الخيانات و الجرائم .
لقد أعار الإسلام أهمية عظيمة إلى هذه القاعدة الأساسية ، و استفاد من الوجدان الأخلاقي في مجال الإصلاح الاجتماعي كثيراً .
التعامل على أساس الوجدان

لقد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه كان يقول : لقد أوصى الله تعالى موسى بن عمران بأربعة أشياء :
« ... و أما التي بينك و بين الناس ، فترضى للناس ما ترضى لنفسك و تكره لهم ما تكره لنفسك » 17 .
و هناك موقف آخر للنبي ( صلى الله عليه و آله ) و قد كان واضعاً رجله في رحل جواده قاصداً إحدى الغزوات ، فاستوقفه رجل و طلب منه أن يعلمه عملاً فقال ( صلى الله عليه و آله ) : « ما أحببت أن يأتيه الناس إليك ، فأته إليهم ، و ما كرهت أن يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم » 18 .
... و هكذا يتضح جلياً موقف الإسلام من التعالم مع الناس و أصول المعاشرة فيما بينهم ، و هذه وصية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلى ولده الحسن : « و اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك و بين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك ، و اكره له ما تكره لنفسك ، و لا تظلم كما لا تحب أن تظلم ، و أحسن كما تحب أن يحسن إليك ، و استقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك » 19 .
و قد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « أحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم ، أما يستحي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه و لا يعرف حق جاره » 20 . و عن الإمام الباقر عليه السلام في قول الله عز وجل : ﴿ ... وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ... ﴾ 21 قال : « قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم » 22 .
سعادة المجتمع

لقد وجدنا في الأحاديث المتقدمة أن الفطرة الأخلاقية و الإدراك الباطني عند الناس قد اعتبرتا مقياساً للروابط الاجتماعية . فإن ما لا شك فيه أنه لو كانت الروابط الاجتماعية في بلد ما قائمة على أساس الوجدان الأخلاقي وكان كل عضو في المجتمع يراعي الحسنات و السيئات الفطرية بالنسبة إلى باقي الأعضاء ... لكان يغمر ذلك البلد بالسعادة و الهناء ولم يكن للغرائز و الميول النفسية أية سلطة أو تجاوز على الآخرين .
إن القادرين على إتباع نداء الوجدان هم الذين يملكون زمام غرائزهم و ميولهم . أما الأشخاص المستعبدون لشهواتهم و الذين ينقادون لأهوائهم فلا ينالون هذه المفخرة أبداً .
جزاء مخالفة الوجدان

إن من النتائج الوخيمة لمخالفة الوجدان ، الاضطرابات الروحية و الاختلالات النفسية . فإن من يمتنع عن سماع نداء الوجدان الأخلاقي و يقدم على الجرائم إرضاء لرغباته النفسية مخالفاً في ذلك فطرته الإنسانية لا بد و أن يلاقي جزاءه الشديد من قبل الوجدان ، بغض النظر عن العقاب الدنيوي والأخروي . وإن تعذيب الضمير وتقريع الوجدان من القوة في أعماق الروح الإنسانية بحيث تسلب المجرم راحته و تتركه في دوامة من الاختلالات و الأمراض الروحية أو الجنون .
« لقد أسند فرويد منظومته الفلسفية إلى الغرائز ، و من الواضح أنه أوضح بعضاً من نشاطاتها و لكنه أهمل البحث عن الوجدان أو الضمير و اعتبره منفذاً اجتماعياً فحسب . أما الواقع فيرشدنا إلى أن قضاء الخير و الشر عمل أساسي يغلب على الشخصية و يبلورها و ينسقها و يلائم بينها و بين الحياة الاجتماعية ... من الممكن أن يبتلي الوجدان بآفات معينة فيسبب حدوث بعض الأمراض الروحية الحقيقية . فمثلاً نجد فيسبب حدوث بعض الأمراض الروحية الحقيقية . فمثلاً نجد الأمر كذلك في الهستيريا المصحوبة بيقظة الضمير و التي تظهر على صورة الندم القاتل و اتهام النفس ، و الإحساس بالإجرام ، لقد أشرنا إلى بعض الآثار المباشرة و غير المباشرة للإحساس بالاجرام في سلسلة من التحقيقات . هذه الآثار عبارة عن التعذيب الأليم و التقريع الشديد » 23 .
بإمكان المجرم أن يهرب من وجه العدالة و حكم القانون في المحاكم القضائية العالمية بطرق مختلفة ، و ينجو من العقاب في النهاية . و باستطاعته إغفال بعض الحكام عن طريق التهديد أو التطميع ، أو عن طريق اليمين الكاذبة و شهود الزور ... أما حاكم محكمة الوجدان البصير الحاذق فلا يغفل .
قد يتخلص المجرم من العقاب بواسطة الفرار من قاعة المحكمة ، أو الفرار من أرض الوطن ، أما محكمة الوجدان فانها تخضع المجرم لسيطرتها دائماً ، فأينما يذهب تصحبه و تلاحقه ... ذلك أن محكمة الوجدان عبارة عن ضميره الباطن و لا ينفصل عنه ضميره أبداً .
في بعض الأحيان تكون مظاهر تعذيب الضمير ، و ملاحقة محكمة الوجدان للمجرم ، و الضغط الروحي الشديد الذي يلاقيه منها و اللوم القارع الذي يراه في أحكامها ... مؤلمة إلى درجة أنها تبعث كل من يشاهده عن القلق و الاضطراب . و على سبيل المثال نذكر قصة حياة الشاب الضابط الذي دمر ( هيروشيما ) بالقنبلة الذرية في الحرب العالمية الماضية .
جنون ضابط شاب

إن الوضع المؤلم لهذا الشاب الضابط الذي سبب الفناء و الدمار لعشرات الآلاف من الرجال و النساء ، و الشيوخ الشباب و الأطفال الرضع في لحظات قليلة أصدق شاهد على ما ذهبنا إليه قبل قليل . و إليك بعض الأخبار عن أيامه الأخيرة مقتطفة من الصحف الإيرانية نقلاً عن وكالات الأنباء العالمية .
« وكالة الأنباء الفرنسية . لقد أعلن اليوم اختفاء الضابط الأمريكي الطيار ( كلود إيترلي ) الذي دمر مدينتي هيروشيما و ناغازاكي عام 1945 بأول قنبلة ذرية ، منذ اليوم الثالث و العشرين من شهر تشرين الأول . لقد كان هذا الضابط الطيار مصاباً ببعض الاختلالات العصبية منذ مدة و كان خاضعاً للمعالجة في مستشفى ( فالوا ) . لقد وجد ( كلود ) نفسه بعد انتهاء الحرب أمام الضربات الروحية القاصمة و ذلك بعد اطلاعه على الخسائر التي تسبب فيها بقنبلته ، إنه كان يجد نفسه المسؤول الأول عن قتل أهالي مدينة ( هيروشيما ) . إن معالجة الأطباء كانت عقيمة له ، و أخيراً اضطر إلى أن يعيش في مستشفى الأمراض العقيلة » 24 .
« لقد نشرت الصحف الأمريكية الصادرة صباح اليوم في صفحاتها الأواى صورة و مشخصات ( كلود إيترلي ) و لقد طلب البوليس من الملايين من أبناء الشعب الأمريكي في التعاون معه للقبض على كلود إيترلي . و الآن يقضي عشرات الملايين من الأمريكان أوقاتهم في البحث عنه حيث أنه أصيب بالجنون تماماً . إن أكثر العوائل الأمريكية لا تهنأ بالنوم طوال الليل خوفاً من كلود إيترلي لأن أصحاب العيادات النفسية قد أعلنوا عن : أن كلود إيترلي لأن أصحاب العيادات النفسية قد أعلنوا عن : أن كلود إيترلي يرى نفسه السبب في مقتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب الياباني و لذلك فهو يحاول أن يقوم بعمل خطير كعقاب لنفسه . أعظم وسام حربي : لقد فاز كلو إيترلي بعد تدميره لمدينتي هيروشيما و ناغازاكي بنيل أعظم وسام حربي في أمريكا . و إن كلود إيترلي الذي انتخب من بين آلاف الطيارين يوماً ما لمهارته في قيادة الطائرة ، و لأعصابه الفولاذية ، و الذي عهد إليه بإلقاء أول قنبلة ذرية ... قد أصيب الآن بالجنون ».
« إن عمر كلود إيترلي اليوم 40 عاماً . لقد قام في غضون السنوات الأخيرة بأعمال السرقة ومخالفة القانون عدة مرات ، لكنه كان يعفى في كل مرة ، نظراً لكونه في عداد أبطال القوة الجوية الأمريكية في يوم ما » 25 .
« لقد استعانت سلطات البوليس الأمريكي بأبناء الشعب في إجراء التحقيق مع كلود إيترلي ، ذلك أن أطباء الأمراض النفسية كانوا قد أعلنوا : أنه لما كان الطيار الأمريكي السابق مصاباً بمرض روحي شديد ، فمن الممكن أن يقوم بأعمال خطيرة تهدد الأمن العام ، إن الطيار الذي دمر عام 1945 مدينتين يابانيتين كان يردد هذه الجملة منذ مدة : أنا قاتل الـ 150 ألف من الناس ولا أغفر لنفسي خطيئتي الكبيرة هذه . لقد مات في التدمير الذري من المدن اليابانية 150 ألف شخص على الأقل وكلود إيترلي يرى نفسه مسؤولاً عن قتل هؤلاء جميعاً . لقد عثر أحد رجال البوليس على كلود إيترلي في مدينة دالاس من ولاية تكساس عندما كانت سيارته واقفة عند أحد فروع شوارع تلك المدينة ، وذلك لاشارة المرور الحمراء على الطريق ... » 26 .
لقد كان الضابط الأمريكي الشاب ذا أعصاب فولاذية عند القيام بإلقاء القنبلة الذرية . و كان سليماً من حيث المقدرة البدنية ، لقد فاز الضابط الشاب بنيل أعظم وسام حربي في أمريكا بعد التفجير الذري ، و إن من المحتم أنه لاقى النجاح في مهمته تشجيعاً و تقديراً فائقين من حكومة الولايات لمتحدة الأمريكية ... و لكن هذه العوامل كلها لم تستطع أن تنقذه من السقوط ، و أخيراً أصيب بالجنون ، إن إفناء 150 ألف شخص بين رجل و امرأة ، و طفل و شاب ... مخالفة صريحة للوجدان . إن الأعصاب الفولاذية ، و الطاقات الحيوية ، و أعظم وسام حربي ، و تشجيع واستحسان حكومة الولايات المتحدة و شعبها ... كلها لم تستطع الوقوف أمام قوة الوجدان ، فقد انتصر الأخير عليها جميعاً ، و أصيب الشاب المسكين بالجنون وظهر بصورة موجود مفترس و خطير .
لقد كان البركان الثائر في نفس الشاب من جراء ردود الفعل الناشئة من وجدانه قوياً إلى درجة أن جميع المتخصصين بالعلاجات الروحية عجزوا عن معالجته ، فلقد أخذ الضغط الشديد من قبل الضمير يقض عليه مضجعه يقظة و نوماً ، و ليس من البعيد أن يؤدي إلى موته .
الرشيد و غادر

و هناك نموذج آخر لمخالفة الوجدان يظهر في قصة هارون الرشيد مع جارية أخيه الهادي ، ننقلها هنا لما فيها من فائدة :
« ... يحكى أن هارون الرشيد حج ماشياً ، و إن سبب ذلك أن أخاه موسى الهادي كانت له جارية تسمى ( غادر ) و كانت أحظى الناس عنده ، و كانت من أحسن النساء وجهاً و غناء ، فغنت يوماً و هو مع جلسائه على الشراب ، إذ عرض له سهو و فكر و تغير لونه و قطع الشراب ، فقال الجلساء : ما شأنك يا أمير المؤمنين ؟.
قال : لقد وقع في قلبي أن جاريتي ( غادر ) يتزوجها أخي هارون بعدي .
فقالوا : يطيل الله بقاء أمير المؤمنين ، و كلنا فداؤه .
فقال : ما يزيل هذا ما في نفسي ...
و أمر بإحضار هارون و عرفه ما خطر بباله ، فاستعطفه و تكلم بما ينبغي أن يتكلم به في تطييب نفسه ، فلم يقنع بذلك و قال : لا بد أن تحلف لي !
قال : لأفعل ، و حلف له بكل يمين يحلف بها الناس من طلاق و عتاق و حج و صدقة و أشياء مؤكدة فسكن . ثم قام ، فدخل على الجارية فأحلفها بمثل ذلك ، ولم يلبث شهراً ثم مات .
فلما أفضت الخلافة إلى هارون ، أرسل إلى الجارية يخطبها ...
فقالت : يا سيدي كيف بإيمانك و إيماني ؟!!
فقال : أحلف بكل شيء حلفت به من الصدقة و العتق و غيرهما إلا تزوجتك ، فتزوجها و حج ماشياً ليمينه ، و شغف بها أكثر من أخيه حتى كانت تنام فيضجع رأسها في حجره و لا يتحرك حتى تتنبه ، فبينما هي ذات ليلة إذ انتبهت فزعة ...
فقال لها : ما لك ؟!
فقالت : رأيت أخاك في المنام الساعة و هو يقول :
أخلفــت وعـدك بعدمــا *** جـاورت سكـان المقابــر
و نسيتني ، و حنـثـت فــي *** و غـدوت فـي الحور الغرائر
فظللـت في أهـل البــلاد *** ايمانك الكذب الفواجـر الصبا
و نكحــت غـادرة أخـي ! *** صدق الذي سمـاك غــادر
لا يهنـك الإلـف الجديــد *** و لا تـدر عنـك الـدوائــر
و لحقت بي قبـل الصبــاح *** و صرت حيث غدوت صائـر
... والله يا أمير المؤمنين ، فكأنها مكتوبة في قلبي ، ما نسيت منها كلمة .
فقال الرشيد : هذه أضغاث أحلام .
فقالت : كلا والله ما أملك نفسي ... و ما زالت ترتعد حتى ماتت بعد ساعة » 27 .
هذه الجارية كانت قد أخلفت وعدها مع الهادي ، و بسبب مخالفتها لنداء الفطرة و الوجدان كانت تحس بالاضطراب و القلق دائماً . إن تعذيب الضمير لم يتركها لوحدها ، بل كان يوجه الضربات القاسية نحوها ليلاً و نهاراً ، في اليقظة و الحلم . إلى أن لقيت حتفها على أفظع شكل .
إن الإنسان معرض في كل مرحلة و منزلة إلى الخطر من ناحية ميوله و أهوائه . و إن الغفلة عن نداء الضمير ، و الانقياد التام للرغبات النفسية يمكن أن يؤدي في اللحظة الحاسمة إلى قلب حياة الإنسان رأساً على عقب و يبعث على الانهيار و السقوط الذي لا يمكن أن يعالج بأية قوة .
و بهذا الصدد يقول الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « كما من شهوة ساعة ، أورثت حزناً طويلاً » 28 .
على مفترق الطرق

قد يحتدم النزاع في باطن الإنسان بين الميول النفسانية و الوجدان الأخلاقي ، فان الشهوات و الغرائز تهيج الإنسان من جانب ، و تحثه على تحقيق رغباته اللا مشروعة . بينما يقف الوجدان ـ من الجانب الآخر ـ في أتم القوة و الفعالية مكافحاً و معلناً معارضته الصريحة لارتكاب الجريمة .
أما عباد الشهوة و الأفراد الحقراء الذين لا يهتمون بارتكاب الجرائم ، فإنهم يصممون بسرعة ، و يحققون رغباتهم اللا مشروعة مهملين نداء الوجدان .
و أما المؤمنون و العقلاء فإنهم يسعون للتخفيف من ضراوة الميول اللا مشروعة . و من دون أي تردد يختارون الطريق الصحيح منزهين أذيالهم من التلوث بالجريمة و الفساد ، ملبين نداء الوجدان .
و يقف على مفترق الطريقين طائفة تهتم بشؤونها الدينية و الوجدانية بمقدار ما ، و لكن رصيدها الإيماني ليس بالمقدار الكافي لمواجهة الميول اللا مشروعة . فهؤلاء يقفون مترددين تتملكهم الحيرة ، فلا يستطيعون أن يغضوا الطرف عن الميول المتطرفة و يتخلوا عن اللذائذ المنافية للدين و الوجدان شانهم في ذلك شأن المؤمنين ، كما لا يستطيعون أن يصمموا بصورة حتمية على ارتكاب الجريمة شأنهم في ذلك شأن المنحرفين .
هؤلاء يتذرعون ببعض المبررات ، و بعض الأدلة الواهية لإسكات ضمائرهم ، و هم يأملون أن يحققوا رغباتهم النفسانية من دون أي اضطراب داخلي أو قلق باطني ... و لكنهم غافلون عن يقظة الوجدان ، و أنه من الذكاء و الفطنة بحيث لا تنطلي عليه التلفيقات و لا تغيير مظهر الذنب بمظهر آخر ، و لا يكف عن واجبه المقدس ، و هو توجيه اللوم إلى المجرم .
« إذا كنا نقضي من هذه الظواهر بانطفاء جذوة الوجدان فقد وقعنا في خطأ كبير . إن الوجدان لا يزال حياً حتى في حالات الموت الروحي ، و يستمر في القيام بعمله بكل هدوء و يستطيع أن يكشف عن وجوده فجأة باشراقة خلابة و غير متوقعة . فهناك إلى جانب الوجدان الذي يقوم بإظهار ميوله و عقائده و أفكاره ، يوجد وجدان مستتر يحكي عن حالة روحية غير مرئية . إنه يمكن الاستعانة ببعض التعابير التي يستعملها المريض و التي تعد فاقدة للمعنى و جنونية في الظاهر ، كدليل على وجود هذا الثبات . هذه التعابير ترينا أن الوجدان يستطيع أن يبقى حياً تحت خرائب الذكاء و العقل » .
« إن الوجدان يؤثر حتى في حياة الأنسجة و في وضعية الأعمال الجسدية التي تملك شخصية حية بنفسها أيضاً » 29 .
و في قضية عمر بن سعد ، و قيامه بتلك المعركة الدامية على صعيد كربلاء أملا في الحصول على حكومة الري ، أجلى شاهد على ما ذهبنا إليه . فمن جهة نجد أن قتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) و ثلة من أصحابه الأبرار و الأبرياء عمل مخالف للوجدان و الدين و العقل . و من جهة أخرى كان يرغب في الحصول على حكومة الري و في ذلك لذة الرياسة ، و الرغبة النفسية التي تلح عليها نفسه الأمارة . فعندما اقترح عبيد الله بن زياد حكومة الري عليه بشرط قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) اضطرب عمر لذلك و تحير في أمره . فلو كان فرداً مؤمناً و متديناً لكان يرد ذلك الاقتراح بسرعة ولم يكن يقوم بتلك الجريمة الشنيعة لقاء حكومة لا تدوم أياماً . و إذا كان إنساناً منحرفاً و بعيداً عن الدين بتمام معنى الكلمة لا يقيم وزناً للوجدان و الإيمان و العقل و الرأي العام ، فانه كان يوافق على الاقتراح بدون ترديد و لا يقول شيئاً أبداً . و لكن الذي يظهر من وضعه أنه كان يحس بالاضطراب و عدم الارتياح لعمله هذا في ضميره الباطن و لكن لم يكن إحساسه هذا بالدرجة التي تجعله يغض الطرف عن لذة الرئاسة و الجاه . فاستمهل عبيدالله ليأتيه بالجواب النهائي . و حين أقبل عليه المساء تنحى زاوية خلية ، و جسد أمام ناظريه معسكرين متعارضين يقف في أحدهما الله و الرسول ، و العقل و الشرف ، و الوجدان و الإنسانية ... أما في المعسكر الآخر ، فيقف حب الجاه و الرئاسة ، اللذة و الشهوة ، الحكومة و عبادة الذات , فبقي متحيراً بين ذينك المعسكرين فعندما كان ينظر إلى الله و الوجدان و العقل كان يقول : يجب ألا أرتكب هذه الجريمة الشنيعة ، أن لا أشترك في دم الحسين ( عليه السلام ) أما حين كان يلتفت نحو الشهوة و الرئاسة كان يقول : يجب ألا أترك الفرصة تفوتني ، فإن مقاماً مع هذه العظمة لا يتيسر دائماً ... و أخيراً تذرع ببعض المغالطات الباطلة لإقناع الوجدان الذي يوجد في باطن كل إنسان متدين و ملحد . و أخيراً حلل القضايا من الوجهة الدينية ، و كان أن قال :
يقولـون أن الله خالـق جنــة *** و تعـذيـب ، و غــل يديــن
فإن صدقـوا فيما يقولون ، إنني *** أتوب إلى الرحمـان من سنتيـن
و إن كذبوا فزنـا بدنيا عظيمـة *** و ملك عقيم دائــم الحجليــن
فأوجد هذه المسرحية الخيالية في ذهنه و جعلها ملجأ لجنايته ، و تبريراً لخيانته ، ظاناً أنه يستطيع إقناع وجدانه بهذا العمل ، و أنه يستطيع أن يخفيه خلف أستار المغالطات الموهومة ، و يحفظ نفسه من تعذيب الضمير إلى الأبد غافلاً عن أن الوجدان الأخلاقي الفطري ينظر بنور الواقع ، و أنه لا يسكت بالتبريرات الباطلة ، فالوجدان مشعل وضاء موجود في باطن الإنسان . بأمر من الله ، و لا يمكن إطفاؤه بهذه الكلمات . إن الوجدان الأخلاقي لا ينسى واجبه السماوي ، و لا يدع المجرم لوحده ، و لا يفسح المجال له ليتخلص من تعذيبه و لومه و تقريعه .
و لقد صمم إبن سعد على ألا يستمع لنداء الوجدان ، و يتجاهل وجوده تماماً ، و لكن تجاهل الحقيقة لا يقدر على إزالة الحقيقة .
« إن ما لا شك فيه أن هذه الحالات ناتجة عن أن الإنسان يمتنع عن سماع نداء الوجدان ، هذا الامتناع هو الذي يولد هذا التصور الخادع القائل بأنه لا يوجد وجدان . في حين أن الوجدان اليقظ قد لاذ بالوجدان المغفول » 30 .
و أخيراً فقد صمم على ارتكاب الجريمة ، و أقدم على أعظم الذنوب أملاً في الحصول على حكومة الري ... و لكن أسفرت النتيجة عن حرمانه من تلك الأمنية ، و هنا تناوشته الضربات القاضية من قبل الوجدان من جهة و حز في نفسه انهياره السياسي و فشله الاجتماعي من جهة أخرى ... فوقع في أسر الأمراض الروحية و الاضطراب النفسية و سلبت من راحته فأمر أن يمد فراشه طوال الليل و النهار ، فكان يستلقي في الفراش تارة ، و يتمشى في البيت أخرى و يتخطى في الأزقة بلا إرادة ثالثة ... و كانت عاقبته أن لاقى حتفه على يد أحد الضباط الثوار في ذلك الفراش ، و أنهى حياته المشؤومة بهذا الوضع المزري .
***
الهدوء النفسي

إن أسعد الناس هو الذي يملك نفسه و يسيطر على رغباته ، لا يحوم حول الذنب ، يستمع إلى النداء الواقعي للوجدان بإذن الذكاء ، يعيش حياة ملؤها الهدوء و الارتياح ، و يغادر الحياة بروح مطمئنة و نفس هادئة ... و لكن المؤسف أن هؤلاء الأفراد هم الأقلية في كل مجتمع و أمة ... فإن الأكثرية يقعون تحت أسر الأهواء و الميول النفسانية ، و نجد أن الغرائز و الشهوات تسيطر بقوتها القاهرة ، على أكثر طبقات المجتمع و تبعثهم على الإجرام و الدنس !.
لقد فتح الأنبياء عليهم السلام أبواب الاستغفار و التوبة و الكفارات على هؤلاء لإنقاذ المجرمين من الانهيار التام ، و لإرجاعهم مرة أخرى إلى طريق السعادة و الفضيلة و تخليصهم من تعذيب الضمير ... و لذلك نجد أن رسل السماء كانوا يبشرون الناس على مر العصور بالعفو و المغفرة و الرحمة من الله العظيم ، و لهذا الإرشاد السماوي العظيم أهمية كبيرة في أنظار علماء النفس المعاصرين ، حيث يعتبرونه من المسائل الأساسية في علاج الأمراض الروحية .
« إن تعذيب الضمير مؤلم جداً ، فقد يظهر بمظهر الندم الذي لا يمكن تهدئته إلا بتدارك الخطأ أو الدية ، و لهذا فان لغفران الذنوب دوراً كبيراً و أهمية عظيمة في الأديان السماوية » 31 .
إن على المجرمين إما أن يستمروا في انحرافهم و يتمادوا في طغيانهم يعمهون ، و يزجوا بأنفسهم و المجتمع في النتائج الخطيرة والوخيمة ، و النفسية لها و الاجتماعي ، أو يرجعوا عن الطريق المنحرف ويتوبوا إلى الله تعالى أملاً في العفو و المغفرة . و يكفوا عن الذنوب فيصبحوا أناساً طيبين طاهرين تماماً .
في الصورة الأولى نجد عوارض وأخطاراً تنتاب الفرد و تعم غيره من جراء الاستمرار في إجرامه نستعرض على سبيل المثال بعضاً منها :
1 ـ خطر اليأس

إن المجرم الذي يستلذ طعم الإجرام ، و يرى أن القيام به متأصل في نفسه و غير قابل للزوال ، و لا يملك أي أمل في تطهير نفسه ومغفرة الله له يستمر في ارتكاب الجرائم بجسارة و جرأة كبيرتين لا يتورع من القيام بأي عمل مخالف ، و بديهي أن إنساناً كهذا يصبح فرداً خطراً في المجتمع بدلاً من أن يكون عضواً نافعاً فيه ، ذلك لفقدانه الأمل في المغفرة ، و اليأس من العودة إلى الصواب ، و لجرأته في الذنوب . . . و هكذا يكون خطراً شديداً على مجتمعه .
2 ـ إتهام الأبرياء

إن المجرم يحاول ـ لتبرئة نفسه ، و بسبب الآلام الوجدانية التي يلاقيها ـ أن يتهم الأبرياء ، و ينسب جرائمه إليهم . . . و هذا العمل بنفسه يعدّ جريمة أكبر من ارتكاب الجريمة ذاتها ، إذ من الممكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى نشوء الاختلالات الاجتماعية ، و المفاسد التي لا تدرأ ، أو أن يعرّض أرواح الناس , أموالهم إلى أخطار شديدة .
« إن الجرائم تضمن أخطاراً كبيرة لمجتمع ، و الإحساس بالإجرام يمكن أن يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض النفسية التي منشؤها حب البراءة والتي تنتهي إلى تحطيم الكيان الاجتماعي ، و إذا دققنا في الموضوع وجدنا أن هذه الأعراض الناشة من حب البراءة ، تقود الإنسان إلى اتهام الآخرين، و أن الأبرياء الذين يرمون بالتهم الكاذبة يقفون بدورهم موقفاً دفاعياً ضد تلك الاتهامات و هكذا تولد موجة من التهم والمواقف الدفاعية التي لاحظنا بعض النماذج الحية منها . . . و أخيراً تنتهي هذه الحالات بهدم العنصر الأخلاقي و القيم المثلى في المجتمع الذي تحدث فيه » 32 .
3 ـ غفران الذنوب

عندما تكون نوعية الذنب مهمة جداً، و لا يملك المذنب أملاً في المغفرة و العفو الإلهي فإن الضغط الشديد الذي يلاقيه من الوجدان الأخلاقي يؤدي به إلى الجنون و يبعث به إلى ارتكاب الجرائم الخطيرة ، و يفقد مجتمع بأسره راحته و هدوءه من جراء جرائمه التي لا تعد و لا تحصر . أما في الصورة الثانية عندما يندم المذنب على ما ارتكبه بفضل إرشادات الأنبياء ، و يطمئن إلى المغفرة و العفو ، و يظهر ندمه و توبته بلسان لاعتذار إلى المقام الالهي ... حينذاك تحل عقدته الباطنية ، و يهدأ وجدانه ، و يتخلص من اللوم الباطني و يستمر في حياته بروح مطمئنة هادئة و بهذه الصورة يمكن الوقوف أمام سقوط عضو من أعضاء المجتمع .
« عندما تمد الأيدي إلى أحضان الوجدان ، و عندما يقر المجرم بذنبه ، و يستعد لإصلاح نفسه ... فان الأمل في الرحمة و المغفرة يطفئ الإحساس بالجريمة ، و يولد فيه الهدوء و السكينة حيث يستطيع بهما أن يخرج رأسه بفخار من كابوس الإجرام الفضيع ، و ينسى بذلك ماضيه » 33 .
* * *
على أن التوبة الحقيقية و المغفرة للذنوب و الفرار من الضغط الوجداني تستلزم بعض القواعد و الأسس المعنوية و النفسية ، و بدونها لا يمكن الحصول على الاطمئنان النفسي ، و الفرار من دنس الجريمة و هي :
1 ـ الإقرار بالذنب

على المذنب أن يقر و يعترف بذنبه تجاه المقام الإلهي بصراحة ، و يطلب منه العفو والمغفرة . إن الإقرار بالذنب يستطيع أن يزيل درن الذنب ، و يجلب رحمة الله الواسعة ، و يقنع الوجدان الأخلاقي الناظر بعين الواقع ، و يحل العقدة الباطنية ، و يخلص الإنسان من الضغط المتواصل للنفس اللوامة .
أما الذين يرتكبون الذنوب ، و لا يعترفون بإجرامهم بسبب الأنانية و الكبرياء لا يتوفقون للتوبة الحقيقية ، ويكونون مشمولين للعذاب الإلهي و مصابين بمضايقة الوجدان ، و اللوم و التقريع المستمرين منه .
« عن أبي جعفر عليه السلام : والله ما ينجو من الذنب إلا من أقر به » 34 و قد ورد عنه ـ أي الامام الباقر ( ع ) ـ أيضاً : « ما أراد الله تعالى من الناس إلا خصلتين : أن يقروا له بالنعم فيزيدهم ، و بالذنوب فيغفرها لهم » 35 .
يقول الامام أمير المؤمنين عليه السلام : « حسن الاعتراف يهدم الاقتراف » 36 .
* * *
2 ـ رجاء المغفرة

يجب على المذنب أن يكون مطمئناً إلى رحمة الله الواسعة وراجياً لعفوه ومغفرته ، لأنه لو لم تكن فيه هذه الحالة النفسية والاعتقاد الواقعي لا يستطيع أن يزيل و صمة الاجرام بالتوبة و الاعتذار ، و لا يتسنى له التخلص من تأنيب الضمير.
لقد وضع الاسلام الناس في مركز وسط بين الخوف و الرجاء فحث المستقيمين في سلوكهم على عدم الاعتداد و العجب بالنفس ، و ان لا يروا أنفسهم بأمن من عذاب الله لحظة واحدة ، وأوصى المذنبين أيضاً بأن لا ييأسوا ، بل يعمروا قلوبهم بالرحمة من الله دائماً.
يقول الامام الصادق ( عليه السلام ) بهذا الصدد : « إن من الكبائر عقوق الوالدين ، و اليأس من روح الله ، و الأمن لمكر الله » 37 .
إن ميدان الخوف والرجاء في الروايات الاسلامية واسع جداً ، فمهما كان المذنبون غارقين في المعاصي يجب عليهم أن لا ييأسوا من رحمة الله . يقول الامام أمير المؤمنين لولده ( عليه السلام ) مذكراً إياه برحمة الله التي لا تتناهى ومغفرته التي لا تقف عند حد ... « وارج الله رجاءً أنك لو أتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لك » 38 .
فليس للمسلم المذنب أن ييأس من فيض رحمة الله ، مهما عظمت ذنوبه ... ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ 39 .
* * *
الندم و طلب المغفرة

إن على المذنب بعد الاقرار بالذنب ، و رجاء المغفرة ، أن يطلب العفو و الغفران في كمال الصدق مظهراً ندمه الواقعي على أفعاله السيئة ، و طبيعي أن يغفر الله الذنب مهما كان عظيماً في ظروف مثل تلك ، و هذا هو معنى التوبة الحقيقية . فإذا أظهر شخص الاستغفار بلسانه ولم يكن نادماً في قلبه على اعماله البذئية ، فانه لم يتب توبة حقيقية ولا تطهر نفسه.
يقول الامام الرضا ( عليه السلام ) بهذا الصدد : « من استغفر الله بلسانه ولم يندم بقلبه ، فقد استهزأ بنفسه » 40 .
إن المذنبين الذين يتوفقون للتوبة الحقيقية و يخلصون أنفسهم بذلك ـ و في ظل العنايات الالهية ـ من دنس الذنوب ، يحوزون على ضمائر هادئة و أرواح مطمئنة ، فلا يحسون بالحقارة والضعة في نفوسهم بعد ذلك و لا يسمعون تأنيباً من الضمير ، و يبلغ بهم التنزه عن الذنوب إلى درجة أنهم يصبحون كأن لم يقترفوا ذنباً أصلاً ، يقول الامام الصادق ( عليه السلام ) « التائب من الذنب كمن لا ذنب له » 41 .
***
الايمان و تدارك الخطأ

لا بد من التنبيه إلى هذه النقطة ، و هي أن الشرط الأول للتوبة الحقيقية و غفران الذنب هو الايمان بالله . إن الذي لا يملك رصيداً قوياً من الايمان أو أنه مادي و منكر لله أساساً ، لا يوفق لتطهير نفسه عن طريق التوبة و غفران الذنوب ، فهو يلاقي الجزاء الصارم من تأنيب الضمير وكابوس الوجدان حتى آخر عمره ، إن السبب في الاختلالات الروحية أو الجنون الذي يحصل للبعض من جراء تعذيب الضمير إنما هو فقدان عنصر الايمان عندهم ، و عدم إحساسهم بوجود ملجأ معنوي . و لذلك فهم لا يستطيعون حل العقدة النفسية المتفاقمة في نفوسهم عن طريق التوبة و الاستغفار . و لقد شاهدنا كثيراً من هؤلاء في عصرنا الحاضر ، كما أنهم كانوا موجودين في العصور السابقة أيضاً .
كيف يستطيع عمر بن سعد ( و هو الذي يظهر تزلزل العقيدة في كلماته ، و يبدو وتردده في الأصول الاسلامية المسلم بها ) أن يطهر نفسه عن طريق التوبة الحقيقية ؟!.
و على العكس من ذلك ، فإن الذين تتألق في نفوسهم جذوة من الايمان والاعتقاد بالله ، إذا ارتكبوا ذنوباً كبيرة فإن أدنى التفاتة نحو الله و الاستغفار منه كاف في تخليصهم من ورطة المعصية ، و إذا كان يأسهم من رحمة الله على أثر الغفلة أو الجهل فبمجرد أن يطلعهم على ذلك مرشد ديني عظيم نجدهم يرفعون أكف التضرع نحو الله تائبين نادمين ، و الله يتقبل توبتهم و يغفر لهم ذنوبهم .
إن في القصة الآتية أجلى شاهد على ذلك :
« كان علي بن الحسين عليه السلام في الطواف ، فنظر في ناحية المسجد إلى جماعة ، فقال : ما هذه الجماعة ؟ قالوا : هذا محمد بن شهاب الزهري ، اختلط عقله فليس يتكلم فأخرجه أهله لعله إذا رأى الناس أن يتكلم فلما قضى عليه السلام طوافه خرج حتى دنا منه ، فلما رآه محمد بن شهاب عرفه ، فقال له علي بن الحسين عليه السلام : ما لك ؟ قال : وليت ولاية فأصبت دماً فدخلني ما ترى . فقال له علي بن الحسين : لأنا عليك من يأسك من رحمة الله أشد خوفاً مني عليك مما أتيت . ثم قال له : أعطهم الدية . فقال : فعلت فأبوا . قال : إجعلها صرراً ، ثم انظر مواقيت الصلاة فألقها في دارهم » 42 .
فنجد أن الامام عليه السلام يحل مشكلة اليأس عند ذلك الوالي الذي قتل شخصاً بغير حق فأصيب بالجنون . بعلاج نفسي بسيط ... و لذا نجد أن الغربيين يهتمون بهذه العلاجات . و في ذلك يقول الأستاذ ( هنري باروك ) فيما مضى من حديث :
« إن تعذيب الضمير مؤلم جداً ، فقد يظهر بمظهر الندم الذي لا يمكن تهدئته إلا بتدارك الخطأ أو الدية . و لهذا فإن لغفران الذنوب دوراً كبيراً و أهمية عظمية في الأديان السماوية » 43 .

الفهرس
===================================
1. a. b. القران الكريم : سورة الفرقان ( 25 ) ، الآية : 43 ، الصفحة : 363 .
2. القران الكريم : سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 53 ، الصفحة : 242 .
3. القران الكريم : سورة القيامة ( 75 ) ، الآية : 1 و 2 ، الصفحة : 577 .
4. أنديشه هاى فرويد : 51 .
5. اداب النفس للعينائي : 2 / 111 ، نقلاً عن إرشاد المفيد : 142 .
6. جه ميدانيم ؟ بيماريهاي روحي و عصبي : 70 .
7. نهج البلاغة : 105 .
8. الكافي لثقة الإسلام الكليني : 2 / 335 .
9. الكافي : 2 / 336 .
10. سفينة البحار للقمي : 728 مادة هوى .
11. المصدر السابق : 728 .
12. غرر الحكم و درر الكلم للآمدي : 287 ، طبعة إيران .
13. المصدر نفسه : 227 ، طبعة النجف الأشرف .
14. المصدر نفسه : 234 ، طبعة النجف .
15. راه ورسم زندكى تأليف ألكسيس كارل : 39 .
16. الكافي للكليني : 2 / 454 .
17. المحجة البيضاء في إحياء الأحياء للفيض الكاشاني : 3 / 371 .
18. المحجة البيضاء : 3 / 371 .
19. تحف العقول : 74 .
20. وسائل الشيعة للحر العاملي : 3 / 202 .
21. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 83 ، الصفحة : 12 .
22. أمالي الصدوق : 153 .
23. جه ميدانيم ؟ بيماريهاي روحي و عصبي : 92 .
24. جريدة إطلاعات الايرانية العدد 10377 .
25. جريدة اطلاعات الايرانية العدد 10382.
26. جريدة اطلاعات الايرانية العدد 10392 .
27. ثمرات الأوراق لابن الحموي : 2 / 106 . هامش المستطرف المطبعة الميمنية القاهرة 1314 هـ .
28. الكافي : 2 / 451 .
29. جه ميدانيم ؟ بيماريهاي روحي و عصبي : 63 .
30. جه ميدانيم ؟ بيماريهاي روحي و عصبي : 66 .
31. جه ميدانيم ؟ بيماريهاى روحى وعصب : 66 .
32. جه ميدانيم ؟ بيماريهاي روحي و عصبي : 66.
33. بيمهاريهاي روحي و عصبي : 67 .
34. الكافي 2 / 426 .
35. الكافي : 2 / 426 .
36. الارشاد للمفيد : 142.
37. الكافي للكليني : 2 / 277 .
38. مجموعة ورام : 1 / 50 .
39. القران الكريم : سورة الزمر ( 39 ) ، الآية : 53 ، الصفحة : 464 .
40. مجموعة ورام : 2 / 110 .
41. سفينة البحار للقمي / مادة غفر : 322 .
42. مجموعة ورام : 2 / 4 .
43. كتاب الطفل بين الوراثة و التربية للشيخ محمد تقي الفلسفي : المحاضرة الثالثة عشر .



الندم على الذنب و النفس اللوامة 004510

الندم على الذنب و النفس اللوامة O_o_oo12

الندم على الذنب و النفس اللوامة Y_od10

الندم على الذنب و النفس اللوامة Iy_oo_11


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الندم على الذنب و النفس اللوامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما حكم من يفعل الذنب ثم يتوب، ثم يعود إلى الذنب ثم يتوب وهكذا يستمر حاله؟
» محاسبة النفس
» الماء والبعث وعجب الذنب
» طريقة تحليل علم النفس بالصور،بالصور تحليل علم النفس
» طهارة وصلاة من به سلس البول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: