هدوء المشاعر مراقبة
عدد المساهمات : 76 تاريخ التسجيل : 01/03/2013
| موضوع: ترتيب الأحداث يوم القيامة للشيخ صالح آل الشيخ السبت 22 ديسمبر - 22:13 | |
| ترتيب الأحداث يوم القيامة للشيخ صالح آل الشيخ ترتيب الأحداث يوم القيامة للشيخ صالح آل الشيخ ترتيب الأحداث يوم القيامة للشيخ صالح آل الشيخ ترتيب الأحداث يوم القيامة للشيخ صالح آل الشيخ
لحمد لله أولًا: "الذي قرَّرَهُ المحققون من أهل العلم أنَّ ترتيب ما يحصل يوم القيامة كالتالي: 1- إذا بُعث الناس وقاموا من قبورهم ذهبوا إلى أرض المحشر، ثم يقومون في أرض المحشر قيامًا طويلًا، تشتد معه حالهم وظمؤُهُم، ويخافون في ذلك خوفًا شديدًا؛ لأجل طول المقام، ويقينهم بالحساب، وما سيُجري الله عز وجل عليهم.2- فإذا طال المُقام رَفَعَ الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أولًا حوضه المورود، فيكون حوض النبي صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة، إذا اشتد قيامهم لرب العالمين، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. فمن مات على سنّته، غير مًغَيِّرٍ ولا مُحْدِثٍ ولا مُبَدِّلْ: وَرَدَ عليه الحوض، وسُقِيَ منه، فيكونُ أول الأمان له أن يكون مَسْقِيًَا من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم بعدها يُرْفَعُ لكل نبي حوضه، فيُسْقَى منه صالح أمته. 3- ثم يقوم الناس مُقامًا طويلًا، ثم تكون الشفاعة العظمى -شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم- بأن يُعَجِّلَ الله عز وجل حساب الخلائق، في الحديث الطويل المعروف: أنهم يسألونها آدم ثم نوحًا ثم إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، إلى آخر الحديث، فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون له: يا محمد، ويصِفُونَ له الحال، وأن يقي الناس الشدة بسرعة الحساب، فيقول صلى الله عليه وسلم بعد طلبهم اشفع لنا عند ربك، يقول «أنا لها، أنا لها»، فيأتي عند العرش، فيخر فيحمد الله عز وجل بمحامد يفتحها الله عز وجل عليه، ثم يقال: «يا محمد ارفع رأسك، وسل تُعْطَ واشْفَعْ تُشَفَّعْ»، فتكون شفاعته العظمى في تعجيل الحساب. 4- بعد ذلك يكون العرض -عرض الأعمال-. 5- ثم بعد العرض يكون الحساب.
6- وبعد الحساب الأول تتطاير الصحف، والحساب الأول من ضمن العرض؛ لأنه فيه جدال ومعاذير، ثُمَّ بعد ذلك تتطاير الصحف، ويُؤْتَى أهل اليمين كتابهم باليمين، وأهل الشمال كتابهم بشمالهم، فيكون قراءة الكتاب.
7- ثم بعد قراءة الكتاب: يكون هناك حساب أيضًا لقطع المعذرة، وقيام الحجة بقراءة ما في الكتب. 8- ثم بعدها يكون الميزان، فتوزن الأشياء التي ذكرنا.
9- ثم بعد الميزان ينقسم الناس إلى طوائف وأزواج؛ أزواج بمعنى كل شكل إلى شكله، وتُقَامْ الألوية -ألوية الأنبياء- لواء محمد صلى الله عليه وسلم، ولواء إبراهيم، ولواء موسى إلى آخر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجمعين، ويتنوع الناس تحت اللواء بحسب أصنافهم، كل شَكْلٍ إلى شكله. والظالمون والكفرة أيضًا: يُحْشَرُونَ أزواجًا، يعني متشابهين كما قال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [الصافات:22-23]؛ يعني بأزواجهم: أشكالهم ونُظَرَاءَهُمْ، فيُحْشَرْ علماء المشركين مع علماء المشركين، ويُحْشَرْ الظلمة مع الظلمة، ويُحْشَرْ منكرو البعث مع منكري البعث، وهكذا. 10- ثُمَّ بعد هذا يَضْرِبُ الله عز وجل الظُّلمة قبل جهنم والعياذ بالله، فيسير الناس بما يُعْطَونَ من الأنوار، فتسير هذه الأمة وفيهم المنافقون، ثُمَّ إذا ساروا على أنوارهم ضُرِبَ السُّور المعروف {ضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ . يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ} [الحديد:13-14].
الآيات؛ فيُعْطِيْ الله عز وجل المؤمنين النور، فيُبْصِرُون طريق الصراط، وأما المنافقون فلا يُعْطَون النور، بل يكونون مع الكافرين يتهافتون في النار، يمشون وأمامهم جهنم والعياذ بالله تعالى. 11- ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم أولًا ويكون على الصراط، ويسأل الله عز وجل له ولأمته فيقول: «اللهم سلّم سلم، اللهم سلّم سلم»؛ فَيَمُرْ صلى الله عليه وسلم، وتَمُرُّ أمته على الصراط، كُلٌ يمر بقدر عمله، ومعه نور أيضًا بقدر عمله، فيمضي مَنْ غَفَرَ الله عز وجل له، ويسقط في النار، في طبقة الموحّدين، من شاء الله عز وجل أن يُعَذبه. ثم إذا انتهوا من النار: اجتمعوا في عَرَصَات الجنة، يعني في السّاحات التي أعدها الله عز وجل لأن يقْتَصَّ أهل الإيمان بعضهم من بعض، ويُنْفَى الغل حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل.
12- فيدخل الجنة أول الأمر، بعد النبي صلى الله عليه وسلم: فقراء المهاجرين، فقراء الأنصار، ثم فقراء الأمة، ويُؤَخَّر الأغنياء لأجل الحساب الذي بينهم وبين الخلق، ولأجل محاسبتهم على ذلك". (شرح الطحاوية، ص [542]، بترقيم الشاملة، للشيخ صالح آل الشيخ، بتصرف يسير). والله تعالى أعلى وأعلم.
رابط المادة: http://iswy.co/e17r6o ترتيب الأحداث يوم القيامة ترتيب الأحداث يوم القيامة ترتيب الأحداث يوم القيامة
| |
|
هدوء المشاعر مراقبة
عدد المساهمات : 76 تاريخ التسجيل : 01/03/2013
| موضوع: رد: ترتيب الأحداث يوم القيامة للشيخ صالح آل الشيخ السبت 22 ديسمبر - 22:16 | |
| ترتيب الأحداث يوم القيامة
و هي كالتالي: 1 - أول نزل من منازل الأخرة هو القبر. 2 - النفخة الأولى يوم الجمعة من ملك الصور بعد أن يأمره الله عزوجل و هي نفخة طويله أولها فزع و أخرها صعق (صعق موت و صعق غشي (للذين استثناهم الله عزوجل)) وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله. قال: فيصعق ويصعق الناس 3 - ثم يرسل الله (أو قال: ينزل الله) مطرا كأنه الطل» «(أو: الظل)، فتنبت منه أجساد الناس. 4 - حصول تغيرات العالم العلوي (موران السماء وانفطارها - وطي السماء - تكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم) و العالم السفلي (قبض الأرض- دك الأرض و الجبال دكة و احدة - نسف الجبال) إذا فالأرض تبدل فتتغير صفاتها فقط و تبقى الأرض و منها بلاد الشام أرض المحشر و المنشر لكي تحدث الأرض أخبارها و ما فعل على ظهرها من خير و شر. فيحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد. و تنور الأرض بنور ربها. 5 - ثم ينفخ بالصور من قبل ملك الصور بعد أن يأمره الله عزوجل و هي النفخة الثانية و هي نفخة البعث و النشور و القيام لرب العالمين ,فَتنْطَلِقُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَى جَسَدِهَا حَتَّى تدْخُلَ فِيهِ، و أول من يبعث وتنشق عنه الأرض هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَقُومُونَ فَيَحْيَوْنَ حَيَاةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ينفضون الغبار عن رؤوسهم , والإنسان يتكون في اليوم الآخر من عظم صغير، عندما يصيبه الماء ينمو نمو البقل، هذا العظم هو عجب الذنب , ويكون ما بين النفختين مدة زمنية غير معلومة بالضبط"" ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون" " أربعين". 6 - يحشر الخلائق يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما فيجتمع الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً , شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ، 7 - وَتَدْنُو مِنْهُمْ الشَّمْسُ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ وَيُزَادُ فِي حَرِّهَا, يَغْلِي مِنْهَا الْهَوَامُّ كَمَا تَغْلِي الْقُدُورُفَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ (عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ) فِي الْعَرَقِ , فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ إِلَى كَعْبَيْهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ إِلَى سَاقَيْهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ إِلَى وَسَطِهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إلْجَامًا - وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ. 8 - ويُطَوَّلُ الله يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ فأَمَّا الْكَافِرُ فَيَتَغَشَّاهُ الْمَوْتُ من كل مكان , وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَهُوَ عَلَيْهِ كَالزَّكْمَةِ. 9 - الشفاعة (المقام المحمود) و هي شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم- بأن يُعَجِّلَ الله - عز وجل - حساب الخلائق حيث إن الخلائق جميعها يسألونها آدم ثم نوحاً ثم إبراهيم فموسى فعيسى، وكلهم يعتذر، لعظم الأمر، فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون له: يا محمد، ويصِفُونَ له الحال وأن يقي الناس الشدة بسرعة الحساب، فيقول صلى الله عليه وسلم بعد طلبهم اشفع لنا عند ربك، يقول «أنا لها، أنا لها»، فيأتي عند العرش فيخر فيحمد الله - عز وجل - بمحامد يفتحها الله - عز وجل - عليه، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك وسل تُعْطَ واشْفَعْ تُشَفَّعْ. فتكون شفاعته العظمى في تعجيل الحساب. 10 - فَيَجِيءُ الرَّبُّ تَعَالَى لِفَصْلِ الْقَضَاءِ كَمَا يَشَاءُ، الله أعلم بكيفيته، نؤمن به ونعلم أنه حق، ولا نؤوِّله ولا نحرِّفه، ولا نكذب به , وَالْمَلَائِكَةُ يَجِيئُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ صُفُوفًا صُفُوفًا وَذَلِكَ بَعْدَ مَا يَسْتَشْفِعُ الخلائق إِلَيْهِ بِسَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ عَلَى الْإِطْلَاقِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ و يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَك يَجُرُّونَهَا و تزلف الجنة للمتقين. فتصعق الخلائق و هو ما يسمى بصعق التجلي (صعق غشي) ثم تفيق الخلائق من هذه الصعقة و أول من يفيق نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فيجد موسى باطشا بِقَائِمَة الْعَرْشِ فلا يدري النبي صلى الله عليه و سلم أفاق قبله موسى من صعقة التجلي أم جُوزِي بِصَعْقَة يَوْمَ تَجَلَّى رَبُّه لِلْجَبَلِ فَجَعَلَه دَكًّا، فَجُعِلَتْ صَعْقَة هَذَا التَّجَلِّي عِوَضًا عَنْ صَعْقَة الْخَلَائِقِ لِتَجَلِّي رَّبِّه يَوْمَ الْقِيَامَة و الله أعلم. 11 - العرض العام و هو عرض الخلائق على ربهم للحساب والجزاء فجَمِيعَ الْخَلَائِقِ يَقُومُونَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ صَفًّا وَاحِدًا، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُمْ يَقُومُونَ صُفُوفًا صُفُوفًا و ترى الأمم جاثية على الركب و يجاء بالنبين و الشهداء (لملائكة الحفظة على أعمال العباد) فيشهد كل رسول على أمته أنه بلغهم رسالات الله إليهم فيكذبونه فيؤتى بأمة النبي صلى الله عليه و سلم فيشهدون للرُّسلِ بالتبليغ وعلى الكفار بالتَّكْذيب و من ثم يشهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته بتبليغهم و أقامة الحجة على أمته 12 - إعطاء الصحف للعباد و قراءة ما في الصحف: فينقسم حال الناس بالنسبة لإيتائهم كتبهم الى قسمين قسم يأخذ صحائف أعماله بيمينه، ثم يعبر عن سروره وغبطته بعد قراءته صحيفة عملة و يطلب من الخلائق أن تقرأ كتابه لأنه ظن ظناً يقيناً فنفعه الله بظنه أنه ملاق الله يوم الحساب, وقسم آخر يأخذ صحيفته بشماله من وراء ظهره، ثم يعبر عن حسرته وندامته ,و يقول يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت هي الفراغ من كل ما بعدها، ولم يكن بعدها حياة ولا بعث. 13 - الحساب لتقدير الأعمال و جدال و معاذير و منه اليسير و العسير و التوبيخ و التبكيت و الصفح و التجاوز و العفو و الستر و التفضل حسب حال كل إنسان مع الله في الحياة الدنيا , وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن ناساً لا يحاسبون، وهم سبعون ألفاً إكراماً لهم , فالله عز وجل يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه, ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه, ويقول له: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ حتى إذا قرره بذنوبه, ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال الله - عز وجل -: فإني سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم ,و أما الكافر فكلما قرره بذنوبه أنكر و جادل و خاصم و كذب فيقول الكافر: يا رب ألم تجرني من الظلم فيقول - عز وجل -: بلى , قال فيقول الكافر: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني , فيقول - عز وجل -: يقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً وبالكرام الكاتبين شهوداً , فيختم على فيه فيقال لأركانه إنطقي. قال فتنطق بأعماله قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام قال: فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل 14 - الميزان: لوزن الأعمال و صحف العباد و الأعيان لإظهار مقادير أعمال الخلق ليكون الجزاء بحسبه الذين يحاسبهم في موقف فصل القضاء , فمن ثقل ميزانه فقد أفلح وعاش عيشة راضية (و هم أهل التوحيد خاصة التقي منهم و العاصي مادام معه أصل الإيمان أي الموحد) , ومن خف ميزانه فقد خسر وهوى إلى جهنم (و هم الكفرة و المشركين و المنافقين و الملحدين و الزنادقة لوجود أصل الكفر بالله معهم) 15 - إنقسام الخلائق الى طوائف و أزواج و إقامة الألوية (لواء الحمد - لواء الغدر و الخيانه): حيث يتميز أهل الإيمان عن غيرهم, فالله - عز وجل - أمر بأن يتميز أهل محبته ورضوانه عن أهل عداوته وعصيانه, إلى حيث يشاء سبحانه وتعالى, كما أمر أن ينفرد أهل عصيانه عن أهل طاعته, ليكون لكل فرقة من الفرق موضع يليق بها, وليعرف كل فريق حاله, فيأتي الأمر من الله - عز وجل - أن يحشر أهل الكفر مع آلهتهم الباطلة وأعوانهم وأتباعهم و أشكالهم ونُظَرَاءَهُمْ، فيُحْشَرْ علماء المشركين مع علماء المشركين، ويُحْشَرْ الظلمة مع الظلمة، ويُحْشَرْ منكري البعث مع منكري البعث، ويُحْشَرْ منكري الرسالة وهكذا في أصناف فيطلب أهل الكفر من الله أن يسقيهم من عطشهم الشديد في أرض الموقف فيشار الى جهنم لكي يشربوا ثم يُنَادِي مُنَادٍ فَيَقُولُ: لِتَتْبَعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ فوجا فوجا. و لا يَبْقَى في عرصات القيامة إلا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ مِن هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ فِيهَا مُنَافِقُوهَا وَبَقَايَا أَهْلِ الْكِتَابِ (غبر أهل الكتاب) 16 - الورود على الحوض فالذين يردون على حوضه، هو كل موحد ختم له بالتوحيد سيرد ذلك الحوض المجيد, فهذه الأمة تأتي يوم القيامة غراًُ محجلين و النبي - صلى الله عليه وسلم - فرطهم على الحوض ,وأول الناس وروداً على الحوض فقراء المهاجرين , و هناك صنف شقي، أظهر الإيمان وأبطن النفاق والكفران، فيأتون إلى حوض النبي عليه الصلاة والسلام فيذادون ويدفعون تدفعهم الملائكة وتطردهم فيناديهم النبي صلى الله عليه وسلم: ألا هلم، هلم فأنتم من أمتي ويبدو عليكم - في الظاهر - علامات الوضوء!! لكن بعد ذلك يخفت ذلك النور ويذهب، فيقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك فهؤلاء يحشرون الى جهنم و العياذ بالله. 17 - الإمتحان الأول: فيبقى في عرصات القيامة أهل الإيمان و أهل النفاق فيأتي الامتحان الأول: فيَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَسْجُدُ للهِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ , إِلَّا أَذِنَ اللهُ لَهُ بِالسُّجُودِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ وَيَبْقَى كُلُّ مُنَافِقٍ وَمَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً (المنافق) فيَجْعَلُ اللهُ ظَهْرَهُ طَبَقَةً وَاحِدَةً كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ فلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْجُدَ لله - عز وجل - 18 - الإمتحان الثاني: فيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٍ أَوْ مُؤْمِنٍ نُورًا فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ عَلَى قدر إِبْهَامِ قَدَمِهِ , يُضِيءُ مَرَّةً , وَيُطْفِئُ مَرَّةً، ,فيصل أهل الإبمان و أهل النفاق الى أول الصراط فعند ذلك تضرب الظلمة و يطفأ نور المنافقين و يبقى نور أهل الإيمان يسعى نورهم بين أيديهم, فيطلب المنافقون من أهل الإيمان أن ينتظروهم ليستضيئوا بنورهم، وهناك يخدعون، كما كانوا يخدعون المؤمنين في الدنيا، ويقال لهم: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً، وبذلك يعود المنافقون إلى الوراء، ويتقدم المؤمنون إلى الأمام، فإذا تمايز الفريقان، ضرب الله بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، ويكون مصير المؤمنين والمؤمنات الجنة، ومصير المنافقين والمنافقات النار. وقد أخبر الحق أن دعاء المؤمنين عندما يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم هو (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) 19 - المرور على الصراط لأهل التوحيد عامة و النجاة من السقوط في النار لأهل التقوى خاصة, و تختلف سرعة الناس في المرور على الصراط وذلك باختلاف قوة النور الذي يعطى لهم على قدر أعمالهم و تقواهم ,فيمرون على الصراط والصراط كحد السيف، دحض مزلة, وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به , وعند ذلك تبدل أرض المحشر إلى نزل لأهل الجنة أثناء مرور المؤمنين على الصراط (تبديل صفات و ذات) , و يقال لهم: امضوا على قدر نوركم، فمنهم من يمر كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ و منهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح, ومنهم من يمر كالطرف, ومنهم من يمر كشد الرجل، يرمل رملاً, فيمرون على قدر أعمالهم، حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه تخرُّ يد، وتعلق يد, وتخر رجل، وتعلق رجل, وتصيب جوانبه النار، فيخلصون , و يكون أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنْ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ هو النبي - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء بجنبتي الصراط وأكثر قولهم: اللهم سلم سلم فينقسم الخلائق الى ثلاثة أقسام: 1 - القسم الأول: (ناج بلا خدش. (ناج مسلم)) 2 - والقسم الثاني: (هالك من أول وهلة. (ومحتبس به ومنكوس فيها) (مكردس في النار)) و ((منكوس فيها)) و ((مكدوس في نار جهنم)) و هؤلاء هم الجهنميون الذين يبقوا في النار ما شاء الله أن يبقوا ثم يخرجهم من النار برحمته و فضله 3 - و القسم الثالث: المتوسط بينهما يصاب ثم ينجو ((مخدوش مكلم)) و (مخدوج به) (ومنهم المخردل ثم ينجو) (ومنهم المجازى حتى يُنجَّى) (مخدوش مرسل). 20 - المرور على القنطرة المؤدية الى الجنة: فكل من نجا من النار يحتبس على القنطرة، فيُحبسون على قنطرةٍ بين الجنة والنار، فيُقصُّ لبعضهم من بعض مظالمُ كانت بينهم في الدنيا. حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فكل عبد أهدى الى منْزله في الجنة منه بمنْزله كان في الدنيا, 21 - الدخول الى الجنة: و أول من يستفتح الجنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أمته و أول من يدخل الجنة من أمته فقراء المهاجرين ثم فقراء الأنصار ثم فقراء أمته ثم الأغنياء, ثم باقي الأمم. 22 - مُجَادَلَةً الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ بأن يخرجهم من النار فيحد الله - عز وجل - حدا فيخرجون خلقا من النار فكلما حد لهم حدا أخرجوا من النار فَيُخْرِجُونَ مِنْ النَّارِ خَلْقًا كَثِيرً فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ , فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ,فَيَخْرُجُونَ مِنْ أَجْسَادِهِمْ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ، فهؤلاء هم عُتَقَاءُ اللهُ من النار، فَيُقَالُ لَهُمْ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فيدخلون الجنة , فَيَقُولُ الْجَبَّارُ - عز وجل -: شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ , وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا شَفَاعَةُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَبِعِزَّتِي لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنْ النَّارِ فَيَقْبِضُ الْجَبَّارُ - عز وجل - قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ (معهم أصل التوحيد و الايمان) , قَدْ عَادُوا حُمَمًا فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَاةِ ,فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤُ , فَيُقَالُ لَهُمْ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فيدخلون الجنة. 23 - السعادة أو الشقاء: فَإِذَا أَدْخَلَ اللهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ , وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، أُتِيَ بِالْمَوْتِ كَبْشًا أَمْلَحاً مُلَبَّبًا فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ وَيَرَوْنَ أَنْ قَدْ جَاءَ الْفَرَجُ فَيُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ -: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ , فَيَقُولُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ: قَدْ عَرَفْنَاهُ , هُوَ الْمَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا، قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُضْجَعُ , فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَاهُمَا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ , خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ، لَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا، وَيَا أَهْلَ النَّارِ , خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ لَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ (فَيَأمَنُ هَؤُلَاءِ، وَيَنْقَطِعُ رَجَاءُ هَؤُلَاءِ) ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ - وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا - وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} 24 - سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)
| |
|