ﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ
ﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ
ﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ
ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﺎﻫﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺼﻼﺓ؛ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻭﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﺛِﻴَﺎﺑَﻚَ ﻓَﻄَﻬِّﺮْ { ، ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﻐﺴﻞ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻣﻦ ﺛﻮﺑﻬﺎ . ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ، ﻋﺎﺭﺿﻴﻦ ﻷﻫﻢ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ، ﺭﺟﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺅﻩ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻘﺪﻭﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑﺎﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ، ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ :
ﺑﺎﺏ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ؛ ﺃﻱ : ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ، ﺃﻱ : ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻞ ﻃﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﻔﺮﺵ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ . ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﺍﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺎﺀ؛ ﻓﻬﻮ ﺍﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻳُﻨَﺰِّﻝُ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻣَﺎﺀً ﻟِﻴُﻄَﻬِّﺮَﻛُﻢْ ﺑِﻪِ { .
ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺐ ﺇﺯﺍﻟﺘﻬﺎ :
ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺼﺨﻮﺭ : ﻓﻬﺬﻩ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺗﻄﻬﻴﺮﻫﺎ ﻏﺴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻐﻤﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﺑﺼﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ؛ ﻷﻣﺮﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺼﺐ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻛﺬﺍ ﺇﺫﺍ ﻏﻤﺮﺕ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻝ، ﻓﺈﺫﺍ ﺯﺍﻟﺖ ﺑﺼﺐ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺍﻟﻨﺎﺯﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻛﻔﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻄﻬﻴﺮﻫﺎ .
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻬﺎ : ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻛﻠﺐ ﺃﻭ ﺧﻨﺰﻳﺮ ﻭﻣﺎ ﺗﻮﻟﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ؛ ﻓﺘﻄﻬﻴﺮﻫﺎ ﺑﺴﺒﻊ ﻏﺴﻼﺕ، ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ؛ ﺑﺄﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻣﻊ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻐﺴﻼﺕ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﺇﺫﺍ ﻭﻟﻎ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻓﻲ ﺇﻧﺎﺀ ﺃﺣﺪﻛﻢ؛ ﻓﻠﻴﻐﺴﻠﻪ ﺳﺒﻌﺎ ﺃﻭﻻﻫﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ " ، ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮﻩ؛ ﻛﺎﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺮﺵ .
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺠﺎﺳﺔ ﻏﻴﺮ ﻛﻠﺐ ﺃﻭ ﺧﻨﺰﻳﺮ؛ ﻛﺎﻟﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻐﺎﺋﻂ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻐﺴﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﻙ ﻭﺍﻟﻌﺼﺮ، ﺣﺘﻰ ﺗﺰﻭﻝ؛ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻬﺎ ﻋﻴﻦ ﻭﻻ ﻟﻮﻥ .
ﻓﺎﻟﻤﻐﺴﻮﻻﺕ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ :
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ : ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﺼﺮﻩ؛ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺜﻮﺏ؛ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﺼﺮﻩ .
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﺼﺮﻩ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﻠﻴﺒﻪ؛ ﻛﺎﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ؛ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺒﻪ
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻋﺼﺮﻩ ﻭﻻ ﺗﻘﻠﻴﺒﻪ؛ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺩﻗﻪ ﻭﺗﺜﻘﻴﻠﻪ؛ ﺑﺄﻥ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﺛﻘﻴﻼً، ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻫﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ .
ﻭﺇﻥ ﺧﻔﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻧﺠﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻭ ﺛﻮﺏ ﺃﻭ ﺑﻘﻌﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻛﻤﺼﻠﻰ ﺻﻐﻴﺮ؛ ﻭﺟﺐ ﻏﺴﻞ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﻤﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺔ ﻓﻴﻪ، ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺰﻡ ﺑﺰﻭﺍﻟﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺪﺭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺟﻬﺔ ﻣﻨﻪ؛ ﻏﺴﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﻪ .
ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺑﻮﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺭﺷﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ؛ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﻗﻴﺲ؛ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺗﺖ ﺑﺎﺑﻦ ﻟﻬﺎ ﺻﻐﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺄﺟﻠﺴﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻩ، ﻓﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺛﻮﺑﻪ، ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻤﺎﺀ، ﻓﻨﻀﺤﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻐﺴﻠﻪ . ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ؛ ﻓﺒﻮﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﺑﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﻛﺬﺍ ﺑﻮﻝ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﺑﻮﻝ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻳﻐﺴﻞ ﻛﻐﺴﻞ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺎﺕ .
ﻓﺎﻟﻨﺠﺎﺳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ :
ﻧﺠﺎﺳﺔ ﻣﻐﻠﻈﺔ، ﻭﻫﻲ ﻧﺠﺎﺳﺔ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﻧﺤﻮﻩ .
ﻭﻧﺠﺎﺳﺔ ﻣﺨﻔﻔﺔ، ﻭﻫﻲ ﻧﺠﺎﺳﺔ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .
ﻭﻧﺠﺎﺳﺔ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻫﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺎﺕ
. ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻧﺠﺲ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﺍﺙ ﻭﺃﺑﻮﺍﻝ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ :
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻞ ﺃﻛﻞ ﻟﺤﻤﻪ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻓﺒﻮﻟﻪ ﻭﺭﻭﺛﻪ ﻃﺎﻫﺮ؛ ﻛﺎﻹﺑﻞ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﺮﻧﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻘﻮﺍ ﺑﺈﺑﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻓﻴﺸﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﻟﻬﺎ ﻭﺃﻟﺒﺎﻧﻬﺎ . ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ . ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺑﻮﻟﻬﺎ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺠﺲ ﻻﻳﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻱ ﺑﻪ ﻭﺷﺮﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ : ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺑﻴﺢ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ؛ ﻗﻠﻨﺎ : ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻐﺴﻞ ﺃﺛﺮﻩ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ . ﻭﻓﻲ " ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ " : ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺑﺾ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺷﻚ ﺗﺒﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ : " ﺍﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺙ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ؛ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﻰ ... " ﺍﻧﺘﻬﻰ
. ﻭﺳﺆﺭ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﻞ ﻟﺤﻤﻪ ﻃﺎﻫﺮ، ﻭﻫﻮ ﺑﻘﻴﺔ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ . ﻭﺳﺆﺭ ﺍﻟﻬﺮﺓ ﻃﺎﻫﺮ؛ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﺓ؛ ﻗﺎﻝ " ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻨﺠﺲ، ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻓﻴﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻓﺎﺕ " ، ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻭﺻﺤﺤﻪ، ﺷﺒﻬﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺧﺪﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻮﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ ﻭﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﺤﺮﺯ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻓﻔﻲ ﺫﻟﻚ ﺭﻓﻊ ﻟﻠﺤﺮﺝ ﻭﺍﻟﻤﺸﻘﺔ .
ﻭﺃﻟﺤﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﻬﺮﺓ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﻴﺮ ﻭﻏﻴﺮﻩ؛ ﻓﺴﺆﺭﻩ ﻃﺎﻫﺮ ﻛﺴﺆﺭ ﺍﻟﻬﺮﺓ؛ ﺑﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ .
ﻭﻣﺎﻋﺪﺍ ﻭﻣﺎ ﺃﻟﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﻻ ﻳﺆﻛﻞ ﻟﺤﻤﻪ؛ ﻓﺮﻭﺛﻪ ﻭﺑﻮﻟﻪ ﻭﺳﺆﺭﻩ ﻧﺠﺲ .
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ، : ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ : ﺑﺎﻃﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻇﺎﻫﺮﺍً ﺑﺎﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻭﺍﻷﻧﺠﺎﺱ؛ ﻓﺈﻥ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺬﺍﺭ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ؛ ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﻃﺎﻫﺮ ﻧﺰﻳﻪ ﻣﻼﺯﻡ ﻟﻠﻄﻬﺎﺭﺓ، ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ ﺷﻄﺮ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ... " .
ﻓﻌﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺠﺎﺱ؛ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﻝ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﺯ ﻣﻨﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻧﺠﺎﺳﺔ؛ ﻓﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﻬﻴﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻨﻚ؛ ﻟﺘﺒﻘﻰ ﻃﺎﻫﺮﺍً، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ؛ ﻓﺘﻔﻘﺪ ﺣﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ؛ ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻧﻌﻠﻴﻚ، ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺃﺫﻯ، ﻓﺎﻣﺴﺤﻬﻤﺎ ﻭﻧﻘﻬﻤﺎ ﻭﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﻬﻤﺎ ﺃﻭ ﺗﺪﺧﻠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻓﻴﻬﻤﺎ ﻧﺠﺎﺳﺔ .
ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﻭﻳﺮﺿﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗