الرائد محمد فريد أبو حديد 126 سنة على مولده

الرائد محمد فريد أبو حديد 126 سنة على مولده
الرائد محمد فريد أبو حديد 126 سنة على مولده

الرائد محمد فريد أبو حديد 126 سنة على مولده 65813592_10217086836977618_2695241181108895744_n.jpg?_nc_cat=103&_nc_oc=AQkct7k6b3vYO7XdRRXjGEoAh093a77IWTpFyJtzKnO69wHebQwiTJvd4yNoPTKhEzM&_nc_ht=scontent.faly2-2

بقلم : صافي ناز كاظم

اليوم الأول من يوليو 2019 مرور 126 سنة على مولد محمد فريد ابو حديد، (أول يوليو 1893 \ 18 مايو 1967)، أحد روادنا الشوامخ في الأدب والثقافة والتعليم. تأكدت ريادته في الإنتاج الروائي وفي الدعوة إلى إدخال الشعر المرسل إلى آفاق الشعر العربي واستخدامه خاصة في إنشاء المسرح الشعري.

بعد رواية "زينب" الوحيدة التي كتبها محمد حسين هيكل، قدم محمد فريد أبو حديد أربع عشرة رواية كانت باكورتها "صحائف من الحياة – مذكرات المرحوم محمد" عام 1924. وبعدها "ابنة المملوك" عام 1926. ثم انقطع فترة عن انتاج الرواية ليواصل دعوته إلى الشعر المرسل التي بدأها وانشغل بها منذ عام 1918 وكرس لها مقالاته في "السفور" وساند دعوته بإنتاج نماذج مواكبة ، فقدم لأول مرة في اللغة العربية عددا من المسرحيات بالشعر المرسل منها: "زهراب و رستم" سنة 1918، و"مقتل سيدنا عثمان" سنة 1930 و"ميسون الغجرية" سنة 1931 و "خسرو وشيرين" سنة 1934 فكانت هذه التجارب هي المحاولات البكر التي سبقت تجارب د.لويس عوض في "بلوتو لاند" وتجارب مسرح صلاح عبد الصبور الشعري بعد ذلك، وبهذه الريادة يعد محمد فريد أبو حديد أب المسرح الشعري العربي بحق.

الرائد محمد فريد أبو حديد 126 سنة على مولده 65650870_10217086839257675_2469733467965882368_n.jpg?_nc_cat=110&_nc_oc=AQn02M_EGmcgtpvknRlf-dxb-gTvweNhlqe1DiEKxCudERpQaRafX0Ki4efg_JWIYu0&_nc_ht=scontent.faly2-1

الرائد محمد فريد أبو حديد 126 سنة على مولده 65650870_10217086839257675_2469733467965882368_n.jpg?_nc_cat=110&_nc_oc=AQn02M_EGmcgtpvknRlf-dxb-gTvweNhlqe1DiEKxCudERpQaRafX0Ki4efg_JWIYu0&_nc_ht=scontent.faly2-1

مع ريادته تلك في الشعر المرسل قدم في مرحلة الثلاثينات ترجمته المحققة الفذة لكتاب ألفريد بتلر الشهير "فتح العرب لمصر" سنة 1932، و دراسة أدبية تاريخية عن حياة صلاح الدين الأيوبي وعصره سنة 1927 وأخرى تحليلية عن السيد عمر مكرم سنة 1937.

عاد مطلع الأربعينات إلى إنتاجه الروائي فقدم "زنوبيا" ملكة تدمر سنة 1940 ثم "الملك الضليل امرئ القيس" سنة 1942، و "المهلهل سيد ربيعة" سنة 1943، وبعدها " أبو الفوارس عنترة بن شداد" و"مع الزمان" سنة 1945 ، و"آلام جحا" عام 1946 و"أزهار الشوك" عام 1949 ، ثم "الوعاء المرمري" عام 1951 ، و"أنا الشعب" عام 1953.

اهتم أبوحديد بأدب الأطفال فقدم تجربتين رائعتين تعدان الآن من كلاسيكيات أدب الأطفال في مصر: هما "عمرون شاه" عام 1948 و"كريم الدين البغدادي" عام 1950، ثم رجع عام 1957 ليؤكد على قضية الشعر المرسل فقدم تجربته الناضجة الجميلة في ترجمة مسرحية شيكسبير"ماكبث" شعرا مرسلا.

ولقد كان مؤلما في حفل من مناسبات تكريم نجيب محفوظ أن يتم استعراض أسماء الأجلاء من رواد الأدب والفكر في مصر، ومنهم من لم يساهم إطلاقا بالإنتاج الروائي أو المسرحي ، و تظلم مكانة محمد فريد أبوحديد البارزة كروائي ومسرحي رائد في صف معاصريه، فلا يذكر اسمه إلى جانب هيكل والعقاد وطه حسين والحكيم والمازني والزيات إلى آخر من تم ذكرهم في تلك المناسبة التي كانت مناسبة لتكريم الروائيين بالدرجة الأولى.

هذا الإسقاط ، سهوا أو عمدا، لذكر اسم محمد فريد أبو حديد صار- مع الأسف – دأب النقاد والكتاب الذين يتصدرون لتأريخ أو تقييم أو تحديد الريادات في أدبنا المصري والعربي المعاصر . ولا أدري السر وراء هذا الظلم المتكرر لهذا الرائد العظيم . هل السبب أن أبو حديد لم يكن منتبها كغيره إلى ضرورة العمل على تكوين حوزات إعلامية وحزبية تطنطن له في رواحه وغدوه وتصف رحلات صيفه وشتائه ومشارب شايه وقهوته وتسلط الأضواء على ما يرتديه وما يقوله في جلسات الظرف والتظارف؟

ربما! فقد كان أبو حديد هادئا جادا مستقيما لا يعرف عبث الفنانين ولا نزوات الأدباء فلم يكن هناك ذلك المجال الذي ينمي حوله تلك الجوقة التي تجعله في غنائها نجما ساطعا في زوايا الصحف والمجلات. أو ربما كان السبب هو انحياز هؤلاء النقاد والكتاب ضد تيار تأكيد الهوية العربية الإسلامية لنهضة مصرنا المحروسة والذي كان أبو حديد أحد رموزه الباهرة؛ ذلك التيار الذي تشكل منذ مطلع القرن ليتصدى لتيار التغريب والعلمنة المعاكس والذي كان أبرز رموزه أحمد لطفي السيد ومدرسته وما توالد منها.

إن كان الأمر كذلك فلا شك أنه مما يسعد روح محمد فريد أبوحديد الساكنة في رحاب الله أن يكون شهيدا لهذا الانحياز النقدي ضد التيار العربي الإيماني.

وبهذا لابد أن نعترف بالمعركة الثقافية التي قلنا إنها بدأت منذ مطلع القرن، ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا والتي تقسم الساحة الأدبية والفنية إلى تيارين رئيسيين:
- التيار الرافض للإنسحاق و التبعية و يرى نهضة مصر وخلاصها في انبعاثها المتطور والممتد من هوية وعقيدة الأمة.

- تيار التغريب والعلمنة، أي محاكاة الغرب والارتباط به، كما يعبر عنه قاسم أمين في كتابه "المصريون" الذي كتبه عام 1894 ويقرر فيه أن مصر قد اختارت طريق "محاكاة" أوربا بديلا عن العودة إلى تقاليد الإسلام!

ولاشك أن قاسم أمين كان في وقته يعبرعن أحلامه وطموحاته إذ أن معركة اختيار مصر بين هذين التيارين لم تحسم حتى الآن لصالح تيار"محاكاة أوربا" رغم الثقل الذي أخذته وتأخذه حركة العلمنة والتغريب وتهويشها وتشويشها الإعلامي الدؤوب.

ومن هنا علينا أن نقرأ بحرص كل التقييمات وفرز الأسماء التي يقدمها تيار التغريب على أنها القول الفصل والحكم النهائي في مسألة من هم قادة الفكر للأجيال في مصر ومن هم رموز النهضة الحقة وأعمدة الاستنارة. وعلى الدولة حين تريد أن تقرر من منابرها الرسمية من هم رواد نهضتها ألا تركن في قرارها إلى حكم تيار دون الآخر، بل عليها أن تكون لجنة من كل الأطراف تتوازن في أحكامها وتعدل في ميزانها. وهذه مهمة وزارة الثقافة في المرتبة الأولى، تلك الوزارة التي نراها قد مالت كل الميل إلى تيار التغريب والعلمنة لأنه الأكثر نشاطا في الصياح والجلبة، مع أن الأولى بها أن تقود ولا تُقاد وتستبين في مسلكها الخط الذي ينأى بها عن مخاطر إثارة الفتنة بين طوائف الفكر والأدب والفن في الوطن الواحد !

الرائد محمد فريد أبو حديد 126 سنة على مولده 65386796_10217086835017569_7449101659394801664_n.jpg?_nc_cat=106&_nc_oc=AQnjJufYJtQUTZ0ZJ_Va7EH1VRuBfBHNLx8LkOoi-E_rcbMf_6DBbfw3gg-znbsccMg&_nc_ht=scontent.faly2-2

منقول من صفحة الاستاذ الدكتور ايمن ابو الحديدAyman Abouhadid‎‏

» السيرة الذاتية للزعيم محمد فريد .
» أبو حديد يطيح بـ 10 قيادات فى الزراعة
» 800 تغريدة في السيرة النبوية كاملة من مولده إلى وفاته
» العالم الفليسوف الكندي ..مولده ..ونشأته اختراعاته
» فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد