منتدي المركز الدولى


الفرق بين السنة النبوية والبدعة Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
الفرق بين السنة النبوية والبدعة 1110
الفرق بين السنة النبوية والبدعة Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا الفرق بين السنة النبوية والبدعة 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


الفرق بين السنة النبوية والبدعة Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
الفرق بين السنة النبوية والبدعة 1110
الفرق بين السنة النبوية والبدعة Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا الفرق بين السنة النبوية والبدعة 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

 الفرق بين السنة النبوية والبدعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MissEgYpt
عضو متألق
عضو متألق
MissEgYpt


عدد المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 02/02/2014

الفرق بين السنة النبوية والبدعة Empty
مُساهمةموضوع: الفرق بين السنة النبوية والبدعة   الفرق بين السنة النبوية والبدعة Icon_minitime1الإثنين 15 يوليو - 1:30


الفرق بين السنة النبوية والبدعة
الفرق بين السنة النبوية والبدعة

الفرق بين السنة النبوية والبدعة Fb_img10


في تعريف السنة والبدعة و تقسيمها :
1 . السنة:
لغة الطريقة والسيرة، حميدة كانت أو ذميمة، والجمع سنن، وشرعها هي ما بين به النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الله تعالى بالفعل، فهي طريقته المتبعة في بيان هذا الدين التي جرى عليها أصحابه قولا وفعلا وتقريرا وتركا .
أقسام السنة :
واجبة :- كصلاة الجنازة والعيدين .
مؤكدة:- كصلاة الوتر عند دخول المسجد والكسوفين والركعتين اللتين أمر بهما سليك الغطفاني والرواتب: كقبل الظهر وبعدها: وبعد المغرب والعشاء وقبل الفجر، والمندوبة: كالضجعة بعد ركعتي الفجر، وكصلاة الضحى والتراويح، وبين الأذان والإقامة، والمواظبة على ذكر الله تعالى، وكصيام التطوع أكثر شعبان وست من شوال، ويوم عرفة، وتاسوعاء، وعشوراء، والأيام البيض من كل شهر، والاثنين والخميس من كل أسبوع وهلم جرا، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المأمورات أن نأتي منها ما استطعنا، وفي المنهيات اجتنابها كليا، كما ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال " إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه".
2 . البدعة :
هي الحديث في الدين بعد الإكمال، و ما استحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الأهواء والأعمال.
وتنقسم البدعة إلى دينية ونبوية: فكل بدعة في الدين ضلالة، كما نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلا يمكننا أن نغير ولا نحرف ولا نؤول ما قال فيه الرسول: إنه ضلالة وفي النار، إلى أنه مستحسن، لكنا نقول: قد تكون البدعة الضلالة كفرا صراحا، وقد تكون من كبائر المحرمات، وقد تكون من صغائرها، ولهذا نقول: إن البدعة الدينية تنقسم إلى أربعة أقسام:
أ- البدعة المحرمة، وهي كالتسول إلى الله بالأموات، وطلب الدعاء منهم ، وكذا اتخاذ القبور مساجد والصلاة اليها، وايقاد السرج عليها ونذر الشموع والذبائح لها ، والطواف بها، واستلامها، وقد عدها ابن حجر الهيتي في كتابه الزواجر: من الكبائر، فهي بدعة ضلالة، لكنها دون التي قبله.
ب- البدعة المكروهة تحريما وهي كصلاتهم فريضة الظهر بعد الجمعة، فإن هذا شرع لم يأذن به الله ولارسوله، وكقراءة القرآن بالأجرة، وكالسبحة، والعتاقة، والختمة التي يعملونها عن الميت، وكالاحتفال بدعاء ليلة النصف من شعبان، وبليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكرفع بالصلاة والتسليم عقب التأذين، وكالصلاة التي يصلونها في أواخر رمضان لتكفير الفوائت من صلوات العام الماضي، وكالجهر بقراءة سورة الكهف في المساجد إذ السنة الإسرار بها وأمثال ذلك. وهذه أيضا بدع ضلالات كما قال المتعالى صوم صلى الله عليه وسلم لكنها دون اللتين قبلها.
ج- البدعة المكروهة تنزيها، وهي كالمصافحة في أدبار الصلوات، وكذا تعليق الستائر على المنابر، وكدعاء عاشوراء ودعاء أول السنة وآخرها، والله أعلم.
د- البدعة المكفرة، وهي كدعاء غير الله من الأنبياء والصالحين، والإستعانة بهم، وطلب تفريج الكربات، وقضاء الحاجات منهم، وهذه أعظم بدعة كيدبها الإسلام وأهله .
وقد ذهب كثير من محققي العلماء إلى كل بدعة في الدين صغيرة كانت أو كبيرة فهي محرمة، واستدلوا لذلك بالأحاديث التي جاءت في ذم البدع بصيغ العموم كحديث : "فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، وحديث : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "، وحديث: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهم رد "، وهذا موافق لما ذكرناه، لأن المحرمات ليست كلها كبائر ولا صغائر، بل منها ما يخرج صاحبه من الدين والعياذ الله، ومنها ما هو من الكبائر، ومنها ما هو من الصغائر، ومنها ما هو دون ذلك؛ والله سبحانه قال : ( كل شيء عنده بمقدار)، وقال تعالى: ( ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا بمثلها)، وقال تعالى: ( وجزاء سيئة، سيئة مثلها) والله تعالى أعلم.
أما البدعة في المصالح والمنافع الدنيوية المعاشية، فلا حرج مادامت نافعة غير ضارة، ولا جارة إلى شر يعود على الناس، ولا ارتكاب محرم، أو هدم أصل من أصول الدين، فالله سبحانه يبيح لعباده أن يخترعوا المصالح دنياهم وأمور معاشهم ما شاءوا، وقد قال تعالى :{ وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} ، { وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وقال صلى الله عليه وسلم: " من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها"، الحديث رواه مسلم وغيره؛ فإن لم يحمل هذا الحديث على المصالح الكونية كان معناه أن يخترع كل ضال زنديق في دين الإسلام ما شاء، فيزيد في ركعات الصلاة وسجداتها وينقص منها ما شاء، ويخترع أذكارا وأدعية وعبادات وصلوات وصياما غير ما نحن عليه، وهذا بعينه هو إفساد الدين، وإضلال المسلمين، وهل يتفق هذا مع قوله صلى الله عليه وسلم ."وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، وقوله صلى الله عليه وسلم:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"، وقول ابن عباس في قوله تعالى{ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قال، تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدعة؟.
هذا وعلى الذي قلنا ينطبق قول الشافعي، رحمه الله، البدعة بدعتان، بدعة محمودة، وبدعة مذمومة، فما وافق السنة فهو محمود، و ما خالف السنة فهو مذموم.
(وقول) بعض متأخرى الفقهاء. إن من ترك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بقوله:" يا فلان لم تركت سنتي؟"، فعند ذلك يتساقط وجه المعاتب – قول على الله بغير علم- ووقوع مثل هذا في كتب ودروس كثير من أرباب العمائم عجيب وغريب، وما أدري ما الذي أعماهم عن قوله صلى الله عليه وسلم."ومن رغب في سنتي فليس مني" رواه البخاري، وقوله." سبعة لعنتهم وفيه التارك لسنتي" رواه الطبراني وحسنه صاحب الجامع الصغير وشارحه، ما أصمهم وأعمى قلوبهم وأبصارهم عن خير الهدى هدية صلى الله عليه وسلم إلا إعراضهم عن الكتاب والسنة.
المصدر: كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والسنن من تأليف محمد عبدالسلام خضرالشقيري رحمه الله.



الفرق بين السنة النبوية والبدعة Fb_img10



الفرق بين السنة النبوية والبدعة
الفرق بين السنة النبوية والبدعة
الفرق بين السنة النبوية والبدعة
الفرق بين السنة النبوية والبدعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MissEgYpt
عضو متألق
عضو متألق
MissEgYpt


عدد المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 02/02/2014

الفرق بين السنة النبوية والبدعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرق بين السنة النبوية والبدعة   الفرق بين السنة النبوية والبدعة Icon_minitime1الإثنين 15 يوليو - 1:33



يحسن قبل الشروع في بيان أصول شيخ الإسلام ابن تيمية في الحكم على أهل البدع، أن أعرض بشيء من الاختصار ما يبين مفهومه رحمه الله للسنة، ويحدد أهلها، ويوضح طريقتهم، ويبين مفهومه للبدعة وتفاوتها، ودعوته إلى الاعتصام بالسنة، وتحذيره من البدعة وفسادها بحيث يتحدد لنا موقفه من الاتباع والابتداع ابتداءً.‏

‏1 ـ تعريفه للسنة : ‏

يرى أن السنة من الفعل هي : (ما قام الدليل الشرعي عليه بأنه طاعة لله ورسوله، سواء فعله رسول الله صلى الله عليه و سلم، أو فُعل على زمانه، أم لم يفعله ولم يفعل على زمانه، لعدم المقتضي حينئذ لفعله ،أو وجود المانع منه، فإنه إذا ثبت أنه أمر به أو استحبه فهو سنة، كما أمر بإجلاء اليهود والنصارى من جزيرة العرب(35)، وكما جمع الصحابة القرآن في المصحف(36)، وكما داوموا على قيام رمضان في المسجد جماعة(37)) (38).‏

قصد الشيخ في هذا التعريف، المعنى العام للسنة، وهو الطريقة الموافقة لهدي الرسول صلى الله عليه و سلم وعمل الصحابة رضي الله عنهم، ولا سيما الخلفاء الراشدون، وقد استقاه من وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم : (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومُحْدَثَات الأمور، فإن كُلَّ مُحدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالة) (39).‏

‏2 ـ مَن هم أهل السنة ؟ ‏

يرى أنهم المتبعون لسلف الأمة، الذين عاشوا في القرون الثلاثة المفضلة، وحازوا كل فضيلة، وثبت لهم ذلك بالضرورة، وأنه (من المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة، وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف، أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد... القرن الأول، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ،كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم من غير وجه(40)، وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة، من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة، وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل.. هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، وأضله الله على علم) (41)، كما قال عبد الله بن عمر(42) رضي الله عنهما : (مَن كان منكم مستنًا فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا.. قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم، كانوا على الهدى المستقيم) (43).‏

وقال غيره : (عليكم بآثار مَن سَلَف، فإنهم جاءوا بما يكفي ويشفي، ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه) (44)، وقال الإمام الشافعي(45) : (هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل، وكل سبب يُنال به علم أو يُدرك به هوى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا) (46).‏

وحَدَّدَ رحمه الله أهل السنة والجماعة، فقال : (أهل السنة والجماعة من الصحابة جميعهم والتابعين، وأئمة أهل السنة وأهل الحديث، وجماهير الفقهاء والصوفية(47)، مثل مالك(48) والثوري(49) والأوزاعي(50) وحماد بن زيد(51)، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، ومحققي أهل الكلام(52)) (53)، فلم يحصر أهل السنة والجماعة في مدرسة معينة، لأن طريق السنة يتسع لكل من اعتصم بها، واتبع آثار السلف رحمهم الله تعالى).‏

‏3 ـ طريقة أهل السنة : ‏

بين الإمام ابن تيمية أن (طريقة أهل السنة والجماعة، اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم باطنًا وظاهرًا، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث قال : (عليكم بسنتي) (54) إلى آخر الحديث) (55)، فهم إنما سُموا بأهل السنة لهذا المعنى، وسُموا أهل الجماعة لأن الجماعة هي الاجتماع، وضدها الفُرقة، نسبة إلى الأصل الثالث وهو الإجماع، ويقصد به الإجماع المنضبط، وهو ما كان عليه السلف الصالح، إذ بَعْدَهم كَثُر الاختلاف، وافترقت الأمة(56).‏

وإنما كان السلف على السنة، لأن غاية ما عندهم أن يكونوا موافقين لرسول الله صلى الله عليه و سلم، ولأن عامة ما عندهم من العلم والإيمان استفادوه منه صلى الله عليه و سلم، الذي أخرجهم الله به من الظلمات إلى النور، وهداهم به إلى صراط العزيز الحميد(57)، لذا كان الحق معهم، لأن (الحق دائمًا مع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وآثاره الصحيحة، وأن كل طائفة تضاف إلى غيره إذا انفردت بقول عن سائر الأمة، لم يكن القول الذي انفردت به إلا خطأ، بخلاف المضاف إليه أهل السنة والحديث، فإن الصواب معهم دائمًا، ومَن وافقهم كان الصواب معه دائمًا لموافقته إياهم، ومن خالفهم فإن الصواب معهم دونه في جميع أمور الدين، فإن الحق مع الرسول صلى الله عليه و سلم، فمن كان أعلم بسنته وأَتْبَع لها كان الصواب معه، وهؤلاء هم الذين لا ينتصرون إلا لقوله، ولا يضافون إلا إليه، وهم أعلم الناس بسنته، وأتبع لها، وأكثر سلف الأمة كذلك، لكن التفرق والاختلاف كثير في المتأخرين) (58).‏

لذا كانت متابعة السلف شعارًا للتمييز بين أهل السنة وأهل البدعة، كما قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس بن مالك(59) : (أصول السنة عندنا : التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم) (60)، فعلم أن شعار أهل البدع هو ترك انتحال اتباع السلف.. ولما كان الرافضة(61) أشهر الطوائف بالبدعة، حتــى إن العامــة لا تعرف مـن شعـائـر البـدع إلا الرفض، صار السني في اصطلاحهم مَن لا يكون رافضيًا، وذلك لأنهم أكثر مخالفة للأحاديث النبوية ولمعاني القرآن، وأكثر قدحًا في سلف الأمة وأئمتها، وطعنًا في جمهور الأمة من جميع الطوائف، فلما كانوا أبعد عن متابعة السلف كانوا أشهر بالبدعة(62)، وهناك طوائف أقرب منهم إلى طريقة السلف مثل (متكلمة أهل الإثبات من الكُلاَّبية(63) والكرامية(64) والأشعرية(65) مع الفقهاء والصوفية وأهل الحديث، فهؤلاء في الجملة لا يطعنون في السلف، بل قد يوافقونهم في أكثر جمل مقالاتهم، لكن كل من كان بالحديث من هؤلاء أعلم، كان بمذهب السلف أعلم، وله أتبع، وإنما يوجد تعظيم السلف عند كل طائفة بقدر استنانها، وقلة ابتداعها) (66).‏

‏4 ـ تعريفه للبدعة : ‏

يرى البدعة في مقابل السنة، وهي : (ما خالفت الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة من الاعتقادات والعبادات) (67)، أو هي بمعنى أعم : (ما لم يشرعه الله من الدين.. فكل من دان بشيء لم يشرعه الله فذاك بدعة، وإن كان متأولاً فيه) (68)، أي مما استحدثه الناس، ولم يكن له مستند في الشريعة.‏

وهي (نوعان : نوع في الأقوال والاعتقادات، ونوع في الأفعال والعبادات، وهذا الثاني يتضمن الأول، كما أن الأول يدعو إلى الثاني) (69)، فمثال الأول في الأقوال : بدعة الأوراد المحدثة، وفي الاعتقادات : بدعة الرافضة والخوارج(70) ، والمعتزلة(71) ، والمرجئة(72)، والجهمية(73).. ومثال الثاني في الأفعال : لبس الصوف عبادةً، وعمل المولد(74)، وفي العبادات، الجهر بالنية في الصلاة، والأذان في العيدين(75).‏

‏ ـ تفاوت البدعـة : ‏

يرى أن البدعة تكون باطلاً على قدر ما فيها من مخالفة للكتاب والسنة، وابتعاد عن متابعة السلف، فهي ليست باطلاً محضًا، إذ لو كانت كذلك لظهرت وبانت وما قُبلت، كما أنها ليست حقًا محضًا لا شــوب فيه، وإلا كـانت موافقــة للسنــة التي لا تنــاقض حقًا محضًا لا باطل فيه، وإنما تشتمل على حق وباطل(76)، وعلى هذا يكون بعضها أشد من بعض(77)، ويكون أهلها (على درجات : منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة، ومنهم من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة) (78).‏

وهذا التفاوت يقع في مسائل العقيدة والعبادة على حد سواء، فإن (الجليل من كل واحد من الصنفين، مسائل أصول، والدقيق مسائل فروع) (79).. وما درج عليه الناس من تسمية مسائل العقيدة الخبرية بالأصول، ومسائل العبادة العملية بالفروع، تسمية محدثة، قسمها طائفة من الفقهاء المتكلمين، وأما جمهور الفقهاء المحققين والصوفية فعندهم أن المسائل العملية آكد وأهم من المسائل الخبرية المتنازع فيها، لذا كثر كلامهم فيها، وكرهوا الكلام في الأخرى، كما أثر ذلك عن مالك وغيره من أهل المدينة(80).‏

وقد أشار الشيخ إلى هذا التفاوت من حيث قُرب الفِرَق وبُعْدها عن الحق قائلاً : (وأصحاب ابن كلاب(81) كالحــارث المحاسبـــي(82)، وأبي العباس القلانسي(83)، ونحوهما، خير من الأشعرية في هذا وهذا، وكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب، كان قوله أعلى وأفضل) (84).‏

‏6 ـ تأكيده على العمل بالسنة : ‏

يؤكد شيخ الإسلام على أنه لا عاصم من الوقوع في الباطل إلا بملازمة السنة، ذلك أن (السنة مثال سفينة نوح عليه السلام، من رَكِبَها نجا، ومن تَخَلَّف عنها غرق، قال الزهري(85) : كان من مضى من علمائنا يقولون : الاعتصام بالسنة نجاة) (86)، لذا فإن المبتدعة لما كانوا مخالفين للسنة، وقعوا في الباطل وإن كانوا متأولين، لأنهم اتبعوا الهوى، وضلوا طريق السنة المنصوب على العلم والعدل والهدى، ومن هُنا سُمي أصحاب البدع، أصحاب الأهواء(87).‏

أما أهل العلم والإيمان من السلف، فإنهم تمسكوا بالسنة، وكان منهجهم على النقيض من منهج المبتدعة، فهم (يجعلون كلام الله ورسوله هو الأصل الذي يعتمد عليه، وإليه يرد ما تنازع الناس فيه، فما وافقه كان حقًا، وما خالفه كان باطلاً، ومن كان قصده متابعته من المؤمنين، وأخطأ بعد اجتهاده الذي استفرغ به وسعه، غفر الله له خطأه، سواء كان خطؤه في المسائل العلمية الخبرية أو المسائل العملية، فإنه ليس كل ما كان معلومًا متيقنًا لبعض الناس، يجب أن يكون معلومًا متيقنًا لغيره، وليس كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمه كل الناس ويفهمونه، بل كثير منهم لم يسمع كثيرًا منه، وكثير منهــم قد يشتبـــه عليـــه مـــا أراده، وإن كـــان كلامـــه في نفســـه محكـمًا مقــرونًا بما يبين مراده) (88).‏

لكن إذا لم يُتَّبَع منهج السلف، فإنه يُخاف على المنتسبين إلى العلم والنظر العقلي، وما يَتْبَع ذلك، من الوقوع في بدعة الأقوال والاعتقادات، ويُخاف على المنتسبين إلى العبادة والإرادة، وما يَتْبَع ذلك، من الوقوع في بدعة الأفعال والعبادات، وكل ذلك من الضلال والبغي، وقد أُمر المسلم أن يقول في صلاته : (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) (الفاتحة : 6­7)، آمين، وصح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : (اليهــود مغضوب عليهم، والنصــارى ضـالـون) (89)، قـــال سفيــان بن عيينة(90) : كانوا يقولون : من فَسَد من العلماء ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من العُبَّاد ففيه شبه من النصارى.. وكان السلف يقولون : احذروا فتنة العَالِم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون، فطالب العلم إن لم يقترن بطلبه فِعْلُ مــا يجـب عليـه، وتَرْكُ ما يحرم عليه من الاعتصام بالكتاب والسنة، وإلا وقع في الضلال(91).‏

‏7 ـ تحذيره من البدعة، وبيانه لوجه فسادها : ‏

حذر الشيخ من البدعة، وبين أنها أشر من المعصيــة(92)، لـذم رسول الله صلى الله عليه و سلم إياها في قوله : (شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) (93)، وفي رواية : (وكل ضلالة في النار) (94).. وذمه عليه الصلاة والسلام الواقعين فيها، في ذمه للرجل الذي اعترض على رسول الله صلى الله عليه و سلم في قسمته، فقال فيه : (يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئي(95) هذا قومٌ يَحْقِرُ أحدُكُم صلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِم، وصيامَهُ مَعَ صِيَامِهِم، وقِرَاءَتَه مَعَ قِرَاءتِهم، يقرؤونَ القرآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُم، يَمْرُقُون(96) مِنَ الإسلامِ، كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّة، لَئِن أدركتُهُم لأَقْتُلَنَّهم قَتلَ عاد) (97).. وفي رواية : (لو يعلمُ الذين يقاتلونهم ماذا لهم عن لسان محمدٍ لاتَّكَلُوا عن العمل) (98).. وفي رواية : (شر قَتْلَى تحتَ أديمِ السماء، خير قَتْلَى مَنْ قَتَلُوه) (99).‏

قال الشيخ معلقًا على هذا الحديث : (فهؤلاء مع كثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم، وما هم عليه من العبادة والزهادة، أمر النبيُ صلى الله عليه و سلم بقتلهم، وقَتَلَهم علي بن أبي طالب(100) ومَن معه من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم، وذلك لخروجهم عن سُنة النبي وشريعته، وأظن أني ذكرتُ قول الشافعي : لأن يُبتلى العبد بكل ذنب، ما خلا الشرك بالله، خير من أن يُبتلى بشيء من هذه الأهواء) (101).‏

كما بين الشيخ أن فساد البدعة وضررها من وجهين : ‏

الأول : أن البدع مفسدة للقلوب، مزاحمة للسنة في إصلاح النفوس، فهي أشبه ما تكون بالطعام الخبيث، وفي هذا المعنى يقول (الشرائع أغذية القلوب، فمتى اغتذت القلوب بالبدع لم يبق فيها فضل للسنن، فتكون بمنزلة من اغتذى بالطعام الخبيث) (102).‏

الثاني : أن البدع معارضة للسنن، تقود أصحابها إلى الاعتقادات الباطلة والأعمال الفاسدة والخروج عن الشريعة، وفي هذا المعنى يقول : مبينًا أن (من أسباب هذه الاعتقادات والأحوال الفاسدة، الخروج عن الشِّرعة والمنهاج، الذي بعث به الرسول صلى الله عليه و سلم إلينا، فإن البدع هي مبادئ الكفر ومظان الكفر، كما أن السنن المشروعة هي مظاهر الإيمان، ومقوية للإيمان، فإنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) (103)، وهذا ظاهر في منهج المبتدعة، القائم على معارضة الكتاب والسنة، لـمَّا (جعلوا أقوالهم التي ابتدعوها هي الأقوال المحكمة، التي جعلوها أصول دينهم، وجعلوا قول الله ورسوله من المجمل الذي لا يُستفاد منه علم ولا هدى، فجعلوا المتشابه من كلامهم هو المحكم، والمحكم من كلام الله ورسوله هو المتشابــه، كمـا يجعـل الجهميـة من المتفلسفـة والمعتزلـة ونحوهـم، ما أحدثوه من الأقوال التي نفوا بها صفات الله، ونفوا بها رؤيته في الآخرة، وعُلُوه على خَلْقه، وكون القرآن كلامه ونحو ذلك، جعلوا تلك الأقوال محكمة، وجعلوا قول الله ورسوله مؤولاً عليها، أو مردودًا، أو غير ملتفت إليه، ولا متلقى للهدى منه) (104).‏
https://library.islamweb.net/newlibrary/display_umma.php?lang=&BabId=4&ChapterId=4&BookId=255&CatId=201&startno=0












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MissEgYpt
عضو متألق
عضو متألق
MissEgYpt


عدد المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 02/02/2014

الفرق بين السنة النبوية والبدعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرق بين السنة النبوية والبدعة   الفرق بين السنة النبوية والبدعة Icon_minitime1الإثنين 15 يوليو - 1:34


ما الفرق بين البدعة والسنة؟
السؤال:
سماحة الشيخ! لا بد أن هناك حدًا فاصلًا وحدًا دقيقًا للفرق بين البدعة وبين السنة، بين ما هو في الدين وبين ما هو في الدنيا؟
-01:26

الجواب:
أمور الدنيا ما فيها بدع وإن سميت بدعًا، اختراع الناس السيارات أو الطائرات أو الحاسب الآلي أو شبه ذلك مما اخترعه الناس أو الهاتف أو البرقية، كل ذلك ما يسمى بدعًا، وإن سمي بدع من حيث اللغة، فهو غير داخل في بدع الدين؛ لأن البدعة في اللغة في الشيء الذي لم يكن له مثال سابق اخترع يسمى في اللغة بدعة، مثل بديع السماوات يعني مخترعهم ، فهذا في اللغة يطلق على ما كان ليس له مثال سابق، وإذا كان في الدنيا ما يسمى بدعة، ما يذم يعني وإن سمي بدعة من حيث اللغة لكن ما ينكر؛ لأنه ليس في الدين ليس في العبادات، فإذا سمي مثلًا اختراع السيارة أو الحاسب الآلي أو الطائرة أو ما أشبه ذلك سمي بدعة فهذا من حيث اللغة وليس بمنكر ولا ينكر على الناس، وإنما ينكر من الناس ما أحدثوه في الدين من صلوات مبتدعة أو عبادات أخرى مبتدعة، هذا هو الذي ينكر في الدين؛ لأن الشرع يجب أن ينزه عن البدع، فالشرع ما شرع الله ورسوله لا ما أحدثه الناس في دين الله من صلاة أو صيام أو غير ذلك مما لم يشرعه الله . نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
ابن باز

https://binbaz.org.sa/fatwas/13397/%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MissEgYpt
عضو متألق
عضو متألق
MissEgYpt


عدد المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 02/02/2014

الفرق بين السنة النبوية والبدعة Empty
مُساهمةموضوع: بين السنة والبدعة نجلاء جبروني   الفرق بين السنة النبوية والبدعة Icon_minitime1الإثنين 15 يوليو - 1:36


بين السنة والبدعة نجلاء جبروني


بين السنة والبدعة
نجلاء جبروني




بين السنة والبدعة



خلق الله تعالى الخلقَ لغاية عظيمة، وحكمة جليلة، لم يخلقهم عبثًا ولا سدى؛ قال تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115].



إذًا الخلق مخلوقون لغاية، فما هي هذه الغاية؟

الجواب: عبادة الله وحدَه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

ولِيحقِّق الناس هذه الغايةَ أرسل الله تعالى الرسل وأنزل الكتب؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36].



مهمة الرسل الدعوة إلى تلك الغاية التي خُلق الناس لأجلها ووُجدوا لتحقيقها، فالرسل هم الواسطةُ بين الله وبين عباده، يَدلُّون الخلق على خالقهم، ويُبينون لهم كيف يعبدونه على الوجه الذي يرضيه، ويهدونهم إلى الطريق الموصل إليه سبحانه.



ولما كان خاتم الأنبياء والرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم، الذي ببعثته خُتمت جميع الرسالات، وبشريعته نُسخت جميع الشرائع، لم يبقَ للناس لكي يصلوا إلى ربهم عز وجل إلا طريقٌ واحد، هو اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فهو رسول الله إلى الخلق كافة؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 158].



بعثه الله رحمةً للعالمين، ومحجة للسالكين، وحجة على الخلائق أجمعين، وافترض على العباد طاعتَه، وسدَّ إليه جميع الطرق، فلم يفتح لأحد إلا مِن طريقه؛ في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ: يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)).



أرسله الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وقد أمر الله بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في أكثر من ثلاثين موضعًا من القرآن، وقرن طاعته بطاعته، وقرن بين مخالفته ومخالفته، وقد حذَّر الله سبحانه من مخالفته أشد التحذير، وجعل الذلة والصغار على مَن خالف أمره صلى الله عليه وسلم.



عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بُعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبَد الله وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظلِّ رمحي، وجُعِل الذلة والصغار على مَن خالف أمري))؛ رواه أحمد (2/50)، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (2831).



فمن أطاعه دخل الجنة: لأن طاعته صلى الله عليه وسلم طاعة لله؛ ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80].

ومَن عصاه دخل النار: لأن معصيته صلى الله عليه وسلم معصية لله؛ ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء: 13، 14].

في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلا مَن أبى))، قالوا: يا رسول الله، ومَن يأبى؟ قال: ((مَن أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)).



وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم والأخذ بسنته في حياته وبعد مماته:

• أوجب الله على المسلمين اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يأمر وينهَى؛ ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].

• وقرن طاعته عز وجل بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 132].

• وحث على الاستجابة لما يدعو إليه؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون ﴾ [الأنفال: 24].

• وجعل طاعته حبًّا لله؛ ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

• وحذَّر من مخالفة أمره؛ ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

• قال أبو بكر رضي الله عنه: "لستُ تاركًا شيئًا مما كان يعملُ به رسول الله إلا عملتُ به، وإني لأخشى إن تركتُ شيئًا مما كان يعمل به أن أزيغ".

• قال ابن مسعود رضي الله عنه: "اتَّبِعوا ولا تبتدعوا، فقد كُفيتم".



تعريف السنة:

لغةً: الطريقة، سواء كانت محمودة أو مذمومة.

اصطلاحًا: كل ما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.

منزلة السنة في دين الله: هي المصدر الثاني من مصادر التشريع.



قال العلماء: إن الوحي قسمان:

1) قسم أُوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه؛ (القرآن).

2) قسم أُوحي إلى الرسول بالمعنى لا باللفظ؛ (السنة).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فأما الرسول، فينزل عليه وحي القرآن، ووحي آخر، هو الحكمة؛ كما قال صلوات الله عليه وسلامه: ((ألا إني أوتيت القرآنَ ومثلَه معه))، فهذا الحديث الصحيح يدل دلالة قاطعة على أن الشريعة الإسلامية ليست قرآنًا فقط، بل هي قرآن وسنة"؛ اهـ.



لا فرق بين قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله؛ لأن الله عز وجل قال: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ﴾ [الحشر: 7]، الآية عامة فيما أتانا من قوله أو فعله أو تقريره.



الحث على التمسك بالسنة:

روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود كما بدأ غريبًا، فطوبى للغرباء)).

وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم سُئل عن الغرباء، فقال: ((الذين يُحيون ما أمات الناس مِن سُنَّتي)).

هؤلاء هم أهل السنة والجماعة، وهم كل مَن كان على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون في الهَدْي الظاهر والباطن.

• سموا أهل السنة: لأنهم الآخذون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، العاملون بها.

• سموا بالجماعة: لأنهم أخذوا بوصية رسول الله بالجماعة، فاجتمعوا على الحق وأخذوا به، واقتَفَوا أثر المسلمين المتمسكين بالسنة من الصحابة والتابعين وأتباعهم.



الرد على القرآنيين: وهم الذين يقولون: إن على الأمة أن تأخذ بالقرآن فحسب، وإنها ليست في حاجة إلى السنة؛ لأن القرآن كامل وشامل.



نعم، القرآن شمل أصول الشريعة كلها، ونصَّ على بعض الجزئيات، لكنه لم ينصَّ على كل صغيرة وكبيرة، ولو اشتمل على كل التفاصيل لما أُمِر رسولُ الله بتبيينه للناس، قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]، ولَمَا أمر الناس باتباعه، ولما قال صلى الله عليه وسلم: ((صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي))، وقال: ((لتأخذوا عنِّي مناسككم))، ولو لم تكن السنة مصدرًا من مصادر التشريع عند الصحابة لَما حرَصوا عليها.

قال الإمام الشوكاني: إن ثبوت حجيَّة السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورةٌ دينية، ولا يخالف ذلك إلا مَن لا حظَّ له في دين الإسلام.



تعريف البدعة:

لغةً: كل حادث وجديد على غيرِ مثال سابق، سواء كان في الدين أم لا.

اصطلاحًا: طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الطريقة الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.



أقسام البدعة:

1) بدعة دنيوية (في العادات)؛ كالمخترعات الحديثة.

حكمها: مباحة.



2) بدعة دينية (في العبادات).

حكمها: التحريم.



أقسام البدعة في العبادة:

1) ما يكون في أصل العبادة: بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع؛ مثل: الصلاة الألفية ليلةَ النصف من شعبان مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات، ومثل أن يخترع طريقة في الذِّكر لم يأتِ بها الشرع، فيقول: (هو، هو، هو، الله، الله، الله).

2) ما يكون في الزيادة في العبادة المشروعة: كما لو زاد ركعةً في صلاة الظهر.

3) ما يكون في صفةِ أداء العبادة المشروعة: يؤديها على صفة غير مشروعة؛ مثل: الذكر في جماعة.

4) ما يكون بتخصيص وقت معين للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع؛ كتخصيص نهارِ النصف من شعبان بصيام وليله بقيام.



الدليل على تحريم البدع في الدين:

• قوله تعالي: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [الشورى: 21]، فالمبتدع كأنه يشرع مع الله.

• روى مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: ((أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهَدْي هَدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)).

• حديث البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ)).

♦ أحدث: يدل على أن مَن أحيا سُنة قد تركها الناس زمانًا، فليس ببدعة.

♦ في أمرنا هذا: يدل على البدعة الشرعية التي حكمها التحريم، وهي البدعة في الدين.

♦ ما ليس منه: يدل على أنه إذا أحيا ما له أصل في الدين، فلا يعد بدعة.



شبهات المجوِّزين للبدع والرد عليها:

1) قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن سن في الإسلام سُنة حسنة فعُمِل بها بعده، كُتب له مثل أجر مَن عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء))؛ رواه مسلم.



سنَّ: أي فعل سنة تركها الناس وليس اختراعًا، بدليل القصة التي ورد فيها هذا الحديث، كما روي في الصحيح عن جابر بن عبدالله قال: كنا عند رسول الله في صدر النهار، فجاءه قوم حُفاةٌ عُراة، مُجْتابي النمار أو العَبَاء، مُتقلِّدي السيوف، عامَّتهم - بل كلهم - مِن مُضر، فتمعَّرَ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لِما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالًا فأذَّن وأقام فصلى، ثم خطب فقال: ((﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ [النساء: 1]، والآيةَ من سورة الحشر: ﴿ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾ [الحشر: 18]، تصدَّق رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّه، من صاع تمرِه))، حتى قال: ((ولو بشقِّ تمرة))، قال: فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفُّه تَعجِزُ عنها، بل قد عجَزتْ، قال: ثم تتابع الناسُ حتى رأيتُ كومينِ من طعام وثياب، حتى رأيت وجهَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلَّل كأنه مُذْهَبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سنَّ في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومَن سنَّ في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء))؛ (مسلم، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي).

2) قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس في صلاة التراويح في المسجد على إمام واحد: (نعمت البدعة).



المقصود البدعة بمعناها اللُّغوي، وهي الأمر الحديث الجديد الذي لم يكن معروفًا قبل إيجاده؛ لأن ما فعله عمر لم يكن موجودًا في عهد أبي بكر وشطرًا من خلافة عمر، وليست البدعة بمعناها الشرعي؛ لأن صلاة التراويح مشروعة، وهي سنة بقول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله، وكذلك صلاتها جماعة سنة، وقد صلَّاها النبي صلى الله عليه وسلم جماعةً، لكنه ترك المواظبةَ على الجماعة خشيةَ أن تُفرَضَ على أمَّتِه، ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].



جاء في ذم البدع:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حجز - أو قال: حجب - التوبة عن كل صاحب بدعة))؛ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ [آل عمران: 106]: تَبْيَض وجوه أهل السنة، وتَسْوَد وجوه أهل البدعة.



قال سفيان الثوري: إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن البدعة لا يُتاب منها، والمعصية يتاب منها؛ لأن المبتدع الذي يتخذ دينًا لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قد زُيِّن له سوءُ عمله فرآه حسنًا، فهو لا يتوب؛ لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيئ ليتوب منه.

وقال أيضًا: لا يستقيم قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة.

قال الحسن البصري: مَن وقَّر صاحب بدعة، فقد سعى في هدم الإسلام.



نماذج من البدع الشائعة (كتاب موسوعة البدع للشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله):

بدع العقائد:

1) تسمية ملك الموت (عِزرائيل).

2) بدعة السؤال عن كيفية صفات الله؛ مثل أن يسأل عن كيفية استواء الله على عرشه.

3) قول العامة: (الله موجود في كل مكان، أو في كل الوجود)، يقصدون بذاته، والصحيح أنه تعالى مستوٍ على عرشه، بائن عن خلقه.

4) بدعة إنكار رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة.

5) قول: (ما أعبدك طمعًا في جنتِك وخوفًا من نارك).

6) التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، أو بحق الرسل، أو بحق بيت الله الحرام.



بدع الطهارة:

1) مسح الرقبة أثناء الوضوء.

2) الوسوسة.



بدع الأذان:

1) قولهم عند سماع الأذان: (الله أعظم، والعزة والدوام لله).

2) زيادة: (الدرجة الرفيعة إنك لا تخلف الميعاد) في الدعاء بعد الأذان.

3) قول: (صدقت وبررت) عند قول المؤذن: (الصلاة خيرٌ من النوم)، والصحيح أن يقول مثلما يقول المؤذن.

4) قول: (أقامها الله وأدامها) عند قول المؤذن: (قد قامتِ الصلاة).



بدع الصلاة:

1) التلفظ بالنية.

2) مس شحمة الأذن بالإبهامين عند التكبير.

3) المصافحة بعد الصلوات.

4) زيادة لفظ (سيدنا) في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الصلاة.

5) تخصيص ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي.

6) الصلوات المخترعة؛ مثل: الصلاة الألفية ليلة النصف من شعبان.



بدع الجنائز:

1) اعتقاد أن الجنازة إن كانت صالحة خفَّ ثقلها على حاملها وأسرعت.

2) الاجتماع للعزاء.

3) الأربعون على الميت.

4) الجهر بالذكر عند غسل الجنازة وتشييعها.

5) زيارة المقابر يوم العيد أو الاثنين أو الخميس.



بدع الصيام:

1) بدعة الإمساك عن الطعام قبل أذان الفجر.

2) تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام.

3) تخصيص أول رجب بصيام.



البدع المتعلقة بتلاوة القرآن:

1) الاجتماع على التلاوة بصوتٍ واحد.

2) قراءة القرآن بالألحان والأنغام الموسيقية؛ (وهو ما يعرف بالمقامات).

3) أخذ الفأل من المصحف.

4) اعتقاد أن مَن حلف على المصحف يصاب بالعمى.

5) قراءة (يس) أربعين مرة بدعاءٍ مخترع لإهلاك شخص.



الاحتفالات البدعية:

1) الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج والمولد النبوي والهجرة.

2) الأعياد البدعية؛ مثل: عيد الأم، عيد الحب، وغيرها من الأعياد البدعية.



بدع العادات والاعتقادات الخاطئة:

1) اعتقاد بعض النساء أن النُّفساء إذا دخل عليها مَن حلق رأسه أو لحيته، أو من يحمل في يده لحمًا، فإنها تشاهر بذلك، فلا ينزل لبنُها، وتتأخر عن موعد الحمل.

• يقول صاحب كتاب السنن والمبتدعات: ولا شك أن هذا الاعتقاد الفاسد هو من عوامل سقوط الأمم والشعوب؛ لأن النساء اللاتي من شأنهن ذلك لا يستطعن تربية أبناء صالحين للكفاح والنضال عن الدين.



2) ما يعمل يوم السابع من الولادة؛ من تزيين الإبريق، ورش الملح، وإيقاد الشموع، ودق الهون.



الخلاصة:

إن الله عز وجل خلق العبد لغاية، ألا وهي عبادته وحده دون ما سواه، وإذا أراد العبد أن يحقق هذه الغاية ليس له إلا طريق واحد هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.



قال ابن القيم (في نونيته):

فلواحدٍ كُنْ واحدًا في واحدٍ ♦♦♦ أعني سبيلَ الحق والإيمانِ

الواحد: الله.

كن واحدًا: في قصدك وتوجهك؛ أي: الإخلاص لله وحده.

في واحد: في طريق واحد.

سبيل الحق والإيمان: هو سبيل النبي صلى الله عليه وسلم، ويقصد بذلك اتباع النبي.

نسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المتبعين لنبيه صلى الله عليه وسلم المؤمنين به، وأن يحيينا على سنته ويتوفانا عليها، وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته وتحت لوائه، وأن يمن علينا بشفاعته.. إنه سبحانه سميع مجيب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/110832/#ixzz5thLNph8d









عدل سابقا من قبل MissEgYpt في الإثنين 15 يوليو - 1:42 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MissEgYpt
عضو متألق
عضو متألق
MissEgYpt


عدد المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 02/02/2014

الفرق بين السنة النبوية والبدعة Empty
مُساهمةموضوع: بين السنة والبدعة والتقليد   الفرق بين السنة النبوية والبدعة Icon_minitime1الإثنين 15 يوليو - 1:38

بين السنة والبدعة والتقليد
بين السنة والبدعة والتقليد


كثيرًا ما يقع الالتباس على كثير من الناس بين مفاهيم السنَّة والبدعة والتقليد، حتى لَيتحرَّجُ الورِعون منهم من التقاليد خوفًا من أن ترجعهم إلى البِدَع المَحظورة، أو يتهيَّبون بعض السنن حذرًا من الانزلاق إلى هوَّة الابتداع؛ إذ إن الفروق بينها دقيقة بالغة الدقة، قريبة شديدة القرب، لا يتأتَّى إدراك دقائقها وخفايا مضامينها إلا لمن أوتي حظًّا موفورًا من سعة الأفق وغزارة العلم، وعمق النظرة؛ إذ قد يقصد من السلوك على مقتضى البدعة المبالغة في التعبُّد لله تعالى؛ لأن المبتدِع يقوده السرف في فهم العبادة إلى ظنِّ أن ما وضَعه الشارع الحكيم من القوانين المحدَّدة، والحدود المقنَّنة، غير كافٍ في بلوغ أهدافها وإصابة مراميها، فيتدخَّل بفهمه القاصر، وخياله الجامح، إلى أعمال غير مُنضبطة، ومفاهيم بدون حدود، للوصول بأية وسيلة إلى كمال العبادة، التي مِن أجلها خلق الله العوالم، كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].



هذا فضلاً عمَّا يَعتلِج في الصدور من حب الظهور، والظفَر بالزعامة أو الغنيمة، وما إلى ذلك من أغراض مريضة، وأهداف دُنيا، وفي ذلك يقول الشاطبي في الاعتصام (1: 36): "فإن النفوس قد تمل وتسأم من الدوام على العبادات المرتبة، فإذا جدِّد لها أمر لا تعهده، حصل لها نشاط آخر لا يكون لها مع البقاء على الأمر الأول؛ ولذلك قالوا: (لكل جديد لذَّة)".



وفي حديث العرباض بن سارية الذي أورده النووي في الأربعين وأخرجه أبو داود، والترمذي وقال: حسن صحيح: وعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجِلت منها القلوب، وذرفَت منها العيون، فقلنا: "يا رسول الله، كأنها موعظة مودِّع فأوصِنا"، فقال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عبدٌ، وإن مَن يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة)).



لذلك أحببت في هذا المقال الموجز أن أضع الفواصل الواضحة بين تلك المفاهيم، وأن أميِّز بعضها عن بعض، مع الاستعانة بضرب الأمثال لكلٍّ منها على حِدَة بالقدر الذي لا يضيق به القارئ، ولا يَختلُّ به المقصود، حتى لا يتحرَّج الناس مِن فعل السنن والعادات، ولا يَنحدِروا إلى اقتراف البدع فعلاً أو تركًا، وسأبدأ ببيان السنَّة:

أولاً - يقول الله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7]، وقال - جلَّ مِن قائل -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ [النساء: 59]، وقال - جلَّ وعلا -: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31].



هذه أقوال صريحة، واضحة لا لَبْس فيها، مستقيمة لا اعوجاج بها، تدلُّ على أن القرآن الكريم دعا إلى العمل بالسنن، والاهتداء بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعماله، وأفعاله، وتركه، ومتى ثبتَت ثبوتًا صحيحًا، وبلغَت بلوغًا واضحًا أصبحَت حجة مُلزمة، وشريعة مُحكمة، وطريقة متَّبعة، والسنَّة في اصطلاح علماء أصول الفقه هي: "ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير القرآن، قولاً أو فعلاً أو تقريرًا، من غير الأمور الفِطرية أو ما تَقتضيه عادة البيئة، أو ما يكون من خصائصه، أو ما سها عنه".



ولذلك قسَّم الحنفية السنَّة إلى قسمَين؛ سنة الهدى، وسنَّة الزوائد، فالأولى: ما يُوجِب فعلُها ثوابًا، وتركها كراهة وإساءةً؛ كالجماعة، والأذان والإقامة، والثانية: ما لا توجب ذلك؛ كسُنَنه صلى الله عليه وسلم في لباسه وقيامه وقعوده.



ومثال السنَّة القولية قوله عليه الصلاة والسلام: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرة إلى دنيا يصيبها أو امرأة يَنكِحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)).



ومثال السنَّة الفعلية: ما وقع منه من أفعال الصلاة، والوضوء، والحدود، ومناسك الحج...



ومثال السنة التقريرية - وهي ما ثبَت بسكوته عن إنكار فعل أو قول صدر من أحد من أمته في حضرته أو غيبته مع عِلمه به وقدرته على الإنكار - حديث: أكل الضَّب على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثل: ثبوت النسب بالقيافة حين ظهر السرور على وجه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن قال القائف: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، وذلك حين طعن المنافقون في نسب أسامة بن زيد؛ لأن أسامة كان شديد السواد، وأباه كان شديد البياض، فوضَعا عليهما غطاءً لم يظهر منه إلا أقدامهما، فقال ما قال.



ويُشترَط فيمَن يَنقُل السنَّة:

الإسلام، والعقل، والعدالة، والضبط، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام مُبلِّغًا عن ربه، ومفتيًا يُبيِّن للناس أحكام ما يسألونه عنه، وقاضيًا يَفصِل في خصوماتهم ويلزمهم بالحقوق، وإمامًا مُتَّبعًا، وقائدًا ومُرشِدًا، ومثلاً أعلى للإنسان الكامل، وقدوة صالحة للأولين والآخرين على السواء، وحسْبُنا في ذلك قوله تعالى: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 1 - 4].



ثانيًا - أما البدعة: فهي كل طريقة أُنشئت في الدين على غيرِ مثال سابق من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولها شبه بالمشروعات، ويُقصَد منها ما يُقصد بالمشروعات من التعبُّد، ونلاحظ هنا أمورًا هامة:

(1) أن العلوم الخادمة للشريعة؛ كالنحو والصرف والفقه وأصول الفقه والتوحيد ونحو ذلك ليست بِدَعًا مُستحدثة في الدين؛ لأنها وإن لم توجَدْ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بهيئاتها الجديدة، فإنَّ أصولها التي انبثقَت عنها موجودةٌ في عموميات الشريعة وكلياتها؛ إذ الأمرُ بإعراب القرآن منقول، وخاصة النحو والصرف وعلوم اللغة كلها؛ لأنها ضالعة في الإعراب وفهم المراد من ألفاظ الكتاب والسنَّة، وهما أصلاَ الدِّين وجوهر الشريعة، وكذلك أصول الفقه تعني استقراء كليات الأدلة ليُحيط بها المُجتهِد، وأصول الدين ومحصلتها تقرير أدلة القرآن والحديث لإفادة التوحيد الخالص وما يتعلق به، وعلم الفقه تقرير لأدلة الأحكام الفرعية، وهو متعلِّق بالاستنباط المطلوب من أهله بنصِّ القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83].



وكل هذا يُمكن أن ينطوي تحت قاعدة المصالح المرسلة، وهي تُشبه إلى حدٍّ كبير كَتْب المصحف، وجمع القرآن، مع أنه لم يكن في أيام الرسول عليه الصلاة والسلام على هذا النمط، ولا على تلك الصورة، ومع ذلك فهو ليس بدعة حقيقية، ومَن سماه بدعة فهو على التجوز لا على الحقيقة، كما سمى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قيام الناس في ليالي رمضان في جماعة وعلى إمام واحد وبعشرين ركعة: "بِدعةً"، من حيث إنها لم توجد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الصورة، وإن كانت من حيث قولُه صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي)) سُنَّةً، لكنها على أي حال لا تُسمَّى سنَّة في الاصطلاح.



(2) أنَّ البدع لها وجهُ مماثلة وتَشابُه مع المشروعات، ومع ذلك فهي مضادة لها.



مثل: مَن ينذر لله الصوم قائمًا لا يَقعد، ضاحيًا لا يَستظل، وكمَن يَلتزم نوعًا واحدًا من الملابس؛ كالبيضاء، أو المأكل؛ كاليَقْطين، ويُقاطع بقية الأصناف، ومثل ذلك التزام هيئة محددة للذكر أو العبادة أو التلاوة على أنها جزء من الدِّين، والواقع أن الدين لم يأتِ بها بأشكالها تلك، فأما إذا لم يكن لها شبه ومماثلة بالمشروعات فإنها مِن قَبيل العادات لا البِدَع.



(3) أن البدعة قسمان؛ أفعال، وتروك، فكما يقع الابتداع بما هو فعل وعمل إيجابي، يقع كذلك بما هو ترك وابتعاد؛ لأن ترك الأمور المباحة إن كان لمبرِّر كان جائزًا؛ كترك أكل لحم الجزور في هذه الأيام، فهو مِن الجائز المشروع إذا لم يكن معه قصد تحريم، أما إذا كان معه قصدُ تحريم، أو كان بدون مُبرِّر - فإنَّ هذا التركَ بِدعة، والمبرِّر هنا لترك لحم الجزور في كثير من حواضر الوجه البحري في مصر، هو تفضيل لحْم غيره عليه، من حيث الاستمراء، وتيسُّر النُّضج، ونحو ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [المائدة: 87]، فنهى أولاً عن تحريم الحلال، ثم أشعر ثانيًا بأن ذلك اعتداء، وأنَّ مَن اعتدى لا يُحبُّه الله.



ثالثًا - أما التقاليد: وهي العادات المتَّبعة بين الناس على طريقة المُواظَبة والاستمساك بحُكم التأثُّر بالبيئة، أو الانسجام مع الناس، أو الخضوع لقواعد العمران والحضارة، أو الانتفاع بآثار التجرِبة الخاصة أو العامة للالتزام ببعض الأمور دون البعض، وكانت طريقةً مُخترَعة في الدنيا وللدنيا، ولا دخلَ فيها لعقيدة دِينية أو إضافة شرعية - فهذه وأمثالها أمورٌ جائزة شرعًا وعقلاً وعُرفًا، وليسَت مِن البِدَع المحظورة في شيء، بل هي من تمام التمتُّع بالطيبات واستعمال العقل للإفادة بما تَحتويه الحياة مِن مضامين مُفيدة، ونتائج مُثمرة، وهي تدخُل تحت قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [الأعراف: 32]، وقد مثل لها الشاطبي في الاعتصام (1: 31) بإحداث الصنائع وإقامة البلدان التي لا عهد بها، وكتابة شتى العلوم.



والعلَّة في إباحة العادات كلها: انتِفاء قصد التعبُّد بها، وعدم إضافتها إلى صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم، قولاً أو فعلاً، تقريرًا أو اعتقادًا، ومِن أمثلتها أيضًا كما جاء في صحيفة: 37: المغارم المالية بأقدار مُتفاوتة مما يُشبه فرض الزكوات ولم يكن إليها ضرورة، وكذلك اتخاذ المناخل لغربلة الدقيق، وغسل اليد بالأشنان، وما أشبه ذلك من الأمور التي لم تكن قبل، فإنها لا تُسمَّى بِدَعًا، وكذلك الأبنية المَشِيدة المختلفة، والتمتُّع بها أبلغ ما يكون التمتُّع بدلاً من الخرائب والحشوش، وقد أباحت الشريعةُ التوسُّعَ في التصرُّفات، ويُمكننا القول أخذًا مما ذكره الشاطبي آنفًا: إن الدِّين هو محور الارتكاز الأهم في الفصل بين المفاهيم الثلاثة، من السنَّة والبِدعة والتقليد، فما نُسب بطريق صحيح أو حسن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال والتروك والتقريرات، فهو السنَّة التي يُؤجر فاعلها، ويُعاقب تاركها، وما ابتُدِع مِن الأعمال ولم يُضَفْ إلى صاحب الشريعة، ولا اعتُبِر جزءًا من الدِّين، فهو قسمان؛ أحدهما: بدعة محرَّمة إن اعتقد فاعلها أنها من الدين، والدِّين منه بَرَاء، وثانيهما: بدعة حسنة إن حققت الصالحَ العام أو الخاص في إطار من قواعد الشريعة ومبادئها العامة؛ مثل: جمع القرآن في مصحف، وطبعه، وشكله، وتحزيبه، وما يتَّصل بالدين من إقامة دور المؤلفات والمُحاضَرات والمناظرات وتصنيف العلوم والفنون والآداب، والأخذ من الحياة الدنيا بمعالي أمورها، وأحدث أنظمتها؛ لإعزاز الدِّين، وتقوية شوكته، وإشاعة الحضارة والعمران والرخاء بين أهله، فإن استُبعِد اعتبار الدِّين مِن الأفعال والأقوال وتناوَلَها أصحابها على أنها نظام دُنيويٌّ محض لا دخل له بالشريعة، ولا انتساب له بصاحبها، فهذه هي العادات المُباحة التي لا إثم في فعلها ولا في تركها، كما لا ثواب في الأخذ بها أو النأي عنها.
محمد الشرقاوي

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/79491/#ixzz5thLpFx5W


عدل سابقا من قبل MissEgYpt في الإثنين 15 يوليو - 1:41 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MissEgYpt
عضو متألق
عضو متألق
MissEgYpt


عدد المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 02/02/2014

الفرق بين السنة النبوية والبدعة Empty
مُساهمةموضوع: البدعة: تعريفها وما جاء في ذمها والتحذير منها   الفرق بين السنة النبوية والبدعة Icon_minitime1الإثنين 15 يوليو - 1:40



البدعة: تعريفها وما جاء في ذمها والتحذير منها

دينا حسن نصير
البدعة
تعريفها وما جاء في ذمها والتحذير منها (1)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلم إمام المُرسَلين، وخاتم النبيِّين.



تعريف البِدعة:

البدعة لغة: ابتداءُ الشيء وصنعُه لا عن مِثال سابق؛ فهي مأخوذة مِن البِدْع، وهو الاختراع على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 117]؛ أي: مُخترعُها على غير مثال سابق، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 9]؛ أي: ما كنتُ أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد، بل تقدَّمَني كثيرٌ من الرسل، ويقال: ابتدع فلان بدعة، يعني: ابتدأ طريقة لم يُسبق إليها.



أما البدعة في الشرع، فهي: ما أُحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من عقيدةٍ أو عمل.



وعرَّفها الشاطبي بقوله: "عبارة عن طريقة في الدين مُخترَعة تُضاهي الشرعية، يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبُّد لله سبحانه".



وعرَّفها السيوطي بأنها: "عبارة عن فعلةٍ تُصادم الشريعة بالمُخالفة، أو تُوجِب التعاطي عليها بزيادةٍ أو نُقصان".



وعرَّفها ابن عثيمين بقوله: البدعة شرعًا ضابطها: "التعبد لله بما لم يَشرعه الله"، وإن شئتَ فقل: "التعبُّد لله تعالى بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون"، فكلُّ مَن تعبَّد لله بشيء لم يشرعْه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشِدون، فهو مُبتدِع، أما الأُمور العادية التي تتبع العادة والعُرف، فهذه لا تُسمَّى بدعةً في الدين، وإن كانت تُسمَّى بدعةً في اللغة، ولكن ليست بدعةً في الدين، وليست هي التي حذَّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.



ضوابط لمعرفة البدعة:

الابتداع على قسمين: ابتداع في العادات؛ كابتداع المُختَرعات الحديثة، وهذا مباح؛ لأنَّ الأصل في العادات الإباحة، وابتداع في الدين، وهذا محرَّم؛ لأن الأصل فيه التوقيف؛ عن أمِّ المؤمنين أم عبدالله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله: ((من أحدث في أمرِنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))؛ رواه البخاري ومسلم.



قال النووي رحمه الله تعالى: الردُّ هنا بمعنى المردود، ومعناه: فهو باطل غير معتَدٍّ به.



وهذا الحديث قاعدةٌ عظيمة من قواعد الإسلام؛ يقول شيخُنا ابنُ عثيمين في شرحه لهذا الحديث الذي هو أصل من أصول الدين:

"يَحرم إحداث شيء في دين الله ولو عن حُسنِ قصدٍ، ولو كان القلب يرق لذلك ويُقبِل عليه؛ لأن هذا من عمل الشيطان.


فإن قال قائل: لو أحدثتُ شيئًا أصلُه مِن الشريعة ولكن جعلتُه على صفة معينة لم يأتِ بها الدين، فهل يكون مردودًا أو لا؟

والجواب: يكون مردودًا؛ مثل ما أحدثه بعض الناس مِن العبادات والأذكار والأخلاق وما أشبهها؛ فهي مردودة.


• وليعلم أنَّ المُتابعة لا تتحقَّق إلا إذا كان العمل موافقًا للشريعة في أمور ستة: سببه، وجنسه، وقَدره، وكيفيَّته، وزمانه، ومكانه.

فإذا لم يُوافِق الشريعة في هذه الأمور الستة، فهو باطل مردود؛ لأنه أحدث في دين الله ما ليسَ منه.



أولاً: أن يَكون العمل موافقًا للشريعة في سببه؛ وذلك بأن يفعل الإنسان عبادةً لسبب لم يَجعله الله تعالى سببًا؛ مثل: أن يُصلي ركعتين كلما دخل بيته ويتَّخذها سنة، فهذا مردود، مع أن الصلاة أصلها مشروع، لكن لما قرَنها بسبب لم يكن سببًا شرعيًّا صارتْ مَردودة.


مثال آخر: لو أنَّ أحدًا أحدث عيدًا لانتصار المسلمين في بدر، فإنه يردُّ عليه؛ لأنه ربطه بسبب لم يجعله الله ورسوله سببًا.


ثانيًا: أن يكون العمل موافقًا للشريعة في الجنس؛ فلو تعبَّد لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة، مثال ذلك: لو أن أحدًا ضحَّى بفَرسٍ، فإنَّ ذلك مردود عليه ولا يُقبَل منه؛ لأنه مخالف للشريعة في الجنس؛ إذ إنَّ الأضاحي إنما تكون من بهيمة الأنعام، وهي: الإبل، والبقر، والغنم، أما لو ذبح فرسًا ليتصدَّق بلحمها، فهذا جائز؛ لأنه لم يتقرَّب إلى الله بذبحه، وإنما ذبحه ليتصدَّق بلحمه.


ثالثًا: أن يكون العمل موافقًا للشريعة في القدر؛ فلو تعبَّد شخص لله عزَّ وجلَّ بقدرٍ زائدٍ على الشريعة، لم يُقبَل منه، ومثال ذلك: رجلٌ توضَّأ أربع مرات - أي: غسل كل عضو أربع مرات - فالرابعة لا تُقبَل؛ لأنها زائدة على ما جاءت به الشريعة، بل قد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم توضَّأ ثلاثًا وقال: ((مَن زاد على ذلك، فقد أساء وتعدَّى وظلَم)).


رابعًا: أن يكون العمل موافقًا للشريعة في الكيفيَّة؛ فلو عمل شخص عملاً يتعبد به لله وخالف الشريعة في كيفيته، لم يُقبَل منه، وعمله مردود عليه، ومثاله: لو أنَّ رجلاً صلى وسجد قبل أن يركَع، فصلاته باطلة مردودة؛ لأنها لم توافق الشريعة في الكيفية، وكذلك لو توضَّأ مُنكسًا؛ بأن بدأ بالرِّجل ثم الرأس ثم اليد ثم الوجه، فوضوءه باطل؛ لأنه مخالف للشريعة في الكيفية.


خامسًا: أن يكون العمل موافقًا للشريعة في الزمان؛ فلو صلى الصلاة قبل دخول وقتها، فالصلاة غير مقبولة؛ لأنها في زمن غير ما حدَّده الشرع، ولو ضحَّى قبل أن يُصلي صلاة العيد، لم تُقبَل؛ لأنها لم توافق الشرع في الزمان.


سادسًا: أن يكون العمل موافقًا للشريعة في المكان؛ فلو أنَّ أحدًا اعتكف في غير المساجد بأن يكون قد اعتكف في المدرسة أو في البيت، فإن اعتكافَه لا يصحُّ؛ لأنه لم يوافق الشرع في مكان الاعتكاف، فالاعتكاف محله المساجد.


فانتبه لهذه الأصول الستَّة، وطبِّق عليها كل ما يَرِد عليك" ا هـ.



ويُبيِّن الإمام الشاطبي أن البدعة مذمومة من وجوهٍ:

أحدها: أنه قد عُلم بالتجارب والخبرة السارية في العالم مِن أول الدنيا إلى اليوم أن العقول غير مُستقلَّة بمصالحها.



الثاني: أنَّ الشريعة جاءت كاملة لا تَحتملُ الزيادة ولا النقصان؛ لأن الله تعالى قال فيها: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].



الثالث: أن المبتدِع مُعاند للشرع، ومشاقٌّ له؛ لأن الشارع قد عيَّن لمَطالب العبد طرقًا خاصة على وجوه خاصة، وقصر الخلق عليها بالأمر والنهي، والوعد والوعيد، وأخبر أن الخير فيها، وأن الشر في تعديها، إلى غير ذلك؛ لأنَّ الله يَعلم ونحن لا نعلم، وأنه إنما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين، فالمبتدع رادٌّ لهذا كلِّه؛ فإنه يزعم أن ثم طرقًا أُخر، وليس ما حصَره الشارع بمَحصور، ولا ما عيَّنه بمُتعين، كأنَّ الشارع يعلم ونحن أيضًا نعلم، بل ربما يفهم من استدراكه الطرُق على الشارع أنه علم ما لم يعلمه الشارع، وهذا إن كان مقصودًا للمُبتدع، فهو كفر بالشريعة والشارع، وإن كان غير مقصود، فهو ضلال مبين.



الرابع: أنَّ المبتدع قد نزَّل نفسه منزلة المضاهي للشارع؛ لأن الشارع وضَع الشرائع، وألزم الخلق الجرْيَ على سننها، وصار هو المُنفرِدَ بذلك؛ لأنه حكَمٌ بين الخلْقِ فيما كانوا فيه يَختلفون، وإلا فلو كان التشريع من مدركات الخلق، لم تنزل الشرائع، ولم يبقَ الخلافُ بين الناس، ولا احتيج إلى بعث الرسل عليهم السلام.



الخامس: أنه اتِّباع للهوى؛ لأن العقل إذا لم يكن مُتَّبعًا للشرع، لم يبق له إلا الهوى والشهوة" ا هـ.



حكم البدعة في الدين:

كل بدعة في الدين - مِن أيِّ نوع كانت - فهي محرَّمة وضلالة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وإياكم ومُحدَثات الأمور؛ فإنَّ كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))؛ فدلَّ الحديث على أن كل مُحدَث في الدين فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة مَردودة.



قال ابن رجب رحمه الله تعالى: فكل مَن أحدَثَ شَيئًا ونسَبه إلى الدين، ولم يكن له أصلٌ مِن الدِّين يَرجع إليه، فهو ضَلالة، والدِّين منه بريء.



ما جاء في ذم البِدَعِ والدعوة إلى الالتزام بسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فطَريق الوصول إلى مرضاة الله هو طريق واحد، وهو سُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فكل الطرق إلى الله تعالى لا توصِّل إلى مرضاة الله، إلا هذا الطريق؛ طريق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.



ومِن حِرصه صلى الله عليه وسلم على أُمَّته، ورغبته في نجاتهم؛ لم يدَع شيئًا مِن الخير إلا بيَّنه لهم، فمَن اخترَع اليوم أي نوع من أنواع العبادة، وزعَمَ أن فيه خيرًا، فقد اتَّهم النبي صلى الله عليه وسلم - قصدًا أو بدون قصد - بأنه لم يُبلِّغ الدين كما أمره الله، أو ظن أنه قد علم خيرًا زائدًا لم يعلمه صلى الله عليه وسلم.



ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله: مَن ابتدَعَ في الإسلام بدعةً يراها حسنةً، فقد زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، فما لم يكن يومئذٍ دينًا، فلن يكون اليوم دينًا.



والتحذير من الابتداع كثيرٌ في كلام الصحابة والتابعين والأئمة، ومنه:

♦ قال حذيفة بن اليمان: "كل عبادة لم يتعبَّدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تَعبَّدوها".



♦ عن عبدالله بن مسعود: "اتَّبعوا ولا تَبتَدِعوا؛ فقد كُفيتم".



♦ عن أيوب السختياني: "ما ازدادَ صاحب بدعة اجتهادًا إلا ازدادَ مِن الله بُعدًا".



♦ عن سفيان الثوري: "البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ المعصيَة يُتاب منها، والبدعة لا يُتاب منها"؛ لأن صاحب البدعة يظن أنه على حق.



♦ قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد: "من أَمَّرَ السُّنَّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أَمَّرَ الهوى على نفسه نطق بالبدعة؛ لأن الله يقول: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [النور: 54]".



♦ وقال عمر بن عبدالعزيز كلامًا معناه: قف حيث وقَف القوم؛ فهم عن علم وقفوا، وببَصرٍ نافذٍ كفُّوا، ولَهُم على كشفها - أي: ما حدث بعدهم - كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، فلئن قلتم: حدث بعدهم، فما أحدَثَه إلا مَن خالَفَ هديَهم، ورغبَ عن سُنَّتهم، ولقد وصَفوا منه ما يَشفي، وتكلموا منه بما يَكفي، فلا فوقهم مُحسن، وما دونهم مقصِّر، لقد قصر عنهم قوم فجفَوا، وتَجاوزهم آخرون فغلوا، وإنهم فيما بين ذلك لعَلى هُدى مستقيم.



♦ وقال الأوزاعي: عليك بآثار مَن سلف، وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال - أي: ما قيل بمجرَّد الرأي من غير استِناد إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم - وإن زخرفوه لك بالقول.



♦ عن حسان بن عطية: ما ابتدَعَ قومٌ بدعةً في دينِهم إلا نزَع الله مِن سُنَّتهم مثلها.



♦ وعن عمر: إياكم وأصحاب الرأي؛ فإنَّهم أعداء السُّنن، أعيتْهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي، فضَلُّوا وأَضلُّوا.



♦ وعن الحسن: "عملٌ قليل في سنَّة خير من عمل كثير في بدعة".



♦ جاء عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، فيما رواه الدارمي في سننه، أن أبا موسى الأشعري قال لعبدالله بن مسعود: يا أبا عبدالرحمن، إني رأيتُ في المسجد آنفًا أمرًا أنكرتُه، ولم أرَ - والحمد لله - إلا خيرًا.

قال: فما هو؟ فقال: إن عشتَ فستراه، قال: رأيتُ في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا يَنتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصًى، فيقول: كبِّروا مائةً، فيُكبِّرون مائةً، فيقول: هلِّلوا مائةً، فيُهلِّلون مائةً، ويقول: سبِّحوا مائةً، فيُسبِّحون مائةً.


قال: فماذا قلتَ لهم؟ قال: ما قلتُ لهم شيئًا انتظارَ رأيك، وانتظارَ أَمرِك.


قال: أفلا أمرتَهم أن يعدُّوا سيئاتهم، وضمنتَ لهم ألا يضيع من حسناتهم؟! ثم مضى ومضَينا معه حتى أتى حلقةً مِن تلك الحِلَق، فوقَف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنَعون؟


قالوا: يا أبا عبدالرحمن، حصًى نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح.


قال: فعدُّوا سيئاتكم، فأنا ضامن ألا يَضيع مِن حسناتكم شيء، وَيْحَكُم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم مُتوافِرون، وهذه ثيابه لم تَبْلَ، وآنيتُه لم تُكسَر، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملَّة هي أهدى من ملة محمد أو مُفتتحو بابَ ضَلالة.


قالوا: والله يا أبا عبدالرحمن، ما أردنا إلا الخير، قال: وكم مِن مريد للخير لن يُصيبه!



♦ وجاء عن سعيد بن المسيب رحمه الله أنه رأى رجلاً يُصلِّي بعد طلوع الفجر أكثر مِن ركعتين فنهاه، فقال الرجل: يا أبا محمد، يُعذِّبني الله على الصلاة؟! قال: "لا، ولكن يُعذِّبك على خلاف السنَّة".



♦ وجاء عن الإمام مالك رحمه الله أنه أتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله، مِن أينَ أُحرِم؟

قال: مِن ذي الحليفة، من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال: إني أريد أن أُحرم من المسجد من عند القبر؛ (يعني قبر النبي صلى الله عليه وسلم).

قال: "لا تفعل؛ فإني أخشى عليك الفتنة"، فقال: وأيُّ فتنة في هذه؟! إنما هي أميال أزيدُها.

قال: وأيُّ فتنة أعظم مِن أن ترى أنك سبقتَ إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! إني سمعتُ الله يقول: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].



المراجع:

♦ شرح الأربعين النووية: ابن عثيمين.

♦ تعريف البدعة: الشيخ صالح الفوزان (مجلة البحوث الإسلامية).

♦ كتاب الاعتصام؛ للشاطِبي.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/89979/#ixzz5thMUp3fk










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MissEgYpt
عضو متألق
عضو متألق
MissEgYpt


عدد المساهمات : 629
تاريخ التسجيل : 02/02/2014

الفرق بين السنة النبوية والبدعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرق بين السنة النبوية والبدعة   الفرق بين السنة النبوية والبدعة Icon_minitime1الإثنين 15 يوليو - 1:46


البدعة: أقسامها والتحذير من مجالسة أهل البدع أو مخالطتهم (2)

البدعة
أقسامها والتحذير من مجالسة أهل البدع أو مخالطتهم (2)


أقسام البدع:

للبدع تقسيمات متعدِّدة، باعتبارات مختلفة، ذكرها العلماء ونصوا عليها، منها:

1- بدعة حقيقية، وبدعة إضافية:

أ- البدعة الحقيقية:

عرَّفها الشاطبيُّ بأنَّها ما لم يدلَّ عليها دليلٌ شرعيٌّ، لا من كتاب، ولا من سنَّة، ولا من إجماع، ولا استدلال معتبَر عند أهل العلم، لا في الجملة ولا في التفصيل؛ ولذلك سمِّيَت بِدعة؛ لأنَّها شيء مخترَع في الدِّين على غير مثالٍ سابق.



ومن أمثلتها:

أولاً: تحريم الحلال، أو تحليل الحرام، استنادًا إلى شُبَهٍ واهية، وبدون عذرٍ شرعيٍّ، أو قصد صحيح؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجلٍ قائم فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل، نذَر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظلَّ ولا يتكلَّم، ويصومَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مروه فليتكلَّم، وليستظلَّ، وليقعد، وليتمَّ صومه)).



ويتبيَّن من هذا الحديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد لفتَ نظره هذا المنظر أثناء خطبته والناس قعود، رجل قائم في الشَّمس، فتعجَّب النبيُّ صلى الله عليه وسلم من هذا المسلَك المنافي لرِفق ويسر الشريعة السَّمحة، فأمر بتقويمه وقال: ((مروه فليتكلَّم، وليستظل، وليقعد، وليتمَّ صومه))؛ فالله غنيٌّ عن مشقَّة هذا، التي لا فائدة وراءها، وأقرَّه على ما فيه فائدة ولا مشقَّة معه، وهو الصوم.



يقول ابن حجر: في الحديث من الفوائد:

أنَّ كل شيء يتأذَّى به الإنسان، ولو مآلاً، ممَّا لم يرد بمشروعيته كتاب أو سنَّة، كالمشي حافيًا، والجلوسِ في الشمس - ليس هو من طاعة الله، فلا يَنعقد به النذر؛ فإنَّه صلى الله عليه وسلم أمر أبا إسرائيل بإتمام الصَّوم دون غيره، وهو محمول على أنَّه لا يشق عليه، وأمره أن يَقعد ويتكلَّم ويستظل.



• وروى البخاريُّ بسنده: عن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر على امرأةٍ من أحمس، يقال لها: زينب، فرآها لا تتكلَّم، فقال: ما لها لا تتكلَّم؟ قالوا: حجَّت مصمتة، فقال لها: "تكلَّمي؛ فإنَّ هذا لا يحلُّ، هذا من عمل الجاهليَّة"، فتكلَّمَت فقالت: من أنتَ؟ قال: "امرؤ من المهاجرين"، وفي ذلك ما يفيد أنَّ تحريم الحلال مخالِف للشرع، بل من عمل الجاهليَّة؛ فإحداثه على أنَّه مما يقرِّب إلى الله من البِدَع، وسواء في ذلك أكان التحريم مؤكدًا بيمينٍ أم لا.



ومما تقدَّم من الأحاديث نستنتج الأمورَ الآتية:

• أنَّ البِدَع قد بدأَت بوادرها في عهد النبوَّة، كما تبيَّن من تحريم أناس بعضَ ما أحل الله؛ فحذَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم من ذلك.



• أنَّ هذه البِدَع قد فعلها أصحابُها بدافع التقرُّب إلى الله، فلم يُقِرهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّها بِدعة مُحدَثة.



• أنَّ ذلك كان في مجال العِبادة، فعلوها للتزوُّد من الخير، ولكن ليس كلُّ مريد للخير يَسلك الطريقَ الصحيح الموصِّل إليه.



• أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قاومَ هذا الاتجاه، وقوَّم هذه المغالاة.



• أنَّ ذلك الإحداث والغلوَّ كان منحصرًا في أفرادٍ لا جماعات، بخلاف ما وصل إليه حال المسلمين في هذا الزَّمان؛ فإنَّ البِدَع أصبحَت تشكِّل جماعات وأحزابًا مختلفة، ﴿ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾ [المؤمنون: 53].



ثانيًا: ومِن البِدَع الحقيقيَّة: اختراعُ عبادةٍ ما أَنزل اللهُ بها من سلطان؛ كصلاة سادسة مثلاً بركوعين في كلِّ ركعة، أو بغير طهارة.



ثالثًا: ومنها إنكارُ الاحتجاج بالسنَّة، أو تقديم العقل على النقل، وجعله أصلاً، والشرع تابعًا له.



رابعًا: ومنها القول بارتفاع التكالِيف عند الوصول إلى مرحلةٍ معيَّنة مع بقاء العقل وشروط التكلِيف، فلا تجب عند ذلك طاعات، ولا تحرم محرَّمات، بل يصير الأمر على حسب الهوى والرَّغبات.



خامسًا: ومن هذه البِدَع تخصيص مكانٍ - كبِئرٍ، أو شجرة، أو نحوها - بخصوصيَّة معيَّنة، من اعتقاد جَلْب خيرٍ، أو دفع ضرٍّ، بلا استناد إلى خبر صحيح.



ب- البدعة الإضافية:

وهي الأمر المبتدَع مضافًا إلى ما هو مشروع بزيادةٍ أو نقص.



وقد عرَّفها الشاطبيُّ بأنَّها ما لها شائبتان:

إحداهما: لها من الأدلَّة متعلَّق، فلا تكون من تلك الجهة بِدعة.



والأخرى: ليس لها متعلَّق إلاَّ مثل ما للبدعة الحقيقية؛ أي: إنَّها بالنِّسبة لإحدى الجهتين سُنَّة؛ لاستنادها إلى دليلٍ، وبالنِّسبة للجهة الأخرى بِدعة؛ لأنَّها مستندة إلى شُبهة، لا إلى دليل، أو لأنَّها غير مستندة إلى شيء.



وسُمِّيَت إضافيَّة: لأنَّها لم تخلص لأحد الطَّرفين، لا بالمخالفة الصَّريحة، ولا بالموافقة الصريحة.



والفرقُ بين البدعة الحقيقيَّة والإضافيَّة من جهة المعنى: أنَّ الدليل على الإضافيَّة من جهة الأصل قائمٌ، ومن جِهة الكيفيَّات، أو الأحوال، أو التفاصيل لم يقم عليها، مع أنَّها محتاجة إليه؛ لأنَّ الغالب وقوعها في التعبُّديات، لا في العاديات المحضَة.



ومن أمثلتها: ذِكر الله تبارك وتعالى على هَيئة الاجتماع بصوتٍ واحد؛ فالذِّكر مشروع، لكن أداؤه على هذه الكيفيَّة غير مشروع، بل هو بِدعة مخالِفة للسنَّة، وعليه يُحمل قول ابن مسعود للجماعة الذين كانوا يَجتمعون في المسجد وفي أيديهم حصًى، فيسبِّحون ويكبِّرون بأعداد معيَّنة؛ حيث قال لهم: "والله لقد جِئتم ببدعةٍ ظلمًا، أو فَضَلتُم أصحابَ نبيكم علمًا".



ومن أمثلتها أيضًا: تخصيص يوم النِّصف من شعبان بصيام، وليلته بقيام، وإفراد شَهر رجب بالصوم أو عبادةٍ أخرى.



فالعبادات مَشروعة، ومنها الصوم، لكن يأتي الابتداع من تَخصيص الزمان أو المكان، إذا لم يَأتِ تخصيص ذلك في كتاب الله تعالى، أو سنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.



والبدعة الإضافيَّة أشدُّ خطورة من الحقيقيَّة، من حيث الشُّبَه التي يَستند إليها المبتدِعُ في فعلها، فإنَّك إذا سألتَه عن دليل ذلك قال: إنَّه يذكر اللهَ، ويصوم لله، فهل الذِّكر والصيام محرَّمان؟ ومِن ثَمَّ يستمْرِئها، ويداوم عليها، وقد لا يتوب منها في الغالِب؛ ذلك أنَّ الشبهات أخطر الأمور على الدين؛ فهي أخطر من الشَّهوات، وإن كان الجميع خطيرًا؛ لأنَّ إبليس اللَّعين لمَّا يئس من تضليل المسلمين بالمعاصي دخل عليهم من باب العِبادة؛ فزيَّن لهم البِدَع بحجَّة التقرُّب إلى الله، وهنا مَكمن الخطر، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.



2-البدعة التَّركيَّة والفعليَّة:

قبل الكلام عن البدعة التَّركيَّة والفعلية لا بدَّ من تبيين: هل الترك يعدُّ فِعلاً من الأفعال الاختياريَّة، ويكون بذلك طاعة من الطَّاعات، أو معصية من المعاصي؟ والذي يَظهر لي من أقوال العلماء أنَّه فِعل من أفعال التعبُّد، ويدلُّ عليه قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [المائدة: 87]؛ فإنَّ الترك لِما أمر الله يعدُّ بِدعة من البِدَع.



فالبدعة تكون بفِعل غيرِ المشروع، كما تكون بتركِ ما هو مباحٌ أو مَشروع، أو بعبارة أخرى: فِعل ما ترَكه الشارِع، وترك ما شرَعَه أو ما أباحه تقرُّبًا وديانةً...



فقد يَقع الابتداع بنفس التَّرك تحريمًا للمتروك، أو غير تحريم؛ فإنَّ الفعل مثلاً يكون حلالاً بالشرع، فيحرِّمه الإنسان على نفسه، أو يقصد تركَه تديُّنًا.



التارك للمطلوبات على ضربين:

أحدهما: أن يتركها لغير التديُّن؛ إمَّا كسَلاً، أو تضييعًا، أو ما أشبه ذلك من الدَّواعي النفسية؛ فهذا الضَّرب راجع إلى المخالفة للأمر؛ فإن كان في واجبٍ فمعصية، وإن كان في ندبٍ، فليس بمعصية، إذا كان الترك جزئيًّا، وإن كان كليًّا، فمعصية، حسبما تبيَّن في الأصول.



والثاني: أن يتركها تديُّنًا؛ فهذا الضرب من قَبيل البِدَع.



فهذا التَّرْك إمَّا أن يكون لأمرٍ يُعتبر مثله شرعًا أو لا؛ فإن كان لأمرٍ يُعتبر فلا حرج فيه؛ إذ معناه أنَّه تَرك ما يجوز تركه، أو ما يُطْلب تركُه؛ كالذي يُحَرِّم على نفسه الطعامَ الفلانيَّ من جهة أنَّه يضره في جِسمه أو عقله أو دينه، وما أشبه ذلك، فلا مانع هنا من الترك، بل إن قُلنا بطلب التداوي للمريض، فإنَّ الترك هنا مَطلوب، وإن قلنا بإباحة التداوي، فالترك مُباح.



وكذلك إذا ترك ما لا بأس به؛ حذرًا ممَّا به البأس، فذلك من أوصاف المتَّقين، وكتارِك المتشابه؛ حذرًا من الوقوع في الحرام، واستبراءً للدِّين والعِرض.



وأمَّا إن كان التَّرك تديُّنًا: فهو الابتداع في الدِّين؛ إذ قد فرضنا الفعل جائزًا شرعًا، فصار الترك المقصود معارَضة للشارع.



أمَّا عن البدعة الفِعليَّة: فهي كثيرة، ومنها اختراع أحاديث مَكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والزِّيادة في شرع الله ما ليس منه، كمن يزيد في الصلاة رَكعةً، أو يزيد في وقت الصيام المحدَّد من اليوم، أو يصلِّي في أوقات النَّهي عن الصلاة، أو يصوم في أوقات النَّهي عن الصيام، أو يُدخل في الدِّين ما ليس منه من الآراء أو الأفعال.



3- البدعة الاعتقادية والقولية والعملية:

1- البدعة الاعتقاديَّة: وهي اعتقاد الشيء على خِلاف ما جاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ كبِدعة الجهميَّة، والمعتزلة، والرَّافِضة، وسائر الفِرَق الضالَّة، ويَدخل في ذلك الفِرَقُ التي ظهرَت حديثًا؛ كالقاديانيَّة، والبهائيَّة.



2- البدعة القولية: تغيير قولٍ جاءت به الشريعة، أو ابتداع قولٍ لم تأتِ به الشريعةُ؛ كالقول بخَلق القرآن...، وغيره.



3- البدعة العمليَّة: العمل الذي يخالِف أمرَ الله، وهي أنواع:

النوع الأول: بِدعة في أصل العِبادة، فيُحدث عبادةً ليس لها أصل في الشَّرع؛ كأن يُحدِث صلاة غير مشروعة، أو صيامًا غير مشروع، أو أعيادًا غير مشروعة؛ كأعياد الموالد وغيرها.



النوع الثاني: ما يكون من الزِّيادة على العِبادة المشروعة، كما لو زاد ركعةً خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلاً.



النوع الثالث: ما يكون في صفة أداء العِبادة المشروعة؛ بأن يؤدِّيها على صفةٍ غير مشروعة، وكذلك أداء الأذكار المشروعة بأصواتٍ جماعيَّة مطربة، وكالتعبُّد بالتشديد على النَّفس في العبادات إلى حدٍّ يُخرج عن السنَّة، ومن أمثلته: قصَّة الثلاثة الذين جاؤوا إلى بيوت أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته، فلما أُخبروا بها كأنَّهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم؛ قد غَفر اللهُ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر؟! قال أحدهم: أمَّا أنا فأصلِّي الليلَ أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدَّهرَ ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساءَ فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أنتم الذين قُلتم كذا وكذا؟ أَما واللهِ إنِّي لأخشاكم لله، وأتقاكم له؛ لكنِّي أصومُ وأفطِر، وأصلِّي وأرقد، وأتزوَّج النساء؛ فمن رَغِب عن سنَّتي فليس منِّي)).



النوع الرابع: ما يكون بتخصيص وقتٍ للعبادة المشروعة لم يخصِّصه الشرعُ؛ كتخصيص يوم النِّصف من شعبان بصيام، وليلته بقيام؛ فإنَّ أصل الصيام والقيام مشروع، ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل.



4- البدعة الكليَّة والجزئية:

تتفاوت البِدَع فيما بينها من ناحية آثارِها، ومن ناحية الخَلَل الواقع بسببها في الشريعة.



فإذا كانت البِدعة لا يقتصر أثرها على المبتدِع، بل يتعدَّاه إلى غيره، كانت كليَّة؛ لسريانها في كثيرٍ من الأمور، أو بين كثيرٍ من الأفراد؛ كبِدعة التحسين والتقبيح بالعقل بدلاً من الشَّرع، وبدع إنكار حجيَّة خبر الآحاد، أو إنكار وجوب العمل بما يَقتضيه، ونحو ذلك.



أمَّا إذا كانت مقصورة على المبتدِع لا تتعدَّاه إلى غيره، فهي بِدعة جزئيَّة؛ كرجل التزم مخالفةً للسنَّة على أنَّها من الأمور الحسنة في نظر الشَّرع، ولا يمتد أثر هذه المخالَفة إلى غيره؛ لكونه لا يُؤبَه له، وليس ممَّن يُقتدى بهم فيما يَرون من آراء أو يؤدُّون من أعمال.



5 - البدعة البسيطة والمركَّبة:

تكون البدعةُ بسيطةً إذا كانت مجرَّد مخالفة يسيرة، لا تستتبع مخالفاتٍ أُخَر؛ كمن يُتبع النَّفلَ الفرض بلا فاصلٍ من تسبيح ونحوِه، أو يفعل ما يماثِل ذلك.



وتكون مركَّبة إذا اشتملَت على عِدَّة بِدَع تداخلَت وصارت كأنَّها وحدة واحِدة؛ كاعتقاد الشِّيعة عصمةَ الإمام، وانتشار كثيرٍ من البِدَع بينهم على أساس هذا الاعتقاد، وما شابه ذلك مِن البِدَع.



تنبيه في تقسيم البدعة إلى حسنَة وسيئة:

مَن قسَّم البِدعة إلى: بِدعة حسنة، وبِدعة سيئة؛ فهو غالِط ومخطئ ومخالِف لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فإنَّ كلَّ بِدعة ضلالة))؛ لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم حكَم على البدعة كلِّها بأنَّها ضلالة، وهذا يقول: ليس كلُّ بِدعة ضلالة، بل هناك بدعة حسنة!



قال الحافظ ابن رجب في "شرح الأربعين": "فقوله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ بِدعة ضلالة)) مِن جَوامع الكَلِم، لا يَخرج عنه شيء، وهو أصلٌ عظيم من أصول الدِّين، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أَحدَث في أمرنا ما ليس منه، فهو ردٌّ))؛ فكلُّ مَن أحدث شيئًا ونسبه إلى الدِّين، ولم يكن له أصلٌ من الدِّين يرجع إليه - فهو ضَلالة، والدِّين بريءٌ منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات، أو الأعمال، أو الأقوال الظَّاهرة والباطنة"؛ انتهى.



وليس لهؤلاء حجَّةٌ على أنَّ هناك بدعةً حسنةً إلاَّ قولُ عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح: "نِعمت البدعة هذه"، وقولهم - أيضًا -: إنَّها أُحدثَت أشياء لم يَستنكرها السلَف؛ مِثل جَمع القرآن في كتابٍ واحد، وكتابة الحديث وتدوينه.



والجواب عن ذلك: أنَّ هذه الأمور لها أصلٌ في الشرع؛ فليسَت مُحدَثة، وقول عمر: "نِعمت البدعة"؛ يريد البِدعة اللغويَّة لا الشرعيَّة؛ فما كان له أصل في الشَّرع يرجع إليه؛ فهو بِدعةٌ لُغةً لا شرعًا؛ لأنَّ البدعة شرعًا ما ليس له أصل في الشرع يرجع إليه، والتراويح قد صلاَّها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه لياليَ، وتخلَّف عنهم في الأخير؛ خشية أن تُفرض عليهم، واستمرَّ الصحابةُ رضي الله عنهم يصلونها أوزاعًا متفرِّقين في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، إلى أن جمعهم عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه خلف إمامٍ واحد، كما كانوا خَلف النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وليس هذا بِدعة في الدِّين.



وجَمْع القرآن في كتابٍ واحد له أصل في الشرع؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن، لكن كان مكتوبًا متفرِّقًا، فجمعه الصحابةُ رضي الله عنهم في مصحفٍ واحد؛ حِفظًا له.



وكتابة الحديث - أيضًا - لها أصلٌ في الشَّرع؛ فقد أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه لمَّا طلب منه ذلك، وكان المحذور من كتابته - بِصفة عامَّة في عهده صلى الله عليه وسلم - أن يَختلط بالقرآن ما ليس منه، فلما تُوفِّي صلى الله عليه وسلم، انتفى هذا المَحذور؛ لأنَّ القرآن قد تكامَل وضُبط قبل وفاتِه صلى الله عليه وسلم، فدوَّن المسلمون السنَّةَ بعد ذلك؛ حِفظًا لها من الضَّياع؛ فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا؛ حيث حفظوا كتابَ ربِّهم وسنَّةَ نبيِّهم عليه الصلاة والسلام من الضَّياع وعبَث العابثين.



الحذر من مجالسة أهل البِدَع أو مخالطتهم:

كان السلَف رضوان الله عليهم ينهَون عن البِدعة، وعن مجالسة أصحابها؛ لِما في ذلك من خطر البِدعة وصاحبها على الدِّين، وهذا بعض ما ورد عنهم:

• عن الفُضيل بن عِياض: "إذا رأيتَ مبتدِعًا في طريق، فخُذ في طريقٍ آخر، ولا يُرفع لصاحب بِدعة إلى الله عز وجل عملٌ، ومَن أعان صاحبَ بِدعة، فقد أعان على هَدم الدِّين".



• قال عبدالرزاق: قال لي إبراهيم بن أبي يحيى: إنِّي أرى المعتزلةَ عندكم كثيرًا.

قلت: نعم، وهم يزعمون أنَّك منهم.



قال: أفلا تَدخل معي هذا الحانوت حتى أكلِّمك؟

قلت: لا.



قال: لمَ؟

قلت: لأنَّ القلب ضَعيف، وإنَّ الدِّين ليس لمن غلَب.



• قال الفُضَيل: "صاحب البِدعة لا تأمَنه على دِينك، ولا تشاوِره في أمرك، ولا تجلِس إليه".



• قال أبو قلابة: "لا تجالسوا أهلَ الأهواء، ولا تجادلوهم؛ فإنِّي لا آمن أن يغمسوكم في ضَلالاتهم، أو يَلبِسوا عليكم في الدِّين بعضَ ما لبسَ عليهم".



• وقال رجلٌ من أهل البِدَع لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة...؟ فولَّى وهو يقول بيده: ولا نِصف كلمة.



• وقال سفيان الثَّوري: "من سَمِع بدعةً، فلا يحكِها لجلسائه، لا يلقيها في قلوبهم".



• وقد دخل على محمد بن سرين رجلان من أهل الأهواء، فقالا: يا أبا بكر، نحدِّثك بحديث؟

قال: لا.



قالا: فنقرأ عليك آيةً من كِتاب الله؟

قال: لا، لتقومان عنِّي، أو لأقومنَّ.



فخرجا، فقال بعضُ القوم: يا أبا بكر، وما كان عليك أن يقرأا عليك آيةً من كتاب الله تعالى؟



قال: إنِّي خشيت أن يقرأا عليَّ آيةً فيحرِّفاها، فيقر ذلك في قلبي.



• كان رجلٌ من أهل السنَّة إذا جاءه بعضُ أهل الأهواء، قال: أما أنا فعلى بيِّنة من ربِّي، وأمَّا أنت فشاكٌّ، فاذهب إلى شاكٍّ مثلِك.



• قال مَعن بن عيسى: انصرَف مالِك بن أنس يومًا من المسجد وهو متَّكئ على يدي، فلحِقَه رجلٌ يقال له: أبو الجويرية، كان يُتَّهم بالإرجاء، فقال: يا أبا عبدالله، اسمع منِّي شيئًا أكلِّمك وأحاجُّك وأخبرك برَأيي.



قال: فإن غلبتَني.

قال: إن غلبتُك اتَّبعتَني.

قال: فإن جاء رجلٌ آخر فكلَّمَنا فغلبَنا؟

قال: نتبعه.



قال مالك رحمه الله: يا عبد الله، بعثَ الله عزَّ وجل محمدًا صلى الله عليه وسلم بدِينٍ واحد، وأراك تتنقل من دينٍ إلى دِين.



• وقال عمر بن عبدالعزيز: "مَن جعل دينَه غَرَضًا للخصومات، أكثَر التنقُّل".

• جاء رجل إلى الحسن فقال: يا أبا سعيد، تعال حتى أخاصمك في الدِّين.



فقال الحسَن: فأمَّا أنا فقد أبصرتُ دِيني، فإن كنتَ أضللتَ دينك، فالتمِسه.



• قال عبدالله بن السري: ليس السنَّة عندنا أن تردَّ على أهل الأهواء، ولكن السنَّة عندنا ألا تكلِّم أحدًا منهم.



ويدلُّ الكلام السَّابق على عِظَم إنكار البدع عند علماء السَّلَف؛ لأنَّهم علموا ما في البِدَع من طَمسٍ للدِّين، وذهابٍ للشرع، والإتيان بدين وشرعٍ لا يعرفه أهل الإسلام.



فالموقف الأصلي العام للسلَف من المبتدعة هو هَجرهم، وتَرك مجالستهم ومناظرتِهم؛ لأنَّ الأمورَ الباعثة لهم على الهَجر من المصالح الدَّائمة الغالب وجودها؛ مِثل: الخوف من انتشار البِدعة، أو التأثُّر بها، أمَّا إن تخلَّفَت هذه المصالح، أو كانت المصلحة في غير ذلك الهَجر، فإنَّ الحكم هنا دائرٌ مع مَنفعته، وإذا عرف مقصود الشَّريعة سلَك في حصوله أَوْصلَ الطرقِ إليه؛ كما ذكر ابن تيميَّة.



ولا بدَّ أن يُعلَم عند دعوة أهل البدع أنَّ مناظرة أهل الأهواء من أخطر أنواع المناظرات، وعليه يُحمل أكثر كلامِ السلَف في التحذير من ذلك، فينبغي على من تصدَّى لدعوتهم ومناظرتهم أن يتسلَّح بالعلم الشَّرعي؛ وذلك لما يترتَّب عليه من آثارٍ؛ مثل:

• ما يمكن أن يَقع في قلب مَن يناظر أهلَ البِدَع من شُبَهٍ أو شكوك.

• في مناظرتهم نَشرٌ لبدعتهم، وفي الإعراض عنهم إخمادٌ لها.

• في مناظرتهم تَقوية لهم، ورفعٌ لشأنهم.



المراجع:

كتاب الاعتصام؛ للشاطبي.

كتاب متفرقات في العقيدة؛ (موقع الدرر السنية).

البدعة - الشيخ صالح الفوزان؛ (مجلة البحوث الإسلامية).

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/90810/#ixzz5thNpsDYY








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفرق بين السنة النبوية والبدعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شعبان بين السنة والبدعة
» الاحتفال بالمولد النبوي بين السنة والبدعة
» ماهو الفرق بين الفرق بين السنة والعام
» دلائل محبـة الرسـول صلى الله عليه وسلم بين السنة والبدعة
» الدعوة فى السنة النبوية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: