مبارك زمزم ادارى
عدد المساهمات : 1826 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| |
مبارك زمزم ادارى
عدد المساهمات : 1826 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| |
مبارك زمزم ادارى
عدد المساهمات : 1826 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة للشيخ عبد الله بن باز الأحد 4 أغسطس - 8:55 | |
|
فصل في بيان أفضلية ما يفعله الحاج يوم النحر والأفضل للحاج أن يرتب هذه الأمور الأربعة يوم النحر كما ذكر فيبدأ أولا برمي جمرة العقبة ثم النحر ثم الحلق أو التقصير ثم الطواف بالبيت والسعي بعده للمتمتع وكذلك للمفرد والقارن إذا لم يسعيا مع طواف القدوم، فإن قدم بعض هذه الأمور على بعض أجزأه ذلك؛ لثبوت الرخصة عن النبي في ذلك، ويدخل في ذلك تقديم السعي على الطواف لأنه من الأمور التي تفعل يوم النحر فدخل في قول الصحابي. فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال " افعل ولا حرج " ولأن ذلك مما يقع في النسيان والجهل فوجب دخوله في هذا العموم لما في ذلك من التيسير والتسهيل. وقد ثبت عن النبي أنه { سئل عمن سعى قبل أن يطوف فقال لا حرج } ( ) أخرجه أبو داود من حديث أسامة بن شريك بإسناد صحيح. فاتضح بذلك دخوله في العموم من غير شك، والله الموفق. والأمور التي يحصل للحاج بها التحلل التام ثلاثة وهي رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة مع السعي بعده لما ذكر آنفا، فإذا فعل هذه الثلاثة حل له كل شيء حرم عليه بالإحرام من النساء والطيب وغير ذلك، ومن فعل اثنين منها حل له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء ويسمى هذا ب: التحلل الأول. ويستحب للحاج الشرب من ماء زمزم والتضلع منه، والدعاء بما تيسر من الدعاء النافع، وماء زمزم لما شرب له كما روي عن النبي في صحيح مسلم عن أبي ذر { أن النبي قال في ماء زمزم: إنه طعام طعم } ( ) زاد أبو داود { وشفاء سقم } . وبعد طواف الإفاضة والسعي ممن عليه سعي يرجع الحجاج إلى منى فيقيمون بها ثلاثة أيام بلياليها ويرمون الجمار الثلاث في كل يوم من الأيام الثلاثة بعد زوال الشمس ويجب الترتيب في رميها. فيبدأ بالجمرة الأولى: وهي التي تلي مسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات متعاقبات يرفع يده عند كل حصاة ويسن أن يتأخر عنها ويجعلها عن يساره ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويكثر من الدعاء والتضرع. ثم يرمي الجمرة الثانية كالأولى، ويسن أن يتقدم قليلا بعد رميها ويجعلها عن يمينه ويستقبل القبلة ويرفع يديه فيدعو كثيرا. ثم يرمي الجمرة الثالثة ولا يقف عندها. ثم يرمي الجمرات في اليوم الثاني من أيام التشريق بعد الزوال كما رماها في اليوم الأول ويفعل عند الأولى والثانية كما فعل في اليوم الأول اقتداء بالنبي . والرمي في اليومين الأولين من أيام التشريق واجب من واجبات الحج وكذا المبيت بمنى في الليلة الأولى والثانية واجب إلا على السقاة والرعاة ونحوهم فلا يجب. ثم بعد الرمي في اليومين المذكورين من أحب أن يتعجل من منى جاز له ذلك ويخرج قبل غروب الشمس، ومن تأخر وبات الليلة الثالثة ورمى الجمرات في اليوم الثالث فهو أفضل وأعظم أجرا؛ ولأن النبي رخص للناس في التعجل ولم يتعجل هو بل أقام بمنى حتى رمى الجمرات في اليوم الثالث عشر بعد الزوال ثم ارتحل قبل أن يصلي الظهر. ويجوز لولي الصبي العاجز عن مباشرة الرمي أن يرمي عنه جمرة العقبة وسائر الجمار بعد أن يرمي عن نفسه، وهكذا البنت الصغيرة العاجزة عن الرمي يرمي عنها وليها لحديث جابر قال { حججنا مع رسول الله ومعنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم } ( ) أخرجه ابن ماجه. ويجوز للعاجز عن الرمي لمرض أو كبر سن أو حمل أن يوكل من يرمي عنه كما فى سورة [التغابن: 16] وهؤلاء لا يستطيعون مزاحمة الناس عند الجمرات وزمن الرمي يفوت ولا يشرع قضاؤه لهم فجاز لهم أن يوكلوا بخلاف غيره من المناسك فلا ينبغي للمحرم أن يستنيب من يؤديه عنه ولو كان حجه نافلة لأن من أحرم بالحج أو العمرة ولو كانا نفلين لزمه إتمامهما كما فى سورة[البقرة: 196] وزمن الطواف والسعي لا يفوت بخلاف زمن الرمي. وأما الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى فلا شك أن زمنها يفوت ولكن حصول العاجز في هذه المواضع ممكن ولو مع المشقة بخلاف مباشرته للرمي ولأن الرمي قد وردت الاستنابة فيه عن السلف الصالح في حق المعذور بخلاف غيره. والعبادات توقيفية ليس لأحد أن يشرع منها شيئا إلا بحجة ويجوز للنائب أن يرمي عن نفسه ثم عن مستنيبه كل جمرة من الجمار الثلاث وهو في موقف واحد، ولا يجب عليه أن يكمل رمي الجمار الثلاث عن نفسه ثم يرجع فيرمي عن مستنيبه في أصح قولي العلماء لعدم الدليل الموجب لذلك ولما في ذلك من المشقة والحرج والله سبحانه وتعالى كما فى سورة[الحج: 78] وقال النبي { يسروا ولا تعسروا } ( ) ولأن ذلك لم ينقل عن أصحاب رسول الله حين رموا عن صبيانهم والعاجز منهم ولو فعلوا ذلك لنقل لأنه مما تتوافر الهمم على نقله والله أعلم. فصل في وجوب الدم على المتمتع والقارن ويجب على الحاج إذا كان متمتعا أو قارنا ولم يكن من حاضري المسجد الحرام، دم وهو شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة. ويجب أن يكون ذلك من مال حلال وكسب طيب؛ لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا. وينبغي للمسلم التعفف عن سؤال الناس هديا أو غيره سواء كانوا ملوكا أو غيرهم إذا يسر الله له من ماله ما يهديه عن نفسه ويغنيه عما في أيدي الناس لما جاء في الأحاديث الكثيرة عن النبي في ذم السؤال وعيبه، ومدح من تركه. فإن عجز المتمتع والقارن عن الهدي وجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، وهو مخير في صيام الثلاثة إن شاء صامها قبل يوم النحر وإن شاء صامها في أيام التشريق الثلاثة. الآية كما فى سورة[البقرة: 196]. وفي صحيح البخاري عن عائشة وابن عمر قالا { لم يرخص في أيام التشريق أن يُصَمْنَ إلا لمن لم يجد الهدي } ( ) وهذا في حكم المرفوع إلى النبي . والأفضل أن يقدم صوم الأيام الثلاثة على يوم عرفة ليكون في يوم عرفة مفطرا لأن النبي وقف يوم عرفة مفطرا ونهى عن صوم يوم عرفة بعرفة، ولأن الفطر في هذا اليوم أنشط له على الذكر والدعاء ويجوز صوم الثلاثة الأيام المذكورة متتابعة ومتفرقة، وكذا صوم السبعة لا يجب عليه التتابع فيها بل يجوز صومها مجتمعة ومتفرقة لأن الله سبحانه لم يشرط التتابع فيها وكذا رسوله عليه الصلاة والسلام، والأفضل تأخير صوم السبعة إلى أن يرجع إلى أهله، والصوم للعاجز عن الهدي أفضل من سؤال الملوك وغيرهم هديا يذبحه عن نفسه، ومن أعطي هديا أو غيره من غير مسألة ولا إشراف نفس فلا بأس به ولو كان حاجا عن غيره أي إذا لم يشترط عليه أهل النيابة شراء الهدي من المال المدفوع له، وأما ما يفعله بعض الناس من سؤال الحكومة أو غيرها شيئا من الهدي باسم أشخاص يذكرهم وهو كاذب فهذا لا شك في تحريمه لأنه من التأكل بالكذب، عافانا الله والمسلمين من ذلك. فصل في وجوب الأمر بالمعروف على الحجاج وغيرهم ومن أعظم ما يجب على الحجاج وغيرهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمحافظة على الصلوات الخمس في الجماعة كما أمر الله بذلك في كتابه، وعلى لسان رسوله . وأما ما يفعله الكثير من الناس من سكان مكة وغيرها من الصلاة في البيوت وتعطيل المساجد فهو خطأ مخالف للشرع فيجب النهي عنه، وأمر الناس بالمحافظة على الصلاة في المساجد؛ لما قد ثبت عنه أنه { قال لابن أم مكتوم لما استأذنه أن يصلي في بيته لكونه أعمى بعيد الدار عن المسجد: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم قال فأجب } ( ) . وفي رواية { لا أجد لك رخصة } ( ) وقال { لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أنطلق إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار } ( ) وفي سنن ابن ماجه وغيره بإسناد حسن عن ابن عباس أن النبي قال: { من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر } ( ) وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: { من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدي ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه الله بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف } ( ). ويجب على الحجاج وغيرهم اجتناب محارم الله تعالى. والحذر من ارتكابها كالزنا واللواط والسرقة وأكل الربا وأكل مال اليتيم والغش في المعاملات، والخيانة في الأمانات وشرب المسكرات والدخان، وإسبال الثياب والكبر والحسد والرياء والغيبة والنميمة والسخرية بالمسلمين واستعمال آلات الملاهي، كالاسطوانات والعود والرباب والمزامير وأشباهها واستماع الأغاني وآلات الطرب من الراديو وغيره، واللعب بالنرد والشطرنج والمعاملة بالميسر وهو القمار وتصوير ذات الأرواح من الآدميين وغيرهم، والرضا بذلك، فإن هذه كلها من المنكرات التي حرمها الله على عباده في كل زمان ومكان، فيجب أن يحذرها الحجاج وسكان بيت الله الحرام أكثر من غيرهم لأن المعاصي في هذا البلد الأمين إثمها أشد وعقوبتها أعظم. [الحج: 25] فإذا كان الله قد توعد من أراد أن يلحد في الحرم بظلم فكيف تكون عقوبة من فعل؟ لا شك أنها أعظم وأشد فيجب الحذر من ذلك ومن سائر المعاصي. ولا يحصل للحجاج بر الحج وغفران الذنوب إلا بالحذر من هذه المعاصي وغيرها مما حرم الله عليهم كما في الحديث عن النبي أنه قال: { من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه } ( ) . وأشد من هذه المنكرات وأعظم منها دعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم رجاء أن يشفعوا لداعيهم عند الله أو يشفوا مريضه أو يردوا غائبه ونحو ذلك. وهذا من الشرك الأكبر الذي حرمه الله وهو دين مشركي الجاهلية وقد بعث الله الرسل وأنزل الكتب لإنكاره والنهي عنه. فيجب على كل فرد من الحجاج وغيرهم أن يحذره وأن يتوب إلى الله مما سلف من ذلك إن كان قد سلف منه شيء، وأن يستأنف حجة جديدة بعد التوبة منه، لأن الشرك الأكبر يحبط الأعمال كلها كما فى سورة[الأنعام: 88] ومن أنواع الشرك الأصغر الحلف بغير الله، كالحلف بالنبي والكعبة والأمانة ونحو ذلك. ومن ذلك الرياء والسمعة وقول ما شاء الله وشئت ولولا الله وأنت، وهذا من الله ومنك وأشباه ذلك. فيجب الحذر من هذه المنكرات الشركية والتواصي بتركها لما ثبت عن النبي أنه قال. { من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك } ( ) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي بإسناد صحيح. وفي الصحيح عن عمر قال: قال رسول الله { من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت } ( ) وقال أيضا: { من حلف بالأمانة فليس منا } ( ) أخرجه أبو داود وقال أيضا: { أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال الرياء } ( ) وقال { لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان } ( ) وأخرج النسائي عن ابن عباس { أن رجلا قال يا رسول الله ما شاء الله وشئت فقال أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده } ( ) . وهذه الأحاديث تدل على حماية النبي جناب التوحيد، وتحذيره لأمته من الشرك الأكبر والأصغر، وحرصه على سلامة إيمانهم ونجاتهم من عذاب الله وأسباب غضبه فجزاه الله عن ذلك أفضل الجزاء فقد أبلغ وأنذر ونصح لله ولعباده صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدين. والواجب على أهل العلم من الحجاج والمقيمين في بلد الله الأمين ومدينة رسوله الكريم عليه الصلاة والتسليم أن يعلموا الناس ما شرع الله لهم ويحذروهم ما حرم الله عليهم من أنواع الشرك والمعاصي وأن يبسطوا ذلك بأدلته ويبينوه بيانا شافيا ليخرجوا الناس بذلك من الظلمات إلى النور وليؤدوا بذلك ما أوجب الله عليهم من البلاغ والبيان كما فى سورة[آل عمران: 187]. والمقصود من ذلك تحذير علماء هذه الأمة من سلوك مسلك الظالمين من أهل الكتاب في كتمان الحق إيثارا للعاجلة على الآجلة.. كما فى سورة[البقرة: 159، 160] وقد دلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على أن الدعوة إلى الله سبحانه وإرشاد العباد إلى ما خلقوا له من أفضل القربات وأهم الواجبات وأنها هي سبيل الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة كما قال الله سبحانه كما فى سورة[يوسف: 108] وقال النبي { من دل على خير فله مثل أجر فاعله } ( ) أخرجه مسلم في صحيحه. وقال لعلي { لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم } ( ) متفق على صحته والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. فحقيق بأهل العلم والإيمان أن يضاعفوا جهودهم في الدعوة إلى الله سبحانه وإرشاد العباد إلى أسباب النجاة وتحذيرهم من أسباب الهلاك ولا سيما في هذا العصر الذي غلبت فيه الأهواء وانتشرت فيه المبادئ الهدامة والشعارات المضللة وقل فيه دعاة الهدى وكثر فيه دعاة الإلحاد والإباحية فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فصل في استحباب التزود من الطاعات ويستحب للحجاج أن يلازموا ذكر الله وطاعته والعمل لصالح مدة إقامتهم بمكة ويكثروا من الصلاة والطواف بالبيت، لأن الحسنات في الحرم مضاعفة والسيئات فيه عظيمة شديدة، كما يستحب لهم الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله . فإذا أراد الحجاج الخروج من مكة وجب عليهم أن يطوفوا بالبيت طواف الوداع ليكون آخر عهدهم بالبيت إلا الحائض والنفساء فلا وداع عليهما، لحديث ابن عباس قال: { أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض } ( ) متفق على صحته. فإذا فرغ من توديع البيت وأراد الخروج من المسجد مضى على وجهه حتى يخرج ولا ينبغي له أن يمشي القهقرى لأن ذلك لم ينقل عن النبي ولا عن أصحابه بل هو من البدع المحدثة. وقد قال النبي { من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد } ( ) وقال { إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. } ( ) . نسأل الله الثبات على دينه والسلامة مما خالفه إنه جواد كريم. فصل في أحكام الزيارة وآدابها وتسن زيارة مسجد النبي قبل الحج أو بعده لما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله { صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام } ( ) وعن ابن عمر أن النبي قال: { صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام } ( ) رواه مسلم. وعن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله { صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا } ( ) أخرجه أحمد وابن خزيمة وابن حبان. وعن جابر أن رسول الله قال. { صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه } ( ). أخرجه أحمد وابن ماجه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. فإذا وصل الزائر إلى المسجد استحب له أن يقدم رجله اليمنى عند دخوله ويقول: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم افتح لي أبواب رحمتك. كما يقول ذلك عند دخول سائر المساجد، وليس لدخول مسجده ذكر مخصوص ثم يصلي ركعتين فيدعو الله فيهما بما أحب من خيري الدنيا والآخرة وإن صلاهما في الروضة الشريفة فهو أفضل لقوله { ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة } ( ) ثم بعد الصلاة يزور قبر النبي وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فيقف تجاه قبر النبي بأدب وخفض صوت ثم يسلم عليه، عليه الصلاة والسلام قائلا: " السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته " لما في سنن أبي داود بإسناد حسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله { ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام } ( ) وإن قال الزائر في سلامه: " السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه، السلام عليك يا سيد المرسلين وإمام المتقين، أشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاده ". فلا بأس بذلك لأن هذا كله من أوصافه ويصلي عليه، عليه الصلاة والسلام ويدعو له لما قد تقرر في الشريعة من شرعية الجمع بين الصلاة والسلام عليه كما فى سورة[الأحزاب: 56]
ثم يسلم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويدعو لهما ويرضى عنهما. وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا سلم على الرسول وصاحبيه لا يزيد غالبا على قوله: " السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه " ثم ينصرف وهذه الزيارة إنما تشرع في حق الرجال خاصة، أما النساء فليس لهن زيارة شيء من القبور كما ثبت عن النبي { أنه لعن زوارات القبور من النساء والمتخذين عليها المساجد والسرج. } ( ) . وأما قصد المدينة للصلاة في مسجد الرسول والدعاء فيه ونحو ذلك مما يشرع في سائر المساجد فهو مشروع في حق الجميع لما تقدم من الأحاديث في ذلك. ويسن للزائر أن يصلي الصلوات الخمس في مسجد الرسول وأن يكثر فيه من الذكر والدعاء وصلاة النافلة اغتناما لما في ذلك من الأجر الجزيل. ويستحب أن يكثر من صلاة النافلة في الروضة الشريفة لما سبق من الحديث الصحيح في فضلها وهو قول النبي { ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة } ( ) . أما صلاة الفريضة فينبغي للزائر وغيره أن يتقدم إليها ويحافظ على الصف الأول بما استطاع، وإن كان في الزيادة القبلية لما جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي من الحث والترغيب في الصف الأول مثل قوله { لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا } ( ) متفق عليه ومثل قوله لأصحابه: { تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ولا يزال الرجل يتأخر عن الصلاة حتى يؤخره الله } ( ) أخرجه مسلم وأخرج أبو داود عن عائشة رضي الله عنها بسند حسن أن النبي قال. { لا يزال الرجل يتأخر عن الصف المقدم حتى يؤخره الله في النار } وثبت عنه { أنه قال لأصحابه: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قالوا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف } ( ) رواه مسلم والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وهي تعم مسجده وغيره قبل الزيادة وبعدها وقد صح عن النبي أنه كان يحث أصحابه على ميامن الصفوف ومعلوم أن يمين الصف في مسجده الأول خارج عن الروضة فعلم بذلك أن العناية بالصفوف الأول وميامن الصفوف مقدمة على العناية بالروضة الشريفة، وأن المحافظة عليهما أولى من المحافظة على الصلاة في الروضة وهذا بين واضح لمن تأمل الأحاديث الواردة في هذا الباب والله الموفق. ولا يجوز لأحد أن يتمسح بالحجرة أو يقبلها أو يطوف بها؛ لأن ذلك لم ينقل عن السلف الصالح بل هو بدعة منكرة. ولا يجوز لأحد أن يسأل الرسول قضاء حاجة أو تفريج كربة أو شفاء مريض أو نحو ذلك، لأن ذلك كله لا يطلب إلا من الله سبحانه. وطلبه من الأموات شرك بالله وعبادة لغيره. ودين الإسلام مبني على أصلين: أحدهما: ألا يعبد إلا الله وحده. والثاني: ألا يعبد إلا بما شرعه الرسول . وهذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وهكذا لا يجوز لأحد أن يطلب من الرسول الشفاعة لأنها ملك الله سبحانه، فلا تطلب إلا منه كما قال تعالى فى سورة [الزمر: 44] فتقول: " اللهم شفع في نبيك. اللهم شفع في ملائكتك وعبادك المؤمنين. اللهم شفع في أفراطي " ونحو ذلك. وأما الأموات فلا يطلب منهم شيء لا الشفاعة ولا غيرها سواء كانوا أنبياء أو غير أنبياء لأن ذلك لم يشرع ولأن الميت قد انقطع عمله إلا مما استثناه الشارع. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله { إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له } ( ) . وإنما جاز طلب الشفاعة من النبي في حياته ويوم القيامة لقدرته على ذلك، فإنه يستطيع أن يتقدم فيسأل ربه للطالب، أما في الدنيا فمعلوم وليس ذلك خاصا به بل هو عام له ولغيره، فيجوز للمسلم أن يقول لأخيه. اشفع لي إلى ربي في كذا وكذا بمعنى ادع الله لي، ويجوز للمقول له ذلك أن يسأل الله ويشفع لأخيه إذا كان ذلك المطلوب مما أباح الله طلبه. وأما يوم القيامة فليس لأحد أن يشفع إلا بعد إذن الله سبحانه، كما قال الله تعالى كما فى سورة[البقرة: 255] وأما حالة الموت فهي حالة خاصة لا يجوز إلحاقها بحال الإنسان قبل الموت ولا بحاله بعد البعث والنشور لانقطاع عمل الميت وارتهانه بكسبه إلا ما استثناه الشارع، وليس طلب الشفاعة من الأموات مما استثناه الشارع فلا يجوز إلحاقه بذلك، لا شك أن النبي بعد وفاته حي حياة برزخية أكمل من حياة الشهداء ولكنها ليست من جنس حياته قبل الموت ولا من جنس حياته يوم القيامة، بل حياة لا يعلم حقيقتها وكيفيتها إلا الله سبحانه، ولهذا تقدم في الحديث الشريف قوله عليه السلام: { ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام } ( ) . فدل ذلك على أنه ميت وعلى أن روحه قد فارقت جسده لكنها ترد عليها عند السلام. والنصوص الدالة على موته من القرآن والسنة معلومة، وهو أمر متفق عليه بين أهل العلم ولكن ذلك لا يمنع حياته البرزخية كما أن موت الشهداء لم يمنع حياتهم البرزخية المذكورة في قوله تعالى كما فى سورة [آل عمران: 169] وإنما بسطنا الكلام في هذه المسألة لدعاء الحاجة إليه بسبب كثرة من يشبه في هذا الباب ويدعو إلى الشرك وعبادة الأموات من دون الله. فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين السلامة من كل ما يخالف شرعه. والله أعلم. وأما ما يفعله بعض الزوار من رفع الصوت عند قبره وطول القيام هناك فهو خلاف المشروع لأن الله سبحانه نهى الأمة عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي وعن الجهر له بالقول كجهر بعضهم لبعض وحثهم على غض الصوت عنده في قوله تعالى: كما فى سورة [الحجرات 2، 3] . ولأن طول القيام عند قبره والإكثار من تكرار السلام يفضي إلى الزحام وكثرة الضجيج وارتفاع الأصوات عند قبره وذلك يخالف ما شرعه الله للمسلمين في هذه الآيات المحكمات وهو محترم حيا وميتا فلا ينبغي للمؤمن أن يفعل عند قبره ما يخالف الأدب الشرعي وهكذا ما يفعله بعض الزوار وغيرهم من تحري الدعاء عند قبره مستقبلا للقبر رافعا يديه يدعو فهذا كله خلاف ما عليه السلف الصالح من أصحاب رسول الله وأتباعهم بإحسان بل هو من البدع المحدثات، وقد قال النبي { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة } ( ) أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد حسن. وقال { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } ( ) أخرجه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم: { من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد } ( ) . ورأى علي بن الحسين (زين العابدين) رضي الله عنهما رجلا يدعو عند قبر النبي فنهاه عن ذلك وقال ألا أحدثك حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله أنه قال: { لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم } ( ) أخرجه الحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي في كتابه الأحاديث المختارة. وهكذا ما يفعله بعض الزوار عند السلام عليه من وضع يمينه على شماله فوق صدره أو تحته كهيئة المصلي فهذه الهيئة لا تجوز عند السلام عليه ولا عند السلام على غيره من الملوك والزعماء وغيرهم لأنها هيئة ذل وخضوع وعبادة لا تصلح إلا لله كما حكى ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح عن العلماء، والأمر في ذلك جلي واضح لمن تأمل المقام وكان هدفه اتباع هدي السلف الصالح. وأما من غلب عليه التعصب والهوى والتقليد الأعمى وسوء الظن بالدعاة إلى هدي السلف الصالح فأمره إلى الله ونسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق لإيثار الحق على ما سواه إنه سبحانه خير مسئول. وكذا ما يفعله بعض الناس من استقبال القبر الشريف من بعيد وتحريك شفتيه بالسلام أو الدعاء فكل هذا من جنس ما قبله من المحدثات ولا ينبغي للمسلم أن يحدث في دينه ما لم يأذن به الله وهو بهذا العمل أقرب إلى الجفاء منه إلى الموالاة والصفاء وقد أنكر الإمام مالك رحمه الله هذا العمل وأشباهه وقال : "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها". ومعلوم أن الذي أصلح أول هذه الأمة هو السير على منهاج النبي وخلفائه الراشدين وصحابته المرضيين وأتباعهم بإحسان ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا تمسكهم بذلك وسيرهم عليه. وفق الله المسلمين لما فيه نجاتهم وسعادتهم وعزهم في الدنيا والآخرة إنه جواد كريم. تنبيه [حكم زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام] ليست زيارة قبر النبي واجبة ولا شرطا في الحج كما يظنه بعض العامة وأشباههم بل هي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول أو كان قريبا منه. أما البعيد عن المدينة فليس له شد الرحل لقصد زيارة القبر، ولكن يسن له شد الرحل لقصد المسجد الشريف، فإذا وصله زار القبر الشريف وقبر الصاحبين، ودخلت الزيارة لقبره عليه السلام وقبر صاحبيه تبعا لزيارة مسجده وذلك لما ثبت في الصحيحين أن النبي قال: { لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى } ( ) . ولو كان شد الرحال لقصد قبره عليه الصلاة والسلام أو قبر غيره مشروعا لدل الأمة عليه وأرشدهم إلى فضله، لأنه أنصح الناس وأعلمهم بالله وأشدهم له خشية. وقد بلغ البلاغ المبين، ودل أمته على كل خير وحذرهم من كل شر كيف وقد حذر من شد الرحل لغير المساجد الثلاثة وقال: { لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم } ( ). والقول بشرعية شد الرحال لزيارة قبره يفضي إلى اتخاذه عيدا، ووقوع المحذور الذي خافه النبي من الغلو والإطراء كما قد وقع الكثير من الناس في ذلك بسبب اعتقادهم شرعية شد الرحال لزيارة قبره عليه الصلاة والسلام. وأما ما يروى في هذا الباب من الأحاديث التي يحتج بها من قال بشرعية شد الرحال إلى قبره عليه الصلاة والسلام فهي أحاديث ضعيفة الأسانيد بل موضوعة كما قد نبه على ضعفها الحفاظ كالدارقطني، والبيهقي، والحافظ ابن حجر، وغيرهم فلا يجوز أن يعارض بها الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريم شد الرحال لغير المساجد الثلاثة. وإليك أيها القارئ شيئا من الأحاديث الموضوعة في هذا الباب لتعرفها وتحذر الاغترار بها: الأول: (من حج ولم يزرني فقد جفاني). والثاني: (من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي). والثالث: (من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد ضمنت له على الله الجنة). والرابع: (من زار قبري وجبت له شفاعتي). فهذه الأحاديث وأشباهها لم يثبت منها شيء عن النبي . قال الحافظ ابن حجر في التلخيص: - بعد ما ذكر أكثر هذه الروايات - طرق هذا الحديث كلها ضعيفة. وقال الحافظ العقيلي: لا يصح في هذا الباب شيء. وجزم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أن هذه الأحاديث كلها موضوعة. وحسبك به علما وحفظا واطلاعا. ولو كان شيء منها ثابتا لكان الصحابة رضي الله عنهم أسبق الناس إلى العمل به وبيان ذلك للأمة ودعوتهم إليه لأنهم خير الناس بعد الأنبياء وأعلمهم بحدود الله وبما شرعه لعباده وأنصحهم لله ولخلقه، فلما لم ينقل عنهم شيء من ذلك دل ذلك على أنه غير مشروع ولو صح منها شيء لوجب حمل ذلك على الزيارة الشرعية التي ليس فيها شد الرحال لقصد القبر وحده؛ جمعا بين الأحاديث والله سبحانه وتعالى أعلم. فصل في استحباب زيارة مسجد قباء والبقيع ويستحب لزائر المدينة أن يزور مسجد قباء ويصلي فيه لما في الصحيحين من حديث ابن عمر قال: { كان النبي يزور مسجد قباء راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتين } ( ) وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله { من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة } ( ). ويسن له زيارة قبور البقيع وقبور الشهداء وقبر حمزة رضي الله عنه. لأن النبي كان يزورهم، ويدعو لهم. ولقوله { زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة } ( ) أخرجه مسلم. { وكان النبي يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية } ( ) أخرجه مسلم من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه. وأخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: { مر النبي بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر } ( ) . ومن هذه الأحاديث يعلم أن الزيارة الشرعية للقبور يقصد منها تذكر الآخرة والإحسان إلى الموتى والدعاء لهم والترحم عليهم. فأما زيارتهم لقصد الدعاء عند قبورهم أو العكوف عندها أو سؤالهم قضاء الحاجات أو شفاء المرضى أو سؤال الله بهم أو بجاههم ونحو ذلك، فهذه زيارة بدعية منكرة لم يشرعها الله ولا رسوله ولا فعلها السلف الصالح رضي الله عنهم، بل هي من الهجر الذي نهى عنه الرسول حيث قال: { زوروا القبور ولا تقولوا هجرا. } ( ) . وهذه الأمور المذكورة تجتمع في كونها بدعة ولكنها مختلفة المراتب فبعضها بدعة وليس بشرك كدعاء الله سبحانه عند القبور وسؤاله بحق الميت وجاهه ونحو ذلك، وبعضها من الشرك الأكبر كدعاء الموتى والاستعانة بهم ونحو ذلك. وقد سبق بيان هذا مفصلا فيما؛ تقدم، فتنبه واحذر واسأل ربك التوفيق والهداية للحق فهو سبحانه الموفق والهادي لا إله غيره، ولا رب سواه. هذا آخر ما أردنا إملاءه والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. ==============================================
| |
|
مبارك زمزم ادارى
عدد المساهمات : 1826 تاريخ التسجيل : 30/10/2010
| موضوع: رد: التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة للشيخ عبد الله بن باز الأحد 4 أغسطس - 9:12 | |
|
فهرس الآيات إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه 46 إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس 49 إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح 27, 28 إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه 53 ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن 23 الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال 23 ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق 37 ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما 47 فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن 41 فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس 4, 5 قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون 55 قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله 49 قل هو الله أحد 27 قل ياأيها الكافرون 27 لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا 9 لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر 15 ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم 36 من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم 8 من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له 8 وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا 41, 43, 44 وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه 3, 49 واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن 40 وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من 41 وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات 31 وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين 3 وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن 7, 22, 26 ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون 57 ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين 49 ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب 26 ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي 3 ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام 22 ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا 57
فهرس الأحاديث أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر 31 أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه فقال الرياء 48 إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم 7 إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به 56 أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض 51 إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا 7 أن النبي قال في ماء زمزم إنه طعام طعم 39 أن النبي وأصحابه لم يطوفوا بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا 38 أن امرأة رفعت إلى النبي صبيا فقالت يا رسول الله ألهذا حج ؟ فقال نعم ولك أجر 19 أن رجلا قال يا رسول الله ما شاء الله وشئت فقال أجعلتني لله ندا بل 48 إن هذا البلد يعني مكة حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها 24 أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه 8 إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى 12 أنه قال لأصحابه ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قالوا يا رسول 55 أنه لعن زوارات القبور من النساء والمتخذين عليها المساجد والسرج 54 أنها حاضت بعد إحرامها بالعمرة فقال لها النبي افعلي ما يفعل الحاج غير 29 أهل المهاجرون والأنصار وأزواج النبي في حجة الوداع وأهللنا فلما قدمنا 37 إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة 51 أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى وأيما عبد حج ثم أعتق 19 أيها الناس إن الله فرض عليكم الحج فحجوا 5 اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه ووجهه فإنه يبعث يوم 23 الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة 5 الحج مرة فمن زاد فهو تطوع 5 الدين النصيحة ثلاثا قيل لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله 3 العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة 6 الفطرة خمس الختان والاستحداد وقص الشارب وقلم الأظفار ونتف الآباط 10 اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم 9 بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام 4 تعجلوا إلى الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له 4 تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ولا يزال الرجل يتأخر عن الصلاة 54 جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس 11 حتى أهل مكة يهلون من مكة 16 حججنا مع رسول الله ومعنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم 41 خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشوارب 11 خذوا عني مناسككم 15, 28, 34 خير الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله 31 دع ما يريبك إلى ما لا يريبك 20 زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة 62 زوروا القبور ولا تقولوا هجرا 63 سئل عمن سعى قبل أن يطوف فقال لا حرج 39 صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام 52 صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام 52 عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا 99 بها وعضوا 58 عن السائب بن يزيد قال حج بي مع رسول الله وأنا ابن سبع سنين 19 عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أطيب رسول الله لإحرامه قبل أن يحرم 10 قال لابن أم مكتوم لما استأذنه أن يصلي في بيته لكونه أعمى بعيد الدار 45 كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها 22 كان النبي يزور مسجد قباء راكبا وماشيا ويصلي فيه ركعتين 62 كنت أطيب رسول الله لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت 36 لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم 49 لا أجد لك رخصة 45 لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم 58 لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم 60 لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى 60 لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان 48 لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين 22 لا يزال الرجل يتأخر عن الصف المقدم حتى يؤخره الله في النار 54 لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم 8 لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب 24 لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك 17 لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أنطلق إلى 45 لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي 43 لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا 54 لولا أني سقت الهدي لأحللت معكم 29 ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة 53, 54 ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام 53, 57 ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه 34 مر النبي بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال السلام عليكم يا أهل 62 من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد 13, 58 من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة 62 من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه 23, 47 من حلف بالأمانة فليس منا 48 من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك 47 من دل على خير فله مثل أجر فاعله 49 من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى 45 من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر 45 من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد 13, 51, 58 من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت 48 من كان عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحلل اليوم قبل أن لا يكون 7 من كان معه هدي فليهل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا 37 من لم يجد نعلين فليلبس الخفين ومن لم يجد إزارا فليلبس السراويل 21 من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لم يمس ويصبح ناصحا لله ولكتابه 3 هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة 14, 15 وأمر أسماء بنت عميس لما ولدت بذي الحليفة أن تغتسل وتستثفر بثوب وتحرم 10 وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة 12 وقت لنا رسول الله 11 وقت لنا في قص الشارب وقلم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك 10 وقمت ههنا يعني على المشعر وجمع كلها موقف 35 وكان النبي يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا السلام عليكم أهل 62 وليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين 11 ومن كان دون ذلك فمهله فمهله أي إهلاله بالتلبية من مكان إحرامه من أهله 15 ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله 8 يا رسول الله إني أريد الحج وأنا شاكية فقال لها النبي حجي واشترطي إن 18 يا رسول الله هل على النساء من جهاد ؟ قال عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة 5 يسروا ولا تعسروا 41
الفهرس
الفهرس مقدمـة 2 خطبة الكتاب 3 فصل في أدلة وجوب الحج والعمرة والمبادرة إلى أدائهما 4 فصل في وجوب التوبة من المعاصي والخروج من المظالم 7 فصل فيما يفعله الحاج عند وصوله إلى الميقات 10 فصل في المواقيت المكانية وتحديدها 14 فصل في حكم من وصل إلى الميقات في غير أشهر الحج 17 فصل في حكم حج الصبي الصغير هل يجزئه عن حجة الإسلام 19 فصل في بيان محظورات الإحرام وما يباح فعله للمحرم 21 فصل فيما يفعله الحاج عند دخول مكة وبيان ما يفعله بعد دخول المسجد الحرام 25 فصل في حكم الإحرام بالحج يوم الثامن من ذي الحجة والخروج إلى منى 30 فصل في بيان أفضلية ما يفعله الحاج يوم النحر 39 فصل في وجوب الدم على المتمتع والقارن 43 فصل في وجوب الأمر بالمعروف على الحجاج وغيرهم 45 فصل في استحباب التزود من الطاعات 51 فصل في أحكام الزيارة وآدابها 52 فصل في استحباب زيارة مسجد قباء والبقيع 62 فهرس الآيات 64 فهرس الأحاديث 66 الفهرس 70
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗
| |
|