مقبرة الحجون – جنة المعلى – مقبرة قريش
مقبرة الحجون – جنة المعلى – مقبرة قريش
مقبرة الحجون – جنة المعلى – مقبرة قريش
مقبرة الحجون – جنة المعلى – مقبرة قريش
تقع مقبرة المعلاة على سفح جبل الحجون في الجنوب الغربي الذي يمتد من ريع الحجون اليوم مشرقاً بشمال ويكون وجهه الشرقي في جبل أذاخر الذي يشرف على ثنية أذاخر التي تفضي إلى الخرمانية (5) ويشرف على المقبرة من الجهة الغربية جبل السليمانية (6) في طرفه الشرقي المشرف على ثنية كدا ((الحجون)) (7) حيث يهبط المرء فيها إلى المقبرة التي يشقها الطريق إلى شقين عن اليمين وعن الشمال (
. ويطلق عليها اسم المعلا بدون التاء المربوطة أو باسم مقبرة أهل مكة. ويفضل أهل مكة الدفن في هذه المقبرة في قديم الدهر وحديثه لكون الشعب الموجود فيه يستقبل وجه الكعبة كلها مستقيماً (9) ، وكان يدفن فيها في الجاهلية وصدر الإِسلام كما ذكرت أكثر المصادر والمراجع التاريخية. وقد وردت أحاديث عن فضل هذه المقبرة، منها ما ذكره الأزرقي في كتابه أخبار مكة بقوله: ((حدثنا أبو الوليد قال : حدثني جدي أخبرنا الزعبي عن ابن جريج قال أخبرني إبراهيم بن أبي خداش عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم المقبرة هذه مقبرة أهل مكة، وكان أهل مكة يدفنون موتاهم في جنبي الوادي يمنه وشامه في الجاهلية والإِسلام ثم حول الناس قبورهم في الشعب الأيسر لما جاء من الرواية فيه.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم نعم الشعب ونعم المقبرة وبالإِسناد المتقدم إلى الأزرقي قال: قال جدي لا نعلم بمكة شعباً يستقبل ناحية الكعبة ليس فيه انحراف إلا شعب المقبرة فإنه يستقبل وجه الكعبة كله)) (10) .
وننقل عن الفاكهي ما يلي : ((وقد زعم بعض أهل مكة عن أشياخهم أن أهل الجاهلية كانوا يدفنون موتاهم في شعب أبي دب وقام الإِسلام على ذلك وهم يدفنون هناك، وبالحجون أيضاً، إلى شعب الصفى صفى السباب، وفي الشعب اللاصق بثنية المدنيين الذي هو اليوم مقبرة أهل مكة، ثم تمضي المقبرة مصعدة بالجبل إلى ثنية أذاخر بحائط خرمان)) (11) . وقد علق الدكتور عبد الملك بن دهيش في تحقيقه كتاب (أخبار مكة للفاكهي) أنه لا يوجد في هذا المكان للقبور عين ولا أثر إلا جزءاً صغيراً من مقبرة الخرمانية لا زال قائماً إلى اليوم، أحاط به سور أمانة العاصمة الحديدي على شكل مثلث ويحيط بها الطريق الآن، ومن الجهة الشمالية تقابل فوهته شعب أذاخر ويقابلها مركز صحي المعابدة اليوم.
خريطة توضح موقع مقبرة المعلاة في مكة المكرمة
عن مصور جوي للعاصمة المقدسة (أمانة العاصمة المقدسة) مقياس الرسم: (1 : 50000)
وكان هناك سور قديم مبني بالحجارة يحيط بمقبرة المعلاة. وقد ذكر إبراهيم باشا في حاشيته : أنه في يوم الأربعاء 29 ربيع الآخر سنة 1086 هـ شرع الشيخ محمد علي بن سليمان الوزير الذي حضر من اليمن في هدم قبور المعلاة وبنى مقبرة خاصة ذات جدر أربع مقسمة تقسيماً منظماً وجعل لها بابين وكان ممن أولع بتنظيم مكة ومناسك الحج (12) .
ولقد جدد بناء السور مراراً بواسطة أمانة العاصمة (13) وهو الآن على الطراز الحديث المسلح.وتعد مقبرة (المعلاة) من أكبر مقابر ولا يزال الدفن فيها جارياً إلى اليوم، ويستخدم القبر الواحد عدة مرات حيث إنه كلما امتلأت المقبرة ينظف القبر ويستخدم مرة أخرى.
ونظراً لتضرر المقبرة في مدة سابقة لقدمها ولتسرب مياه الصرف الصحي داخل القبور لانخفاض منسوبها عن مستوى الشوارع المحيطة بها فقد قام فيها مشروع إعادة تجهيز القبور ورفع مستوى أرضية المقبرة بحيث يصبح أعلى من منسوب الطرق المحيطة بها.
وكما ذكرنا فقد حوت هذه المقبرة منذ بدء الإِسلام رفات كثير من الصحابة والتابعين وتابعيهم، من الأئمة والعلماء وكبار السادة المشهورين، وكان عندما يدفن الميت يوضع على قبره علامة تميز مكانه كشاهد وعادة ما تكون من حجر مستطيل غير منتظم الأضلاع تقطع من جبال المنطقة، وينقش اسم المتوفى بخط غائر أو بارز، مع بعض الآيات والأدعية، وفي أحيان كثيرة يكتب التاريخ مبيناً اليوم والشهر والسنة.
ومع مرور الزمن تغيرت معالم القبور وتبعثرت الأحجار الشاهدية المكتوبة بمختلف أنواع الخطوط العربية من مئات السنين، وأعيد استخدام الأحجار المنقوشة مرة أخرى على قبور مغايرة في المقبرة نفسها قديماً وحديثاً، حيث توضع الأحجار كغطاء أو كعلامة على القبر. وما ينطبق على هذه المقبرة ينطبق على المقابر الأخرى.
_______________________
[1] سورة التين: الآيات: 1 ـ 3.
[2] سورة البقرة: آية: 126.
[3] سورة البقرة: آية: 127.
[4] سورة إبراهيم، آية: 37.
[5] عاتق بن غيث البلادي. معالم مكة التاريخية والأثرية، ص 80.
[6] جبل السليمانية: جزء من الجبل المعروف بجبل (قعيقعان) المشرف على المسجد الحرام من الشمال والشمال الغربي، ولا يعرف اليوم بهذا الاسم.
[7] عاتق بن غيث البلادي. معالم مكة التاريخية والأثرية، ص 223.
[8] إبراهيم باشا. مرآة الحرمين، جـ1، ص30.
[9] الفاكهي. أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، تحقيق : ابن دهيش. جـ4، ص50.
[10] الأزرقي. أخبار مكة، تحقيق: رشدي ملحس. جـ2، ص : 209.
[11] الفاكهي، أخبار مكة، جـ4، وشعب أبي دب هو الشعب المسمى اليوم (دحلة الجن) والحجون المذكورة عند الفاكهي تسمى اليوم (برحة الرشيدي) انظر المرجع نفسه حاشية: (4) و (5) الصفحة نفسها، ص: 54.
[12] إبراهيم باشا، مرآة الحرمين، جـ1، ص: 30.
[13] محمد طاهر الكردي، التاريخ القويم لمكة وبيت الله، جـ6، ص: 92.
[14] الفاسي، شفاه الغرام بأخبار البلد الحرام، جـ1، ص. 278.
[15] محمد طاهر الكردي. كتاب التاريخ القديم، جـ6، ص : 259.
[16] المرجع نفسه، ص: 260.
[17] الآية (100) من سورة النساء.
[18] الفاكهي، أخبار مكة، جـ4، ص: 62 (حاشية : 1).
الموقع: شبكة هجر الثقافية
المزاج
الأحد 1 سبتمبر - 3:18
