بُردة شويل
....................
لاعاصمَ اليومَ من سهمٍ رُميتُ بهِ
إلا اِتكائي على التسبيحِ بالقلـــمِ
رِئمٌ على غِرةٍ مِن قوسِهِ انفلَتتْ
سِهامُ صَبٍّ فخِلتُ الأمرَ كالحُلـُمِ
فتابعَ السهمَ تِلوَ السهمِ في رئةٍ
أصابها وابلٌ عمدًا اباحَ دمي
فذا بقلبي وذا يحتلُ أورِدتــــــي
وذا يقُدُّ وذا يحتــــَّــكُ بـــالأدَمِ
وذا يُفجرُ بالأحشاءِ فيضِ رؤى
وذا يُطبطِبُ أن ياصاحِ , قـُم فنمِ
مُذ احترقتُ بذي الشعواءِ ها أنا قد
آليتُ في حُبهِ أن امتطي قلمي ..!!
مُرتِلٌ في هزيعِ الليلِ وِّردِ هـــــوىًّ
مُمهِــــدٌ من أديمي غير ذى سئـــــمِ..!!
قد هِئتُ نفسًا لحرفٍ فى أعِنتــــــــهِ
أستمطرُ الشِعر قُربانًا من الديــــــــمِ
تَخِذتُ نهجًا له ُ كيما يُناطــُ بــــهِ
اِتبعهُ إن شِئتَ أو دع عنكَ مُلتزَّمِ
في طيهِ حِكمةٍ خُذهـــا وإن ثقُلــــت
بالحمل ـ فاستفتِها ـ عن بُغيةِ القلمِ
هذبتُ نفسي بمشذابٍ ولستُ أرى
إلا سبيلَ النــُهى سعيــًا إلى الشممِ..
فالنفسُ كالعودِ إن قومتَ بُرعـُمَــــهُ
ينصاعُ غضًا وإن أهملتَ لم يقُـــــم
ألجمتُها بلجامِ الخوفِ ما برِحـــــت
تنفكُ عن نهجِهــــا بالخيرِ تتسِــــــــمِ
الحُرُ إن قالَ فعالٌ ويُدركُ مـــــــا
يقولُ , والصمتُ أحرى عِند ذي صمـمِ
أطوفُ حول الحمى بالشِعرِ دون عنــا
توقــًا إلى اللهِ في نبضٍ بِلا قدمِ
أُراقِبُ اللهَ في نظمٍ و مُنتثــــــرٍ
من َيُغضِبِ اللهَ لن يدعو إلى السَلــَــمِ؟
لي في الحياةِ سِراجٌ أستضيئُّ بـــهِ
من لا يــــــــــراهُ عيــــانًا بالفؤادِ عـَــمِ
ومن تربى على عينِ الإلهِ لـــــفي
عينِ السماءِ وأيمُ اللهِ لــــم يُضَّــــمِ
إن تحفظـَ اللهَ في حِلٍّ وظاعنةٍ
يحفظكَ بالقفرِ أو في مسبــــحِ البلــــمِ
أياحِراءَ هنيئــــًا إذ رقيْتَ وفـى
مشاعلِ النورِ حيثُ اجتزتَ بالغسمِ
إقرأ كُفيتَ وأين الآن من قـــرأوا
إيهٍ على أمــــةٍ هانت علـــــــى الأمــــمِ..!!
أيهٍ على أمةٍ خْارت عزائِمُهــــا
عجلٌ يطوفُ بعجـــــــلٍ غير مُحتشــــمِ..!!
في كلِ شبرٍ أرى الأصنامَ قد نـُصِبت
ونصَبَّت نفسهـــــــا تبـــــــًا لمُستلــمِ..!!
هوَت عرائِشُ قومٍ إذ همُو فسقوا
كتمــرةٍ في بنانِ فُسِّقت بفـــــمِ
عن السبيلِ تخلـَّى بائِسٌ أتــَرى
منجى لمُنتبــِـــذٍ قــــد زلَّ بالقــــــدمِ..؟؟
أن ياحِراءَ الهُدى قد نِلت مكرُمةً
إذ مِن سنــَا نورهِ أولاكَ فابتسِـــــمِ
محمدٌ في الدُنـــا كالبدرِ كمــَّلــَهُ
ربُ البرِيــَّةِ مُذ أن خــُطـَّ بــالقلـــمِ
محمدٌ في الورى قد كانَ من أمـــدٍ
قبل الرسالةِ في ألواحِ ذو الكلِمِ
محمدٌ بعد ذِكرِ اللهِ ثنِ فمـــــا
مِن ذرةٍ قد برى إلا على نهــَمِ
حُبـــًّا لهُ فـُجِّرت رِقــًّا جلامِدةٌ
لولاهُ ما انبجست مِن قلبِها بِـــدمِ
من ذا يُطاوِلُ طـهَ بالتفرُدِ أو
بهالةِ النور هل للقاعِ بالشـــــممِ...؟
محمدٌ لا ولا لا لا تـُطاوِّلهُ
أعِنةُ الحرفِ تبيانــًا مِن القِـــدَمِ
محمدُ الصادقُ اللاريبَ شِرعتهُ
هو الأمينُ وطُفْ إن شئِتَ بالعلــم
محمــدٌ وقِفارُ الأرضِ قد شَهِدت
سلِ السِباعَ عن المختارِ والهُـــــوَّمِ
سَلِ البراعِمَ بالأفنــانِ عنــهُ وسَل
مَن شذَّرَ الطيبَ إذ يُشتمُّ بالأكــــمِ..؟؟
عنِ اليتيمِ تحــَرَّى كيفَ أرســــَــلهُ
لمن طوتهُ يدُ الأوهامِ حيثُ عـَـميِ..؟؟
مَن أخرجَ الناسَ من ضيقِ النفوسِ إلى
أُفقِ النجاةِ بنبذِ الشــِــــــركِ واللمـمِ..؟؟
هذا كِتابٌ قضــَاهُ اللهُ مِن أزلٍ
أن لا شفاعةَ إلا بعد ذي عِظـَمِ..!!
إذ انفردتَ سجودًا قـُم فأنت لهـــا
اِشفع تــُشفــَّع ألا وازدد مِن العِظـَم..!!
عِطرُ الجِنانِ ألا قد فاحَ حيثُ هفا
روح ٌ مِن اللهِ عِند الحوضِ فابتسِمِ
رباهُ فامنـُن على مَن تاقَ مِن يدهِ
فقد ظمِّأتُ لِصافٍ باردٍ شبِِّمِ..!!
في قمةِ الطودِ نورًا آنـَستهُ رؤىًّ
فانكبَّ شوقــًا بديعٌ سيقَ للقدَمِ
بدا مع الذكرِ دهرًا إذ هُديتُ وما
هُديتُ إلا لشهدٍ لم يدعهُ فمي
غافٍ تعثــَّرتُ يومًا ثـُم جئتُ إلى
رِحابِ طـُهرٍ مُعنـَّى بائسٍ هَرِمِ
بحقِ ذا النورِ ليلاً في تبتُلــــــهِ
أن تغفِرنَّ لعبدٍ لاذ وهو ظمي
حُبي إليهِ دعاني أن أُهدهِدَ في
مِدادِ قلبٍ هفا شِعرًا مع النِسَمِ ..؟
نورٌ مِن اللهِ أحيا أُمةٌَ وطِأت
عرشَ النـُهى بكتابٍ خالدِ الكلِم
ذابَ الفؤادُ صلاةً في معيتها
تنفــَّسَ القلبُ إذ قد هب من وخـــمِ
زِد فالعنادلُ بين الأيكِ في رهفٍ
صَلــَّت مع الدوحِ اِكبارًا ولم تنــَمِ
هو البليغُ إذا ما قال أحكـَــمُ مَن
يقولُ فالحقُ قد اولاهُ بالحِكـَـــمِ..؟
من حنَّ جذعٍ لهُ فيما يُكذَّبُ هــــل
من يبــــكهِ الجــــذعُ بالتـــأويلِ يُتهـــــمِ..؟
ما احتالَ بالشعرِ إذ يعـَـلـَم بواطنهُ
أو عتــَّقَ الدِنِّ في قرضٍ ,ولــــم يحُــمِ
وشيمةُ الصدقِ في الأعرابِ لم نرها
مع الأمانـــــــةِ إلا عِنــــد مُحتشــــــــمِ..!!
إستنطِقِ الضبَ ثـُم َ اشهِد بمُعجــــزةٍ
في منطــــــــــقِ الضبِ إذعانــــــًا لمُتَهــــِّـــمِ..؟؟
من فـُجِّرَ الماءَ شهدًا بين أنمُلهِ
لهوَّ الأحقُ بأن يؤتــــــمَّ فافتهــِــــمِ
ومن تأزرَ أثوابَ الحياءِ على
وجهِ الحياءِ تربى في عيونِ ســـَمي
توقــًا أذوبُ وبي ما ليسَ يعلمهُ
إلا مَن اِنشقَّ عنهُ القبرُ فاستهــِّمِ
رِقــًا ألا قف حياءً عند سيرتــهِ
مطأطئِّ الهامَ في حِلٍّ وبالحرَمِ
اِتبَعْ سبيلَ نجاةٍ حيثُ كـُنتَ متى
علِمتَ فالزمَ زِمامَ الأمرِ واستقِــمِ..!!
لولاهُ ما شعَّ نورٌ مِن عـُلاهُ ولا
رُمت السنــَا مِلءَ قلبٍ غاصَ باللممِ
لولاهُ ما خِلتَ إلا الموتَ في حِقبٍ
يجري بِها الموتُ مِثل المُـــزبدِ العُــــــرِمِ
لولاهُ ما اهتــزَّ جذعٌ بالسلامِ وفي
عنـَـتٍ يسودُ ذواتُ النــابِ بالأجــــَمِ
فاشهد بأنَ الذي قد جاءَ كانَ لنـــا
مثل السِراجِ بليلٍ حالكِ الظــُلمِ
ذُد عن حِماهُ بما أولاكَ حيثُ كمـــَا
للسيفِ وقعٌ فصوتُ الرعدِ بالكلِـــمِ
أحيــا بهِ اللهُ موتى , لــُذ بهِ سترى
سنا لِبرقِ رسولِ اللهِ في الدُهُـــــــمِ
علِق فـُؤادكَ في طوقِ النجاةِ إذا
علِقتَ بالنورِ تبدو بين ذي سلــَمِ
لم يأتِ بالسيفِ كـَلا ,جاءَ يرفلُ في
ثوبِ السماحةِ لم يأذن بسفكِ دمِ
مِسكٌ تشــَّذرَ عِند البيتِ يبلـُغُ مـــا
بلــَغت ذُكاءُ , ولو لم يأتِ لم تدُمِ
لو لم يكـُن هو أحرى بالسلامِ فــلا
سِلمــًا مع النفسِ في أرجاءِ مُدلهـــمِ
فمن سوى الحقِ في داجٍ علِقتَ بـهِ
مِشكاةُ ربِكَ خيرُ الخلقِ كـُلهمِ
ياقلبُ صَلِّ إذا حفتــكَّ ريحُ صبـّـا
عليهِ واستوفِ حظـًا بين ذي رحمِ
اِجعل لِسانكَ رطبــًا بالصلاةِ على
طــَهَ ألا والتمس فحواهُ لم تـُضَـــمِ
إن حز أمرٌ فقــُم واضرَع إليهِ ترى
جُندًا مِن الغيبِ صوبَ الأمرِ تستهِّمِ
قُل لي بربِكَ يا ذا أنتَ تتبَعُ مَن
وبينَ جنبيكَ بُغضِ الداكنِ القتـــِمِ..؟
لو أدركَ القلبُ حُبــًا ظلتَ في شغفٍ
كيما تراهُ يفوقُ الوصفَ عن أممِ
فالمؤمنُ الحقُ لايرضى سواهُ وأن
يكونَ مِن نفسهِ أغلى وذي رحـــــمِ
فزِد عليهِ صلاةً يُستطــَّبُ بِهــــا
إذ لا شِفاءَ سِوى بالذِكرِ فاستلِــمِ
حولَ الصلاةِ حديثٌ جاءَ إذ وُزِّنت
بالأجرِ عشـــــــرٍ وأضعـــــافٍ لمن يدُمِ
فلا وربِكَ إن ضاقت فليس لهـــــا
إلا الصلاةَ فردد غيــــــــرَ مُستئِــــــــــمِ
وسوفَ تُكفى بِها عمّا يسؤكَ ولن
ترى سِوى باذخٍ في الأمرِ مُستـَتِـــــــمِ
صلى الروىُّ وصلى كُلَّ مُرتجلٍ
من اليـــــــراعِ بنثــــــرٍ أو بمنتظِـــــــــمِ
والقلبِ والعقلِ في ساح الهوى أخذا
يُصلِيـــــا في بيــَانٍ ســـالَ كالديَّـــــــم
هيا نُصلي جميعًا فالصلاةُ لهــــــــا
وقعُ الجلاءِ لِمـــّـا فى القلبِ من غُمـــــــمِ
أو فاحسدوا الطيرَ فالتغريدُ مُقترِنٌ
مع الصلاةِ علـــــى الأفنـــــــانِ بالنغـــــمِ
إني لأعلمُ أن لاغولَ فــى كَلِمـــي
وسوفَ أُسألُ فـــي كلا وعن نَعَّـــــــــمِ
وكلِّ سطرٍ سقى مِن ديمةٍ هطــَلت
ذُخرًا هُناكَ ومِثلـــــي قيـــــدُ مُستَلَــــمي
إذ جِئتُ أدعو بحُبٍ سرسبتهُ رؤى
فضلُ السماءِ علـــــى القيعانِ فاحتشِــــــمِ
ما جِئتُ إلا وذي الأنوارِ في كنــَفٍ
تنسابُ مِن نقشِ كـَفِ لاحَ بالعنـــــَمِ
تمخضَ الحرفُ عما قد دُفِعتُ لهُ
ما نِلتُ إثمًـــــا بوحيٍّ ثــرَّ بالقلـــــــمِ
للغيبِ شأنٌ بدا لولاهُ ما انهملــَّت
مِن غادياتِ سماءِ القلبِ عينُ عــَمِ
فـَكلَّ حرفٍ بِهـــــا ينهلُ في شرفٍ
من دِيمةٍ أمطرت سحًا من القيـــَّــمِ
فذي العروسِ التي قد سُقتُ نِحلتها
بكرًا ترومُ العُلا , عـــــــذراءَ بالخَتِــــــــمِ
قبلَ اِستمالةِ خــودٍ جِئنَّ فى هِبــــةٍ
من السمـــــــاءِ لتغدو من ذوي رحِــــــــمِ
فذاكمُ العِشــــقُ أنىَّ شاء يدفَعُــــــني
دفع المشوقِ إلى الأحبــــــابِ مُرتغِـــــمِ
مِن نفحةٍ للـــــذي تنصــــاهُ أفئّـــــَدةٌ
بالحاءِ رُمتُ العُلا والبـــــاءِ مُختتِــــمي
رباهُ فاقبل بحقِ المُصطفى وكفى
والحمدُ للـــــــــهِ . حمـــــدًا إثرَ مُستــِــدمِ
اِرزُق عُبيدكَّ في أخـــــراهُ مغفِرةً
وأختِم بخيــــرٍ لهُ وأصفح عن اللـــــــــممِ
.......................................................
من ديوان
((نجوم حول السراج))
عبدالخالق شويـــــــــــــــــــــل
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗