الوصية الثامنة : من آداب الطعام
عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله عالى عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ،
وإذا دخل ، فلم يذكر الله تعالى عند دخوله ، قال الشيطان: أدركتم المبيت ،
وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء )
[ رواه مسلم ]
حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - ، قال : كنّا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماًَ ،
لم نضعْ أيديَـنـا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده . وأنّا حضرنا معه مرةً طعاماً ،
فجاءت جارية كأنها تدفع ، فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
بيدها ، ثم جاء أعرابيٌّ كأنما يدفع ، فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنّ الشيطان
يستحِلُّ الطعام ألا يُذكر (1) اسمُ الله تعالى عليه ، وأنّه جاء بهذه الجارية ليستحلّ بها ، فأخذت بيدها ،
فجاء بهذا الأعرابي ليستحلّ بها ، فأخذت بيده ، والذي نفسي بيده إنّ يده في يدي مع يديهما )
ثم ذكر اسم الله وأكل .
[ رواه مسلم ]
=================
(1) يستحل الطعام ألا يُذكر : أي يستحلُّ الطعام بأن لا يُذكر اسم الله تعالى ، فإن ذُكر اسم الله تعالى
امتنع عليه ذلك الطعام .
*****
الوصية التاسعة : سلوا الله العفو والعافية
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( يا عبّاسُ يا عمّ رسول اللهَ ، سل اللهَ العفوَ والعافية في الدنيا والآخرة ))
[ رواه أحمد والترمذي عن العباس رضي الله عنه ]
عن العباس - رضي الله عنه - : قلت : يا رسول الله ، علّمني شيئاً أسأله الله عز وجل.
قال : (( سل اللهَ العافية ، فمكثتُ أياماً ثم سألته ثانياً ، فقال لي : يا عباس يا عمّ رسول الله :
سلوا الله العافيةَ في الدنيا والآخرة ))
الوصية العاشرة : فضل الصيام
عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قلتُ يا رسول الله صلى الله مُرني بعملٍ يدخلني الجنة ،
قال : (( عليك بالصّوم فإنّه لا عدل له )) قلت : يا رسول الله مرنى بعمل ؟ :
قال : (( عليك بالصوم ، فإنه لا مثل له )) .
[ رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه ]
وفي رواية للنسائي قال : أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ،
مرني بأمرٍ ينفعني الله به ؟
قال : (( عليك بالصّيام فإنه لا مثلَ له )) .
ورواه ابنُ حبان في صحيحه في حديثٍ قال : قلتُ : يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به ؟
قال : (( عليك بالصيام فإنه لا مثلَ له )) ، قال : فكان أبو أمامة لا يُرى في بيته دخانٌ نهاراً إلاّ إذا نزل بهم ضيف .
وإتماماً للفائدة نروي الحديث الآتي :
عن أبي سعيد - رضي الله عنه - اقل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ما من عبدٍ يصوم يوماً في سبيل الله تعالى ، إلاّ باعد الله بذلك اليوم وجهَهُ عن النار سبعين خريفاً ))
[ رواه البخاري ومسلم ]
الوصية الحادية عشرة : عدم الشرك بالله
عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسبع خصال ، فقال : (( لا تشركوا بالله شيئاً وإن قُطّعتم أو حُرقتم أو صُلبتم ، ولا تتركوا الصلاة
متعمّدين فمن تركها متعمّداً فقد خرج من الملة ، ولا تركبوا المعصية فإنها سخط الله ، ولا تشربوا
الخمر فإنها رأس الخطايا كلها ، ولا تفرّوا من الموت وإن كنتم فيه ، ولا تعصِ والديك وإن أمراك
أن تخرج من الدنيا كلّها فاخرج ، ولا تضع عصاك عن اهلك وأنصفهم من نفسك )) .
[ رواه الطبراني ومحمد بن نصر بإسنادين لا بأس بهما ]
*****
الوصية الثانية عشرة : في أركان الإسلام
عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفرٍ فأصبحتُ يوماً قريباً منه ونحن نسير ، فقلتُ : يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني
الجنة ويباعدني من النار ؟ قال : (( لقد سألتَ عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسّره الله تعالى
عليه ، تعبُد الله لا تُشرك به شيئاً ، وتُقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ))
ثم قال : (( ألا أدلّك على أبواب الخير ؟ الصوم جُنّة ، والصدقة تطفئُ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار ،
وصلاة الرجل في جوف الليل )) ثم تلا (( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ( 16 ) )) حتى بلغ (( يَعْمَلُونَ (17) ))
ثم قال : (( ألا أخبرُك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ ))
قلت : بلى يا رسول الله ، قال : (( رأس الأمر الإسلام ، وعمودُه الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ))
ثم قال : (( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ )) قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه ، ثم قال :
(( كُفَّ عليك هذا )) قلت يا رسول الله ، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟
فقال : (( ثكلتك أمّك ، وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )) .
[ رواه أحمد والترمذي في صحيحه ]
الوصية الثالثة عشرة : في بِـرّ الوالدين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : (( يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ ))
قال : (( أُمـك )) ، قال : ثم من ؟ قال : (( ثم أُمـك )) ،
قال : ثم من ؟ قال : (( ثم أُمـك )) ، قال : ثم من ؟ قال : (( ثم أبوك )) .
[ رواه الشيخان ]
وفي رواية : يا رسول الله ! من أحقُّ بحسن الصُّـحبة ؟
قال : (( أُمـك ، ثم أُمـك ، ثم أُمـك ، ثم أُمـك ، ثم أبوك ، ثم أدناك فأدناك )) .
[ رواه مسلم ]
وإتماماً للفائدة نروي الحديث الآتي :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( رَغِـمَ أنـفُه ! ثم رَغِـمَ أنـفُه ! ثم رَغِـمَ أنـفُه ! من أردك أبويه عند الكِـبَر ،
أحدهمـا أو كـليـهمـا ثم لم يـدخل الـجـنـة ))
الوصية الرابعة عشرة : المحافظة على الصلاة وبِـرّ الوالدين
عن أميمة ( مولاة النبي صلى الله عليه وسلم ) - رضي الله عنها - قالت :
كُنتُ أصـبُّ على النبي - عليه الصلاة والسلام - وضوءَه فدخل رجلٌ فقال : أوصني ، قال :
(( لا تُشْـركْ بالله شيئاً وإن قُـطّـعت وحُـرِّقت بالنار ، وأطعْ والديك وإن أمراك أن تـتخـلَّى من أهلك ودنياك ، فتخلَّه
، ولا تشربَنَّ الخمـر فإنها مفتاحُ كلِّ شـر ، ولا تتركنَّ صلاةً متعمداًَ ، فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله )) .
[ الحديث رواه الطبراني ]
الوصية الخامسة عشرة : مايقال بعد الصلاة
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن أم سُليم غدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :علّمني كلماتٍ أقولهنَّ في صلاتي ، فقال : (( كـبِّـري الله عشراً ، وسبِّـحيه عشراً ، واحمديه عشراً ، ثم سلي ماشئتِ ، يقول : نعم نعم )) .
[ رواه أحمد والترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه ]
الوصية السادسة عشرة : مايقال دبر كل صلاة
عن معاذ - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال : (( يا مُعاذُ ! والله إنّي لأُحِـبُّـك ، أوصيكَ يا معاذُ : لا تَـدَعَـنْ في دبر كل صـلاة تقول : (( اللهمّ أعِـنِّـي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )) .
[ رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح ]
===================================================
الوصية السابعة عشرة : في فضل الذكر
وعن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - أنَّ رجلاً قال : يا رسول الله ، إنَّ شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ فأخبرني بشيءٍ أتشبَّث به ! قال : (( لايزال لسانك رطباً من ذكر الله )) .
[ رواه الترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه ==============================================
الوصية الثامنة عشرة : في فضل الذكر أيضاً
وروي عن معاذ - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أنَّ رجلاً سأله فقال:أيُّ المجاهدين أعظمُ أجراً ؟ قال : (( أكثرُهم لله تبارك وتعالى ذكراً )) فقال : فأيُّ الصالحين أعظمُ أجراً ؟ قال : (( أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكراً )) ثم ذكر الصلاة ، والزكاة ، والحج والصدقة ، كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( أكثرُهم لله تبارك وتعالى ذكراً )) فقال أبوبكر لعمر : يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكلِّ خيرٍ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أجل )) .
[ رواه أحمد والطبراني ]
الوصية التاسعة عشرة : هجْر المعاصي والتمسك بطاعة الله تعالى وذكره
وعن أم أنس - رضي الله عنها - أنها قالت : يا رسول الله أوصني ، قال : (( أُهجُـري المعاصي فإنها أفضلُ الهجرة ، وحافظي على الفرائض ، فإنها أفضلُ الجهاد ، وأكثري من ذكر الله ، فإنكِ لا تأتين لله بشيءٍ أحبّ إليه من كثرة ذكره )).
[ رواه الطبراني بإسناد جيد ]
وإتماماً للفائدة نروي هذين الحديثين الواردين في فضل الذكر :
الأول : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يقول الله عز وجلّ : أنا عند ظنِّ عبدي بي ، وأنا معه حين يذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ، وإن تقرَّب إليَّ شبراً تقرَّبت إليه ذراعاً ، وإن تقربَ إليَّ ذراعاً تقرَّبت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً )) .
[ رواه البخاري ومسلم والترمذي ]
الثاني: عن معاوية - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه ، فقال : (( ما أجلسكم ؟ )) قالوا : جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ، ومنَّ به علينا ، قال : (( آلله ما أجلسَـكُم إلاّ ذلك ؟ )) قالوا : والله ما أجلسنا إلاّ ذاك ، قال : (( أما إنِّي لم أستحلفكم تهمةً لكم ، ولكنه اتاني جبريلُ فأخبرني أنَّ الله عز وجل يُباهي بكم الملائكة )) .
[ رواه الثلاثة ومسلم والترمذي ]