الخلفاء الراشدين المهديين الإثني عشر
طاعة الخلفاء الراشدين:
إن من واجب المسلمين طاعة الخلفاء الراشدين كلهم ما لم يتعارض ذلك مع كتاب الله و سنة رسوله لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر} و روى الترمذي: عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِrý يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ.
و روى أحمد: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t أنه قال: "أَلا إِنِّي لَسْتُ بِنَبِيٍّ وَ لا يُوحَى إِلَيَّ وَ لَكِنِّي أَعْمَلُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مَا اسْتَطَعْتُ فَمَا أَمَرْتُكُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ فَحَقٌّ عَلَيْكُمْ طَاعَتِي فِيمَا أَحْبَبْتُمْ وَ كَرِهْتُمْ."
شروط الخليفة الراشد:
- أن يكون عادلاً متبعاً لسنة محمدrý.
- أن يكون من قريش. و هذا الشرط ليس ضرورياً لكل خليفة و لكنها ضرورية لأن نعتبر هذا الخليفة راشداً لحديث رسول اللهrý :
أخرج أبو داوود و مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى يَكُونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ تَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ فَسَمِعْتُ كَلامًا مِنَ النَّبِيِّrý لَمْ أَفْهَمْهُ قُلْتُ لِأَبِي مَا يَقُولُ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
- أن تجمع عليه الأمة كلها لقوله عليه الصلاة و السلام (كُلُّهُمْ تَجْتَمِعُ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ). و هذا لا يعني بالضرورة أن يحكم بلاد المسلمين كلها إذ لم يحكم علي بن أبي طالب t الشام، لكن لم يعترض معاوية t و لا أحد من المسلمين (مع عدم اعتبار الخوارج من المسلمين) على أحقية علي t بالخلافة، و إنما أقصر بعضهم عن بيعته لرغبتهم في أن يثأر من قتلة عثمان t أولاً كما أسلفنا من قبل.
- أن يعيش جزءاً كبيراً من حياته في المدينة المنورة لقول رسول اللهrý: (الخلافة في المدينة و الملك في الشام) أخرجه البخاري في التاريخ و ضعفه الألباني. و من الملاحظ أن معاوية t لم يعش في المدينة فترة طويلة و إنما في مكة و الشام لذلك لا يصنف ضمن الخلفاء الراشدين و لو أنه صحابي جليل و خليفة عظيم من أعدل حكام المسلمين. و يؤيد ذلك الحديث الذي رواه مسلم (الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك).
و كما نرى فإن هذه الشروط لا تنطبق إلا على اثني عشرة رجلاً ظهر منهم خمسة و بقي سبعة، آخرهم يسمى بالمهدي. و هؤلاء الخمسة هم:
- أبو بكر الصديق t .
- عمر بن الخطاب t .
- عثمان بن عفان t.
- علي بن أبي طالب t.
- عمر بن عبد العزيز t.
أما الحسن بن علي t فلم يتم له الإجماع فليس منهم. و كذلك حال عبد الله بن الزبير t، إذ أن كثير من الصحابة كعبد الله بن عمر t و عبد الله بن العباس t بايعو عبد الملك بن مروان t بدلاً عن عبد الله بن الزبير t، و كذلك كان فعل أهل الشام. و بدون أبدال الشام لا تتم البيعة كما بينا في حديث بيعة المهدي.
أسال الله عز وجل أن يعز الحق و أهله و أن يكبت الباطل و أهله إنه ولي ذلك و القادر عليه، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين.