لماذا أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-؟

لماذا أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-؟
لماذا أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-؟
لماذا أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-؟
لِمَ لمْ يكن أبو بكر وعثمان، أو عمر وعلي؟!

من عجيب تدبير الله تبارك وتعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- أن اختار له وزيرَيْ صدق، وجعل فيهما كمال الوزارة والنصيحة والمشورة!

- أبو بكر، وما أدراك ما أبو بكر؟
ذلك الرجل الشفيف النفس، الرقيق القلب، الأسيف الجميل، القوي في الحق، الرحيم بالمسلمين!
- عمرُ، وما أدراك ما عمر؟
ذلك الباب الذي يوم كسر، فتحت الفتن على مصراعيها، فلا تغلق إلى قيام الساعة! وكفى!

يرخي أبو بكر في النصيحة وفق طبيعته، ويشتد عمر وفق طبعه!

-ثم يأتي الكامل خَلْقًا وخُلُقًا، فيأخذ بالأصح، مسدد بالوحي، عالم بتفاصيل النفوس، ممتثل أمر ربه بالشورى، فيقضي الله على يديه الخير وما قدره لدينه!

- يلحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، ويحل محله أقوم الناس بأمر الله، وأعلمهم بدينه، وأقربهم لرسوله صلى الله عليه وسلم، وهو كما هو:
الرقيق الأسيف الرحيم!

لكنه لما علم من نفسه تلك الرحمة والرقة، خشي أن يضيع الدين بها، فأخذ منحى جديدا في حياته، وإن خالف طبعه وأصل ما جبله الله عليه، خشية أن ينقص من دين الله شيء وهو حي، قائم على أمور تلك الأمة المكلومة في نبيها -صلى الله عليه وسلم-!
وهو دليل فقه عظيم من أبي بكر رضي الله عنه بحال نفسه وقلبه!

يرى الفقيه والوزير الثاني، ما حل بأبي بكر من بلاء أوجب عليه أن يأخذ صورة أخرى تخالف طبعه، فيقوم بنفس المقام الذي قامه يوم كان وزيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
وزير صدق، وناصح مؤتمن!

يقول أبو بكر -رضي الله عنه-:
والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتم عليه!

الطبيعي أن تسمع عمر -رضي الله عنه - وهو يقول بأعلى صوته:
الجهاد الجهاد، يا خيل الله اركبي!

هذه طبيعته، وهذه نفسيته التي نعلمها منه يوم كان وزيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر!

لكن ما كان عمر يوما خائنا للأمانة، ساعيا لإشباع طبيعة نفسه وما يوافق هواه، مغلبا هواه ومراده على النصيحة لإمام المسلمين بحق وصدق!

- اتخذ عمر رضي الله عنه الجانب الآخر سريعا، والذي يخالف طبعه هو الآخر!
لكنه كان يعلم أن الصورة لن تكتمل إلا إذا اعتدلت الكفتان، ثم نظرا لميزان القرار معتدلة كفتاه، ثم يعملان عليها حتى ترجح كفة أحدهما!

وهكذا تكون النصيحة!

-يا أبا بكر، إنهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله!

- أجبَّارٌ في الجاهلية، خوار في الإسلام يا عمر؟

وكأني أنظر لابتسامة عمر رضي الله عنه، وانشراح صدره إذ قال أبو بكر رضي الله عنه تلك الكلمة في وجهه
وكأنه يقول:
يا أبا بكر، والله ما خالفت ما ينشرح به صدري، غير أني لو ما قلت ذلك فما صدقتك النصيحة، ولا تيقنت أنك ما عزمت على ذلك إلا عن بصيرة ودين وفهم، لا خوف ولا هوى!

فكان الفتح بالصاحبين ما لا يخفى على عاقل!

لماذا أبو بكر وعمر، لا أبا بكر وعثمان، ولا عمر وعليا؟

عثمان كأبي بكر، وعلي كعمرَ، وعثمان وعلي، كأبي بكر وعمر، غير أن العمرين أكبر سنا وأعلى مقاما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قربهما بنفسه لنفسه، واختارهما له ربه!
فكأنما كان أبو بكر وعمر -والله تعالى أعلم- لتستوي كفتا النصيحة والمشورة والصدق!
ولم يكن أبو بكر وعثمان، أو عمر وعلي؛ لتوافق الطبائع، والاكتفاء بأحدهما عن الآخر!

جزى الله الخلفاء الراشدين الأربعة عن الإسلام والمسلمين خيرا، وألحقنا بهم على خير حال، اللهم آمين..وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين

لماذا أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-؟

» قصيدة منتشرة في ثناياها أمور مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعائشة رضي الله عنهما
» موقف الصحابة رضي الله عنهم من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
» لماذا يحاول الشيعة طمس هوية ابوبكر وعمر وعثمان ابناء علي بن ابي طالب؟.صور.فديو
» ما ورد عن آل البيت في حق أبي بكر وعمر رضي الله عنهم
» لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم :((إن مكة هي احب بلاد الله إلى الله ))