قصة عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب
عمر_بن_الخطاب

جميع الصحابة هاجروا سرا خوفا من بطش قريش . أما عمر عندما أراد أن يهاجر ذهب لناديهم حيث يجتمع زعماءهم وأعلنها في وجوههم . أيها الناس من أراد أن تثكله أمه وييتم أولاده و يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فإني مهاجر إلى المدينة

القصة

عمر بن الخطاب فاروق هذه الأمة وسمي بالفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل ، كان رجلا شديدا وشرسا وقويا يهابه الناس وكان سيدا في قريش ، في يوم من الأيام كان يبحث عن المؤمنين وكانوا حتى المؤمنين يخافون منه قبل إسلامه ، وهو يبحث عن المؤمنين لقيه رجل من قريش وقال له : عما تبحث ؟ فأجابه : أبحث عن محمد ، فقال له : لماذا ؟ فأجابه : أريد أن أكلمه ، فقال له ذلك الرجل : اذهب إلى أختك فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد فلقد صبأا (يقصد أنهما أسلما ) فقال له : ماذا ؟ قال : نعم أقول ما تسمع ،
فذهب عمر بن الخطاب غاضبا ومتوشحا سيفه من شدة الغضب ، وكان عند فاطمة بنت الخطاب وزوجها رجل من الذين أسلموا حديثا وهو خباب بن الأرت وكان يعلمهم القرآن ، فسمعوا الثلاثة أن عمر قادم ، فإذا بخباب يختبئ وهو خائف وسعيد جالس ، وأول ما دخل عمر بن الخطاب قام سعيد ليكلمه فدفعه عمر ، وإذا بأخته فاطمة تقول : لم تصنع هذا يا عمر ؟ فإذا بعمر يضربها على وجهها ، وسقطت على الأرض فنظر عمر إلى الصحيفة التي فيها كلام الله ، فذهب ليأخذ الصحيفة فإذا بفاطمة تسرع وتأخذ منه هذه الصحيفة ( انظر إلى شجاعة فاطمة بنت الخطاب وكل آل الخطاب شجعان ) وعندما أخذتها قال لها : ويحك ماذا تصنعين ؟ قالت : هذا كلام الله وأنت نجس ولا يحق لك أن تمسه وإن أردت أن تقرأها اذهب واغتسل ثم تعال ، هي تريد أن يخف الغضب عنه لأن الإنسان إذا اغتسل يخف غضبه

عمر لو لم يكن في قلبه إرادة الهداية لما اغتسل ، لكان ضربها ولفعل ما فعل ، ولكنه ذهب واغتسل ثم عاد ومسك الصحيفة فإذا بعمر لأول مرة في حياته يقرأ كلام الله جل وعلا ، فقرأ قول الله تعالى ( طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) عمر يقرأ ويستغرب ، ماهذا الكلام ؟ ومن هو الرحمن ؟ فخرج مسرعا وفي هذا الوقت ظهر له خباب بن الأرت بعد أن اختبأ وقال له : يا عمر أرجو أن يصدق فيك دعاء النبي ﷺ قال له : وما دعاؤه ؟ قال : سمعته البارحة يقول "اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ( العمرين هم عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام ) كأن الآن لان قلب عمر ، فسأل أين محمد ؟ قال له خباب : ماذا تريد منه ، قال اخبرني أين هو ؟ وكان النبي ﷺ في بيت لأحد الصحابة وبالسر جالسين ، فذهب خباب معه إلى النبي ﷺ وكان حمزة بن عبدالمطلب عنده وكان قد أسلم وكان جالسا و النبي ﷺ جالس مع بعض الصحابة في غرفة ، فطرق الباب عمر بن الخطاب ذهب حمزة فرآه فقال يا رسول الله إنه عمر ، خاف الصحابة كلهم وتساءلوا بعضهم : كيف عرف مكاننا ؟
فقال البطل حمزة : يا رسول الله إن أراد خيرا أعطيناه وإن أراد شرا كفيتك إياه بسيفي ، فقال رسول الله ﷺ : لا يا حمزة اتركه
هل يوجد أشجع من حمزة ؟ نعم يوجد إنه رسول الله ﷺ فذهب رسول الله وفتح الباب ودخل عمر ، هل تعلمون ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ جبده من ثيابه (سحبه ) انظر إلى شجاعة رسول الله ﷺ ، فقال له : يا عمر لتنتهين عن هذا أو لينزلن الله بك قارعة ( أي مصيبة ) فقال عمر : يا رسول الله جئت أقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله"
الـــــلـــــه أكـــــبـــــر أسلم عمر بن الخطاب
الـــــلـــــه أكـــــبـــــر ارتجت مكة بإسلام عمر
الـــــلـــــه أكـــــبـــــر دخل في الإسلام عمر
الـــــلـــــه أكـــــبـــــر خسئ الباطل وجاء الحق
وإذا بالنور ينتشر وإذا بالصحابة ينطلقون ويصلون عند الكعبة وإذا بالضعيف يعز ويقوى
خرج عمر بن الخطاب وبدأ التكبير وكبروا الصحابة
خرج عمر ويريد أن يشهر في الناس ويعلن أنه دخل في الإسلام فقال : من أكثر الناس نقلا للخبر ؟ فقالوا له : رجل اسمه جميل بن معمر هو الذي ينقل الأخبار ، فجاءه عمر وقال له : أسمعت الخبر ؟ قال : مالخبر ؟ قال عمر : أسلمت
وعندما سمع الخبر جمع أهل قريش وركب على دابته والناس كلهم يجتمعون حوله يريدون أن يسمعوا الخبر ، فقال لهم : لقد صبأ عمر ( أي ترك دينه وذهب إلى محمد ) وكان عمر وراءه وقال له : كذبت يا عدو الله ، قل أسلم عمر ، فقام الناس على عمر يضربونه وهو يدفع هذا ويدفع الثاني ويضرب هذا ، إلى آخر النهار لم يستطيعوا على عمر ، ثم ذهب إلى بيت أبي جهل فطرق الباب عليه ، ففتح له أبو جهل ورحب به وقال له : تفضل مالذي جاء بك في هذه الساعة ؟ فقال له عمر : سمعت بالخبر يا عدو الله ؟ قال : ماذا ؟
قال عمر : أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، خسئ ابو جهل وأغلق الباب وخاف وعاد وما تكلم بكلمة ما استطاع أن يفعل شيئا
قال الله تعالى ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا )
بعد أن أسلم عمر بن الخطاب وأخبر أهل قريش وعلى رأسهم أبو جهل بإسلامه ، بدأوا الصحابة بالهجرة وكلهم هاجروا بالسر إلا عمر ، أتدرون ماذا فعل ؟
بحث عن أبي جهل وعتبة وشيبة وكبار كفار قريش فرآهم جالسين عند الكعبة ، ذهب إليهم وأول ما دخل عليهم كانوا خائفين منه ، فقال لهم : أيها الناس من أراد أن تثكله أمه وييتم أولاده و يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي فإني مهاجر إلى المدينة ، تحداهم جميعا ( إنه عمر بن الخطاب )
عمر بن الخطاب لم يبقى بعد الإسلام بهذه الشدة إلا على الأعداء ، أما على المسلمين كان رحيما وتغير عمر على أهل الإيمان ، كان هو الرجل الرحيم وكان في الليل قائم ، ( إنه عمر بن الخطاب )
بعد أن تولى الخلافة وصار أميرا للمؤمنين كان يخرج في الليل ويبحث على الناس الذين لا مأوى لهم ، والفقراء الذين لا طعام عندهم فيعطيهم طعام ويقضي حوائجهم .

في يوم من الأيام وهو في الليل يتفقد أحوال المسلمين وكان معه خادمه واسمه ( أسلم ) فرأى من بعيد امرأة عجوز ومعها أطفال يبكون في الصحراء وقد أشعلت النار ووضعت فوقها قدر فارغ ، فقال لأسلم : تعال لنرى ما قصتها ، فذهب عمر إليها وسلم عليها وهي لا تعرفه ، فقال لها : يا أمة الله مالذي أجلسك في هذا الليل مع أطفال يبكون ؟ وما هذا القدر الفارغ ؟ ماهي قصتك ؟ قالت : أطفالي جياع وما عندي شيئا أطعمهم به ولم يستطيعوا ان يناموا من الجوع ، وأنا أكذب عليهم وأضع القدر على النار على أني أطبخ لهم حتى يستطيعون النوم ، ثم قالت : لإن بعثني الله يوم القيامة لأخاصمن عمر بن الخطاب ، فقال لها عمر : وما شأن عمر بك ؟ وما أدرى عمر عنك ؟ قالت : أليس أمير المؤمنين ، قال : نعم
قالت : كيف يكون أميرا للمؤمنين ولا يدري عني ، يجب أن يدري عني ، فخاف عمر وقال لأسلم : تعال معي
فذهب إلى بيت المال وأخذ كيسا من الطحين ووضعه على ظهره ، فقال له خادمه أسلم : أنا أحمله عنك يا أمير المؤمنين ، فقال له عمر : أتحمل عني وزري يوم القيامة ؟ فسكت أسلم
وأسرع إلى العجوز في الليل و صنع معها العجين وعندما انتهى من إعداد الطعام ، ذهب وجلس من بعيد ونظر إليهم ، والأم جالسة وتطعم أولادها ولا تدري من هذا الرجل الذي جاءها بالطعام واحضره لها ثم قال له أسلم : يا أمير المؤمنين لنعود إلى البيت ، قال : لا ، حتى أراهم يشبعون وينامون كما رأيتهم يجوعون
يقول أسلم : نظرت إلى الخليفة عمر وإذا عيناه تذرفان ، إنه عمر المبشر بالجنة
وقبل وفاة عمر بن الخطاب طعن وهو يصلي فحملوه إلى بيته وقال لابنه : ضع خدي على الأرض ، فوضع خذه على الأرض فدمعت عينا عمر وهو يقول : ويل لي إن لم يغفر لي ربي
إنه تاريخ كامل وحكاية عظيمة ، قصة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه

شكرا لإكمالك القراءة . ابقى على تواصل مع قصص الصحابة بوضع بصمتك على المنشور

شاركها

فما دمت قرأتها كاملة فأنت شخص يحب نشر الخير .

للبقاء على تواصل واطلاع بقصص الأنبياء والصحابة شارك بالصلاة ع النبي
#منتدى_المركز_الدولى

‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗

» قصة اسلام عمر بن الخطاب
» قصة عمر بن الخطاب الفاروق
» حفصة بنت عمر بن الخطاب
» زوجات عمر بن الخطاب
» زيد بن الخطاب ( رضي الله عنه ) - صقر يوم اليمامة