أحاديث ووقفات من تفسير ابن كثير

أحاديث ووقفات
*************
من تفسير ابن كثير في آية (والشمس تجري لمستقر لها) قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : كُنْت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد عِنْد غُرُوب الشَّمْس فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَبَا ذَرّ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُب الشَّمْس؟" قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: "وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم"
وقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرّ حِين غَرَبَتْ الشَّمْس " أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَب ؟ " قُلْت اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّهَا تَذْهَب حَتَّى تَسْجُد تَحْت الْعَرْش فَتَسْتَأْذِن فَيُؤْذَن لَهَا وَيُوشِك أَنْ تَسْجُد فَلَا يُقْبَل مِنْهَا وَتَسْتَأْذِن فَلَا يُؤْذَن لَهَا وَيُقَال لَهَا اِرْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَطْلُع مِنْ مَغْرِبهَا فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم " والعلم يثبت أن غروب الشمس في دولة ما بسبب دوران الأرض حول محورها وتعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول محورها وليس بسبب حركة الشمس إطلاقا، وليس بسبب أنها تغرب بسبب أنها تذهب لتسجد تحت العرش، كما أنها تغرب عندنا وتشرق في دول أخرى، ..ونقول بعد حمد الله والثتاء عليه..هذا الحديث لا يصح متنا لأنه يخالف العلم وحاشا لرسول الله أن يحدث بما هو جهل فما ينطق عن الهوي فالعلم والإسلام متكاملان لا متناقضان وللنظر لقَوْله تَعَالَى : " وَالشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم)فهي تجري بتقدير الله وليس برغبتها فهي مجبرة طائعة لا مخيرة مريدة حتي تذهب بإرادتها وتفعل ما لا يراد منها بدلالة عدم سماح الرب لها بالسجود في الأحاديث ولنتفهم معني تقدير العليم الحكيم نجده مصدقا لما نقول..وللنظر للحديث الشريف(وَفِي "صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ" عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ الْجَنَّةَ فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ.) فهذا مفهوم منه أن عرش الرحمن معلوم المكان فوق الفردوس أما الغروب فهو متغير من مكان لمكان وللنظر لقوله تعالى : فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم [ المؤمنون / 116 ] ، وقال تعالى وهو رب العرش العظيم [ التوبة / 129 ] ، وقال تعالى ذو العرش المجيد [ البروج / 15 ] .

وقال ابن كثير رحمه الله :

" وهو رب العرش العظيم أي : هو مالك كل شيء وخالقه ؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو ((((سقف المخلوقات ، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما)))) لاحظ سقف جميع الخلائق تحت العرش فلا حاجة لذهاب وغيره
وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أُذِن لي أن أحدِّث عن ملَك من ملائكة الله من حملة العرش ، إنَّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام " .هذا وصف مسافة بين شحمة أذنه وعاتقة لملك ممن يحملون العرش فما بالكم بغير ذلك من ثمانية يحملون العرش قطعا عرش الرحمن فوق الأرض جميعا لا كما يذكر الحديث أين تغرب الشمس ..السابق..

رواه أبو داود ( 4727 ) .

والحديث : قال عنه الحافظ ابن حجر : وإسناده على شرط الصحيح .

" فتح الباري " ( 8 / 665 ) .

والعرش فوق الكرسي بل فوق كل المخلوقات .

قال ابن القيم رحمه الله :

" ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها ، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها ، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً " .

وأخيرا ما أغني ربي عن تكرار هذاكل غروب أن تستأذن الشمس للسجود فلا يأذن لها وهذا لا يليق بجلال رب وعظمته ولا حاجة لتكراره ..تعالي الله رب العالمين

والله أعلم ..انتهي

» اختصار تفسير سورة"الأعراف" من "صحيح تفسير ابن كثير"
» تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأحزاب - ...الاية 23 -30
» تفسير ابن كثير - تفسير سورة الكهف من الاية1-4
» تفسير ابن كثير - تفسير سورة الكهف من الاية 5-15
» تفسير ابن كثير - تفسير سورة الكهف من الاية16-20