فاطمة الزهراء رضى الله عنها

فاطمة الزهراء رضى الله عنها
فاطمة الزهراء رضى الله عنها
فاطمة الزهراء رضى الله عنها

فاطمة الزهراء

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :كمل من الرجال الكثير ولم يكمل من النساء إلا أربع خديجةبنت خويلد وفاطمةبنت محمد ومريم إبنة عمران وأسية
إن الحديث عن سيرة فاطمة الزهراء لخير زاد لجميع النساء والبنات وحديث ذو شجون ليس لأنها إبنة رسول الله فحسب ولكن لشخصيتها الوقور ونفسها الزاكية وقلبها الكبير ووفائها العظيم وصبرها الدؤوب ولبها السليم وخلقها ومأثرها الخالدة وشخصيتها الجادة
ولدت السيدة فاطمةفي مكة حين تجدد بناء الكعبة وذلك قبل بعثة الرسول بخمس سنوات ونمت رضي الله عنها بين حب أبيها العظيم وحنان أمها الفياض وبذلك نشأت على العفة الكاملة وعزة النفس وحب الخير وعلى حسن الخلق وتلك معالم شخصيتها الفذة
مواقف عاشتها جعلتها تتحمل المسئولية مبكراً
ما كادت الزهراء تبلغ الخامسة من عمرها حتى شاهدت أباها العظيم محمد قد أحب الخلوة وأخذ يتحنث في غار حراء ثم نزل عليه الوحي وأعلن الرسول أن الله قد أرسله للناس كافة شاهداً ومبشراً ورسولاً
وكم عانت من مكائد الكفار لأبيها وهي في عمرها الصغير
وها هي ترى أمها خديجة تقف بجوار أبيها رسول الله بعد أن نزل عليه الوحي في غار حراء
ثم أيضاً ترى أمها وهي تقف بجوار أبيها بنفسها وتقدم مالها وتشارك زوجها في كل ما يواجهه من أحداث جسام
وهذه المواقف لا تمر مروراً عابراً على الإبنة الصغيرة ولكنها تفكر وتتأمل وتتفاعل
وكان ذروة ما لاقته وقاسته من ألام منذ بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب لأبي طالب فقد أثر الحصلر والجوع والألم في صحتها وبقيت طوال حياتها تعاني من ضعف البنية وجهد البلاء
أيضاً شهدت في حداثة سنها فجيعة كبرى ملأت نفيها حزناً وألماً حين مرضت أمها ثم لم تلبث السيدة خديجة أن فارقت الحياة فاشتد الحزن بها
وأيضاً شهدت أختها رقية وزوجها عثمان بن عفان مع كثير من المسلمين إلى الحبشة

مع كل هذه الأحداث وجدت السيدة فاطمة نفسها وبعد وفاة أمها أمام مسئوليات جسام نحو أبيها رسول الله وهو يمر بظروف قاسية في سبيل الدعوة إلى الله

نكمل مع السيدة فاطمةالزهراء
الهجرة المباركة
لم تهاجر السيدةفاطمةمع أبيها وسيدنا أبي بكر إلى المدينة ولكنبعد ان وصل رسول الله أرسل زيد بن حارثة ليأتي باهله من مكةوخرج بهن في جنح الظلام أخذ الطريق إلى يثرب وكانت السيدة فاطمةفي ذاك الوقت عمرها ثمانيةعشر عاما وبهذه الرحلةودعت مكةولم تراها إلا بعد فتح مكة
زواجها من علي كرم الله وجهه
السنة الثانيةمن الهجرة تزوج علي مة وبنى بها بعد غزوة بدر الكبرى
وقال صلى الله عليه وسلم إن الله أمرني إن أزوج فاطمة من علي
مهر الزهراء
درع علي الحطيمة وأهديت إليها ومعها خميلة ومرفقةمن أدم حشوها ليف وقربة ومنخل وكانت هي خادمة نفسها
وأنتقلت فاطمة إلى بيت الزوجيةالذي كان في غاية البساطةوالتواضع
وهذا درس لو فقهه كثير من الأباء والأمهات عند زواج أبنائهم لتغيرت أمور كثيرة وما نراه من المغالاه الزائدة في الزواج وتداين الأسر ورسول الله يقول أقلهن مهوراً أكثرهن بركة
بعض مواقف من حياتها بعد الزواج
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب علياً وفاطمة حباً شديداً وفي يوم من الأيام حدث بين علي وفاطمةكما يحدث بين الأزواج فغضب علي وترك البيت وذهب إلى المسجد فجاءه الرسول وهو مضطجع وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله يمسحه ويقول قم أبا التراب
ونسي علي كل شئ بهذه اللمسه الحانيةوالكلمات الرقيقة التي خرجت من فم الحبيب صلى الله عليه وسلم
وهذا درس يعلمنا فيه الرسول كيف نتعامل مع المشاكل وحلها

موقف أخر وقد أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه وقد تشققت يداها منعكل الرحي وعلي الذي أشتكى صدره من السقاية وكان النبي قد جاءه سبي فقال علي لفاطمةأذهبي فاستخدميه فأتت النبي فقال ما جاء بك قالت جئت أسلم عليك وأستحيت أن تسأله ثم جائت هي وعلي إلى رسول الله وطلبا منه خادم من السبي فقال صلى الله عليه وسلم والله ما أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكن أبيعهم وأنفق عليهم أين القائد الأن الذي يحمل هم رعيته ولو على حساب أبنائه
فرجعا وأتاهما النبي وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطيا رؤسهما تكشفت أقدامهما وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤسهما فثارا فقال صلى اللع عليه وسلم مكانكما ألا أخبركم بخير مما سألتماني قالا نعم قال كلمات علمنيهن جبريل تسبحان دبركل صلاه عشراً وتحمدان عشراً وتكبران عشراً وإذا أوتيتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثاً وثلاثين وتحمدان ثلاثاً وثلاثين وتكبران أربعاً وثلاثين فيقول علي والله ما تركتهن منذ علمنهين رسول الله
ما أعظم هذا الزاد الذي نتعلمه من رسول الله وهذا الأثر الروحي الذي له دوره في أعانه الإنسان حتى في أموره الحياتيه وكانت السيدة فاطمة شديدة الثقة بما عند الله من عظيم الأجر على الصبر
وها هي تضرب لنا مثال المرأةالصالحة التي تشاطر زوجها أفراحه وأتراحهوتعينه على أعباء الحياه

وفاةالرسول صلى الله عليه وسلم
مرض السول صلى الله عليه وسلم فهرعت الزهراء لتطمئن عليه فلما دخلت عليه أخذها إلى جانبه ثم قربها منه وأسر لها حديثاً فبكت ثم أسر لها حديثاً فضحكت فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب إلى الحزن
فلما سألتها السيدة عائشةقالت أخبرني أنه ميت من وجعه ثم أخبرني أنني أسرع أهله لحوقاً به
ثم أنتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فما كانت من السيدة فاطمة إلا أن رددت في أسى ولوعة :أبتاه يا أبتاه يا أبتاه أجاب رباً دعاه جنة الفردوس مأواه
وفاتها رضي الله عنها
مضت الأيام بعد وفاةالرسول حوالي ستةأشهر ثم مرضت الزهراء وانتقلت إلى جوار ربها وتوفيت السيدة فاطمة وهي إبنة تسع وعشرين سنة ليلة الثلاثاء سنة إحدى عشر للهجرة فرضي الله عنها

وفاة السيدة فاطمة رضي الله عنها .. 3 رمضان
في الثالث من شهر رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة توفيت سيدة نساء العالمين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها، ودفنت بالبقيع ليلاً.
قال ابن كثير: وبعده صلى الله عليه وسلم بستة أشهر على الأشهر توفيت ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتكنَّى بأم أبيها، وقد كان -صلوات الله وسلامه عليه- عهد إليها أنها أول أهله لحوقًا به، وقال لها مع ذلك: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة". وكانت أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم على المشهور، ولم يبق بعده سواها، فلهذا عظم أجرها؛ لأنها أصيبت به [1].
وقد وردت كثير من الآثار التي تدلل على حب النبي صلى الله عليه وسلم لها؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا قدم من غزو أو سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يأتي فاطمة ثم يأتي أزواجه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون"[2].
وقد تزوجها ابن عمها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد الهجرة، وذلك بعد بدر بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد ذلك بسبعة أشهر ونصف، فأصدقها درعه الحطمية وقيمتها أربعمائة درهم. وكان عُمرها إذ ذاك خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، فولدت له حسنًا وحسينًا ومحسنًا وأم كلثوم التي تزوج بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد ذلك.
وقد قال الإمام أحمد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوّجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدمٍ حشوها ليفٌ، وَرَحَيَيْنِ وسقاءٍ وجرَّتَيْنِ.
ولما حضرتها الوفاة أوصت إلى أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر الصديق، فغسّلتها هي وعلي بن أبي طالب وسلمى أم رافع. قيل: والعباس بن عبد المطلب، رضي الله عنهم أجمعين.
واختلف في مقدار سنها يومئذٍ فقيل سبع، وقيل ثمانٍ، وقيل: تسع وعشرون. وهي أول من ستر سريرها عند حمل جنازتها، وكان الذي صلى عليها زوجها عليٌّ، وقيل: العباس، وقيل: أبو بكر الصديق.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها".
وأنجبت السيدة فاطمة الحسن و الحسين و أم كلثوم و زينب، و لم يتزوج علي رضي الله عنه عليها غيرها حتى ماتت

================================

[1]ابن كثير: البداية والنهاية 6/365.
[2] ابن عبد البر: الاستيعاب 2/113.

.

» قصةوتاريخ وفاة السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» فاطمة الزهراء وعلي بن ابي طالب ((رضى الله عنهما)).. قصة العشق المهذب!!!
» سيرة السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله زوجة على بن ابى طالب
» سيرة السيدة فاطمة الزهراء 1 لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
» الزهراء قدوة المرأة في الاسلام فاطمة الزهراء