منتدي المركز الدولى


 التوكل على الله  د. جمال المراكبي Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
 التوكل على الله  د. جمال المراكبي 1110
 التوكل على الله  د. جمال المراكبي Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا  التوكل على الله  د. جمال المراكبي 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى


 التوكل على الله  د. جمال المراكبي Ououou11

۩۞۩ منتدي المركز الدولى۩۞۩
ترحب بكم
 التوكل على الله  د. جمال المراكبي 1110
 التوكل على الله  د. جمال المراكبي Emoji-10
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول
ونحيطكم علما ان هذا المنتدى مجانى من أجلك أنت
فلا تتردد وسارع بالتسجيل و الهدف من إنشاء هذا المنتدى هو تبادل الخبرات والمعرفة المختلفة فى مناحى الحياة
أعوذ بالله من علم لاينفع شارك برد
أو أبتسانه ولاتأخذ ولا تعطى
اللهم أجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا
يوم العرض عليك ، لا إله إلا الله محمد رسول الله.
شكرا لكم جميعا  التوكل على الله  د. جمال المراكبي 61s4t410
۩۞۩ ::ادارة
منتدي المركز الدولى ::۩۞۩
منتدي المركز الدولى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي المركز الدولى،منتدي مختص بتقديم ونشر كل ما هو جديد وهادف لجميع مستخدمي الإنترنت فى كل مكان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Orange 
Sharp Pointer
منتدى المركز الدولى يرحب بكم أجمل الترحيب و يتمنى لك اسعد الاوقات فى هذا الصرح الثقافى

اللهم يا الله إجعلنا لك كما تريد وكن لنا يا الله فوق ما نريد واعنا يارب العالمين ان نفهم مرادك من كل لحظة مرت علينا أو ستمر علينا يا الله

 

  التوكل على الله د. جمال المراكبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شعبان
المدير
المدير
شعبان


وسام الابداع

اوفياء المنتدى

ذكر عدد المساهمات : 7712
تاريخ التسجيل : 16/06/2010
الموقع :
المزاج المزاج : الحمد لله

 التوكل على الله  د. جمال المراكبي Empty
مُساهمةموضوع: التوكل على الله د. جمال المراكبي    التوكل على الله  د. جمال المراكبي Icon_minitime1الجمعة 22 يناير - 4:02


التوكل على الله د. جمال المراكبي
التوكل على الله د. جمال المراكبي



التوكل على الله (1 /2)



التوكل لغةً: مصدر توكَّل، يَتَوَكَّل، مأخُوذ من مادة: "وكل"، التي تدلُّ على اعتمادٍ على الغير في أمْرٍ منَ الأُمُور؛ قال الراغب: التوكيل: أن تعتمدَ على غيرك، وتجعله نائبًا عنك، يُقال: وَكَلَ فلان أمْره إلى فلان؛ أي: فوض أمره إليه، واعتمد فيه عليه، فالتَّوَكُّل عبارة عن: اعتماد القلب على الوكيل.



ولا يَتَوَكلُ الإنسانُ على غيره، إلاَّ إذا اعتقد فيه أشياء: الشفَقة والقوة والهداية، فيعلم أن الوكيل يسعى لتحقيق ما ينفعه ويصلحه، ويقدر على تحقيق ذلك، ويعلم السبيل الموَصِّلة إلى ذلك، فيثق في قدرته، ويفوِّض الأمرَ إليه، والتوكُّل على اللَّه سبحانه يرتكز على علم العبد أنَّ الله كافلُ رزقهِ، ومدبِّرُ أمره، فيثق في تدبير ربِّه، ويركَن إليه وحده، ولا يتوكَّل على غيره.



الإيمان والتوكُّل:

التوَكُّل عمَل قلبي من أجَلِّ أعمال القلوب، وشُعبةٌ من شُعَب الإيمان، يرْتكِز على معْرفة بالله عزَّ وجلَّ الذي لا ربَّ سواه، ولا إله غيره، وإيمان بقدرة الله عزَّ وجل الذي له مُلك كلِّ شيء، يُدَبِّر الأمور بحكمته، وهو على كلِّ شيء قدير، وإيمان بفَضْل الله ورحمته وإنعامه على عبْده.



ولهذا؛ فعلى قدْر يقين العبْد بتوحيد الرب وقُدرته ورحمته، يكون توكلُه على ربِّه، ويظهر ذلك جَليًّا في فَهْمه لكلمة التوحيد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمْد، وهو على كلِّ شيء قدير.



قال ابن القَيِّم: التوَكُّل حال مرَكَّبة من مجموع أمور لا يتم إلا بها:

أولها: معرفة بالرَّبِّ وصفاته؛ من العلم والقُدرة والقَيُّوميَّة.

الثاني: الأخْذ بالأسباب؛ فإنَّ الله عزَّ وجلَّ جَعَل لكلِّ شيء سببًا.

الثالث: رُسُوخ القلب في مقام التوحيد، فلا يلتفتْ إلى غير الله عزَّ وجلَّ.

الرابع: اعتماد القلْب على الله، فلا يتعَلَّق بالأسباب، ولكن يعتمد على مُدَبِّر الأمر، ومُسَبِّب الأسباب.

الخامس: أن يحسنَ العبدُ ظنَّه بربِّه ومَوْلاه، فيعتقد أنَّ تدبير الله عزَّ وجل له خير مِن تدبيره لنفسه.

السادس: أن يستسلمَ لهذا التدبير.

السابع: أن يُفَوِّض الأمورَ كلها لله - عزَّ وجلَّ.

الثامن: أن يرضى بقضاء الله - عزَّ وجلَّ.



الاستخارة تدريب على التوَكُّل:

كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم يُعَلِّم أصحابَه الاستخارة، كما يُعَلِّمهم السورة من القرآن؛ لما في صلاة الاستخارة ودعائِها من تدريب وتعويد على التوَكُّل على الله، فالمُستَخير يُعلن عن عجْزه عن اختيار ما ينفعه، فيلجأ إلى ربِّه يطلب منه سبحانه بما لديه من علْم تام وقدرة بالغة أن يختار له ما ينفعه وما يصلحه، ثم يثق في اختيار الله عزَّ وجلَّ له، ويرضى بما قدره الله عزَّ وجلَّ له.



وهذا معنى قول النبي صلى اللَّه عليه وسلم في دعاء الاستخارة: ((اللهم إنِّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك مِن فضلك العظيم))، فهذا توكلٌ وتفويض: ((فإنك تعلمُ ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علاَّم الغُيُوب))، فهذا تبرُّؤ إلى الله من العلم والحول والقوة، وتوسُّل إليه سبحانه بصفاتِه التي هي أحب ما توسل إليه بها المتوسِّلون، ثم سأل ربه أن يقضي له ذلك الأمر إن كان فيه مصلحته عاجلاً أو آجلاً، وأن يصرفه عنه إنْ كان فيه مَضَرَّتُه عاجلاً أو آجلاً، فهذه حاجته التي سألَها، فلم يبقَ عليه إلا الرضا بما يقْضيه الله عزَّ وجلَّ له، ((واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به))[1].



وغالِبُ أدعية النبي صلى اللَّه عليه وسلم ترشد العبدَ إلى صِدْق اللجُوء إلى الله، والاعتماد عليه في حوائج الدنيا والآخرة، والتبَرُّؤ من حوله وقوته وعلمه وقدرته، إلى حول الله تعالى وقوته وعلمه وقدرته، وطلب الخير حيث كان، والرضا بقضاء الله عزَّ وجلَّ فمن ذلك:

((اللهُمَّ بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحْيني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا علمتَ الوفاة خيرًا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغَيْب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضَب، وأسألك القصْد في الغنى والفقر، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قُرَّة عين لا تنقَطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذَّة النظَر إلى وجهك، والشوق إلى لقائِك في غير ضرَّاء مُضرَّة، ولا فتنة مُضِلَّة، اللهُمَّ زيِّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين))[2].



الله - سبحانه وتعالى - نِعْم الوكيل، والوكيلُ من أسمائه الحسنى، وهو الذي يتوَكَّل عليه المؤمنون، فيُفَوِّضون الأمور كلها إليه ليأتي بالخير، ويدْفع الشر، ولهذا فإنَّ منَ الشِّرك باللَّه أن يتَّخذ الإنسان وكيلاً من دون الله عزَّ وجلَّ وقد جاءتْ آيات القرآن لتحذر من ذلك أشد تحذير؛ قال تعالى: ﴿ وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً ﴾ [الإسراء: 2]، وقد نفى المولَى - تبارك وتعالى - هذا عن غيره حتى عن رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم فقال: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ﴾ [الزمر: 41].



فالوكيلُ المفَوَّض في كل الأمور هو اللَّه عزَّ وجلَّ ولهذا أَمَرَ عبادَه بالتوَكُّل عليه؛ فقال: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ﴾ [النساء: 81]، وقال: ﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً ﴾ [المزمل: 8 - 9].



والله - سبحانه وتعالى - حيٌّ قَيُّوم، لا يغفل عن التصريف والتدبير، وهو - سبحانه وتعالى - عزيزٌ لا يُغلب، فلا يذلُّ مَن استجار به، ولا يضيع مَن لاذ بجنابه، حكيمٌ يضع كل شيء في نصابه ولا يقصر عن تدبير أمْر مَن توَكَّل على تدْبيره، رحيمٌ أرحم بعبدِه المؤمن منَ الوالدة بولدها، فلا يدبر إلا ما يصلحه في الدنيا والآخرة، ولهذا جاءتْ آيات التوكُّل مقْرُونة بهذه الصفات وأمثالها؛ قال تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ ﴾ [الفرقان: 58]، وقال: ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 49]، وقال: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴾ [الشعراء: 217].



والله - سبحانه - نِعْم الوكيل؛ فمَن توَكَّل على الله كفاه ما يهمُّه؛ ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3]، وفي الصَّحيح عن ابن عباس قال: ((حسبُنا الله ونِعْم الوكيل، قالها إبراهيم - عليه السلام - حين أُلقي في النار، وقالها محمد صلى اللَّه عليه وسلم حين قالوا: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾))؛ البخاري (4563).



فضل التوكُّل على الله:

1- التوكُّل على الله نصف الدِّين:

التوكُّل على الله من أفضل الأعمال القلبية بعد الإيمان واليقين، فلا يقوم الدِّين إلا على أساس التوَكُّل، وقد أَمَرَنَا المولَى - تبارك وتعالى - أن نَتَوَكَّل عليه في طاعته وعبادته، فعلَّمَنا - سبحانه - أن نقول في صلاتنا: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾، وعَلَّمَنا النبي صلى اللَّه عليه وسلم أن نقول بعد كل صلاة: ((ربِّ أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك)).



ويقول المؤمنون في دعائهم: ﴿ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [التغابن: 4]، مُقتَدين في ذلك بالنبي الكريم شعيب - عليه السلام - حيث يقول: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]، ولهذا قال ابن القيم: الدِّين نصفان: عبادة، واستعانة؛ فالعبادةُ هي الإنابة، والاستعانة هي التوَكُّل على الله.



2- والتوَكُّل على الله تعالى من شُعَب الإيمان:

ومن سمات المؤمنين؛ قال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36]، وقال: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 122].



3- والله - سبحانه وتعالى - يكفي مَن تَوَكَّل عليه من كلِّ هَمٍّ وسُوء:

قال تعالى: ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾، وقال: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]، فمَن كان اللهُ حسبه وكافيه وراعيه، فقد فاز فوزًا عظيمًا؛ ولهذا كفى اللَّه إبراهيم في النار حين قال: ((حسبي الله ونِعْم الوكيل))، فصارت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم؛ ﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ﴾ [الأحزاب: 25]، وذلك يومَ الأحزاب، ونصرهم الله في مواطن كثيرة، سواء قاتلوا أم لَم يُقاتلوا؛ ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال: 10]، وذلك حين استجابوا لله وتوَكَّلوا عليه؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * ‏فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 172 - 174].



وفي الحديث: ((حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكَّلْت، وهو ربُّ العرْش العظيم، مَن قالها حين يُصبح وحين يمسي سبع مرات، كفاه الله ما أهمَّه مِن أمْرِ الدُّنيا والآخرة))[3].



4- والله - سبحانه وتعالى - يُحِب المتَوَكِّلين:

ولهذا قال لنبيه صلى اللَّه عليه وسلم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].



5- والله - سبحانه وتعالى - يضمن للمتوَكِّلين عليه رزقهم لو أحسَنوا التوَكُّل عليه:

ولهذا قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: ((لو أنكم توَكَّلون على الله حق توكله، لَرَزَقَكُم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتروح بطانًا))[4].



6- والله - سبحانه وتعالى - يضمن للمتوَكِّلين عليه الهداية والكفاية والوقاية:

ولهذا أَمَرَنَا النبي صلى اللَّه عليه وسلم أن نعزم التوَكُّل عند خُرُوجنا من البيوت وعند عودتنا؛ لئلاَّ نُحرم هذا الفضْل؛ قال رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم: ((إذا خرج الرجلُ مِن بيته، فقال: بسم الله، توكَّلْت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يُقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتَتَنَحَّى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجلٍ قد هُدي وكُفي ووُقي؟!))[5]، وعند دخول البيت يقول: ((بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا))[6].



وفي الصحيح: ((إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء))[7].



7- وأخيرًا:

يضمن الله للمؤمنين المتوَكِّلين الجنة، فيدخلهم الجنة بغير حساب ولا عذاب؛ لأنهم حقَّقوا التوحيد قولاً وعملاً؛ قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: ((عُرضت عليَّ الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت، فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرتُ فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفًا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قلت: ولِمَ؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون))، فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: ((اللهم اجعله منهم))، ثم قام إليه رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: ((سبقك بها عكاشة))[8].



وللحديث بقية - إن شاء الله.


[1] "مدارج السالكين" (2 /128).

[2] النسائي.

[3] أخرجه أبو داود، وابن السني.

[4] الترمذي، وقال: حسن صحيح.

[5] أبو داود والترمذي.

[6] أبو داود.

[7] مسلم.

[8] البخاري، ك: الرقاق.










‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








مركزالدولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شعبان
المدير
المدير
شعبان


وسام الابداع

اوفياء المنتدى

ذكر عدد المساهمات : 7712
تاريخ التسجيل : 16/06/2010
الموقع :
المزاج المزاج : الحمد لله

 التوكل على الله  د. جمال المراكبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوكل على الله د. جمال المراكبي    التوكل على الله  د. جمال المراكبي Icon_minitime1الجمعة 22 يناير - 4:04




التوكل على الله (2/ 2)



النبي صلى اللَّه عليه وسلم سَيِّد المتَوَكِّلين على الله، أَمَرَ الله تعالى نبيَّه محمدًا صلى اللَّه عليه وسلم بالتوَكُّل عليه في تسع آيات من القرآن الكريم في جميع مراحل الدعوة؛ ففي القرآن المكِّي نَجِد قولَ الله تعالى:

• ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123].

• ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾ [الفرقان: 58].

• ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴾ [الشعراء: 217].

• ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴾ [النمل: 79].



وفي القرآن المدَني نجد قول الله تعالى:

• ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].

• ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ﴾ [النساء: 81].

• ﴿ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنفال: 61].

• ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ﴾ [الأحزاب: 3].



وجاء الأمرُ للنبي صلى اللَّه عليه وسلم بالتوَكُّل بصيغةٍ أخرى:

• ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً ﴾ [المزمل: 9].

• ﴿ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129].

• ﴿ قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ﴾ [الملك: 29].



لقد كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم سَيِّد المتوَكِّلين، قام بأعباء الدعوة إلى اللَّه عز وجل ولَم يلتفتْ إلى إعراض المعرضين وتولِّيهم، ولا إلى جمع المشركين، ولا إلى تفلُّت المنافقين، ولكنه أخذ بأسباب البلاغ والنصر والتمكين، واعتَمَد على ربِّه، ووثق بوعْده ونصره، فكان النصرُ المبين، والتمكين للمؤمنين؛ ولهذا قال للصِّدِّيق في الغار: ((ما ظنُّك باثنين اللهُ ثالثهما؟! لا تحزن؛ إنَّ الله معنا))؛ ﴿ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ﴾ [التوبة: 40]، وقال بعد أُحُد: ((حسبنا الله ونعم الوكيل))؛ ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾ [آل عمران: 174].



وبشَّرَ أصحابه يوم الأحزاب عند حفر الخندق بفتح فارس والروم، ولهذا قام أصحابُه من بعده بواجب الدعوة إلى اللَّه خيرَ قيام، فأقاموا خلافةً راشدة على منْهاج النبوة، ومكَّن اللَّه عز وجل لهم في الأرض.



ومِن تمام توكُّله على ربِّه؛ سماه اللَّه عز وجل المتوكل، فقال: ((يا أيها النبي، إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وحِرْزًا للأُمِّيين، أنت عبدي ورسولي، سميتُك المتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظ، ولا صخَّاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح بها أَعْيُنًا عُمْيًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا))[1].

قال ابن حجر: سَمَّاه ربُّه المتوكلَ على اللَّه؛ لقناعته باليسير، والصبر على ما كان يكره. ا هـ.



قلتُ: ولا يقدر على القيام بأعباء الدعوة والرسالة إلاَّ مَن صدق في توكُّلِه على اللَّه، واعتماده عليه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوة خير قيام بِحُسن توَكُّله، فأعانَهُ ربُّه ووفَّقه، ومكَّن له، حتى أقام المِلَّة العَوْجاء، ودخل الناس في دِين الله أفْواجًا، وكان أكثرَ الأنبياء تابِعًا يوم القيامة.



الأخذ بالأسباب من تمام التوَكُّل:

يعتقِد البعضُ أنَّ مِن تمام التوَكُّل ترْكَ الأسباب بالكُلِّيَّة، وهذا غيرُ صحيح؛ بل إنَّ فيه تعطيلاً لنُصُوص الشرْع، وبطالة لا يرْضاها اللهُ عزَّ وجل ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم.



إنَّ التَّوَكُّل من أعظم الأسباب التي يحقق بها العبدُ مطلوبَه من الله عز وجل ولهذا فمَن أنكر الأسبابَ لَم يستقِم معه التوَكُّل، ومن تَرَك الأسباب فقد سلك طريق العجْز، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((احْرِص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز))[2].

ولكن من تمام التوكل عدم الركون إلى الأسباب، وترك تعلُّق القلب بها، ولكن يتعلَّق القلب بمسبب الأسباب ومدبِّر الأمر.



إنَّ القُعُود عن الأسباب وترْك السعي ليس من التوَكُّل في شيء؛ بل هو تواكُل واتِّكال حَذَّرَنا منه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقد خاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يتَّكل الناسُ على مجرد قول كلمة التوحيد دون حرص على العمل النافع؛ فقال لمعاذ بن جبل: ((لا تبشِّرهم فيَتَّكلوا))[3].



ولما بَعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة يُبَشِّر الناسَ من لقي منهم يشهد أن لا إله إلا الله، مستيقنًا بها قلبُه، يبشِّره بالجنة، قال عمر بن الخطاب: لا تفعل؛ إني أخشى أن يتكل الناس عليها، فخلِّهم يعملون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فخلِّهم يعملون))؛ متفق عليه.



وقد يقول قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على المتوكلين الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ومدحهم بأنهم ((لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون))؛ متفق عليه، أليست هذه دعوة لترك الرقى والتداوي، وهما من أعظم الأسباب المعينة على الشفاء؟



والجواب: أن الحديث لا يدلُّ على أنهم لا يباشرون الأسباب أصلاً، إنما المراد أنهم يتركون الأمورَ المكروهة شرعًا مع حاجتهم إليها؛ توكلاً على اللَّه تعالى فإنهم لا يسترقون؛ أي: لا يطلبون من غيرهم الرقية، وإنما يطلبون الشفاء من اللَّه عز وجل مباشرةً، ويستعملون الرقى الشرعية الثابتة في آيات الكتاب وصحيح السنة، ولا يكتوون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحبُّ الكي، وينهى عنه، ولا يتطيرون؛ ولا يتعلقون بالأوهام، معتقدين أن التدبير بيد الله - عز وجل.



وسعيُ العبد إما أن يكون لجلب نفعٍ مفقود، كسعيه في طلب الرزق، وسعيه في فعل الخيرات، وإما أن يكون لحفظِ نفع موجود، كادِّخار القوت، وإما أن يكون لدفع ضرر لم ينزل، كدفع أثر البرد بارتداء الملابس الثقيلة، ودفع المرض بتجنُّب أسباب العدوى، أو بالتطعيم ضده، أو بتعقيم الأدوات الطبية وخلافه، وإما لإزالة ضرر قد نزل، كالتداوي من المرض.



والأسباب تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: سبب مقطوع به بتقدير الله عز وجل كالطعام الذي يدفع أثرَ الجوع، والزرع الذي يُرجى منه النماء، ومثل هذه الأسباب يجب الأخذُ بها شرعًا، ولا يجوز لأحد أن يتركها بدعوى التوكل على الله.



القسم الثاني: سبب مظنون (ظني) يُرجى من مباشرته تحقُّقُ المطلوب بتوفيق الله عز وجل كالتداوي لدفع المرض وجلب العافية، فكم من مريضٍ وصف له الدواء ولم يتمَّ الشفاء! ولكن لا يجوز التداوي بمحرَّم كالخمر، ولا يستحبُّ التداوي بمكروهٍ كالكي، وهذا القسم يجب على العبد أن يأخذ به أيضًا.



القسم الثالث: سبب وهمي، يعتقد كثيرٌ من الناس أنه يجلب النفعَ، ويدفع الضر، وهو في الحقيقة لا تأثير له؛ ولهذا نهى الشرعُ عنه؛ كالتطير والتشاؤم، والذَّهابِ للكاهن والعراف، والاستسقاءِ بالأنواء والنجوم، وتعليقِ التمائم، وسؤالِ غير اللَّه.



وهذا لا يجوز للعبد أن يتعاطاه، وإن ثبت بالتجرِبة أنه يتحقق المطلوب به أحيانًا، فهذا من الابتلاء والافتتان، نعوذ بالله من الخذلان؛ بل إن التوكل الحقيقي يكون بالإعراض عن هذا البلاء؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الطيرة شرك))، قال ابن مسعود: وما منا إلا.. ولكن الله يذهبه بالتوكل.



ومعنى كلام ابن مسعود: أن الإنسان قد يجد في قلبه مكانًا للتطير، وذلك بتأثير البيئة أو العادة، ولكن العبد إذا حسُن توكلُه على الله، أذهب الله عنه كلَّ أثر للتطير.



مجالات التوكل:

التوكل في أمر الرزق:

لا شك أن أمر الرزق يشغل عامةَ الناس، وكذلك أمر الأجل، والمؤمن المتوكِّل على الله لا ينشغل كثيرًا بهما؛ لأنه مطمئنٌّ تمامًا إلى أن الرزق مقسوم، والأجل معلوم، فلا يملك أحدٌ أن ينقص من رزقه، كما لا يملك أحدٌ من الخلق أن يغيِّر أو يقدِّم أجلَه، وهذا لا يعني أن يهمل المتوكلُ أمرَ السعي لطلب الرزق، ولكنه يسعى وهو مطمئن إلى أن أحدًا لا يأكل رزقَه، ولا يقدم أجلَه، وأن ما أصابه من خيرٍ لا يمكن أن يُخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه؛ ولهذا فهو لا يقتل ولدَه من إملاقٍ أو خشية إملاق، كما فعل أهل الجاهلية الأولى، ولا يمنع نسلَه ويجهض امرأتَه، كما يفعل أهل الجاهلية في العصر الحديث؛ وإنما يتعامل مع النسل على أنه رزق من عند الله، قد كفله اللهُ وكفاه، ولكنه يأخذ بالأسباب؛ لتحسين مستوى النسل، ورفع مستوى الفرد، وتعليمه وتثقيفه بما يحقق نفعه في الدنيا والآخرة.



وهذه مسؤولية الرجل في بيته وأسرته، ومسؤولية المرأة في بيتها مع أولادها، ومسؤولية المعلِّم مع تلامذته، ومسؤولية الحاكم في المجتمع المسلم؛ كما قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته...)) الحديث.



والمتوكل على اللَّه في أمر الرزق لا يركن إلى الحرام، فيسعى إلى كلِّ كسبٍ طيب، ويبتعد عن سُبل الكسب الخبيث، وقد عَلِم أن رزقه لن يخطئه أبدًا، فلماذا يحرص على الحرام ويستكثر منه، طالما أن الرزَّاق قد كفل له رزقه؟! وهو كذلك لا ينشغل عن آخرته بسعيه لأجل دنياه؛ بل يحرص على الخيرات، ويسابق إلى الطاعات؛ لأنه يتطلَّع إلى الحظِّ الأوفر، والنصيبِ الأعظم من الرزق المقسوم، ألا وهو الجنة، فيطمع في الفردوس الأعلى، ويسأل ربَّه التوفيق والمعونة؛ عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألتُم اللهَ، فاسألوه الفردوس الأعلى؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، فوقه عرش الرحمن، منه تفجر أنهار الجنة))؛ رواه البخاري (2760).



لقد وثق المسلمون الأوائل بوعْد الله، واطمأنُّوا إلى كفايته، فبذَلوا الأموال والأرواح في سبيل الله؛ شوقًا إلى الجنة، وخوفًا من النار، حتى جاء الصدِّيق في غزوة العُسرة بماله كلِّه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيتَ لأهلك؟))، فقال: "أبقيتُ لهم اللهَ ورسوله"؛ متفق عليه.



ورغم أهمية الرزق، فهو ليس ما يطلبه الناس من أمر الدنيا فحسب؛ فالرزق أشمل وأعمُّ من المال أو المتاع؛ ولهذا يحرص المؤمن المتوكلُ على طلب الزوجة الصالحة ذات الدين، التي تُعينه على أمرَيِ الدنيا والآخرة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا متاع، وخيرُ متاعها المرأة الصالحة))؛ رواه مسلم، وقال: ((فاظفر بذات الدين تربتْ يداك))؛ متفق عليه.



وكذلك يحرص المؤمنُ على طلب الذُّرية الصالحة، التي تقرُّ بها عينه، وترثه من بعده في عمارة الأرض وعبادة الله سبحانه فيلحقه من عملها ودعائها بعد موته الخيرُ الكثير؛ ولهذا قال إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، وقال زكريا عليه السلام: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، ومن فضل الله ورحمته أنْ جعل عمل الذرية الصالح ودعاءها في ميزان الآباء، وألحق الأبناءَ بالآباء؛ قال عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ابن آدم انقطع عملُه إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له))؛ رواه مسلم.



﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

وأفضل ما يحرص عليه المؤمنُ بعد الإيمان واليقين: أن يرزقه الله العافيةَ في الدنيا والآخرة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس، سلُوا الله العافية، فإن أحدًا لم يُعط بعد اليقين خيرًا من العافية))؛ رواه أحمد والترمذي.



التوكل على الله في أمر الدين:

إن أعظم غاية ومقصود عند المؤمن: أن ينال رضوانَ الله والجنة؛ ولهذا فهو يستعين باللَّه ويتوكل عليه؛ ليسلك سبيلَ الاستقامة والنجاة، ويثبت عليه حتى يلقى ربَّه ومولاه، فيكون من الذين تتلقَّاهم الملائكة بالبُشرى؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30].



وكذلك يتوكَّل المؤمن على ربه في إعلاء كلمته وتبليغ دعوته، وجهاد أعدائه ونصرة دينه، وهذا هو توكل الأنبياء وورثة الأنبياء، وإن عاندهم المعاندون؛ ﴿ وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [إبراهيم: 12]؛ ولهذا ينصرهم الله عز وجل ويمكِّن لهم، ويكفيهم ما أهمهم؛ ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].



مواطن التوكل:

• عند طلب النصر؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160].



• وكذلك عند جمع الأعداء لاستئصال شأفة المؤمنين؛ لقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 172- 173].



• وكذلك عند اليأس من هداية الكفار؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ﴾ [الأحزاب: 48].



• وعند إعراض الخلق وتوليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129].



• وعند إرادة السلم وكف القتال؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنفال: 61].



• وعند خداع الكفار للمسلمين؛ لقوله تعالى: ﴿ ‏وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 62].



• كذلك إذا حُم القضاء ونزل البلاء؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51].



• وإذا أردتَ محبة الله عز وجل لك؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾.



• وكذلك إذا شاورتَ وعزمت فتوكل على الله؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 159].



• وإذا خرجت من بيتك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((بسم الله، توكلتُ على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله))؛ (صحيح؛ رواه أبو داود والنسائي عن أنس).



• إذا كنت في كرب وضيق؛ لقول ابن عباس ((حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم حين أُلقي في النار))؛ البخاري (4563).



• عند التشاؤم والتطير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((الطِّيرة شرك))، وقول ابن مسعود: ولكن الله يذهبه بالتوكل.



• عند قرب القيامة وظهور أماراتها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((كيف أنعم وصاحبُ القرن قد التقم القرنَ، وحنى جبهته، وأصغى سمعه، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ؟!))؛ (رواه أحمد والترمذي، وهو صحيح بطرقه)، فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: ((قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا))؛ الترمذي، وحسَّنه.



• عند السعي في طلب الرزق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لو أنكم توكلون على الله حقَّ توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا))؛ (رواه الترمذي؛ وقال: حسن صحيح، وأحمد (1/30)، وهو صحيح).



• إذا أردت دخول الجنة بغير حساب، فعليك بالتوكل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون))؛ متفق عليه.



• عند النوم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم أسلمتُ نفسي إليك، وفوضتُ أمري إليك، ووجهتُ وجهي إليك، وألجأتُ ظهري إليك...)) الحديث.



• عند الاستخارة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم....)) الحديث.



والتوكل على اللَّه أشملُ وأعم من أن نحيط بمجالاته ومواطنه؛ فهو يعم جميعَ مجالات الحياة في الدنيا والآخرة.

نسأل اللَّه أن يعيننا على طاعته، وذكره وشكره وحسن عبادته، فهو حسبنا ونعم الوكيل.



[1] البخاري (4838).

[2] رواه مسلم (2664).

[3] متفق عليه.







‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗








مركزالدولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التوكل على الله د. جمال المراكبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسباب المغفرة د: جمال المراكبي
» التوكل على الله
» كيفية التوكل على الله
» كيفية التوكل على الله
» التوكل على الله وأهميته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي المركز الدولى :: ๑۩۞۩๑ (المنتديات الأسلامية๑۩۞۩๑(Islamic forums :: ๑۩۞۩๑نفحات اسلامية ๑۩۞۩๑Islamic Nfhat-
انتقل الى: