السيرة المحمدية لخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم

الثامن عشر :
(( محمد رسول الله )) :
بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم
وأعمامه وعماته :
بعد وفاة السيدة خديجة بأيام تزوج صلى الله عليه وسلم
بالسيدة سودة بنت زمعة العامرية القرشية ،
ثم تزوج بالسيدة عائشة
بنت سيدنا أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما : وهي بنت تسع
سنين ، وكانت أحب
نسائه إليه ، ثم تزوج
بالسيدة حفصة بنت
سيدنا عمر بن الخطاب ،
ثم تزوج بالسيدة زينب
بنت خزيمة بن الحارث
القيسية ، وتوفيت بعد
بنائه بها بشهرين ، ثم تزوج بالسيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية القرشية المخزومية ، 
ثم تزوج بالسيدة زينب بنت
جحش من بني أسد بن خزيمة ، ثم تزوج بالسيدة جويرية بنت الحارث 
من بني المصطلق ، ثم تزوج بالسيدة صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني النضير ، ثم تزوج السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية ، وهى
آخر من تزوج بهن ٠
وقد توفي صلى الله عليه وسلم
عن تسع من نسائه وهن :
عائشة ، وحفصة  ، وزينب 
بنت جحش ، وأم  سلمة ، وصفية ، وأم حبيبة ، وميمونة ، وسودة ، وجويرية ٠
وأول من توفي بعده منهن : زينب بنت جحش ، وآخرهن أم سلمة ، وقد تسرى صلى الله عليه وسلم
بأربع إماء ، منهن : مارية
القبطية ، وهي أم ولده إبراهيم الذي توفي قبل
الفطام في السنة العاشرة من الهجرة ٠
وكان أعمامه صلى الله عليه وسلم
أحد عشر ، لم يسلم منهم سوى سيدنا 
حمزة ، وسيدنا العباس ، 
وهو أصغرهم ، ولم يكن 
منهم شقيق لوالد رسول الله صلى الله عليه وسلم
سوى أبي طالب ، والزبير ٠
وعماته ست ، لم يسلم
منهن سوى السيدة صفية والدة سيدنا الزبير بن العوام ٠
وكان له صلى الله عليه وسلم
موال كثيرون ، ذكور وإناث ، أعتق أكثرهم ،
منهم زيد بن حارثة ،
أعتقه وزوجه مولاته أم
أيمن فولدت سيدنا
 أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - ٠
وقد تشرف بخدمته صلى الله عليه وسلم
كثيرون ، منهم أنس بن
مالك وعبدالله بن مسعود ، وبلال بن 
رباح ، وأبو ذر الغفاري ٠
وكان من كتابه صلى الله عليه وسلم
أبو بكر الصديق ، وعمر ،
وعثمان وعلى ومعاوية والزبير ، 
وعمرو بن العاص ، وكثير غيرهم ،
كانوا يكتبون الوحي
والعهود ، وكتبه صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والأمراء ٠
صلى الله عليه وسلم ٠

التاسع عشر :
(( محمد رسول الله )) :
شهوده صلى الله عليه وسلم  بناء الكعبة :
الكعبة هي أول بيت وضع في الأرض  
للعبادة وقد بناها سيدنا إبراهيم
الخليل مع ولده سيدنا
إسماعيل - عليهما السلام - ثم جدد 
بناؤها من بعده ثلاث مرات وكان  
بناؤها من الصخر وارتفاعها فوق القامة ٠
وعندما بلغ سن النبي صلى الله عليه وسلم
خمسا وثلاثين سنة اتفق
أن نزول سيل عظيم بمكة أثر في جدران الكعبة فأوهنها - على ما
كانت  عليه من الضعف
بسبب حريق أصابها من
قبل ، فاجتمعت قبائل
قريش وشرعوا في هدمها وبنائها بناء مرتفعا
وكان الأشراف منهم يتسابقون في نقل الحجارة وحملها على
أعناقهم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيمن يحمل الحجارة
وينقلها إلى مكان البناء ،
مع عمه العباس  - رضي الله عنه - ٠
ولما تم بناء الكعبة وأرادت قريش وضع الحجر الأسود في موضعه اختلف أشرافهم
فيمن يضعه - وظلوا مختلفين أربعة أيام -
فأشار عليهم أبو أمية
الوليد بن المغيرة ، وهو
أكبرهم سنا بأن يحكموا
بينهم من يرضون بحكمه ، فاتفقوا 
على أن يكون الحكم لأول قادم
من باب الصفا فكان أول
دخل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
فارتاحوا جميعا لما يعهدونه من أمانته ، وحكمته ، وصدقه ، وإخلاصه للحق ، وقالوا
: هذا الأمين رضيناه ، هذا محمد ، فلما وصل إليهم وأخبروه الخبر بسط رداءه ، وتناول الحجر فوضعه فيه بيده
صلى الله عليه وسلم
وبذلك انتهت هذه المشكلة التي كادت تؤدي إلى الحرب والقتال فيما بينهم ٠
صلى الله عليه وسلم ٠

السابع عشر :
(( محمد رسول الله )) :
زواجه صلى الله عليه وسلم 
بالسيدة خديجة بنت خويلد :
لما قدم ميسرة إلى سيدته خديجة ، وأخبرها بما شاهد من
بركات النبي صلى الله عليه وسلم
وإكرام الله - تعالى - له
بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت له : يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك وأمانتك وصدق
حديثك ، وكانت خديجة
مرغوبا فيها لشرف نسبها ورفعة قدرها 
بين قومها فعرض النبي صلى الله عليه وسلم
الأمر إلى أعمامه ، فوافقوه على زواجه صلى الله عليه وسلم
بها وتوجهوا معه إليها
وأتموا عقد الزواج بينهما
، وتولاه عنها عمها عمرو بن أسد ، كما 
تولاه عن النبي صلى الله عليه وسلم
عمه أبو طالب وكان صداقها عشرين بكرة ٠
وكان سن السيدة خديجة أربعين سنة ،
وسنه صلى الله عليه وسلم
خمسا وعشرين سنة ،
ولم يتزوج عليها النبي
حتى توفيت - رضى الله
عنها - وذلك قبل هجرة
النبي صلى الله عليه وسلم إلى 
المدينة بثلاث سنين ، 
وقد جاء منها بأولاده كلهم - ما عدا إبراهيم - وأولهم :
القاسم ، وبه كان يكنى
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتليه زينب ، ثم رقية ،
ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ،
ثم عبدالله الملقب بالطيب وبالطاهر ، وكانت متزوجة قبله صلى الله عليه وسلم
برجل اسمه : أبو هالة ،
ولدت منه ولدا اسمه : هند ، فكان ربيب 
رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠

السادس عشر :
(( محمد رسول الله )) :
رحلته إلى الشام مرة
ثانية في تجارة لخديجة
بنت خويلد :
كان طريق الكسب في
قريش التجارة ، وكانت
خديجة بنت خويلد -
من بني أسد بن عبدالعزى بن قصي -
سيدة ذات مال ، تتاجر
في مالها بطريق المضاربه مع من تثق 
به من الرجال ، فلما سمعت
بأمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم 
وصدقه حتى اشتهر بين
قومه باسم : ( الأمين )
بعثت إليه وعرضت عليه
أن يسافر بمال لها إلى
الشام ، وتعطيه من الربح أكثر مما كانت تعطى غيره ، فقبل ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠
وسافر بمالها مع غلامها ميسرة ، فباع
واشترى وعاد بربح عظيم 
وقد شاهد ميسرة في
هذا الرحلة كثيرا من بركات النبي صلى الله عليه وسلم ٠
وإكرام الله تعالى له ، فإنه صلى الله عليه وسلم ٠
لما قدم الشام ، نزل في ظل شجرة
قريبا من صومعة راهب 
هناك ، فقال هذا الراهب لمسيرة :
إنه ما نزل تحت هذا الشجرة قط إلا نبي ،
وكان ميسرة يشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠
مظلات من حر الشمس 
وهو يسير على بعيره بدون أن تكون معه مظلة ٠
صلى الله عليه وسلم ٠

الخامس عشر :
(( محمد رسول الله )) :
سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه 
أبي طالب إلى الشام :
لما أراد أبو طالب أن يسافر إلى الشام في تجارة له ، رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرافقه فأخذه
معه ، وسنه إذ ذاك اثنتا عشرة  سنة ، 
ولما وصلوا ( بصرى ) وهى
أول بلاد الشام من جهة
بلاد العرب ، قابلهم بها
راهب من رهبان النصارى اسمه ( بحيرا )
كان يقيم في صومعة له
هناك ، فسألهم عن ظهور
نبي من العرب في هذا
الزمان ، ثم لما أمعن النظر في النبي صلى الله عليه وسلم وحادثة ، عرف 
أنه النبي العربي ، الذي بشر به
موسى وعيسى - عليهما
الصلاة والسلام - وقال
لعمه : إنه سيكون لهذا
الغلام شأن عظيم ، فارجع به واحذر عليه من اليهود ، فلم يمكث
أبو طالب في رحلتة هذه طويلا ، 
بل عاد به إلى مكة حين 
فرغ من تجارته ، وبقي صلى الله عليه وسلم في مكة مثال الكمال ، محفوظا
من معايب أخلاق الجاهلية ، شهما 
شجاعا ، حتى إنه حضر 
مع عمه حرب ( الفجار ) 
وحلف الفضول وسنه إذ 
ذاك عشرون سنة ٠
صلى الله عليه وسلم ٠

الرابع عشر :
(( محمد رسول الله )) :
من هي التي أرضعت
رسول الله عندما ولد ؟
إن أول جرعة لبن وصلت إلى جوف رسول الله كانت من جارية عمه
أبي لهب وكانت هذه الجارية تسمى ( ثويبة )
لماذا من جارية مملوكة ؟
ليؤذن ربك للعالمين أجمعين والبشرية جمعاء
أن هذا المولود سيحرر
العبيد في الدنيا
هو محرر العبيد هو الذي
جعل من العبيد سادة وجعل من المستضعفين
أساتذة وقادة هو الأمي
الذي علم المتعلمين هو
اليتم الذي بعث الأمل إلى قلوب البائسين
سيحرر عبيد العالم سيجعل من بلال وزيرا
ويجعل من عمار قائدا
ويجعل من صهيب معلما
ويجعل من ابن مسعود
أستاذا ويجعل من أبي
هريرة مدرسا ٠
( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه
ولا تعد عيناك عنهم تريد
زينة الحياة الدنيا )
إن ( ثويبة ) بعدما رأت
مولد رسول الله ذهبت
إلى سيدها أبي لهب وبشرته بمولد محمد
فماذا فعل أبو لهب ؟
عندما وصلته البشرى لم
يملك نفسه من الفرح
بمولد محمد فقال لها يا
( ثويبة ) اذهبي فأنت
حرة وكان هذا يوم الإثنين يوم مولد الرسول ترى هل يضيع
الله له هذا العمل ؟
لا إن أبا لهب أعتق الجارية يوم الإثنين ولذلك يخفف عنه العذاب كل يوم اثنين في نار جهنم 
قال أحد العارفين بالله :
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه
وتبت يداه في الجحيم
مخلدا
أتى أنه في يوم الإثنين دائما
يخفف عنه للسرور  بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره
بأحمد مسرورا ومات موحدا
صلى الله عليه وسلم ٠

الثالث عشر :
(( محمد رسول الله )) :
لنرى العناية الإلهية التي
اختارت له الأسماء
أما اسمه فمحمد لا حنظلة ولاجبلة   ولاعبدالعزى ولاعبد هبل
إن عبدالمطلب لما بشر
بمولده سماه محمد ا
وسألوه : لم سميته بهذا
الاسم ياعبدالمطلب
والعرب لا تعرف هذا الاسم ؟
فقال عبدالمطلب :
سميته محمدا ليحمد 
في السماء والأرض ٠
لى فيك ياأرض الحجاز حبيب
نور العيون وللقبول طبيب
في الأرض أحمد في السماء محمد
عند الإله مقرب محبوب
هو محمد أبوه عبدالله
كلمة إن دلت على شيء
فإنما تدل على خالص
التوحيد ما كان يليق أن
يكون أبوه إلا عبدالله
لا عبدالعزى ولا عبدالكعبة إنما عبدالله
وهل هناك معبود إلا الله
؟ أمه آمنة الأمن والأمان
خادمته أم أيمن والبركة
القابلة التي ولدت آمنة
أتدرون ما اسم السيدة
التي ولد الرسول على
يديها اسمها الشفاء أم
عبدالرحمن بن عوف
مرضعته حليمة حلم وسعادة البلد الذى ولد فيه ( وهذا البلد الأمين )
مكة الشهر الذي فيه ربيع حيث الخصب والنماء وحيث يكسو وجه الأرض بساط من سندس أخضر ٠
هو محمد أبوه عبدالله
أمه آمنة قابلته الشفاء
حاضنته أم أيمن مرضعته حليمة السعدية
بلده مكة شهره ربيع ٠
جعلت حياتك للزمان ربيعا 
ومشى بشيرك في الأنام مذيعا
الله أكبر حين بشر قائلا
وهب الإله إلى الأنام  شفيعا
صلى الله عليه وسلم ٠

الثاني عشر :
(( محمد رسول الله )) :
إنما بعثت لأتميم مكارم الأخلاق
يحتفل المسلمون في
مشارق الأرض ومغاربها
في هذا الشهر الكريم
بحلول ذكرى مولد خاتم
الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن 
عبدالله صلى الله عليه وسلم
وهذه مناسبة عظيمة
القدر ، جليلة الشأن تتطلب أن يرجع المسلمون فيها إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إمام المرسلين 
وخاتم النبيين وسيد الخلق أجمعين ،
الذي حياه ربه الكريم ،
ومدحه في القرآن الكريم ، بالثناء 
العظيم ، والمدح الصميم في قوله
- جله شأنه :
( وإنك لعلى خلق عظيم )
قال ابن القيم - رحمه الله - جمع النبي صلى الله عليه وسلم
بين تقوى الله وحسن الخلق لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين ربه ، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه ، فتقوى الله توجب له محبة الله ، وحسن الخلق يدعو الناس إلى 
محبته صلاة الله وسلامة عليك
يا سيدي يارسول الله
يا إمام من أحبهم الله
فرزقهم حسن الخلق ٠
صلى الله عليه وسلم ٠

الحادي عشر :
(( محمد رسول الله )) :
مولده صلى الله عليه وسلم :
وزمن ولادته ومكانها
ووفاة والده :
تزوج عبدالله - والد النبي صلى الله عليه وسلم - آمنة بنت وهب ،
وعمره ثماني عشرة سنة ،
وهي يومئذ من أفضل
نساء قريش نسبا وأكرمهم خلقا ، ولما دخل بها حملت برسول
الله صلى الله عليه وسلم وسافر والده عبدالله عقب ذلك بتجارة له إلى الشام ،
فأدركته الوفاة بالمدينة
( يثرب ) 
وهو راجع من الشام ،
ودفن بها عند أخواله
بني عدي بن النجار وكان ذلك بعد شهرين
من حمل أمه آمنة به
صلى الله عليه وسلم ٠
ولما تمت مدة الحمل ،
ولدته صلى الله عليه وسلم بمكة المشرفة في
اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من 
من عام الفيل ، الذي يوافق سنة
٥٧١ من ميلاد المسيح
عيسى ابن مريم - عليه
الصلاة والسلام - وهو
العام الذي أغار فيه ملك
الحبشة على مكة ، بجيش تتقدمها ٠
الفيلة وكانت ولادته صلى الله عليه وسلم في دار عمه أبي طالب  ( محمدا )
فوافق ذلك ما جاء في
التوراة من البشارة بالنبي الذي يأتي من بعد
عيسى - عليه الصلاة والسلام - مسمى بهذا
الإسم الشريف ٠
كما جاءت البشارة به صلى الله عليه وسلم
على لسان عيسى - عليه
الصلاة السلام - باسمه :
( أحمد ) ٠
وكانت قابلته صلى الله عليه وسلم الشفاء أم
عبدالرحمن بن عوف ،
وحاضنته :
أم أيمن بركة الحبشية
أمة أبيه عبدالله ٠
صلى الله عليه وسلم ٠

العاشر :
(( محمد رسول الله )) :
اطلع الله على قلوب العباد فوجد قلب 
محمد صلى الله عليه وسلم
خير قلوب العباد فاختاره لرسالته ٠
ثم اطلع على قلوب العباد بعده فوجد 
قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاختارهم لصحبته ٠
فما رآه  المسلمون حسنا 
فهو عند الله حسن ٠
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملائك حوله
للدين والدنيا به بشراء
ولد الهدى فالعرش يزهو
والحظيرة تزدهى والمنتهى والسدرة العصماء
ياخير من جاء الجود تحية
من مرسلين إلى الهدى
بك جاءوا
بك بشر الله السماء فازينت
وتضوعت مسكا بك الغبراء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك خلقت كما تشاء
وأجمل منك لم تر قط عيني 
وأفضل منك لم تلد النساء  
صلى الله عليه وسلم ٠

التاسع :
(( محمد رسول الله )) :
احتفل بمولد نبينا في
عالم الأنبياء ، كلما بعث
الله نبيا أخذ عليه العهد
أن يؤمن بمحمد ، قال
رب العزة !
(( وإذا أخذ الله ميثاق
النبين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم 
جاءكم رسول مصدق لما معكم
لتؤمنن به ولتنصرنه قال
أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا 
أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم
من الشاهدين ))
لتؤمنن به أي محمد
ولتنصرنه أي محمدا ٠
إذا أدركتم زمانه فآمنوا
به وانصروه ، وإذا لم تدركوا زمانه فوصوا
أتباعكم أن يؤمنوا به ،
وأن تنصروه ٠ هكذا ٠
ثم طلب الله من الأنبياء
أن يقروا فأقروا جميعا
ثم شهد رب العباد على
ذلك إكراما للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ٠
( فاشهدوا وأنا معكم من
الشاهدين ) ٠ 
تجلى مولد الهادي وعمت
بشائره البوادي والقصابا
وأسدت للبرية بنت وهب
يدا بيضاء طوقت الرقابا
لقد ولدته وهاجا منبرا
كما تلد السماوت الشهابا
فقام على سماء البيت نورا
يضئ جبال مكة والنقابا
وضاعت يثرب الفيحاء
مسكا
وفاح القاع أرجاء وطابا
أبا الزهراء قدجاوزت قدري
بمدحك بيد أن لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان
إذا لم ياخذك له كتابا
صلى الله عليه وسلم ٠

الثامن :
(( محمد رسول الله )) :
أما الرؤيا الثالثة فهى
رؤيا ملك الفرس ٠
لقد جلس كسرى بين كبار رجال قصره ، وقال
لهم لقد رأيت رؤيا عجيبة ٠ رأيا إبلا صعابا تقود خيلا عرابا ،
عبرت دجلة والفرات إلى
أرضنا ٠ ما هذا ؟
فقال أحدهم أيها الملك
العظيم إن هذه الرؤيا
تدل على خطر عظيم
يصيبنا فابحث ماذا حدث في الكون ،
فأرسل رجاله يسألون ،
وجاءوا له قائلين لقد ولد نبي العرب ! !
فهل تحققت رؤيا كسرى ؟
نعم تحققت ٠ 
ومتى تحققت ؟
في عهد عمر بن الخطاب
أمير المؤمنين كون جيشا جرارا ليفتح
بلاد فارس فقد صمم
الفرس على أن يقضوا
على كلمة لا إله إلا الله ،
وكان قائد الجيش سعد
بن أبي وقاص رضي الله عنه ٠
قال عمر يوصي سعدا
( أوصيك وأوصي من
معك بتقوى الله ٠
أنا لا أخشى على الجيش من عدوه ، 
وإنما أخشى على الجيش من
ذنوبه )
وتحرك الجيش ، وكان عددهم ثلاثين ألفا ،
وكان جيش الفرس يتكون من مائة وعشرين
ألفا ، واستمرت المعركة
ثلاثة أيام غربت بعدها
شمس دولة الفرس إلى
غير رجعة ٠
وبقى أن يعبر سعد نهر
دجلة ليدخل قصر كسرى ٠
فقال سعد لجيشه :
استعينوا بالله واصبروا
واعبروا النهر بخيولكم ،
فركبوا الخيول وعبروا
النهر بالخيول ! !
إنها خيل عراب إنها إبل
صعاب عبرت نهر دجلة
فماذا حدث ؟
دخل سعد بن أبي وقاص
قصر كسرى ، وكان يسمى البيت الأبيض دخل حافي القدمين ، وخر ساجدا الله رب العالمين ٠
ثم تلا قوله تعالى :
( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها
فاكهين كذلك وأورثناها
قوما آخرين ) ٠
ثم أصدر قرارا بأن يؤذن
المؤذن في جنبات القصر ووقف المؤذن
لأول مرة في قصر الظلم يقول :
الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدا رسول الله
فلما نطق المؤذن بالشهادتين
أطفئت نار فارس التي
مضى عليها ألف عام لم
تطفأ - أطفئت بقوة
التوحيد ٠
وصلي الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ٠

السابع :
(( محمد رسول الله )) :
أما الرؤيا الثانية فرؤيا
عبدالمطلب ٠
فماذا قال عبدالمطلب ؟
قال عبدالمطلب :
( رأيت في منامي كأن
سلسلة من فضة خرجت
من ظهري وامتدت فيما
بين السماء والأرض ثم
تحولت من المشرق إلى
المغرب ثم تحولت إلى
شجرة أوراقها من نور ) 
فما تأويل هذه الرؤيا ؟
إن هذه السلسلة هي
سيدنا محمد تمتد بين
الأرض إلى السماء ، لأن
الوحي سينزل عليه من
السماء من المشرق إلى المغرب لأنه يملأ الدنيا
توحيدا ، وذكرا لله رب العالمين ٠
ثم تتحول السلسلة إلى شجرة ٠
إنها شجرة أوراقها نور
وهل بعد نور الله من نور ٠
(( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح
المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية
ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولولم تمسسه نار نور على نور يهدي الله 
لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال  
للناس والله بكل شئ عليم ))  النور : ٣٥ ٠
هذا النور الذي ضرب الله له المثل إنما 
هو نور الهداية إذا حل في قلب
العبد المؤمن ٠
أصبح كمشكاة فيها مصباح ، والمشكلة 
هي الكوة التي فيها المصباح
وهذا المصباح في زجاجة ، والزجاج في حد ذاتها ، وهى التي
يحيط بقلب المؤمن
كأنها كوكب من كواكب
السماء الدرية ٠ هذا
المصباح من أين يوقد ؟
من شجرة مباركة زيتونة ٠ أتدرون ما 
هذه الشجرة ؟ 
إنها القرآن الكريم ،
وهي شجرة لا شرقية ولا غربية ، لماذا ؟
لأنها من الله والله لا يحويه مكان ولا 
يجري عليه زمان ولا يحويه جهه من الجهات لأنه أكبر من الجهات كلها 
هذا القرآن هو الشجرة
التي يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه 
نار ، لأنه كلام الرحمن ، نور على نور ، نور الآيات التكوينية على نور الآيات التنزيلية يهدي الله لنوره من يشاء ، 
أين توجد هذه القلوب ؟ وأين يوجد أصحابها ؟
في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها 
اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، وإقام الصلاة 
وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ٠
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ٠

السادس :
(( محمد رسول الله )) :
حول رؤى ثلاث صاحبت
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ٠
أما الرؤيا الأولى ٠
فصحبتها السيدة آمنة 
قالت : ( يوم حملت به
رأيت نورا أضاء لي قصور الشام ) ٠
ورأت يوم قرب وضعه
أن هاتفا ٠ في المنام أتاها وقال لها يا آمنة :
لقد حملت بسيد الدنيا
وما فيها ، فإذا وضعته
فقولي أعيذه بالواحد من كل حاسد ٠
فهذا دليل على أنها كانت مؤمنة بالله لا تعرف الشرك ، لأنها أم
سيد الموحدين محمد صلى الله عليه وسلم ٠
هذه رؤيا ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( لم يبق بعدي من النبوة
إلا المبشرات قالوا وما
المبشرات يا رسول الله ؟
قال الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له ) ٠
كما قال : ( الرؤيا جزء من ستة 
وأربعين جزءا من النبوة ) ٠
ولماذا كانت الرؤيا جزءا
من ستة وأربعين جزءا
من النبوة ؟
لأن الرسول ظل ستة
أشهر يوحي الله إليه
بالمنام ، فكان إذا رأى
رؤيا تحققت مثل فلق
الصبح ، وظل الرسول
يدعو ثلاثة وعشرين عاماً ٠
صلى الله عليه وسلم ٠

الخامس :
(( محمد رسول الله )) :
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أوصني
يارسول الله :
( قال لا تغضب ٠ قال :
زدني قال : لا تغضب ٠
قال : زدني ، قال : لا
تغضب ولك الجنة ) ٠
نعم لا تغضب ، لأن الغضبان يقول ما لا 
يعلم ، ويعلم قبل أن يتعلم ،
ولا يخاف أن يأثم ٠ وإذا
أثم لا يندم ٠ لا تغضب  
نعم لأن الغضب يحدث
اختلالا في الدورة الدموية وتنتفض 
العروق بالدم ويرتفع ضغطه ،
وعندئذ تغلق المفاهيم
أمام الغضبان ، ولذا قال
رسول الله : لا يقضي
القاضي وهو غضبان ٠
وقد دخل رجل أعربي
علي أمير المؤمنين عمر
ابن الخطاب ، وهو في
دار الإمارة ، وقال له :
يا عمر أنت لا تعدل في
القضية ولا تقسم بالسوية ، وعندئذ انتفض عمر من مكانه ،
وكان بجانبه على ، وكانت بطانته على 
( إذا رضي الله عن الأمير رزقه بطانة صالحة ، فإذا غضب عليه رزقه بطانة سوء )
فماذا قال على لعمر وهو
غضبان : قال له يا أمير
المؤمنين : أما قرأت قوله تعالى :
( خذ العفو وأمر بالعرف
وأعرض عن الجاهلين )
فماذا قال عمر لعلي ؟
قال له : لا أبقاني الله في أرض لست فيها يا أبا الحسن ٠
هكذا تعلم عمر ، وهكذا
تعلم على من رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠

الرابع :
(( محمد رسول الله )) :
فماذا عن عقله ؟
أما عقله ، فكان أرجح
الناس عقلا ، هو أذكى
الأذكياء ، وأبلغ البلغاء ،
وأعقل العقلاء ، وأفصح
الفصحاء ٠ 
زكى الله عقله فقال :
( ما ضل صاحبكم وما غوى )
وزكى لسانه فقال :
( وما ينطق عن الهوى )
وزكى شرعه فقال :
( إن هو إلا وحي يوحى )
وزكى جليسه فقال :
( علمه شديد القوى )
وزكى فؤاده فقال :
( ما كذب الفؤاد ما رأى )
وزكى بصره فقال :
( ما زاغ البصر وما طغى )
وزكاه كله ، فقال :
( وإنك لعلى خلق عظيم )
شهادة نطق بها العلي العظيم لصاحب 
الخلق العظيم ٠
يا سيد العقلاء يا خير  الورى
يا من أتيت إلى الحياة مبشرا
وبعثت بالقرآن فينا هاديا
وطلعت في الأكوان بدرا نيرا
والله ما خلق آلإله ولا برى
بشرا يرى كمحمد بين الورى
صلى الله عليه وسلم ٠

الثالث :
(( محمد رسول الله )) :
هبط جبريل ذات يوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠
فقال أتدري بم رفع الله
ذكرك ؟ فقال الرسول الله أعلم ، 
فقال جبريل :
( السلام يقرؤك السلام
ويقول لك : لقد رفعت
ذكرك بأن اسمي لا يذكر
إلا ومعه اسمك ) ٠
( لا إله إلا الله محمد رسول الله )
نقولها في الأذان ٠ نقولها
في الإقامة ٠ نقولها على
فراش الموت ، وما من
دقيقة تمر على الدنيا إلا
ونسمع فيها الأذان في
مكان ما فالأرض تدور حول نفسها وكلما تحرك
المشرق ، وتحرك المغرب سمعت الأذان عاليا فما من دقيقة تمر إلا واسم محمد صلى الله عليه وسلم يتردد على شفاه المؤذنين المؤمنين 
إن هذا هو صفوة خلق الله 
صلى الله عليه وسلم ٠

الثاني :
(( محمد رسول الله )) :
وفي القرآن الكريم سراجان
 ( سراج وهاج ) ،
( وسراج منير ) ٠
السراج الوهاج هو الشمس في ضحاها ،
والسراج المنير هو سيدنا محمد في جماله
وبهائه وكماله ٠ فما الفرق بين السراجين ؟
السراج الوهاج فيه نور
وحرارة ، والسراج المنير
فيه نور ولا حرارة ، الشمس تؤذيك 
بحرها صيفا ، ونور الحبيب
محمد يهديك صيفا وشتاء ٠ الشمس إذا ازددت منها قربا تصيبك
بالمرض ، والحبيب محمد إذا ازددت منه قربا ازددت من الرحمن حبا ٠ الشمس تغيب
ليلا ، ونور محمد لا يغيب ليلا ولا نهارا فالسراج المنير أفضل عند الله من كل ما خلق الله ٠
صلى الله عليه وسلم ٠

الأول :
(( محمد رسول الله )) :
شخصية الحبيب محمد
صلى الله عليه وسلم :
الشخصية عند الفلاسفة
تتكون من جوانب ثلاثة 
الجانب الخلقي والجانب
العقلي والجانب الخلقي ،
أما الحديث عن خلقته
يقول الصحابي الجليل
أبو هريرة ما رأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم
لكأنما تجري الشمس في
وجهه ، ثم ماذا ؟
وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله ، لقد كنا نمشي معه
والأرض تطوى تحته طيا فنجهد ، وهو 
غير مكترث ٠
صلى الله عليه وسلم ٠