في ذكرى وفاته.. محطات في حياة الشيخ راغب مصطفى غلوش
استطاع الراحل الشيخ راغب مصطفى غلوش، أن يصبح واحد من من أهم القراء في مصر والوطن العربي، ومنذ أن ذاع صيته وهو في الرابعة عشرة من عمره حتى وصلت مدينة طنطا معقل العلماء الذين تنبأوا له بمستقبل باهر بسبب جمال صوته، وإتقان مخارج الحروف والكلمات عند القراءة.
وفي هذا التقرير ترصد "بوابة الوفد" محطات مهم في حياة الراحل الشيخ "راغب مصطفى غلوش" الذي تحل اليوم الأحد، ذكرى وفاة عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد وعكة صحية منعته من تلاوة القرآن منذ عدة شهور.
🟥قرية برما🟥
ولد في الخامس من يوليو 1938، بقرية برما، مركز طنطا بمحافظة الغربية، وتوفي في مثل هذا اليوم الرابع من فبراير، أراد والده أن يلحقه بالتعليم الأساسي ليكون موظفاً كبيراً، وكانت الكتاتيب كثيرة بالقرية والإقبال عليها ملحوظ وملموس، وكان الناس في ذلك الوقت يهتمون بتحفيظ أبنائهم القرآن ليكونوا علماء بالأزهر الشريف، لأن كلمة "عالم" لا تطلق في نظرهم إلا على رجل الدين وخاصة إمام المسجد الذي يلقي خطبة الجمعة.
وتوالت إليه الدعوات من القرى والمدن القريبة من قريته في شهر رمضان عام 1953 بقرية محلة القصب بمحافظة كفر الشيخ، وكان عمره 15 عامًا، وكانت المهمة شديدة الصعوبة في البداية فكيف يحتل المكانة المرموقة وسط جو يموج بمنافسات ضارية بين جهابذة تربعوا على عرش التلاوة في هذه البقعة بوسط الدلتا والوجه البحري وخاصة محافظة الغربية التي نشأ فيها الشيخ راغب في ظل وجود عملاقين الأول الشيخ مصطفى إسماعيل، والثاني الشيخ محمود خليل الحصري، وكل منهما نشأ في إحدى قرى طنطا، والتي إحدى قراها قرية برما منشأ الشيخ راغب لم يعبأ القارئ الشاب والفتى الطموح بما يسمع وما يرى من احتدام المنافسة فكان لزاما على الشيخ راغب أن يبحث عن العوامل التي تساعده على الوقوف على أرض صلبة وقواعد متينة من خلالها يستطيع أن يلبي دعوة ربما يصادفه فيها واحد من هؤلاء ففطن إلى أن المجد لا يقبل من تلقاء نفسه وإنما يجب على طالبه أن يسعى إليه، والتحق بمعهد القراءات بالمسجد الأحمدي بطنطا، وتوّلاه بالرعاية الشيخ إبراهيم الطبليهي.
🟥الخدمة العسكرية
عندما بلغ العشرين من عمره جاء دوره لأداء الخدمة العسكرية، فتم توزيعه على مركز تدريب بلوكات الأمن المركزي بالدراسة القريب من مسجد الحسين، فكانت الفرصة متاحة له للصلاة والاستماع لأكبر المشايخ والقراء بالمسجد، وكان سببًا قويًا في كثير من الدعوات التي وجهت له لإحياء مآتم كثيرة بالقاهرة، زامل فيها مشاهير القراء بالإذاعة أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود خليل الحصري وغيرهم من مشاهير القراء.
إذاعة القرآن الكريم
انشغل راغب بإنهاء إجراءات تسليم
>
المهمات وإخلاء الطرف من بلوكات الأمن بانتهاء مدة التجنيد التي لم يتبق عنها إلا عشرين يوماً انذاك، وقال الراحل في هذا الشأن:"لم أنس يوم النتيجة النهائية لإعتمادي قارئاً بالإذاعة ولم أتوقع ظهور النتيجة قبل شهرين أو ثلاثة على الأقل ولكنها ظهرت أثناء إنهائي إجراءات الخروج من الخدمة الوطنية بالأمن المركزي ولم أعلم إلا من هذا الموقف شاويش يدخل الإذاعة".
وتابع "حصلت على شهادة إنهاء الخدمة وذهبت إلى بلدتي برما فوجدت ما لم أتوقع قابلني أهل القرية مقابلة غريبة عليَّ .. الفرحة والسعادة تعمرهم ويقولون لي ألف مبروك يا راغب واحتضنوني وكادوا يحملونني على أعناقهم كل هذا وأنا غير مصدق لما يحدث فقلت لهم هو انتم عمركم ما شفتم عسكري خرج من الخدمة إلا أنا إيه الحكاية ؟ فقالوا هو أنت ما سمعتش الخبر السعيد؟ فقلت لهم وما هو الخبر السعيد ؟ قالوا: صورتك وأسمك في الجرائد بالخط العريض وسبحان الله الذي ثبت فؤادي وألهمني الصبر وتحمل هذا الخبر السعيد جداً والذي جاء في وقته، إنه كان خبراً قوياً وشديداً يحتاج إلى عقل وصبر جميل لعدم الإفراط في الفرحة حتى لا تأتي بنتيجة عكسية ولما لا تكون فرحة كبرى وأنا في هذه السن الذي لا تتعدى اثنين وعشرين عاماً وسأكون أصغر قارئ بالإذاعة في عصرها الذهبي وذلك عام 1962.
السفر إلي جميع دول العالم
سافر الشيخ راغب إلى معظم دول العالم كل شهر رمضان على مدار 30 عاما متتالية، وجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية وخاصة في الكويت والإمارات والسعودية، وفي السنوات الأخيرة فضل البقاء في مصر في شهر رمضان المبارك.
وفاته
🟥توفي في 4 فبراير 2016 بعد مرض نقل إثره إلى أحد المستشفيات عن عمر يناهز 77 سنة.
#منتدى_المركز_الدولى
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗