زاد الأرواح فى رمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقطة البداية في السير إلى الله هي إتخاذ الدليل الذي يدلنا على الله ويعرفنا به
وهذه هي وظيفة القرآن ، ويؤكد على هذا المعنى ابن القيم رحمه الله فيقول : لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر ؛ فإنه جامع لجميع منازل السائرين ، وأحوال العاملين ، ومقامات العارفين ، وهو الذي يورث المحبة والشوق ، والخوف والرجاء ، والإنابة والتوكل ، والرضا ، والتفويض ، والشكر والصبر ، وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله
ولكي يقوم القرآن بهذه الوظيفة لابد وأن نتعامل معه على حقيقته ، وأنه أعظم وسيلة تعرف بالله وتُنشئ الإيمان في القلب
تأملوا معي تعليق الإمام البخاري على قوله تعالى : " إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ "،(٧٩)(الواقعة)
يقول : لا يجد طعمه إلا من آمن به
لابد إذن من الإقتناع بأهمية القرآن في بناء الإيمان وتحقيق العبودية
هذه القناعة ستثمر بمشيئة الله رغبة ، وعلى قدر الرغبة والعزم يكون المدد من الله ، فالإمداد على قدر الإستعداد
وكما قال -صلى الله عليه وسلم-: " ومن يتحر الخير يُعطه "
هل غيّر القرآن قلوبنا ؟
🤲اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا وإجعله شفيعا لنا يوم القيامة ونورًا لنا في قبورنا🤲
اللهم إجعلنا وإياكم من أهل القرآن الكريم وخاصته ، وصل اللهم على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون🤲
=================
ثانيا. وسائل معينة : ومع الرغبة والحرص هناك بعض الوسائل التي من شأنها أن تسرع الخطى بنا للدخول إلى عالم القرآن والاغتراف من معينه
هذه الوسائل يُمكن أن نستخلصها من التفكر في هدفنا من التعامل مع القرآن ، ألا وهو التعرف على الله عز وجل ، وإنشاء الإيمان في القلب وبث الروح فيه
هكذا كان يفعل الصحابة
إن كان الجيل الأول قد تحقق بصفات الربانيين ، والعيش في حقيقة العبودية ، فإن العامل الأساسي لهذا النجاح هو القرآن ، فلقد كانوا يتعاملون معه على حقيقته ، وكان مُربيهم محمد -صلى الله عليه وسلم- يتابعهم في ذلك ، ويرشدهم إلى الوسائل النافعة المعينة على فهمه والتأثر به ، ومنها :
أولاً : الانشغال بالقرآن وتلاوته كل يوم ، وكلما أعطينا للقرآن وقتاً أطول من يومنا كان المردود أكثر إيجابية بمشيئة الله ، وفي المقابل عندما لا نداوم على قراءته كل يوم فسيصعب علينا الانتفاع بما فيه
قال -صلى الله عليه وسلم- : " تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده ، لهو أشد تفصياً من قلوب الرجال من الإبل في عُقلها "
وعن الحسن البصري قال : قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- : لو أن قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربنا ، وإني لأكره أن يأتي عليًَ يوم لا أنظر في المصحف ، وما مات عثمان -رضي الله عنه- حتى خُرق مصحفه من كثرة ما كان يديم النظر فيه
وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إذا دخل البيت نشر المصحف فقرأ فيه
ونحن كم نعطي القرآن من أوقاتنا ؟ عبادة السلف
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله وأستغفرك وأتوب إليك🤲
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون🤲
===============
ثالثاً : التهيئة القلبية
وهذه الوسيلة من أهم الوسائل التي تُسرع بنا الخطى نحو الانتفاع بالقرآن والتأثر به ، وكيف لا
وقد قال تعالى : " سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى "
وقال : " فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ "
والمقصد منها تهيئة المشاعر لسرعة التأثر والتجاوب مع الآيات ، ويمكن أن يتم ذلك من خلال القراءة بتباكي قال -صلى الله عليه وسلم-: " إتلوا القرآن وإبكوا فإن لم تبكوا فتباكوا "
وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ينصحنا قائلاً : " إقرؤوا القرآن وحركوا به القلوب ، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة "
وقبل ذلك تخلية القلب من مفسداته
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : وأما مفسدات القلب الخمسة فهي كثرة الخلطة ، والتمني ، والتعلق بغير الله ، والشبع ، والمنام ، فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب
رمضان فرصة لتقوية ارتباط القلب بالقرآن ، حبا وشوقا وتأثرا ؛ لذا رتب برنامجك مع القرآن على مسارين :
١- آيات تتلى بتمهل
٢- ثم تفسر وتفهم حقيقة التدبر
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله وأستغفرك وأتوب إليك🤲
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون🤲
==================
رابعاً : الجهر بالقراءة والترتيل وتحسين الصوت
فهذه الوسائل لها وظيفة كبيرة في استجلاب التأثر ، قال -صلى الله عليه وسلم-: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به " البخاري
خامساً : فهم الآيات
فمما لا شك فيه أن تدبر الآيات والاجتهاد في فهمها يشكل المحور الأساسي للانتفاع بالقرآن ، فبدونه لن تتم التذكرة ومن ثم التأثر واليقظة : " لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ "
فتدبر القرآن وفهمه ولو إجماليًا- أمر لابد منه : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ "
وقال الحسن بن علي : إقرأ القرآن ما نهاك ، فإن لم ينهك فلست تقرأه
أي إن لم تعش مع القرآن وتفهم خطابه وما يأمرك به وينهاك فأنت بذلك لا تقرؤه قراءة صحيحة
وتأملك لظاهر الآية هو عين التدبر فلا تتكلف لحصول معنى غريب واستنباط دقيق فالتدبر الواجب على كل مسلم أن ينظر إلى الآية ويفهم مراد الله منها بما يزيده إيماناً وعملاً
معينات التعبد في رمضان
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت سبحانك وأستغفرك وأتوب إليك🤲
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون🤲
#منتدى_المركز_الدولى