حكمة الرسول عليه الصلاة والسلا

🟢حكمة الرسول عليه الصلاة والسلام 🟢.. 


إن الدنيا بكاملها وليست الإبل والشياه فقط تفنى وتزول ولكن الذي لايزول هو نعيم الجنة وكم من البشر سيُخلَّد في الجنة لأنه أُعْطي ذات يوم مجموعة من الإبل والشياهً .. أليس هذا فهمًا راقيًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لحقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة وحقيقة الغنائم وحقيقة البشر ؟ وأليس هذا تقديرًا صائبًا من الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المقارنة السريعة ؟ ولقد وجد الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأغنام مهما كثرت ثمن زهيد جدًا للإسلام فهانت عليه بل هانت عليه الدنيا بكاملها فأعطاها دون تردد فالدنيا عنده لا تعدل جناح بعوضة والدنيا عنده قطرة في يَمٍّ واسع والدنيا عنده أهون من جَدْي  أَسَكَّ مَيِّتٍ ولم يكن هذا كلاما نظريًا وحسب .. وإنما كان حقيقة رآها كل المعاصرين له صلى الله عليه وسلم بعيونهم كان واقعًا في حياته وحياة الصحابة رضي الله عنهم وحياة من عاملهم من المسلمين وغير المسلمين ولم يتبق في يده شيء لنفسه صلى الله عليه وسلم .. ولم يحتفظ لنفسه بشيء ورأى الناس منه ما جعل عقولهم تطيش وأفئدتهم تضطرب فانطلق الأعرابُ يزدحمون عليه صلى الله عليه وسلم يطلبون المال والأنعام لأنفسهم قبل أن تنفد حتى اضطروه صلى الله عليه وسلم وهو الزعيم المنتصر والقائد الأعلى أن يلجأ إلى شجرة وانتزع الأعراب رداءه فقال في أدب ورفق ولين يليق به كنبي عليه الصلاة والسلام ويجدر به كمُعَلِّم : أَيُّهَا النَّاسُ رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ لَكُمْ عِنْدِي عَدَدَ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَّمْتُهُ عَلَيْكُمْ ثُمَّ لا تَجِدُونِي بَخِيلاً وَلا جَبَانًا وَلا كَذَّابًا .. وصدق صلى الله عليه وسلم فما كان بخيلاً ولا جبانًا ولا كذابًا .. فلم يتبق ما يُعَوِّضُ به فقر السنين وانقضاء العمر وقد بلغ الستين من عمره بل تجاوزها .. عليه اطيب الصلاة وازكى السلام 


#منتدى_المركز_الدولى