ما أنسب طريقة لحفظ القرآن الكريم

هذه الطريقة ينصح بها الشيخ الغديان حفظه الله عزَّ وجلَّ
، وفيه بيانٌ لطريقةِ فهم كتاب الله عزَّ وجلَّ وكيفية دراسة الآيات


السُّؤال: ما أنسب طريقة لحفظ القرآن الكريم؟ 


الجواب:


الشخص إذا أراد أن يحفظ القرآن ، فإنه يحفظه بهذه الطريقة : 
لا بد أن يجمع بين فهم القرآن وبين حفظه ، ولكي يجمع بينهما ، لابد من اتباع الخطوات الآتية: 


أولاً : تحديد الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد ، فإذا نظرنا مثلاً إلى سورة البقرة وجدنا أنها تشتمل على موضوعات كثيرة ، فعلى  سبيل المثال إذا نظرنا إلى سورة البقرة وجدنا  أنها تشتمل على جملة من  الموضوعات ؛ الموضوع الأول : الكلام عن  القرآن في قوله تعالى: (آلم . ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتقين} ، ثم بعد  ذلك بّين الله جل وعلا  أصناف الناس المؤمنين : الكافرين، المنافقين. فذكر المؤمنين في أربع آيات ، و الكافرين في آيتين،  والمنافقين  في ثلاث عشرة آية، فيقرأ ما يتعلق بالمؤمنين ، فإذا انتهى منه يقرأ ما يتعلق بالكافرين ، فإذا انتهى منه  يقرأ  ما يتعلق بالمنافقين، ثم بعد ذلك  جاء موضوعٌ آخر ؛ لأن هذا الموضوع  هو بيان أصناف الناس. 
الموضوع الآخر: دعوة هذه الأصناف إلى  التوحيد..{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}  إلى قصة الاستخلاف في الأرض..{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً  }، وهكذا إلى آخر القرآن . 
فلابد من تحديد آيات تتكلم عن موضوع واحد ، ثم يتصور ما هو هذا الموضوع ، هل هو موضوع طلاق أو رضاع أم يتعلق بالصيام أو الحج أو المعاملات . 


ثانياً :  ينظر في مفردات آيات هذا الموضوع ، فإذا كان فيها شيء مشكل ، فيعرف معنى المفردات من جهة اللغة ومن جهة الاصطلاح ، فإنه يتبين هذا المعنى ، وفيه كتاب ظهر قريباً اسمه : جامع البيان في مفردات القرآن ، من أفضل الكتب التي تساعد على معرفة معاني المفردات .


ثالثاً :  ينظر في هذه الآيات هل لها سبب نزول ، وفيه كتب متيسرة  منها : لباب النقول في أسباب النزول ، و المحرر في أسباب النزول .


رابعاً :  ينظر في هذه الآيات هل طرأ عليها نسخ أولا ، وفيه كتاب الناسخ والمنسوخ لابن النحاس . 


خامساً :  ينظر في الآيات هل فيها شيء يتعارض من ناحية النطق مع آية أخرى ، وهذا يسمى المشكل اللفظي ،  ومثال  ذلك : 
قوله تعالى في سورة البقرة { وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ } ، مع أنه ذكر هذه الآية في عدة مواضع ، وكلها يقول فيها  { وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ  } ، فكلمة (به ) مقدمة في سورة البقرة ومؤخرة في غيرها ، وفيه كتاب اسمه : دليل الآيات المتشابهات ، خدم هذا الجانب . 
ثم ينظر في هذه الآيات هل فيها شيء يتعارض مع آية أخرى ، وهذا ما يسمى بالمشكل المعنوي ، ومثال ذلك : 
في قوله تعالى مثلاً {  فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ } مع قوله تعالى {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } وقوله تعالى { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرسلين } فقد يرد تساؤل من شخص : كيف ينفي السؤال هناك ويثبته هنا ؟ 
وفيه كتب كثيرة خدمة هذا الموضوع مثل : دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب  للشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله ، و كتاب : باهر البرهان في متشابه القرآن ، وكتاب : درة التنزيل وغرة التأويل في متشابه التنزيل وغير هذه الكتب . 


سادساً :  ينظر في معاني هذه الآيات حسب علامات الوقف ، ؛ لأن علامات الوقف موضوعة بحسب معاني الجمل  من جهة علاقة بعضها ببعض .
وأحسن كتاب يعتمد عليه في هذا كتاب : تفسير ابن جرير الطبري . 
وفيه كتاب اسمه : علل الوقوف ، بمعنى أنه مشى على وقوف القرآن من أولها إلى آخرها،  ويبين في كل وقف وجه الوقف على هذه الجملة . 


سابعاً : ينظر في العلاقة بين  هذه الجمل وبين هذه الآيات ، وبين هذه السور ، وبين هذه الموضوعات ، وهذا ما يسمى بعلم المناسبات ومن أحسن الكتب التي ألفت في هذا : نظم الدرر في تناسب الآي والسور . 


ثامناً :  يفهم المعنى العام ، وأحسن ما يرجع إليه: تفسير الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله. 


تاسعاً :  يفهم ما اشتملت عليه الآيات من الأحكام ، وأحسن كتاب في هذا : الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 
وأحكام القرآن لابن العربي  ، وأحكام القرآن للجصاص ، وفيه كتب كثيرة في أحكام القرآن . 


المهم : أنه لا بد من جميع هذه المراحل ، فعندما تنتهي هذه المراحل ، يقرأ تفسير هذه الآيات على وجه التفصيل.. بادئاً من تفسير القرآن بالقرآن  وفيه كتاب أضواء البيان للشنقيطي ، ويقرأ في تفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بآثار الصحابة والتابعين . 
ويضيف إلى ذلك إذا كانت عنده قدرة ما يتعلق بهذه الآيات من ناحية الإعراب وما يتعلق  بها من الناحية البلاغية . 


عاشراً : وبعد ذلك يحفظ هذه الآيات. ويكرر الآيات بقدر ما يسهل عليه حفظها ؛ لأن بعض الناس قد لا يحفظ إلا إذا كرر مئة مرة أو قريب منها ، والبعض يحفظها عندما يقرأها مرة واحدة ؛ لأن مواهب الناس متفاوتة ، كما قال جل وعلا { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ }
فهذه الرفعة التي ذكرها الله جل وعلا هي جارية على جميع ما يسعى فيه بني آدم من ناحية الأمور التي جبلهم الله سبحانه وتعالى عليها مثل التفاوت في العقل والتفاوت في الأمور التي يزاولونها من تحصيل العلم ، وما إلى ذلك . 
فعلى الإنسان أن يتقي الله في نفسه ، بمعنى أنه لا يسلك هذا المسلك وهو مثلاً  يعمل المعاصي ، يتجنب هذه الأمور ؛ لأن تجنب هذه المعاصي وعمل الطاعات من الأمور المساعدة ، فإن الله جل وعلا {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ، وقال {  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } فالآية الأولى : في تحصيل التعليم ، والآية الثانية : في تمييز الآيات والموضو


اللغة ومن جهة الاصطلاح ، فإنه يتبين هذا المعنى ، وفيه كتاب ظهر قريباً اسمه : جامع البيان في مفردات القرآن ، من أفضل الكتب التي تساعد على معرفة معاني المفردات .


ثالثاً :  ينظر في هذه الآيات هل لها سبب نزول ، وفيه كتب متيسرة  منها : لباب النقول في أسباب النزول ، و المحرر في أسباب النزول .


رابعاً :  ينظر في هذه الآيات هل طرأ عليها نسخ أولا ، وفيه كتاب الناسخ والمنسوخ لابن النحاس . 


خامساً :  ينظر في الآيات هل فيها شيء يتعارض من ناحية النطق مع آية أخرى ، وهذا يسمى المشكل اللفظي ،  ومثال  ذلك : 
قوله تعالى في سورة البقرة { وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ } ، مع أنه ذكر هذه الآية في عدة مواضع ، وكلها يقول فيها  { وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ  } ، فكلمة (به ) مقدمة في سورة البقرة ومؤخرة في غيرها ، وفيه كتاب اسمه : دليل الآيات المتشابهات ، خدم هذا الجانب . 
ثم ينظر في هذه الآيات هل فيها شيء يتعارض مع آية أخرى ، وهذا ما يسمى بالمشكل المعنوي ، ومثال ذلك : 
في قوله تعالى مثلاً {  فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ } مع قوله تعالى {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } وقوله تعالى { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرسلين } فقد يرد تساؤل من شخص : كيف ينفي السؤال هناك ويثبته هنا ؟ 
وفيه كتب كثيرة خدمة هذا الموضوع مثل : دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب  للشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله ، و كتاب : باهر البرهان في متشابه القرآن ، وكتاب : درة التنزيل وغرة التأويل في متشابه التنزيل وغير هذه الكتب . 


سادساً :  ينظر في معاني هذه الآيات حسب علامات الوقف ، ؛ لأن علامات الوقف موضوعة بحسب معاني الجمل  من جهة علاقة بعضها ببعض .
وأحسن كتاب يعتمد عليه في هذا كتاب : تفسير ابن جرير الطبري . 
وفيه كتاب اسمه : علل الوقوف ، بمعنى أنه مشى على وقوف القرآن من أولها إلى آخرها،  ويبين في كل وقف وجه الوقف على هذه الجملة . 


سابعاً : ينظر في العلاقة بين  هذه الجمل وبين هذه الآيات ، وبين هذه السور ، وبين هذه الموضوعات ، وهذا ما يسمى بعلم المناسبات ومن أحسن الكتب التي ألفت في هذا : نظم الدرر في تناسب الآي والسور . 


ثامناً :  يفهم المعنى العام ، وأحسن ما يرجع إليه: تفسير الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله. 


تاسعاً :  يفهم ما اشتملت عليه الآيات من الأحكام ، وأحسن كتاب في هذا : الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 
وأحكام القرآن لابن العربي  ، وأحكام القرآن للجصاص ، وفيه كتب كثيرة في أحكام القرآن . 


المهم : أنه لا بد من جميع هذه المراحل ، فعندما تنتهي هذه المراحل ، يقرأ تفسير هذه الآيات على وجه التفصيل.. بادئاً من تفسير القرآن بالقرآن  وفيه كتاب أضواء البيان للشنقيطي ، ويقرأ في تفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بآثار الصحابة والتابعين . 
ويضيف إلى ذلك إذا كانت عنده قدرة ما يتعلق بهذه الآيات من ناحية الإعراب وما يتعلق  بها من الناحية البلاغية . 


عاشراً : وبعد ذلك يحفظ هذه الآيات. ويكرر الآيات بقدر ما يسهل عليه حفظها ؛ لأن بعض الناس قد لا يحفظ إلا إذا كرر مئة مرة أو قريب منها ، والبعض يحفظها عندما يقرأها مرة واحدة ؛ لأن مواهب الناس متفاوتة ، كما قال جل وعلا { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ }
فهذه الرفعة التي ذكرها الله جل وعلا هي جارية على جميع ما يسعى فيه بني آدم من ناحية الأمور التي جبلهم الله سبحانه وتعالى عليها مثل التفاوت في العقل والتفاوت في الأمور التي يزاولونها من تحصيل العلم ، وما إلى ذلك . 
فعلى الإنسان أن يتقي الله في نفسه ، بمعنى أنه لا يسلك هذا المسلك وهو مثلاً  يعمل المعاصي ، يتجنب هذه الأمور ؛ لأن تجنب هذه المعاصي وعمل الطاعات من الأمور المساعدة ، فإن الله جل وعلا {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ، وقال {  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } فالآية الأولى : في تحصيل التعليم ، والآية الثانية : في تمييز الآيات والموضوعات والمسائل التي قد يكون فيها اشتباه ، فيفتح الله على هذا الشخص المتقي لله ، يفتح عليه كما قال جل وعلا {  وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن  }، فهذا يجعل الله له نورا يضيء له الفروق التي بين هذه المتشابهة وتكون كأنها أشخاص أمامه يتكلم عنها ، وبالله التوفيق .


*ابن غديان


المصدر: نشر في حساب الشَّيخ رحمه الله الرَّسمي على تويتر. 


*روابط الكتب المذكورة* :


جامع البيان في مفردات القرآن :  http://waqfeya.com/book.php?bid=5459


لباب النقول في أسباب النزول :  http://waqfeya.com/book.php?bid=3476


المحرر في أسباب النزول :  http://waqfeya.com/book.php?bid=2942


الناسخ والمنسوخ لابن النحاس :  http://shamela.ws/index.php/book/13073


دليل الايات المتشابهات :  http://library.tafsir.net/book/5043


دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للشيخ الأمين الشنقيطي :  http://waqfeya.com/book.php?bid=7012


باهر البرهان في متشابه القرآن :  http://waqfeya.com/book.php?bid=7485


درة التنزيل وغرة التأويل في متشابه التنزيل :  http://shamela.ws/index.php/book/1340


تفسير ابن جرير الطبري :  http://waqfeya.com/book.php?bid=542


علل الوقوف :  http://waqfeya.com/book.php?bid=3609


نظم الدرر في تناسب الآي والسور :  http://waqfeya.com/book.php?bid=326


تفسير الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله :  http://waqfeya.com/book.php?bid=7863


الجامع لأحكام القرآن للقرطبي :  http://waqfeya.com/book.php?bid=2538


أحكام القرآن لابن العربي : http://waqfeya.com/book.php?bid=1532


أحكام القرآن للجصاص :  http://waqfeya.com/book.php?bid=8942


أضواء البيان للشنقيطي :  http://w