التدرج» ليس رفاهية
لصحة طفلك.. فطام بلا أخطاء
«التدرج» ليس رفاهية
لصحة طفلك.. فطام بلا أخطاء
تغذية الطفل الرضيع فى السنتين الأوليين من عمره أمر ليس هينا فمن خلاله يتم تحديد مدى صحة الطفل الجسدية والنفسية طوال حياته المقبلة، بل وملامح شخصيته أيضا فالفطام هو الصدمة الأولى فى حياة الطفل
ويشير د. وائل فؤاد استشارى الطب النفسى إلى أن الرضاعة الطبيعية مهمة جداً لسلامة وصحة الأم والطفل النفسية، فهى عملية متكاملة يتحقق من خلالها الغذاء الجسدى والروحى بالتلامس والإحساس بالحنان مما يؤدى إلى ارتواء الطفل من المشاعر الإيجابية واكتفائه من الناحية النفسية فإذا لم تقم الأم بإرضاع الطفل فإنه ينشأ فاقد الثقة فى نفسه وفى الآخرين. ومرحلة الفطام هى المرحلة التى تحدد السلوك النفسى للطفل فيما بعد وطوال عمره فإذا كان الفطام مفاجئا وعنيفا أصبحت شخصية الطفل عصبية ومهزوزة وأصبح الطفل شابا أو فتاة فاقد الثقة فى نفسه وفى الآخرين وقد يؤدى للإصابة باضطرابات نفسية كأن يكون ذا شخصية فصامية او هستيرية. أما الفطام الممنهج المتدرج فهو يشعر الطفل بالسلام النفسى ويصبح شابا سليم النفس. وقد تحدث أخطاء أثناء الفطام وهو ما ينتج عنه ما يسمى علميا بصدمة الفطام فيدخل الطفل فى مرحلة أكتئاب ومن أعراضها كثرة البكاء وقلة النوم واعتلال المزاج والاستجابة المفرطة للمثيرات واضطرابات القلق وقد يؤدى ذلك فيما بعد لمظاهر مثل قضم الاظافر وشد الشعر والتبول اللاإرادى لذا ننصح الأمهات بتجنب كل تلك الآثار الجانبية عن طريق الفطام المتدرج الذى يعنى تقديم مأكولات بسيطة للطفل الذى يبلغ أربعة أشهر على أن يزداد الاعتماد على هذه الأطعمة تدريجيا فيستعد الطفل للاستغناء عن الرضاعة بإرادته. ويضيف د. وائل أن المشكلات كلها تنشأ عندما تضطر الام لإيقاف الرضاعة فجأة كنتيجة لحملها أو لتناولها دواء ما أو لأى اسباب صحية أخرى وفى هذه الحالة ينبغى أن تضاعف الأم اهتمامها بالطفل فتبالغ فى تقديم الحنان له وتدليله برقة ومداعبته واشعاره بالأمان وذلك للتغلب على شعوره بالاحباط بسبب عدم تناول ثدى أمه .كما قد يؤدى للإصابة بالوسواس القهرى فى البلوغ.
يقول د. محمد عفيفى إخصائى التغذية بالمعهد القومى للتغذية إن الطفل يعتمد فى غذائه خلال الأشهر الستة الأولى من عمره اعتمادا كليا على لبن الأم ، ويجب أن يكون هو المصدر الوحيد لغذاء الطفل فى هذه المرحلة, وتستمر الرضاعة الطبيعية حتى نهاية العام الثانى مع إدخال الأغذية التكميلية ابتداء من الشهر الرابع.
وذلك لأنه فى العام الثانى من عمر الطفل يقدم لبن الأم للطفل ثلث حاجته من الطاقة والبروتين, ويحصل الطفل على الثلثين وباقى الاحتياجات من الأطعمة الإضافية وفى الشهر السادس من عمره عندما يبدأ الطفل فى التسنين والجلوس، تبدأ معدة الطفل فى هضم أغذية البالغين.
ويجب أن يكون أول طعام يأكله الطفل لينا مثل العصائر المخففة ويحتاج الطفل الرضيع من بداية حياته إلى الحديد وفيتامين سي، ولذلك يكون العصير والفواكه التى تحتوى على هذا الفيتامين من أول الأطعمة التى يتم تقديمها إلى الطفل ويفضل تجنب تقديم الأطعمة المحلاة للطفل فى البداية حتى لا تقل رغبته فى تناول الخضراوات التى تقدم له فيما بعد.
وعندما تنمو قدرات الجهاز الهضمى لدى الطفل، يمكن تحويله من الأطعمة السائلة المصفاة، إلى الأطعمة المقطعة قطعا صغيرة وناعمة، ومن ثم تحويله إلى طعام العائلة، وتسمى هذه المرحلة الفطام والعمر الذى يتم فيه تحويل الطفل من مرحلة الرضاعة الطبيعية إلى مرحلة الفطام تعتمد على قدرات الطفل ومهارات الفردية، فكل طفل له مميزاته الشخصية.
ويجب أن يتم فطام الطفل بمراعاة الآتى :
الا يتم الفطام فجأة بل تدريجيا ولا يقدم أكثر من طعام جديد خلال أسبوع وأن يقدم الطعام الجديد للطفل وهو جائع قبل الرضاعة ثم بعد تعوده عليه يقدم بعد الرضاعة.
مراعاة الشروط الصحية عند طهى الطعام المقدم للأطفال الرضع مثل غسل اليدين بالماء والصابون قبل تحضير أو تقديم الطعام للطفل، وغسل الأطعمة جيدا خصوصا التى تؤكل طازجة، غسل الأوانى المستعملة فى الطهى والتقديم جيدا، تغطية الطعام حتى لا يتلوث.
مراعاة تناسب قوام الطعام لسن الطفل على أن يبدأ لينا ثم الأغلظ قواما .
وإعطاء الأطعمة المكملة للطفل باستخدام الملعقة والكوب بعد غسلهما جيدا، والبعد عن استخدام الببرونة فى إطعام الطفل.
وتغذية الطفل بكمية كافية من مصادر الطاقة مثل الحبوب ومنتجاتها والزيوت النباتية وقليل من السكريات.
وإعطاء الطفل كمية من البروتين اللازم للنمو من مصدر نباتى مثل الفول والعدس والحمص أو من مصدر حيوانى إن أمكن مثل الألبان ومنتجاتها مثل البيض واللحوم والطيور والأسماك.
وإمداد الطفل بنصيب وافر من الخضراوات المطهية والفاكهة أو عصيرها لضمان حصوله على الفتيامينات والأملاح المعدنية .
وتغذية الطفل الرضيع من الأمور البالغة الأهمية التى يجب أن تعطى عناية خاصة حيث ينمو الطفل نموا سريعا فى هذه المرحلة فيتضاعف وزنه فى الأشهر الخمسة الأولى يكون وزنه ثلاثة أمثال وزنه عند الولادة، ولذلك يجب على الأم متابعة وزنه شهريا للتأكد من زيادة وزنه الزيادة الطبيعية بالنسبة لسنه .
ففى الشهر السادس يمكن ان نقدم له نصف كوب صغير عصير برتقال طازجا يوميا وكوبا صغيرا عصير طماطم مصفى من البذور وفى الشهر السابع يمكن ان نضيف لها خليطا من الجزر والكوسة المسلوقة أو المهروسة جيدا بدون توابل وفى الشهر الثامن يضاف صفار بيضة أو كوب زبادى أو قطعة جبن قريش صغيرة وفى الشهر التاسع يمكنه تناول موزة مهروسة أو بسكويت أو لبابة خبز والارز أو البطاطس المسلوقة وفى الشهر العاشر نضيف كبدة الدجاج المسلوقة او بيضة كاملة ونصف كوب لبن وفى الشهر العاشر نضيف اللحم المسلوق والسمك وعندما يكمل العام يمكنه تناول طعام الأسرة العادي.
#مشرفة_الاسرة_والطفولة المصدر:
《
#منتدى_المركز_الدولى》