#جر_العامود ...
الصورة لعامود ضخم مهيب كشفت عنه أعمال إزالة أطلال المدرسة الأشرفية التى أقامها السلطان الأشرف شعبان بن حسين عام 777هـ / 1376م بالصوة بطريق سكة المحجر بالقلعة. هذا العامود المهيب صنف أهل مصر فيه الأغانى وتحاكوا عنه أزمانا وأزمانا، حتى أطلقوا على قماش النساء فى أيامه "قماش جر العامود" لغرابة حجمه وصعوبة نقله. وعن العامود وجر العامود سياحة فى ذاكرة مصر أم الدنيا، وأطلالها الغريبة بين أهلها وناسها و... ونقطة من أول السطر.
يذكر إبن إياس الحنفى فى بدائع الزهور فى وقائع الدهور: (وفى شهر ربيع الأول عام 777هـ وجد فى قصر الحجازية من القاهرة، حيث كان باب قصر الزمرد أحد أبواب القصر الفاطمى تجاه رحبة باب العيد، عمودان من الصوان عظيما القدر إلى الغاية وجدا تحت ردم هناك، فرسم السلطان شعبان بسحبهما إلى عمارة مدرسته التى بالصوة تجاه الطبلخاناه من قلعة الجبل).
وعن قصر الحجازية هذا يذكر المقريزى فى الخطط: (يقع قصر الحجازية بجوار المدرسة الحجازية، كان يعرف أولا بقصر الزمرد فى أيام الخلفاء الفاطميين من أجل أن باب القصر الذى كان يعرف بباب الزمرد كان هناك. فلما زالت الدولة الفاطمية صار من جملة بيد ملوك بنى أيوب، واختلفت عليه الأيدى ... إلى أن أشترته خوند تتر الحجازية أبنة الملك الناصر محمد بن قلاوون، فعمرته عمارة ملوكية، وتأنقت فيه تأنقا زائدا، وأنشأت بجواره مدرستها التى تعرف اليوم بالحجازية).
وصار عامود قصر الزمرد الفاطمى من جملة عمارة قصر الأميرة تتر الحجازية برحبة بباب العيد بالجمالية، ثم آل بعدها إلى مدرسة السلطان الأشرف شعبان بن حسين بالصوة بالمحجر، ثم أنتهى أمره إلى أن يعثر عليه فى أيامنا مجهولا وسط الرديم.
إلا أن امر هذا العامود - ومثيله الذى ربما نجده تحت الرديم - لم يكن من اليسير نقله إلى المدرسة الأشرفية بالصوة، وعن ذلك يذكر إبن إياس فى بدائع الزهور فى وقائع الدهور: (فأمر السلطان شعبان بن حسين بسحبهما إلى عمارة مدرسته بالصوة، فأعتى العتالين أمرهما، وعجزوا عن سحبهما لكبرهما. فانتدب إلى سحبهما شخص يقال له محمد بن بدرا، وكان رايس الحراقة السلطانية، فصنع لهما أشياء من صنعة الهندسة بحركات غريبة أقترحها، فانسحبت بعد جهد كبير حتى وصلت إلى رأس الصوة تحت القلعة حيث عمارة المدرسة الأشرفية. فكان لهما يوم مشهود بالقاهرة وزفوا بالطبول والزمور، وانطلقت لهما النساء بالزغاريت من الطيقان، فلما وصلا إلى باب الوزير إنكسر أحدهما نصفين.
وقالت الشعراء فى هذه الواقعة عدة مقاطيع، واقترحوا بالإسكندرية قماشا للنساء من الحرير وسموه "جر العامود" وأقامت الناس بعد ذلك مدة طويلة وهى تلهج بذكرهما فيما جرى فى ذلك اليوم). وفى الختام "عامود المدرسة الأشرفية" ألا يستحق أن نفرد له مكانا فى إحدى حدائقنا المتحفية المكشوفة ! ...
*الصورة والمنشور نقلاً عن الأستاذ الكبير/ أبوالعلا خليل*
《
#منتدى_المركز_الدولى》
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗