السلام عليكم ورحمة الله
#الدرس_السادس_والثمانون_من_شرح_كتاب_الكبائر شرح الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ورعاه
باب ترويع المسلم
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : حدثنا أصحابُ رَسولِ الله ﷺ أنهم كانوا يسيرون مع النبي ﷺ فنام رَجُلٌ مِنهم فانطلق بَعضُهم إلى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ فَفَزِعَ، فقال رسول الله ﷺ: «لا يَحِلُّ لمسلم أنْ يُروع أخاه». رواه أبو داود.
وقوله: باب ترويع المسلم، الترويع: يعني: الإخافة والإرعاب، فلا يجوز للمسلم فعل شيء يكون سبباً في إلقاء الخوف في قلب أخيه، لأنَّ الترويع فيه ضرر على المسلم، فمن فعل ذلك فإنه يجازى يوم القيامة على صنيعه، ويمكن أن ينال عقابه في الدنيا ويدخل في ذلك ما يصدر من البعض الذي يتبنون أفكاراً منحرفة، تدفعهم إلى إرهاب الناس وإخافتهم من خلال التفجير، وترويع الآمنين والمستأمنين والمعاهدين، فالواجب تأمين المسلمين وتأنيسهم وإكرامهم لا تخويفهم وإرهابهم.
وقوله : كانوا يسيرون مَعَ النبي ﷺ فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُم فَانطَلَقَ بَعْضُهم إلى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ فَفَزِعَ» وذلك أنهم كانوا مع النبي ﷺ
في سفر، فنام أحدهم وجاء رجل ليمزح وأخذ حبله فروّعه، ولا يجوز الترويع حتى بالمزاح، وأياً كان هذا الترويع سواء بالكلام أو يأتيه على حين غفلة فيخيفه، أو من خلال الاتصال بالهاتف، كأن يخبره بخبر يفزعه على سبيل المزاح، أو بالفعل كأن يحمل عليه السلاح تخويفاً له، أو استغفاله وهو نائم، لأن كل ذلك من شأنه أن يسبب له ضرراً، فالحاصل أنَّ ترويع المؤمن بأي حال لا يجوز وهو كبيرة من كبائر الذنوب فيه من إدخال الأذى والضرر على المسلم، والمسلم: من سلم المسلمون من لسانه ويده.
باب المتشبع بما لم يُعطَ
ولهما عن أسماء أن امرأةً قالت: يا رسول الله، إِنَّ لِي ضَرَّةٌ فهَلْ عَليَّ جُناحَ إِنْ تَشبَّعْتُ مِن زَوْجِي بما لم يُعْطِني؟ فقال: المُتشَبِّعُ بِما لَمْ يُعْط كَلابِسِ ثَوْبَيَ زُورٍ».
قوله: «المتشبع بما لم يُعط» أي: المتزين بما ليس عنده يتكثر بذلك ويتزين على غيره بالباطل، وفي الحديث أنَّ امرأة ذكرت للنبي ﷺ أن لها ضَرَّة، وسألت إن كان يجوز لها أن تظهر أمامها وتدعي بأن زوجها قد خصَّها بما تَفْضُلُها به كمحبَّة أو أي شيء آخر أكثر من ضَرَّتها؟ فأنكر عليها وقال : «المتشبع بما لم يُعطَ»، أي: الذي يظهر الشبع وليس بشبعان والمقصود إظهار فضيلة لم تحصل له، فأخبر النبي ﷺ أنه لا يجوز وأن فاعل ذلك كلابس ثوبي زور»، وهو الذي يزور على الناس فيظهر أمامهم بصفة ليست فيه على الحقيقة.
والمراد أنه كان شبيهاً بمن لبس ثوبين لغيره وأوهم أنها له، ويدخل في ذلك ادعاء صفات وأحوال ليست موجودة في الحقيقة. كما نهى عن ذلك لأنَّ هذه الصفة هي صفة اليهود حيث
قال الله ﷻ فيهم: «وَيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا » [آل عمران: ۱۸۸] .
أرقام الصفحات من شرح كتاب الكبائر
{ 492 * 493 * 494}
‗۩‗°¨_‗ـ المصدر:#منتدي_المركز_الدولى ـ‗_¨°‗۩‗