🟢
#قصة التجلي العظيمة، والمقابلة الثانية والاخيرة بين الله سبحانه وتعالى وموسى عليه السلام:
🟢
كان نبي الله موسى عليه السلام قد وعد بني إسرائيل الذين امنوا به واتبعوه أن يأتيهم بكتاب فيه تبيان معالم الشريعة وما يأتون وما يتركون، فلمّا أهلك الله تبارك وتعالى فرعون مصر ومن اتّبعه من جنوده في البحر وأنجى بني إسرائيل قالوا لنبيهم موسى عليه السلام: ائتنا بالكتاب الذي وعدتنا..
فسأل موسى عليه السلام ربه ذلك، فأمره تعالى بالصيام ثلاثين يومًا ثم يُتبعها بعشر ليال أخرى يصوم فيها موسى أيضًا ليسمعه كلامه العظيم ويعطيه التوراة وفيها الأحكام وتفاصيل الشريعة المطهرة
وقيل أن الثلاثون ليلة هي شهر ذي القعدة بكماله وأتمت أربعين ليلة بعشر من ذي الحجة..
فصام موسى عليه السلام أربعين يومًا استكمل فيها ما أمره الله تعالى بفعل، ثم أمره الله تعالى في المجيء إلى جبل معين سمي لاحقًا بجبل (التجلي) وحده ولا يأتي معه احد فجاء موسى عليه السلام لميقات الله تعالى أي في الوقت الذي أمره تعالى بالمجىء فيه
فكلمه تعالى من وراء حجاب، أي من غير أن يرى الله، وكان هذا الشرف العظيم حظي بها سيدنا موسى للمره الثانيه وهي أن يسمع صوت ربه ويكلمه ، فأعطاه الله سبحانه وتعالى الكتاب ، وعندما سمع موسى كلام ربه وأعطي هذا الفضل العظيم، طلب أمرًا لم يطلبه أحدًا من العالمين..
طلب عليه السلام من ربه عزَّ وجل أن يراه فقال: ﴿ربِ أرني أنظر إليك﴾ فطلب أن يرى وجه الله من دون حجاب ، فرد الله الحكيم بهذا على موسى وقال له ﴿لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني﴾ ، علّق الله رؤية موسى له بثبات الجبل عند رؤيته، لانه عالم أن الجبل لن يثبت
فتجلّى الله سبحانه وتعالى للجبل فاندكّ الجبل دكّا وتحول من جبل مهيب وعملاق إلى رماد في أقل من ثانية وموسى عليه السلام ينظر إليه حتى خرّ عليه السلام مغشيَا عليه من هول ما رأى من اندكاك الجبل، فلما أفاق عليه السلام من غشيته قال: (سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين) ..
التجلي في اللغة العربيه معناه (الظهور) لكن معنى تجلي الله سبحانه وتعالى للجبل في هذه الآيه فسرهُ ابن عباس وقال (ماتجلى من الله سبحانه وتعالى إلا قدر الخنصر ) بمعنى الذي ظهر من الله سبحانه وتعالى للجبل نفس حجم أصبع الخنصر ومع ذلك اندك الجبل، فسبحان عظمته..
جبل التجلي مكانه ليس معلوم للخبراء مثل الوادي المقدس طوى ، كونه لم يُذكر المكان تحديدًا في النصوص لكن ذكرت الحادثة فقط ومع ذلك حصل اجتهاد واختلاف كبير بين المؤرخين فجميعهم اجتهدوا في تحديد مكان جبل التجلي وإلى الان لا يوجد اجماع..
من هذه الاستنتاجات التي ظهرت هي اجماع البعض على أن جبل حمام موسى هو الجبل الذي كلم الله به موسى وطلب موسى من ربه أن يراه وفيه صُعق موسى، وجبل التجلي الذي تجلى الله به اختفى من الوجود وتحول إلى رماد لذلك يُصعب تحديده ، هذا القول الاشهر والاقرب للصواب..
والقول الثاني الاشهر ان جبل التجلي يقع على الجانب الغربي من جبل الطور ويمتد من مدينة الطور بمسافة 60 كيلومترا حتى مفارق فيران، وأن موسى طلب رؤية ربه من جبل الطور ..
(وجميعها استنتاجات لا يوجد إجماع قوي عليها)
جميع الانبياء والرسل لم يروا وجه الله الكريم وهم على قيد الحياة حتى رسول الله لم يراه في رحلة الاسراء والمعراج بل كلمه تعالى من وراء حجاب، ابن كثير رحمه الله فسر هذا الامر بتفسير عظيم للغايه فقال:
(قلوب البشر لا تتحمل أن ترى وجه الله تعالى)
فلا يوجد نعمه ولا نعيم أعظم من النظر إلى وجه الله تعالى ويقال أن أهل الجنة لم يُعطوا منذ أن خُلِقوا لذة أحب اليهم من لذة النظر الى وجه الله عز وجل..
فاللهم أرزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
المصادر:
- البداية والنهايه لابن كثير
- الطبري تاريخ الرسل والملوك
《
#منتدى_المركز_الدولى》