الشيخ متولى الشعراوي شاعراً
(قصائده في مدح الملك فؤاد الأول والملك فاروق)
كلنا نعرف الشيخ الجليل إمام الدعاة أشهر رجال الدين في العالم الإسلامي والذي اشتهر بأسلوبه الجديد والسهل في تفسير القرآن الكريم والذي جذب إليه العامة قبل الصفوة ..
● ولا يعرف إلا قلة من المقربين إليه أنه كان شاعراً وكان متيماً بأمير الشعراء أحمد شوقي وحافظاً للكثير من أشعاره ..
● وتعد قصيدة(الباكورة)التي كتبها الشيخ عام ١٩٢٨ من أول أعماله وهي قصيدة مطولة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام وتتجاوز مائتي بيت ..
● ولم يهتم الشعراوي بجمع قصائده وذلك لتفرغه للدعوة حتى قام الدكتور صابر عبد الدايم أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر بجمع أشعار الشيخ الجليل في كتاب بعنوان(ديوان الشيخ الشعراوي)
● وقد يتعجب البعض عندما يعلم ان للشعراوي قصائد كثيرة فى شبابه يشيد فيها بالملك فؤاد ثم بالملك فاروق حين تولى العرش ويطالبهما بأن يوليا الأزهر عنايتهما ..
يقول تحت عنوان(باقة الاخلاص)مادحاً الملك فؤاد :
أزهر الأزهر منك الجوهرا
فقت فى رفع صواه جوهرا
وله قصيدة أخرى بعنوان (أنقذ الأزهر) يقول الشيخ الشعراوى إن طلاب المعهد كان يرددونها حين يجتمعون على رصيف محطة القطار فى بنها لاستقبال الملك فؤاد عند عودته من المصيف يقول فيها :
عد أبا الفاروق فياح الشذا
حبذا العود ببدء حبذا
أنقذ الأزهر من أزمته
فكفى رأى فؤاد منقذا
وقصيدة أخرى بعنوان (عد باليمن) يقول عن الملك فؤاد :
جنحت إلى العرفان فى مصر فازدهر
بحضرتك العليا النهى وزكا الفكر
ويممت شطر الدين توليه رفعة
فبانت من المعمور أنجمه الزهر
وقصيدة بعنوان(الملك الدينى) يشيد بقانون الأزهر الذى أصدره الملك فؤاد فيقول :
أى الأيادى تُشكر لك يا مليك وتُذكرُ
يغنى الزمان وآى برك خالدات تنشر
الأزهر المعمور روض أنت فيه الكوثر
وكفى الشريعة أنها بك يا فؤاد ستنصر
لك قمت تؤسس الدور العظام وتعمر
دور تفجر هديها وبها الحنيفة تُثمر
والأزهريون اطمأنوا واطمأن الأزهر
لما أتى القانون من ساح الجلالة يخطى
حمدوا جَداك وهللوا ولفضل عطفك كبروا
وتحت عنوان (أزهريات) ست قصائد عن الأزهر قدمها الشيخ الشعراوى بقوله :
بناه المعز لدين الله الفاطمي
وأعلى مكانته فؤاد العلوي
يقول فى أحداها:
مركب اليمن بعود حميد
ولقدم يا فؤاد رمز السعود
عشت للدين حامياً ونصيرا
وليدم للعلا أمير الصعيد
وكان لقب (الأمير) فاروق هو (أمير الصعيد) وقصيدة أخرى يقول فيها :
قل أعيذ الملك شر الحاسد فهو النبل وللعافي الثراء
وقصيدة يقول فيها :
أبوك سما بالنيل حتى غدت به
دساكره من بعد قفر هى لمصر
فأنت خيار من خيار فما الذى
تمناه من خير وعنصرك الخير
فيا شبل إسماعيل يكفيك عزة
كنانة أرض الله أنت لها عمرو
وقصيدة يشبه فيها الملك فؤاد بالخليفة العباسى هارون الرشيد ويشبه فاروق بالخليفة المأمون وهما من أعظم الخلفاء فى العصر العباسى الأول يقول فيها :
فدم يا رشيد العصر للنيل حامياً
ودام لنا المأمون فاروقك البر
فيمناه يمن للبلاد وأهلها
ويراه يطفو من أناملها اليسر
وفى رثاء الملك فؤاد يقول :
فجعت أمة وتيتم شعب
فبكى مشرق وأعول غرب
يا فؤاد البلاد يبكيك علم
ومتنون دهاهما فيك خطب
ثكل الدين عاهل الدين فى مصر
ومصر للدين مغنى وقطب
وبكى الأزهر الشجى مليكا
طلما كان للحنيفة يصبر
لك فى البر يا مليك أياد
شاهد بأن عهدك خصب
ومن الواضح أنه كان يقدر الملك فؤاد تقديراً خاصاً حتى أنه قال عنه :
سما بك الملك فأنعم أيها الملك
فأنت كالشمس والوادى هو الفلك
وقال عنه فى الحفل الذى اقيم بمناسبة عيد ميلاده سنة ١٩٣٤ :
لقد شابهت موسى بسحر جفونها
وقد خالفت عيسى إذا ما قضت نحبي
فبايعك الهرمان عن قفر مصرنا
وباعيك النيل السعيد عن الخصب
لسدنكم جاء الجميع مهنئا
كما الكعبة الغراء من أبعد الأدب
● هذا وجه آخر لا يعرفه الكثيرون للشيخ الشعراوي رحم الله إمام الدعاة وأسكنه فسيح جناته ...
《
#منتدى_المركز_الدولى》