مسارح الاسكندرية
مسارح الاسكندرية بين القديم والحاضر
...
بعيدا عن شكل المسرح الروماني بشكله القديم تعتبر عروس البحر المتوسط “الإسكندرية” من أوائل المدن المصرية التى شهدت بداية ظهور الفن المسرحى فى مصر بشكله المعروف حديثاً، من خشبه مسرح و ستاره و روايه و كواليس و حتي كمبوشه الملقن.... و كانت تضم عروس البحر المتوسط عدة مسارح ومراكز ثقافية لعل اشهرها تياترو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الذى تم تأسيسه ١٨٦٤ وكان اطلق عليه فيما بعد “تياترو محمد على”، و أيضا دار أوبرا الإسكندرية التى أطلق عليه لاحقا اسم فنان الشعب “سيد درويش” بعد ١٩٥٢ .
يرجع الفضل لظهور الفن المسرحى بالإسكندرية لوجود عدد كبير من الجاليات الأجنبية التي أقامت بها واستوطنوها، ومنذ ذلك الوقت مارست تلك الجاليات بتنوع أصولها، كافة الأشكال الثقافية التي تربوا عليها فى وطنهم الأصلى، وكان أحد أهم هذه الممارسات الثقافية فن المسرح، فقد افتتح الفرنسيون المقيمون بالإسكندرية “المسرح الفرنسى” فى 3 نوفمبر ١٨٢٩ للاحتفال بعيد ميلاد ملك فرنسا، حيث تم عرض مسرحيتين (المحامي باتلان) و(الذواقة المفلس) من تأليف يوجين سكريب، وقد قام بتصميم الديكور الفنانين المصاحبين للعالم شامبليون، وكان الجمهور مكونا من الأوربيين وبعض ضباط الأتراك و الارنؤوط المنضمين لجيش محمد علي باشا الكبير (١٨٠٥-١٨٤٨) مؤسس الاسره العلويه (١٨٠٥-١٨٥٣) و و مؤسس مصر الحديثه التي كان هذا النوع من الفنون مستحدث و يعزف عنه المصريين في بداياته و قد سمح به الباشا بين الاوروبيين ليعتاده المصريين ليخرجهم منرحاله العزله المفروضه عليهم جراء الاحتلال العثماني البغيض..... و كذلك حضر العرض بعض الاوروبيات و هو ايضا شيء لم يكن بمستصاغ في هذا العهد....
وشهدت الإسكندرية في السنوات التالية انتعاشا كبيرا في عرض المسرحيات الفرنسية والإيطالية أيضا، حيث كان أول عرض إيطالي قدم في الإسكندرية فى عام ١٨٤١ قدمته فرقة زائرة محترفة وكان أوبرا الموسيقار الايطالي دونيسيتى “إكسير الحب”،
و يكفي الاسكندرية فخرا و سبقا و ان تسجل للمختصين اول اوبرا في الشرق الاوسط و افريقيا تم لعبها علي ارضها بقياده الموسيقار الايطالي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الذي سبق ابن بلده الموسيقار فيردي الذي قاد فرقته في افتتاح دار الاوبرا المصريه في احتفالات افتتاح قناه السويس ١٨٦٩ بدون اوبرا عايده التي عرضها فيردي عام ١٨٧١.... و كان اول من تولي مسؤولية الاوبرا رسميا عاشق الاسكندرية Paulino Draneht Pasha او بوالينو درانيت باشا المطلق اسمه علي شارع بوالينو بحي محرم بك....
وتوالت بعدها العروض الأجنبية، حتى ظهرت أول مساهمة مصرية فى أعمال مسرحية بالإسكندرية وذلك فى منتصف القرن التاسع عشر في مسرح بالهواء الطلق مسرحية إيطالية كانت البطلة فيها مصرية سمراء ( غير معروفة الاسم لمعارضه العامه لثمثيل النساء في هذا العهد ) لكنها باللغة الإيطالية، وكانت العروض المسرحية الإيطالية، هى الأولى التي تم عرضها على مسرحي زيزينيا و روسيني عند افتتاحه في ديسمبر ١٨٦٤ بميدان القناصل و ذلك قبل هدمه اثناء القصف البريطاني للاسكندريه عام ١٨٨٢ و انتقال مسرح زيزنيا الي مقره الحالي في شارع فؤاد علي نسق اوبرا فيينا ثم تحول مع الوقت الي مسرح محمد علي ثم مسرح سيد درويش بعد ١٩٥٢ و حاليا دار اوبرا الاسكندريه.... و تياترو زيزنيا اسسه الكونت ايتان (ستيفان) زيزنيا و هو يوناني الاصل و قنصل بلجيكا و صاحب امتياز مد خط ترام الرمل ليسهل الوصول الي الحي الجديد الذي حمل اسمه زيزنيا و بني فيه فندق و كازينو سان ستيفانو و قسم الاراضي و انشاء القصور و الفيلات لعليه القوم و الاثرياء من المصريين و الاجانب و حتي استراحه او مقر اقامه محافظ الاسكندريه في حي زيزنيا حتي اليوم... و هو نفس التفكير الذي كرره البارون امبان في حي هليوبليس بالقاهره.... حي خارج الكتله السكنيه يمد له الترام و ووسائل الجذب من فنادق و مسارح و تخطط المنطقه و تقسم الاراضي... سبقت الاسكندريه القاهره في مد الترام
وظلت العروض الإيطالية هى المهيمنة على هذين المسرحين طوال الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، حيث قدم الفنان التراجيدي الإيطالي الكبير (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) بصحبة فرقة مكونة من أربعين ممثل وممثلة في عام ١٨٨١ اثنى عشر مسرحية لمدة شهرين بمسرح زيزينيا، ولاقت تلك العروض نجاحا كبيرا وحازت شهرة عظيمة لدرجة أن أهالى القاهرة شعروا بالغيرة من أهالي الإسكندرية، وطالبوا بحضور الفرقة لتعرض عروضها في الأوبرا الخديوية بالقاهرة.
ولأن المدينة الساحلية أصبحت مصدر نشاط فنى ومسرحى كبير مما كان عامل جذب مهم لعدد كبير من الفرق المسرحية الشامية التى كان لها فضل كبير فى دخول المسرح العربى إلى مصر مع نهايات القرن التاسع عشر، حيث تشجعت الفرق العربية فى إقامة تعاون فنى غير مسبوق مع الفرق الأجنبية. ففي عام 1894، قام سليمان القرداحي صاحب الفرقة المسرحية الشهيرة باسمه – وعلى مسرحه – بتمثيل دور البطولة في مسرحية (عطيل)، التي عرضتها الفرقة الإيطالية. حيث مثلت الفرقة باللغة الإيطالية، ومثل القرداحى دور البطولة فيها باللغة العربية، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك أنشطة مسرحية للهواة تم تقديمها من خلال جمعيات أهلية واجتماعية.
🟢48 مسرحاً🟢
فعلا كما هو مكتوب سجلت مواقع بحث كثيره هذا الرقم... و قد بلغت مسارح الإسكندرية فى فترة ما بالفعل ٤٨ مسرحا كانت تعج بالفن والإبداع، ولم يتبق منها إلا بعض المسارح، منها «بيرم التونسى»، «الأنفوشى»، «الحرية للإبداع»، «ليسيه الحرية»، وتحول البقية لمجرد ذكريات....
ذكريات كانت شاهدة على بدايات عمالقة زمن الفن الجميل، الذين كان لهم دور كبير فى انشاء عدد من المسارح بها، مثل الفنان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الذى ما زال مسرحه موجوداً حتى الآن، باسم مسرح «عبدالمنعم جابر» فى منطقة كامب شيزار، وهو من المسارح التى أنشئت منتصف القرن الماضى، ولا تزال تستضيف بعض العروض المسرحية.
وكذلك أنشأ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هو الآخر مسرحا بمنطقة كامب شيزار على الكورنيش، إلا أنه تهدم منذ بدايات الستينيات بعدما أصابه الإهمال الشديد، وشيدت فى موقعه عمارة سكنية بها مقهى يحمل اسمه.
🟢وتحتضن الإسكندرية مسرح «
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]»، أحد المسارح القديمة الموجودة بمنطقة الشاطبى داخل مدرسة الليسيه، التى أنشأتها البعثة الفرنسية عام ١٩٠٩، وتم تأميمها عام ١٩٦١، حيث يعد من أهم المسارح التراثية، ويعرض عليه الآن بعض عروض المسرحية.
🟢وهناك أيضا مسرح “محمد عبدالوهاب” بمنطقة الأزاريطة التابع للبيت الفنى للفنون الشعبية، الذى كان يستضيف عروض الفرق الاستعراضية مثل فرقة رضا، وعاد للحياة مؤخرا بعد خضوعه لأعمال الترميم والتطوير بعد إغلاقه فترة دامت 11 عاماً.
🟢وأيضا مسرح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، أحد مسارح البيت الفنى، وهو الأشهر حاليا بعد تجديده وتشهد العروض المقدمة عليه زحاماً شديداً أثناء عرض المسرحيات خاصة فى أشهر الصيف.
🟢فيما يقدم مسرح «الحرية للإبداع»، التابع لصندوق التنمية الثقافية، العديد من العروض الفنية المتنوعة ما بين الكورال والباليه والأعمال العربية والكلاسيكية، وهو مجهز بأحدث الأجهزة الصوتية والضوئية.
منذ سنوات تم هدم مسرح السلام بسيدي جابر الذي شهد لسنوات اكبر المسرحيات ريا و سكينه، الواد سيد الشغال
و ضمت حدائق قصر المنتزه مسرح الفن للمخرج المسرحي الكبير. جلال الشرقاوي... و لكن تمت ازالته في عمليه تطوير المنتزه المستمره مذ سنوات
و كان هناك مسرح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بالمنشية احد اشهر مسارح الثغر السكندري و الذي يعتبر دار اوبرا من روعه تصميمه المعماري و ديكوراته و قد وقف علي خشبته كبار الفنانين علي رأسهم كوكب الشرق ام كلثوم.... و هو حاليا خرابه تنعي بانيها...
و هناك ايضا مسرح
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في محطة مصر الذي تحول مع الوقت لقاعة افراح ثم تحول الى معرض كبير للادوات المكتبية مكتبةالصياد..
و هناك مسرح ال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بشارع لاجيتيه (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) بالابراهيمية الذي شهد صولات و جولات كوميديانات مصر. لعقود حتي تم هدمه و بناء مول تجاري مكانه
️ يبقي ان نذكر احد العلامات التراثية بالاسكندرية و لا يزال يحتفظ بخشبه المسرح في حاله ممتازه و صاحب اول عرض سينمائي في افريقيا و الشرق الاوسط و الثاني في العالم بعد موطن السينما باربس عام ١٨٩٩ علي يد الاخوين Lumière... وقتها كان اسمه بورصة طوسون و تحول بعدها لنادي للانجليز ثم نادي او كلوب محمد علي علي نسق كلوب محمد علي بالقاهره ثم قصر ثقافه الحريه بعد ١٩٥٢....
الإسكندرية قبلة لنجوم المسرح
لو احد المتابعين يتذكر مسارح اخري يا ريت نضيفها... دول ٤٨ مسرح مش متذكر سوي قدر ضئيل منهم
وقبل عقدين من الزمان وأكثر كانت الإسكندرية هى الوجهة الرئيسية للعروض المسرحية ونجومها وجمهوها خاصة طوال أشهر الصيف كل عام، بمتوسط 7 عروض مسرحية فى الموسم الواحد بكبار النجوم، وعندما كان يطلق على الموسم الصيفى “مضروب” يقصد به أن عدد المسرحيات وأسماء نجومها أقل من المعتاد، فكان كبار النجوم يتباهون بافتتاح عروضهم المسرحية الضخمة بالمدينة الساحلية أولا، قبل انتقالها للعرض فى الموسم الشتوى بالقاهرة.
وكان النجم عادل إمام أحد النجوم الذين يهمتون بتقديم عروضهم المسرحية بالمدينة الساحلية بشكل دائم، ومنها مسرحية “شاهد ما شفش حاجة” التى قدمها على مسرح لونابارك بالإبراهيمية فى سبعينيات القرن الماضي، وفى ذلك الوقت كانت تعد العرض الأغلى بقيمة تذكرة بلغت 95 قرشًا. ولعل من الكوميديا في هذا العرض هو وجود الفنانة هالة فاخر التي كانت تتبادل دور البطلة مع ناهد جبر.
️وعلى مسارح الإسكندرية برزت موهبة الفنان الراحل سمير غانم ابن كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، ومنها بدأت انطلاقته إلى عالم الفن والمسرح والسينما والتليفزيون، لذا كان من أبرز النجوم حرصا على تقديم عروضه المسرحية بالإسكندرية، وكان آخرها مسرحية “ترالم لم” الذى عرض على مسرح “الليسيه” عام ٢٠١٠ وكانت وقتها تعتبر مخاطرة لأن موسم الصيف فى الإسكندرية كان قصيرا للغاية لحلول شهر رمضان، إلا أنه تمسك بالعرض أمام الجمهور السكندرى الذى اعتاد مشاهدة عروضه المسرحية دوما.
️ كما كان للفنان الكوميدى محمد نجم صولات وجولات على مسارح الإسكندرية، حيث أسس فرقته الكوميدية التي تحمل اسم «فرقة نجم»، ويعد مسرح نجم، من أكثر المسارح التي شهدت تقديم عدد من العروض الفنية المميزة على مدار عدة سنوات.
️ وفى السنوات الأخيرة شهدت المدينة الهادئة عودة قوية للمشهد المسرحى هناك بعدما اتجه عدد كبير من صناع الحركة المسرحية سواء على مستوى القطاع الخاص أو العام لتقديم عروض تتناسب مع موسم الصيف، وكان أهمها عرض “ياما في الجراب يا حاوي” للنجم يحيى الفخرانى على المسرح الكبير بمكتبة الإسكندرية، كأول مسرحية جماهيرية كبيرة يتم افتتاحها بالإسكندرية منذ سنوات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مسارح